افتتاح النشاط الثقافي المصاحب بحلقة نقـاشية حول «النشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي»

21 نوفمبر, 2013
اليوحة شدد على ضرورة الاهتمام بالنشر الرقمي
شبارو: نستعد لتحـــويـل معظم الإصــــدارات العربية الورقية إلى نسخ رقمية
الأنصاري: ثمة علاقة وثيقة بين الكتاب الورقي والرقمي ولن يلغي أي منهما الآخر
الشمري: الإصدارات الورقية منبع التثقيف أما التقنيات الحديثة فهي للمعلومات السريعة فقط


انطلقت فعاليات النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الكويت للكتاب بنسخته الـ 38، بحلقة نقاشية بعنوان «النشر الالكتروني ومستقبل الكتاب الورقي»، شارك فيها الناشران صلاح شبارو والدكتور ناصر الشمري، وأدارها محمد النغيمش.
وعقب لمحة تعريفية بمستوى النقاش سرد تفاصيلها مدير الجلسة محمد النغيمش، مقدما نبذة ذاتية عن الضيفين، تحدث مدير مكتبة النيل والفرات الالكترونية اللبنانية صلاح شبارو، عن المشروع الضخم الذي تستعد له المكتبة والهادف إلى تحويل معظم الإصدارات الورقية العربية إلى نسخ رقمية، مشيرا إلى أهمية هذا الاتجاه الذي سيكون مطلبا أساسيا خلال الأعوام المقبلة، لاسيما في ظل انتشار الكتاب الالكتروني وتضاعف نسبة الإقبال عليه.
ثم انتقل شبارو إلى الحديث عن أسباب رواج الكتاب الرقمي في الفترة الحالية، محددا العناصر التي رجحت كفته، وقال: «ثمة عناصر اقتصادية في مقدمتها انخفاض سعر التكلفة التي يبحث عنها المؤلف والناشر والقارئ، إذ إن سعر الكتاب الرقمي أقل بنسبة 30% من الكتاب الورقي، كما أن مشكلات النشر والتوزيع التي يعانيها الكتاب الورقي ليس لها أي تأثير على واقع الكتاب الالكتروني، كما أن النسخ الرقمية لا تنفد مهما بلغ حجم المبيعات، وكذلك معضلات التوزيع والتوصيل لا تشكل عائقا امام اقتناء الكتاب».
وأضاف شبارو: «ثمة أمور مهمة تميز الكتاب الرقمي، أيضا منها سهولة نقل وتخزين آلاف العناوين ضمن مساحة بسيطة، بينما الكتاب الورقي يشكل صعوبة في النقل والتخزين».
ولفت شبارو إلى توافر ميزة تفاعل القارئ مع الكتاب الرقمي إذ بإمكان المتصفح مشاهدة فيديو «توضيحي» أو صور مختلفة تصب في مصلحة القارئ، مبينا أن التطور التكنولوجي يوفر تسهيلات كثيرة لمقتني الأجهزة الحديثة، واستعرض شبارو مجموعة احصائيات توضيح تضاعف الاقبال على الكتاب الرقمي، ويذكر: أنه في العام 2010 بلغت نسبة المبيعات للكتب الالكترونية 22% في الولايات المتحدة وحدها.
وعن مستقبل النشر الرقمي في العالم العربي، يتحدث شبارو بلغة متفائلة معتبرا أن المستقبل سيكون واعدا ومبشرا بالخير برغم تأخر العالم العربي راهنا في مواكبة التطور الرقمي.
وفي ما يتعلق بتجربة مكتبة النيل والفرات اللبنانية، اعتبر شبارو أن المكتبة تهدف إلى اجراء مجموعة تحسينات في مجال النشر الرقمي، معتمدا على اجراء استفتاءات للقراء تستطلع الآراء حول بعض التطبيقات المقدمة، وللوقوف على مدى استفادة المتصفحين منها، مستعرضا تطبيق «آي بوك» الذي يقدم تحسينات كثيرة للقارئ منها سبل استفادته من النصوص المتوافرة في الموقع، وكذلك القواميس وميزة تحديث المعلومات، وأوضح أن ثمة تطبيقا خاصا للأطفال يمنحهم ميزات أكثر منها تفسير بعض المفردات عن طريق الصور.
واختتم شبارو حديثه بالقول: «هذا التطور التقني يمنح المتصفح البحث داخل المكتبة وكذلك القراءة الليلية، واضافة الملاحظات، وتلوين الكلمات أو جزء من النص، وكذلك تكبير حجم الخط ووضع العلامات المرجعية.
وبدوره، أشاد مدير مكتبة آفاق الدكتور ناصر الشمري بدعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ممثلا بمدير إدارة الثقافة سهل العجمي، وتشجيعه الشباب واستضافتهم ضمن أنشطة معرض الكتاب، مشيرا إلى الثورة الرقمية التي يعيشها العالم والتي انعكست على واقع النشر، ويبين أسباب تمسكه بالكتاب الورقي، وفي مقدمتها عدم مواكبة بعض القراء للتطور التقني على الرغم من اقتنائهم الأجهزة الحديثة، لاسيما أن التصفح الالكتروني يحتاج إلى دقة واتقان، اضافة إلى معضلات أخرى منها نفاد بطارية الجهاز، وكذلك حاجة المتصفح إلى تطبيقات جديدة.
وتابع الشمري: «ثمة معضلة كبيرة هي القرصنة التي تهدر الحقوق الفكرية والقانونية، ومما يسبب نفور البعض من الكتاب الرقمي هذا الاختراق الواضح الذي يتسبب في مشكلات يصعب حلها، وكذلك سهولة تلف الجهاز».
وبشأن المشكلات الاجتماعية التي يسببها النشر الرقمي، أكد الشمري أن الكتاب الالكتروني يكرس العزلة بينما الكتاب الورقي يعمل على دمج أفراد المجتمع وتفاعلهم.
ولفت الشمري إلى أن وسائل الاتصال الحديثة بدأت تسوق الكتاب الورقي وهذا دليل على استمرارية وانتشار الكتاب الورقي ومحدودية النشر الرقمي إذ إن التغريدات تروج لبعض الإصدارات، وكذلك الاستفادة من التقنيات في الحصول على معلومة سريعة فقط، بينما التفاصيل ستجدها في الاصدارات الورقية لأنها منبع التثقيف والمعرفة.
واعترف الشمري بسهولة الحصول على المعلومات عبر الكتاب الإلكتروني محددا طرق التفاعل معه، لاسيما في الاختصار أو الإضافة على النص، مبينا أن ثمة نتائج ايجابية تم حصدها من خلال تعليم الطفل بهذه الوسائل الحديثة، خصوصا عن طريق النشاط المباشر في التطبيقات المتنوعة.
وخلص الشمري إلى الحديث عن صعوبة التخلي عن الكتاب الورقي لصالح منافسه الرقمي، معتبرا أن الأصوات التي تنادي بإلغاء الكتاب الورقي ستكف عن هذا الحديث لأنه ضرب من الخيال.
ثم فتح باب النقاش، وقد طرح المشاركون في الحلقة النقاشية مجموعة استفسارات تمحورت حول صراع الكتاب الورقي ووسائل النشر الرقمية الحديثة.
ومن جانبه قال الدكتور حسين الأنصاري إن ثمة تطبيقات كثيرة بدأت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت العمل بها لتمكين الطلبة من الاستفادة من هذه الوسائل الحديثة في تحصيلهم العلمي، مشيرا الى ان ثمة علاقة وطيدة بين الكتاب الورقي ومنافسه الرقمي، رافضا أن يكون هناك تنافر بينهما بل هي علاقة تكامل.
ولفت غانم السليمان إلى المشكلات الصحية التي يسببها استخدام الكتاب الرقمي، متحسرا على تلاشي الاستعارة بين الأهل والأصدقاء.
وبدوره، قال الزميل محمود حربي إن بعض وزارات التربية اتجهت إلى تحويل المناهج الدراسية من كتب ورقية لتكون على أجهزة حديثة، مبينا أن شراء الكتب عبر الإنترنت بدأ يشهد رواجا كبيرا.
وتحدثت الدكتورة نهلة الحمود عن أهمية النشر الرقمي لدى الباحثين، مشددة على تأخر الدول العربية في تناول هذه الوسائل الحديثة.
واستعرضت الناشرة حياة الياقوت تجربتها في النشر الرقمي، مبينة أن أحكامنا تنبع من عاداتنا القرائية وأنماطنا المحببة إلينا.

كادر
اليوحة شدد على ضرورة الاهتمام بالنشر الرقمي
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة أن ثمة اكتشافات حديثة بدأت بتقديم خدمات متطورة تسهم في تقليص سلبيات استخدام الأجهزة التقنية، مستعرضا التجربة اليابانية الموجودة في أحد أجنحة معرض الكتاب، ومعتبرا أن الكتاب الرقمي سيتسع حجم تداوله خلال الأعوام المقبلة بشكل كبير، وقال ضمن هذا السياق: «بدأ النشر الرقمي يؤثر في المطبوعات الورقية لاسيما خلال الأعوام القليلة الفائتة إذ أغلقت مجموعة كبيرة من الصحف والمجلات».
وناشد الأمين العام الناشرين العرب الاهتمام بالنشر الرقمي لتقديم خدمة إلى القارئ العربي الباحث عن المعرفة والثقافة.
Happy Wheels