ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي 16 قدمت فرقة برانكو كرزمانوفيتش الفلكلورية الصربية حفلا موسيقيا غنائيا راقصا قدمت من خلاله إستعراضات تراثية شعبية ، وذلك بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب م.علي اليوحة والسفير الصربي والأمين المساعد لقطاع الفنون والمسارح محمد العسعوسي وعدد من الديبلوماسيين ، وأقيم الحفل على مسرح متحف الكويت الوطني وسط حضور لافت للجالية الصربية .
قبيل بدء الحفل الذي قدمته الإعلامية سودابة علي قام الأمين المساعد لقطاع الفنون والمسارح محمد العسعوسي بتكريم فرقة برانكو كرزمانوفيتش وتسلمت درع التكريم ممثلة عن الفرقة.
رقصات فلكلورية من جنوب وشرق صربيا ومن جاموك قدمتها الفرقة صمم الرقصات فلاديمير تاناسييفيتش وسلافكو انتوفيتش ورادوبيكا كوزمانوفيتش وبرانكو ماركوفيتش علاوة على مزيج من الألحان الفلكلورية.
الفن لغة الشعوب ، لغة عالمية تتسلل إليك دون أن تشعر أو تتعمد ذلك ، والموسيقى والتعبير الحركي هما إيقاع ذلك الفن والتابلوه الذي يزين تلك اللغة ، وشيئان يصنعان مهدا للموسيقى ومستقرا لها ...الحب ...والحروب ، وكلما زاد الحب غلب على الموسيقى والأداء الراقص الشجن الحزن ، وكلما زادت الحروب والمحن إكتسبت الموسيقى جو السعادة والألق وكأن بالموسيقى والرقصات الشعبية تحاول الشعوب أن تقاوم المحن والصعوبات وتبث روحا وثابة تقفز فوق الدمار وتعطي نفسها دافعا يجعلها تتيقن أنه لها قلوبا ما زالت تنبض بحب الحياة.
ذلك أول ما تشعر به وأنت تستمع إلى الموسيقى الصربية ورقصات يوغوسلافيا السابقة التي تفتت تلاث قطع صربيا والجبل الأسود والبوسنة ، ولكن ظلت النكهة واحدة والمذاق ينضح بحلاوة لا تخطئها العين.
البهجة....تلك هي الكلمة الأكثر تعبيرا للشعور الذي ينتابك وأنت تسمع الموسيقى الصربية التي تتسلل إلى جميع حواسك فتملأك أملا وتفائلا ويقينا أن غدا أفضل وتلك هي طبيعة الموسيقى التي تخرج من أوطان طحنتها الحروب والخلافات عبر التاريخ.
ومن الصعب إذا كنت من المنقبين عن الرقصات الصربية أن تجد رقصة منفردة ، ذلك هو المحال بعينه فأهم ما يغلب على الرقصة الصربية بجميع أشكالها هي المجموعات أو على الأقل الثنائيات ، وكأنهم يتلمسون الونس ببعضهم البعض ، دبيب الأرجل على الأرض تدفع إلى إستلهام القوة والنشاط ، والأيادي والسواعد المتشابكة تخلق مزيجا من الألفة والحب والتجمع لمواجهة المحن.
التصفيق المتواصل من الحضور يدفعك إلى تأمل الرقصات أكثر لتستشف على الفور وللوهلة الأولى أن علاقة الرجل بالمرأة تتمثل في كل حركة أو تلويح باليد خلال الرقصات .
نرى رقصة في غاية الرقة لثلاثة فتيات يجلسن في الحديقة يأتي أحد الشباب يطلب ودهن عبر مزماره الذي يعزف به فتعرضن عنه فيتوارى مبتعدا ، في حين يتقدم ثلاثة شبان يقمن بمداعبة الفتيات وإستعراض إمكانياتهم الجسدية عبر رقصات حيوية فتعجبن الفتيات ويبتسمن لهم...الموسيقى والإستعراض جناحي التعبير عن الحب عبر كل العصور.
أكورديون وكمان وتشيلو وجيتار أسباني هما كل أدوات فرقة برانكو كرزمانوفيتش وكلها آلات تحمل طابع الرومانسية والحب ، والأزياء المزركشة الملونة للفتيات وأزياء الرجال التي تنوعت بين زي القرصان والزي المشابه لملابس الأسبان وبلاد اليونان وقبرص كلها أدوات تبعث في نفسك الإنشراح فلا تملك إلا أن تصفق وتطرب وتبذل جهدا كبيرا كي لا تقفز راقصا وسط الفرقة.
خلاصة القول والذي لابد أن يقال أن فرقة برانكو كرز مانوفيتش الفلكلورية الصربية قدمت لنا حفلا أخذنا من هموما واقعنا اليومي وحلق بنا في عبق ساحر من الألحان العذبة والرقصات التي تنبض بالأمل والنشاط والحب والبهجة لتكون ليلة موسيقية إستعراضية ناجحة لهم بكل المقاييس ومكسبا لنا دون شك.
عن الفرقة
يذكر أن فرقة برانكو كرزمانوفيتس الفولكورية تأسست في العام 1945 كأحد أجنحة الإتحاد الفني لجامعة بلغراد ، وفي العام 1945 وبقدوم برانكو ماركوفيتش وهو مؤدي الرقص الأساسي ومصمم الرقصات في دار أوبرا بلغراد ، بدأت الفرقة في العمل على بلورة التراث الفولكلوري والفني والوطني.
ومنذ ذلك الحين قدمت الفرقة العديد من العروض في عدة مهرجانات وحصدت العديد من الميداليات الذهبية كما في مهرجان موسكو العالمي ومهرجان فيينا العالمي ، كما حصلت الفرقة على الميدالية الذهبية للفنون في دمشق .
هذه النجاحات المهمة للفرقة أكسبتها لقب "سفيرة الثقافة والنوايا الحسنة" كما أنها قامت بخمس جولات في أمريكا اللاتينية وأربع في الولايات المتحدة واستمرت في جولة من ثمانية أشهر حول العالم ، ويعود الفضل في النجاحات التي حققتها الفرقة إلى المدير الفني للفرقة سلافكو انتوفيتش .
وتقدم الفرقة عروضا فنية ورقصات مستلهمة عرقيا والحانا فولكلورية تعكس الأزياء الملونة والألحان المتداخلة بشكل واضح خصوبة الفن الفولكلوري الصربي في مختلف الأقاليم.
وقامت الفرقة أخيرا بعدد من الجولات في كل من سلوفانيا وتركيا ومصر والصين ومقدونيا واليونان كما شاركت في مهرجان "مونديال ديك ولتشور" في كندا ، مهرجان البحر المتوسط في إسبانيا وعدد من المهرجانات في فرنسا وكرواتيا التي عززت من مكانة الفرقة.
الموسيقى في صربيا
الموسيقى في صربيا هي مثل أي موسيقى أخرى في تلك البقعة من العالم تأثرت بشدة بالموسيقى العثمانية إلى جانب التقاليد السلافية، والغجرية، والألبانية، والنمساوية الهنغارية، وكان آخرها، الغرب ومن أساطير الموسيقى الشعبية الصربية لوما زدرامفكوتيتش وميروسلاف إيليتش.
وتتحد ثقافة دولة الجبل الاسود مع صربيا وكلتاهما ثقافتان تصبان في الجمهورية اليوغسلافيا حيث كانت دولة الجبل الاسود و دولة صربيا دولة واحدة حتى ان جرى استفتاء بين سكان الجبل الاسود ادى الى انفصال الدولتين عن بعضهمها لكن مازلت ثقافتهم واحدة و متلاحمة معا ولدى ثقافة صربيا تاريخ و عراقة وتقدم فى جميع المجالات فلديها ثقافتها الخاصة فى المطبخ و الطعام و الفن و الموسيقى و الادب و الشعر و فى الرياضة ايضا ولديها فريق كرة قدم ينافس فرق كبرى فى نفس القارة .