النشرة الثانية


اضغط هنا لتحميل PDF النشرة الثانية

 

وزير الإعلام افتتحه بمشاركة 488 دار نشر تمثل 30 بلدًا عربيًا وأجنبيًا
معرض الكتاب .. مرفأ حضاري يليق بمكانة الكويت


الجبري: المعرض يعبر عن اهتمام الكويـت بالكـتاب باعتــباره وسيلة أساسية
في نشر الثقافة والإبداع الفكري

اكتسب المعرض على مدى العقود الماضية سمعة طيبة وحظي بإقبال متزايد
من جميع الناشرين

د. العدواني:
يحتل المعرض مكانة متميزة عربيًا ودوليًا تتواكب مع ما توليه الكويت للثقافة

د. الأنصاري: إقبال جماهيري كبير على المعرض من لحظة الافتتاح.. لدينا برنامج ثقافي متنوع

العنزي: برامج وفعاليات المعرض الثقافية تناسب جميع الفئات العمرية واهتماماتها المختلفة
كتب: عماد جمعة وفضة المعيلي
افتتح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري في العاشرة من صباح أمس الأربعاء الموافق 20 نوفمبر 2019، أنشطة الدورة الرابعة والأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب بأرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف، بحضور الدكتورة تهاني العدواني الأمين العام للمجلس الوطني بالإنابة والدكتور عيسى الأنصاري الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والدكتور بدر الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الفنون وسعد العنزي مدير المعرض ولفيف كبير من أعضاء السلك الديبلوماسي بالسفارات العاملة بالكويت وكوكبة كبيرة من صفوة المثقفين والناشرين العرب ومديري المعارض في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ونخبة من الكتَّاب والمؤلفين وأصحاب دور النشر. ووسط أجواء من البهجة تفقد الوزير الجبري دور النشر المختلفة في صالات المعرض بداية من صالة 6 واستمع إلى الآراء المختلفة من العارضين، وكذلك تابع جولته في الصالة السابعة حيث دور النشر الحكومية مثل مكتب الشهيد. ورحب وزير الإعلام بكل الآراء التي تسهم في تقدم الثقافة العربية وانتشار الكتاب لبناء الشباب العربي.
وقال الوزير الجبري: إن معرض الكويت الدولي للكتاب يعبر عن اهتمام البلاد بالكتاب كوسيلة أساسية في نشر الثقافة والإبداع الفكري.
وأضاف الجبري في تصريح صحافي: إن المعرض يكتسب أهمية كبيرة لدى المهتمين بالشأن الثقافي من داخل المنطقة العربية وخارجها باعتباره من أوائل المعارض العربية التي تحتوي على كبريات دور النشر والطباعة في المنطقة.
وأشار إلى أن المعرض اكتسب على مدى العقود الماضية سمعة طيبة وحظي بإقبال متزايد من جميع الناشرين والمهتمين بالثقافة والأدب، وذكر أن الكويت تهتم بالمجال الثقافي والمعرفي منذ نشأتها حيث لمعت العديد من الأسماء الكويتية في هذا المجال من خلال إنتاج العديد من المطبوعات الثقافية الرصينة التي كانت توزع إلى المحيط الخليجي والعربي.
وبين أن المعرض أولى أهمية بفئة النشء والشباب الكويتي لما تمثله هذه الفئة من نسبة كبيرة تستدعي اهتمام الدولة وذلك من خلال غرس الثقافة والمعرفة وتعزيز الهوية الوطنية لديهم.
وأفاد الجبري أنه تم اختيار المملكة المتحدة الصديقة ضيف شرف للدورة الـ44 للمعرض، ويأتي ذلك بمناسبة ذكرى مرور 120 عاما من الصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة تميزت بالتعاون المشترك في كل المجالات.
واستعرض الجبري الفعاليات المتنوعة التي سيشهدها المعرض، والتي تتضمن المقهى الثقافي الذي سينظم محاضرات، وندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل، وعروضا مرئية، بالإضافة إلى اجتماع لمديري معارض الكتاب بدول مجلس التعاون، برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد الجبري خلال تجواله في جناح شركة «ذاكرة الكويت» واستعراضه لمحتوياته من الكتب والحلي والأطياب أن ذاكرة الكويت مشروع ثقافي متطور يربط الأسرة الكويتية بماضيها العريق وحاضرها الأصيل، وهذا يرفد الحركة الحضارية لدولتنا الحبيبة الكويت بمنارات ثقافية نهتدي بها في زماننا المعاصر، فالحاضر لا يُبنى إلا على أسس راسخة من الماضي، وعلى هذا فالذاكرة تؤسس لتوطيد أواصر القوة بين المعاصرة والأصالة، وأشاد بهذه المبادرة الوطنية معبرا عن شكره وتقديره للقائمين عليها، وفي مقدمتها رئيس مجلس إدارة شركة ذاكرة الكويت الشيخة عايدة سالم العلي الصباح، والشيخة الجوهرة صباح الخالد الصباح نائب الرئيس، متمنيا لهم التوفيق والسداد والمزيد من العطاء، وفي نهاية زيارته قدمت له الشيخة الجوهرة درعا تذكارية تكريما لمعاليه.

مكانة متميزة
من جانبها بينت الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية، والأمين العام بالإنابة د. تهاني العدواني، أن المعرض يحتل مكانة متميزة عربيا ودوليا. مضيفة: انه دائما ما يأخذ زخما كل عام يتواكب مع ما توليه الكويت في مجال الثقافة والفكر منذ تأسيسها.
وقالت العدواني: «نتشرف اليوم بافتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 44، تحت رعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء، وحضور معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري، ويضم في دورته الحالية أكثر من 488 دار نشر من دول عربية وأجنبية، تحت أكثر من 500 ألف عنوان، منها 13 ألف إصدار جديد صدرت في العام 2019. ويتميز المعرض في هذه السنة بمبادرة طيبة من المجلس الوطني باستدعاء ضيف شرف، وفي هذه الدورة ضيف الشرف هو المملكة المتحدة، وتتزامن مع استمرار العلاقات الديبلوماسية الصديقة مع المملكة المتحدة بمرور 120 عاما على هذه العلاقة التاريخية، كذلك على هامش المعرض تندرج الكثير من الفعاليات، والأنشطة الثقافية، منها منتديات وورش ومحاضرات، بالإضافة إلى الفعاليات المنتظمة من إدارة الفنون التشكيلية في معارضها الموجودة، وأيضا الفعاليات الموجودة التي تحييها مراقبة الطفل، بالإضافة إلى أنشطة تهم جميع الأعمار، والمهتمين في معرض الكتاب الدولي».

دورة متميزة
وبدوره قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري «يشارك في المعرض للمرة الأولى 33 دار نشر لثقتهم في تطور المعرض عاما بعد آخر، وهي دورة متميزة عن كل الدورات، وفي هذه الأصبوحة الجميلة في المعرض سعدنا برعاية كريمة باسم رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الإعلام، والأمين العام بالإنابة د.تهاني العدواني، وسعادة سفير المملكة المتحدة، وسفير جمهورية مصر العربية، والسفراء المعتمدين في دولة الكويت».
وأضاف د. الأنصاري: ما يميز هذا المعرض هو الإقبال الجماهيري من لحظة الافتتاح، خصوصا أن لدينا برنامجا ثقافيا، ومعارض تشكيلية، بحضور دور النشر الخليجية والعربية، حيث نقدم وجبة ثقافية دسمة للقارئ العربي.
وردا على سؤال بشأن الكتب الممنوعة أجاب د. الأنصاري «أعتقد أن وزارة الإعلام من خلال إدارة الرقابة وهي إدارة موجودة في كل الدول العربية لا تمنع الكتب بشكل عام، ولكن تمنع ما يتعارض مع القانون فقط، ونسبة الكتب الممنوعة لا تذكر مقارنة بآلاف الكتب الأخرى التي لا تمنع».

أنشطة ثقافية
من جانبه قال مدير معرض الكويت الدولي للكتاب سعد العنزي، إن إدارة المعرض اهتمت بالأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض التي تضم العديد من المسابقات والمحاضرات والندوات التي تهدف إلى تعزيز الثقافة والهوية العربية.
وأضاف العنزي: إن المعرض يستقبل زواره يوميا ولغاية 30 نوفمبر الحالي من خلال برنامج ثقافي حافل مصاحب للمعرض يبدأ بمحاضرة للدكتور حسن أوريد من المملكة المغربية يتناول فيها أزمة الثقافة في ضوء التحولات الدولية والاجتماعية.
وأشار إلى أن هذا المعرض حصل على إقبال جماهيري منذ لحظة افتتاحه لاحتوائه على برامج وفعاليات تناسب جميع الفئات العمرية واهتماماتها المختلفة إضافة إلى تنظيم معرض تشكيلي على هامش المعرض.

 

محمد العواش: الكويت
كانت وما زالت مصدر إشعاع للثقافة العربية

عبّر الوكيل المساعد لقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات محمد العواش، عن سعادته بحضور افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الرابعة والأربعين، بحضور وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، ممثلا عن سمو رئيس مجلس الوزراء.
وقال العواش: لا شك أنه عندما نتكلم عن الرقم (44) فإن ذلك يجسد عراقة هذا المعرض وأصالته وتجذره وتطوره خلال أكثر من أربعة عقود.
وأضاف العواش: إننا في دولة الكويت حريصون منذ القدم على الاهتمام بالجانب الثقافي والأدبي، ومن منا لا يذكر مجلة العربي سفيرة الثقافة العربية، إضافة إلى الإصدارات الكثيرة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من سلسلتي عالم المعرفة وعالم الفكر، وكذلك العديد من الإصدارات التي تتحدث عن الثقافة والفن والأدب، فالكويت كانت وما زالت مصدر إشعاع للثقافة العربية بشكل عام والثقافة على مستوى الإقليم وكلل ذلك بفضل ما تلقاه من دعم القيادة السياسية وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، فسموه كان أول وزير للإعلام في أول حكومة كويتية تشكّلت وقبلها كان مديرا لإدارة المطبوعات وفي عهد سموه انطلقت مجلة العربي.
وعن أعداد الكتب المجازة في المعرض أوضح العواش أن الكتب التي تم منعها فقط 130 كتابا من 3227 كتابا محلية وعربية ودولية تم إجازتها هذا العام، بخلاف الكتب والإصدارات المسموح بها والمشاركة سابقا في الأعوام الماضية، حيث إن عدد الكتب والإصدارات المشاركة هذا العام بلغت حوالي 500 ألف عنوان وهذا الرقم كبير، بالتالي فإن العناوين التي لم تتم إجازتها تكاد لا تذكر، وهذا بفضل توجيهات وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأشار العواش إلى أن الكويت ترحب بجميع المشاركين من الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة وبما يتناسب مع الشروط والضوابط الموضوعة، خصوصا في ممثل هذه المناسبات الثقافية لما لها من دور إيجابي في التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب.
وفي الختام دعا العواش الجميع لزيارة هذا المعرض والتعرف عن قرب على أحدث الإصدارات واغتنام الاستفادة من هذا التجمع الثقافي الذي تحتضنه الكويت والذي يستمر حتى 30 نوفمبر 2019، كما دعا الجمهور الكريم والمهتمين لحضور الأنشطة المصاحبة للمعرض من محاضرات وندوات وعروض، آملا النجاح للجميع، وأن تتحقق الفائدة المرجوة.

 


الشيخة الجوهرة الصباح: ذاكرة الكويت مشروع وطني يسعى إلى تأصيل الهوية الكويتية

بينت الشيخة الجوهرة صباح الخالد، أن ذاكرة الكويت مشروع وطني ثقافي رائد يسعى إلى تأصيل الهوية الكويتية، وقد أصدرت موسوعة شاملة مكونة من سلسلة من الكتب التي توثق مظاهر الحياة في ماضي الكويت وحاضرها، فقد سبق أن أصدرت ضمن هذه السلسلة كتابين عن العادات والتقاليد: الأول بعنوان «الأزياء الكويتية الرجالية – شيمة وحشيمة» ويحوي تفاصيل ملبس الرجل الكويتي، والثاني بعنوان «الأزياء الكويتية النسائية – ستر وغطاء» ويستعرض جميع الأزياء التي ارتدتها المرأة الكويتية عبر الأزمان.
أما في هذا العام فقد تركز اهتمام الذاكرة على الحلي والأطياب الكويتية، فقد أصدرت كتابين: الأول بعنوان «الحلي الكويتية التقليدية – زينة وخزينة) ويبين أنواع المجوهرات التي تتزين بها المرأة الكويتية، وعلاقتها بما استخدمه العرب قديما، وأهم السمات التي تميز تلك المجوهرات التي تجعلها مطلوبة ومرغوبة.
أما الثاني فهو بعنوان «الأطياب الكويتية التقليدية – إرث الطيبين» ووضح هذا الكتاب أنواع الأطياب والعطور التي استخدمها الكويتيون، وأبرز شدة صلتها بما استخدمه العرب قديما، وذكر أسماء بعضها من مثل المجموعة أو الخلطة، والمعمول، وغيرها، إضافة إلى دهن العود، ودهن الورد، والعنبر، والمسك، والصندل.
وأضافت الشيخة الجوهرة الصباح: أن ما يؤكد أصالة انتماء الأطياب الكويتية إلى قدامى العرب أن الكويتيين يسمون الطيب أو العطر خنة، والخنة في لسان العرب هي الأنف، حيث أطلق على العطر اسم العضو الذي يستخدمه، وهذا مما هو معروف في كثير من اللغات.
وبشرت الشيخة الجوهرة بأن جناح الذاكرة سيحتضن عدة نشاطات ثقافية ومحاضرات توعوية؛ ومن ذلك المحاضرة التي ستقدمها سعاد حمد الحميان مدرب معتمد واختصاصي تصميم وصناعة عطور في مجال الأطياب والعطور والتركيبات الكويتية القديمة، وذلك في السابعة والنصف من يوم الجمعة المقبل.

 


سعد النصبان: معرض الكتاب واجهة مشرفة للكويت
ثمن سعد سليمان النصبان مدير إدارة الثقافة والسياحة في الأمانة العامة لمجلس التعاون، حرص الكويت على إقامة معرض الكتاب والاهتمام بدعمه ضمن استراتيجيتها الثقافية.
واعتبر المعرض خلال مشاركته في فعالياته أنه من أبرز المعارض المتميزة في العالم العربي، وأنه واجهة مشرفة من حيث دقة التنظيم والمحتوى الثقافي وتنوع فعالياته وعدد زواره وكذلك المشاركة الواسعة من دول النشر العربية والأجنبية سواء الحكومية أو الخاصة والمتنوعة ما بين الثقافي والعلمي والتراثي وغيره والتي تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية ومختلف الثقافات في المجتمع.
وقال: «لم يعد الهدف من المعارض هو بيع الكتب بل أصبحت فعالية ثقافية ومشاركة معرفية تدعم ثقافة التنوع والاختلاف وتعرف بالناتج الثقافي والفكري من مختلف دول العالم، وتتيح الفرصة للتواصل بين المعنيين بشأن صناعة الكتاب من كتاب وناشرين وقراء، وكما نشاهد اليوم هذا الزخم من المشاركة من قبل دور النشر لهو خير دليل على أهمية هذا المعرض، وحرص هذه الدول ودور النشر على المشاركة فيه».
كما أشار إلى أن اختيار المملكة المتحدة ضيف شرف لمعرض الكويت للكتاب لعام 2019 تحت شعار (120 عاما من الصداقة الكويتية البريطانية) اختيار موفق باعتبار اهتمامات المجلس الثقافي البريطاني للثقافة هو اهتمام مشترك، وأن الفن والأدب يشكلان جسراً يربط بين الشعوب، وأن القراءة هي الأساس في مد جسور التفاهم بين الأمم، وستكون هذه المشاركة البريطانية فرصة لاطلاع مجتمعاتنا على الأدب البريطاني، كما سينقل صورة الثقافة واهتماماتها للجانب البريطاني وغيره من الدول المشاركة.
ولفت النصبان إلى أن الأمانة العامة لمجلس التعاون حرصت على المشاركة في هذا المعرض من خلال جناحها الذي يضم مطبوعات الأمانة العامة الثقافية والإعلامية والاقتصادية والقانونية وغيرها من المطبوعات التي تهم المواطن الخليجي باعتبارها مظلة ثقافية مهمة لجميع دول المجلس.
كما أشاد بحرص إدارة معرض الكويت الدولي للكتاب منذ وقت مبكر للتنسيق لتنفيذ هذا المعرض وحرصها على إنجاحه، وكذلك حرصها أيضاً لعقد اجتماع مسؤولي معارض الكتب بدول المجلس لتلافي التعارض بين مواعيد المعارض للأعوام القادمة والتنسيق والتعاون بينها في كافة المجالات التي تهم العمل المشترك في هذا المجال.
وفي ختام حديثه أكد على الإشادة بتنظيم المعرض وبجهد القائمين عليه والمشاركين، داعياً الله أن يحفظ قادتنا ودولنا وأن يسبغ عليها نعمة الأمن والأمان.

 

جناح جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية .. نشاطات تفاعلية


عبر رئيس اللجنة المنظمة العليا لجائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية بسام الشمري، عن سعادته بما حققته الجائزة من مكانة عالمية، مشيدا بمعرض الكويت الدولي للكتاب، ومثنيا على جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأكد الشمري أن المعرض يعد فرصة ثمينة للجائزة لتقديم كل ما هو جديد في المجال التعليمي من حيث استخدام الأجهزة الذكية والبرامج المتطورة في عمليات التعليم والتعلم وأثرها في تكوين شخصية المتعلم وإعداده للإبداع والابتكار بما يخدم دولتنا الحبيبة الكويت ويبني صرحها الحضاري، وبين أن مشاركة الجائزة في هذا المعرض سنويا ترسخ العلاقة بين هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، وتدفع تضافر الجهود وتكامل الأعمال، خاصة في المجال الثقافي التقني حيث أصبح الكتاب الإلكتروني ينافس الكتاب الورقي، ولم يعد اهتمام القراء محصورا بالورقيات، وإنما اتجهت اهتماماتهم إلى التقنية المعاصرة والثقافات الذكية والشبكة المعلوماتية.
من جانبها قالت منسق لجنة الأنشطة فاطمة السري، إن جناح الجائزة يشهد هذا العام العديد من النشاطات التفاعلية، بالإضافة إلى المسابقة التعليمية «شفت الكويت» التي تقدم معلومات مهمة في عالم التحولات التقنية في التعليم ويحظى الفائزون بها بقسائم شراء كتب، انطلاقا من قناعة القائمين على الجائزة بأهمية القراءة والاطلاع في تكوين الشخصية المثقفة القادرة على مواكبة الحياة المعاصرة بكل ما فيها من تغيرات وتطورات، وكذلك سيتم تقديم المحاضرات ذات الصلة بالتحولات التقنية في التعليم.


أينشتاين.. بيكاسو
الكاتب: آرثر آي ميللر

الناشر: هيئة البحرين للثقافة
والآثار/ البحرين

أصدر مشروع نقل المعارف التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار مؤخراً كتاب «أينشتاين، بيكاسو. المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى» للكاتب آرثر آي ميللر، وهو من ترجمة عارف حديفة ومراجعة د. منير الطيباوي، ويأتي صدور هذا الكتاب ضمن سلسلة تضم 50 كتاباً من أهم الكتب العالمية، تم اختيارها من قبل لجنة متخصصة وبإشراف مباشر من قبل الباحث وعالم الاجتماع د. الطاهر لبيب.
ويستحضر الكتاب محطات توقف عندها اثنان ممن خلد التاريخ لهما كل شيء، ففي شهر يوليو من العام 1907 أبدع الفنان الإسباني بابلو بيكاسو لوحةً لم تكن الساحة الفنية العالمية أو الباريسية على الأقل مستعدةً لاستقبالها، وجسد فيها فنه التكعيبي على هيئة خمس سيدات تحمل كل واحدة منهن وجهاً له دلالات وتعابير مختلفة. وفي العام الذي يليه أي 1908 حين طرح بوانكاريه تحليله الشهير للذات بالسؤال عن حقيقة الابتكار الرياضي، طرح أينشتاين التساؤل الأهم «ما هو التفكير على وجه الدقة؟».
وفي مقاربة مثيرة بين متناقضين، وقف الفيلسوف والكاتب آرثر آي ميللر على بعد مسافة واحدة بين عالم الفيزياء الأشهر ألبرت أينشتاين من جهة والفنان الإسباني العظيم بابلو بيكاسو من جهة أخرى، ليخرج لنا بهذا الكتاب الذي يدعو عنوانه للدهشة، أما محتواه فيحمل بعداً تحليلياً وسرداً لتاريخ قامتين بحجم صاحب النظرية النسبية، وصاحب «آنسات آفنيون».
ويبدأ الكاتب بالقول إن «ألبرت أينشتاين وبابلو بيكاسو رمزي العبقرية وملهمي أجيال من الفنانين والعلماء، هما أيقونتا القرن العشرين. العلم الحديث هو أينشتاين، والفن الحديث هو بيكاسو». إن القارئ بمجرد أن تقع يداه على هذا الكتاب المميز يبدأ بتصفح أوراقه المثقلة بكم هائل من التفاصيل التي لا يعرفها الكثير، حتى يبدأ رحلةً يعود فيها إلى الوراء ويكتشف ما جرى في حياة أينشتاين وبيكاسو من أحداث فارقة، وما عرفا من شخصيات ساهمت في تحولهما من منعطف إلى آخر حتى بلغا ذروة المجد ونقلت سيرتهما الأجيال.
يخال معظمنا أن النجاح الذي وصل إليه بيكاسو كان عبر طريق ممهدة وفرص متوالية وحظ وافر، ولكن التاريخ يبين لنا عكس ذلك. وكما أوضح ميللر في كتابه فإن حياة بيكاسو لم تكن بالضرورة جميلةً كلوحاته، فتنقلاته المتعبة ما بين إسبانيا وباريس، ووقوعه تحت وطأة الفقر، ثم الفشل في تحقيق استقرار عاطفي، وتهكم أصدقائه على جرأته في رسم شيءٍ غير مألوف كلوحة الآنسات التي اضطر إلى إخفائها لسنوات، قبل أن يعيد إخراجها لتحظى بإعجاب ذات الأصدقاء! أما أينشتاين فإن تأخره في النطق، وضعف ذاكرته الذي برز في المرحلة الثانوية بالتحديد، والنزعة الدينية التي رافقته لبعض الوقت، ثم الاتجاه لتعلم الموسيقى وغير ذلك من المراحل التي كان لا بد له من المرور بها، كل ذلك لم يمنعه من الوصول إلى معهد بوليتكنك للعلوم في سويسرا ومن سطوع نجمه كنابغة في الفيزياء.
يذكر أن السير المتناظرة - كما يقول عالم النفس الأشهر سيغموند فرويد - في مطلع القرن العشرين - وهي فترة نبوغ منقطعة النظير منذ عصر النهضة - هي وسيلة لاكتشاف المناخ الفكري، وخير ما أنتجته هذه المرحلة من أعمال سيكون على الدوام بين تلك الأعمال التي تحدد الطريق العام للحضارة. إن النظرية النسبية ولوحات الآنسات تمثلان استجابة شخصين على تباعدهما الجغرافي والثقافي للتغيرات السريعة التي اكتسحت أوروبا مثل موجة عارمة.
في طيات كتابه يصحب آرثر آي ميللر القارئ إلى أماكن وأزمنة كان الجمال فيها مبعثراً بفوضوية تمامًا كما هو الحال في مرسم الفنان، أو في دفاتر المولعين بالعلوم، ولربما تلخص الصورتان الموضوعتان في آخر صفحات الكتاب نتاج عقود من البحث والتأمل: الصورة الأولى كانت من مؤتمر سولفي المنعقد في أكتوبر 1911 ويظهر فيها أينشتاين محاطًا بنخبة من أبرز أساتذة الفيزياء، منهم بوانكاريه ومدام كوري وغيرهما. أما الصورة الثانية فهي التقاطه شخصية لبيكاسو تمت في وقت بين العامين 1914 و1916 يظهر فيها جالساً في مرسمه محاطاً بأعمال فنية غير مكتملة، ويطل شعاع الشمس على الفنان كأنه يسلّط الضوء بالمعنى الحرفي على الإبداع حين يتجسد رجلاً.
يشار إلى أن مشروع نقل المعارف قد أصدر، قبل «قصة الفن»، الكتب التالية: «تفكر؛ مدخل أخاذ إلى الفلسفة» للفيلسوف سايمن بلاكبرْن، «هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم، بحث في الخيال المكوَّن» لأستاذ الفكر اليوناني بول فاين، «لغات الفردوس» للمؤرخ موريس أولندر، كتاب «التحليل النفسي علماً وعلاجاً وقضية» لعالم التحليل النفسي مصطفى صفوان. «الزمن أطلالاً» لعالم الأنثروبولوجيا مارك اوجيه، «أصول الفكر الإغريقي» للمؤرخ جان بيير فرنان، «الأبجديات الثلاث، اللغة والعدد والرمز» للباحثة الفرنسية كلاريس هيرنشميت، «نهاية العالم كما نعرفه» لعالم الاجتماع الأمريكي إيمانويل فالرشتاين.
وخير ما أنتجته هذه المرحلة من أعمال سيكون على الدوام بين تلك الأعمال التي تحدد الطريق العام للحضارة. إن النظرية النسبية ولوحات الآنسات تمثلان استجابة شخصين على تباعدهما الجغرافي والثقافي للتغيرات السريعة التي اكتسحت أوروبا مثل موجةٍ عارمة.
في طيات كتابه، يصحب ميللر القارئ إلى أماكن وأزمنة كان الجمال فيها مبعثراً بفوضوية تمامًا كما هو الحال في مرسم الفنان، أو في دفاتر المولعين بالعلوم، ولربما تلخّص الصورتان الموضوعتان في آخر صفحات الكتاب نتاج عقود من البحث والتأمل: الصورة الأولى كانت من مؤتمر سولفي المنعقد في أكتوبر 1911 ويظهر فيها أينشتاين محاطاً بنخبة من أبرز أساتذة الفيزياء، منهم بوانكاريه ومدام كوري وغيرهما.
أما الصورة الثانية فهي التقاطه شخصية لبيكاسو تمت في وقت ما بين العامين 1914 و1916 يظهر فيها جالساً في مرسمه محاطاً بأعمال فنية غير مكتملة، ويطل شعاع الشمس على الفنان كأنه يسلط الضوء بالمعنى الحرفي على الإبداع حين يتجسد رجلاً.


إحياء النحو – كلاسيكيات الأدب

تأليف: إبراهيم مصطفى
تقديم: د. صلاح فضل
تحقيق وتعليق: د. نجلاء الخولي
إشراف: د. عبدالعزيز نبوي
الناشر: الدار المصرية – اللبنانية/ مصر

يهدف هذا الكتاب إلى تيسير النحو، وقد قدم له طه حسين بمقدمة قرظه فيها، بينما ذهب الدكتور شوقي ضيف إلى أن الكتاب، وعلى الرغم مما قيل من أن مباحثه لا تضيف تيسيرات في النحو، فإنها تضيف تعليلات وافتراضات جديدة.
ولعل أكثر ما وجه إليه من نقد ما ذكره أحمد أحمد بدوي في مجلة الرسالة بعنوان «نقد كتاب إحياء النحو».
وعلى الرغم من ذلك، فإن الكتاب قد أثار قضية تيسير النحو، وكان أول كتاب يظهر في العالم العربي في العصر الحديث في نقد نظريات النحو التعليمية.
والكتاب ببساطة دعوة إلى معاودة رؤية النحو في المدارس، بشكل مبسط، واضعا إياه في خدمة اللغة العربية وتيسيرها، وإقامة جسور الفهم والمعرفة والمتعة بالدرس النحوي، الذي ينطلق بك في سلاسة لإدراك جمال اللغة وروعة تراكيبها، فهو كتاب جدير بقراءته، وتأمل أفكار مؤلفه.

 

على أعتاب الحبيب

الكاتب: الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
ترجمة: السيد عباس نور الدين
الناشر: دار المعارف الحكمية
تقضي الحياة الدنيا بأن يتوجه الإنسان إلى الأمور المادية شاء أم أبى، لكن الواقع هو أن الإنسان قد خُلِق لأجل التقرب من الله، وعليه أن يستفيد من جميع أبعاد الحياة لأجل الوصول إلى هذا المقصد، ومن أهم الطرق التي تحقق هذا الغرض أن يجعل كل لحظات عمره خالصة في التوجه إلى حضرة الحق تعالى، ويتجلى هذا التوجه أكثر شيء في الصلاة. فقد يقرأ المصلي أدعية متعددة في حال القنوت وغيرها في أحوال الصلاة، بالإضافة إلى تلك الروايات العديدة التي ذكرت أدعية متعلقة بما قبل الصلاة وما بعدها؛ حتى إنه يمكن عدُّ الصلاة نفسها نوعا من الدعاء، وكما قيل إن لفظ «الصلاة» في أصل اللغة تعني الدعاء.
إن حقيقة الدعاء هي التوجه إلى حضرة المعبود، وهي تعد نوعا من العروج الروحي والمعنوي للمؤمنين. فليس الدعاء مجرد تلفظ بمجموعة من الكلمات مع مراعاة بعض الآداب، بل إن حقيقة الدعاء وروحه هما التوجه القلبي إلى حقيقة العالم، وترتبط قوة هذا التوجه بمستوى معرفة الإنسان بالله ومحبته له. من هنا ينبغي التوجه إلى صفات الله قبل الدعاء وأثنائه.
ليست حقيقة الدعاء شيئا سوى العبادة، ولعله بسبب التوجه إلى الله أثناء هذه العبادة رجحت هذه العبادة على الكثير من العبادات الأخرى. ففي الروايات الشريفة المنقولة عن النبي الأكرم (ص): «الدعاء مخ العبادة»، وقال الله تعالى في كتابه حول قضية الاستكبار عن الدعاء: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».


مفهوم الأخلاق

المؤلف: ولتر ستيس
ترجمة: نبيل باسيليوس
الناشر: دار آفاق – مصر


في هذا الكتاب يحاول الفيلسوف الإنجليزي الأصل ولتر ستيس أن يقدم إجابات عن تلك الأسئلة الشائكة المتعلقة بالأخلاق والتساؤل عما إن كانت نسبية أم مطلقة. ما يميز هذا الكتاب في الأساس هو ابتعاده عن اللغة الأكاديمية الصعبة واستخدامه للغة فلسفية بسيطة، بالإضافة إلى وضوح وجلاء الأفكار.
اشتهر ستيس بكتاباته عن الفلسفة والأخلاق والتصوف والدين، وتُرجمت أشهر أعماله إلى العربية مثل: الدين والعقل الحديث – التصوف والفلسفة – الزمان والأزل، ولا يسعنا في هذا الكتاب ألا نلاحظ نزعته الإنسانية الأصيلة ومحاولته إعادة تأسيس فلسفة الأخلاق على أساس صلب أمام تيارات النسبية الجارفة التي جنحت إليها الفلسفة في القرن العشرين.
إنها رحلة مشوقة يواصل فيها ستيس بلغته الفلسفية الجميلة ما بدأه كبار الفلاسفة الإنسانيين، بدءا من سقراط وأفلاطون، مرورا بكانط وتولستوي، وصولا إلى فروم، في محاولة وضع أساس صلب للأخلاق.


ألكسندر بوشكين
الأعمال الروائية

ترجمة: د. فؤاد المرعي
الناشر: دار جامعة حمد بن خليفة - قطر

«هي بحث عميق وشريف وجاد عن الحقيقة، وتحليل لتناقضات الوجود الأبدية». هكذا تحدث بوشكين عن أعماله النثرية، وهذا خير تقديم لها، وجد شاعر روسيا الأشهر في النثر مساحة أرحب لدراسة ظواهر اجتماعية محددة تواجه قوانين الحياة الإنسانية الشاملة، كما جعل النقاد على مر الأزمنة يصفونها بأنها «معاصرة أبدا»، صاغتها عبقريته صياغة لا مثيل لانسجامها وتماسكها وجمالها. في هذا الكتاب وجزئه الأول، «الأعمال الروائية»، يُكمل بوشكين رسم بانوراما المجتمع الروسي، بمختلف طبقاته في تلك المرحلة الصاخبة سياسيا واجتماعيا من تاريخ الإمبراطورية الروسية، من نهاية القرن 18 حتى الثلث الأول من القرن 19.
بوشكين أحد أشهر مبدعي روسيا، شاعر وروائي ومسرحي، وُلد في موسكو في العام 1799، كان والده من عائلة أرستقراطية، وترجع جذوره إلى أصول أفريقية من جهة جده لوالدته. تعلم اللغة الفرنسية إلى جانب الروسية وقضى الكثير من وقته في القراءة. نُفي إلى يكاترينوسلافا ثم شمال القفقاس وشبه جزيرة القرم وأوديسا وغيرها.. وقد منحته مشاهداته أفقا خصبا لإبداعه، سمح له القيصر نيكولاس الأول بالعودة إلى موسكو في العام 1826. تزوج من الكاتبة ناتاليا نيكولايفنا غونشاروفا في العام 1831، توفي وله من العمر 37 عاما بعد دخوله في مبارزة في العام 1837.
من أبرز أعماله قصائد روسلان ولودميلا، أسير القفقاس، يفغيني أونيغين، ومسرحيتا ضيف بطرس، والوليمة في زمن الطاعون.


المفكر المغربي شخَّص أزمة الثقافة في ضوء التحولات الدولية

حسن أوريد: لا يمكن تجاوز الوضع الراهن إلا برد الاعتبار للمثقف العربي

 

 

الليبرالية العربية نجحت في التوفيق بين معرفتها بالغرب وعدم التصادم مع الروح العربية والإسلامية

د. عيسى الأنصاري:
لا يمكن أن نرتوي من أي رواية ما لم تعبر عن ثقافتنا

تربيت على قراءة وحب المتنبي واستعدت الثقافة العربية من خلال شخصيته

الرواية من أدوات المفكر خصوصا أنها أصبحت
ديوان العرب

انطلق النشاط الثقافي لمعرض الكويت الدولي للكتاب بندوة للأكاديمي والروائي المغربي حسن أوريد، بعنوان «أزمة الثقافة في ضوء التحولات الدولية»، أدارتها رزان المرشد.
في البداية قدمت المرشد المحاضر وقالت: «يشرفنا أن نفتتح الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب مع المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد، أستاذ العلوم السياسية في الرباط، ولديه أكثر من عشرين إصدارا فكريا وأدبيا، ومن هذه الإصدارات كتاب «أفول الغرب»، الصادر عن المركز الثقافي العربي، وقد عرف بلغته العربية المتقنة، وترجماته التي تشكل إضافة للمكتبة العربية».
من ثم قامت المرشد بسؤاله عن كيف ينظر إلى أزمة الثقافة في ظل التحولات العالمية.
استهل حسن أوريد محاضرته بالتعبير عن شكره وامتنانه للمشاركة في معرض الكتاب في الكويت. وأضاف: لا بد هنا أن أقول كلمة صدق في حق ما تقوم به دولة الكويت في مجال الثقافة، وأذكر وأنا صغير أنني كنت مواظبا على قراءة مجلة العربي، وهي من الإصدارات التي أنا حريص على اقتنائها وأيضا إصدارات عالم الفكر، وعالم المعرفة، فلا بد أن أعبر عن ديني لدولة الكويت لما تقوم به دعما للثقافة في العالم العربي.

حائط برلين
وحول أزمة المثقف والثقافة قال: نحن نعيش فترة جديدة تغلق قوس سقوط حائط برلين، وقبل أسبوعين عاش العالم الذكرى الثلاثين لسقوط حائط برلين وكانت مناسبة لطرح قضايا عدة منها سياسية وفكرية، وكان من الأمور المهمة صدور كتاب بالإنجليزية لمفكرين أميركيين بعنوان «النور الذي أخفق» في إشارة إلى طبيعة المرحلة التي أعقبت سقوط حائط برلين، ولا بد هنا أن نستحضر مقال تطور إلى كتاب من المفكر الأميركي فرانسسيكو فرانسيس فوكوياما بعنوان «نهاية التاريخ والإنسان الأخير»، وكان من الأشياء التي قالها فوكوياما موظفا نظرية نهاية التاريخ هو تجاوز الفلسفة والأدب، واعتبر أنه لم تعد هناك حاجة للمثقف الذي يطرح قضايا.
وأكد المحاضر أن دور المثقف توارى في العالم بأسره وليس في العالم العربي فقط.. مشيرا إلى أن ثمة أصوات نددت بغياب المثقف مثل المفكر الفلسطيني الراحل الذي ألقى مجموعة من المحاضرات عن دور المثقف صدرت لاحقا في كتاب. كما تطرق المفكر الفرنسي رويجيس دوبريه لقضية انزياح الثقافة، وأشار إلى أن الحاجة ماسة إلى دور المثقف كي يطرح الأسئلة ويضع الرؤى لمختلف القضايا.
وعما إذا كانت الأعمال الأدبية قادرة على طرح قضايا فكرية بشكل سلس.. خصوصا في ظل مبيعاتها العالية حاليا.. أجاب أوريد: دراستي في الأساس كانت في الجامعات الغربية وعندما كتبت روايتي «رواء مكة» كانت أقرب إلى المصالحة مع حضارتي.. أخذت من ماء زمزم وشربت لأقول إنني مسلم انتمي إلى حضارة.. ويسرني أن كتابي لقي إقبالا كبيرا.. وقد كتبته وتركته جانبا وبعد خمس سنوات نشرته.. وحاولت التعبير عن أزمة العالم منذ عام 2008 وأعتبر أن الرواية من أدوات المفكر خصوصا أنها صارت ديوان العرب وتعبر عن أفكار عميقة بسلاسة..
الأندلس
وأضاف: اهتمامي بالأندلس لأكثر من سبب.. فقد قرأت كتابا تناول ما تعرض له المسلمون في البوسنة وتطرق إلى الأندلس كنموذج.. وكان الكتاب يناهض نظرية صدام الحضارات.. ثم في عام 1997 زرت قصور الحمراء وانبهرت بهذه الحضارة العظيمة التي لا يمكن أن اقصرها على الجانب المادي فقط. وكنت قد كتبت عما تعرض له الموريسكيون من تهجير وطرد وكتبت عن ذلك في رواية الموريسكي.. لكنني لا انظر إلى الأندلس التاريخي فحسب بل إلى رمزية التعايش واحترام الآخر كما حدث بين أبناء الديانات السماوية الثلاث.. وهو ما عبرت عنه أيضا في رواية ربيع قرطبة.

أهمية الرواية
وطرح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د.عيسى الأنصاري سؤالا حول أهمية الرواية في عرض الحقيقة، وقال: في زمن الخيول البيضاء أو ثلاثية غرناطة استشعر ما تعرض له العرب من محن، وما تعرضت له الحضارة الإسلامية.. كما استوقفتني رواية رواء مكة وشعرت أننا لا يمكن أن نرتوي من أي رواية ما لم تعبر عن ثقافتنا، وأبدى استغرابه لضيق الأفق وانغلاق البعض على الماضي.
وردا على تلك المداخلة قال أوريد: الاختلاف سنة الحياة ويبدو لي أن الليبرالية العربية تم وأدها وحُملت ما لا تحتمل.. فهي لم تكن منقطعة الصلة بالتراث واستلهمت العقلانية من الغرب.. كما نرى في كتابات طه حسين وتوفيق الحكيم.. ثم جاء خطاب القومية العربية وشيطن الليبرالية العربية كما فعل عبد الله العروي.. وكتابي الموريسكي مثلا لقي قبولا حسنا من القراء في فلسطين لأنه ذكرهم بجرحهم.. ولا اطرح المسألة كتصفية حسابات بل كواقع تاريخي.. وضرورة النظر إلى هذا الجرح والحاجة إلى تجسير الهوة مع الآخر.
كما أكد أوريد أهمية الذاكرة واستحضار التراث، وأن نحبب المتنبي للناشئة كي يستمتعوا به مثلما يستمتع الانجليز بشكسبير إلى الآن.. فالإنسان مثل الشجرة كلما كانت لها جذور أينعت وإلا سوف تذبل.
وأضاف: ثمة شيء حقيقي علينا أن نرعاه وهو لغتنا العربية فإذا حافظنا عليها حافظت علينا.. فهي أسمى لغات الإسلام وتركت تأثيرها على التركية والفارسية وغيرهما من اللغات.

استحضار المتنبي
وبعد ما رحب مدير معرض الكويت للكتاب سعد العنزي بالضيف، سأله عن سر استحضار المتنبي في رواية فأجاب: هناك جانب موضوعي.. فلا يمكن الحديث عن الثقافة العربية دون الحديث عن المتنبي.. فلا يمكن الحديث عن الإنجليزية دون شكسبير ولا عن الايطالية دون دانتي.. والرواية ليست عن المتنبي بل عن الثقافة العربية من خلال بوابة المتنبي.
الأمر الآخر كان نتيجة قصة أوردها محمود شاكر عندما ذهب زائر إلى الأزهر فاستغرب أنهم منكبون على قراءة المتنبي رغم انه هجا مصر.. فسألهم لماذا تقرؤونه؟ فقالوا: لأنه كان يحدث بخواطر النفس.. وهو في هذا يشبه شكسبير.
وهناك جانب ذاتي نتج عن كوني تربيت على قراءة وحب المتنبي.. وكان من الأشياء التي امتحنا فيها آنذاك. ثم أتيحت لي دراسة شخصيتين مغربيتين كانتا من محبي المتنبي.
هذه الجوانب الذاتية اعتبرتها كدين فحاولت الوفاء به.. وفي الذكرى الخمسين لميلاد الملك الحسن الثاني وكنا تلاميذ صغارا انتدبت لأقول كلمة.. فكانت أبيات المتنبي ففرح بها الملك.. لكل هذه الأسباب استحضرت المتنبي في حوار روائي باعتباره جزءا منا.
وردا على سؤال من الصحافي عادل بدوي حول أزمة الثقافة العربية في ظل الواقع المعيش واللحظة الراهنة التي تعيشها المجتمعات العربية التي عاشت وتعيش ما يسمى بالربيع العربي قال أوريد: الأزمة كما أشرت ليست قاصرة على العالم العربي، لقد أصبح المثقف متجَاوزا من قبل الخبير، وأيضا من قبل الشارع لكن لا بد أن نحدد ما الذي نعنيه بالمثقف ودوره فيما يجري حولنا.. وفي بعض كتاباتي قلت إن مفهوم المثقف دخيل بالنسبة إلينا، وعلينا أن نفهم سياقه ونستحضر مهامه وأولها المعرفة والتسلح بأدواتها وأن يستشرف المستقبل وينخرط في قضايا مجتمعه ولا ينعزل في برج عاجي، لكن لا يجب أن نضع على كاهله كل شيء أو أن نحمله كل الخطايا مع التأكيد على أهمية دوره.. فالسياسي مرتبط بالآن لكن المثقف دوره أكثر امتدادا. ومن الضروري أيضا أن يستشعر المجتمع الحاجة إلى المثقف.. فليس هناك لاعب من دون جمهور.
وتابع: لقد حاولت أن أعيد الاعتبار لليبرالية العربية ودورها في التوفيق بين الأصول ومعرفتهم بالغرب وعدم التصادم مع الروحية العربية والإسلامية. ومن الضروري إعادة الاعتبار للتراث العربي..
كما أشار إلى أن أهم أدوات المثقف التي يعمل بها هي العقل والحرية والتزام مبادئ العدل.. فمن العسير أن يعمل المثقف في مجتمع لا يحترم حرية التعبير. وأيضا كيف يضطلع بدور لا يعترف به المجتمع.. على عكس الغرب الذي يشعر بأنه مدين لمثقفيه. ونحن هنا لنحاول البحث عن كيفية تجاوز الوضع الراهن وإعادة الاعتبار للمثقف.


في ندوة أدارتها الحوطي ضمن فعاليات معرض الكتاب

شهادات حية توثق عمق العلاقات الثقافية بين الكويت والإمارات

 

ناصر الظاهري: البيئة الكويتية دخلت في النسيج اليومي لحياتنا

سلطان العميمي: الإمارات استفادت من الدراما والمسرح الكويتي

كتب: عماد جمعة
شهدت قاعة المقهى الثقافي بصالة 6 بمعرض الكويت الدولي للكتاب وضمن النشاط المصاحب ندوة تحت عنوان «التاريخ الثقافي المشترك بين الكويت والإمارات العربية المتحدة» شارك فيها كل من الكاتب والروائي ناصر الظاهري والكاتب والروائي سلطان العميمي وأدارتها الدكتورة نرمين الحوطي، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء ولفيف من جمهور المعرض.
في البداية رحبت الحوطي بضيفي الكويت في بلدهما الثاني الكويت، مؤكدة عمق العلاقات التاريخية بين الكويت والإمارات خاصة في المجالات الفنية والثقافية المتشعبة والمتنوعة، مانحة الكلمة للأديب والكاتب ناصر الظاهري بعد استعراض جانب من سيرته الذاتية الحافلة بالإنجازات الثقافية والأدبية.
الطوابع والمنهج الدراسي
وفي كلمته وجه الظاهري الشكر لدولة الكويت وإدارة المعرض على منحه الفرصة للحديث في هذا المحفل، عائدا بذاكرته إلى أيام الطفولة وكيف تعرف على الكويت من خلال الطوابع البريدية التي كان يحصل عليها من مكتب بريدي قريب منهم، فتعرف من خلال الطوابع على الأمراء وعلى بعض المهن، كما تعرف عليها من خلال المنهج الدراسي حيث كان يدرس في فترة الطفولة المنهج الأردني والمنهج الكويتي، فلم يكن للإمارات منهج خاص بها فكان جزء من تعليمه عن المنهج الكويتي، وجاءت المرحلة الثالثة في التعرف على الكويت من خلال مجلة العربي ومسلسلات الأبيض والأسود التي كان يشارك في بطولتها عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وسعد الفرج وغيرهم من أبطال ونجوم ذلك الزمان.
ويضيف الظاهري قائلا : دخلت البيئة الكويتية في النسيج اليومي، وتعرفت بعد ذلك على زكي طليمات الذي جاء إلى الإمارات لتنشيط المسرح وتأسيس نواته بعد أن أنهى مهمته المسرحية في الكويت، وتذكر أيضا الدكتور إبراهيم جلال الذي جاء لدعم الحركة المسرحية، ثم كان قدوم المخرج الكويتي الراحل صقر الرشود الذي سرعان ما توفي في حادث مروري بعد أن ترك بصمة واضحة في تاريخ المسرح الإماراتي على الرغم من صغر المدة التي قضاها فيها.
ويشير الظاهري إلى أن الفن لم يكن محصورا في التلفزيون والمسرح بل كان هناك إماراتيون يعيشون في الكويت ويقدمون إبداعهم مثل الكاتب عبدالرحمن الصالح الذي كتب الفيلم الشهير الذي جاب المهرجانات «بس يا بحر» من إخراج خالد الصديق، وكذلك مسلسل «حبابة» الذي اشتهرت به الراحلة مريم الغضبان.
وانتقل الظاهري إلى قدوم الدكتور نجم عبدالكريم وعبدالله العونس اللذين عملا مسرحية في الإمارات بمناسبة عيد جلوس الشيخ زايد بن نهيان، لافتا إلى أن الشاعر راشد الخضر الذي عاش في الكويت فترة طويلة أخذ كلماته عبدالمحسن المهنا ولحنها شقيقه يوسف المهنا، وكذلك المسرحيات التي كان يعرضها نجوم الكويت في الإمارات خاصة في أبوظبي ومنها «على هامان يا فرعون – وعزوبي السالمية» لعبد الحسين عبد الرضا.

الثقافة والفن
من جانبه أكد الكاتب والأديب سلطان العميمي أنه لا يمكن الفصل بين الجوانب الفنية والثقافية بسبب التداخل الشديد بينهما في الشعر والأغنية والإعلام والدراما والمسرح وشعراء النبط، وهذه الفئة الأخيرة تأثرت كثيرا بشعراء الكويت وكان ذلك في الخمسينيات والستينيات.
ويضيف العميمي: الشاعر الإماراتي سالم الجمري عاش فترة من حياته في الكويت ووثقها في قصيدة يندب فيها حظه بعد أن أيقن صعوبة تحقيق أحلامه وآماله وطموحاته بسرعة وانتشرت القصيدة، مشيرا إلى أن الشاعر راشد الخضر عاش أيضا في الكويت فترة طويلة واطلع على شعراء النبط والأغاني الشعبية، لافتا إلى الأمثال الشعبية المشتركة بين الإمارات والكويت، مطالبا بالاهتمام بالمفردات المشتركة في اللهجة مثل «راعي البوق ما يصير فوق» وكلمة هوشه لم تعد مستخدمة واستبدلوها بكلمة بيضاربني.
وأكد العميمي استفادة الإمارات من الدراما والمسرح الكويتي، موضحا أن مسلسل «شقحفان» أشرف عليه صقر الرشود، ومسلسل «الغوص» شارك فيه خالد النفيسي ومريم الصالح مع عدد من الفنانين الإماراتيين.
وأشار العميمي إلى أن عبدالله النويس ساهم في نقل الأغنية من الكويت إلى الإمارات، وأن ليلى عبدالعزيز اطلعت على الفنون الإماراتية والأشعار والتقت بالفنانين ومنهم جابر جاسم، مؤكدا اعتزازهم بما قدمه الفنانون الكويتيون للفنانين الإماراتيين وما بينهما من تاريخ مشترك.

المداخلات
وتم فتح باب المداخلات وكان أول المتحدثين الأديب والروائي طالب الرفاعي والذي عبر عن بالغ سعادته بوجود هذه الكوكبة من مثقفي الإمارات، مشيرا إلى وجود الكاتب والفنان أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، مشيدا بوجود هذا المحور مع بداية انطلاقة أنشطة معرض الكتاب، لافتا إلى العلاقة الحميمة التي تربط الكويت والإمارات وهي علاقة تداخل ومحبة وتواصل إنساني. مضيفا أن تجربة الدكتور سلطان القاسمي في الشارقة تجربة رائدة ومؤثرة وثرية وعميقة، والشارقة قدمت عملا ثقافيا عربيا عالميا كعاصمة للكتاب العالمي، لافتا إلى أن الكويتي لا يشعر بالغربة خلال وجوده في الإمارات، مشيرا إلى تقديم الإمارات جوائز عربية مهمة باتت من أهم ملامح الثقافة.
كما تحدث الدكتور عصام الغريب أستاذ الشريعة بجامعة الكويت مشددا على أهمية أواصر المحبة التي تربط الشعبين الشقيقين، مشيرا إلى زيارته للمجمع الثقافي في أبوظبي وحصوله على مكتبة كاملة مجانا وقالوا له ما ننسى الكويت وفضلها ودعمها لنا.
وفي نهاية الندوة تم تكريم الضيوف بشهادات تقدير.

Happy Wheels