بيان المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بشأن وفاة الشيخ/ ناصر صباح الأحمد الصباح

21 ديسمبر, 2020
 

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). صدق الله العظيم.

ببالغ الحزن وعظيم الأسى، تلقى الوسط الثقافي الكويتي والعربي والعالمي نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ / ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح-يرحمه الله، تلك الشخصية الفريدة التي ستظل محفورة في وجدان الشعب الكويتي لكرم عطاءها و عظيم مواقفها ويقينها الوطني من أجل مصلحة الكويت دولة وشعباً. إن المشهد الثقافي العابر لحدود الشأن المحلي الكويتي قد خسر رجلاً مميزاً إستطاع عبر نظرة ثاقبة توظيف الثقافة والفن في مد جسور التلاقي بين الشعوب والمجتمعات في الشرق والغرب، وإرساء منصات حوار مختلفة وجديدة تسعى دائماً لترسيخ دعائم الوئام والسلام الاجتماعي في العالم.لقد كان للفقيد العزيز على قلوب أهل الكويتدوراً تنويرياً وحضارياً بارزاً من خلال الدور المؤسس لدار الاثار الإسلامية التي يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنونوالآداب، وضَمًت كنوز وجواهر (مجموعةالصباح الأثرية) التي أصبحت مع مرور الزمنسفيراً حضارياً لدولة الكويت اتجاه العالم ،وتوج ذلك بالعضوية الفخرية للفقيد الراحلفي مجلس إدارة متحف متروبولتيان الشهير في مدينة نيويورك. إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب يؤكد على الدور الرائد والكبير الذي استطاع فقيدنا الغالي وبمعاونة مخلصة من مقام حرمة الشيخة / حصة صباح السالم الصباح، في التعريف بجوانب الحضارة الإسلامية والمشرقية بأفقها الرحب لدى كُبريات عواصم عبر (مجموعة الصباح الاثرية)و من خلال دار الاثار الإسلامية، وساهمت تلك الجهود ك في تطوير نظرة المجتمعات الغربية والشرقية لتوق الشعب الكويتي في الانفتاح علىالجميع من خلال غريزته الفطرية في حب الفنون والثقافة والجمال بأسمى معانيها. لقد كان الشيخ /ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح – يرحمه الله- داعماً أساسياً وقوياً للمشهد الثقافي والمدني في دولة الكويت، فهو من الداعمين الرئيسيين لجائزة ملتقى القصة القصيرة التي ينافس فيها أدباء البلدان العربية، وهو الرئيس الفخري للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وله مساهمات واضحة في الارتقاء بالحركة التشكيلية الكويتية، كما كان له دور كبير في تأسيس الجمعية لحماية المال العام وهو رئيسها الفخري. وعلى صعيد التخطيط الاستراتيجي للدولة، فيعد الفقيد الراحل من بين رجالات الكويت المعدودين في مجال الاستشراف المستقبلي لبناء الدولة، فله الدور المشهود في مجال الاستشارات السياسية، ومتطلبات الإصلاح الاقتصادي ودعم أمن الأجيال القادمة، والدفع في تنويع مصادر الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد شبه الكلي على النفط، وكان من خلال مواقعة الوظيفية الرفيعة، حيث شغل منصب المستشار الخاص لولى العهد ورئيس مجلس الوزراء منذ العام 1999، وعقب تولى والده- أمير الانسانية الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، بتعينه وزيراً لشئون الديوان الأميري ، ثم صدور مرسوم بتعينه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، كان له الدور الواضح في بناء شراكات مع الدول المحيطة وجمهورية الصين الشعبية نتج عنها نضوج العديد من المشاريع الاستراتيجيةوعلى رأسها وأشهرها مشروع "طريق الحرير " وذلك من خلال تضمينها رؤية (كويت 2035) حيث أخذ على عاتقة تنفيذ تلك الرؤية وفق خطط مدروسة وقانون شامل لتكون بدايةتحول للاقتصاد والتنمية الشاملة للمجتمع الكويتي. في الختام لا يسعنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بإسمي وبإسم كافة القيادين والعاملين في الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلا أن نعزي أنفسنا، والشعب الكويتي الحر الأبي، وجموع المنتسبين للوسط الثقافي برحيل هذه الشخصية المميزة سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإن يجزيه الجزاء الأوفى على ما قدم من أعمال جليلة وتفان وإخلاص في أداء الواجب الوطني.

إنا لله وإنا إليه راجعون

الأمين العام: كامل سليمان العبدالحليل

Happy Wheels