من لا يحب الحكايا؟
جعلها جان كريستوف روفان في كتابه هذا سبعاً، ربما كل يوم حكاية، أو من كل بحر واحدة.
تنقلنا بعض هذه الحكايا إلى بلاد غريبة وثقافات مختلفة، ولأنها من بعيد، فهي تقوم بدور صلة الوصل بين البعد الجغرافي والبعد الزمني.
من موزمبيق إلى كيرغستان، من جبال الألب الإيطالية إلى سواحل جزيرة موريس، سبع حكايا مفعمة بروائح البحر والبر، لكنها تقطر فطنة عالية تجاه حال العالم والدوافع العميقة للكائنات البشرية.
هي تدعو القارئ إلى رحلة خارجة عن المألوف بصحبة أشخاص قدرها واحد تقريباً، مشدودة بطريقة ما إلى ماضيها.
تكشف هذه النماذج عن نقاط ضعف وحنين وآمال تأبى الاندثار.
عبر هذه الحكايا نصادف حضارات غير قابلة للتعايش، جروحاً من التاريخ لم تندمل بعد، وغير ذلك حالات حب عبر القارات وأوقات سعيدة تتشاركها الشعوب.
هو الكاتب الرحالة الباحث عن كنزه، تحت أكوام التراب والحصى تظهر له فينقض عليها بكل سرور.
في أغلبها وصف لمشاهداته، فلقد كانت أمامه كل الفرص كي يدرك بإحساسه الإنساني العالي القضايا المعاصرة الكبرى.
برؤيته الفريدة أعطى للقضايا وجوهاً إنسانية نقرؤها في هذه الحكايا.
إنها لحظات حياة يشاركنا إياها بمرح وانضباطية عالية.
روفان طبيب الجسد وطبيب الروح أفضل من يرى الاختلاجات المأساوية للعالم، لهذا تأتي أعماله كلها في مصاف متقدم لقارئ من العالم.