عالم المعرفة سلسلة كتب ثقافية تصدر في مطلع كل شهر ميلادي، وقد صدر العدد الأول منها في شهر يناير عام 1978 .تهدف هذه السلسلة إلى تزويد القارئ بمادة جيدة من الثقافة تغطي جميع فروع المعرفة، وكذلك ربطه بأحدث التيارات الفكرية والثقافية المعاصرة.
هذا الكتاب:
يصف الدكتور رشيد الخالدي، الأستاذ في جامعة كولمبيا، هذا الكتاب بأنه "يقدم صورة إدورد سعيد بكل أبعادها، ويكشف الزوايا العديدة لحياته وأعماله التي يجهلها أقرب المقربين له". ويقول إن تمثي برنن يعطينا فيه صورة رثائية مرهفة لشخصية من أبعد شخصيات القرن الماضي تأثيرا.
كان إدورد سعيد شخصية محبوبة يختلف الناس بشأنها، وكان رائدا لدراسات ما بعد الاستعمار، وناقدا أدبيا واسع الثقافة لا تزال كتبه، ولاسيما كتاب "الاستشراق"، تترك أثرا بليغا في الطلبة والمفكرين في هذه الأيام. كان تمثي برنن تلميذا من تلاميذ سعيد، وبقي صديقا له حتى وفاته في العام 2003، وهو يعطينا في هذا الكتاب أول سيرة كاملة للمشرف على أطروحته، ذلك المشرف الذي يتبين لنا من هذا الكتاب أنه كان مدافعا - برقة وبلاغة - عن التأثير الذي يتركه الأدب في السياسة والحياة المدنية.
يتتبع الكتاب المسار الفكري الذي اتخذه سعيد، ويستنتج أنه كان من المحطمين اللامعين للأصنام التقليدية: كان صاحب إستراتيجية مخادعة، مفكرا من مفكري نيويورك، وكان يتردد على بيروت، ويعمل على ترتيب الحفلات الموسيقية في فايمار، ويبرع في سرد الحكايات على شاشة التلفزيون القومية، ويفاوض من أجل فلسطين في وزارة الخارجية الأمريكية، ويمثل في أفلام يؤدي فيها دوره في حياته. وقد استقصى برنن التأثيرات العربية في فكر سعيد إلى جانب تتلمذه على يد بعض من رجال الدولة اللبنانيين. وكان حداثيا نسيج وحده، وواحدا من أدباء نيويورك، وباحثا غيرت كتاباته وجه الحياة الجامعية إلى الأبد. وقد تمكن سعيد، بما يتميز به من فكر ثاقب وسحر شخصي، من صياغة هذه المعارف بحيث غدت تراثا مغايرا من المذهب الإنساني على خلفية التفوق العلمي والتكنولوجي والحرب الدينية. وقد أعطى للعلوم الإنسانية، بوضوح ليس له مثيل، مكانة جديدة في عصر ريغن، وهي مكانة لاتزال تحتفظ بها إلى يومنا هذا.
استفاد برنن من شهادات حصل عليها من عائلة سعيد، ومن أصدقائه، وتلاميذه، وخصومه على حد سواء، كما استعان بسجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي وبكتابات سعيد غير المنشورة، ومسودات رواياته، ورسائله الشخصية، وبذا، فإن هذا الكتاب يرسم من المجال الفكري الواسع لسعيد، ومن التأثير الذي خلفه، صورة ذات حميمية لا سابقة لها لصاحب واحد من أعظم العقول في القرن العشرين.
هذا الكتاب:
هذا هو الجزء الثاني المكمل لكتاب "مكافحة الفساد عبر التاريخ: من العصور القديمة إلى العصر الحديث". والكتاب بجزأيه يتسم برؤية مقارنة واسعة وعميقة - على صعيدي الزمان والمكان - تتيح له رصد وتحليل الفساد في بلدان عدة في أوروبا وغيرها، بحيث يطرح مجموعة متنوعة من الأسئلة الكبرى التي كثيرا ما يغفل عنها البحث، ومن بينها التباين النوعي بين أنواع الفساد أو بين مسكلات الفساد: فبدلا من ترتيب المجتمعات وفقا لمقياس رقمي أحادي البعد، ماذا نرى عندما ننظر إلى التناقضات العينية التي تعكس التأثيرات طويلة الأجل؟ لقد كان عزل الحكومة عن السياسة، كأن ذلك أمر ممكن، بمنزلة معيار لعديد من الإصلاحيين منذ أواخر القرن التاسع عشر، لكن هذا الكتاب (بجزأيه) يوضح أنه عندما تكون الإجراءاضد الفساد - أو حتى الجهود المبذولة لتعريف السلوكيات المختلفة بأنها فاسدة - فعالة، فهي مدعومة بمجموعة من المصالح السياسية والجماعات التي لديها شيء على المحك.
هذا الكتاب:
هذا هو الجزء الأول من كتاب "مكافحة الفساد عبر التاريخ: من العصور القديمة إلى العصر الحديث" (الذي يصدر جزؤه الثاني في العدد المقبل)، والكتاب بجزأيه هو أول دراسة مقارنة كبرى لكيفية تعريف المجتمعات والسلطات في التاريخ الأوروبي وخارجه للسلطة الشرعية من حيث مكافحة الفساد وتصميم آليات محددة لتنفيذ جدول الأعمال هذا. وينظر إلى الفساد اليوم على نطاق واسع باعتباره إحدى أكثر المسكلات التي نواجهها إلحاحا كمجتمع عالمي، حيث يقوض الثقة بالمؤسسات الحكومية والمالية، والكفاءة الاقتصادية، ومبدأ المساواة أمام القانون ورفاهية البشر بوجه عام. ويمثل الفساد عقبة رئيسة أمام "الطريق إلى الدنمارك" - وهو مخطط أولي لبناء الدولة المستقر والناجح. وعلى رغم أن موضوع الفساد ومكافحة الفساد قد جذب انتباه السياسيين والعلماء والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام العالمية، فقد أولي اهتمام ضئسل للعلاقة بين الفساد ووضع وتغيير وتنفيذ سياسات مكافحة الفساد عبر الزمان والمكان، مع التنوع المصاحب لذلك في كيفية تعريف الفساد واكتشافه ومكافحته.
لقد ظل الاقتصاديون وعلماء السياسة وصناع السياسات راضين عموما عن تتبع الاختلافات بين البلدان منخفضة الفساد والبلدان عالية الفساد في الوقت الحاضر، ومن ثم صياغتها في عديد من التصنيفات والمؤشرات. لكن الاتجاهات طويلة الأمد - الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية - التي يحتمل أن تعزز مكانة البلدان المتضمنة في تلك المؤشرات لا تزال تؤدي دورا بالغ الضآلة. يمكن أن يساعد مثل هذا النهج التاريخي في شرح لحظات التغيير الكبرى في الماضي، والتي قد تدعم بدورها أو تقوض المفاهيم والحقائق غير المبررة التي لدينا اليوم حول أسباب نجاح وفشل سياسات بعينها لمكافحة الفساد وعلاقتها بصورة البلد باعتباره أكثر أو أقل فسادا. هذه الثغرة العلمية تحديدا هي التي يسعى الكتاب الذي بين أيدينا إلى تجسيرها.
هذا الكتاب:
تعتبر اللامساواة أمرا مثيرا للاعتراض من الناحية الأخلاقية. ويقدم هذا الكتاب تشريحا أخلاقيا لأسباب الاعتراض على اللامساواة. ويمكن أن تكون اللامساواة مثيرة للاعتراض لأحد الأسباب التالية: إخفاق أحد الوكلاء في الوفاء بالتزامه بتقديم منفعة ما لجميع المواطنين، الأغنياء والفقراء، والاهتمام بمصالحهم على حد سواء، ما تنطوي عليه اللامساواة من تفاوتات مثيرة للاعتراض في المكانة الاجتماعية، أن اللامساواة تمنح الأغنياء أشكالا غير مقبولة للسيطرة على حياة من هم أقل دخلا، أن اللامساواة تتعارض مع الإنصاف الإجرائي من قبل المؤسسات الاقتصادية، فضلا عن أنها تحرم البعض من الفرصة الموضوعية للمشاركة في تلك المؤسسات، أن اللامساواة تتعارض مع نزاهة المؤسسات السياسية، وأخيرا، أن اللامساواة في الثروة والدخل غير منصفة. ويستعرض الكتاب ما تنطوي عليه تلك الأسباب من أفكار عن المساواة، ويتناول الاعتراضات على السعي إلى تحقيق المساواة على أساس أنها تتعارض مع الحرية الفردية. ويؤكد أن أفكار الاستحقاق لا توفر أساسا لتبرير التفاوت الاقتصادي الملحوظ أو الاعتراض عليه.
هذا الكتاب:
يركز هذا الكتاب على النقاش المتمحور حول نظريات ما بعد الإنسان، فيكشف عن البنية غير الطبيعية للإنسان في زمن بدأت فيه الفروقات بين الإنسان واللاإنسان في الاضمحلال. ويبحث الكتاب مدى تأثير مرحلة ما بعد الإنسان في الاعتقاد التقليدي بوحدة الكائن البشري. لكنه يرى في زعزعة تلك الوحدة مستقبلا ينبئ بازدياد فهمنا لهوياتنا المتغايرة والمرنة. كما يتطرق الكتاب إلى تأثير هذا الفكر في الكائنات غير البشرية وفي استدامة الحياة على هذا الكوكب، فبما أن الاقتصاد المعاصر في حاجة إلى السيطرة على كل أنواع الحياة، فإن ذلك سيؤدي إلى محو الفروقات بين الإنسان والكائنات الأخرى ونقد المركزية البشرية، بيد أنه يتركنا في حيرة حول تأثير ذلك في استدامة مستقبلنا.
الكتاب موجه للقارئ العام، لكنه لا يخلو من التطرق إلى نظريات فلسفية مختصة نوعا ما.
هذا الكتاب:
يؤسس هذا الكتاب لفكرة الترابط الجذري العميق بين المجتمع والاقتصاد، مشيرا إلى التأثر الاقتصادي الكبير من كل المناحي الاجتماعية والسياسية والأيديولوجية والعقائدية الإنسانية. ويؤكد الكاتب مارك غرانوفيتر أن الاقتصاد محكوم بالمكونات الإنسانية الأساسية ذاتها التي تحكم كل المناحي الحياتية الأخرى، كالأفكار والمشاعر والعادات والتقاليد والعلاقات العائلية وتدرجات القوى الهرمية الاجتماعية والسياسية وغيرها. ويستعرض أمثلة مهمة ومؤثرة لمؤسسات عريقة وممتدة في الاقتصاد العالمي والتي تجاوب بعضها، في تشكيلها وصناعة قوتها، وقواعد التأثير المنطقي للقوى السياسية والاجتماعية والعائلية، كما يتطرق إلى أمثلة مغايرة لمؤسسات لم تتجاوب والمحفزات المعتادة، والتي كبرت واستمرت من دون أن تستند إلى مسببات أو دوافع اجتماعية أو اقتصادية منطقية، مبينا من خلال هذه الأمثلة غرابة التفكير والسلوك الإنسانيين وعمق تشكيلهما، وهما اللذان لم يسبر العلم كامل أغوار صنعهما وتشكلهما بعد.
كما يتجلى لقارئ هذا الكتاب التعقيد الكبير في التفكير الإنساني والذي يقود بدوره إلى تعقيد العلاقات الإنسانية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مما يؤدي إلى خلق حلقات قوى بداخل حلقات غيرها لا تلتزم دائما، في صنعها واستمرارها، بالتفسير المنطقي للمؤثرات الاجتماعية، والأيديولوجية والسياسية. ويسرد غرانوفيتر بعض النظريات السيكولوجية، والاجتماعية، والنفسية التاريخية بمنظور تطوري، معرجا على مفاهيمها وتطبيقاتها الاقتصادية. ويتكلم غرانوفيتر أيضا عن "الاقتصاد الأخلاقي" بوصفه مفهوما مؤثرا في الاقتصاد العالمي، مستعرضا العديد من التعريفات الواردة لهذا المصطلح وكذلك العديد من الأمثلة على تطبيقه، ويتعرض كذلك لمفهوم الثقة في الاقتصاد والمؤسسات التي تحكم مفهوم الثقة هذا وأهمها المؤسسة الاجتماعية العائلية التي تتعدد الأمثلة حولها، خصوصا في الاقاصلد الشرق-آسيوي الذي تحكمه عائلات كبيرة ممتدة ومتوارثة.
بالعموم، يخرج غرانوفيتر في نقاشه لعلم الاقتصاد الاجتماعي، والعوامل التي تحكمه، عن إطار علم الاقتصاد التقليدي الذي يتعامل مع الظواهر الاقتصادية عادة بشكل جامد بعيد عن المؤثر الإنساني المتغير وغير المحكوم دائما بالمنطق الواضح المباشر، ويدخل من خلال صفحات كتابه في عمق السيكولوجية الإنسانية وفي غرائب دهاليزها لغرض إبراز الكيفية التي تؤثر بها هذه السيكولوجية التي يصعب التنبؤ بها في العلاقات والموازين الاقتصادية العالمية.
هذا الكتاب:
يحاول هذا الكتاب لفت انتباه دارسي السياسة وباحثيها، والعاملين فيها، والمنشغلين بها، والعائشين لها، إلى أهمية المجاز في فحص حقل السياسة تفكيرا وتنظيرا وتعبيرا وتدبيرا. فما ورد فيه لا يقف عند علم البلاغة وشجونه، بل يخص الاجتماع السياسي وشؤونه أيضا، واقفا على الجسر العريض الواصل بين هذين الحقلين المعرفيين، يريد أن يبلغ منتهاه، كي يكشف عن مسار ومساق مسكوت عنه، أو نادر تناوله بين الدارسين العرب الذين يتعامل أغلبهم مع السياسة باعتبارها أقرب إلى "السلعة" منها إلى "الخطاب"، تاركين الأخير لعلماء اللغة ونقاد الأدب،وإن بحثوا فيه فإنهم يحصون ما في تصريحات الساسة وبياناتهم وخطبهم من مفردات لتوزيعها على معارف وقيم واتجاهات وقضايا سياسية، لكنهم لا ينشغلون كثيرا بما فيها من مجازات.
من أجل هذا بدأ الكتاب بتحليل ما بين الكلام والسياسة من دروب، ثم عرج على اللغة بوصفها سلطة وقوة ناعمة، ليعرض بعدها معنى المجاز السياسي مارا بتعريفه في العموم، وعلاقته بالحقيقة، ليصل إلى تحليل الاستعارات التي يعوم عليها الخطاب السياسي، ضاربا أمثلة باستعارات الحرب، والنظر إلى الإنسان بوصفه آلة، وتأليه الدولة، وتجسيد المجتمع، والتعامل مع كرة القدم بوصفها راية قومية، وتصور العلاقات الدولية رقعة شطرنج، والمجتمع الرأسمالي "مولا"، والمجتمع الاشتراكي ساحة للقطط السمان، والريبة في التمويل الدولي لأنه "غزو".
وتناول الكتاب، الذي حوى في نهايته، مسردا بأهم المجازات السياسية المتداولة، مسألة المبالغة السياسية، مفرقا بينها وبين الفصاحة والبلاغة، ثم بين المقبول منها والمرفوض، وشرح جوانبها المتمثلة في الخطب الرنانة، واستدعاء الشعر السياسي، وتوظيف أفعل التفضيل، والتحريض على التطرف والتعصب، وترميز الحكام، والنفاق والبذاءة والكذب السياسي. كما تناول بلاغة الصورة وتعامل معها باعتبارها نصا سياسيا، لاسيما في مجالات الصور الجمالية، وصور الأفكار، والصور الذهنية بمساراتها المتشابهة والمتصارعة والمتعددة. وأخيرا جاء الدور على الصمت السياسي البليغ، انطلاقا من فضائه الأوسع المتمثل في الدين والحكمة، ثم تجلياته في التمنع والمقاومة والتفاوض والدعاية وبناء العقل الجمعي والعنصرية والسيطرة والثورة والصوم السياسي وتمدد الإمبراطوريات.
هذا الكتاب:
خلال عدة أشهر من صدوره، روجع هذا الكتاب ونوقش أكثر من أي من إصدارات المؤلف السابقة،وعلى الرغم من أن هذه الحقيقة تجعل أي كاتب يشعر بالفخر والشرف لما كان لكتابه من وقع، فإن الكاتب أشار لاحقا إلى أن كتابه نال حظه أيضا من النقد الحاد، بل والجدل. هل أراد المؤلف أن يدافع عن فكرة تعزيز المؤسسات السياسية في النظم الديموقراطية الانتخابية - كما هي الحال في الولايات المتحدة على سبيل المثال - بالفكر الكونفوشي؟ أم كان يسعى إلى تقوية النظام السياسي الصيني وفقا للقيم التي أرساها الآباء الأوائل للدستور الأمريكي؟
في واقع الأمر، يمكن اعتبار هذا الكتاب نواة لتيار فكري قد يؤدي، في مرحلة لاحقة، إلى بروز نماذج لنظم سياسية هجينة، قد تكون إحدى صورها الجمع بين نظام الديموقراطية الانتخابية بقاعدتها الشهيرة "شخص واحد، صوت واحد"، والنظام القائم على الجدارة والكفاءة في اختيار القيادة العليا للبلاد، أو على الأقل إحاطتهم بنخبة مميزة من الخبراء في جميع المجالات، الأمر الذي يمكنهم من وضع خطط على المدى البعيد وتنفيذها على مراحل محددة ومعروفة مسبقا.
إن هذا الكتاب يرسم، بطريقة غير مباشرة، الملامح الرئيسة لنظام سياسي يقع في منتصف المسافة على مقياس النظم السياسية التقليدية المعروفة حتى الآن، فمن جانب يوضح الكاتب، بالحجج والأسانيد، مثالب النظام الديموقراطي وفقا لصيغته المعروفة القائمة على معيار "صوت واحد لشخص واحد"، ومن ثم يسعى الكاتب إلى نزع الصفة شبه المقدسة التي اكتسبتها هذه الصيغة مع مرور الوقت.
ومن جانب آخر، يكشف المؤلف عن حقيقة النظام السياسي الصيني الذي تأثر على مدار التاريخ، سواء في العصر الإمبراطوري أو في ظل الإيديولوجيا الشيوعية، بالمبادئ الكونفوشية القائمة على فكرة الجدارة والمهارات الاجتماعية والفضيلة. وكما كانت عليه الحال بالنسبة إلى النظام الديموقراطي، يسعى الكاتب هنا إلى انتزاع النظام السياسي الصيني من قائمة النظم الديكتاتورية، بل يذهب إلى حد إخراجه من دائرة النظم الشيوعية، موضحا أن هذه الأيديولوجيا لم يعد لها أثر واضح في عملية صنع السياسة، أو في النمو الاقتصادي، أو في التوجه الخارجي للبلاد.
ووفقا للتحليل الذي يقدمه الكاتب، فإن النظام القائم حاليا في الصين - وإن كان يقوده الحزب الشيوعي الصيني - يبتعد، في واقع الأمر، عن أصول ومبادئ الإيديولوجيا الشيوعية، سواء في صيغتها الماركسية أو اللينينية، الأمر الذي قد يدفع إلى القول إنه يوما ما سيكون على النظام الصيني أن يتخلى عن وصف الشيوعية في تقديم نفسه للعالم.
هذا الكتاب:
يهدف هذا الكتاب إلى دراسة وتحليل التكنولوجيات الرقمية الجديدة في إطار سوسيولوجي من خلال تعزيز النقاش حول ملامح العلاقات الاجتماعية والمؤسسات والبنى في عصر المعلومات، بالإضافة إلى تقديم تمهيد شامل للتحولات التكنولوجية وتأثيراتها في المجتمعات الإنسانية، والتعرف على دور التكنولوجيا الرقمية في إعادة تشكيل الأدوات والمفاهيم داخل علم الاجتماع.
وقد شارك في هذا الكتاب مجموعة من الباحثين من خلال دراسة علم اجتماع التكنولوجيا باعتباره أحد أفرع علم الاجتماع الذي يتناول الجوانب الاجتماعية للتكنولوجيا، ويطرح عدة تساؤلات يحاول الباحثون الإجابة عنها، ومن أبرزها: هل المفاهيم السوسيولوجية السائدة تظل مناسبة للغرض؟ أو هل يمكن أن يكون هناك إدراك يتسع للتطبيقات الجديدة والسياق الاجتماعي المتغير؟ كيف يمكن لعلم الاجتماع إعادة تقييم أفكاره الأساسية من خلال مدخل للعلوم البينية المتداخلة؟ وإلى أي حد يكون الخيال السوسيولوجي Sociological Imagination أساسا كافيا يصلح للبحوث في العوالم الرقمية Digital Worlds عبر تجاوز الحدود المعرفية؟ وإذا كانت المعرفة مطلوبة، فأي نوع من المعارف المستعارة والتوافقات والتعارضات نتوقعها أو حتى نشجعها؟