سلسلة ابداعية تصدر كل شهرين امتداداً لسلسلة ( من المسرح العالمي ) التي صـدر العـدد الاول منها في شـهر اكتوبر عام 1969 ، وكان بعنـوان ( سمك عسير الهضم ) بقلم الكاتب الجواتيمالي : مانويل جاليتش ، ترجمة وتقديم الدكتور : محمود علي مكي
غطت السلسلة أهم الاعمال المسرحية العالمية ، لتشكل بذلك احد الاعمدة الاساسية في بناء الحركة المسرحية العربية . وقد اجرى المجلس الوطني بتاريخ 1998/11/1 تغيراً على اسم السلسلة لتصبح بعنوان ( إبداعات عالمية ) ، وذلك كي يمكن من خلالها نشر مختلف أنواع الابداع الانساني العالمي : المسرح ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والرواية
صورة لرحلة حياة مضنية عاشها بطل الرواية الموظف في حسابات أحد مكاتب الهندسية المعمارية والمقولات. في الأربعين من العمر انتقل خلالها من الشقاء إلى السعادة، كان إنسانًا تقليديًا جدًا في حياته، وقليل المخالطة للناس، يشعر دومًا بأنه مضطهد ومظلوم، يعمل بإخلاص وأمانة، علاقاته مع زملائه علاقة مودة ضمن إطار الرسمية. له زوجة وبنت في العشرين هجرت المنزل لتعيش مع حبيبها في شقته، وولد في الثامنة عشرة سافر في منحة دراسيـــة إلى نيويورك من غير إذن والده، يشعر في عطلة يوم الأحد بوجع شديد في أسفل الظهرفتتزاحم عليه الوساوس، ويسعى للشفاء في كل اتجاه، ويتعرض لتآمر من أحد زملائه المنافسين، فيفصل من عمله. وتدور فيه الأحداث والتجارب ليخط لنا هذه الرواية متحدثًا عما مر به بشكل سردي واقعي أقرب إلى النزعة التسجيلية. لكثرة ما حشد فيها من إشارات وتلميحات إلى أماكن وكتاب الروايات وأفلام وبرامج تلفزية. وشخصيات فنية وصروح أثرية وأنواع من العلاجات والأدوية. وطرق تعامل الأطباء مع مرضاهم. وعلى الرغم من طول الرواية لم نعرف اسم بطلها إلى درجة توهمنا بتماهي بطلها مع كاتبها (دافيد فوينكينوس) نفســه.
تعتبر رواية <<الأب>> لروائي السويسري المعاصر بورج أكلين تسوية حساب الابن مع أبيه عبر رحلة في ذاكرة الابن والذي يقوم بدراسة عائلية بعين محلل نفساني.
تطرح الرواية - التي لا تخلو من ملامح السيرة الذاتية - العلاقة بين الأب والابن وموضوع الشيخوخة والمرض والعجز، ويعبر المؤلف بشكل مؤثر وقاس وبإسلوب ساخر ولغة تميل إلى لغة كتّاب مسرح العبث، عن قضايا إنسانية واقعية خطيرة يعاني منها المجتمع الأوروبي المعاصر، منها قضية التصالح مع الذات ومواجهة الماضي وتعريته دون موارية، وكذلك محاولة التغلب عليه.
يكتب اكلين نثراً موجعًا يتميز بالجرأة الشديدة ويقتحم نفسية الابن ويتوغل فيها وليس هذا بغريب عن المؤلف الذي يعمل محللاً نفسيــًا وله عيادة لتحليل النفسي في مدينة زيورخ.
رواية <<على قيد الحياة>> ملحمة شعرية تصور قصة الصراع والوجود، وتترك في نفوسنـــا أثرا عميقًا من الخيروالبر لايمحى من ذاكرتنا عبر الزمان والقرون. والأديب يوهوا يصف بطل الرواية (فو قوي) بأنه بطل الوجود الذي يتحلى بالصفة المميزة التي لم يستطيع أحد أن يسلبها منه وهي <<إرادة الحيـــاة>>.
كلمة <<الحياة>> في الرواية تتسم بالقوة الكامنة الزاخرة والقدرة على تحمل المسؤولية في الحياة، وتحمل السعادة والتعاســة، تحمل الشعور بالملل والضجر وغيرها من المشاعر والاحاسيس الناجمة عن صعوبة الحياة. لذا فإن شخصيـــة البطل تجعلنا نعتقد أن الحياة تعد جزءًا من المشاعر والأحاسيس الذاتية لكل إنسان، ولا تنتمي إلى أفكار أي إنسان آخر.
تشرح الرواية كيف عاش الشعب الصيني أيام الحرمان والشقاء والحياة الصعبة عشرات السنين، فضلاً عن تجسيد المشاعر الحميمية بين الإنسان ومصيره، وهي المشاعر الأكثر تأثيراً في الحياة الإنسانية.
استطاع الكاتب دافيد فونكينوس أن يجعل من قصة بسيطة رواية ذات امتداد إنساني في معالجة الأحداث، من خلال تقنيـــات السرد العجائبيــة وتقنيـات السينماغرافيا، في طريقة متابعة الشخصيات ، وكأن القارئ يحمل كاميرا في متابعته لتحركات وانتقالات الشخصيـــات الروائية. لنجد بين الفصول واللحمة السردية أحاديث بوح ذاتية تضيف لمسة من الخيال لا يمكن تجاهلها.
<<وتخيل أن تطلب قهوة من دون كافيين، أنهض وأمضي. ليس من حق أحد أن يشرب القهوة من دون كافيين في مثل هذا النوع من المواعيد. أنه الشراب الأقل ودية مما يكون. أما الشاي فمن النادر أن يكون هو الأفضل. لقد التقيا بالكاد ومنذ الآن يقيم في نوع من الشرنقة الهشة إلى حد ما>>
هذه الرواية هي الأولى للكاتبة البريطانية ديبورا ليفي بعد خمسة عشر عامًا من الانقطاع عن كتابة الروايــات ونشرها، وقد تم ترشيحها لجائزة البوكر للكتاب العام 2012.
الرواية مثيرة جداً وقصيرة وبسيطة وصادمة، ومن بين المواضيع التي تتناولها تأثير الماضي على الحاضر، وتأثير المرض العقلي على الناس الذين يبدون على مايرام بسهولة، كما تتناول الصرعات التي تشوب الحياة الزوجية العائلية، وتتطرق لمسألة عدم الثقة بالنفس في مرحلتي الشباب والكهولة.
كما تبدو جميع التفاصيل في الرواية غير مهمة في البداية ولكن يتضح لاحقًا بانها قطع من اللغز تجتمع لتكشفه للقارئ.
نقدم للقارئ في هذا العدد رواية من عيون الأدب الفارسي الحديث، حيث إن أحداث هذه الرواية دارت في زمن (أمير كبير) مؤسس الحداثة ومهندس التعليم الحديث في إيران. وتعد هذه الرواية للسيد مجتبى بزرك علوي (1904-1997) الذي ولد في أسرة تجارية متدينة وسياسية، فوالده هو سيد أبوالحسن علوي ووالدته خديجة قمر السادات ، اللذان كانا من المناصرين للحركة الدستورية في إيران. وكان والد السيد مجتبى من أعضاء حزب إيران الديمقراطي المناهض للوجود الإنجليزي والروسي في إيران، ووالدته حفيدة آية الله طباطبائي أحد أقطاب الحركة الدستورية، كما يعد السيد بزرك أحد مؤسسي حزب (توده) الشيوعي.
كما نلاحظ انغماس بزرك علوي في التيار الادبي الذي ساعده على التعرف على الأديب والكاتب صادق هدايت إثر قراءته مسرحية هدايت <<بروين بنت الساسانيين>> حيث تكونت مجموعة الأربعة التي كانت تضم كلاً من صادق هدايت وبزرك علوي ومسعود فرزاد ومجتبى مينوي. وعندما نتعمق في أحداث هذه الرواية نجد أن الشخصيتين الرئيستين هما: الأستاذ (ماكان) وهو فنان تشكيلي مناضل مشغول بهموم الناس الكادحين وبمشكلات وطنه، والشخصية الأخرى (فرنكيس) الفتاة الجميلة التي تنتمي لأسرة غنيــة: حيث تتعرف على الفنان المناضل الذي يكبرها سنًا. وينتمي إلى طبقة مختلفة بعد أن يطلب منها والدها أن تتعلم الرسم على يديه، فتصدمها لامبالاته وعدم وقوعه في حبها، وتكتشف أنها لا تملك أي موهبة حقيقية، فتذهب إلى فرنسا للدراسة، ومن بين العديدين الذي تلتقي بهم كان اليساري (خداداد) الذي يكون سببًا في لقائها بـ(ماكان) مرة أخرى إثر عودتها إلى طهران. حيث تبدأ قصة حبها له أثناء ترددها على مرسمه، وحينها قام برسم بورتريه لها وأطلق على اللوحة اسم <<عيناها>>.
يشتمل هذا العدد على ثلاث روايــات قصيرة من أفضل ما ألفت الكاتبة الهندية أنيتا ديساي وهي: <<متحف الرحلات الأخيرة>>، <<المترجمة مترجمة>>، والاخيرة <<فنان الاختفاء>> وهي عنوان العدد.
وقد تخلل رواياتها هذه المسعى السردي التخيلي الخاص بجغرافية بلدها الهند متعدد القوميات والثقافات والأديان واللغات. والذي اشتهر بملحمتي الـــ<<ماهابهارتا>>والــ<<رامايا>> وبجبال الهمالايا ومبنى تاج محل وغيرها من الصروح المعمارية الرائعة.
نلاحظ في مضمون الروايات الثلاث قاسمــًا مشتركًا يربطها ببعضها. وهو التعلق بالفنون. كما ان الشخصيات روايات ديساي التي ترسمها بأسلوبها المألوف مع المزج بين السخرية والعاطفة هم أناس ينظرون إلى الصورة واللوحات ويقرؤون الكتب.
في هذا العدد نقدم للقارئ الكريم رواية مشوقة تنقلنا من زمن الطفولة إلى أحلام المستقبل، وهي رواية <<الحضارة أمي>> للكاتب المغربي إدريس الشرابي. يسلط الكاتب الضوء على أمه ويصفها بكل تفاصيلها ويظهر حنانها وإنسانيتها وبساطتها. يحاول بطل الرواية (الراوي) مع أخيه مساعدة أمهما على الخروج من عزلتها والإطلاع على العالم الخارجي.
فتبدأ الأم في اكتشاف العالم الذي لم يكن بعيدًا عنها، وتبدأ بمقارنة العالم بعالمها التي ظلت حبيسة فيه مدة من الزمن بسبب العادات التي فرضها عليها زوجها البرجوازي.
ومع خروج الأم إلى عالمها الجديد تحدث لها نقلة نوعية في حياتها وشخصيتها، من إنسانة جاهلة إلى متعلمة ومن شخصية منغلقة إلى امرأة لها اهتمامات اجتماعية وسياسية. أحداث مشوقة سينتقل القارئ بين تفاصيلها في هذه الرواية.