استمرار جلسات ندوة " الكويت عبر العصور " في مكتبة الكويت الوطنية
04 مارس, 2014
العصور الحجرية وبداية
الاستيطان
ترأس د.باوتر بيلنسكي الجزء الثاني من المحور الاول بعنوان " العصور الحجرية وبداية الاستيطان " حيث تحدث أ.د. مارك بيتش عن " علم اثار الحيوان في الكويت عبر العصور " بدراسة عن العلاقة بين الإنسان وغير الإنسان والحيوان عبر الزمن . ويشتمل على دراسة بقايا الحيوانات الموجودة في المواقع ومناقشة التاريخ الحديث لهذا العلم في بحث اجري في الكويت وإلقاء الضوء على العلاقة الهامة بين الإنسان والحيوان في فترة ما قبل التاريخ ، إن دراسة الفترات التاريخية لعظام الحيوانات من الثدييات والطيور والأسماك والزواحف وكذلك الحيوانات الرخوية يحكي هذه القصة ، وهناك عدد من الحالات التي يمكن دراستها في مختلف مواقع الآثار وسوف يتم مناقشتها بما يشمل التجمعات السكانية في H3 بمنطقة الصبية وموقعالعصر البرونزي في جزيرة فيلكا والموقع F5 -مرحلة التجمعات السكنية الإغريقية في جزيرة فيلكا- وفي النهاية الطبقات المتعددة للتجمعات السكنية في قبل الاسلام بجزيرة عكاز.
ومن جانبه قدم د.لوكاس روتكاسكي ورقة عمل بعنوان " تركيبات حجرية غامضة ومتسعة عبر الساحل الشمالي لجون الكويت " وتحدث عن الدراسات التي أجريت على ركام أحد المقابر القديمة على طول الساحل الشمالي لجون الكويت)منطقة الصبية( التي كشفت عن وجود مباني حجرية غامضة ومتسعة وتعتبر من الفئة الأكثر تميزًا تحتل المركز الثاني في هذا الصدد من الآثار الحجرية المتبقية في منطقة المشروع , إلى جانب القبور الدائرية الشكل ، وهذه المباني تمثل خصائص مسطحة منخفضة نوعًاما وعلى خط مستقيم تشابه الأرصفة الضيقة ذات النهايات الأقصر طولًا , والتي عادة ما تكون منحنية الشكل ولكن الجوانب الأطول منها تكون مستقيمة ، تتراوح أطوالها ما بين 7 متر إلى 12 متر ومعظمها يبلغ عرضه 2 متر)أطولها يبلغ طوله 21.5 متر(، وحيث أن العديد من هذه التركيبات نحو 22 من هذه الفئة قد تم العثور عليه أثناء مسح الآثار الذي قامت به بعثة الآثار الكويتية البولندية في الفترة ما بين2009-2012 ، وقد تم تسجيلها في مسافة تبلغ 16 كيلو متر 10 ميل ) من المنطقة الممسوحة على طول الساحل).
وذكر روتكاسكي إن الملاحظات والنتائج الاستكشافية لسبعة مباني من هذه الفئة توضح أنها لا تحتوي على مدافن ، وكان مكانها غالبا ما يقع بجوار المقابر أو بين طبقات ركامية موجود على المقابر ، وبالرغم من ذلك فهناك بعض منها موجود بشكل معزول ، وبالرغم من حقيقة أن الطبيعة الدقيقة لتلك الآثار الخاصة بالمقابر, فهناك علاقة واضحة بينها وبين تلال الدفن، ومن المحتمل أن تكون الأرصفة موجودة لتلعب دورًا في الطقوس وليست لها علاقة بعملية الدفن ، العلاقة البحثية سوف تناقش بعض من الأمور الخاصة بتلك المباني, مثل المواد الإنشائية والتوجهات الخاصة وتوزيعها والدلائل الضمنية الأخرى الخاصة بها وفي النهاية سوف يتم توضيح الأدلة الجديدة للعلاقة الثقافية للكويت وشبه الجزيرة العربية.
المحور الثاني " العصر البرونزي "
في الفترة المسائية بمكتبة الكويت الوطنية
و ترأس الجلسة الاولى من المحور الثاني أ.د. عبدالله المصري وشارك فيها كل من د.كارول
بيتا ,د.عايشة ابولبن ,و د.آنا هيلتون .
بداية تحدث د.كارول بيتا عن " التجمعات
السكنية في العصر البرونزي في منطقة الخضر " وانه تم التنقيب في التجمعات السكنية في العصر البرونزي في منطقة الخضر طوال
الأربعة أعوام ( 2004 – 2008 ) من قبل بعثة الآثار المشتركة الكويتية السلوفاكية التي تم تاسيسها على
أساس إتفاقية ثنائية بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت
ومعهد الآثار التابع لأكاديمية سلوفاكيا للعلوم بجمهورية سلوفاكيا .
واوضح ان
منطقة الخضر تقع في شمال غرب جزيرة فيلكا على شاطئ ميناء طبيعي ( جون الخضر) ، ويتمثل وجود التجمعات السكانية في العصر
البرونزي ( دلمون ) من خلال ثلاثة هضبات صغيرة : خضر (1)على الشاطئ ، وخضر (2) وخضر (3) داخل المنطقة المسيجة لأحد المقابر الإسلامية ، وقد تركز العمل
الميداني في خضر(1)
حيث أنه الجزء الوحيد
الذي يمكن الوصول إليه خلال عمليات التنقيب مع مرحلة أولية من اختبار الموجات
الصوتية في باطن الأرض , وكذلك خارج حدودها (إجمالي عمليات التنقيب بلغت 634 متر مربع).
واضاف :
وبالرغم من أنه يمكن اعتبار الصورة التي تم أخذها من الموقع شاملة ,إلاأن التحليل العلمي
قد فتح مجالا لكثير من الأسئلة للمستقبل ,تهدف بشكل خاص لإجراء بحث قد يؤدي إلى إستخراج رؤى جديدة, إلى جانب إجراء
تعديلات للاستنتاجات الحالية، الدراسة المستقبلية لهذا الموقع تمثل أمرًا ملحًا
وتعد باستخلاص وجهة نظر في غاية الأهمية خارج الحالة العلمية الموجودة حالياً
بالنسبة للأبحاث التي تجرى بشأن تمثيل العصر البرونزي بجزيرة فيلكا في الكويت.
ثم تناولت د.عايشة ابولبن من خلال بحثها " الطراز الثاني
نقوش الاختام –صنع في فيلكا "
عن النتائج التي تم الحصول عليها من عمليات التنقيب التي قامت بها بعثة
الآثار الكويتية الدنماركية في فيلكا(2008-2012) قد ألقت ضوءًا جديدًا على كيفية
إدراك تاريخ استيطان دلمون السكنية , والجزء الأساسي من ثقافة الجزيرة ، إن أحد
الاكتشافات الأكثر تشويقا هو التركيز العالي على نقوش الأختام الغير مغطاة بالطبقات، و المكتشفه شرق المعروف بالمبنى الإداري في تل F6 ، الشيء الملحوظ بشكل أكبر أن هناك العديد من
هذه النقوش تعود إلى النمط الثاني الذي لم يكن معروفا عنه إلا القليل من قبل ,
وأنها غائبة تقريبًا عن معظم مواقع
دلمون الأخرى ، فهل يجب اعتبار هذا النمط متفرداً لجزيرة فيلكا ؟ ، وكيف يمكن
مضاهاة هذا النمط البارز للتغيرات السياسية والاقتصادية التي حدثت في جزيرة فيلكا
وباقي منطقة دلمون أثناء الربع الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد؟
ومن جانبها تحدثت د.آنا هيلتون عن الفترة ما بين عامي1958-1963
في " ضوء جديد على الاحجار القديمة
:دراسة الاواني الحجرية من مستوطنات الالفية الثانية قبل الميلاد بجزيرة فيلكا بالكويت " وقالت إن عمليات
التنقيب التي قامت بها بعثة الآثار الدنماركية في جزيرة فيلكا بالكويت كشفت عن
أواني حجرية منحوتة من العصر البرونزي في المواقع F3, F5
& F6 ، والتي ستقدمه هذه الحملات الإستكشافية.
كما قالت
ان المجموعة الأثرية في جزيرة فيلكا تتكون من أنواع مختلفة لأنماط تشتمل على أواني
مزخرفة ذات أشكال تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد من إيران , بالإضافة إلى
الأواني المزخرفة بالزخارف الهندسية من أم النار , بالإضافة إلى أوني العصر
البرونزي المتأخر التي تؤرخ بنهاية الألف الثالث ق.م من شبه جزيرة عمان .
بعد ذلك
فتح باب الاسئلة والنقاش مع جمهور الندوة
والمحاضرين فيها
العصر البرونزي2
وفي الجلسة المسائية الثانية من المحور
الثاني لندوة " الكويت عبر العصور " شارك د.ستيفن لورسين , أ.خالد
السندي و د.علاء الدين شاهين وترأسها
د.كارول بيتا .
تناول د.ستيفن لورسين
عن " الدور الذي لعبته جزيرة
فيلكا في التاريخ السياسي والاقتصادي لدولة دلمون القديمة (2250-1700 قبل
الميلاد ) حيث تحول تركيز دلمون من
الأراضي الرئيسية في السعودية إلى جزر البحرين أثناء الفترة ما بين 2250-2050 قبل
الميلاد ، وتقريبا في الفترة ما بين 2050 – 2000 قبل الميلاد حينما كان معظم الاقتصاديات الحضرية في آسيا الوسطى تواجه
كارثة كبرى عرفت باسم "خسوف الشرق" بدأت دلمون في توسعها التجاري الهائل ، ومن ثم حدث تغيير في المجتمع
الدلموني ، وظهرت مجموعة جديدة من القواعد ومن ثم بزغت الدولة التي سميت دلمون ،
هذه الورقة البحثية تناقش أهمية التجمعات السكنية في دلمون التي كانت موجودة في
جزيرة فيلكا من خلال التقييم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لهذه الدولة القديمة .
و قدم أ.خالد
السندي بحثه "أيقونات من حضارة دلمون أختام أم تمائم ؟" وقال : لعل من أروع الأشياء التي عثر عليها الآثاريون في منطقة الخليج
العربي هي تلك الأختام الدائرية الصغيرة
التي لا يتجاوز قطرها الثلاثة سنتيمترات والتي يطلق عليها (أختام دلمون الخليج) أو الأختام الدلمونية نسبة إلى حضارة دلمون ., وتعتبر البحرين وفيلكا من أبرز المواقع الأثرية التي تم العثور فيها على هذا النوع من الأختام , حيث يبلغ مجموع الأختام الدلمونية التي عثر عليها في هذين المركزين ما
يزيد على الألف ختم . ويعود البعض منها إلى منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد , ولقد استمر استخدامها لعهود طويلة قد تصل
إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ولذلك اتخذت أشكالا متعددة في إطارها الخارجي وفي نوعية رسومها مما يميز فتراتها
التاريخية التي مرت بها .
واضاف السندي: تتميز الأختام الدلمونية بشكلها الدائري ووجهها المسطح ذوالرسوم الغائرة وظهرها المحدب المخطط ذو الثقب الأفقي الذي يسمح بمرور خيط للتعليق الختم حول الرقبة, وقد حملت هذه الأختام على أوجهها أشكالا جذابة من الرسوم المختزلة ذات الدلالات المختلفة وتعطي تلك الرسوم لمحة عن أساطير دلمون وطقوسها الدينية ,وقد يكون بعضها ختما شخصيا لتوثيق تلك المراسلات التي كتبت على ألواح طينية أو أنها استعملت لختم رزم تجارية ذات قيمة . ولقد عزز أصحاب هذه النظرية رأيهم بأن هذه الأختام كانت تدفن مع أصحابها في القبر مخافة استقلالها في الغش التجاري , ولقد اختلف الباحثون في تفسير تلك الرسوم والرموز التي تحتويها.
من جانبه تحدث د.علاء الدين شاهين عن "تأثير الثقافة الاجنبية على المواقع الكويتية " وما أسفرته المواقع الأثرية في الكويت حالياً عن قطع أثرية مختلفة قديمة قدم العصر الحجري ، واستمرت في تلقي الضوء على فترات زمنية لاحقة. وقد تم اكتشاف القطع الأثرية المختلفة من الفترات المختلفة من قبل البعثات الأثرية في العقود القليلة الماضية، وأشارت إلى التواصل الثقافي مع المراكز الثقافية المحيطة وخاصة مع تلك الحضارات من بلاد ما بين النهرين وإيران والسند .
