آكلو اللوتس (الجزء الثاني)
رواية
العدد: 418
ترجمة:
زهرة حسن
مراجعة:
د. أحمد عبدالرحمن البكري
حتى بعد أن عادت إلى عالمها في كاليفورنيا، سيطر عليها جنون الإياب إلى فيتنام التي انتمت إليها بكل ما فيها. شعرت بأنها كسمكة خرجت من الماء غير قادرة على التنفُّس خارج حرارة تلك الأرض البعيدة ورطوبتها، تملّكها الإغراء في البعيد، شهوة الخوض بعيداً عن حياة تشعر فيها بأنها بلا شغف تعيش لأجله، كما لو أنها ستغيّر العالم. كانت تطارد نجماً مذنّباً؛ ربما هرباً من شعورٍ بالذنْب بعد موت أخيها، أو توقاً للمغامرة وعدم الاكتفاء بحياة رتيبة في وطنها كاليفورنيا.
بعد رحيل دارو الذي مرّ أمام عينيه قبل وفاته سيلٌ غير نهائيٍّ من الأخضر ووجهُ هيلين، عادت إلى سايغون لتجد لين بانتظارها. لين الذي كان قلبه مغلقاً وجد نفسه يحب من جديد، وقع في حب تلك الغريبة التي أعادت إليه ذكرى زوجته المتوفاة، فحاول تعويض خذلانه لزوجته السابقة بحمايته لهيلين التي ظنت أنه يستخفُّ بها ولا يجدها كفئاً لتكون مصورة حربية، ليجعلها تتساءل: هل الناس الذين يحبوننا أكثر هم من يحاولون إيقافنا عن عملِ ما نحبّه؟
لكنه حملَ ثقلها في قلبه وبين يديه خارجاً بها من الخطر كلَّ مرة. هو الذي مسح دمعها منذ البداية وضمّد جراح الروح للحرب التي لم تنتهِ، وظلت موجودة في كل الخسائر التي خلَّفَتْها وراءها.