الكويت تفتتح عروض المهرجان السينمائي الخليجي الثاني

07 مايو, 2013

"محطات موسيقية" و"أسياد الأفق" وتورا بورا" و"أليس" عروض اليوم الأول

 

إستهل مهرجان الخليج السينمائي الثاني فعالياته بعرض أربعة أفلام في اليوم الذي تلى حفل الإفتتاح ، فيلمان منهما وثائقيان وهما الكويتي "محطات موسيقية " و الإماراتي "أسياد الأفق"والفيلمين الأخرين روائيان من الكويت وهما  "أليس في بلاد العجائب " و "تورا بورا" وذلك في سينما ليلى جاليري في السالمية ، وحضر العرض الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب وضيوف المهرجان من مختلف الدول العربية المشاركة وجانب من الجمهور المهتم بالشأن السينمائي.

 

عقب عرض الأفلام الأربعة أقيمت جلسة نقاشية للوقوف على أهم الأشياء الإيجابية والسلبية لتلك التجارب السينمائية ، وقدم الندوة مدير نادي السينما الكويتية عماد النويري في حين أدارها أستاذ مادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وأمين سر نادي السينما مبارك المزعل وشارك في الندوة المخرج وليد العوضي والناقد المغربي مصطفى المسناوي.

في البداية قدم مبارك المزعل نبذة عن السيرة الذاتية للناقد مصطفى المسناوي ، تاركا للناقد عقب ذلك المجال لتفنيد التجارب الأربعة التي عرضت.

وقال المسناوي أنه سعيد بحضوره هذا اللقاء الثقافي ومشاهدته تلك الوجبة الفنية الدسمة التي عرضت اليوم موضحا أنه من الصعب عليه أن يتحدث عن الأفلام الأربعة لأن كل تجربة منهم يجب أن توضع في سجل خاص لأنهم ليس بينهم شبه والإختلاف هو الشيء الوحيد المشترك فيما بينهم.

وأضاف المسناوي أن الفيلم الروائي القصير "أليس في بلاد العجائب"يأخذنا إلى عالم الفانتازيا في حين أن "تورا بورا" واقعي وهو إختلاف إيجابي يدل على أن التجربة الكويتية الجديدة تجربة متنوعة.

عن الفيلمان الوثائقيان أردف المسناوي :" الفيلمان مهمان لكنهما ينتميان إلى مجال التلفزيون أكثر من السينما لأن هناك حالة من عدم الرؤية فيما يتعلق بالفيلم الوثائقي لأن المخرج لديه محطتان بصدد التعامل معهما وهما "ويقصد فيلم "محطات موسيقية"...ما المقصود ببعض التجارب ببلدان ودول التعاون الخليجي؟ فهناك شذرات عن الموسيقى غير واضحة!!.

ويكمل المسناوي :" هناك نوع من الإرتباك في المعادل البصري فكانت هناك موسيقى تراثية في حين المنظر أمامنا عبارة عن عمارة شاهقة.

أم فيلم "أسياد الأفق" فهو يطرح سؤالا عريضا محاولا إجتذاب التاريخ عن طريق الجوارح وربما كان من الأفضل أن يتم ذلك عبر سلسلة من الأفلام تعطينا فكرة أفضل عن الموضوع ، فالأفلام الوثائقية تنجز بشكل مختلف وبإيقاع أكثر بطئا وترك مجال أكبر للمشاهد كي يفهم بطريقة مختلفة .

وارتد المسناوي مرة اخرى إلى فيلم "أليس في بلاد العجائب قائلا:" هناك تجربة هامة جدا وهي المعادل الموضوعي لنص أقرب ما يكون إلى المسرح برمزيته وبعده الفانتازي وهناك سعي جريء لنقله إلى مجال الصورة بتوفيق جيد من المخرجة ، ولكن الخطوط فيه متعددة والمشاهد يصعب عليه التوصل للمعنى ويتوه وسط تلك الخطوط والوضوح مغيب والسؤال هو هل هذا الغموض يحقق المطلوب سينمائيا أم لا؟.

وأبدى المسناوي ملاحظة أن كل الطاقم التقني في الأعمال الأربعة هم أجانب وهي مشكلة تعاني منها السينما العربية وعلق بقوله " حتى نحن في المغرب نعتمد على أطقم تقنية أسبانية أو فرنسية ضاربا المثل بالمخرج المغربي الكبير نبيل عيوش الذي أخرج 5 أفلام كل منهما مختلف عن الأخر والسبب أنه كان خاضعا للطاقم الفني الأجنبي.

وحول فيلم "تورا بورا" قال المسناوي أن التجربة ثرية والكويت تملك تاريخ سينمائي كتجربة خالد الصديق "بس يا بحر" و"العاصمة" لحمد السنعوسي وعندما تنطلق السينما وورائها تاريخ يختلف الأمر لأن المشاهد يفرض عليك العودة دائما لهذا الماضي والمقارنة هي سلطة البداية كما يسميها البعض.

وألمح المسناوي إلى أنه كمغربي يعرف أن الفيلم تم تصويره في المغرب وهذا كسر لديه القناعة أن الفيلم يتحدث عن أفغانستان خاصة وأن أغلب طاقم العمل مغربي ، والقصة ليست كويتية الطابع بل تجاوزتها إلى كثير من البلدان فالمأساة كبيرة.

ويستطرد المسناوي :" البناء الدرامي بسيط خالي من التعقيد الذي كنت أنتظره لأن هناك حدة في طرح الأمور فالأشرار نجدهم أشرارا بدون مبرر والمسألة في أفغانستان أعقد بكثير مما شاهدناه ، والمتعة الإقناع ضرورتان في الحالة الدرامية والسؤال هنا لمن أتوجه؟ هل لجمهوري المحلي أم لجمهور عريض خارج حدود العالم العربي؟ ، فتتر الفيلم باللإنجليزية وهذه ملاحظة تقودنا أن هناك تصور أن الفيلم متوجه للجمهور الأجنبي فهل سيقتنع الغرب بما قدمناه من قصص بسيطة غير مقنعة أو مبررة؟.

العوضي مفندا

من جهته رد المخرج وليد العوضي على تساؤلات المسناوي بقوله :" أنا صانع أفلام ولست ساردا تاريخيا فأنا رجل أحمل فكرا وأجعل الجمهور يشاهد وله الحرية أن يتجول معي في هذه الفكرة أو لا ، وصانع الأفلام هو شخص أخذ على عاتقه أن يتجول بالجمهور وأنا أصنع أفلاما والتمازج بيني وبين الناقد شيء مفيد وسعدت جدا أنني صورت الفيلم في المغرب مع ممثلين مغاربة.

وأضاف العوضي :" الفيلم عرض في كان ومهرجان دببي ومهرجان القاهرة السينمائي واعتقد كل من شاهده  أن التصوير تم في أفغانستان وتسائلوا عن مدى المخاطرة في تصوير فيلم وسط أهوال تورا بورا وإن كنت أتفق مع الناقد في صعوبة إقناعه بالفكرة كونه مغربيا والقصة كويتية خالصة وبساطة القصة هي مصدر قوتها وهذا ما تعلمته من المدرسة الأمريكية بحكم دراستي ومعيشتي".

وأكد العوضي على أن الأطروحات التي قدمها الناقد حول الأفلام هي دليل على أنها تحمل أشياء مميزة  ونحن في الكويت نفخر إذا ما ظهر عندنا فيلما روائيا طويلا عقب رائعة كل من الصديق والسنعوسي والمحيلان وهذا التاريخ أراه يعود مع جيل سينمائي قادم.

وحول أن الفيلم به طاقما أجنبيا تساءل العوضي :" عندكم في شمال أفريقيا أفلاما كاملة بالفرنسية وهم لديهم الصناعة ولم يوجهوها للعرب فأنا عندما أروي معاناتي يعتب علي؟ .

ووجه العوضي الشكر لكل من شاركه هذا الفيلم وخص بالذكر الفنان سعد الفرج كونه الأب الروحي للعمل متمنيا لو كان المخرج تحدث عن مكونات الفيلم كموسيقى وأداء تمثيلي ، ووجه التحية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب وم.علي اليوحة لأنه أنتشل السينما من الركود.

رد المسناوي

رد الناقد مصطفى المسناوي على المخرج أحمد العوضي بالقول :" قلت أنه ما دامت التترات بلغة أجنبية فإنك تتوجه للمشاهد الأجنبي وهو متعود على مشاهدة أفلام مركبة ، وأنا لا أصنع أفلاما لكنني أشاهد أفلاما من 40 سنة وأتعلم الحياة من خلال السينما وانا كمشاهد أيا كانت جنسيتي حين أشاهد "تورا بورا" هل سأقتنع؟.

بدوره رد العوضي بالقول :" لم أطرح فيلما وثائقيا وأنا ضد التطرف الديني أما الثقافات الأخرى كيف تتقبلها فهو أمر مطروح لهم ، والرواية تحتمل التخمين والخيال وهذا ليس فيلما وثائقيا بل عملا روائيا وأنا طرحت فيلم كما رأيته في خيالي.

وتساءل مدير الجلسة مبارك المزعل : هل فعلا يخضع المخرج للطاقم الفني الأجنبي؟ وكان رد العوضي " ليس في حالتي أنا".

مداخلات

المدخلة الأولي كانت للفنان التشكيلي عدنان الصالح والذي أبدى إعجابه بالفيلم في حين علق على مشهد إقتحام قبائل البشتون للحصن بأنها غير مقنعة.

إستهلت الناقدة المصرية أمل الجمل مداخلتها بممازحة المخرج وليد العوضي بقولها أنه شعرت بالإرهاب من طريقة رده على الناقد ، ثم علقت على الفيلم بأن التذوق الفني يختلف في الشرق عن الغرب في ، وأن العمل الفني طالما خرج للنور فقد أصبح ملكا للجمهور ، في حين وجهت الشكر للمخرج على حسن إختيار الموضوع وإن أبدت ملاحظتها على بعض المشاهد التي إرتأت أنها تفتقر إلى الإقناع والخيال.

وجاءت مداخلة الفنانة يسرية المغربي إيجابية أثنت فيها على الفيلم وعلى المخرج قائلة أن الفيلم مليء بالنقاط المضيئة وتساءلت ...هل من المعقول أن يصحب الزوج الكويتي زوجته في رحلة شديدة الخطورة كهذه؟.

المخرج خالد الزدجالي مازح المخرج العوضي أن تخوف من هيمنة المخرج و رده القاسي على الناقد.

الزميل مفرح الشمري أيد وجهة نظر المخرج ودافع عن الفيلم في حين تساءل عن كيف لناقد واحد أن يعقب على أربعة أفلام دفعة واحدة وأشار إلى أن تجربة المخرجة دانة المعجل هو مشروع تخرج وتجربة واعدة.

مدير نادي السينما عماد النويري أبدى تحفظه على أن يعترض المخرج على طبيعة الناقد أو العكس قائلا " موجات البث عندما تختلف تصبح أكثر وهجا والناقد طبيب يشخص المرض".

وقال النويري أنه شاهد "تورا بورا" 3 مرات لكنه لم يتحدث من قبل عنه حتى تتخمر المشاهدة بداخله ويرى أن الفيلم يحمل نقاطا مضيئة كالأداء التمثيلي والإضاءة وحركة الكاميرا موضحا أنه لم يتقبل أن تكون النهاية إنقاذ العائلة بطائرة أمريكية لقناعته أن أمريكا هي صانعة الإرهاب في العالم.

و رد العوضي على المداخلات بشكر الناقد عماد النويري ومازح المخرج خالد الزدجالي بقوله :" المخرج الذي لا يدافع عن عمله دفاعا مستميتا فهو موضع شك وانا يطلقون علي لقب "المقاتل".

وقال العوضي أن ذهاب الرجل بصحبة زوجته إلى أفغانستان هي من وحي خياله في حين رفض فكرة أن الفيلم ملك الجمهور مؤكدا أن الفيلم ملكية فكرية للمخرج فقط.

Happy Wheels