سلسلة ابداعية تصدر كل شهرين امتداداً لسلسلة ( من المسرح العالمي ) التي صـدر العـدد الاول منها في شـهر اكتوبر عام 1969 ، وكان بعنـوان ( سمك عسير الهضم ) بقلم الكاتب الجواتيمالي : مانويل جاليتش ، ترجمة وتقديم الدكتور : محمود علي مكي
غطت السلسلة أهم الاعمال المسرحية العالمية ، لتشكل بذلك احد الاعمدة الاساسية في بناء الحركة المسرحية العربية . وقد اجرى المجلس الوطني بتاريخ 1998/11/1 تغيراً على اسم السلسلة لتصبح بعنوان ( إبداعات عالمية ) ، وذلك كي يمكن من خلالها نشر مختلف أنواع الابداع الانساني العالمي : المسرح ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والرواية
في الجزء الأول من رواية «آكلو اللوتس» للكاتبة تاتيانا سولي، تلتقي بطلتنا هيلين الشغوفة بزميلها سام دارو الصحافي الشهير المخضرم، وتقع في حبه ليصبح عشيقها ومعلمها في آن واحد، فيحاولان معاً حل لغز الحرب، تلك التي تدفع بالكثير من الرجال للمخاطرة بكل شيء، ثم تلتقي عن طريقه بمساعده لين الفيتنامي، فيعملان معاً ويقعان في الحب لاحقاً بعد موت سام دارو.
بطلة الرواية الصحافية التي تريد تصوير القصة الأهم في حياتها وعيشها، أرادت أن تعرف النهاية وتعيشها وتبتدعها وتكتبها بنفسها، فبقيت حتى آخر لحظة بعد خلو الشوارع التي أصبحت مشوهة بالغياب.
قصة طموح وشغف وحب تقع تحت امتحان ظروف الحرب القاسية.
تجعلنا الكاتبة نتساءل:
ما الذي جعل شابة جميلة في مقتبل العمر مثل هيلين تترك وطنها كاليفورنيا وتذهب إلى فيتنام؟
ما الذي جعلها تدخل عالم الرجال وتخوض حروبهم عندما لم يصدِّق أحد أنها قادرة على فعل ذلك؟
ما الذي شدّها إلى فيتنام حتى عجزت عن العودة إلى وطنها؟
هل كان الحب العاصف؟
هل كانت الحرب؟
ما السر؟
تبدأ أحداث هذه الرواية في زغرب عام 1991. حيث نشاهد آنا بوريتش الفتاة البريئة البالغة من العمر عشر سنوات وهي تعيش حياة خالية من الهموم مع أسرتها في شقة صغيرة في العاصمة الكرواتيـــــة. لكن مع اندلاع شرارة الحرب الأهلية وانتشارها في كافة أرجاء ما كان يعرف سابقًا بيوغوسلافيــــا. يتوقف اللعب والمرح وتغلق المدراس أبوابها. ليتم استبدال ذلك بنظام الحصص الغذائية والتدرب على كيفية التصرف أثناء الغارات الجوية. مايؤدي إلى تشظي حياة التطفولة الهانئة التي كانت تعيشها آنا.
تتناوب مشاهد الرواية بين حياة آنا الطفلة قبل الحرب وأثناءها. وحياتها كطالبة جامعية تعيش في مانهاتن بنيويورك في عام 2001.وعلى الرغم من أنها تبذل كل ما بوسعها لتنسى الماضي وتتطلع إلى المستقبل، فإنها تجد نفسها غير قادرة على الهروب من ذكريـــــات الحرب.
باختصار تقدم لنا الكاتبة سارة نوفيتش من خلال روايتها <<فتاة في حالة حرب>> نظرة شاملة على الأثر الذي تخلفه الحرب على حياة الفرد.
استوحى الكاتب الهندي جويديب روي - باتاجاريا وقائع روايته هذه من خلال زيارة قام بها للمغرب. غاص فيها عميقًا في طبيعة القيم والسلوكيات والأفراح وأنواع الملابس والمأكولات وطرق التحاور بين الناس. ودعم ذلك كله بتأملات عميقة في ماهية الحب، والجمال والحقيقة والحرية. ومعلومات وافية عن تاريخ المغرب وجغرافيته. ولهجات أبنائه من العرب وبربر وطوارق ومن المسلمين ويهود ينحدرون من المدن والريف والجبال والصحارى والموانئ.
كما منحنا الفرصة للاطلاع على نوعية الذائقة الجمالية واللغوية لهذا الشعب. وتحّسسنا لطبيعة مشاعره وهواجسه وأحلامه. وصيغ تعبيره عن ردود أفعاله وتصويره لرؤيته لذاته ولأرضه وللآخر. وقدم لنا صورة واسعة عن الأفكار وطبيعة العلاقات الإنسانية. ووصف لنا تفاصيل الهموم اليومية والمناخ العام السائد في مراكش والمغرب عمومًا.
هذا الكتاب
ماذا يصيب المشاهيرَ ذوي المجد والشهرة والثراء عندما يُفْقدون إنساناً واحداً حياته، وعن طريق الخطأ لا تعمُّداً؟ هل ينسحبون من الحياة العامة والأضواء؟ هل يشعرون بخيبة الأمل؟ هل يعودون إلى صفوف الناس للشعور بنبض حياتهم وسماع إيقاعات أمانيهم الصغيرة؟ أم أنهم يواصلون المسيرة متحدِّين الواقع متشبثين بما وصلوا إليه من مكاسب وامتيازات ومن غير شعور بالذنب أو عذاب الضمير؟ لا شك أن هؤلاء فئتان: إحداهما تشعر بتأنيب الضمير ووجع الشعور بالذنب أو التقصير، وثانيتهما توغل في الخطأ ولا تهزها الأرواح المزهقة لا خطأ ولا قصداً، وإنما تعمُّداً أحياناً باسم أوهام يتخيلونها. أولم يقل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته»؟
تمضي هذه الرواية في معالجة ذلك الشعور المتضخم بالألم وتبكيت الضمير والشعور بالذنب الفظيع، لخطأ طبي وقع فيه جراح قلب شهير أودى بحياة مريضه رغماً عنه، فعاقب نفسه بنفسه وانسحب من مدينة الأنوار (باريس) حيث المجد والشهرة والمسرّات، واختار منفى طوعياً له في جزيرة يونانية تدعى (باتموس) في بحر (إيجة)، أهلها بسطاء طيبون، وأجواؤها هادئة، وتعيش على ذكرى (يوحنا اللاهوتي) التي أقام فيها مدة وكتب (رؤياه) الشهيرة، زاعماً – أي الطبيب - أنه طبيب عام، ووضع طاقاته الخلاقة في خدمة مرضى الجزيرة، وبنى علاقات ودية مع أهلها، وبعد ثلاث سنوات من الإقامة، وقع في حب فتاة شابة وصلت إلى الجزيرة مؤخراً مع أمها وأخيها الصغير، وكانت معاقة بسبب شلل أطرافها السفلية منذ سن الـ 12 سنة، وهي الآن في سن الـــ 26، وهي جميلة وذكية. وقد وصلت بالدكتور الشهير إلى كشف كل أسراره وحياته الغامضة قبل قدومه إلى الجزيرة، وتتعرف تفاصيل حياته في مصر وفرنسا، وتعيد إلى نفسه الثقة، ويساعدها بدوره على الخروج من عزلتها وكآبتها لتعود إلى الشعور بأنها إنسان سوي ابتُلي غصباً عنه بما هو عليه من إعاقة. وفي هذه الرواية تفاصيل ومعارف ومعلومات تعجز هذه العُجالة عن الإلمام بها. وأمتع ما في الرواية الوقوف على الطبيعة البشرية، وتحديد المواقف الإنسانية التي لا يمكن للمجتمعات البشرية أن تستمر وتسعد من غيرها.
رواية «اليوم السابع» هي حلقة متصلة من حلقات وصف عذابات الإنسان في هذا العصر، كتبها الأديب الصيني يوهوا خلال رحلته التعيسة في مسار جحيم الدنيا وجحيم الآخرة، إنها رواية «الآلام والأوجاع» التي تئن من وطأتها كافة النماذج البشرية في المجتمع الصيني المعاصر بأسره.
الرواية تسرد قصة بطلها ويدعى «يانغ فيي»، يحكي كل ما رآه وسمعه في سبعة أيام بعد وفاته، ويفشي كل مكنونات صدره وعذابه وشقائه في حياته. ففي اليوم الأول من مماته، يتوجه إلى «مؤسسة الخدمات الجنائزية»، ولا يستطيع أن يحرق جسده، لأنه يفتقر إلى قبر يواري جثته، ويمشي الهويني في «أرض الأموات الذين لم يدفنوا»، وهناك يقابل بشراً من كافة الأصناف والأطياف يرزحون تحت وطأة المشاعر الكئيبة والأحاسيس الحزينة مثل: الفتاة (شوميي) التي تنتحر بعد أن خدعها صديقها واشترى لها هاتفا خلويا مغشوشا، ويبيع صديقها (وو تشاو) كليته من أجل أن يشتري لها قبرا، ثم تعاجله المنية بعد أن أصابه التلوث من جراء استئصال الكلية.
عندما نطالع صفحات الرواية ونلتقي بالأموات الذين لم يدفنوا في العالم الآخر، سنحظى بسويعات تسمو فيها نفوسنا، ويصقل وجداننا، وقد يطوف طائف من الحزن، وتظفر الدموع من عيوننا، ولكننا مع ذلك نشعر بتسامي عواطفنا، وتحليق عقولنا، وصفاء خواطرنا، وكأننا قد نقلنا إلى عالم آخر أكثر عدالة، وأكثر طهارة، وأكثر إثارة للشجون والاهتمامات من عالمنا الرتيب المملول.
على هذا النحو، نشعر بالعطف نحو كاتبنا ونحنو عليه لأنه يفتح لنا مغاليق قلبه، ويفضي إلينا بدخائل نفسه، فقد أكمل الدائرة بين الموت والحياة، وحقق أقصى ما يصبو إليه من تقدير الحقائق، وتحري الوقائع، ودراسة المشكلات الاجتماعية التي تتحدى المجتمع المعاصر في الصين، وتوهج قلمه في سناه الباهر في سعيه نحو الكمال الإنسان.
نقدم للقارئ الكريم، في هذا العدد، رواية مميزة بعنوان «المخادع الحقيقي»، للكاتبة توف جانسون، وهي كاتبة فنلندية من أصل سويدي وتكتب باللغة السويدية.
تنقلنا هذه الرواية إلى الحياة في الدول الإسكندنافية بأدق تفاصيلها، إلى قرية سويدية حيث الناس يقضون حاجاتهم اليومية البسيطة في جو يلفه البرد والثلج والظلمة، وحيث يتطلع الجميع إلى قدوم فصل الربيع لتختفي الظلمة وتسطع الشمس وتظهر الطرقات التي تئن تحت وطأة الثلج من جديد.
لكن الربيع يبقى حلماً في هذه الرواية، إذ تسدل جانسون الستار على قصتها مع أول ظهور لأرض الغابة بعد ذوبان الجليد.
تنسج جانسون في هذا الجو القارس صراعاً إنسانياً من الطراز الأول، بسرديّة تمتاز بالبساطة والانسيابية، وتغوص في أعماق النفس البشرية لتناقش قضايا في غاية الأهمية؛ علاقة الإنسان بالطبيعة (الغابة والبحر)، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وعلاقة الإنسان بالحيوان، وعلاقة الطبيعة بالفن، وعلاقة الصدق والصراحة بالكياسة والمجاملة، وغيرها من الموضوعات المهمة.
للوهلة الأولى، يظن القارئ أنه في حضرة رواية بوليسية مثيرة، ولكن سرعان ما يكتشف أن لهذا العمل وجهة أخرى، وجهة تركز على التوتر الذي ينتاب العلاقات الإنسانية أثناء مناقشة أمور أساسية دون الوصول إلى العنف أو إراقة الدماء، وهو ما يجعل الرواية تفعل فعل المغناطيس عند اقترابه من المعدن.
تدور أحداث الرواية في جُلِّها حول شخصيتين رئيسيتين هما كاتري كلينغ وآنا إميلين، تجمعهما العزلة وتفرقهما المكانة الاجتماعية والنظرة إلى الحياة.
والسؤال الذي يبقى حاضراً في ذهن القارئ هو: مَن يخدع مَن في هذه الرواية؟
إن الإجابة على هذا السؤال في غاية الصعوبة، إذ إنها تتلمس أطرافا مختلفة، فظاهريا ثمة أناس يمارسون الخداع بعضهم على بعض سعيا وراء مصالحهم الخاصة، سواء مادية كانت أم نفسية، ولكن قراءة متعمقة تكشف عن حقيقة أن الخداع الذي يمارسه الإنسان في جُلِّه موجه نحو الذات.
من لا يحب الحكايا؟
جعلها جان كريستوف روفان في كتابه هذا سبعاً، ربما كل يوم حكاية، أو من كل بحر واحدة.
تنقلنا بعض هذه الحكايا إلى بلاد غريبة وثقافات مختلفة، ولأنها من بعيد، فهي تقوم بدور صلة الوصل بين البعد الجغرافي والبعد الزمني.
من موزمبيق إلى كيرغستان، من جبال الألب الإيطالية إلى سواحل جزيرة موريس، سبع حكايا مفعمة بروائح البحر والبر، لكنها تقطر فطنة عالية تجاه حال العالم والدوافع العميقة للكائنات البشرية.
هي تدعو القارئ إلى رحلة خارجة عن المألوف بصحبة أشخاص قدرها واحد تقريباً، مشدودة بطريقة ما إلى ماضيها.
تكشف هذه النماذج عن نقاط ضعف وحنين وآمال تأبى الاندثار.
عبر هذه الحكايا نصادف حضارات غير قابلة للتعايش، جروحاً من التاريخ لم تندمل بعد، وغير ذلك حالات حب عبر القارات وأوقات سعيدة تتشاركها الشعوب.
هو الكاتب الرحالة الباحث عن كنزه، تحت أكوام التراب والحصى تظهر له فينقض عليها بكل سرور.
في أغلبها وصف لمشاهداته، فلقد كانت أمامه كل الفرص كي يدرك بإحساسه الإنساني العالي القضايا المعاصرة الكبرى.
برؤيته الفريدة أعطى للقضايا وجوهاً إنسانية نقرؤها في هذه الحكايا.
إنها لحظات حياة يشاركنا إياها بمرح وانضباطية عالية.
روفان طبيب الجسد وطبيب الروح أفضل من يرى الاختلاجات المأساوية للعالم، لهذا تأتي أعماله كلها في مصاف متقدم لقارئ من العالم.
عبْر هذا الإصدار، يقدم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ترجمة أدبية لديوان الإياب Heimkehr Die، للشاعر الالماني الكبير هاينْريش هاينـــه Heinrich Heine خلال الفترة من (1797-1856). وذلك لما يتمتع به هذا الديوان من قيمة فنية كبيرة ولما تتسم به حياة هذا الشاعر من ثراء وصدق تجربة.
وعلى الرغم من كونها ترجمة مضنية، فقد استشعر المجلس الوطني حاجة ملحة إلى التعريف بشعر هايْنريش هاينـــه، الذي لم ينج العالم من إغراء وغواية شعره الرومانسي ومن ضمنهم مترجم هذا الديوان الذي عشق هاينــه في لغته الأم، وتملكه عشقه - من هذا المنظور - وسيطرت عليه رغبة في نقل إبداعاته كرحلة ثقافية ممتعة إلى العربية من قناة سلسلة <<إبداعات عالمية>>.