عصر مظلم جديد
التقنية والمعرفة و نهاية المستقبل
العدد: 497
ترجمة:
مجدي عبدالمجيد خاطر
هذا الكتاب:
عشية عيد الميلاد في العام 2009، حاول شاب نيجيري تفجير شحنة ناسفة على متن طائرة أمريكية كانت في رحلة بين أمستردام وديترويت، لكن بعض ركاب الطائرة تمكنوا من السيطرة على الشاب وإحباط محاولة التفجير. بعدها اعترف الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، أن المشكلة لم تكن في نقص المعلومات، بل في زيادتها المفرطة، وقال: "لم يكن هذا إخفاقا في جمع المعلومات، (بل كان) إخفاقا في استيعاب المعلومات التي كانت بين أيدينا بالفعل والتأليف بينها".
لقد هيمن على العالم الغربي منذ عصر التنوير منطق ثقافي يفترض أن مزيدا من المعلومات يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل. لكن الحقيقة هي أن عصر المعلومات يجعل العالم أشد التباسا، وأن قدرتنا على استيعاب هذا العالم تتضاءل في الوقت الذي يتفاقم فيه تعقيده التقني، وأن من يمتلكون السلطة يستغلون هذا العجز عن الفهم في تعزيز مصالحهم. أصبحنا نعيش عصرا مظلما جديدا يشهد ظهور مزيد من الأصوليات والسرديات التبسيطية ونظريات المؤامرة وسياسات ما بعد الحقيقة. ولم نعد نفهم كيف يحكم العالم أو كيف يقدم لنا، بدءا من النظم المالية المارقة إلى خوارزميات التسويق، ومن الذكاء الاصطناعي إلى السرية التي تفرضها الدول على أنشطتها، في الوقت الذي تمتلئ فيه وسائل الإعلام بتكهنات غير مؤكدة يصدر أغلبها عن برمجيات مجهولة، وتسيطر فيه الشركات على موظفيها من خلال المراقبة والتهديد بالأتمتة.
هذا الكتاب دعوة إلى إعادة التفكير فيما نعرفه، وكيف نعرفه، وما لا نستطيع أن نعرفه.