هذا الكتاب:
الاكتئاب ليس ظاهرة أمريكية وأوروبية كما يحلو للبعض أن يردد. فهو ينتشر بنسب متقاربة في غالبية المجتمعات، وبعض الدراسات في مناطق عدة من العالم بينت أننا نعاني كغيرنا من هذا الاضطراب، وأننا ربما كنا في وضع أسوأ، لقلة حجم المعروض من الخدمات النفسية والاجتماعية.
والاكتئاب لا يميز بين طفل وبالغ، ولا بين إنسان ذكي وغير ذكي، ولا بين مشهور وغير مشهور، ولا بين مفكر وغير مفكر، مما يجعل دراسة هذا الموضوع مطلبا من المطالب الأساسية على المستويات الاجتماعية والصحية والنفسية والعلمية على السواء.
ويمثل هذا الكتاب حصيلة اهتمام مهني وأكاديمي تطور لدى مؤلفه عبر سنوات طويلة من الممارسة والبحث في الوطن العربي والولايات المتحدة. يقدم كاتبه من خلال ثلاثة أبواب عرضا تكامليا متنوع المحاور حول هذه المشكلة، فيستعرض في الباب الأول بعض الحقائق العامة عن مفهوم الاكتئاب، وآثاره على الفرد والحياة الاجتماعية والصحية. كما تتضافر فصول الباب الثاني السبعة فيما بينها لشرح مختلف النظريات العلمية المفسرة للاكتئاب. ومن خلال عدة محاور يمثل كل منها برنامجا علاجيا يتكامل مع البرامج الأخرى، يركز الباب الثالث على شرح التيارات المعاصرة في العلاج النفسي السلوكي لمختلف جوانب القصور النفسي والاجتماعي لدى المكتئب. وزيادة في التوضيح، يمتلئ الكتاب بأمثلة واقعية وحالات استقيت غالبيتها العظمى من واقع الممارسة في العالم العربي.
هذا الكتاب:
نحن نعجب بالإبداع وبالمبدعين لإنجازاتهم وأعمالهم العظيمة التي تضفي على حياة الملايين من البشر المتعة والراحة، وتمنحنا قوة السيطرة على البيئة والنفس. ولأن العمل الإبداعي يحقق الكثير لصاحبه ولمجتمعه، ولأنه يتطلب قدرات شخصية وفكرية هائلة، لا تكون عادة متوافرة عند الآخرين أو محتملة منهم، فقد تطورت نظريات واتجاهات فكرية تفسر سلوك المبدعين بالشذوذ والاضطراب، وتطابق بينه وبين الأمراض النفسية والعقلية التي تصفها كتب الطب النفسي وتشاهدها المصحات العقلية. ولكثرة شيوع هذه التفسيرات بين العامة وكثير من أهل التخصص تأخر علم النفس كثيرا في دراسته لموضوع الإبداع والمرض العقلي، وورث تراثا مملوءا بالتناقضات الفلسفية والفكرية.
ويمثل هذا الكتاب محاولة لإعادة قراءة وتنظيم الوقائع والأفكار المتجمعة عن الإبداع والمرض النفسي، ليكشف أن الحقيقة ليست بهذا الشكل المبسط، ومن ثم نجد الفصول الأولى تشرح مفاهيم الصحة النفسية والاضطراب النفسي، لتثبت أن الأفكار الإبداعية العظيمة لا تعيش بمعزل عن الصحة النفسية وتكامل الشخصية، وما تتسم به من قدرات على معالجة تحديات العمل الإبداعي، ومقاومة التحديات التي يواجه بها المجتمع الخارجي أبناءه المبدعين بسبب اتجاهاته الرافضة لما هو جديد.
ولكي تكتمل لهذه الرؤية معالمها وأسسها الموضوعية، استندت مادة هذا الكتاب إلى كثير من الحقائق الرئيسية المعاصرة التي تراكمت في دراسة السير الذاتية للمبدعين، فضلا عن النتائج التي صاحبت تطور حركة القياس النفسي وما ساندها من تجارب علمية متخصصة في علم النفس المرضي والاجتماعي والطب السلوكي المعاصر.
وتنتقل بنا فصول الكتاب الأخيرة إلى مستويات أبعد تتعلق بمشكلات التعامل مع الضغوط و التوترات التي يواجهها المبدع، ولهذا شكلت هذه الفصول (الأخيرة) برنامجا علاجيا تلاقت من خلاله عمليات التشخيص مع العلاج، كل ذلك في إطار يتيح للمبدع القدرة على تنظيم طاقاته ونشاطاته ووجهات نظره، ليحقق مستويات عليا من الصحة والتكامل النفسي والاجتماعي، من دون إخلال بما يتطلبه العمل الإبداعي من جهد وتجويد.
هذا الكتاب:
"إن هدفنا الرئيسي من هذا الكتاب أن نقدم للقارئ العربي ونعرض له صورة من صور التقدم المعاصر في دراسة مشكلات الطفل وعلاج اضطراباته".
بهذه العبارة يستهل المؤلفون مقدمتهم لهذا الكتاب الذي يتكون من عدد متنوع من الفصول والملاحق عن دور ما يسميه المؤلفون "العلاج السلوكي متعدد المحاور".
ثلاثة من خبراء الصحة النفسية والعلاج السلوكي يجمعهم اهتمام مشترك بالاتجاه السلوكي في العلاج النفسي يقدمون لنا -من خلال خلفياتهم الأكاديمية وخبراتهم العملية في الممارسة العلاجية في العالم العربي- بلورة نظرية وعملية عن دور هذا الاتجاه في علاج عدد متنوع من اضطرابات الأطفال ومشكلاتهم السلوكية بما فيها القلق، واﻟﻤﺨاوف المرضية والاكتئاب، والميول الانتحارية، والتخريب، وإيقاع الأذى بالنفس، والعدوان..إلخ. كل ذلك من خلال العرض الواعي لعدد متنوع من الأساليب السلوكية، والحالات الفردية المدروسة التي راعى المؤلفون في تقديمها أن تحقق توازنا مطلوبا بين النظرية والحلول العملية. ومن ثم فإن القارئ -أي قارئ- يهمه الاطلاع على أنواع مشكلات الطفل، وكيف تكونت؟ وماذا نستطيع أن نفعل حيالها خطوة خطوة؟، سيجد في هذا الكتاب ملتقى للعديد من الإجابات.