جلسة قراءة فـي رواية «ليلة التنبؤ» من إصدارات إبداعات عالمية

27 يونيو, 2013
ضمن أنشطة مهرجان صيفي ثقافي 8، أقيمت بالمكتبة الوطنية جلسة نقاشية حول رواية الكاتب الأمريكي بول أوستر «ليلة التنبؤ» من سلسلة «إبداعات عالمية»، الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والآداب، عام 2008، من ترجمة وتقديم محمد هاشم عبدالسلام، ود. محمد غضبان رزوقي، وأدارها سليمان عثمان عبدالهادي رئيس أندية «الجليس»، بحضور الروائي الكويتي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل، ود. سهل العجمي مدير المهرجان.

في البداية، قدم لنا عبدالهادي نبذة مختصرة عن سيرة أوستر فقال: «ولد بول أوستر في الثالث من فبراير من العام 1947، في نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتخرج في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، وعاش في مدينة نيويورك، وهو روائي، وكاتب، ومترجم، وشاعر، وكاتب مسرح، وسيناريست».
وأضاف: «وتتميز أعماله بتعقيد شخصياتها، وموضوعاتها الفلسفية، التي تتناول البحث عن معنى الهوية، والذات، ويعد أحد أهم وأبرز كتاب أمريكا المعاصرين في مجال الرواية، وبخاصة الرواية البوليسية، أو رواية التحري، على الرغم من وصف الكثير من النقاد لعالم أوستر الروائي بأنه يتحدى محاولة الإحاطة، والتصنيف لثرائه، وتعدد أبعاده».
وتابع: «ومن أهم رواياته: ثلاثية نيويورك (مدينة الزجاج)، و(الأشباح)، و(الغرفة الموصدة)، و(في بلاد الأشياء الأخيرة)، (قصر القمر)، (موسيقى الحظ)، (السيد فيرتيجو)، (زرقة في الوجه)، (دخان)، (لولو فوق الجسر)، (تمبكتو)، (كتاب الأوهام)، (ليلة التنبؤ)، وأخيرا روايته حماقات بروكلين، وقد فاز بجائزة إدجار لأحسن رواية في العام 1986 عن الجزء الأول (مدينة الزجاج) من عمله ثلاثية نيو يورك».

ليلة التنبؤ
أما روايته ليلة التنبؤ، فكانت محور نقاش أعضاء نادي «الجليس» من الكتاب، والصحافيين، وفيها ينطلق بطل الرواية الكاتب سدني أور في كتابة روايته، من فكرة وردت في رواية بوليسية، بعنوان «الصقر المالطي»، تتحدث عن بطل نجا من الموت بأعجوبة، فقرر أن يبدأ حياة جديدة لا علاقة لها بحياته السابقة، وفي النص الذي يكتبه أور ينطلق من قرار اتخذه نيك بوين بأن يسافر بعيدا عن زوجته، ومدينته فجأة بعد أن نجا من الموت، إثر سقوط أحد المزاريب بالقرب منه.
وحاضر النص أو السرد الواقعي الذي تدور الأحداث في فلكه هو الذي يشكل البنية السردية للرواية، إذ يحكي سدني عن علاقته بزوجته جريس، وبصديقهما الكاتب المشهور جون تروس، وخلال مرحلة النقاهة يحاول سدني استئناف الكتابة ليواجه الديون المتراكمة عليه ومساعدة زوجته على نفقات العيش، وهو مغرم بزوجته التي على الرغم من حبها له، تعيش لحظات توتر يحار سدني في فهمها، وعلاقتهما بالكاتب تروس تمنحهما بعض العون والدفء.
ووجه عبدالهادي الشكر إلى الأمانة العامة والمهندس علي اليوحة وأعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان، مشيرا إلى ولادة إصدار جديد عن المجلس يضاف إلى الإصدارات الموجودة، مشيرا إلى أن مشروع الجليس هو مشروع ثقافي يعمل فيه فريق شبابي متطوع ويهدف إلى تعزيز عادة القراءة لدى أفراد المجتمع، ويضم مائة نادي للقراءة.

الرواية داخل الرواية
ومن الحكاية السردية إلى مناقشة أسلوب الكاتب، إذ قال الكاتب والروائي المعروف إسماعيل فهد إسماعيل: «ان الروائي اعتمد أسلوب الحكاية المتوالدة، وهي موجهة بشكل أساسي إلى الكتاب، ويتميز نص الرواية بعنصر «الرواية داخل الرواية»، إذ يوغل بنا الروائي الأمريكي بول أوستر في دروب السرد المتقاطعة، والحكايات المضفرة».
أما الكاتب والروائي مصطفى كمال عطية فقال: «هذا النوع من السرد نجده في تراثنا العربي في «ألف ليلة وليلة»، ثم انتقد بطل الرواية، من حيث تقارب الرواية أو بعدها عن واقعنا الشرقي، إذ إنه يحب زوجته، على الرغم من علاقتها بصديقه، وهنا نطرح سؤالا جوهريا: هل يحق لنا ان نطلق أحكاما أخلاقية على الإبداع الأدبي؟! فهناك دائما مستويات لقراءة النص الروائي، وهو يخرج من دائرة الحكاية، إلى مستوى صناعة الأفكار المغايرة التي تدعو إلى التطور الفكري، والمعرفي، وقد رأى أحد الحضور أنه نوع من التسامح، ومنهم من أشار إلى أن الخيانة ليست مرتبطة بالأنثى، وأنه لا توجد إحصاءات اجتماعية واعية لسرد الظاهرة، فمن المهم في هذا النقاش الأدبي الممتع أنه يتطرق إلى محاور عدة في صناعة الرواية، منها الموضوع، والأسلوب، والشخوص، ونجد أن الرواية تمتلئ بالدلالات والتساؤلات المعاصرة».
كما شارك في نقاش الرواية عدد من الحاضرين الذين سبق أن قرأوا الرواية، ومن بينهم القاصة لجين النشوان، والكاتب عبدالهادي الحمادي، والكاتب خالد النصرالله، وخلف النعيمي.
وعقب انتهاء جلسة النقاش قام مدير المهرجان الدكتور سهل  العجمي بتوزيع شهادات التقدير والدروع المقدمة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على المشاركين في هذه الجلسة النقاشية.
Happy Wheels