هذا الكتاب:
موسوعة موجزة من جزأين تحكي في تسلسل زمني بأسلوب روائي شائق، ولغة علمية دقيقة وسهلة، تاريخ تطور العلم وحياة العلماء في سياق العصر الحديث (الغرب) على مدى خمسة قرون من النشأة في الغرب وحتى العام 2001، مع فصل ختامي عن المستقبل. ويحكي الكتاب طبيعة الصراع الاجتماعي بين التقليد من حيث النظرة إلى العالم، والموقف الرافض لحق البحث والتغيير، وبين التجديد والإيمان بحق الإنسان/ المجتمع في البحث العلمي والإبداع والتماس آفاق غير تقليدية للمعرفة، والتحرر من مشاعر الدونية والتبعية تجاه الأقدمين والجمود عند حدودهم، مع بيان كيف أن هذا التحرر كان، مثلما هو دائما، أساس التقدم وامتلاك الإنسان لمصيره، بل والهيمنة على مقدراته. ويعرض كيف عانى دعاة التجديد من الاتهام بالكفر والزندقة.
والمؤلف أحد كبار الكتاب العلميين المعنيين بتبسيط العلم، وله مؤلفاته واسعة الانتشار التي أثارت الإعجاب بقدرته الفائقة على تبسيط أعقد الأفكار مع إثارة حس الدهشة بغرابة الكون لدى القارئ.
ويسد الكتاب فراغا ثقافيا في المكتبة العربية، ويمثل إسهاما تنويريا واقعيا بعيدا عن الرومانسية، إذ يوضح طبيعة روح العصر ... العلم والتكنولوجيا. ويعرض بإيجاز وفي صورة تاريخية متكاملة ملحمة العلم وانتصار العقل العلمي في سياق التاريخ الحديث الذي هو حلقة في سلسلة ممتدة بامتداد تاريخ الحضارات المختلفة.
ويقدم الكتاب إطلالة على طبيعة النشاط العلمي والمعاناة من أجل العلم، والجدوى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بل والسياسية للنهضة العلمية ومردود ذلك في الوعي بالذات إنسانا فردا، ومجتمعا كاملا موحدا، وأفقا رحبا نرنو إليه على الطريق إلى مستقبل جديد لعقل عربي جديد.