Happy Wheels

أحمد عتمان

عرض حسب الشبكة قائمة
فرز حسب
عرض في الصفحة الواحدة

الأدب اللاتيني

العدد: 141

هذا الكتاب: تشهد أوروبا والعالم العربي في الآونة الراهنة اهتماما متزايدا بالأدب اللاتيني (أو الروماني). ولعل مرد ذلك هو مرور فترة انكب فيها الباحثون على الأدب الإغريقي درسا وإعجابا على حساب نظيره الأدب اللاتيني. ولطالما ظلم الأدب اللاتيني باعتباره تقليدا أعمى لروائع الإغريق أو نسخة باهتة عنها. ولكننا إذا عدنا إلى مسار التاريخ وتطور الحضارة الأوروبية وجدنا أن الأدب اللاتيني قد سبق الأدب الإغريقي إلى التغلغل في جوهر هذه الحضارة حيث اصبح من مقوماتها الرئيسة. فالنهضة الأوروبية الحديثة لاتينية اكثر منها إغريقية. وعن طريق المؤلفات اللاتينية شق الأدب الإغريقي طريقه إلى أوروبا الحديثة، وما أن اكتشف الأوروبيون روائع الإغريق حتى انكبوا عليها، وجاء ذلك على حساب الأدب اللاتيني، وظل الأمر هكذا حتى القرن الثامن عشر. أما في القرن العشرين فقد تعادلت الكفتان، ولم يعد الناس ينظرون إلى الأدب اللاتيني على أنه تذليل أو ملحق للأدب الإغريقي، إذ اكتشف الدارسون المدققون والمتذوقون للجمال قيما فنية خاصة ومستوى رفيعا من الإتقان في نصوص الأدب اللاتيني سواء في عصوره المبكرة أو عصره الذهبي أو الفضي.   وبالنسبة لنا نحن العرب فينبغي أن لا ينسى أن الإمبراطورية الرومانية هي التي واجهها العرب المسلمون بحضارتهم الناشئة والمنتشرة في أنحاء المعمورة. ومواطن الاحتكاك معروفة يذكر منها الشام، ومصر، وشمال أفريقيا، والأندلس، وصقلية. في هذه المناطق تمت المواجهة الحضارية والأخذ والعطاء بين العربية والإغريقية واللاتينية. وقد ترجم العرب بعض مؤلفات الإغريق إلى العربية. وتحتل هذه الترجمات العربية مكانة رفيعة في الدراسات الكلاسيكية الأوروبية والعالمية، حتى أن هذه الترجمات قد ترجمت إلى اللغة اللاتينية. كل ذلك يوضح ماذا يعني الأدب اللاتيني ولغته بالنسبة لنا.
$1.00
Happy Wheels