سلسلة ابداعية تصدر كل شهرين امتداداً لسلسلة ( من المسرح العالمي ) التي صـدر العـدد الاول منها في شـهر اكتوبر عام 1969 ، وكان بعنـوان ( سمك عسير الهضم ) بقلم الكاتب الجواتيمالي : مانويل جاليتش ، ترجمة وتقديم الدكتور : محمود علي مكي
غطت السلسلة أهم الاعمال المسرحية العالمية ، لتشكل بذلك احد الاعمدة الاساسية في بناء الحركة المسرحية العربية . وقد اجرى المجلس الوطني بتاريخ 1998/11/1 تغيراً على اسم السلسلة لتصبح بعنوان ( إبداعات عالمية ) ، وذلك كي يمكن من خلالها نشر مختلف أنواع الابداع الانساني العالمي : المسرح ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والرواية
تتابع سفينة المسافرين الإنجليز في جزء الثاني من الرواية رحلتها الطويلة عبر المحيطات والقارات نحو الفردوس المفقودة في إحدى جزر أستراليا لتفاجئ القارئ- قبل أبطالها- بحقيقة ذلك الفردوس، وتكشف بعمق إنساني عن الأزمة الأخلاقية المروعة للفكر الاستعماري. وإذ ترفع السفينة أشرعتها في طريق العودة تأخذنا مرة أخرى في مغامرة فريدة تكمل رحلة المعرفة إلى نهاياتها المفتوحة على سخرية مريرة تمعن في تعرية التاريخ وتدعو القارئ لفرجة من نوع خاص. فرجة تسقط فيها كل الأقنعة فلا يبقى أمام القارئ سوى أن يكون ذلك الطفل الذي يفضح الجميع ويصرخ: إنه عار، الملك عار. تتحطم السفينة وتعرق على الصخور شواطئ إنجلترا، لكن الحكايات تنجو ويستمر السرد في رسم المصائر الدامية والمضحة في الوقت ذاته.
إنها رواية تنسج من الأحلام واللغات الضائعة لوحة غنية تتدفق عاطفة تنحاز للإنساني العابر للجغرافيات، وتتألق فكرا نقديا وجمالا يرقى إلى شغف البشر الأصيل بالحب والمعرفة والعدالة. نص استغرق الكاتب في إنجازه سبع سنوات ليقدم لنا شهادة على عصر كامل من الحروب والأيديولوجيات وملاحم الكفاح الإنساني من أجل البقاء والحياة الكريمة.
تتجلى في هذه الرواية سمة بارزة في كتابات ماثيو نيل في أكثر حالاتها تألقا وجمالا. إنها السخرية والنبرة التهكمية التي لا تخلو من سوداوية تنبع من موقف نقدي أصيل لدى الكاتب ومن حساسية فائقة في إضاءة التناقضات والمفارقات في حياة البشر وفي علاقتهم مع العالم. تتجلى المفارقات تلك في عدسة الروائي من خلال مصائر تضحكنا بقدر ما تفجعنا بتراجيديتها، وكأن الكوميديا ليست سوى موقف نقدي من التاريخ ذاته.
التاريخ الذي كتبه الأقوياء ليكون نصوصا تبرر الاستبداد والاستعمار واضطهاد الشعوب يتم نقده كمنظومة هيمنة لا يمكن تفكيكها وتحديها إلا من خلال قدرة الفن السحرية على نزع القدسية والشرعية عنها، وذلك عبر الضحك والسخرية. والمفارقات التي تخلق الكوميديا أصيلة وعميقة وليست في هذه الرواية اختلاقا أو عنصرا خارجيا تفرضه التقنيات السردية بقدر ما هي ملامح جوهرية غيبها الخطاب الرسمي ونفاها إلى هوامش المحرم والمسكوت عنه.
رواية << المسافرون الإنجليز>> تطمح إلى إنجاز جمالي قبل أن يكون فكريا، أي أنها تتصدى إلى مهمة أصيلة من مهمام الأدب الرفيع في فتح آفاق يكتشف القارئ من خلالها العالم والحياة، الحاضر والماضي، التاريخ والجغرافيا.. في تجربة من المتعة والدهشة.
بيو باروخا (1872-1956) من أهم كتاب إسبانيا في القرن العشرين، ينتمي لجيل ال98. درس الطب قبل أن يتفرغ لكتابة الرواية والقصص تمتاز أعمالمه بواقعية يحكمها موقف المبدع من العالم، والذي يتمحور حول رؤية أناركية لا سلطوية، فجميع شخصياته لها مرجعيات مباشرة من الواقع الإسباني المحلي، تأتي من الحياة اليومية لتتموضع في النص بكامل عفويتها وهامشيتها وضعفها وفرديتها،وهي تحمل على كاهلها بعداً فلسفياً يرجع أفكار شوبنهور ونيتشه، بينما وهي تمارس الأسى أو الفكاهة أو الخرافة في المناخ الاجتماعي الذي يتطور فيها الحدث السردي، سواء في الريف أو في المدينة ، قاسمها الجامع عدم القدرة على التكيف مع المحيط والمتواضع الاجتماعي المكرس الذي يحيق بها، إضافة لمصير الفشل.
ويتضامن الكاتب مع شخصياته بكافة تنوعاتهم الاجتماعية والاثنية بشعرية تحنو على ركامهم وخرائبهم، المادية والمعنوية، تنقب فيها لإنقاذ ما يصلح لاستمرارية الحياة، ورمي مالا يصلح من أفكار وأنظمة خارجاً.
هذه المجموعة القصصية التي تقدمها سلسلة إبداعات عالمية للقارئ العربي تنتمي في معظمها لمرحلة شباب الكاتب، بمعنى أنها تعكس بامتياز الحس العام التشاؤمي الذي ساد إسبانيا بعد فقدانها آخر مستعمراتهت (كوبا وجزر الفلبين)، ودخولها القرن العشرين بكل هزائمها التاريخية وأفول إسبانيا القديمة.
اعتبرت رواية السكينة أفضل رواية مترجمة في أمريكا لعام 2001، بإضافة إلى ما أحرزه الكاتب أتيلا بارتيش من جوائز أدبية في هنغاريا.
تدور أحداث الرواية في فترة استبداد الحزب الواحد حتى انسحاب الجيش السوفييتي من المجر عام 1991، وتَشكُّل النظام السياسي الجديد سلميّاً هناك. هذه الفترة الاستبدادية هي الخلفية العميقة لأحداث الرواية.
ما يقيد البطل ليس فقط العلاقة المتناقضة بأمه -الممثلة المعتزلة المريضة نفسياً- التي يعيش معها في بيت واحد ويرعاها، بل يقيّده أيضاً ما أقامته حبيبته (ذات المصير التراجيدي كذلك) من جدران وعوائق في وجهه ليبقى محاصراً حتى في السجن المجازي للحب.
<< الغزو>> مجموعة قصصية الأولى ليريكاردو بيجليا التي صدرت مبكرا ثم أعاد نشرها بعد سنوات طويلة، بقليل من التنقيحات وبعض الإضافات، كانت علامته الأولى على الطريق نحو أسلوبه الخاص وعالمه السردي.
يختبر بيجليا العديد من طرق السرد هنا، يتخذ التجريبية منهجا له، يتجول في منطقة سردية ما بين التاريخي والواقعي والغامض، يستعرض فترة حرجة في تاريخ الأرجنتين من خلال أفراد مهزومين، لا يشير إليهم كمهزومين، ولا يشير إلى الحدث الكبير إلا عرضا. يتحذ بيجليا<< الجالمية>> كسبيل وحيد لقصصه، لتكون هذه المجموعة، بنظرة بانورامية، المادة الخام لكل ما كتبه بعد ذلك.
ثلاتة أجيال من النساء الهنديات يتصارعن مع العلاقات المعقدة بين الأمهات والبنات.
في روايةٍ تمتد بين الهند والولايات المتحدة على مدى ما يزيد على ستين عاماً، شخصيات روائية رُسمت بأناقة تتفاوض مع الرغبة في التعليم حيال الالتزامات الأسرية والإرباكات الرومانسية. سابتري لم تقابل حفيدتها المولودة في أمريكا، تارا، لكنها بعد أن سمعت أنها تريد الانقطاع عن الدوام في الكلية، تبدأ بكتابة رسالةٍ لها تروي فيها تفاصيل حياتها الشخصية. في الأساس، ركرت في رسالتها على التعليم، كانت سابتري قد طُردت من منزل الأسرة التي قدمت لها الرعاية بعد أن وقعت في غرام ابنها.
وبعدها تتزوج من أحد أساتذتها الجامعيين، تنجب ابنتها بيللا، وتؤسس محلا لبيع الحلوى بعد رحيل زوجها. بيللا بدورها تركت المدرسة كي تفر من دون موافقة أهلها مع حبيبها إلى الولايات المتحدة، وبعدها لن تعود قط إلى الهند أو ترى أمها ثانيةً. في الولايات المتحدة، بيللا تتعامل مع الانسلاخ من أسرتها وثقافتها، هذا الانقطاع ينتقل إلى ابتنها تارا.
<<موسم الظل>> رواية من الأدب الأفريقي للكاتبة الكاميرونية ليونورا ميانو وهي أول كاتبة إفريقية تفوز بجائزة فيمينا عن روايتها<<موسم الظل>>.
تسعى الرواية لالتقاط هذه اللحظة التراجيدية ما بين اختفاء العالم المعروف وظهور عالم جديد. ما بين عالم مسالم وعالم عدواني. وما بين عالم مستقل وحر وعالم مستسلم ومقيد ومدجن على الكراهية والمؤامرة.
رواية ليونورا ميانو ملحمية وحزينة تستعرض تاريخا مؤلما من العبودية يكشف لأول مرة تواطؤ بعض القبائل الإفريقية في تجارة الرقيق بدافع الجشع. لا تحدد الرواية زمانا محددا ولا وطنا إفريقيا معينا. نحن في لإي أفريقيا جنوب الصحراء، وفي مكان ما.
ما هذه الفاجعة بالتحديد؟ ومن تسبب بها؟
هل تُنقذ الأم أنجالي طفلها بأن تحرق جسدها وفق طقس هندوسي قديم؟
هذا هو الامتحان القاسي الذي تتعرض له راوية الرواية، وشخصيتها الأساسية، وتنبني الرواية من منطلقها حتى خاتمتها، على استعادة طقوس تقليدية، متَّبَعة في جزيرة موريس في المحيط الهندي.
هي رواية الأم المعذبة، في بيتها، مع زوجها، في عائلتها الكبيرة، من دون أن تجد منفذ خلاص لها. رواية الشخصية التي يتمُّ التضحية بها، والاستهانة بحياتها، في مجتمع جعلَ من معتقدات بالية (الاحتراق بالنار لإنقاذ الغير) قيمة مطلقة، طاعة لازمة، تفوق وتتخطى الرغبة في العيش، في مواجهة مصاعب الحياة وآلامها في الحياة نفسها.
الرواية تروي عذابات المرأة في مجتمع تقليدي: لكونها زوجة، وأمّاً، لكونها مسبوقة بأدوارها الاجتماعية، من دون أن تقوى على التصرف بحياتها.
الرواية "قدرية" بهذا المعنى، وهو المغزى المستقى من التقاليد الهندوسية، مِمّا يسمى "الكَرْما": البشر يعيشون في دورة، فيتقمصون ويتناسخون في كائنات غيرهم، وفي ظروف زمنية متغيرة. وهي قدرية، أو "كرما" بالأحرى، تتكفل بها جماعات فاعلة في المجتمع، وتنظمها طقوس متناقَلة ومجرَّبة، ويحرسها كهنة مندوبون لمتابعة عمل الدورة.
ولكن، هل ستُقْدِم أنجالي على المشي فوق النار، فوق "غطاء دروبادي"، على التضحية، وفق التقاليد، من أجل "شراء" مصير جديد لوليدها الوحيد؟
سينتقل القارئ العربي، في هذه الرواية، إلى مناخات وأوضاع بعيدة عنه، وإن كانت متماسّة معه، في البلاد الشرقية التي تقاطعَ تاريخُها وجماعاتها مع أوضاع وسياقات إسلامية (قديمة) وعربية (حالية)، إلا أن القارئ سيتحقق من أنه ليس بعيداً، بل هو قريب من بعض المناخات، ولا سيما في الحديث عن متانة البنى التقليدية في تسيير مصير الأفراد والجماعات أحيانا
صدرت رواية << مون تايجر>> للروائية البريطانية بينيلوبي لايفلي في عام 1987، ونالت عنها جائزة مان بوكر في ذات العام. كما رُشحت الرواية في عام 2018 للقائمة القصيرة لجائزة البوكر الذهبية.
تدور أحداث الرواية إبان الحرب العالمية الثانية، فيتصادم العام عق الخاص، ويقع هذا الصدام في حيز مكاني محدد هو مصر، التي تصبح في الرواية لايفلي رمزا للزمن ذاته.
كما تقدم الرواية التاريخ، لا من منظور خطي تقليدي وتسلسل زمني طبيعي، بل نجد الأحداث التاريخية وأحداث حياة البطلة نفسها وقد تداخلت معا، مع نقلات زمنية مفاجئة بين الماضي والحاضر.
تستخدم لايفلي في روايتها أسلوبا سرديا معقدا بعض الشيء حيث تحوي الرواية أصواتاً عدة، ويُروى المشهد أكثر من مرة، كل مرة من خلال عيني شخصية مختلفة من شخصيات الرواية.