هذا الكتاب:
إن الأزمات الحادة التي نعايشها على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والإدارية، ماهي في واقعها إلا لحظات احتدام للأزمة الثقافية المزمنة التي نعاني منها، والمتمثلة أساساً في افتقاد القدرة على إدارة الحوار التفاوضي المثمر، وشيوع ملامح ثقافة التناحر. ومن ثم فإن هذه الدراسة تمثل محاولة للإسهام العلمي لتوصيف ملامح هذه الأزمة بهدف احتواء آثارها السلبية واستبدالها بمعطيات وأسس ثقافة وعلم التفاوض الاجتماعي والسياسي، الذي يطرحه الكاتب من منظور تكاملي بين علوم اللغويات والعلوم السياسية والعلاقات الدولية.
ومع تقديم البعد التنظيري، وعرض لأهم نظريات المباريات التفاوضية، وتحليل الأبعاد السلوكية، وشخصية وقدرات المفاوض، يقدم الكاتب تحليلا نقديا لحقل التطبيق العربي وما يموج به من اشتباكات خاطئة ينبغي تجاوزها، من أجل ترسيخ عقلية ومهارات التفاوض الإيجابي من واقع الحوار، وذلك لصالح كافة الأعمال الجماعية التنموية، ولصالح إدارة الصراعات المعقدة التي يموج بها عالمنا، والتي ينبغي ألا نكون فيها في موقع المفعول به أو الذائب أو التابع، ولكن في موقع الفاعل الذي يدير مثل هذه الصراعات بكفاءة لصالحه، ولصالح الإسهام الحضاري والإنساني الذي يليق بأمتنا وحضارتنا العربية الإسلامية.