كشك الشيخ مبارك


في البنيان
عندما تقلد الشيخ مبارك الصباح شؤون الحكم في الكويت، أسس دائرة الجمارك في العام 1899م وفرض رسوما على جميع ما يرد الكويت من الموانئ البحرية والبرية، وكان يتخذ الصنقر (بقايا البوابة الرئيسية للسور الثاني، وهو المكان الذي تدار فيه أمور المشيخة من قبل حكام الكويت حتى عهد الشيخ مبارك) مقرا لمراقبة قوافل الجمال الخارجة من الكويت لدفع الضرائب قبل خروجها من البلاد. هنا، برزت الحاجة إلى نقطة سيطرة ومقر رئيسي يفرض سلطته على الضرائب وغيرها من أمور المشيخة، حينها قرر الشيخ مبارك بناء الكشكين الشمالي والجنوبي، يختلف استخدام كل منهما تبعا لجهة شروق وغروب الشمس، فالجنوبي مجلس الشيخ مبارك في الفترة الصباحية، والكشك الشمالي لفترة العصر. أصل كلمة كشك تركية وفارسية تعني «نكهبان» أي حراسة، ويراد بها هنا طبقا مبنيا من الخشب وهي تصف شكل المبنى من الناحية المعمارية، وكان يقيم فيه الاجتماعات السياسية والاجتماعية والأمنية ومراقبة التجارة وقوافل الجمال في دخولها ومغادرتها للمدينة وتحصيل الجمرك وإيراداته، كما كان الشيخ مبارك من خلال الكشك يتابع شؤون الرعية وذلك بالنظر في نزاعاتهم والشتاور معهم. بعد وفاة الشيخ مبارك استمر ابناه في استخدام الكشك كمركز إداري رئيسي يعقد فيه الجلسات الخاصة بأمور الدولة

في السياق
ساحة الصرافين تمثل مركز تجاري واقتصادي للكويت، وهي محاطة بأهم وأقدم الأسواق، وتعتبر نقطة البداية وامتداد لساحة الصفاة. تبدأ منطقة السوق من شمال تل بهيتة مقابل السيف وتمتد إلى الساحة المقابلة لمسجد السوق، وتضم سوق التجار الذي يحتوي على متاجر باعة الجملة ومكاتبهم، إلى نهاية السوق الداخلي الذي ينتهي عند ساحة الصرافين، والتي تحيط بها دكاكين الصرافين وتكثر فيها العماريات «السقفيات الهرمية» والعرشان خلال فصل الربيع، حيث يستخدمها الباعة لعرض بضائعهم والوقاية من الشمس. الأهمية التجارية والاقتصادية للكويت تعززت في عهد الشيخ مبارك الذي قام بعقد اتفاقية مع شركة البواخر البريطانية - الهندية لترسل بواخرها إلى الكويت أسبوعيا. ساحة الصرافين هي بداية مؤسسات الدولة الحديثة، إذ كان اعتماد أهل الكويت على سوق الصرافين الذي شيد في عهد الشيخ سالم في تخزين أموالهم، كما يوجد في جانب الحائط لوحة إعلانات الحكومة التي تعلق عليها المنشورات قبل إصدار الصحف، وجزء من الساحة كان يسمى بسوق الماي، وذلك يبرز أهمية البراحات في المدينة القديمة ودورها في تشكيل النظم الحديثة لإدارة الدولة

في التفاعل الحيوي
يشكل الكشك بموقعه المهم وحدة حضرية وحيز اجتماعي قادر على استيعاب مختلف الأزمنة والتفاعل مع ترددات الحياة اليومية، متبنيا أهمية تاريخية معماريا وسياسيا واجتماعيا. اختلفت وظيفة الكشك مع كل حاكم أو حقبة تاريخية، فكان الكشك أول محكمة تشريعية مستقلة للكويت في العام 1934م واستمرت إلى العام 1939م عندما انتقلت بعدها إلى مبنى دائرة المحاكم بالصفاة، ويعتقد أن التوسعة بالكشك تمت بهذه الفترة واستأجرت الصيدلية كمكتب لحل مشاكل وقضايا الغواصين. في العام 1942م سمي الكشك الشمالي بكشك البوسطة بإدارة مكتب البريد الهندي، إذ كان البريد في بداية عهده يدار عن طريق المعتمد السياسي إلى أن انتقل إلى منزل عائلة جاشنمال الهندية في العام 1941م. استخدم الكشك كمقر لمكتب البريد البريطاني ويضم من 10 إلى 15 موظفا من باكستان والهند وإيران وبعض الكويتيين والبريطانيين، وفي العام 1958م تأسست إدارة وطنية كويتية للبريد وافتتح أول مركز بريد في الصفاة، ثم اتخذ الكشك مقرا للمكتبة العامة في فترة الخمسينيات وتعرض المكتبة مجموعة من المجلات والصحف المتنوعة من جمهورية مصر العربية الشقيقة، واستمرت إلى نهاية الخمسينيات، أهمل الكشك بالستينيات واستأجر الطابق العلوي لأحد المصورين وهو سوري الجنسية يدعى جورج، بينما أجر الطابق الأرضي ليكون محل للسمبوسة وبعض الدكاكين لمؤجرين بالجهة المقابلة لغاية العام 2010م

Happy Wheels