النشرة الرابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الرابعة

 

في أمسية سردية أُقيمت ضمن النشاط الثقافي للمعرض

الروائي السوداني أمير تاج السر: يجب
رسم مكان الرواية أولًا قبل أي حوار أو حدث

 

أنا مغرم بجعل المكان يشير إلى نفسه من دون أن أسميه

مكان النشأة الأولى هو الأكثر تأثرًا
من أماكن أخرى قد يكون عاش فيها الكاتب

تضمنت الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ44، والتي أقيمت في المقهى الثقافي، الأمسية الأدبية «سيرة المكان في تجربتي»، والتي أحياها الأديب السوداني أمير تاج السر، وأدارها حمود الشايجي، في حضور نخبة من الأدباء والمثقفين والجمهور.
وتحدث تاج السر عن كثير من الأسئلة التي طرحها عليه الشايجي، حول بداياته وتأثره بفن الحكاية من جدته والدة أمه، وتأثره بالمكان، في مسقط رأسه الذي أثر في كتابته لرواياته خاصة رواية «إيبولا»، التي ترجمت إلى ست لغات.
وتحدث تاج السر عن المكان في تجارب مختلفة ليقول: «إذا اتفقنا على أن الرواية أو السيرة الذاتية هي في النهاية مجتمع متجذر، بكل شروط المجتمعات ومعطياتها، يتكون داخل نص شبيه بنصوص الحياة العادية، فلا بد إذن من مكان جغرافي حقيقي أو مخترع لتجري فيه الأحداث.

 


وسرد تجارب بعض الكتاب الكبار مثل ماركيز بمكانه الأسطوري، ذلك المكان المخترع لنصوصه باستفادة كبرى من بيئة الكاريبي، بالإضافة إلى حديثه عن تجربة الكاتب الياباني هاروكيموراكامي الذي وضع لبنات مكانه النصي في البداية، ومن ثم نوع حكاياته، بحيث لم نخرج من خريطة طوكيو الحقيقية، موضحا أن من الروايات التي قراها ولاتزال أصداؤها ترن في ذهنه بسبب ما قدمته من خدمة جيدة بالتعريف بالمكان جغرافيا واقتصاديا رواية الوله التركي لأنطونيو جالا، واصفا الرواية بأنها ضخمة تدور أحداثها في اسطنبول.
كما تحدث عن رواية «ظل الريح» للإسباني كارل رويس زافون، وهو كاتب من برشلونة ملم بخريطتها الجغرافية والإنسانية، وقال: «بحكم عملي منذ سنوات في التدريب على الكتابة الإبداعية للشباب، ممن شغفوا بالكتابة وأرادوا قواعد علمية لاتباعها، كنت أنبه إلى رسم المكان أولا قبل أي حوار أو حدث مهم، لأنني كقارئ لن أتفاعل مع الحدث جيدا ولن أهضم الحوار الذي يدور بين شخوص معينين ما لم أتعرف على المكان الذي تدور فيه الحكاية والشخصيات التي تتحاور داخلها... غير مقبول أبدا أن تضعني في نص بلا معالم، وتطلب مني الاستمرار، إنه أشبه بوضعي داخل غرفة من الصلب، وبناء حائط مكان باب، ومن ثم تطلب مني الخروج منها».
كما تحدث تاج السر عن قراءته للكاتب البريطاني من أصل ياباني كازو أشيجور الذي حصل على نوبل عام 2017، وولد في اليابان وعاش فيها طفولته، قبل أن يهاجر إلى بريطانيا، وأوضح تاج السر أنه بدأ الكتابة منذ زمن طويل، منذ طفولتي بالتحديد، وقال: «لقد تأسست قارئا أولا بفضل ما كان يفرض في البيت من ضوابط لا تحث على القراءة فقط لكن تجعلها واجبا رسميا، وبجانب ذلك جربت الكتابة، ولم تكن بالطبع كتابة ثرية وذات قيمة، فقط تكمن أهميتها في أن ثمة شغفا ألم بي مبكرا وأنني أغدو كاتبا»، ثم تحدث تاج السر عن نشأته ومولده في شمال السودان في قرية كرمكول، وإلمامه بالمكان، بفضل انتقاله إلى أماكن عدة للعيش فيها.
ولم يتحدث تاج السر عن أسفاره ودراسته في مصر، ولكن ركز على تأثره بالشمال السوداني من خلال كتابته لروايتين الأولى عنوانها «كرمكول»، والثانية تحمل عنوان «سماء بلون الياقوت»، وتحدث عن الإطار الذي استلهمه من البورتسوداني، من خلال المفردات، مثل المقاهي والأحياء والسينما وغير ذلك، مؤكدا أنه نادرا ما يذكر اسم المدن في كتاباته الروائية، كما أنه لا يكتب اسم البلد ككل، وقال: «أنا مغرم بجعل المكان يشير إلى نفسه من دون أن أسميه، لذلك لن يخطئ أحد أبدا وينسب النص إلى مكان آخر غير السودان».
وأشار تاج السر إلى روايته «صيد الحضرمية» التي كتبها في أواخر السبعينيات، وهي عن شخصية عاصرها في طوكر، أيام أن عمل مفتشا طبيا فيها، وكانت من بداياته الموغلة في الشعر، بالإضافة إلى تطرقه لكتب السير التي لم يكن الخيال فيها موجودا وهي من الواقع، مثل كتابه «مرايا ساحلية» التي كتبها عام 1999، ونشرها في بيروت، إلى جانب ما كتبه من روايات تاريخية، مستوحاة من التاريخ، من دون أن يكون ثمة تاريخ حثيثي حدث لأي شخصية ذكرها، وقال: «إنها روايات لأمكنة مخترعة أو أمكنة خيالية، لكنها مملوءة بحوادث تحولها إلى أماكن حقيقية، وهذا يقودنا إلى الحديث عن المكان المتخيل».
وأكد في ختام طرحه بقوله: إن مكان النشأة الأولى هو الأكثر تأثرا من أماكن أخرى قد يكون عاش فيها، لأنه المكان الذي سيحتضن كتاباته، وهي تحبو، وفي الغالب تكبر وهي في أحضانه.


تألق مستمر


معرض الكويت الدولي للكتاب عريق وأصيل يعكس بتنظيمه والبرامج المصاحبة له المستوى الثقافي والحضاري لدولة الكويت، يضيف إلى أنشطة الكويت الثقافية ويبني عليها. دور الكويت في إغناء الحياة الثقافية العربية ملحوظ ومؤثر. تربت أجيال عربية على المطبوعات الكويتية سواء المجلات كالعربي أو سلسلة عالم المعرفة. ينتظر القرّاء العرب بشغف هذه المطبوعات، تماما كما ينتظر الناشرون العرب معرض الكويت ويتزاحمون للمشاركة فيه، والسؤال لماذا؟
منذ بدء مشاركتي في المعرض منذ أوائل الثمانينات وحتى الآن، هناك ثابت لا يتغيّر لاحظته ويسعدني: علاقة وثيقة بين إدارة المعرض تتطور وتتعزز، ووصلت إلى درجة عالية من العمق مع الإدارة الحالية ومديرها صديق كل المشاركين، الزميل سعد العنيزي، وهذا مهم جدا، ففي كثير من المعارض يشكو الناشرون من علاقة ملتبسة مع الإدارات فيها عدم تقدير لدورهم في إغناء المعرض وتحقيق أهدافه. حصلت على هذه الملاحظة منذ كنت نائبا لرئيس اتحاد الناشرين العرب ورئيسا لاتحاد الناشرين الأردنيين لدورات عديدة.
كذلك شهدت وزملائي التطوّر الواضح السنوي، سواء في الترتيب والتنظيم وتنوّع دور النشر المشاركة، والحملة الاعلامية المصاحبة، والبرنامج الثقافي الغنيّ، الذي يناسب كل الأعمار، مما يحقق التفاعل الإيجابي المطلوب بين الكويتيين، قرّاءً وباحثين ومؤسسات وناشرين، مع نظرائهم العرب والأجانب، وفي هذه الدورة أضيف برنامج ضيف الشرف، في بحث مستمر عن المفيد الذي يكرّس معرض الكويت كواحد من أهم المعارض العربية والدولية.
ومن اسباب التزاحم على المشاركة في المعرض التواضع في الإعلان وعدم المبالغة، سواء في إعداد دور النشر المشاركة أو العناوين أو الزوار، أو عدد الفعاليات بما يعكس الواقع الحقيقي، دون الدخول في بازار المزايدات غير المرغوبة، وحتى في زيادة عدد دور النشر المشاركة، تراعي إدارة المعرض زيادة مدروسة تحرص على إعطاء الفرص للإنتاج المتميّز ودور النشر المتميزة.
يطول الحديث عن إيجابيات معرض الكويت الدولي للكتاب، وأكتفي بالقول: إنه حدث ثقافي كويتي دولي مهم جدا، يُشكر على العناية به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكل الجهات التي تحتضنه. وأتمنى أن تعكس الدورة الرابعة والأربعون نجاحه وتألقه المستمرّين.
فتحي البس
رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين
ومدير معرض عمّان الدولي للكتاب


حَاضَر عن رقمنة المحتوى العربي في المقهى الثقافي

الباحث السعودي محمد الفريح: المحتوى العربي تتحكم فيه دول ومنصات دولية

المحتوى التقليدي في العالم العربي لم يرقمن ويواجه مشكلات في إتاحته على الإنترنت
في العام 2004 أطلقت غوغل مشروع تحويل الكتب إلى صورة رقمية
في العام 2015 تحولت 50 % من الصحف والمجلات من النشر الورقي إلى الرقمي

كتب: محمد أنور
ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لأنشطة معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الــ 44، استضاف المقهى الثقافي محاضرة «واقع رقمنة المحتوى العربي وإتاحته عبر المنصات الدولية» للباحث السعودي محمد الفريح، حيث أكد أن رقمنة المحتوى العربي متأخرة عن العالم بكثير من الخطوات، وأن المحتوى العربي تتحكم فيه دول ومنصات دولية، مؤكدا أن رقمنة المحتوى العربي وإتاحته من خلال الإنترنت أصبحا ضرورة للتعامل مع مقتضيات العصر الرقمي.
تحدث الفريح في بداية المحاضرة عن الحجم الهائل لتضمن البيانات والمعلومات على شبكة الإنترنت من خلال عرض حي ومباشر لحجم التغريدات على موقع تويتر، وعمليات البحث على موقع غوغل ويوتيوب وغيرها من مواقع الإنترنت الشهيرة؛ ليدلل على أن حجم البيانات الذي يتدفق على الشبكة يتزايد كل ثانية، وهو ما يستدعي رقمنة المحتوى التقليدي، مشيرا إلى أن المحتوى التقليدي في العالم العربي لم يرقمن ويواجه مشكلات في إتاحته على الإنترنت من خلال المنصات الدولية.

تسونامي المعلومات
تطرق الفريح إلى تطور مصطلح ثورة المعلومات الذي اتخذ عدة تسميات مختلفة مع الزيادة الهائلة في محتوى المعلومات على شبكة الإنترنت: عصر المعلومات، وانفجار المعلومات، وطوفان المعلومات، وتسونامي المعلومات، والآن العالم يبحث عن تسمية جديدة تلائم التدفق الهائل للمعلومات كل لحظة، كما أشار الفريح إلى تعريف الرقمنة الذي يعني: تحويل المنتج على وسيط تقليدي إلى صيغة رقمية تقبل التداول على الأجهزة الإلكترونية الحديثة.
لماذا الرقمنة؟
لماذا الرقمنة. تساءل الفريح ثم أجاب، لأن الرقمنة تسهم في حماية المجموعات الأصلية والنادرة والمحافظة عليها من الضياع، كما أن الكثير من الوثائق والمخطوطات النادرة اختفت في شكلها التقليدي ولو لحقت بعصر الرقمنة لتم الحفاظ عليها، بالإضافة إلى ذلك تتيح رقمنة المحتوى التشارك مع الآخرين وتتيحه عبر الإنترنت، مؤكدا أن المحتوى العربي، وهو في اغلبه تقليدي، عرضة للضياع بسبب الحروب والكوارث إذا لم تتم رقمنته.

الكتاب العربي الرقمي
تناول الفريح في محاضرته «تاريخ الكتب الرقمية»، حيث كانت البداية عام 1990 من خلال مشروع الذاكرة الأمريكية الذي أنشأته مكتبة الكونجرس للحفاظ على التراث الأمريكي، وتبنته العديد من دول العالم لأرشفة تراثها في صورة رقمية كمخزون حضاري يحميه من طي النسيان في شكله التقليدي، وفي 2004 أطلق غوغل مشروع تحويل العديد من الكتب إلى صورة رقمية لتشجيع الناس على رقمنة المحتوى، ووصل عدد الكتب الرقمية على غوغل إلى 25 مليون كتاب، منها 100 ألف كتاب عربي فقط، ووصل عدد الكتب الرقمية في موقع أمازون عام 2011 إلى 22 مليون كتاب، لكن الفريح أعلن أسفه كون حصيلة المحتوى العربي منها لا يشكل سوى 3 أو 4 آلاف كتاب، كما أنه في 2015 تحولت 50% من الصحف والمجلات الرقمية في العالم من النشر الورقي التقليدي إلى النشر الرقمي.
وأشار الفريح إلى بعض المحاولات العربية الخجولة في رقمنة الكتاب العربي، مثل «المجموعات العربية على الإنترنت»، وهي مكتبة رقمية انطلقت العام 2018 بدعم من جامعة نيويورك أبوظبي، وتضم 20 ألف كتاب عربي مفتوحة المصدر (مجانية) منذ بدء الطباعة وحتى الآن.
تغريدات العرب جزء من التاريخ
وتحدث الفريح عن الفرق بين أنواع المحتوى التقليدي والرقمي، حيث أشار إلى أن المحتوى التقليدي يشمل المخطوطات والكتب والبحوث والرسائل العلمية والمقالات الصحافية والتسجيلات الصوتية، بينما أنواع المحتوى الرقمي تشمل الأرشيفات الرقمية والكلاود ومنصات المحتوى، وأن هذه الأشكال غير التقليدية تتحكم فيها شركات، حيث لم يعد المستخدم يتحكم في تاريخه إلا من خلال هذه الشركات.
وأكد الفريح أن موقع تويتر أعلن أنه لن يحتفظ بتغريدات المستخدم سوى عامين فقط، مناديا بمشروع عربي لرقمنة تغريدات تويتر العربية، والاحتفاظ بها لأنها تشكل جزءا من التاريخ العربي، لكن العرب لا يملكون القدرة الرقمية ومن دونها لن يستطيعوا التحكم في المحتوى العربي الذي تسيطر عليه هذه الشركات والمنصات الدولية على الإنترنت، وهي وحدها التي تتحكم فيه ويمكن أن تبيعه.

Big Data
وفيما أطلق عليه Big Data أشار الفريح إلى أن أي دولة تمتلك عددا هائلا من المعلومات والبيانات تشكل عبر تاريخها، ولكي تستفيد منه لا بد من رقمنته، ضاربا مثالا بوجود 50 مليون ملف للطلاب في السعودية منذ بداية التعليم لم ترقمن، وكذلك الملفات الطبية العربية التي يجب رقمنتها للاستفادة من المعلومات والبيانات الطبية التي تضمها.
وأشار الفريح إلى أن الإشكالية التي تعترض الرقمنة العربية هي أن المحتوى العربي مازال يعتمد على الــ PDF بينما تستخدم المنصات الدولية صيغة أكثر حداثة، وهي EPUP والتي تتميز بتنسيق الملفات بمعيار مفتوح للكتب، والعمل على شاشات الهواتف والأجهزة المختلفة، وأن هذه الصيغة قابلة للتعديل، كما يمكن إعادة تدويرها وتحميل الفيديو والصوت عليها، والأهم أنها مقبولة في جميع المنصات الرقمية عبر الإنترنت.

الرقمنة لغة العصر
وأنهى الفريح محاضرته بالحديث عن الوضع الراهن للمحتوى العربي، حيث أشار إلى تأخر رقمنة المحتوى العربي، وأن أغلبية هذا المحتوى لم ترقمن، بينما قامت بعض المؤسسات برقمنة محتواها لكنها لم تتحه عبر المنصات الدولية على الإنترنت، وبالتالي فقد أهم غاياته وهو إتاحته للناس، كما أن بعض المؤسسات قامت برقمنة جزء من محتوياتها، مؤكدا أن رقمنة المحتوى العربي وإتاحته من خلال المنصات الدولية أصبح ضرورة ملحة لمواكبة اللحظة الراهنة.


لؤلؤة المعارض العربية

مما لا شك فيه أن الثقافة هي الحاجة الماسة للبشرية، وهي التي تصنع حضارة الإنسان، ومصادر الثقافة عديدة ومتنوعة، لكنْ؛ لا شك في أنّ الكتاب أقدم وأقوى هذه المصادر، وهو الوسيلة التي تضع أقدامنا على أول طريق المعرفة؛ لينطلق الإنسان - بعد ذلك - إلى آفاق، ليس لها حدود، والمدركون لأهمية الكتب يسارعون، باقتنائها، والحفاظ عليها حتى يجدوها وقت الحاجة إليها؛ لأنها الأمل في بناء حياة سليمة، ومجتمع أفضل، ومن هنا انطلق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت لتحقيق هذه الأهداف، من خلال جعل معرض الكويت للكتاب من أهم محطات التفاعل بين الكتَّاب والناشرين والقراء؛ ففيه تلتقي القيم الإبداعية العربية وتتطور العلاقة المعرفية بين صناع الرأي والفكر والمتلقين، ويبين أهمية دور الكتاب في حياتنا.
ونحن كناشرين سوريين نتشرف دوما بالمشاركة في هذا المعرض لأهميته، ولما له من أثر كبير على الناشر السوري وعلى تنمية العلاقات الثقافية الكويتية – السورية. ويعتبر معرض الكويت للكتاب من أقدم المعارض وأعرقها في المنطقة العربية، وهو انعكاس لواقع ثقافي مهم تعيشه الكويت ويظهر كلوحة فسيفسائية تجمع ثقافات العالم في أروقته، مما جعلنا نطمح كناشرين سوريين لنكون جزءا من هذا النسيج الثقافي، ولنشكل مع الناشرين الكويتيين منارة للثقافة العربية.
ولعل النجاح الكبير لمعرض الكويت، والازدهار في نمو صناعة النشر الكويتية يدعواننا نحن الناشرين العرب لطلب إقامة معارض في الكويت متخصصة لدعم الكتاب والقراءة - معرض للطفل والمرأة.
وبدورنا نتمنى لمعرض الكويت التطور الدائم والنمو الكبير، وأن يكمل رسالته بنشر الثقافة العربية الكويتية وتعزيز القيم الثقافية ودعم القراءة وتطوير الكتاب ليكون سفينة النجاة في عصر المعرفة والمعلومات المصحوبة بثورة الاتصالات؛ لتصبح المعادلة في هذا العصر الإنسان هو الكتاب ومن دونه يفقد الإنسان إنسانيته، وكلنا ثقة بأن دولة الكويت قادرة على دعم الشباب العربي ثقافيا، وعلى جعل معرضها لؤلؤة المعارض المتطورة. والله الموفق.
هيثم موفق حافظ
رئيس اتحاد الناشرين السوريين


خلال أمسية إماراتية أدارها طالب الشريف ضمن فعاليات المعرض

عبدالله الهدية وشيخة المطيري ..
أنشدا الشعر ألقًا وتألقًا

 

المطيري: الكويت لها مكانة كبيرة في قلوب
كل الإماراتيين من حيث الأخوة والمحبة
الهدية: يا كويت ياللي ما تحدك سماوات
الجو جوك والهدف بايدك زناد

بألق الشعر ونجواه ازدان معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 44، من خلال الأمسية الشعرية الإماراتية التي أقيمت في المقهى الثقافي، وأخذت عنوانا ملهما «أيقونة الكلمات»، وشارك فيها الشاعران الإماراتيان شيخة المطيري وعبدالله الهدية، وأدارها الأديب طالب الشريف، وتعاونت في إقامتها هيئة الشارقة للكتاب، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء ولفيف من جمهور المعرض.
وأنشد الشاعران في الأمسية قصائدهما التي ازدانت بالتنوع في اختيار المواضيع والمضامين الشعرية، تلك التي تراوحت بين الوجدانيات والعاطفة والفكر والتأمل، وبين الفصحى والعامية.
في البداية رحب الشريف بضيفي الكويت في بلدهما الثاني، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين الكويت والإمارات، خصوصا في المجالات الفنية والثقافية المتشعبة والمتنوعة، ومنها علاقة النسب والأخوة المشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد آل نهيان.
وعبّر الهدية عن سعادته بوجوده في معرض الكويت للكتاب، وعن حبه وتقديره للكويت، كي يستهل الأمسية بقصيده عنوانها «كويت الأمجاد»، التي كتبها حبا وتقديرا للكويت في يوم الأمسية نفسها، وهي قصيدة عامية قال فيها:
بالساكنة بالعز فوق المجريات
ومنورة هام الثراي بالأمجاد
يا كويت ياللي ما تحدك سماوات
الجو جوك والهدف بايدك زناد
اسمك على طرواك هيبة ومروات
اسمٍ يتل لفرح من حضن لذكار
أنتي مسار سهيل في كل لوقات
وأنت العمر وأنت بلد كل البلاد
ثم ألقى الهدية قصيدة «أضاعوني»، التي اتسمت بالكلمات الشعرية المتحركة في اتجاه العاطفة، وصفا وتألما، ليقول:
جلفار يا جلفار إني مغرم
وهواك أتعب بالسهاد مناميا
تسع عجاف قد أكلن سنابلي
وسلبن من ناي الصدى ألحانيا
والهاجس المزروع في رئة الرؤى
أدمى طموحي واستباح صوابيا
وفي قصيدة «أوتار المسرات» تنوعت الرؤى التي رصدها الشاعر بصدق وأمانة، عبر مفردات رغم بساطتها إلا أنها معبرة خير تعبير عما يجيش في نفسه:
دعي يسارك ركن الحب واتجهي
نحو اليمين إلى مقهى الحضارات
ثم افتحي بعد شرب الشاي ذاكرتي
واستخرجي من حناياها ملفاتي
وقال الهدية في قصيدة «هذا سر مشكلتي»:
أطلقت في مدك المحظور أشرعتي
وجئت أحبو على أشلاء أمنيتي
لملمت بعضي على بعضي على أملي
كي أجمع الكل من أنقاض أزمنتي
بالإضافة إلى قصيدة فجر الغواية التي أنشدها الشاعر من خلال ما تتضمنه المشاعر من نبضات حسية ليقول:
والحب يا وطن الجمال بسحره
بين الجنون وله ينزاح
والحب يا دنيايا أصدقه الذي
في جوه تتعانق الأرواح
والقصيدة العامية كريم الصمت:
وقصيدة «اذهبي حيث تشاءين»، تتمحور رؤيتها حول الاستسلام للحب رغم ما فيه من لوعة ليقول:
أعلني حربك ضدي واستعدي
ها أنا جردت سيفي للتصدي
ثرثري زيدي عنادا وغرورا
اهجريني أشعلي النيران ضدي
وجاء دور المطيري التي قالت قبل أن تلقي قصائدها: «أنا هنا بين أهلي وإخوتي، فالكويت لها مكانة كبيرة في قلوب كل الإماراتيين، من حيث الأخوة والمحبة، ومن ثم ألقت قصائدها بين الشعر الفصيح والشعبي، والتي لاقت استحسان جمهور الأمسية.
وفي قصيدة «وحي الزجاج» قالت المطيري:
يقولن ليلى في العراق، وها أنا
بكل سماوات الهوى اتقلب
وقفت على المرآة أرقب حزننا
متى يا مرايا شبه عيني تعرب
وأسمع في المرآة نايا لغربتي
أنا لحن من غابوا فمن بي سيطرب
بينما في قصيدة «أجمل الشعر أبعده» تأملت الشاعرة الحياة في أنساقها الحسية، مستعينة في ذلك بلغة شعرية مرنة لتقول:
وشم يلوح على يدي وموعد
وقصيدة تدنو وأخرى تبعد
وخيام من غابوا تشد رحالهم
وأنا كناقف حنظل أتنهد
وأشم من رمل الهوادج ريحهم
غابوا فأي قصيدة سأردد
وقرأت المطيري قصائد عامية تقول في واحدة منها:
لا سامح قلبي ولا قدرت الروح
تغير غيابك أو تدور لك أعذار
تعبت لكن شفت في يوم الجروح
تشعر بها الأحجار ويا لين الأحجار
وتقول في قصيدة أخرى:
أتخيلك بحر بعيد الأماني
في كل مينا تذكر أفواج وأفواج
وأنا ما عرف العوم في بحر تاني
يا مصعبك تنساني بوسط الأمواج.


عُرس الثقافة في الكويت

 

معرض الكتاب هو عيد الثقافة والمثقفين، وشعلة جديدة تضيء سماء المعرفة، وتعطي أملا جديدا، فالثقافة تنير العقول، والكتاب مازال له بريقه، وهو وسيط ممتع لنقل الإبداع، وذو مذاق خاص.
وإذا كنا في الكويت، بلد الديموقراطية والحرية، وشعب مولع بالثقافة ويهتم بها ويسعى إليها في كل مكان، شعب شاب يبحث دائما عن المعرفة؛ ولما لا وهو تصدر من أرضه «عالم المعرفة»، ويهتم بهويته العربية، كما أصدر «مجلة العربي»، وأرسل البعثات الدراسية حتى قبل استقلال دولته بحثا عن التعليم والثقافة.
وحقيقة كان للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أثر ملموس في الحياة الثقافية، ليس في الكويت فقط، بل في العالم العربي أجمع، من خلال رحلته في رعاية الثقافة والعديد من الإصدارات العملاقة مثل «العربي» و«العربي الصغير» و«عالم المعرفة» و«مجلة الكويت»، وغيرها من الإصدارات التي ينتظرها المثقفون في العالم العربي ولها بصمات واضحة.
ولمعرض الكويت خصوصية في إدارته الواعية المتميزة التي أضحت طابعا متميزا للمعارض في دول الخليج، بل ومتميزا بين معارض الكتاب العربية، في اختيار الناشر الجديد والجيد وصاحب الرسالة من فرط اهتمامهم بالقارئ ليجد أفضل ما صدر في مختلف نواحي المعرفة.
تحية خالصة لإدارة معرض الكتاب والمايسترو سعد العنزي ورفاقه ورجال المجلس الوطني، وأمينه العام الجديد صاحب التاريخ كامل العبدالجليل الذي أثق ببصماته التي ستضيف إلى الثقافة، وتحية لشعب الكويت ووزارة الإعلام.
سعيد عبده
رئيس مجلس إدارة دار المعارف ومجلة أكتوبر
رئيس اتحاد الناشرين المصريين


الأعمال القصصية

المؤلف: ألكسندر بوشكين
الترجمة: د. فؤاد المرعي
الناشر: دار جامعة حمد بن
خليفة – قطر
«هي بحث عميق وشريف وجاد عن الحقيقة، وتحليل لتناقضات الوجود الأبدية»
هكذا تحدث بوشكين عن أعماله النثرية، وهذا خير تقديم لها. وجد شاعر روسيا الأشهر في النثر مساحة أرحب لدراسة ظواهر اجتماعية محددة تواجه قوانين الحياة الإنسانية الشاملة، ما جعل النقاد على مر الأزمنة يصفونها بأنها معاصرة أبدا، صاغتها عبقريته صياغة لا مثيل لانسجامها وتماسكها وجمالها. في هذا الكتاب وجزئه الثاني، «الأعمال القصصية»، يُكمل بوشكين رسم بانوراما المجتمع الروسي، بمختلف طبقاته في تلك المرحلة الصاخبة سياسيا واجتماعيا من تاريخ الامبراطورية الروسية، من نهاية القرن 18 وحتى الثلث الأول من القرن 19.
بوشكين أحد أشهر مبدعي روسيا، شاعر وروائي ومسرحي، وُلد في موسكو في العام 1799، كان والده من عائلة أرستقراطية، وترجع جذوره إلى أصول أفريقية من جهة جده لوالدته، تعلم اللغة الفرنسية إلى جانب الروسية وقضى الكثير من وقته في القراءة. نُفي إلى يكاترينوسلاف ثم شمال القفقاس وشبه جزيرة القرم وأوديسا وغيرها، وقد منحته مشاهداته أفقا خصبا لإبداعه. سمح له القيصر نيكولاس الأول بالعودة إلى موسكو في العام 1826. تزوج من الكاتبة ناتاليا نكيولايفنا غونشاروفا في العام 1831. توفي وله من العمر 37 بعد دخوله في مبارزة في العام 1837.
من أبرز أعماله قصائد روسلان ولودميلا، أسير القفقاس، يفغيني أونيغين، ومسرحيتا ضيف بطرس، والوليمة في زمن الطاعون.

 

إمبراطورية الشمس
(رواية)

المؤلف: ج. ج. بالارد
ترجمة: محمود مسعود
الناشر: دار آفاق – مصر
لقد أمضى جيم ثلاثة أيام وهو في راحة تامة في الطابق العلوي بمستشفى سان ماري في القسم الفرنسي بالمدينة... ولم يكن يقلقه سوى دخان سيجارة الجندي وهو يدخن خلسة، ومتابعة هوايته في عد الطائرات المحلقة تباعا... وفي وحدة جيم في هذا العنبر، كان يفكر في أمه وأبيه، متوسلا أن يشخصا إليه عاجلا لزيارته... وفي خلال ذلك لم يكف عن الإنصات إلى الطائرات البحرية المحلقة من القاعدة الجوية البحرية في نانتاو.
رواية «إمبراطورية الشمس» مقسمة إلى أربعة أقسام، وتقع في 383 صفحة من القطع المتوسط، والرواية من إصدارات دار آفاق للنشر والتوزيع في القاهرة.


365 طريقة
مجموعة كتب في التنمية الذاتية وتطوير الذات


الناشر: ذات السلاسل - الكويت

365 طريقة لتصبح أكثر تحفيزًا
يجيب عن السؤال: هل تريد الحصول على الإلهام وأن تصبح أكثر إبداعا؟ إنه يقدم 365 طريقة محفزة على الاستفادة من إبداعك كل يوم بأفكار بارعة ونصائح لأنشطة معززة.

365 طريقة لتصبح لائقًا
كتاب لتكون أكثر لياقة وأفضل صحة مما أنت عليه. 365 طريقة لتصبح لائقا ومجموعة مفيدة من التمارين والنصائح والتدريبات والاقتراحات، كتاب صغير لكنه سيساعدك على الوصول لهيئة بدنية رائعة.

365 طريقة لتصبح أكثر رشاقة
كتاب يجيبك عن سؤال: هل تريد أفضل صحة مما أنت عليه؟ يقدم الكتاب 365 طريقة لتصبح أكثر رشاقة، فيضع لك دليلا علميا واقتراحات للوجبات الصحية، وأفكار لياقة... سيوجهك للحصول على بنية جسدية رائعة.

365 طريقة لتشعر بالانبهار
كتاب يساعدك لتكوين صورة أروع عن ذاتك، 365 طريقة لتشعر بالانبهار ولتستفيد من قوة السعادة في نصائح حول السلامة والأنشطة المدروسة والكلمات الملهمة.


وظلم ذوي القربى
الطريق إلى اليونسكو

المؤلف : حمد بن عبدالعزيز الكواري
الناشر : دار جامعة حمد بن خليفة للنشر – قطر

يعرض الدكتور حمد الكواري في هذا الكتاب فصولا ممتعة من رحلته نحو اليونسكو التي ترشح لانتخابات إدارتها العامة في العام 2017. يقوم هذا الكتاب على البوح وكشف الأسرار والخفايا من دون التخلي عن النظرة العقلانية العميقة إلى المسائل. فقد قام حمد الكواري بحملة انتخابية استثنائية في أساليبها ومضامينها وأهدافها بما جعلها درسا تطبيقيا في الديبلوماسية الثقافية الناجحة، إذ زار خلالها نحو 70 دولة مستكشفا ثقافاتها وعاداتها وشواغلها، فجاءت فصول كثيرة بمنزلة فقرات مشرقة ومشوقة من أدب الرحلة. إن ما أورده حمد الكواري في هذا الكتاب حكاية موجعة في كثير من تفاصيلها، ولكنها مبهجة في تفاصيل أخرى تقرأ كأنها رواية عن صراع الإرادة والعزيمة من ناحية والخيانة والغدر من ناحية أخرى.

 

المراسم وقواعد
التعامل والسلوك
في المجالات الديبلوماسية والرسمية الخاصة

المؤلف : الدكتور علي بن عبدالله الكلباني
الناشر : دار الكتاب المصري – دار الكتاب اللبناني

إن الإجراءات المتبعة في مجالي المراسم (البروتوكول) وقواعد التعامل والسلوك (الإتيكيت)، ليست حكرا على الوسط الرسمي أو الديبلوماسي فقط، فالسلوك الراقي يُعتبر من أهم الوسائل للتفاهم والتقارب بين الناس على أسس تراعي احترام الجميع، وهي قواعد تخص كل البشر في المجتمعات المختلفة، وأن كثيرا من قواعد السلوك المحببة في ثقافتنا هي من صلب قواعد «البروتوكول» أو «الإتيكيت»، فالابتسامة في وجه الآخر، ونشر السلام، وآداب الطعام، وغض البصر، وتوقير الكبير، والرقي في المعاملة، والرفق بالصغير، وقواعد النظافة، وأناقة الملبس، ومراسم التهاني والعزاء، وتبادل الهدايا، وطلب المصاهرة، وغيرها من التصرفات والإجراءات التي تقرب بين الناس، وتحافشظ على ودهم واستمرار حسن العلاقة معهم، سواء كانت على المستوى الداخلي أو الخارجي، كلها من صلب المراسم وقواعد التعامل والسلوك.
وهذا الكتاب يركز على أهم وأرقى أنواع التعامل بين الناس داخليا وخارجيا في مختلف المجالات الديبلوماسية والرسمية والخاصة.


السينما الأفريقية ظاهرة جمالية

المؤلف: د. وجدي كامل صالح
ترجمة: عادل محمد عثمان
الناشر: دار العين – مصر

هذا الكتاب هو محاولة جادة لاستجلاء حقيقة السينما الأفريقية من الزاوية الاصطلاحية، فلطالما تعددت التسميات، بين الأفريقية، وأفريقيا السوداء، وأفريقيا الاستوائية.
لقد بدأت السينما الأفريقية من شمال القارة، حيث المغرب العربي ومصر على وجه الخصوص، حتى باتت هذه المنطقة القسم الحيوي منها، لكنها لم تتوقف عند هذا الجزء، بل امتدت إلى عمق القارة من خلال التطور التاريخي، والتداخل الذي جرى بين الثقافات الأفريقية المحلية والثقافة التي باتت تطرق أبواب مجتمعها مما حمله الطلاب الأفارقة الدارسون في باريس وغيرها من بلدان العالم.
ومهما يكن من شيء في اختلاف الآراء بين وجود سينما أفريقية، أو وجود أفلام لمخرجين أفريقيين أفراد، فلأفريقيا فنها السينمائي الخاص.


الفلسفة الألمانية الحديثة

المؤلف: روديجر بوبنر
المترجم: فؤاد كامل
الناشر: آفاق للنشر والتوزيع – مصر

لقد كانت الفلسفة دائما جزءا من تاريخ البشرية، ولذا فهي جديرة بالتتبع والبحث والتأريخ.. وهذا الكتاب نافذة مهمة جدا على واحدة من أهم الفلسفات في تاريخ الإنسانية... إنها الفلسفة الألمانية الحديثة.
لقد توقع كثيرون أن تنتشر الفلسفة الألمانية الحديثة في العالم كله، منهم جون ستيوارت ميل. وقد حدث هذا بالفعل في القرن العشرين... ولم تنتشر وحسب، بل غزت العالم كله، وسيطرت عليه.
يتتبع روديجر بوبنر في هذا الكتاب تاريخ الفلسفة الألمانية ببحث دؤوب، عبر التخطيطات الجمالية والخطوط العريضة والمنظور. عبر ثلاثة تيارات، هي: علم الظواهر، وعلم التأويل (الفلسفة اللغوية وفلسفة العلم)، والجدل وفلسفة التطبيق.


سلسلة في
التنمية الذاتية
لا تستسلم .. لا تفزع .. ثق بنفسك
لا تستسلم don’t quite

 

تأليف: هال فيشر
الناشر: ذات السلاسل - الكويت

في التنمية الذاتية يساعدك على الاستمتاع بحياتك على الوجه الأكمل والتخلص من الضغوط، إنه يناسبك إن كنت تشعر بأنك منهك بالقلق وغير قادر على التكيف.

كتاب
لا تفزع don’t panic
تأليف: جاسمين كيركبرايد

في التنمية الذاتية يعزز تقديرك لذاتك والشعور بروعة شخصيتك، ويساعدك على التحلي بالثقة كل يوم. وتحويل السلبيات إلى إيجابيات.

كتاب
ثق بنفسك: believe in your self
تأليف: جاسمين كيركبرايد

في التنمية الذاتية يجعلك تتعرف على طريقة التعامل مع توترك ويمنحك القوة للتغلب على الاحتمالات والهواجس التي تعطلك والتمتع بحياتك على الوجه الأكمل.


هكذا تكلم القارئ
(النقد الافتراضي ومشاغل أخرى)

المؤلف : محمد حسن المرزوقي
الناشر : روايات – الإمارات
إن الدور الذي باتت تمارسه منصات التواصل الاجتماعي لا يمكن إغفال تأثيره في فعل القراءة، واختيار العناوين، وتكوين صورة شاملة عن الكتب نفسها بوصفها منتجا مشاعا للمهتمين، خارج الصرامة الأكاديمية والأعمدة الصحافية، وفي معزل عن الآراء التي تأتي من خارج مجتمع القراء نفسه، الذي بات يشكل عضلة واحدة قوية لها رأيها في الكتب التي ترفع من شأنها، وتلك التي تحط من قدرها.
يصوغ المؤلف مصطلح «النقد الافتراضي» في هذا الكتاب ويطرحه للنقاش العام بين المهتمين. ولا يكتفي بسَوق الأدلة اليومية والأمثلة الباعثة على يقين ما يرمي إليه، بل إنه يعثر في التراث الأدبي العربي على رمز يجذِّر به الممارسة التي صاغ مصطلحها «إن لجوء كنفاني إلى الاختباء خلف قناع «فارس فارس» كان بسبب الحرية التي يمنحها له هذا القناع، حرية الكتابة باللغة التي يختارها والأسلوب الذي يروق له، من دون الخضوع إلى أي «فلتر» أو مساءلة، مما يؤهله لأن يكون أعظم ناقد افتراضي».


عندما كنا يتامى (رواية نوبل)

المؤلف: كازو إيشيجورو
الناشر: دار جامعة حمد بن خليفة للنشر/ قطر
تمنحنا الرواية شعورا قويا بتعقيد العالم والإنسان، ولكنها تترك فى ذاكرتنا أيضا تعاطفها مع محاولة بطلها هزيمة الشر، ومثابرته في اكتشاف لغز ماضيه، واعتزازه بهذه الرحلة سواء عبر الذاكرة أو الأماكن، إنها رواية عن المسافة الهائلة بين البدايات والنهايات، وبين الطفولة والنضج.
«عندما كنا يتامى» من تأليف أديب نوبل 2017 كازو إيشيجورو والتي صدرت منذ سنوات بترجمة طاهر البربري عن المركز القومي للترجمة، لا تختلف كثيرا عن رواياته التي يسردها شخص واحد، والتي تعيد اكتشاف هذا الراوي للعالم وللحياة بأكملها من جديد، بعد تجارب كثيرة معقدة؛ إنها تقريبا اللعبة المدهشة نفسها: شخص استقرت معارفه وأفكاره، عاش حياة طويلة وثرية، ولكن الذاكرة البعيدة تجعله يعيد تعريف تلك المسلمات، ويعيد تأمل كل أفكاره، مؤمنا فى النهاية بأن الحياة أكثر تشابكا وتركيبا، وأنه تعامل مع حياته بتبسيط طفولي تقريبا.
الرواية التي تدور أحداثها على مساحة زمنية تناهز نصف القرن، بطلها مخبر سري شهير يعيش في لندن فى ثلاثينيات القرن العشرين، اسمه كريستوفر بانكس، وهو يمتلك نجاحا ملحوظا فى حل ألغاز الجريمة.
بدافع من هذه الثقة المهنية، يقرر أن يحل لغز حياته الخاصة، فقد ولد وعاش حتى سن العاشرة فى مدينة شنغهاي الصينية في بدايات القرن العشرين، كان والده يعمل فى مؤسسة بريطانية من أنشطتها استيراد الأفيون، بينما كانت أمه امرأة مسيحية مستقيمة تعارض نشاط زوجها.
وفجأة اختفى الأب، ثم الأم، وأرسل كريستوفر الصغير إلى لندن ليعيش مع خالته، تعلم ثم تخرج وأصبح مخبرا ناجحا، والرواية فى جوهرها ذات بعدين: رحلة بحث بوليسية عن الأب والأم الغائبين بعد سنوات طويلة من اختفائهما.
إن كازو إيشيغورو يخبرنا بواسطة كريستوفر بانكس أن العدسة المكبرة تتعلق بنا دائما أكثر مما تخص الآخرين الذين نبحث عنهم.
إنها ترتبط بعلاقتنا الملتبسة بالذاكرة، أي بضرورة ترويض الماضي، تعديل الزمن بدفعه لاتخاذ صور أقل حدة، أو للتخلي في شكل كامل عن حقيقته. نحن بهذه العدسة المكبرة نقود أحلاما معينة نحو الصدارة، ونستبعد ما نؤمن بأنها كوابيس راسخة، أو نحاول التخفيف من وطأتها، كأننا بالضبط نستخدم «الاختفاء»، وتتبع آثار المفقودين للعثور على أنفسنا في حياة أخرى، أو لو شئنا الدقة كأن هذه العدسة المكبرة هي وسيلة كل منا للهرب مما يجسده في الرواية أحد سادة الحرب الأقوياء الذي كان يُنقل في الزحام على مقعد متحرك، ويصحبه عملاق يحمل سيفا، وعندما يشير سيد الحرب هذا إلى أي شخص يريد؛ يتحرك هذا العملاق ويقطع رأسه أو رأسها.
ماذا لو أن هذه العدسة المكبرة هي السبيل الأكثر ضراوة للتيقن من أن كل طموح تعلق بواجبها سيفضي إلى نتائج مضادة؟ ماذا لو أن محاولات حل ألغاز الاختفاء هي الكيفية الأعمق للتعرّف إلى الألم كهوية للذاكرة، لا تقبل التفاوض في طغيانها الذي يتعدى الحدود الشخصية عبر الزمن، وكمصير حتمي مدعوم بالخبرات الخاسرة كافة لإزاحته؟
ماذا لو أدركنا أن الكوابيس التي تهيمن على عالمنا قد حصلت على طاقة إضافية لرسوخها بفضل ارتكابات رجل البوليس السري؟ إن هذه الأحكام لا تشترط في تأثيرها أن تعادل الاكتشافات المفاجئة التي حصل عليها كريستوفر بانكس في نهاية الرواية، والتي أدى تغييرها للماضي إلى امتلاكها السلطة على الحاضر لدى الراوي وعلاقاته، بل يمكن للنتائج المضادة أن تحدث من دون ما يمكن اعتباره أحداثا مباغتة أو صدمات مزلزلة.

العمود الصحفي وكُتَّابه
دراسة مقارنة

تأليف: د. صابر حارص
الناشر: دار الكتب والدراسات العربية
لا يقدم الكتاب مهارات الكتابة الصحافية على أنها علم وفن فقط، بل يهتم بالتأصيل الفكري لهذه المهارات، وهو أمر قد يطرح تساؤلات مفادها: هل يمكن النظر إلى إبداعات الكتابة الصحافية على أنها اختلافات فكرية في اتجاهات الكتابة ذاتها؟ الكتاب وفي كل خطوة من خطوات الكتابة الصحافية يقدم إجابة عن هذه التساؤلات، فهناك أكثر من اتجاه في حجم العمود الصحافي، وأكثر من اتجاه في تحرير اسمه وعنوانه، وأكثر من اتجاه في معايير الحكم على ماهيته، وأكثر من اتجاه في دورية نشره، وأكثر من اتجاه في التأصيل التاريخي له، وأكثر من اتجاه في طرق وأساليب كتابته..
وهكذا على النحو الذي يوضحه الكتاب، ومن هنا فإن هذا الكتاب يعتبر دليلا حديثا من الأدلة الصحافية التي يمكن أن يرجع إليها الدارسون والباحثون والمحررون والكتاب وهواة الكتابة الصحافية من كتاب المقال سواء كانوا مسؤولين أو أساتذة جامعة أو مثقفين ينتمون إلى مواقع مختلفة.

نظرات في العلوم الروحية
دراسة في علم الطاقة واليوغا
والتأمل والتنمية البشرية والعرفان والتصوف

المؤلف: السيد حسين نجيب محمد
الناشر: دار المحجة البيضاء – لبنان
يحتوى هذا الكتاب على عدد من الموضوعات المهمة والإشكاليات الخطيرة في بعض العلوم الروحية كعلم الطاقة والتأمل والتصوف وما فيها من تأثير في العقيدة الدينية كما يحذر من الانبهار بالروحانية الحديثة مهما غلفت بأسلوب عصري وعلمي.
ويدعو إلى الرجوع إلى منابع المعرفة الصحيحة، أعني بذلك القرآن الكريم وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآله الطاهرين عليهم السلام.
ويحض على التنبه للدعوات الحديثة التي تدعو إلى ترك العقيدة تحت عناوين براقة كدين المحبة والكونية والربوبية وغير ذلك من المصطلحات.
ويحذر من مخاطر الدخول في العلوم الروحية من دون الرجوع إلى أهل الذكر، وهم أهل العصمة ومن يتلوهم من العلماء الربانيين.

برتولد بريخت
حكايات السيد كوينر
وقصص أخرى


ترجمة: أحمد الأقطش
الناشر: آفاق للنشر والتوزيع
لطالما عرف القارئ العربي برتولد بريخت شاعرا ومسرحيا، وقلما عرف أنه يكتب القصة القصيرة، بل ربما يندهش القارئ العربي حين يعلم أن «حكايات السيد كوينر» لبريخت تم اختيارها ضمن قائمة أهم مائة كتاب قصص في العالم في العام 1978 من قبل صحيفة Die Zeit إحدى أشهر الصحف الألمانية جنبا الى جنب مع كتب توماس مان وفرانتس كافكا وهرمان هسه وغيرهم من أعلام السرد الألماني.
«حكايات السيد كوينر» جمعت وطبعت بعد وفاة بريخت بعدة أعوام، وها نحن الآن نقدم الترجمة العربية الكاملة الأولى لهذه المجموعة القصصية ذات السبعة والثمانين نصا. ويقول المترجم أحمد الأقطش: لعل هذه الترجمة تكون دافعا لمترجمينا وخصوصا المشتغلين بالترجمة عن الألمانية أن يقتحموا العالم القصصي المنسي لبريخت بعد أن طبقت شهرته الآفاق باعتباره كاتبا مسرحيا وشاعرا، وحينها ستظهر أجزاء جديدة من تلك الصور التي ظننا أنها كاملة.

قبل المساء (رواية)

تأليف: عمر العادلي
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
يقول العادلي في روايته: حدثتني عن أشياء كثيرة متفرقة لا رابط بينها، الألوان التي أحبها، الأفلام التي أفضل مشاهدتها، بعض ذكريات عابرة عن أيام زواجنا الأولى، لعبنا شطرنج وهزمتها مرتين، هل دبرت لتلك الهزيمة حتى تظهرني قويا أمام نفسي؟ ماذا يعني ذلك بالنسبة إلى رجل في السادسة والأربعين؟ لا أستطيع وضع هذه السن في خانة معينة، فلا أنا شاب ولا أنا مسن، أحيانا يذوب الخط الفاصل بين المرحلتين، وأحيانا يتضارب فينتج عن ذلك بعض تصرفات مرتبكة ومخجلة.
ويقول عمرو العادلي في روايته: صحافي في منتصف الأربعينيات، روايته محددة عن الناس والأشياء، ماذا لو تعرض للنسيان بشكل خارج عن إرادته؟ فيقرر أن يجلس إلى أوراقه ويكتب كل ما يعرفه، وكل ما يظن أنه يعرفه، لكنه يكتشف أن ما رآه أمامه على الورق قد شكل حياة ثانية لا علاقة لها بما عاشه بالفعل.

 


أقروا خلال الاجتماع الخامس عشر التنسيق بين دول المجلس
مسؤولو معارض الكتب في دول «التعاون»: اعتماد مواعيد معارض الكتب للسنوات الخمس المقبلة

 

كتب: يوسف غانم
اختُتم يوم الخميس الماضي الاجتماع الخامس عشر للمسؤولين عن معارض الكتب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بالتزامن مع انعقاد معرض الكويت الرابع والأربعين للكتاب.
وترأس الاجتماع الذي كان ممثلا بجميع دول المجلس سعد العنزي مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، والذي رحب في البداية بالحضور، كل من د. عبدالرحمن العاصم مدير معرض الرياض الدولي للكتاب، ومن قطر إبراهيم السيد مستشار وزير الثقافة القطري، وجاسم البوعينين مدير معرض الدوحة الدولي، ومن مملكة البحرين بشار جاسم مدير معرض البحرين الدولي للكتاب، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة أحمد العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، وفيصل الشيخ مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وسعد النصبان مدير إدارة الثقافة بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى عدد من المسؤولين في معارض الكتاب بدول الخليج.
وناقش المجتمعون عددا من المواضيع والقضايا المتعلقة بالعمل المشترك في مجال معارض الكتب، وكيفية إبراز هذه المعارض بأفضل ما يمكن لتحقيق الفائدة منها، وبما ينمي ويطور المستوى الثقافي المرجو منها.
واتفقوا على التنسيق فيما بينهم بخصوص مواعيد معارض الكتب التي تقام في دول المجلس، واعتمادها للسنوات الخمس المقبلة (2020 - 2025)، كما اتفق المجتمعون على التنسيق بين إدارات المعارض بشأن تبادل الخبرات فيما بينهم، والعمل على إبراز دور الكاتب والمؤلف الخليجي، وكذلك إظهار الشخصيات الثقافية البارزة في دول المجلس والتركيز عليها.
كذلك تم التأكيد على الضوابط الخاصة بمشاركة دور النشر في معارض الكتب بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد أبدى الجميع حرصهم على بذل الجهود والتعاون لما فيه مصلحة المثقفين من أبناء الخليج مع الاهتمام بالأدباء والكتاب.
وفي الختام شكر العنزي الحضور على ما أبدوه من تعاون للوصول إلى أفضل النتائج، والتي ستنعكس إيجابا على معارض الكتاب في دول مجلس التعاون.

العاصم: المعرض يعزز مكانة الكويت على الخريطة الثقافية

أكد د. عبدالرحمن العاصم، مدير معرض الرياض للكتاب، أن معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين يأتي معززا لمكانة دولة الكويت على الخارطة الثقافية العربية والدولية؛ فالثقافة والأدب والفن في الكويت من سمات مجتمعها ونمط حياة. ونتيجة لذلك تشكلت الذائقة الثقافية للمجتمع الكويتي منذ وقت مبكر؛ مما أسهم في انتشار الثقافة الكويتية عربيا في شتى القطاعات الثقافية. وظهر جيل من المثقفين والأدباء والفنانين الكويتيين أثروا وأسهموا بشكل كبير في الثقافة العربية.
وأضاف: لذا يأتي معرض الكويت الدولي للكتاب كل عام مختلفا، متميزا ثريا بالمنتج الثقافي. فهو أكثر من مجرد مكان لعرض المصنفات وبيعها، مشكلا ملتقى ثقافيا وأدبيا للمهتمين في الوطن العربي. والمتابع لمعرض الكويت الدولي للكتاب يشعر بتميزه وتطوره على مدار السنوات الماضية حتى أضحى اليوم من أهم معارض الكتاب في الوطن العربي. من خلال تنوع برنامجه الثقافي، ومشاركة دور نشر تمثل أكثر من ثلاثين ثقافة.
وختم بقوله: شكرا لإدارة معرض الكويت ممثلة في الأستاذ سعد العنزي مدير المعرض على المتعة الثقافية والعمل الجبار في تنظيم معرض كتاب نفخر به جميعا في الوطن العربي الكبير. وإلى مزيد من التميز والتقدم في الدورات القادمة.


الكويت والكتاب وأنا!

مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي، قطعها معرض الكويت الدولي للكتاب، ببلوغه الدورة الرابعة والأربعين، فمنذ العام 1975 (الذي شهد انعقاد أول دورة له)، يمثل المعرض منارة إشعاع حضاري في المنطقة، خاصة أنه مع معرض الدوحة الدولي للكتاب كانا من أوائل معارض الكتاب التي عرفتها منطقة الخليج في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين بات للكتاب مقامه المحفور في تاريخ المنطقة، كما أصبح المعرضان معا قبلة لجميع المثقفين من أبناء الخليج.
ولمعرض الكويت الدولي للكتاب مكانة خاصة في قلوبنا، فقد ارتبطت به مداركنا، وتعلقت به قرائحنا، حتى ظل بتاريخه الممتد يمثل لنا شغفا خاصا، مقرونا بتطلع ورغبة في التعرف على - أو إن شئت فقل الانخراط في - الحركة الثقافية التي انطلقت من الكويت عبر قنواتها الأولى المتمثلة في المسرح والتلفزيون، مرورا بالحركة الإعلامية لجيل الرواد في الصحافة والمجلات والدوريات الصادرة من الكويت.
لم تكن زيارة معرض الكويت الدولي للكتاب في ذلك الحين بالنسبة إلينا مجرد رحلة ثقافية عابرة، بقدر ما كانت امتدادا لمشروع ثقافي فكري عروبي، بدأت نواته في القاهرة وبيروت، وبالتالي فإن تشعبه في منطقة الخليج العربي الفتية - وقتها - بمثقفيها ومبدعيها الواعدين، كان حلما تحقق أمام أعيننا على أرض الواقع.
بالتأكيد لا يمكنني وصف حالة الانتشاء التي كانت تسيطر علينا عندما كنا نعد العدة لزيارة المعرض، الذي هو بالإضافة إلى كل ما تقدم، كان منبرا ثقافيا، اعتبرناه النافذة التي من خلالها سوف تعبر ثقافتنا الخليجية بكل تفاصيلها إلى المثقفين العرب، ممن لم تكن هذه التفاصيل متوافرة لديهم بالشكل الكافي.
شددت الرحال إلى دولة الكويت بصحبة ابن عمي وصديقي الأخ عبدالعزيز السيد، المذيع اللامع المعروف في تلفزيون قطر، وحاليا المدير العام لقنوات الريان الفضائية... كنا حينها قد أنهينا دراستنا الثانوية، ولكل منا في داخله حب الاطلاع والتعرف على الحراك الثقافي الكويتي، وكانت ضمن برنامج سفرنا إلى دولة الكويت زيارة معرض الكويت الدولي للكتاب، في نوفمبر 1977، الدورة الثالثة.
ولعدم معرفتنا بموعد انطلاق هذه الدورة من المعرض بشكل دقيق وصلنا إلى الكويت بعد انتهائه بيومين، في الثاني عشر من نوفمبر 1977، لكننا على الرغم من ذلك لم نفوت فرصة زيارة الصحف والمجلات الكويتية والتعرف على المسرح الكويتي، وحضور بعض الفعاليات الثقافية، والتعرف على رموز الثقافة الكويتية حينها.
أذكر أن هذه الزيارة قد تصادف أن تزامنت مع زيارة السادات للكيان الصهيوني في 19 نوفمبر 1977، فعايشنا وقتها اشتعال الشارع الكويتي بالمظاهرات الرافضة لها، فأدركنا معها الحس العروبي والحراك القومي الذي كان تجسيدا للحالة الثقافية والفكرية التي عاشها هذا الجيل.
على أي حال فقد ظل موضوع زيارة معرض الكويت الدولي للكتاب في داخلي حلما لم يتحقق حينها... وبعدها توجهت للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد إنهاء دراستي عملت في مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي، وكانت ضمن عملي كمسؤول عن العلاقات الخارجية المشاركة في معارض الكتب الخليجية والعربية، وهنا تحقق ذلك الحلم القديم بعد عشر سنوات بالضبط في نوفمبر 1987، الدورة الـ 13، بمشاركة المركز في معرض الكويت تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وقد كانت هذه المشاركة بالنسبة لي هي الأهم، ليس فقط لتمثيل المركز، بل للتعرف على معرض الكويت الدولي للكتاب، الحلم الذي تأخر عشر سنوات.
لا أستطيع أن أصف حجم انبهاري بالمعرض وقتها، فقد كان كما تخيلت وأكثر، لقد وجدتني أغوص في أعماق الفكر والتراث، وأتجول بين أمهات الكتب في مختلف فروع المعرفة، بصورة أظنها أشبعت نهمي الفكري، والعلمي، فضلا على الندوات الثقافية المصاحبة التي كانت بمنزلة بوابة مترامية الأبعاد تستوعب كل الاتجاهات الفكرية والثقافية.
استمرت زياراتي ومشاركاتي الرسمية سنويا لمعرض الكويت الدولي للكتاب حتى عام 2005 مع مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي، وكانت كل مشاركة تزيد من تعلقي بهذا المعرض إلى أن أغلق المركز الخليجي، وعند هذا الحد بدأت رحلة جديدة مع معرضي المفضل، وهي رحلة المشاركة بصفتي الشخصية، حيث كنت أفرغ نفسي تماما لأنهل من معينه المتجدد، وذلك بالبحث عن كتبي المفضلة التي أشبع بها رغبتي في اقتناء أكبر كم منها، كما ظلت المشاركة في الفعاليات الثقافية بالنسبة لي الحدث المبهج الذي أنتظره من العام للعام.
في العام 2016 كان القدر قد ضرب لي موعدا آخر مع معرض الكويت الدولي للكتاب، فمع انطلاق دورته الـ 27، كنت قد توليت مسؤولية معرض الدوحة الدولي للكتاب، وبطبيعة الحال زاد منصبي الجديد من تعلقي وارتباطي بمعرض الكويت الدولي للكتاب، وبحكم هذا المنصب، تحولت مرة أخرى إلى المشاركات الرسمية به، لكنها كانت هذه المرة مسيجة بسياج التبادل الثقافي بين المعارض الخليجية.
وأخيرا أزعم أنني لا أكون مبالغا إن ادعيت أن رحلتي الممتدة مع معرض الكويت الدولي للكتاب، قد أنشأت بيننا قصة حب، لا أظنها من طرف واحد، بل هو حب متبادل، فبقدر تعلقي بهذا العرس الثقافي السنوي، بقدر ما كان جزءا محوريا في تكوين شخصيتي، وبقدر ما ارتبطت وجدانيا وعاطفيا بأحداثه وفعالياته، لدرجة أنني أراني أصبحت قطعة منه، كما أصبح هو الآخر قطعة مني.
لذلك وبعد كل هذه السنوات، أظن أن شهادتي بحق معرض الكويت الدولي للكتاب مجروحة، لكن أؤكد أهمية هذا المعرض، خليجيا وعربيا، والدور الذي يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيمه، ودوره في دعم حركة النشر؛ محليا وخليجيا وعربيا ودوليا، والتشجيع على القراءة بالأنشطة المصاحبة، سيما أنه يبدأ من الاهتمام بمرحلة الطفولة وما يصاحبها من دراسات حول التنشئة، مارا بكل ما يتطلع إليه الإنسان معرفيا في كل مراحل حياته، هذا بالإضافة إلى الدور الرائد الذي تلعبه الندوات الفكرية والثقافية، في إشباع شغف الإنسان الكويتي بشكل خاص، ثم المقيمين على أرض الكويت، وكذلك الزائرون الذين ينتهزون فرصة انعقاد المعرض للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية المهمة خليجيا وعربيا.
وأخيرا لا يمكننا أن نغفل حجم الاستفادة التي يحققها الناشرون المحليون أو العرب من عرض منتجهم الثقافي الصادر حديثا في حدث ضخم إلى هذا الحد، ينتظره المثقف العربي من العام للعام.
ثم لا يفوتني أن أذكر دور أخي العزيز سعد العنزي، وفريق العمل المشارك معه، في تنظيم معرض الكويت الدولي للكتاب، والجهد المبذول في تسهيل مشاركة الناشرين من جميع الأقطار، وتسهيل حركة الزوار للمعرض، والقيام على خدمة الجميع، بدءا من الناشر إلى الزائرين... فكل التحية لهم.
وأولا قبل كل شيء التحية للكويت؛ أرضا وشعبا وحكومة.
اللهم أدم على الكويت الأمن والأمان في ظل صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد - حفظه الله -
إبراهيم البوهاشم السيد
مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين

Happy Wheels