اليوم السابع
رواية
العدد: 413
ترجمة:
د. عبدالعزيز حمدي عبدالعزيز
مراجعة:
لي جيه
رواية «اليوم السابع» هي حلقة متصلة من حلقات وصف عذابات الإنسان في هذا العصر، كتبها الأديب الصيني يوهوا خلال رحلته التعيسة في مسار جحيم الدنيا وجحيم الآخرة، إنها رواية «الآلام والأوجاع» التي تئن من وطأتها كافة النماذج البشرية في المجتمع الصيني المعاصر بأسره.
الرواية تسرد قصة بطلها ويدعى «يانغ فيي»، يحكي كل ما رآه وسمعه في سبعة أيام بعد وفاته، ويفشي كل مكنونات صدره وعذابه وشقائه في حياته. ففي اليوم الأول من مماته، يتوجه إلى «مؤسسة الخدمات الجنائزية»، ولا يستطيع أن يحرق جسده، لأنه يفتقر إلى قبر يواري جثته، ويمشي الهويني في «أرض الأموات الذين لم يدفنوا»، وهناك يقابل بشراً من كافة الأصناف والأطياف يرزحون تحت وطأة المشاعر الكئيبة والأحاسيس الحزينة مثل: الفتاة (شوميي) التي تنتحر بعد أن خدعها صديقها واشترى لها هاتفا خلويا مغشوشا، ويبيع صديقها (وو تشاو) كليته من أجل أن يشتري لها قبرا، ثم تعاجله المنية بعد أن أصابه التلوث من جراء استئصال الكلية.
عندما نطالع صفحات الرواية ونلتقي بالأموات الذين لم يدفنوا في العالم الآخر، سنحظى بسويعات تسمو فيها نفوسنا، ويصقل وجداننا، وقد يطوف طائف من الحزن، وتظفر الدموع من عيوننا، ولكننا مع ذلك نشعر بتسامي عواطفنا، وتحليق عقولنا، وصفاء خواطرنا، وكأننا قد نقلنا إلى عالم آخر أكثر عدالة، وأكثر طهارة، وأكثر إثارة للشجون والاهتمامات من عالمنا الرتيب المملول.
على هذا النحو، نشعر بالعطف نحو كاتبنا ونحنو عليه لأنه يفتح لنا مغاليق قلبه، ويفضي إلينا بدخائل نفسه، فقد أكمل الدائرة بين الموت والحياة، وحقق أقصى ما يصبو إليه من تقدير الحقائق، وتحري الوقائع، ودراسة المشكلات الاجتماعية التي تتحدى المجتمع المعاصر في الصين، وتوهج قلمه في سناه الباهر في سعيه نحو الكمال الإنسان.