الجلسة الثانية من الندوة الفكرية حول السينما في الخليج .. السينما في الإمارات والسعودية

07 مايو, 2013

أدار محمد الكندي من سلطنة عمان الجلسة الثانية التي تحدث فيها كل من ممدوح سالم عن السينما في السعودية، ونواف الجناحي عن السينما في الامارات.

البداية كانت مع ممدوح سالم والسينما في السعودية، حيث استهل ورقته البحثية بنبذة عن صناعة السينما في السعودية، مشيرا إلى ان معرفة السعوديين بالسينما ترجع إلى عصر الستينيات، حيث المساحات المفتوحة أو ما يسمى بـ «الأحواش» فقد اعتمدت على آلة العرض السينمائي الشبيهة بجهاز السينما توغراف، وكانت مدينة جدة من أشهر المدن السعودية التي تضم مثل تلك العروض وقد بينت إحصائية تقديرية عن أن هناك ما يزيد على 50 دار عرض كانت منتشرة في المدن السعودية في فترة الستينيات، وكان لمدينة جدة نصيب الأسد حيث كانت تمتلك 25 دار عرض سينمائي في أحياء متعددة كان لأحياء العمارية والصحيفة 7 دور عرض، فيما توزعت بقية دور العرض على أحياء الكندرة والبغدادية والرويس والثعالبة وكيلو 2 وغيرها من أحياء جدة القديمة، وتأتي سينما جمجوم وأبو صفية من أشهر دور العرض السينمائي، في حين كانت آخر دار سينما نشأت في جدة كانت سينما «فندق العطاس» في أبحر، هذا إلى جانب دور السينما في السفارات العربية والأجنبية.

وتحت عنوان المهرجانات السينمائية في السعودية يقول سالم: يعتبر مهرجان جدة للأفلام أول مهرجان سينمائي في السعودية إذ تأسس في عام 2006 م وكان بمسمى «مهرجان جدة للعروض المرئية» وقام بتأسيسه المخرج السينمائي ممدوح سالم، وهو مهرجان لعروض أفلام سعودية وخليجية ذات فكر ثقافي ورؤية فنية راقية تتناسب مع العادات والتقاليد الإسلامية، ويقام المهرجان بشكل سنوي، وقد سجل المهرجان تاريخيا كأبرز حدث ثقافي على الساحة العربية استنادا إلى المرصد الذي قدمه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري في رصده لأبرز الأحداث التي شهدها الإقليم العربي، حيث اعتبر التقرير أن إقامة أول مهرجان سينمائي بالمملكة تحت عنوان «مهرجان جدة الأول للعروض المرئية» من أبرز الأحداث الثقافية والاجتماعية لعام 2006.

ويقول سالم: تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول احتضانا للأفلام السعودية حيث عُرض هناك 20 فيلما سعوديا من خلال 4 مهرجانات سينمائية، مشيرا إلى اعتراض المشاركات السينمائية السعودية عدة أزمات شملت:

1 - عدم حصول المخرج عبد الله المحيسن على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة الأمريكية أثناء عرض فيلمه «ظلال الصمت» في مهرجان نيويورك للأفلام.

2 - قضية فيلم «طفلة السماء» بين مخرج العمل علي الأمير والكاتبة السورية سمر يزبك التي أصدرت بيانا تهاجم فيه الأمير وتتهمه بالسطو على روايتها والتي تحمل نفس (الاسم طفلة السماء) وتحويلها لفيلم سينمائي دون أخذ الموافقة الرسمية منها على ذلك، مما حدا ببعض المقربين السينمائيين إلى التدخل لحل الأزمة وتوضيح اللبس وسوء الفهم.

3 - احتراق الفيلم السعودي «ليلة البدر» أثناء عرضه بمهرجان الإسماعيلية الدولي الحادي عشر للأفلام التسجيلية والقصيرة نتيجة حدوث تماس كهربائي بأجهزة العرض، مما حدا بإدارة المهرجان إلى عرض نسخة جديدة من الفيلم في وقت لاحق.

وفي ختام ورقته البحثية المطولة عرض سالم مجموعة من التوصيات تشكل آلية التنفيذ لنهضة سينمائية سعودية وخليجية:

يمكن لنا مواجهتها، والتفاعل معها بدلا من الفرجة عليها وهذه بعض المقترحات:

- فتح المجال أمام القطاعات الأهلية لدعم الإنتاج السينمائي للأفلام الطويلة.

- تشجيع القنوات الفضائية المتخصصة مثل «روتانا» و«MBC» لشراء الأفلام الطويلة من أجل دعم عجلة الصناعة والإنتاج السينمائي بشكل متواصل.

- تخصيص جهة تابعة لوزارة الإعلام متخصصة في تبني بعض المشاريع السينمائية للإنتاج الروائي والوثائقي.

- فتح المجال للبعثات والدورات الخارجية للموهوبين من أجل صناعة متميزة تنافس مثيلاتها من حول العالم.

- تفعيل دور جمعية الثقافة والفنون والنوادي الأدبية من أجل التعاون مع صناع الأفلام من أجل نتائج جيدة على مستوى إنتاج الأفلام الطويلة.

- تخصيص مواقع واستديوهات خاصة لتصوير الأفلام في كافة مدن المملكة من أجل دعم نقص المواقع والتي يواجهها صناع الأفلام في السعودية.

- تخصيص مساحات في القنوات الأربع الرسمية «الأولى، الثانية، الإخبارية، الرياضية» خاصة بمتابعة آخر أخبار حركة الإنتاج السينمائي السعودي بالإضافة إلى عرض الأفلام في تلك القنوات من أجل نشرها للمتلقي السعودي والأجنبي.

- تخصيص جزء من ميزانية وزارة الإعلام لدعم حركة الإنتاج السينمائي السعودي.

- التنسيق من قبل وزارة الإعلام مع الصحافة المحلية من أجل نشر إعلانات خاصة بالإنتاج السينمائي السعودي مقابل تكلفة تتحملها الوزارة، وذلك من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من متابعة المجتمع السعودي.

- ضرورة سهولة الحصول على التصاريح الخاصة بتوزيع الأفلام لاحقا على أقراص دي في دي لبيعها في السوق السعودي من أجل دعم أحد روافد نمو الحركة السينمائية السعودية.

- إصدار عدد من الكتب والمنشورات والمجلات من قبل وزارة الإعلام لبيعها وتوزيعها في المكتبات والنوادي الأدبية «الكتب والمنشورات» خاصة بصناعة الفيلم الطويل وأهمية تفعيل الثقافة السينمائية للمجتمع السعودي.

- الاندماج بين شركات إنتاج الأفلام لتستطيع المنافسة بقوة وفاعلية في الأسواق العالمية.

- انتشار وازدهار نشاطات معارض ومهرجانات الأفلام السينمائية والإقبال الشديد عليها.

- التعاون مع الجهات ذات الخبرة من أوروبا وأمريكا والعمل على الإنتاج السينمائي المشترك.

- الزيادة المتواصلة في وعي الجماهير وتغير أذواقه واهتمامه المتزايد بعالم السينما ومنتجاتها.

النتائج المرجوة

- تحسين صورة المملكة لدى المتلقي الغربي بحكم أن الفن السابع «السينما» يعتبر أحد أكثر الوسائل تأثيرا لدى المجتمع الغربي.

- توصيل رسائل وأصوات لا يمكن إيصالها عن طريق جهات إعلامية أخرى، فالسينما تعتبر أحد الطرق المثالية التي تستطيع من خلالها تقديم سيرة عظيمة لرجل عظيم مثل الملك عبدالله، ولكن لا تستطيع إيصالها للمجتمعات الغربية عن طريق قناة فضائية عربية مثلا.

- تنشيط قطاع مهم يعتبر رافدا للاقتصاد وهو قطاع الإنتاج السينمائي، والذي سيساهم في إضافة قوة إضافية لاقتصاد السعودية والذي ظل متماسكا حتى بعد الأزمة العالمية.

- نشر الوعي والتثقيف بين أفراد المجتمع لأهمية الصورة مهما كانت طريقة عرضها سواء من خلال شاشة كبيرة تسمى «سينما» أو شاشة صغيرة تسمى «تلفاز».

- دعم قطاع يعتبر مهما من أجل تكثيف النشاط الإنساني للمجتمع السعودي والذي يحتاج لمثل هذه النوافذ الثقافية.

- في حالة نشاط حركة الإنتاج السينمائي سيجد الكثير من الشباب ما يشغلون وقتهم به بدلا من أوقات الفراغ التي ظهرت عند الشباب السعودي في السنوات الأخيرة.

 

السينما في الإمارات

يقول نواف الجناحي ان السينما في الامارات بدأت مع بدايات الثلاثينات وهي الفترة التي كان فيها تواجد بريطاني قوي في الامارات ، وكان هناك صالات مخصصة  لعرض الأفلام البريطانية، ومع ظهور طفرة البترول زاد هذا التواجد، وفي منتصف التسعينات بدأت مسابقة الفيديو وكان وراءها الفنان محمد المزروعي إلى ان توقفت في عام 2001 ، وحدث شيئ قدري في دولة قطر من خلال مهرجان الشاشة المستقلة، وكان لدينا هاجس التفعيل السينمائي، وتفاجانا بوجود 12 فيلما اماراتيا سيعروضوا في مهرجان الشاشة المستقلة في قطر، ففكرنا في شيئ مماثل في الامارات، فتواصلنا مع المجمع الثقافي في قطر وتم تجهيز 28 فيلما اماراتيا منها افلام للهواة وتنوعت بين الروائي والوثائقي تم عرضها بالتزامن مع معرض أبو ظبي للكتاب، وكان الحضور متواضعا جدا ولم يتجاوز 20 شخصا وكان التحدي كبير.

 وتابع الجناحي.. في العام الثاني قام المجمع الثقافي باعادة العروض الاماراتية في اطار مسابقة الامارات وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين، اذ اعطت الجوائز زخما كبيرا للعروض والحضور والتفاعل النقدي معها.. وتوال العمل حتى وصل عدد الافلام الاماراتية المعروضة في المسابقة الى 90 فيلما، معظمها كانت أفلام للطلبة، وامتلئت الصالات عن آخرها.

 وفي عام 2005 شرعنا في تدشين مسابقة أخرى للافلام الخليجية اصبحت فيما بعد وثيقة تاريخية ، ومن هنا بزخ مهرجان أبو ظبي في 2004 والى كانت ذلك كانت هناك فعاليات سينمائية اماراتية ممتدة على مدار العام ، خلقت حالة من العروض المستمرة سنويا تنتج الامارات فيها حوالي 19 فيلما سنويا.

وحول دور الاعلام في صناعة السينما يقول الجناحي: الاعلام مقصر في ذكر المعلومات الصحيحة حول الاعمال السينمائية الاولى في الامارات ن وقال: قبل اسبوع تم تدشين الارشيف الوطني السينمائي لدولة الامارات العربية المتحدة، لمساعدة الباحثين والمهتمين بجذرو السينما في الامارات، لافتا إلى وجود العديد من الاكاديميات والمعاهد البحثية المتخصصة في الامارات، هذا بلاضاقة الى صناديق دعم الافلام القصيرة، كما تفتح الامارات آفاقا رحبة لعروض الافلام الامريكية والصينية والهندية، واختتم بالقول هاجسنا تعزيز الانتاج الروائي الطويل بعد الانبهار الذي حققه اول فيلم اماراتي  روائي طويل في 2005 وحقق نسبة مساهدة 9 مليون نسمة لـ 200 جنسية كلهم عطشى للسينما.

المداخلات

عدنان الصالح: تحدث حول مسميات المهرجانات السينمائية، مشيرا إلى أن مجرد اسم مهرجان ممكن ان يكون سببا في منعه.

طارق الشناوي: اقترح تدخل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشكل شخصي لتذليل عقبات صناعة السينما في السعودية، مشيرا إلى الملك عبد الله معروف برؤيته الانفتاحية ومواجهة القوى المتشددة في المملكةن مؤكدا على ضرورة عودة دور العرض السينمائية في السعودية.

عماد النويري: تساءل عن محاربة السينما في السعودية في حين أن الفضائيات السعودية تسيطر على الانتاج الدرامي السعودي

خالد الزدجالي: تحدث عن رؤيته حول مهرجان جده السينمائي الذي تم منعه واشار إلى العقبات التي واجهات احد المهرجانات السينمائية في عمان على أثر تهديد بعض القوى المتشددة بحرق القاعة التي سيقام فيها المهرجان، ما اضطر ادارة المهرجان الى تغيير قاعة المهرجان.

محمد الحجي "السعودي": هناك خلط من قبل رجال الدين في السعودية حول رؤيتهم للسينما، مشيرا إلى ان الملك عبد الله لم يعترض أبدا على ما يعرض سينمائيا في المملكة.

 نجود الغانم: هناك محاولات من قبل الفنانيين السعوديين لخلق حالة سينمائية مختلفةن وفي الامارات تجاوزنا العديدي من المشكلات والمؤسسات تقدر صناعة الفيلم السينمائي وكذلك رجال الاعمال ولكن هناك قضايا جوهرية وهي اهمية الانتباه الى ان السينما ليست فقط فيلما قصيرا ولن تقوم على مسمى "أنا الأول وفيلمي الاول".

المخرج حبيب حسين: تساءل حول تنظيم الاختصاصات لدعم الفنانيين السينمائيين في الامارات

Happy Wheels