هذا الكتاب:
يأتي كتاب "مدار الفوضى: الجغرافيا السياسية لتغير المناخ" ليربط موضوع تغير المناخ بالصراع الاجتماعي والعنف السياسي اللذين يميزان بعض مناطق العالم اليوم. يقصد الكاتب بـ"مدار الفوضى" جغرافيا ذلك الحزام على طرفي خط الاستواء بين مدار السرطان ومدار الجدي، والذي تشهد دوله صراعات عنيفة وحروبا أهلية وجريمة منظمة. وهو المنطقة نفسها التي يضرب فيها تغير المناخ بقوة أشد من خلال دورات الجفاف، وتكرار الفيضانات، وحوادث الطقس العنيف.
يأخذنا الكتاب إلى الدول التي تقع في هذا الحزام عبر القارات الثلاث. يبدأ من كينيا ومنطقة الساحل في شرق أفريقيا حيث يتفاعل الجفاف مع إرث الحرب الباردة، والسياسات الليبرالية الجديدة في تأجيج العنف هناك. ثم يتوجه إلى آسيا الوسطى حيث يبين تأثير الجفاف وأزمة المياه على الحرب في أفغانستان والصراع بين الهند وباكستان والحرب الأهلية في قرغيزستان. وأخيرا يأتي إلى أمريكا اللاتينية ليبرز دور تغير المناخ في نشوء الجريمة المنظمة في مدن البرازيل الكبرى، وازدهار تجارة المخدرات والهجرة في المكسيك.
لا يعزو الكاتب هذه المشاكل إلى تغير المناخ وحده، لكنه يرى أنه أصبح عاملا رئيسا، إضافة إلى العوامل الأخرى الموجودة في هذه الدول مسبقا مثل إرث الحرب الباردة، وتبني الاقتصاد الليبرالي الجديد، فيما دعاه بثلاثية التجمع الكارثي للفقر والعنف وتغير المناخ.