الفينيقيون اختراع أمة
العدد: 508
ترجمة:
مصطفى قاسم
هذا الكتاب:
قبل وقت طويل من اليونانيين والرومان، أبحر الفينيقيون عبر البحر الأبيض المتوسط طولا وعرضا، للتجارة وتأسيس المستوطنات، وأدخلوا تحسينات على فن الملاحة، وارتبطت بهم مشغولات ثقافية قيمة. لكن لا تزال هوية هؤلاء البحارة الأسطوريين لغزا. يغوص الكتاب الحالي في الأدب القديم والنقوش والعملات والأدلة الفنية القديمة بحثا عن الهويات التي تبناها الفينيقيون، من المشرق إلى الأطلسي، ومن العصر البرونزي إلى العصر القديم المتأخر وما بعده، ليخلص إلى أن الفينيقيين لا وجود لهم كأمة أو جماعة إثنية، وأن تصويرهم كشعب متماسك له هوية وتاريخ وثقافة مشتركة حدث في سياق الإيديولوجيات القومية الحديثة، ويتعارض مع المصادر القديمة. ويزيد الكتاب على ذلك أن الاعتقاد في هذا السراب التاريخي أعمانا عن جماعات وهويات واضحة بناها الفينيقيون في البحر الأبيض المتوسط القديم، ليس على الإثنية أو الأمة، بل على المدينة والعائلة والممارسات الدينية والروابط الاستعمارية. ويتعقب الكتاب - عبر نحو ألفي عام - فكرة "الانتساب الفينيقي" التي ظهرا أول مرة لدعم الطموحات الإمبراطورية لقرطاجة ثم روما، ثم لترسيخ فكرة الأمة في إنجلترا وأيرلندا، وأخيرا لبناء الدولة في لبنان.