افتتاح ورشة مسرح العرائس للكبار

27 يونيو, 2013
اجتمع المهتمون ومحبو مسرح الدمى تحت سقف مسرح التحرير بكيفان بليلة مميزة ضمت اثنين من المدربين البريطانيين المتخصصين بفن صناعة الدمى للكبار وهما «سين غاريت» و«توم اسبينر»، و ذلك ضمن أنشطة مهرجان صيفي ثقافي في دورته الثامنة، بحضور الوكيل المساعد لقطاع المسارح و الفنون محمد العسعوسي و مديرة إدارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد، إضافة الى عدد من المهتمين بالثقافة والفنون بالمجلس الوطني.
و قد عرف المدربان المشاركين بالدورة على فن صناعة الدمى المعروف باسم «فن البونراكو «الياباني التقليدي الذي يعتمد على تحريك الدمية من خلال ثلاثة فنانين، وقدما نبذة عن المواد التي تتكون منها الدمى، وكيفية تركيبها والتحكم بها، وإمكانية صنع دمى من مواد لا يمكن تخيلها، وقدما دليلا على ذلك من خلال صنع دمية مبسطة من جريدة، و قاما بتحريكها أمام المشاهدين و التحدث بلسانها.
من جانبه اكد الأمين العام المساعد لقطاع المسارح و الفنون محمد العسعوسي، ان هذه الدورة تعد محطة مهمة ضمن أنشطة مهرجان صيفي ثقافي المتنوع الذي يغطي اغلب أنواع الثقافات و الفنون، و هو يعد أسلوبا جديدا في صناعه الدمى، الذي يحتل مكانة مميزة على مستوى العمل المسرحي، و أضاف ان الدورة تقام بالاشتراك مع المجلس الثقافي البريطاني، من خلال فريق من المتخصصين في فن صناعة الدمى المستوحى من تجربة فنية يابانية معروفة عالميا، و هو ما يشكل اضافة نوعية لأنشطة المهرجان و فرصة لاستقطاب مجموعة من الكفاءات التي قد تتصدى لاحقا لإقامة مسرح محترف في مجال مسرح العرائس، و تمنى ان ينعكس اثر هذه الدورة في الحركة المسرحية في الكويت خاصة و ان التجارب السابقة قليلة، و هو فن محبب خاصة للطفل، و ختم بالتأكيد على الحاجة إلى كفاءات للاستزادة و تأهيل كوكبة من القادرين على التصدي لمثل هذا النوع من الفنون.
و من جهتها قالت مديرة إدارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد: اننا نطلع دائما الى إقامة عدد من الورش المختلفة لتثقيف الشباب، و هذه الدورة تهدف الى جعل الشباب يتقنون فن تحريك الدمى و صناعتها، خاصة ان المدربين يستخدمون تقنية مأخوذة عن الفن الياباني التقليدي المميز تمكن من استخدام ابسط الأدوات الممكنة لصناعة اجمل و ابهى الدمى، و هذا فن راق و يعتمد على صياغة قصص هادفة و رائعة للكبار و الصغار، و أضافت ان فن صناعة الدمى لم ينتشر في الكويت، و ان التجارب السابقة قليلة ابرزها تجربة المرحوم عبد الأمين عبد الرضا و محمد عبد الحداد، و كانت أروع تجربة قام بها المجلس الوطني هي استضافة «الليلة الكبيرة “التي جمعت العرائس مع الاشخاص و كانت تجربة رائعة. .
من جانبهما أكد المدربان البريطانيان «سين غاريت» و«توم اسبينر»، ان الدمية تختلف عن اللعبة، فالدمى قابلة للتحريك أما اللعبة فجامدة لا يمكن التحكم بها، و كلتاهما لا حياة بهما، ولكن الدمى يمكن منحها الحياة من خلال تحريكها. .
و تابعا ان فن «بونراكو» هو نوع من المسرح الياباني التقليدي، حيث يقوم شخص واحد بقراءة كل نصوص العرض، و يتم خلاله تحريك الدمى التي قد يصل طولها الى المتر بمساعدة ثلاثة فنانين، الفنان الرئيسي يهتم بتحريك الرأس واليد اليمنى للدمية، بينما يتولى الثاني تحريك اليد اليسرى، والثالث يقوم بتحريك قدمي الدمية، والفنان الرئيسي هو الذي يقرر حركات الدمية خلال العرض وعلى الآخرين متابعته في الحركة، بحيث تبدو الحركة الثلاثية منسجمة، و تشبه حركة الإنسان الى حد كبير، ويقوم الفنانون الثلاثة ببعض الإيماءات حسبما تمليه عليهم متطلبات المشهد، و ذكرا ان منظمة اليونيسكو قد صنفت هذا الفن ضمن التراث الثقافي العالمي.
كما أبديا سعادتهما و تقديرهما للمجلس الوطني للثقافة و الفنون الآداب على استضافتهما لتقديم هذا النوع من الفن، وتمنيا تكرار مثل هذه الورش حتى يمكن نقل فن «بونراكو» الى دولة الكويت والعمل على إتقانه.  وختما بالتطرق إلى المواد التي يتم من خلالها صنع الدمى، و اكدا ان كل ما هو متوافّر يمكن من خلاله صناعة الدمى، على عكس ما كان في الماضي، لكن بمجمل الأحوال تبقى هناك أساسيات لصنع الدمى منها الخيطان، الخشب، البلاستيك، وغيرها الكثير.

Happy Wheels