تجليات الثقافة الكويتية ضمن الموسم الثقافي لمكتبة الكويت الوطنية

04 نوفمبر, 2013

قرن على رحيل مبارك الكبير مؤسس النهضة المجتمعية في الكويت

تجليات الثقافة الكويتية ضمن الموسم الثقافي لمكتبة الكويت الوطنية

- د. عبدالله: العلاقة بين مصر والكويت معتدلة المزاج تربطهما الثقافة منذ حقب زمنية بعيدة

- أهم ملامح المشروع الثقافي الكويتي.. التنوير الاسلامي غير المتشدد والعناية بالتراث العربي وطرح قضايا المستقبل

 

ضمن الموسم الثقافي الأول لمكتبة الكويتي الوطنية قدم أ.د.محمد حسن عبدالله محاضرة تحت عنوان "ثقافة الكويت.. التجليات والرسالة"، ادارها د. اسماعيل الشطي، وحضرها عدد كبير من الكتاب والأكاديميين والمثقفين الكويتيين، وذلك مساء الأحد بالديوانية الثقافي بالمكتبة.

في بداية  حديثه أكد د. محمد حسن على الرسالة الحضارية التي أقامت عليها الكويت دعائم وجودها الذاتي منذ بدأت تتبلور شخصية " الدولة " من منظور مجتمعي . مع استقرار الأمر لحكم الشيخ مبارك  الكبير الذي سيحل في العام القادم ذكرى تمام القرن على رحيله (وينبغي أن تعد العدة للاحتفال بتجربته المجتمعية ) ، وقد كان للتعليم والثقافة دور كبير فيها ، وقد استقرت قيم المجتمع منذ ذلك الحين المبكر، وأثمرت في اتجاهات مختلفة ( إدارية وسياسية وعملية وعلمية ) ولم تختلف رسالة الكويت الثقافية الموجهة إلى الخارج ، بعد أن تأصل حضورها عربيا وعالميا – عن تلك الرسالة التي أقامت عليها وجودها التاريخي منذ تطلعت إلى أن تقيم على أرضها هيكل دولة عصرية .

وقال: في هذه الكلمة لا نتوقف عند التاريخ السياسي الذي اهتم به أبو حاكمة أو أحمد مصطفى أو غيرهما، فنشاط الإنسان هو ما يعنينا ، لأنه – في الحقيقة – ما يفرق بين بلد وآخر ، بين مجتمع ومجتمع . لهذا سيكون التفاتنا الأهم إلى مفردات الثقافة في الكويت ، من حيث هي ركائز وجود، ورسالة تحمل مسؤوليتها وتنهض بها دولة الكويت في مستوى أجهزتها الرسمية، كما في مستوى جمعيات النشاط المدني (جمعيات النفع العام وغيرها ).

فعلى مستوى الأجهزة الرسمية نُعرف بنشاط وزارة الإعلام، منذ كانت مجرد  "دائرة ". ونشاط المجلس الوطني للثقافة والآداب، بمطبوعاته عظيمة التأثير على المستوى العربي والعالمي، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والجامعة عبر أسابيعها الثقافية ودورياتها، وندواتها، ومركز مخطوطاتها، وهيئة الجنوب والخليج، وعلى مستوى النشاط المدني للجمعيات تتصدر رابطة الأدباء، ورابطة الاجتماعيين، وجمعية الفنانين، وما تقيم المتاحف من ندوات، ومؤسسة عبد العزيز سعود البابطين التي تفرع نشاطها حتى جمع بين إعادة الحياة إلى الشعر التراثي، ثم اتجهت المؤسسة إلى الحاضر والمستقبل فأقامت أنشطتها في أوروبا ، وأصبحت عضوا مؤثرا في حوار الحضارات.

 

تساؤلات مهمة

وطرحت  المحاضرة عددا من التساؤلات المهمة وحاولت الإجابة عليها : فماذا يعني أن تطمح الكويت ( في المستوى الشعبي خاصة ) إلى تأسيس صحافة كويتية قبل إنشاء مطبعة، مع ما نعرف بالمنطق والتجربة أن المطبعة أولا، والصحافة ثانيا ؟ وماذا يعني أن تكتب مصادر أوروبية تحت خارطة الكويت منذ أكثر من مائة عام :" جمهورية الكويت " وليس: " إمارة الكويت " ؟ ولماذا حين دب الشقاق في بنيان الجامعة العربية عقب كامب ديڤيد وتشرذمت مؤسسات الجامعة استضافت الكويت منها ما هو ثقافة دون غيره ، ورعت – بصفة خاصة ، وبعناية خاصة من عبد العزيز حسين : الخطة الشاملة للثقافة العربية ؟ وغير هذا كثير .

وتساءل عبدالله: هل يمكن أن نحدد ملامح المشروع الثقافي الكويتي المعمول به داخليا ، والمصدر إلى كافة قراء العربية في حال من الملاءمة والتكامل ، إذ يتجلى في عدة خطوط متوازية أساسها التنوير الإسلامي بعيدا عن التشدد ، والعناية بالتراث العربي بعيدا عن التعبد به أو الجمود عنده ، وطرح قضايا المستقبل علوما ونظريات ومخترعات في مستوى آفاقها العالمية ..؟!

إن هذه الخطوط الثلاثة تنطلق من أساس واحد هو العناية بـ " الإنسان " ؛ الإنسان العربي متضمنا بحضور واضح : المرأة العربية ، والطفل العربي.

وقال عبدالله في ختام محاضرته الطويلة التي استرسل فيها عن ذكرياته في الكويت وملامح وأعمدة الحركة الثقافية في التي عايشها على مدى 50 عاما مضت، قال: لا نريد في ختام هذا التعريف الموجز أن نخوض في تفاصيل أكثر ، ولم نتطرق – عن عمد – إلى مئات الملايين من الدنانير التي أُنفقت ولا تزال تنفق على هذه الأنشطة عن رضاء واقتناع يكشف عنه الحماسة للرسالة والحرص على استمرارها . إن الكويت – بين جميع الدول العربية ، وفي مركز الدائرة منها الدول الخليجية ، ليست الدولة الأكثر ثراءً ، ولكنها الأكثر إنفاقا على الثقافة ، ومع هذا فإن رسالتها الثقافية البعيدة عن الدعاية، البريئة من التمذهب ، الحريصة على سلامة الهوية العربية مع مخاطبة المستقبل والتبشير بالتقدم.. تظل الرسالة التي حققت الملاءمة ، والتوازن على مختلف الأصعدة ، من ثم حظيت بالثقة والامتنان على الرغم من كثرة التقلبات التي نعرفها،ونعايشها في عدد من أقطار الوطن العربي أمس واليوم .. ونسأل الله أن يلطف بأمتنا العربية في الغد.


 من جانبه اكد مدير مكتبة الكويت الوطنية د. حسين الانصاري على دور المكتبة الفعال في نشر الوعي الثقافي والتنويري داخل المجتمع الكويتي بكافه شرائحه، لافتا الى ان المكتبة لا يتوقف دورها على عرض الكتب فقط بل يمتد نشاطها ليشمل مختلف السبل الثقافيه والتوعويه المتطورة والحديثه، مشيرا الى ان تلك الفعاليات تساهم بقدر كبير في طرح نهج جديد من الافكار والسبل التي تساهم في اثراء الثقافه الكويتية والعربية وتساعد في نشرها بين الاجيال الجديد.

واضاف ان الخطة المقبلة والاتجاه القادم لتشجيع القراءة والاطلاع على تاريخ الكويت هو اعادة طباعة الكتب القديمة والنادرة والتي اخذت في الاندثار لافتا الى ان المكتبة ستكون من اشد المؤيدين والمشجعين لهذا النهج تعاونا مع الجهات الاخرى المعنية ناهيك عن الارشيف الاكتروني وما تقدمه من كشافات ومراجع نادرة يصعب الحصول عليها في غير المكتبة.

ومن جانبها قالت رئيس المجلس الاستشاري لمكتبة الكويت الوطنية د.كافيه رمضان إن المكتبة الوطنية طالما كانت ثمرة المنارة والثقافة التي اخذت تؤتي اكلها مجسدة ذلك في الندوات والمحاضرات المتنوعة التي تساهم في نشر تاريخ وثقافه الكويت للأجيال الجديدة من خلال استضافه الاساتذة والمتخصصين من داخل وخارج الكويت

واشارت الى اتفاق مع وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح لاعادة طباعة الكتب النادرة والقديمة باسلوب جديد ومتطور تجذب الشباب اليها وبأسعار رمزية، من أجل تششجعهم على اقتناءها  لنشر الوعي الثقافي والتنويري بين الاجيال الجديدة .

 

 

Happy Wheels