ترميم ومعالجة الآثار
تعتبر عملية ترميم الآثار من الخطوات المهمة التي تعقب الكشف عنها، فكثير من المباني التي يتم الكشف عنها أو اللقى الأثرية تختلف مادة صنعها، وهي معرضة للتلف بفعل العوامل الجوية، وذلك بحسب خواصها الطبيعية والكيميائية، كما تعتمد على طبيعة الظروف المحيطة به، لذا فإن صيانة وترميم الأثر تعتمد على ما يتم إجراءه من أعمال التقوية والعلاج وكذلك على تهيئة الظروف المحيطة بها.
ولهذا السبب فإن أية دراسة لصيانة الآثار يجب أن تعتمد على دراسة عامة لخواص الأثر وتأثير الظروف المحيطة وبخاصة التغير في درجات الحرارة والرطوبة النسبية، وتتطلب هذه المواد الأثرية الكشف المستمر عليها سواءً في الموقع الأثري أو في المستودعات بل وحتى أثناء عرضها، وقد أسهمت عمليات الترميم التي قام بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- إدارة الآثار والمتاحف - بالمحافظة على جميع المباني التي تم الكشف عنها منذ مطلع خميسينيات القرن الماضي، كما منعت هذه الترميمات تلف المواد النحاسية وسمحت بقراءة الكثير من العملات التي تم الكشف عنها في أرض الكويت، إضافة إلى المحافظة على مواد التراث الشعبي والمخطوطات القديمة المحفوظة في متحف الكويت الوطني، كما أمكن من خلال الترميم والتحليل العلمي الدقيق معرفة أنواع الأغذية التي كانت تستهلك في أرض الكويت بالإضافة إلى معرفة الأجناس البشرية وأعمارهم والأمراض التي كانوا يعانون منها، ويتعاون المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع العديد من الجهات العلمية التي تقدم خدمات متطورة في مجال الفحص الكيمائي والعضوي مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت، بالإضافة إلى مراكز البحث العلمي في أوروبا.