هذا الكتاب:
يشكل هذا الكتاب اختراقا جديدا في مجال النقد الأدبي العالمي، حيث تناول الرواية الأفريقية من منظور جديد، ويعد إضافة كبيرة وإثراء علميا وأكاديميا للمكتبة العربية. يرصد مؤلف هذا الكتاب، في سياق أدبي محكم وبناء لغوي رصين، تاريخ الرواية الأفريقية الذي يجمع بين التقاليد والحداثة، ويضم تيارات مختلفة وأجيالا متعددة من الروائيين الأفريقيين. يستطلع الكتب على نحو تفصيلي وفي إطار منهجية نقدية محددة، وفي ظل سياقات تاريخية وجيوسياسية متشابكة أعمال عدد كبير من الروائيين والكتاب من القارة الأفريقية، علاوة على مناقشة روايات عديدة لأدباء الشتات الأفريقي في جميع أنحاء العالم. وعلى ضوء مقاربات اشتبك من خلالها المؤلف مع قضايا التعددية اللغوية والعرق والجنس والهوية ثم الدخول في مناوشات نقدية ومشاكسات أيديولوجية ومقاربات فلسفية مع الآداب الأوروبية وآداب ما بعد الاستعمار، عاوة على سبر أغوار القضايا المتجذرة في الأدب الأفريقي العابر للقوميات والحدود وغيرها من المسائل الجدلية المطروحة على طاولة البحث العلمي في أرقى المجتمعات الأكاديمية الأورو-أمريكية إبان القرن الحادي والعشرين. وانتهى المؤلف إلى اعتبار الأدب الأفريقي أدبا عالميا مصغرا، لأنه يجمع كتابات وإنتاج مئات الكتاب والكاتبات، سواء من يستقرون في أفريقيا ويكتبون باللغات الاستعمارية (الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية) أو من كتبوا الروايات باللغات المحلية ثم ترجمت إلى لغات الاستعمار، علاوة على الأدباء ذوي الأصول الأفريقية الذين يعيشون في الشتات، بالإضافة إلى الأدباء الذين يتحدرون من أصول أفريقية ويتنقلون بين الوطن الأم (أفريقيا) والأوطان البديلة في المهجر، أو الأدباء الخلاسيين المهجنين الذين ولدوا وترعرعوا في المنافي ولكنهم ظلوا مرتبطين عاطفيا بالقارة السمراء.