افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي وسط حضور حاشد

11 ديسمبر, 2013
اليوحة: المهرجان يزداد عاماً بعد آخر عراقةً وحياةً ونمواً وإنتاجاً وتوهجاً

برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الذي أناب عنه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة  افتتحت مساء أمس على مسرح الدسمة فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي وسط حضور حاشد من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بشؤون المسرح وعدد من أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الكويت، بالإضافة إلى قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والعاملين فيه، حيث استُهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني ثم أطلت المذيعة مونيا الحجي  التي رحبت بالحضور وأثنت على جهود المجلس الوطني واللجان العاملة التي بذلت جهدا كبيرا من أجل أن يخرج المهرجان بالشكل الذي يليق بتاريخ الكويت المسرحي، وأشارت الحجي خلال استهلالها الحفل إلى مسرح الدسمة وعراقته وتاريخه واحتضانه العديد من الأعمال الفنية والمهرجانات وغيرها.
ومع ترقب الحضور لفقرات الحفل بعدما امتلأت قاعة الدسمة بالحضور تزين المسرح بعرض أوبريت «فضاءات مسرحية» لفرقة «ستيج جروب» من تأليف الشاعر خلف الخطيمي وإخراج الشاب علي الحسيني  وغناء كل من الفنان عادل الماس، محمد الزنكوي، سيد الكاظمي، حسين قمشة، علي ابل، وقد شارك في التمثيل مجموعة من الفنانين الشباب بينهم، أحمد خميس، عبد العزيز الضبيان، عبد العزيز البلوشي، عبد الله المؤمن، عبد الله الصايغ، عمر الشايع، عبدالرحمن المسعودي،  سند راشد، سعد عواد وغيرهم، وتدور فكرة الأوبريت حول المسرح وأهميته على الصعيد الإنساني والاجتماعي في صنع الحضارة وانتشار الثقافة ودفاعه عن القضايا الإنسانية المهمة وأنه  مازال محافظا على كيانه على رغم الحداثة وثورة المعرفة وتغيير مفاهيم  وأسس العديد من الفنون، بل إن وضع العديد من رموز المسرح في العالم كانت لها دلالة  على تحدي المسرح وملاءمته لكل العصور وأنه يحمل تاريخا حافلا بالإبداع بكل اللغات وكل الحضارات، فقد شاهد هؤلاء الرواد يتحدثون على المسرح ليس من خلال صورهم فحسب، بل من خلال هذا الأوبريت الذي حمل فكرة فنية متطورة سواء في الكلمات أو الاستعراض والموسيقى، فعندما نشاهد صورة توفيق الحكيم وصقر الرشود وموليير وشكسبير والقباني وصمويل بيكيت وستاسلافسكي واسخيلوس يعني أننا أمام  معان تجسد هذه الكلمات.
كلما عز اللقاء  التقينا في الفضاء
نسبح حول المعاني  والأماني  والوفاء
مسرح جاد بفكر  عبقري بالصفاء
ترتمي فيه فنون  إنها سر البقاء .
كلمة الأمين العام
وألقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة نيابة عن وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب  كلمة قال فيها :
- ضيوف الكويت الأعزاء .
- الحفل الكريم .
- أيها المسرحيون، سفراء الفن والثقافة والجمال.. صُناعُ الإبداع

ها هي الكويت، كما اعتادت واعتدتم، تفتتح فضاء محبتها إليكم من جديد، وترحب بكـم على أرضهـا، وبين شعبها، ومفكريها، وفنانيها ومثقفيها ... ويسعدها جمعكم المبارك هذا في بيتها المسرحي ... الذي يزداد عاما بعد عام، ومهرجانا بعد مهرجان، ولقاءً بعد لقاء .. عراقة وحياة، ونموا، وإنتاجا، وتوهجا.
هذا البيت، الذي يكتسب سحر جماله، وحضوره الدائم من مضمون رسالته الثقافية الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة .. والذي تثبتت أركانه بفضل ما أولتـه إيـاه الدولة من رعاية واهتمـام ودعم متواصل على مر العقود، منذ انطلاقـة تجربتـه الأولى في الثلث الأول من القرن العشرين ... لتستمر المسيرة التاريخيّة للفن المسرحي في بلادنا على مستويات عدة: تأسيس الفرق المسرحيـة الأهليـة، وفتـح المجال للفرق الخاصة، وإرساء دعائم التدريس الأكاديمي لفنون المسرح وإطلاق المهرجانات المسرحية، وإقامة الندوات والملتقيات الفكرية التي من شأنها تدعيم الثقافة المسرحية .. والمشاركة الإيجابية في المهرجانات الإقليمية والعربية والدولية، وإصدار المطبوعات الجادة الرصينة، التي أفادت المكتبة المسرحية العربية كثيرا ... وإقامة مشاريع إنشائية جديدة تخدم البنية التحتية للشأن الثقافي ومنها إنشاء مسارح متعددة في كل محافظات الدولة حتى تعمل على إشاعة الثقافة والفنون ونشرها وتذوقها، وذلك كُله عبر إيمان الدولة بدور الفن والفنانين والمسرح والمسرحيين في إثراء فعل الحراك الاجتماعي والثقافي في الكويت، من أجل المساهمة في بناء ثقافة دولة ناهضة أخذت بأسباب التنمية، والتقدم، والازدهار.
الأمر الذي يجعلنا نعتز كثيرا بكل الأجيال، المتواصلة التي عملت جاهدة مجتهدة على حماية البيت، المسرحي الكويتي، وإرساء دعائمه وصيانته من عثرات الزمن ...
أجيالٌ متعاقبة، وكوادر مسرحية مخلصة، وطلائع إبداعية، مارست نشاطها الإبداعي المسرحي بحرية وديموقراطية عكست روح الكويت الأصيلة ... فكان الجميع على قدر عالٍ من المسؤولية الوطنية والتاريخيّة حيث نَعُدّهم اليوم في حساب تاريخنا من الرموز الثقافية الوطنيّة.
ولأنّ الأملَ دائما معقودٌ على سواعد الشباب، فهم كما رآهم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ... الجيل القادر على حمل الأمانة، والإبحار بالكويت نحو المستقبل بأمان واطمئنان، في المجالات كافة.
فإننا نتطلع بعين الأمل والثقة إلى تحقيق دور فاعل وناشط لهم في تطوير بنية الحركة، المسرحية في البلاد .. مستفيدين من تراث الرواد وصُنّاع المسرح .. وما هذا المهرجان، إلا نافذة لهم لإطلاق مهاراتهم الفنيّة والإبداعية والجمالية.
لذلك أدعوكم لمنحهم المساحة الكافية للعمل والحوار، وإشراكهم في كل مواقع التظاهرة المسرحية والأخذ بأيديهم، حتى تتكرس لديهم الخبرات على نحو أوسع، بما يؤهلهم في المستقبل إلى قيادة هذه الحركة، كما أنتم اليوم .. فإن فعلتم ذلك، فإنهـم سيسلمون بعد غدٍ الراية لأجيال تالية ... لتستمر مسيرة الفن والمسرح في الكويت - متطورة - في الاتجاه الصحيح.
السادة الحضور إذا كنا اليوم، نعمل على تدشين دورة مهرجانية مسرحية جديدة في دولة الكويت، وهي الدورة الرابعة عشرة (14) بحضور هذا الجمع الطيب من المسرحيين الخليجيين والعرب، ضيوف الكويت .. فإننا نؤكد على أن مسيرة الفن في بلادنا بدأت تخطو خطوات واسعة نحو التقدم والرقي.. فبالأمس كان المهرجان قصرا على الفرق الأهلية والمؤسسات المسرحية والتعليمية الرسمية، واليوم صار يُعقد بمشاركة مثمرة لبعض فرق القطاع الخاص، كوننا نؤمن بأن لهذا القطاع دورا مهما وفعالا في رسم صورة المشهد الثقافي في البلاد..
أدعوكم، للعمل، والإبداع، والحوار، واللقاء والتنافس من منطلق ما تتمتع به الكويت من إطار ديموقراطيّ يدعو إلى التكاتف والمحبة .. حتى نساهم جميعا في صناعة التنمية في وطننا ..
إقامة طيبة لضيوف البلاد، ومهرجان تظلله محبتكم للكويت، فاجعلوا من الثقافة جسرا نحو الغد المأمول .. وفقكم الله جميعا.
المكرمون
من جهة أخرى ألقى الدكتور خالد عبداللطيف رمضان العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية كلمة المكرمين في المهرجان أكد فيها  أنه يتحدث نيابة عن زملائه المسرحيين المكرمين في هذه الدورة من مهرجان الكويت المسرحي، هذا المهرجان الذي عاصرناه وهو فكرة في رحم الغيب ثم  وهو يتحقق في اولى دوراته ثم تابعناه وهو ينمو ويزدهر سنة بعد أخرى حتى ثبت موقعه بين المهرجانات المسرحية العربية العريقة.
وأكمل: بالأصالة عن نفسي ونيابة عن المكرمين أتقدم للمجلس الوطني  بالامتنان على تقديرهم لنا وعلى جهد هو من صميم واجبنا وعطاء مستحق تجاه وطننا، آملين أن يكون هذا التكريم حافزا للشباب المسرحي على المزيد من العطاء والتميز حتى يكون في موقع التكريم في الأيام القادمة.
وعقب ذلك صعد على خشبة المسرح كل من  الأمين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع المسرح  محمد العسعوسي و مدير المهرجان صالح الحمر لتكريم كوكبة من الفنانين وهم: طارق العلي، جمال الردهان، انتصار الشراح، أحمد السلمان، داود حسين، عبد الرحمن العقل، حمد ناصر، الدكتور خالد عبد الطيف رمضان، عبد الإمام عبد الله.

لجنة التحكيم
ويتنافس في هذا المهرجان 8 عروض مسرحية هي، امرأة لا تريد أن تموت، بروباجاندا، عتيج الصوف، معزوفة الذاكرة، عنق الزجاجة، من منهم هو، راديكاليا، تهوم، وتضم لجنة التحكيم نخبة من المسرحيين وهم: الدكتور عنبر وليد من  الكويت، الدكتور سامي الجمعان من المملكة العربية السعودية، الأستاذة زهيرة بنت عمار من  تونس، الأستاذ  خالد جلال من مصر، الأستاذ إبراهيم خلفان من البحرين.


Happy Wheels