منحوتات سامي محمد واعمال تصوير لطارق الغصين
تشارك دولة الكويت في بينالي البندقية الــ 55 بمعرض يحمل عنوان «أعمال وطنية» برعاية وتنظيم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بوفد يترأسه الأمين العام المساعد للفنون والمسارح محمد العسعوسي،، ويضم جناح الكويت تمثالين للنحات سامي محمد، وعددا من الصور الفوتوغرافية للفنان طارق الغصين و يفتتح المعرض الخميس المقبل، وهذه هي المشاركة الأولى لدولة الكويت في معرض الفن العالمي الذي اختارت إدارة البينالي لدورته الحالية عنوان «قصور موسوعية». يشارك في البينالي أكثر من 86 دولة
يقدم جناح الكويت بانوراما شاملة منذ الاستقلال، والذي ربطت فيه مشاريع ازدهارها الجديدة باستثمارات دعم وشراكة مع الدول العربية وكذلك بإطلاق بناء مؤسساتي لتصبح فيه حاضرة الكويت مسرحا مفتوحا لعروض من البناء والإبداع والسياسة، ثم انخرط فنانو الكويت في تطوير مؤسسات الدولة الثقافية، بينما وفرت لهم الدولة المنح التعليمية، ومن بين الفنون التي اشتهرت بالكويت، وتأثرت بها المنطقة
و فن النحت الذي يعد سامي محمد أبرز مبدعيه عندما كُلّف بإنتاج تمثال للشيخ عبدالله السالم الصباح أمير البلاد الأسبق من قبل صحيفة الرأي العام الكويتية في العام 1971 بمناسبة ذكرى العيد الوطني للكويت وكذلك لمرور ست سنوات على رحيل الأمير، وقضى سامي محمد عاما كاملا من العمل المتواصل وعاما آخر في سكب العمل من مادة البرونز، قبل أن يتمكن من إزاحة الستار عن تمثال ضخم للأمير الراحل في احتفال مهيب نظمته الصحيفة في 25 فبراير العام 1974. وكُلّف سامي محمد من قبل الصحيفة ذاتها في العام 1988 بنحت تمثال ضخم آخر، للأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، وتمكن سامي محمد من تنفيذ الجزء الخاص بالرأس في الكويت قبل أن ينتقل به إلى مسبك في لندن ليكمل بناء التمثال من البرونز، ثم يعود به إلى الكويت ليثبت إلى جانب التمثال السابق. استُلهمت فكرة المعرض من صور الفنان وهو يعمل على تنفيذ المنحوتات.
المعرض يتناول التشابه بين قصة هذين التمثالين وقصة حداثة الكويت بما تحمل من تحديات وطموحات ومشاريع وضعت الأفراد في مهام وطنية، سواء أكانت مشاريع فنية أم سياسية أم معمارية أم غيرها.
وخلال الغزو الغاشم تُركت آثار رصاص الجنود العراقيين على التمثالين، بينما اضطر الفنان إلى التخفي هربا من ملاحقة الجنود الذين أرادوا تكليفه بصنع تمثال لصدام حسين.
وللفنان سامي محمد مكانة خاصة في تاريخ الكويت الفني والإنساني وله تأثيره على أجيال من الفنانين الخليجيين.
يعرض في الجناح أيضا الفصل الأول من مشروع مستمر للفنان طارق الغصين يؤرشف فيه للكويت، حيث يجمع الفنان مواده فيه من صور عائلية ومحال أثرية وكذلك من الإنترنت. وأنتج مجموعة صور فوتوغرافية تسجل تفاعلات مع مواقع ذات أهمية في تاريخ تطور الكويت، يصور الغصين نفسه فردا في قصر السلام ومجلس الأمة وسوق الكويت للأوراق المالية ومدرسة عبدالله السالم واستاد جابر الأحمد الدولي وغيرها، محاولا أن يستوعب موقع الفرد في جسد الأمة.
وقد أشرفت على تنسيق فكرة وأعمال المعرض القيمة آلاء يونس، وهي منسقة مستقلة، بتكليف من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
تُفتح أجنحة ومعارض البينالي للجمهور يوم 1 يونيو، وتستمر حتى 24 نوفمبر 2013 في مبنى وحدائق البينالي بينما تتوزع الأجنحة الوطنية في أرجاء المدينة العائمة ومنها جناح الكويت في بالازو ميكيل .