الأنصاري: المكتبة أهم أداة يمكن الاستعانة بها في نشر الوعي الثقافي والعلمي بين الجماهير
أقيمت ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 8 محاضرة «مكتبة الكويت الوطنية ودورها في الوعي الثقافي والمعلوماتي»، وقدمها مدير مكتبة الكويت الوطنية الدكتور حسين الأنصاري الذي أكد أن المكتبات والمؤسسات البحثية تعتبر من أهم المؤسسات التي تعتمد عليها الدول في التقدم والتنمية، كما تساهم بإحداث تنمية ثقافية في المجتمع وإحداث تغييرات إيجابية نحو الأفضل.
وأشار إلى أن مكتبة الكويت الوطنية يقع على عاتقها الاعتناء بفكر الأمة وتوثيقه وتنظيمه والإعلام عنه، فهي من أهم السمات التي تميز الدولة بمقتنياتها التي تعبر بدقة عن تاريخها وأصالتها وثقافتها وحضارتها، وتعكس تراث الأمة وتطورها العلمي والأدبي والثقافي.
وتعد المكتبة أهم أداة يمكن الاستعانة بها في نشر الوعي الثقافي والعلمي بين الجماهير، وذلك عن طريق ما تقتنيه من مصادر معلومات متنوعة وما تقدمه من خدمات معلوماتية.
تاريخ المكتبة
كما تناول الأنصاري تاريخ المكتبة الوطنية منذ العام 1923 عندما أنشئت تحت عنوان «المكتبة الأهلية»، حتى صدور المرسوم الأميري السامي رقم 52 لسنة 1994 الخاص بإنشاء مكتبة الكويت الوطنية وقد افتتح مبنى مكتبة الكويت الوطنية الحالي 2011.
الرؤية
وتابع الأنصاري مؤكدا أن المكتبة الوطنية تحمل رؤية خاصة، وهي تعد صرحا ثقافيا معرفيا وطنيا يسعى إلى الحفاظ على التراث، والإنتاج الفكري ورعايته والتعريف به، وإتاحته بالوسائل التكنولوجية الحديثة كذاكرة وطنية للأجيال الحالية والمستقبلية.
رسالة المكتبة
كما أشار إلى أن مكتبة الكويت الوطنية تسعى إلى جمع وحفظ وتنظيم وإتاحة التراث والإنتاج الفكري الوطني بمختلف أنواعه وأشكاله، فضلا عن الإنتاج الفكري المتعلق بالخليج العربي والحضارة العربية والإسلامية وسعيها إلى أن تكون بوابة الكترونية لتقديم خدمات المعلومات ونشر الثقافة المعلوماتية.
مهام المكتبة
وحول المهام التي تقوم بها المكتبة والتي نصت عليها المادة الثالثة من المرسوم الاميري، قال الأنصاري إنها تتضمن الإشراف على نظام إيداع المصنفات الفنية والعمل على حماية حقوق التأليف المتعلقة بالمبتكرات الأدبية والعلمية والفنية التي يتم نشرها فى البلاد وإعداد الفهرس الوطني الموحد الذي يضم بصفة أساسية التراث والإنتاج الفكري الوطني وجميع المقتنيات الأخرى الموجودة بالمكتبات ومختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة وما يتصل به وما ينشأ عنه من خدمات مهمة، وإنشاء نظام معلومات آلي خاص بخدمات المكتبات ومراكز المعلومات المتعلقة بها على مستوى الدولة والارتقاء بمستوى أداء العناصر الوطنية العاملة في قطاع المكتبات والمعلومات وذلك بوضع البرامج اللازمة لتدريبهم على النظم التقنية الحديثة المستخدمة في هذا المجال والتعاون والتنسيق مع المكتبات البحثية والمتخصصة في دولة الكويت وخارجها بهدف بناء مجموعات متكاملة ذات نظم فنية مقننة وموحدة تكون هي حلقة الاتصال مع المراكز الإقليمية والدولية المماثلة.
وذكر الأنصاري تقسيمات المكتبة الوطنية التي تنقسم إلى عدة مجموعات من حيث الكتب مثل مجموعة الدوريات العربية والأجنبية ومجموعة رسائل الدكتوراه والماجستير ومجموعة المطبوعات الحكومية وإصدارات الهيئات والمنظمات الدولية ومجموعة العلوم العربية الإسلامية بالإضافة إلى مجموعات نادرة من الكتب والدوريات ونسخ مصغرة عن المخطوطات العربية والإسلامية الخاصة بالمكتبة البريطانية والعديد من قواعد المعلومات على خط مباشر.
مشاريع مستقبلية
وحول المشاريع الحالية والمستقبلية التي تعتزم المكتبة القيام بها، أكد أن المكتبة تعمل على استكمال إنشاء فهرس مقتنيات المكتبة ومشروع المكتبات الرقمية ومشروع الأرشيف الرقمي، كما توفر العديد من الخدمات الأخرى مثل الإيداع القانوني وحماية الملكية الفكرية والترقيم الدولي المعياري للكتاب (أي.أس.بي.أن) وخدمة المراجع.
وعرف الأنصاري الثقافة المعلوماتية أنها مجموعة من القدرات التي يحتاجها الفرد لكي يميز المعلومات المطلوبة، والقدرة على تحديد مكانها والوصول إليها وتقييمها والاستخدام الفعال للمعلومات المطلوبة، بالاضافة إلى التحقق من الحاجة إلى المعلومات، تحديد مصادر المعلومات وتطوير استراتيجية بحث ناجحة، وتفحص المعلومات المسترجعة، وتنظيم المعلومات لغرض التطبيق العملي، واستخدام المعلومات في التفكير النقدي واتخاذ القرارات بطريقه قانونية وأخلاقية.
الوعي الثقافي
وأكد الأنصاري أن الندوة تناولت دور المكتبة الوطنية الثقافي والمعلوماتي وتاريخ المكتبة وانتقالها بين عدة مبان حتى الوصول إلى المبنى القائم حاليا، مع التركيز على مهامها التي نص عليها المرسوم الأميري، وشدد على دورها الثقافي المؤثر في الكويت، وأضاف أن الإعلام هو السبيل الأمثل لنشر الوعي والتعريف بالمكتبات، وأثنى على دور المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب المؤثر من خلال إقامة ندوات مماثلة تنشر الوعي الثقافي.