ندوة ثرية فكريا ونقديا حول أفلام مملكة البحرين

09 مايو, 2013

أقيمت ثالث جلسة نقاشية من جلسات مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثانية والذي يقام خلال الفترة من 5-11 مايو الجاري ، محتفيا بأربعة أفلام لمملكة البحرين الشقيقة هم الفيلم الوثائقي القصير "قولي يا حلو" للمخرج محمد جناحي ، والفيلم الروائي القصير "أصوات" للمخرج حسين الرفاعي ، والفيلم الروائي الطويل "هنا لندن" للمخرج محمد بو علي ، والفيلم الروائي "سكون" للمخرج عمار كهوجي.

عقب عرض الأفلام الأربعة أقيمت الجلسة النقاشية والتي قدمها مدير عام نادي الكويت للسينما عماد النويري وأدارت الجلسة عضو نادي الكويت للسينما أمل الليفان وعقب عليها الناقد المصري طارق الشناوي ، وحضر الندوة مخرجي الأفلام الأربعة المعروضة.

في البداية قامت عريفة الندوة أمل الليفان بتقديم سيرة ذاتية مختصرة عن معقب الندوة ومخرجي الأفلام الأربعة ثم تحدث مخرج فيلم "قولي يا حلو" محمد جناحي قائلا:" الفيلم أنتج بالصدفة فلقد كنت أعمل في التلفزيون البحريني عام 2010 ، وكنت حينئذ متوقف عن صناعة الأفلام ولكن ما إن رأيت "علي" بطل الفيلم يعزف أغنية "قولي يا حلو" حتى قررت صناعة الفيلم وانتظرت عامين حتى وجدت من يدعمني .

من جهته قال المخرج محمد بو علي مخرج فيلم "هنا لندن" :" هو الفيلم السادس لي وحاولت أن تكون هناك نكهة الكوميديا السوداء وهو إنتاج مشترك بين البحرين ومؤسسة دبي للإعلام.

مخرج فيلم "سكون" عمار الكوهجي قال أن الفيلم هي تجربته الثالثة ووجه التحية لرفيقه محمد جاسم الذي شاركه العديد من الأعمال لكنه سقط مريضا بالسرطان متمنيا له الشفاء العاجل.

التعقيب

عقب الناقد طارق الشناوي على الأفلام البحرينية الأربعة مبتدئا بالقول :" الجرعة اليوم مكثفة والإنسان يجد صعوبة عند التعقيب على أفلام مختلفة من حيث الأحاسيس والتقنية ويتحدث عنهم جميعا.

وعن فيلم "قولي يا حلو" قال الشناوي أنه يذكره بقصة حدثت في مطلع الخمسينات عندما أراد عبد الحليم الذهاب لمقابلة الموسيقار محمد عبد الوهاب فمد الموسيقار في نهاية الجلسة يده بورقة من فئة العشرة جنيهات لحليم مما أغضب العندليب منتصرا لكرامته.

وأضاف الشناوي أن خفة ظل بطل الفيلم واضحة ورغم أنه يتسول وهو يعزف لكن الفنان في داخله يجعله يستشعر أنه يعطي ولذلك وقع إختيار المخرج على شخصية ليست بطلة لكن العجز ليس مبررا للتقاعس ، والتقنية هنا بها إستسهال شديد من ناحية الإضاءة وعوامل أخرى وإن كان أعجبني صوت ناظم الغزالي المصاحب للفيلم والفكرة غنية أيضا.

عن فيلم "أصوات" أكد الشناوي على أنه من الأفلام المختلفة والإختلاف ليس بقوة دائما لكنه عنا مختلف بقوة فصوت جهاز الكاسيت الذي ظل مسموعا يجعلنا كمتلقين نترجم ذلك حسب إحساسنا.

وأبدى الشناوي إعجابه الشديد بفكرة الفيلم مؤكدا على أنه وجد فيه إختلاف ذكي وبه ومضة عميقة تسمح بالاضافة والاجابة.

وعرج الشناوي على فيلم "هنا لندن" موضحا أنه شاهده منذ عامين في دبي ، وألمح أن المخرج لديه طاقم ممثلين محترفين والأداء الدرامي مهم وقال" لقد قاد المخرج الممثلين بلياقة عالية ولعب على الفوتغرافيا بشكل ماهر للغاية ، وفكرة أن الانسان بملامح واحدة لكنه يغير الثوب ، وهناك بهجة رفم سفر الإبن ، والحميمية في احتفاظ العائلة بدراجته ، وكان مستوى الصورة جيد للغاية والمخرج أمسك جيدا بفكرته.

ورأى الشناوي أن فيلم "سكون" أقرب إلى مسمى "مسكون" والمخرج قال المعنى في نهاية الفيلم بشكل مباشر ، فهناك فتاتان واحدة سمراء والأخرى بيضاء في بيت واحد ولم تظهر العلاقة بينهما بشكل واضح على المستوى الإجتماعي والجزء الانساني لم يعطي فروقا طبقية كذلك.

في بداية الفيلم عندما وضعت الفتاة البيضاء الدقيق على وجه الفتاة السوداء استشعرت القسوة ولكن بعد ذلك لاحظت اشتراكهما في المعاناة لتتم المباشرة في أخر الفيلم مع جملة أن كل الألوان تتشابه ، والزار طقس عام في الدول العربية والخليجية وكنت أظنه عادة مصرية خالصة.

مداخلات

عقب تعقيب الناقد طارق الشناوي بدأت مداخلات الحضور وكان أول المشاركين بالمداخلة الفنان التشكيلي عدنان صالح والذي تساءل حول فيلم "قولي يا حلو" أنه أول مرة يرى متسول يمسك حصالة وهي طريقة أوروبية كما أن وضعه للكرسي أمام باب المصلحة الحكومية مستغربا!! وعن فيلم "سكون" لماذا إختار هذه الفتاة السمراء؟.

الزميل بندر سليمان قال أن فيلم " قولي يا حلو" ركز فيه المخرج على حالة إنسانية لكن الفيلم عبارة عن إجتهاد أقرب إلى مشروع التخرج.

وأضاف أن فيلم "أصوات" هو الوحيد الذي وصل إلى تيمة الفيلم الروائي القصير بشكله الصحيح ، مضيفا أن فيلم "هنا لندن" كان يلعب على وتر الصورة أما فيلم "سكون" فلقد حمل رسالة إجتماعية جميلة لأن اللون الأسود دائما أقل قيمة في حياتنا من اللون الأبيض على المستوى الإنساني.

الصحفية ليلى أحمد أبدت إعتراضها على هيمنة مدير نادي السينما عماد النويري على مقاليد المهرجان واستهجنت وجود الناقد طارق الشناوي للتعقيب على أفلام خليجية لها خصوصية لا يفهمها إلا الخليجيين.

أستاذ قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية مبارك المزعل تساءل : ماذا ينقص السينما في الخليج ؟ ومتى تعرض أفلامنا في المهرجانات العالمية؟.

المخرج خالد الزدجالي قال أن هناك أفكار جيدة رغم أنه توجد ملاحظات هنا او هناك ولكن النقد الذي قدم في المداخلات نقد غير بناء فالناقد طارق الشناوي تحدث بطريقة جيدة والأفلام لا تستحق النقد بقسوة ، وفيلم "أصوات" فكرته رائعة وكذلك "سكون" و"هنا لندن".

وأضاف الزدجالي :" أشكر عماد النويري على دعمه واهتمامه بالسينما الكويتية ولنا نعرف أن المخرجين الكبيرين خالد الصديق والسنعوسي مبتعدان عن الساحة الفنية منذ زمن طويل ولم نرهما في أي مهرجان وأتساءل أين المخرجين الكويتين من المهرجان؟.

الزميل مفرح الشمري قال أن فيلم"قولي يا حلو" يجعلني أسأل المخرج عن الفرق بين الفيلم الوثائقي والفيلم التسجيلي لأنني لم أرى فرقا بينهما في الفيلم ، والصورة لم تكن جيدة وهناك ارتباك على إحدى الممثلتين ، في الوقت الذي حيا فيه الفنانة شفيقة يوسف على أدائها.

وأضاف الشمري أن فيلم "سكون" يوضح أن الظلم معمم وقدم معاناة المرأة الخليجية.

أنور أحمد من البحرين قال أن شهادته مجروحة في أخوانه المخرجين لكنه تساءل " لماذا هذا الإغراق في السواد؟ ولماذا الجماليات مفقودة؟ ولماذا هذه المبالغة في التشاؤم؟.

Happy Wheels