البنيوية وما بعدها
من ليفي شتراوس إلى دريدا
العدد: 206
ترجمة:
محمد عصفور
هذا الكتاب:
يتناول هذا الكتاب أعمال خمسة من كبار المفكرين الفرنسيين الذين ظهروا في النصف الثاني من القرن العشرين هم كلود ليفي شتراوس ورولان بارت وميشيل فوكو وجاك لاكان وجاك دريدا. وقد ارتبطت أسماء هؤلاء المفكرين بمدرسة بلغت ذروة تأثيرها في الستينيات هي المدرسة البنيوية، وذلك على الرغم من أن هذا الارتباط لم يرق لأغلبهم لأنهم -باستثناء ليفي شتراوس- لم يريدوا أن يحسبوا على منهج في الدراسة شعروا بأنه يحد من حريتهم الفكرية.
وما يحاول هذا الكتاب تبيانه هو أن هؤلاء الكتاب يعودون -رغم اختلاف الحقول التي يعملون بها- إلى أصول مشتركة تنبع جميعها من اللغويات البنيوية التي وضع أسسها عالم اللغويات السويسري دي سوسير الذي درس اللغة باعتبارها نظاما كاملا من الرموز في أي لحظة من لحظات وجوده، وأن هذه الرموز هي رموز اعتباطية تقوم على مبدأ الاختلاف بين أي منها وأي رمز أخر. والرمز عند سوسير يتشكل من دال ومدلول، من سلسلة صوتية (في اللغة المحكية) وما تدل عليه من أفكار. وقد أخذ المفكرون الذين يتناولهم هذا الكتاب فكرة اللغة المكتملة في أي لحظة من لحظاتها وطبقوها على ظواهر ثقافية أخرى اعتبروها بمنزلة اللغات المشكلة من نظم رمزية codes قابلة للتحليل والفهم على شاكلة اللغة البشرية التي تنقسم أيضا إلى نظام نظري يخنزنة كل مستخدمي اللغة في أذهانهم، وإلى ممارسة فعلية لا يمكن فهمها والتفاهم بها من دون ذلك النظام. وقد أمكن تتبع ما يمكن وصفه بالمنهج المشترك في أعمالهم التي تتناول أمورا يبلغ اختلافها اختلاف علوم الأنثروبولوجيا وعلم النفس والاجتماع والأدب بعضها عن بعض.