افتتاح دورة "إعداد وكتابة النص التليفزيوني" ضمن أنشطة "صيفيس ثقافي8"

24 يونيو, 2013

القحص: ندرّب المنتسبين على كيفية صياغة الفكرة وتجهيزها للعرض على التليفزيون

الدروات التدربيبة والورش التطبيقية مهمة لثقل مواهب الشباب المبدع

المجلس الوطني يقوم بدور مهم في تثقيف المجتمع والاهتمام بالشباب المبدع في شتى فروع الثقافة

 

كتب: عادل بدوي

أكد أستاذ الاعلام بجامعة الكويت الدكتور خالد القحص أن فكرة إقامة مهرجان ثقافي خلال موسم الصيف فكرة ممتازة وتحمد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لاسيما وأن إدارة مهرجان "صيفي ثقافي8" حرصت على تنوع الأنشطة والفعاليات التي يتضمنها المهرجان هذا العام، وخصوصاً الدورات التدريبية والورش التطبيقية التي تعمل على تثقيف الجمهور وتنمية المواهب المتميزة في مختلف فروع الثقافة والاعلام والمعرفة.

وقال القحص خلال افتتاح دورة "إعداد وكتابة النص التليفزيوني" التي يقدمها لمدة خمسة أيام في مكتبة الكويت الوطنية، إن إهتمام المجلس الوطني بتقديم مثل هذه الدورات مجاناً يشجع الجمهور على الانتساب لهذه الدورات من أجل تنمية المواهب والتدريب العملي على تنمية المهرات الشخصية من التعرف على الذات وكتابة القصة والرواية والمقال الصحفي، مشيرا إلى حجم الاقبال الكبير على الاشتراك في دورة "إعداد وكتابة النص التليفزيوني" التي يقدمها، حيث زاد عدد المنتسبين لهذه الدورة أكثر من 40 شخص من مختلف الأعمار.

وحول ضرورة أن يكون المنتسبين في هذه الدورة من الكتاب أو المثقفين، قال القحص إن هذه الدورة متخصصة وسبق وقدمها للعاملين في الاعلام، وللمرة الأولى تقدم للجمهور العادي، مؤكدا على أهمية أن يكون لدى المنتسبين ملكة وهواية الكتابة، والاشتراك في هذه الدورة سيثقل موهبتهم ويدربهم على كتابة النص التليفزيوي بشكل علمي وأكاديمي مدروس.

بدأ د.القحص المحاضرة الأولى في دورة "إعداد وكتابة النص التليفزيوني" بأسلوب تفاعلي شيق، حيث قام بتوزيع إحدى الصحف اليومية على جميع المنتسبين وطلب منهم اقتراح أفكار لبرنامج تليفوني، من خلال الأخبار والمقالات والتحقيقات في الصحيفة، ومن خلال البطاقات التي تم توزيع على المنتسبين يتم تقييم الأفكار المطرحة للخروج بأفكار غير تقليدية تصلح للعرض على شاشة التليفزيون، ومن باب تشجيع المتدربين قال القحض أن الأفكار المميزة سوف يدعمها ويرشحها لأن تقدم على تليفزيون الكويت.

قام المنتسبون بطرح أفكار كثيرة ومتنوعة قام خلالها المحاضر الدكتور القحض بتوجيههم إلى الأطر العامة لكتابة النص التليفزيوني، والتفريق بين مضمون الفكرة والإطار الذي ستقدم فيه، ثم استعرض القحص بعض المفاهيم العامة كتمهيد للمحاضرة التالية والتي سيبدأ فيها مع المنتسبين كيفية كتابة النص وتجهيزه للعرض على التليفزيون.

وأوضح القحص أهمية هذه الدورة مشيرا إلى أهمية الإعلام في حياتنا، وأهمية التلفزيون كوسيلة جماهيرية، ومؤكدا على أن الإعداد عنصر أساسي في التلفزيون، مع ازدياد الحاجة لمعدي البرامج التلفزيونية.

وعدد القحص خصائص الاتصالية للتلفزيون كالتالي:

1     يعتمد على الصورة والصوت.

2     تحويل العالم إلى قرية عالمية.

3     يستفيد من الفنون الاتصالية الأخرى.

4     عدم تشغيل خيال المشاهد وتفكيره.

5     الصورة هي الأصل, والصوت ثانياً.

6     الاعتماد على الحديث, وليس النص المكتوب.

7     يتسم بالحياد بالنسبة للشخص الذي يظهر على الشاشة.

8     المشاهد لا يحس بالوقت.

9     تكلفة الإرسال والإنتاج التلفزيونى عالية.

10    خصائص وتأثيرات نفسية وفسيولوجية مما يخلق تأثيرات سلبية.

إدارة الانتاج

طرح القحص سؤالا على المنتسبين في الدورة: من هو مدير الإنتاج وما هي مسؤوليّته في إنتاج البرامج التلفزيونيّة؟ ليمضي في الإجابة قائلا: مدير الإنتاج Production Manager: هو الشخص الذي يحمل المسؤولية الإدارية والمالية للبرنامج التليفزيوني من لحظة اكتمال النص لحين ظهور العمل للناس، ثم يمتد عمله بعد ذلك حتى يتم صرف جميع المستحقات الخاصة بالبرنامج وإغلاق جدول الميزانية تماماً.

واستعرض المستلزمات التقنية لعملية الانتاج التليفزيوني كالتالي:

استوديو (كاميرات، إضاءة، تجهيزات صوت، ديكور، إكسسوار،...): هو المكان المخصص لإنتاج البرامج التليفزيونية المختلفة وبثها إلى جمهور المشاهدين ويتم تصميمه بمواصفات معينة، بحيث يكون محكم العزل الصوتي ويشتمل على كل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لإنتاج البرامج التليفزيونية.

غرفة الإخراج (ميكسر صوت، ميكسر صورة، ميكسر إضاءة، CCU، CG، غرفة اتصالات، Prompter، Intercom، VTR،: وهي غرفة صغيرة ولكنها تعد بمثابة الجهاز العصبي للإنتاج التليفزيوني ويفصلها عن البلاتوه حاجز زجاجي بحيث يمكن للمتواجد فيها أن يشاهد ما يحدث في البلاتوه وليس العكس، وتحتوي غرفة التحكم على ثلاث وحدات تحكم وهي وحدة التحكم في الصوت، ووحدة التحكم في الصورة، ووحده التحكم في الإضاءة، كما يوجد فيها عدد من شاشات مشاهدة تليفزيونية تسمى (مونيتور Monitor) يتصل كل منها بمصدر معين للصورة. أما مفهوم البلاتوه أو الأستوديو الداخلي فهو ( عبارة عن قاعة كبيرة المساحة ويتم فيها تصوير الموقف التعليمي أو استضافة المشاركين بالبرنامج يطلق عليه أيضا الأستوديو ويوجد فيه من 3-5 كاميرات أو أكثر وقطع الديكور والأثاث والإكسسوار اللازم وكل ما يلزم التصوير ويعد مكاناً معزولاً صوتيا عن كل شيء خارجه.

حركات الكاميرا

قبل الشروع في تعلم كتابة النص التليفزوني آثر مقدم الدورة الدكتور خالد القحص التركيز على بعض الجوانب الفنية والتقنية التي تجعل المنتسبين على الدورة على دراية ببيئة اللعمل التليفزيوني ومنها حركات وزوايا الكاميرا، حيث تلتقط كاميرا التلفزيون المناظر والمشاهد المراد تصويرها، إمَّا وهي ثابتة في مكانها على الحامل أو هي متحركة أو متنقلة من مكانها.

وحركة الكاميرا وهي ثابتة على حاملها نوعان:

1. اللقطة الاستعراضية (Panorama):

وهي حركة أفقية تتم فيها متابعة حركة المنظور أو الشيء المراد تصويره أو استعراض المنظر بشكل عام، وتكون هذه الحركة من اليمين إلى اليسار أو العكس، وقد تكون بطيئة أو متوسطة أو سريعة حسب مقتضيات الحال.

2. اللقطة الرئيسية (Tilting):

تكون الكاميرا ثابتة على الحامل ولكنها تقوم بحركة رأسية على محورها أثناء التصوير، لمتابعة حركة المنظور أو الشيء المراد تصويره في حركته من أعلى إلى أسفل أو العكس، وقد تكون بطيئة أو متوسطة أو سريعة.

أمَّا حركات الكاميرا التي تنتقل فيها الكاميرا من مكانها، فهي أنواع ثلاثة:

1. الحركة المقتربة والزاحفة إلى الأمام (Dolly in).

2. الحركة المبتعدة أو الزاحفة إلى الخلف (Dolly out).

3. الحركة المصاحبة (Traveling - Tracking).

عدسة الزوم (Zoom):

الزوم هي حركة أشبه بحركة الاقتراب والابتعاد، وإنْ كانت الكاميرا لا تتحرك فيها، إنَّما بوساطة (عدسة خاصة) هي ما تسمَّى بالعدسة الزوم(Zoom Lens) أو العدسة متغيرة البعد البؤري، وهي عدسة يمكن تغيير بعدها البؤري بسرعة أثناء التصوير دون توقف أو قطع، بحيث يتغير حجم اللقطة عند عرضها على الشاشة من اللقطة العامة إلى اللقطة الكبيرة في حالة (Zoom in) أو من اللقطة الكبيرة إلى اللقطة العامة في حالة ( Zoom Out ).

الإضاءة

من أهم عناصر الإنتاج في التلفزيون، وهي التي تعتمد عليها جودة الصورة التلفزيونية (Quality). ولهذا كان من الضروري توفير الإضاءة اللازمة وتوزيعها بشكل مناسب مع مراعاة الأجسام المراد تصويرها (Objects) من حيث الألوان.

يجب أنْ تتفق شدة الإضاءة ونوعيتها مع اللقطات والمشاهد المطلوبة، ذلك أنَّ سوء الإضاءة قد يفسد المشاهد واللقطات.

وعمل موزع الإضاءة شاق ومضنٍ، يحتاج إلى فهم كامل لمعدات الإضاءة وأنواعها المتباينة، ويجب أنْ يكون على دراية واسعة بالإلكترونيات، خاصة ما يتصل باستديو التلفزيون ومكوناته، وتشغيل الكاميرات، والمايكروفونات، وأنواع التيار الكهربائي.

الكتابة... تعليم أم موهبة

وفي ختام المحاضرة الأولى طرح الدكتور القحص تساؤلا حول ما اذا كانت الكتابة تُكتسب بالتعلم أم أنها موهبة؟ وشكّل هذا السؤال مدخلا لأساسيات الدورة وهي تعلم كيفية كتابة النص التليفزيوني، مشيرا إلى أن الكتابة للتلفزيون تبدأ على الورق أولاً, ثم تتحول إلى الكتابة للعين, أو الكتابة المرئية المصورة والتي تتناول الصور والرسوم.  إذن هي كتابة بالكاميرا أولاً وأخيراً.

الكتابة للتلفزيون تخضع لمتطلبات وخصائص الوسيلة (التلفزيون) كما تخضع للأشكال والقوالب التي توضع فيها (الحديث, الندوة, الحوار...) وكذلك العامل الزمني والإمكانيات المادية والتكنولوجية والفنية (البشرية) المتاحة.  الكتابة للتلفزيون هي موهبة ومهارة, فن وحرفة. الموهبة تعني الاستعداد الشخصي الذاتي, والمهارة تعني أنه يجب تعلم قواعدها وأساليبها وأصولها وبالتالي اكتسابها كأي مهارة أخرى.

Happy Wheels