مهرجانات وأنشطة

النشرة السادسة


إضغط هنا لتحميل النشرة السادسة

 

ندوة «القرين» طالبت بمدونة سلوك
تحكم عمل شبكات التواصل الاجتماعي


كتب: عادل بدوي
بعد يومين من المناقشات الجادة، على مدار 8 جلسات، اختتمت فعاليات الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي في دورته الــ 22، والتي كانت بعنوان «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي .. الفرص والمخاطر» بمناقشة حرة، طالب خلالها المشاركون في الندوة بمدونة سلوك تحكم عمل شبكات التواصل الاجتماعي. ورأى خالد الجابر أن الأسماء المستعارة والاصطفاف على الهوية ومهاجمة المذاهب هي أخطر سلبياتها.
وطالبت الجوهرة الجطيلي بالاستفادة من التجربة الكويتية الثرية في استخدام وسائل التواصل.               
كما طالب أنور الرواس بتكوين رؤية مختلفة في التعامل مع شبكات التواصل غير الاغلاق والرقابة، وأكدت لولوة أبو دلامة أن سقف الحريات بالكويت عالٍ، محذرة مما أسمته «اللوبي الالكتروني».
وقال أسامة الرنتيسي: إن النماذج الإيجابية التي طرحها الشباب في الندوة تعطينا الاطمئنان على المستقبل، وطالب الحسن المصدقني بالاستفادة من التجمعات والشخصيات العربية في الخارج.
وكانت مناقشات الندوة قد استمرت امس الثلاثاء، وفي الجلسة الخامسة التي كان عنوانها «لغة الشباب على وسائل الاتصال الاجتماعية»، أكدت فاطمة السالم: أن الكويت في المركز الأول عالميا في انتشار موقع (تويتر)، محذرة من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تهديد الهوية العربية من خلال استخدام اللهجة العامية أو اللغة المهجنة بالإنجليزية.
وأكد صلاح الناجم: أن هناك أهمية كبرى لتحليل لغة الحوار على الشبكات الاجتماعية، للتأكد من اتجاه الرأي العام، مبينا أن وكالة الأمن الوطني الأمريكي حصلت على تحذيرات بشأن هجوم إرهابي كيميائي بتحليل ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح بسام الشمري أنه يوجد مليارا مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم منهم 250 مليون مستخدم من الدول العربية، وطالب بمواجهة مخاطر الإرهاب واستغلال الأطفال وبث الإشاعات والأخبار الكاذبة والفتن والطائفية والفئوية.
وفي الجلسة السادسة التي كان عنوانها «توظيف الجماعات المتطرفة لوسائل الاتصال الالكتروني لتجنيد الشباب» أكد فايز الشهري أن الخدمات الاتصالية تشكِّل حلقة الوصل بين معتنقي الأفكار المضللة والأتباع الذين بدورهم يعيدون نشر هذا الأفكار، وقال: «لم يلتفت المخططون في المجتمع العربي إلى خطورة تجذّر الثقافة المشوشة القادمة عبر الشاشات والتي يستهلكها ملايين الشباب».
وبين سميح المعايطة أن التطور التكنولوجي يتم استغلاله من قبل التنظيمات المتطرفة بشكل واسع وباتجاهات مختلفة، وطالب بالتواجد الكثيف الإيجابي على الفضاء الإلكتروني لتحقيق التوازن ومنع التضليل للأجيال الناشئة.
وفي الجلسة السابعة التي كان عنوانها «العلاقات الإنسانية .. «إيجابيات وسلبيات» أكد د. شريف اللبان: ضرورة حوكمة مبادئ ومحتوى شبكات التواصل الاجتماعي، وأوضحت أمال قرامي أن مستوى الدراسات الميدانية في مجال التقنية في العالم العربي مازال محدودا.
وفي الجلسة الثامنة التي كان عنوانها «شهادات وتجارب وأفكار من واقع التواصل الاجتماعي» أكد داهم القحطاني أن الاستثمار في التقنية أصبح ضرورة ولدينا الخبراء، ورأت هند الناهض أن انتاجية الفرد تتأثر بعدد التطبيقات الموجودة على هاتفه، وأشار صالحة إلى أن مواقع التواصل في تركيا لا تعرف ما الذي تريده وما الذي تبحث عنه، واختتم العيسى بتأكيده أن مواقع التواصل أصبحت اللاعب الرئيسي في متغيرات حياة الشباب اليومية.

 

الندوة الرئيسية
لغة الشباب تهدد الهوية العربية
الجماعات المتطرفة تجند «المغردين»
العلاقات الإنسانية .. إيجابيات وسلبيات
شهادات وتجارب من واقع التواصل الاجتماعي 2-11

محاضرة:

تاريخ الأزياء الفلسطينية العريق 12

ورش:

نحو «همزة بلا أخطاء» 14

دراسة:15

72 % من الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي


اليوم في «القرين»

- افتتاح معرض الكتب النادرة والمخطوطات في التراث العربي والإسلامي. 10 صباحا - مكتبة الكويت الوطنية.
- محاضرة في «الوسطية الإسلامية» يلقيها أ.د. فهمي جدعان. 12:30 ظهرا - جامعة الكويت كلية الآداب - كيفان - قاعة 125.
- ندوة أدب المرأة في دول الخليج العربية بالتعاون مع رابطة الأدباء 7 مساء - مسرح مكتبة الكويت الوطنية.
- المعرض الفني المشترك «نانو آرت»، أ. نجلا الرشيدي ود. أولغا كسيلڤي - 7 مساء - متحف الفن الحديث.
- أمسية موسيقية لفرقة الكمنجاتي. 8 مساء - مسرح متحف الكويت الوطني.


السالم والشمري والناجم حاضروا في الجلسة الخامسة
لغة الشباب على وسائل الاتصال تهدد الهوية العربية

فاطمة السالم: الكويت في المركز الأول عالميا
في انتشار «تويتر»

بسام الشمري: يوجد مليارا مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم منهم 250 مليونًا من الدول العربية    

صلاح الناجم: من المهم تحليل لغة الحوار على الشبكات الاجتماعية للتأكد من اتجاه الرأي العام

كتب: عادل بدوي
تواصلت أعمال الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي الـ 22 «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي .. الفرص والمخاطر» لليوم الثاني على التوالي، وناقش المنتدون أربعة محاور جديدة في ختام أعمال الندوة، وجاء المحور الخامس بعنوان «لغة الشباب على وسائل الاتصال الاجتماعية»، وتحدث في هذا المحور كل من: د. فاطمة السالم، وصلاح الناجم وم. بسام الشمري وأدارت الجلسة لولوة أبو دلامة.
البداية كانت مع د. فاطمة السالم التي أكدت في مقدمة ورقتها المعنونة بـ «الشباب الكويتي يغرد بالفصحى في مواقع التواصل الاجتماعي» على ان أهم اضرار وسائل التواصل الاجتماعي هو ما يتعلق بتهديد الهوية العربية من خلال اللغة العربية، حيث بات تواصل معظم الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني عبر اللهجة العامية او اللغة المهجنة بالانجليزية (الانجليزي المعرب).
وأشارت السالم إلى ان انتشار الانترنت يبلغ 85% في الكويت، وأتت الكويت في المركز الاول لانتشار موقع تويتر بين دول العالم، في آخر الدراسات لجامعة نورث ايسترن، لأسباب اقتصادية وتعليمية واجتماعية متعددة. وتشير آخر الاحصائيات الى ان انتشار الهواتف النقالة بلغ 140% في الكويت، اي ان سكان دولة الكويت يملكون أكثر من هاتف نقال. إلا ان إمكانية استخدام الانترنت والهواتف الذكية للاطلاع والقراءة الكترونيا لا تعني بالضرورة ارتباطه بازدياد الثقافة.
مشيرة إلى كشف باحثين في جامعة هارفارد الامريكية ان المتعة التي يتلقاها الفرد عندما يشارك الآخرين معلومات عن حياته فإنها تنشط أجزاء في الدماغ تعطي ذات المتعة التي يتلقاها الفرد عند الأكل والحصول على المال والحب. واذا ما نظرنا لحال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب لرأينا ادمانهم على مشاركة متابعيهم تفاصيل حياتهم، خصوصا بعد ظهور برنامج سناب شات الذي جعل الشباب يتنافسون في إظهار حياتهم ومنازلهم وطريقة عيشهم.

الكويتيون يغردون في السياسة
ومن خلال دراسة أجرتها السالم على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من الكويتيين في شهر رمضان تبين التالي:
أثبتت النتائج أن 32% من التغريدات كانت سياسية، فيما كان 21% من تغريدات المواطنين عن رمضان وكل ما يتعلّق بهذا الشهر الفضيل، من مواضيع القرقيعان والتهاني الخاصة. وبيّنت الدراسة أن 12% من الكويتيين تحدثوا عن البرامج التلفزيونية والمسلسلات الدرامية في رمضان، والتعليقات حول أداء الممثلين والنصوص والاخراج والأحداث الدرامية والإخراج والتي جاء بعضها في قالب كوميدي، والآخر كان نقاشا وتحليلا للمشاهد والبرامج التلفزيونية.
وأثبت التحليل أن تغريدات 12% من المواطنين انحصرت في أعمال الخير، والتذكير بالصلاة وأوقاتها، والزكاة، والدعاء، وكل ما يتعلّق بالأعمال الخيرية، وطرق التبرع وأماكن تجميع التبرعات، ووجبات إفطار الصائمين. كما بينت النتائج ان 8% من التغريدات كانت حول الطعام وكل ما يتعلق بوصفات الطبخ والمطاعم وموائد الافطار. وبينت نتائج الدراسة ان 8% من تغريدات الكويتيين كانت عن الأحداث الدولية وما يحدث في سورية والعراق وغزة. كما اشتملت على تغريدات الاشخاص الذين يريدون توعية المجتمع بما يحدث دوليا من خلال بث صور الاطفال وغيرها، كما اشتملت على تغريدات تنتقد الأحداث العامة. أما النسبة الأقل من تغريدات الكويتيين فكانت من نصيب كأس العالم واحداثه، حيث بينت النتائج ان كأس العالم وأحداث المونديال شملت 7% فقط من تغريدات الكويتيين.

تحليل لغة الشباب
وفي ورقته بعنوان «استخدام أنظمة التحليل الحاسوبية لتحليل لغة الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي» يؤكد د. صلاح الناجم أهمية تحليل لغة الحوار على الشبكات الاجتماعية، إذ يمثل الحوار الذي يدور على وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة حية لاستطلاع الرأي، وللتأكد من اتجاه الرأي العام أو اتجاه فئة معينة من المجتمع مثل الشباب. كما يعد الحوار الذي يدور على الشبكات الاجتماعية والأنشطة التي ترتبط بها من المؤشرات الأساسية لقياس الأداء KPIs والمستخدمة من قبل متخذي القرار والجهات الحكومية للتأكد من تحقيق الأهداف الإستراتيجية لإستراتيجياتهم السياسية والإعلامية.
وللتدليل على أهمية تحليل لغة الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي، استعرض د. الناجم نماذج لمؤسسات ومنظمات عالمية اهتمت بتحليل لغة التواصل مثل:
حكومة مدينة هيندنبرج – ألمانيا
تمكنت من فهم اتجاهات الرأي العام Public Opinion Trends والمزاج العام Public Sentiment على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت أيضا من التعرف على الشائعات المضللة بشكل مبكر قبل استفحال أثرها عن طريق تزويد المواطنين بالمعلومات الحقيقية التي تدحض هذه الشائعات.

وكالة الأمن الوطني الأمريكية
تمكنت من الحصول على تحذيرات مبكرة عن أي هجوم إرهابي كيميائي محتمل من خلال تحليل ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل علاقة متحدثين معينين مع متحدثين آخرين، وما يدور من حوار بينهم حول موضوع الإرهاب.

وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
تمكنت من التعرف على التغير في المواقف بناء على تنوع الثقافات من خلال تحليل ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام أكثر من لغة، تم كذلك تحليل المزاج العام تجاه موضوعات معينة مع تحديد المؤثرين وعلاقتهم بهذه الموضوعات وربطهم بمتابعيهم.

هيئة الأمم المتحدة
حددت مدى علاقة ارتفاع معدل البطالة مع ازدياد الحديث عن موضوعات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت الهيئة أن زيادة معدل الحديث عن موضوعات مثل تقليل الصرف على المشتريات الغذائية وغيرها من الأساسيات وتغيير طريقة استخدام المواصلات إلى وسيلة أكثر توفيرا يمكن أن تتنبأ بزيادة وشيكة في معدل البطالة.

الثقافة التقليدية والافتراضية
وتحت عنوان « ما بين عالمي الثقافة التقليدية والافتراضية» يرصد م. بسام الشمري نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لجائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية الإحصائيات التي تشير إلى وجود ملياري مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم منهم 250 مليون مستخدم من الدول العربية، ويتصدر الفيس بوك قائمة الأعلى استخداما في الوطن العربي بنسبة 87 في المائة يليه تويتر بنسبة 53 في المائة ثم اليوتيوب 39 في المائة ثم الإنستجرام 34 في المائة، وأصبح من السهولة اليوم رصد المستوى الثقافي لأي إقليم أو دولة أو مجتمع بل لأي فرد دون عناء.
ورصد الشمري في ورقته تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والشباب في الكويت والخليج من عدة زوايا مهمة مثل السلوك والتغييرات التي طرأت عليه والفوائد التي يجب التركيز عليها واستغلالها وتسخيرها لخدمة المجتمعات والمؤسسات والمواد الأكثر انتشارا وتفاعلا بين الشباب والمخاطر التي يجب تجنبها والتوعية حولها مثل التجنيد والإرهاب واستغلال الأطفال وبث الإشاعات والأخبار الكاذبة والفتن والطائفية والفئوية وغيرها، وسيجري قياس مستوى هذا التأثير من خلال عمل مسح ميداني يرصد التطبيقات والبرامج المستخدمة حاليا للدخول على وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها برامج الدردشة مثل الواتساب والإنستجرام والتويتر والفيس بوك واليوتيوب والسناب شات وجوجل بلس وغيرها، وكذلك عدد مرات الاستخدام ومدة الوقت المستغرق خلال اليوم الواحد، حيث وصلت النسبة لدى البعض إلى درجة الإدمان.
ويرصد المسح أيضا مدى نسبة السلبيات التي يتعرض لها المستخدمون مثل الكذب والابتزاز والطائفية والفئوية والعنف الفكري والانضمام إلى مجاميع ذات أهداف غير إصلاحية. ومن جهة أخرى، يبرز مدى نسبة الإيجابيات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التفكير في إنشاء مشروع ما وتسويق الأفكار والمشاريع والدراسة وتبادل المعلومات وتطوير الأفكار والمبادرات والأعمال الخاصة والعامة وغيرها الكثير من الفوائد الأخرى.

مداخلات
وفي ختام الجلسة تداخل بعض الحضور حول محور «لغة الشباب» على مواقع التواصل الاجتماعي:
حسـين أمـين: نحـن إلى أيــن؟ وهـل يتطلب تحليل المرئيات دراسة خاصة غير تحليل المعلومات؟ وهل هناك سياسيات لاستغلال الجهود المهدرة في العمل الفردي؟
شريف اللبان: يجب التوجه نحو انشاء مراصد لتحليل المعلومات والمرئيات لجهة دعم اتخاذ القرار، بحيث يكون الوزير المختص أو حتى الحكومة بكاملها على اطلاع مباشرة بلغة الشائعات والحوار الدائر على مواقع التواصل، ومن ثم يمكن التدخل في الوقت المناسب واتخاذ القرار المناسب.
د. محمد بوحجي: عندما نتحدث عن التغيير والتطوير لا بد من طرح نماذج جادة وناجحة لأن الكل يتحدث عن التغيير ويتمناه، لكن في نفس الوقت لا يفعل شيئا يدل على رغبته في التغيير.
د. أنور الرواس: إدمان المواطن العربي على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يعزى إلى مشاكل أسرية واقتصادية ونفسية، وليس بالضرورة إلى أسباب ايديولوجية كما تشير أوراق الجلسة.
انتصار البدر: هل ادمان الشباب على مواقع التواصل طفرة وستنتهي أم أنه حالة مستمرة؟ وكيف يمكن العمل على حل مشكلة اليونسكو في ضعف لغة التواصل العربية لدى الانسان العربي؟

 

الشمري والمعايطة حاضرا في الجلسة السادسة الجماعات المتطرّفة توظف وسائل الاتصال الإلكتروني لتجنيد الشباب

فايز الشهري: الخدمات الاتصالية تشكل حلقة الوصل بين معتنقي الأفكار المضللة والأتباع الذين يعيدون نشر هذه الأفكار بدورهم

سميح المعايطة: التطور التكنولوجي يتم استغلاله من قبل التنظيمات المتطرفة بشكل واسع وباتجاهات مختلفة                                     
المخططون لم يلتفتوا في المجتمع العربي إلى خطورة تجذّر الثقافة المشوشة القادمة عبر الشاشات والتي يستهلكها ملايين الشباب
علينا الحضور الإيجابي في الفضاء الإلكتروني لتحقيق التوازن ومنع تضليل الأجيال الناشئة

كتب: عادل بدوي
ناقشت الندوة في الجلسة السادسة محور «توظيف الجماعات المتطرّفة لوسائل الاتصال الإلكتروني لتجنيد الشباب» وتحدث فيها كل من: د. فايز الشهري من السعودية، وسميح المعايطة من الأردن، وأدار الجلسة الصحافي خالد الجابر.
وفي ورقته المطولة استعرض د.فايز الشهري عدة محاور مهمة منها، استخدامات شبكة الإنترنت في ترويج الانحراف، وخصائص الإنترنت الجاذبة للمتطرفين، ونشأة التطرف الالكتروني وتطوره، وتطرق إلى ظاهرة التجنيد الذاتي المؤدي للإرهاب، وسبل التجنيد الفكري للشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واستعرض أسباب ضعف المواجهة الإلكترونية لجماعات التطرف والإرهاب، ودور التشريعات في الحد من التطرف والتجنيد الإلكتروني، وسبل توظيف الشبكات الاجتماعية في التحصين والوقاية، وقاعدة إعادة بناء مرتكزات الفكر الوسطي والقناعات المعتدلة، والعديد من المحاور الاخرى التي تتمحور تحت عنوان الورقة.
ويستعرض الشهري في ورقته للحالة التقنية وتوظيفها في مجال التطرف، مشيرا الى المنافع الجمة لشبكة الإنترنت وتطبيقاتها، وما أضافته الهواتف الذكية من تسارع في استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي التي أثرت في مسيرة عصر المعلومات والمعرفة التي يحتاجها العالم العربي أكثر من غيره.

الإنترنت والانحراف
ويقول الشهري: تتميز الإنترنت بالعديد من الخصائص التي جعلتها مكانا جاذبا، سواء لطبيعتها الاتصالية التواصلية بالنسبة إلى المتطرفين أو لإمكاناتها في حشد الأنصار أو بوصفها مكتبة لا تغلق أبوابها على مدار الساعة لنشر الفكر المخالف للسائد. وهكذا باتت هذه الشبكة العالمية مكانا جاذبا لهذه الجماعات والتنظيمات على اختلاف مشاربهم وأهدافهم ومن هذه الخصائص أنها أسرع وسائل الاتصال الجماهيري انتشارا وأكثرها تداولا بين الشباب، وانها وسيلة جاذبة للشباب أكثر من غيرها من وسائل الترفيه والاتصال، وتسمح بإنشاء مواقع لرموز الفكر المتطرف وتفسح في المجال للتواصل مع المؤيدين لأفكارها، وتشكل الخدمات الاتصالية حلقة الوصل بين معتنقي الأفكار المضللة والأتباع الذين بدورهم يعيدون نشر هذا الفكر في دوائرهم الخاصة. وقد لعبت الإنترنت دورا كبيرا في نشر وترويج ثقافة التطرف والعنف منذ سنواتها الأولى وحتى في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا استفادت الجماعات العرقية والعنصرية من فضاء الشبكة ووضعت أطروحاتها عليها منذ منتصف التسعينيات ولم يتوقف المد المتطرف على الشبكة من مختلف الثقافات والأعراق.
وأصاف: لم يلتفت المخططون في المجتمع العربي كثيرا إلى خطورة تجذّر الثقافة المشوشة القادمة عبر الشاشات والتي يستهلكها ملايين الشباب العرب في ظروف ثقافية اقتصادية وسياسية معقدة. وحيث إن هؤلاء الشباب هم المستخدمون الرئيسيون للإنترنت فقد كانت المطالبة المبكرة بأهمية البدء بالسؤال عمّا يطالعه هؤلاء الشباب وتحليل «حجم» مساهمة المحتوى الإلكتروني (الوافد من كل مكان) في تشكيل المعرفة وبناء الفكر السياسي للشباب.

أرقام وإحصائيات
وتابع: وحول أطرف الإحصائيات التي يتداولها نشطاء الإنترنت تلك التي تقول: بينما يولد حوالي 350 ألف طفل حول العالم يوميا، يباع في ذات اليوم 525 ألف جهاز «آي فون» وما يقارب 1.5 مليون جهاز أندرويد. وفي المملكة العربية السعودية أظهرت نشرة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية أن عدد مشتركي خدمات الاتصالات المتنقلة (الهاتف الجوال) قد بلغ 54 مليون مشترك بنهاية الربع الثالث من عام 2015. وتشير الأرقام الدولية إلى تزايد عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف الذكية بشكل مطرد في كثير من الدول العربية. وتقدر مؤسسة البيانات الدولية (IDC) في تقرير جديد (ديسمبر 2015) أن 3.2 مليار شخص، أي 44% من سكان العالم سوف يتصلون بالإنترنت في عام 2016. ومن بين هذا العدد سيكون هناك أكثر من 2 مليار سيتصلون بالإنترنت عبر الهواتف الذكية (المتنقلة).

التجنيد الذاتي
وحول ظاهرة التجنيد الذاتي المؤدي للإرهاب يقول الشهري: ظهر مصطلح التجنيد الذاتي للإرهابيين Self - Recruitment مع انتشار العمليات التي ينفذها أفراد معزولون عن التنظيمات ولكن يتبنون أفكارها، ويهدون هذه العمليات لزعماء التنظيم الموالين له فكريا. وقد انتشر هذا المصطلح بشكل أوسع مع تزايد عمليات «أفراد» متطوعين ذاتيا، ولكنهم يرون أنفسهم جزءا من تنظيم «داعش». ويعرف هذا النوع من التجنيد الذاتي تحت مصطلح «الذئاب المنفردة»، ويطلق على عناصر متشددة ومتطرفة، موجودة داخل الدول كخلايا نائمة، لا يربطها بالتنظيم الأم (داعش) أي هيكل تنظيمي، لكنها تستقبل إستراتيجياته وأيديولوجياته العامة، والأهداف التي يضعها التنظيم، ويستخدمها لتنفيذ عمليات إرهابية داخل هذه البلدان. وتشمل «الذئاب المنفردة» الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة، التي تتحول تدريجيا إلى عناصر فعالة تقدم على تنفيذ عمليات إرهابية.

«داعش» ومواقع التواصل
واختتم الشهري ورقته باستعراض دراسة أصدرها معهد «بروكينغز» في مارس 2005، قدرت عدد حسابات «داعش» على «تويتر» بين 46 ألفا و90 ألفا حساب على «تويتر»، ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر 2014. وهذا الرقم يعد صغيرا وفق الدراسة، مقارنة بمجموع مستخدمي «تويتر» – آنذاك- والبالغ عددهم 307 ملايين شخص. ومع ذلك، فإن هذا العدد من الحسابات كان كافيا لإيصال الجهود الدعائية التي يشنها «داعش» إلى مستوى وسائل الإعلام الدولية. وتؤكد الدراسة أن قدرة «داعش» على الحفاظ على وجود فعال على وسائل الإعلام الاجتماعية أظهرت درجة ملحوظة من التطور التنظيمي. وتؤكد كل المؤشرات أن وسائط التواصل الاجتماعي قد أصبحت اليوم أهم الأدوات التي يستخدمها الإرهابيون لنشر فكرهم التكفيري، وتجنيد الشباب وإغوائهم للسفر إلى مسارح الحروب والفتن، كما تستخدم المنظمات الإرهابية هذه الوسائط في التحريض على الأنظمة السياسية والحكومية ونشر الدعايات المضللة والشائعات الكاذبة لتشويه صورة الحكام والعلماء وكل ما يعارض الإرهاب وفكره. حيث تستغل جماعات العنف فضاء الشبكات الاجتماعية وإمكاناتها المختلفة لتوسيع دائرة التجنيد والوصول إلى شرائح جديدة، وكذلك مناطق جغرافية جديدة. وعبر سلسلة من الرصد والمتابعة، يتم إدخال الشاب القابل للاستقطاب في طريق التطرف، ثم الإرهاب.

الحشد الإلكتروني
وفي ورقة حملة نفس عنوان المحور السادس يقول سميح المعايطة: لقد أحدث التطور التكنولوجي قفزة نوعية في عمل التنظيمات العسكرية، خصوصا المتطرفة منها، وقدم لها خدمات نوعية على صعيد عمليات الحشد وبناء الرأي العام المؤيد، أو عمليات التجنيد واستقطاب الأعضاء الحاملين لفكر التنظيم والمستعدين لخدمه أهدافه.
وتابع: تؤكد الوقائع أن التطور التكنولوجي يتم استغلاله من قبل التنظيمات المتطرفة بشكل واسع وباتجاهات مختلفة ابتداء من التنقيب عن المعلومات أو مهاجمة الخصوم إلى الحشد والتجنيد. وتعتبر فئة الشباب في كل المجتمعات الأكثر تعرضا لعمليات الاستهداف الإلكتروني باعتبارهم الأكثر استخداما للإنترنت وهم الأقل خبرة بحكم العمر الزمني والأكثر حماسا وتأثرا وأيضا ميلهم للتغيير، حيث تعمد هذه التنظيمات إلى تضليل الشباب وكل المستخدمين بالفكر غير السوي والقراءة غير الناضجة للنصوص الشرعية، أو تصوير ما تقوم به هذه التنظيمات على أنه بناء لدولة الإسلام ودفاعا عن حرمات وحقوق المسلمين بينما معظم الضحايا من المسلمين.
ولعل ما تقوم به عصابة «داعش» مثلا من تصوير لما يسمى دولة الإسلام بأنها دولة العدل والرفاه وأن التنظيم يحقق الانتصارات على أعداء الإسلام، وهذا يمثل بعضا من التضليل وأدوات التجنيد. وحتى عمليات الإعدام وقطع الرؤوس فإن التنظيم يعتبر جزءا من محاولة مخاطبة حماس الشباب وأيضا مخاطبة النزعة للعنف لدى البعض ممن يمارسون العنف خلافا للقانون في دولهم.
وفيما أثبتت الدراسات فإن الفيس بوك واليوتيوب هي الأكثر استخداما، إضافة إلى تويتر، يختتم المعايطة ورقته بالتأكيد على الحاجة إلى جهد منظم لمواجهة هذا العمل السلبي من هذه التنظيمات من خلال عملية استثمار منظمة وعلمية لوسائل التواصل، وتقديم مادة علمية في الرد على ما تقدمه هذه التنظيمات من آراء ومواقف وأفكار، والتواجد الكثيف الإيجابي على الفضاء الإلكتروني لتحقيق التوازن ومنع التضليل للأجيال.

مداخلات
خليل حيدر: الإرهاب ظاهرة موجودة في العالم العربي والاسلامي ودول أوروبا واستراليا، وأهم سبب لانتشار الارهاب هو عدم اعترافنا بأن لدينا مشكلة في فهمنا للدين ومشكلة في الثقافة العامة والأسرة والمدرسة والمجتمع... لكن من يجرؤ أن يتكلم؟! والتغيير يبدأ من ثقافتنا الداخلية.
د. شريف اللبان: أرجو الاطلاع على التجربة الصينية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لديهم موقع خاص يشبه تويتر عندنا، وموقع آخر يشبه الفيس بوك، ومحرك بحث خاص بهم اسمه «علي بابا»، وتساءل: لمَ لا نصنع نحن العرب شبكات خاصة بنا؟!
د. محمد السليمي: لدينا مخاوف غير مبررة وتم تكبير خطورة مواقع التواصل الاجتماعي لدى العرب، والسؤال الموضوعي الآن: كيف نحول تطبيقات الانترنت إلى وسائط مفيدة وايجابية وليست سلبية؟! وكيف نواجه عمليات التجنيد والاستقطاب على مواقع الاتصال للفكر المتطرف؟!
د. عبدالخالق عبدالله: الانترنت قاطرة حياة منطلقة، هذا ما قاله د. فايز الشهري ثم يفاجئنا بعد ذلك بإعلان انسحابه من «تويتر»، ويذكر 10 سلبيات لمواقع الاتصال والتواصل لماذا؟!
د. انتصار البناء: هل نحن عاجزون عن تتبع مصادر تجنيد الشباب الى الأفكار المتطرفة على مواقع التواصل، مثلما يفعل الغرب ومعظم دول العالم؟ ومثلما استطاعت ايران ابان الربيع الفارسي عام 2009 عندما رصدت 13 حسابا على الفيس بوك تشعل الأمور في الداخل الايراني، وتبين أن مصدرهم اسرائيل؟!
د. آمال قرامي: نحن في تونس نستخدم مفردة «استقطاب» بدلا عن «التجني»، بما يوحي بالانخراط في الشيء، وبالنسبة لما طرحه د. الرواس من أن الانخراط في داعش قد يكون لأسباب اسرية أو اقتصادية، فهذا يسقط عامل الدعوة للتنوير الذي طرح في أوراق الندوة.
د. حسن الموصدق: كيف نواجه إعلام داعش وأدواته في مخاطبة الجماهير، في حين أن معظم الشباب العربي المهاجر يعيش حالة من البؤس والفقر والأوضاع الحياتية الصعبة؟!
عدنان الصالح: كيف نجعل من الشباب العربي عاملا فعالا وبناء لمواجهة الأفكار المتطرفة في المنطقة العربية؟
د. أنور الرواس: هناك ضغوط كبيرة تتعرض لها المنطقة العربية ولا بد من قرارات سيادية تتخطى مناقشاتنا في مثل هذه الندوة.

 

اللبان وقرامي حاضرا في الجلسة السابعة

العلاقات الإنسانية .. «إيجابيات وسلبيات»

أسرار بناء العلاقات الشبابية في مواقع التواصل الاجتماعي

قرامي: مستوى الدراسات الميدانية في مجال التقنية بالعالم العربي مازال محدودًا                                      

اللبان: ضرورة حوكمة مبادئ ومحتوى شبكات التواصل الاجتماعي

كتب: ياسر أبو الريش
لليوم الثاني على التوالي استمرت الجلسات النقاشية المسائية للندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي في دورته الــ 22، والتي تأتي تحت عنوان «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي .. الفرص والمخاطر».
وناقشت الجلسة السابعة بناء العلاقات بين الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي، والمخاطر والاشكاليات التي تواجهها تلك المواقع.
وحاضر في تلك الجلسة الباحثة د. آمال قرامي من تونس، والباحث الدكتور شريف اللبان من مصر، وأدارها أسامة الرنتيسي.
في البداية قالت د. آمال قرامي إنه على الرغم من التفاوت الملحوظ بين البلدان والأجيال في مجال استخدام وسائل التواصل الجديدة فإن سرعة انتشار هذه الوسائط من جهة، وهيمنتها على حياة شرائح كبيرة من المجتمعات الحديثة، من جهة أخرى دفعت الدارسين الغربيين والمتخصصين في مختلف العلوم إلى الانكباب على التمحيص في سلوك الأفراد وأشكال تعبيرهم وتفاعلهم مع الآخرين في الفضاء الإنترنتي والنظر في مختلف الأبعاد الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية للتواصل الاجتماعي.
لافتة إلى أن هذا الجهد المبذول في المجال الأكاديمي الغربي لا يقابله جهد مماثل في «العالم العربي»، إذ يعسر العثور على المؤلفات أو المقالات العلمية المعمقة التي تتناول بالدراسة أسباب الشغف اللامتناهي بشبكات التواصل الاجتماعي، ونسق تطور أشكال التفاعل داخل هذه الشبكات، وكيفية تفكير أجيال الإنترنت وتصرفهم داخل العالم الافتراضي، وكيفية تنقلهم من نظام التواصل في مواقع التواصل الاجتماعي إلى نظام التفاعل الاجتماعي في الواقع، وكيف تنتقل الممارسات وأنماط السلوك الذي يتعلمه الفرد في المواقع التواصل الاجتماعي من هذا الفضاء إلى الواقع إلى غير ذلك من المواضيع.
معتبرة أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد فضاء لتجسيد المواطنية الفاعلة وبناء العلاقات مع الآخرين وتعلم قواعد العيش معا. وما يسترعي الانتباه في هذا التفاعل أنه يتم من خلال أشكال متعددة منها: تبادل التجارب، وإبداء الرأي، وإعادة نشر الأخبار أو الصور أو مقاطع الفيديو وغيرها من المواد المتداولة فضلا عن الاطلاع على النصوص المتنوعة ومناقشة عدد من المواضيع وتكوين رأي عام حول عدة قضايا واتخاذ موقف مما يجري في المجتمع من أحداث إلى غير ذلك.
واعتبرت أن مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بقدرة الجذب فهي تحرك فضول الشباب وتثير رغبة لديهم في استخدامها وتغريهم بسرعة تنفيذ ما يطمحون إلى تحقيقه، وتفتح أبواب العالم أمامهم. ولئن بدا هذا الفضاء الافتراضي جديدا في هيكلته ومختلفا عن وسائل التواصل المعروفة فإنه لا يخرج، في الواقع، عن القواعد الاجتماعية والمعايير السائدة.
وقالت القرامي إن حضور فئات من الشبان في مواقع التواصل الاجتماعي أظهر رغبتهم الملحة في تجاوز العراقيل وإصرارا على رسم معالم الغد وامتلاك حق الاختيار وتطوير منظومة العلاقات الاجتماعية بما يخدم الرقي بالإنسان.
وأضافت: المنظومة الاتصالية الجديدة افضت إلى إرباك منظومة القيم والـتأثير فيها وخلخلة النسيج الاجتماعي وتغيير نمط العيش واحتياجات الناس وبنية العلاقات الاجتماعية، وتحديدا العلاقات الأسرية يكفي أن نتذكر في هذا الصدد ارتفاع نسبة الطلاق بسبب الخيانة أو على خلفية عقد علاقات صداقة وغيرها.
أما النتائج المترتبة على الانخراط في شبكات تواصلية ذات توجه ديني متطرف أو الدخول في علاقات مشبوهة كالانتماء إلى شبكات استغلال الأطفال جنسيا أو الاتجار بالبشر أو شبكات الدعارة أو غيرها فإنها تجمع في ارتكاب الجرائم واستشراء «ثقافة الظل» وازدواجية السلوك والرياء الاجتماعي وغيرها من الممارسات والتصرفات المرضية التي تنم عن وجود أزمات متعددة: أزمة علائقية بين الناس، وعطب في التركيبة الشخصية، وخلل في مناهج التربية والتعليم وغيرها».
وختمت بالقول إن الاهتمام بأشكال تواصل الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي يمثل مقياسا لمعرفة أوضاع المجتمعات: غياب فضاءات الحوار والنقاش وإبداء الرأي وهوامش حرية التعبير داخل الأسرة وفي المؤسسات التربوية والتعليمية والسياسية وغيرها. فنحن اليوم إزاء مشهد جديد مُخبر عن تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية معقدة، وما الشبان إلا حلقة من الحلقات التي تمكن الدارسين من فهم الظواهر. فإذا تأملنا في شبكة العلاقات تبين لنا أن العلاقات الاجتماعية المباشرة باتت تتجاور مع علاقات اجتماعية أخرى لا تُبنى في الواقع المعيش، بل في مواقع التواصل الاجتماعي، ومعنى هذا أن العلاقات التي تتأسس داخل شبكات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تعوض العلاقات الاجتماعية المباشرة، لأن وعي فئة من مستخدمي هذه المواقع يحصنهم في حين أن سياقات أخرى تجعل فئة أخرى تحتمي بهذه المواقع التواصلية، لأنها عجزت عن تحقيق المرام في الواقع المعيش.
مشيرة إلى أنه وبقطع النظر عن دوافع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فإن الدراسة قادتنا إلى تبين ملامح الثقافة الشبابية التي تتبناها فئات تنتمي إلى طبقات اجتماعية، ولها انتماءات أيديولوجية وسياسية مختلفة. وهذه الثقافة الفرعية الشبابية دالة، في نظرنا، على أن التحولات تتجاوز أشكال التعبير والتواصل إلى منظومة القيم والبنية الذهنية وآليات التفكيك وطرق التأثر وكيفية الـتأثير في الآخر وغيرها من العوامل التي بإمكانها أن تكشف عن طرق وأساليب تشكل بنية العلاقات الاجتماعية المستقبلية ومنظومة القيم المتحركة.
بدوره أكد الدكتور شريف اللبان أن «الإعلام البديل» يمثل جرس إنذار لوسائل الإعلام التقليدية من جرائد ومجلات وقنوات التليفزيون التي يشعر الناس بالإحباط تجاهها والشك في مصداقيتها والانزعاج من صعوبة الوصول إليها أو التأثير فيها، وعدم المشاركة في صياغة رسائلها الإعلامية، وهو ما يجب أن يدفع المؤسسات الإعلامية العربية إلى التخلص من الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها عبر العقود، كما يحتاج الإعلاميون إلى وقفة صادقة وجهود جبارة لتصحيح أخطائهم وزيادة مصداقيتهم وتطوير ارتباطهم بالشارع وفتح أبوابهم للآراء الأخرى، وهي الوقفة والتوجه اللذان حرصت عليهما بعض الصحف الخاصة في مصر على سبيل المثال.
وأشار إلى أن البعض يرى أنه رغم عديدٍ من المشكلات التي يئن تحت وطأتها الإعلام التقليدي فإن «الإعلام البديل» يعاني أيضا من مجموعة من المشكلات الأخرى قد لا تجعله الحل الأمثل، وقد تجعله أكثر خطرا على المنظومة الثقافية للأمة العربية، حيث يعاني الشارع العربي من مشكلات جمة في التفكير تجعل آراءه أقرب إلى السطحية والتعميم ومرتبطة أكثر بالشائعات والشعارات الأيديولـوجية التي تلاقي هـواه، حتى لو لم يقـف المنطق إلى جانبها ولم يؤيدها التاريخ والعلم.
وأضاف: تتسم مواقع الشبكات الاجتماعية بعديدٍ من السمات كالاندماج والمشاركة والانفتاح وغياب الحدود، والنمو الكبير الذي شهدته مواقع الشبكات الاجتماعية يفرض عددا من التحديات على سياسات الإعلام التقليدية وما يتعلق بتنظيمها، فعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة لمواقع التواصل الاجتماعي فإن هناك عديدا من السلبيات والمخاوف المرتبطة بهذه المواقع، وتتمثل في الخصوصية وحماية البيانات وانتشار خطاب الكراهية والتحريض والبلطجة، وقضايا الملكية الفكرية أو حق المؤلف، وأيضا انتشار الشائعات المجهولة المصدر.
وحصر اللبان التأثيرات السلبية لهذه المواقع في مجموعة النقاط التالية:
- بث الأفكار الهدامة والدعوات المنحرفة والتجمعات الفاسدة.
- عرض المواد الإباحية والفاضحة والخادشة للحياء.
- التشهير والفضيحة والمضايقة والتحايل والابتزاز والتزوير.
- انتهاك الحقوق الخاصة والعامة.
وأضاف اللبان ان الخبراء شددوا على ضرورة مراعاة الأخلاقيات والأعراف العامة على شبكات التواصل الاجتماعي، وأن يتحمل كل مستخدم لتلك المواقع مسؤوليته، مشيرين إلى أن حرية التعبير التي أتاحتها الوسائل الاجتماعية تتطلب أن يراعي كل شخص ضميره فيما يكتب، وأن يفكر في أبعاد الكلمات التي ينشرها على صفحته أو حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يعمد إلى إثارة النعرات، أو ينشر كلاما قد يتسبب في إيذاء الآخرين. ولفت الخبراء إلى قوة التأثير التي باتت تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، على الرغم من أنها حديثة العهد، فخلال سنوات معدودة لم تعد محصورة في التواصل فحسب، إذ تعددت غاياتها لتضاهي قوة الوسائل الإعلامية في نشر المعلومات، وطرح القضايا والنقاشات، لذا ينبغي تحري الدقة في نقل الأخبار والمعلومات.
وطرح اللبان مبدأ حوكمة شبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية،
مشيرا إلى انها تُعد نظاما متكاملا من الأنظمة والقوانين والقرارات التي تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في الأداء من خلال تطبيق ثمانية مبادئ أساسية وهى المشاركة والموضوعية والشفافية والإيجابية والتوافق والمساواة والكفاءة والفاعلية والمسئولية والمحاسبة والرؤية الاستراتيجية، وربما كان مفهوم الحوكمة الإعلامية جديدا على العالم العربي ولكنه معروف في دول العالم الغربي وينظرون إليه باعتباره حضارة إنسانية ويعنى عملية اتخاذ القرارات وضمان الطرق المختلفة لتنفيذها، وقد انطبق على كثير من المفاهيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ثم بدأ تطبيقه على المفاهيم والأنظمة الإعلامية المختلفة.
وأضاف أن الحوكمة تعتمد على أسس ثابتة منها: «ضمان حق الوصول والمشاركة، والموضوعية، والشافية، والمساواة والتوازن، والتوافق».
بينما تتضمن الحوكمة اللاحقة للمحتوى:
المسؤولية والمحاسبة، والتي تعني قدرة وسائل الإعلام القانونية والأخلاقية والأدبية على القيام بمهامها أمام الجمهور، وخاصة عند اتخاذها قرارات بنشر أو إذاعة أو حجب معلومات معينة او استضافة أو استبعاد مصادر معينة وغيرها من الجوانب التي تفرض على وسائل الإعلام القيام بمهامها.
والكفاءة والفاعلية، والتي هي بمثابة الحكم النهائي الذي يمكن أن يصدر على الوسيلة والنظام الإعلامي.
والرؤية الاستراتيجية، التي تعني وجود تصور واضح لدى الوسيلة والقائمين عليها للمكان والمكانة التي يرغبون في أن تحتلها الوسيلة في المستقبل، وغني عن البيان أن غياب العناصر السابقة للحوكمة الإعلامية تعني أن النظام قد افتقد إلى الرؤية الاستراتيجية سواء في تفاعله مع مختلف القضايا والموضوعات أو حتى في قدرته على إرشاد وتوجيه اهتمامات الجمهور.
وأضاف أنه يمكن رصد ثمانية مستويات في مقياس مدى الالتزام بالحوكمة الإعلامية هي كما يلي:
1 - الاختلاف: يقصد به وجود آراء وتوجهات ووجهات نظر مختلفة على الوسائل والأساليب.
2 - الخلاف الضمني: وهو ما يمكن ان نلاحظه من خلال التحليل السياقي لإسهامات الأفراد والجماعات عبر الشبكة.
3 - الخلاف الظاهر: وهو مرحلة يعلن فيها الأفراد والجماعات عن خلافهم او خصومتهم ويكون لكل منهم توجهات مختلفة لكن يظل هناك نوع من الاحترام في إطار قبول الآخر.
4 - الهجوم من دون تجاوز: وهو مرحلة يبدأ كل طرف فيها الهجوم على أفكار ومعلومات وتوجهات الآخر.
5 - التحريض: وهو استخدام أسلوب الحث والإثارة والتحريك لدفع الفرد أو الجماعة لاتخاذ توجه أو سلوك معين.
6 - الإساءة بالتشهير: وهنا يبدأ الأفراد والجماعات اعتماد سياسة الهجوم بالتجريح والتشهير والاحتقار بهدف النيل من الآخر وإسقاطه.
7 - رفض وإنكار الآخر: وتختلف تلك المرحلة عن سابقتها في أنها ترفض وتنكر وجود الآخر سواء من تلقاء نفسها أو بالاستناد إلى قرارات وقوانين تحظر جماعات أو كيانات معينة.
8 - استباحة الآخر: وهي أسوأ مرحلة لأنها تمثل قاع الهبوط والتدني الأخلاقي حيث يصل الهجوم والإنكار والرفض إلى مرحلة استباحة الآخر، سواء ماله أو عرضه أو أسرته أو حتى حياته وإه0000دار دمه.

مداخلات                       
د. أنور الرواس – عُمان: نحن نطلق مفردات موجودة بدواخلنا في الجانب الايجابي، فنحن لسنا قضاة أو آلهة في هذه الأرض لنحكم إيجابا أو سلبا، ولكن هناك معطيات تدل على الصحيح والخطـأ، كما أن هناك تشريعات وأخلاقيات يجب الالتزام بها. وأي شخص يتجاوز الآداب والأخلاق العامة سيعاقب.
نحن حتى الآن لم نتخلص من الرقابة الذاتية في مؤسساتنا الإعلامية... ويجب أن نتخلص منها بسرعة.
فايز الشهري – السعودية: بعد كل جلسة نخرج بفائدة تقنية رائعة، كما أن لدي خشية من تطبيق الحوكمة، حيث انها أتت من السياسة إلى الشركات واتخوف من ألا تكتمل لدينا قواعدها، ولذلك لا يمكن تطبيقها وتفشل.
د. حسين أمين: كان هناك تلمس على موضوع الفوضى الخلاقة واستخدام الإنترنت في خلق هذه الفوضى، وأيضا استخدام الجماعات الإرهابية لفضاء الإنترنت، فكيف تمكن مواجهة ذلك، وما هي التكاليف اللازمة له؟
محمود حربي – مصر: هناك دول اهتمت بإنشاء الإدارات للإعلام الجديد وتلك الوسائل لكنها لم تستغلها بشكل كامل، كما لا توجد مشروعات حكومية لاستخدام تلك المواقع... فمتى تفكر الحكومات في تلك الخطوة؟
د. حسن الموصدق – المغرب: طرح موضوع حوكمة الإنترنت مسألة بالغة الأهمية ولكنها للأسف لن تكتمل بسبب نظام بروتوكولات الاتصال، حيث انها ليست بيدنا... هناك 13 خادما جذرية للإنترنت في العالم، 10 منها أمريكية.
الهوية التقليدية معروفة لكن بالنسبة للهوية الرقمية لا نملك المسافة الكافية لأنها متشظية متعددة، وليست هناك بحوث عربية لتحفيز الهوية العربية في هذا الاطار.

 

الجلسة الثامنة تروي نجاحات الشباب الكويتي

شهادات وتجارب وأفكار من واقع التواصل الاجتماعي

                                                                                                    
الناهض: إنتاجية الفرد تتأثر بعدد التطبيقات الموجودة على هاتفه

صالحة: مواقع التواصل في تركيا لا تعرف ما الذي تريده وما الذي تبحث عنه؟!                              

العيسى: مواقع التواصل أصبحت اللاعب الرئيسي في متغيرات حياة الشباب اليومية

القحطاني: الاستثمار في التقنية أصبح ضرورة ولدينا الخبراء
كتب: ياسر أبو الريش
بكلمات هادئة وأسلوب مختلف افتتح الدكتور محمد الرميحي الجلسة المسائية الثامنة؛ ليطلق العنان للأفكار لتنساب الشهادات والتجارب الكويتية وغيرها مع مواقع التواصل الاجتماعي في ندوة «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي .. الفرص والمخاطر»، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ 22.
وحاضر في تلك الجلسة من دولة الكويت الإعلامي عبدالوهاب العيسى والإعلامي داهم القحطاني والباحثة هند الناهض، وشارك من دولة تركيا الباحث الدكتور سمير صالحة.
في البداية أشار الدكتور سمير صالحة إلى أن العلاقة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسلطات الحاكمة في تركيا متوترة بشكل كبير، عازيا ذلك إلى التوترات والسجالات السياسية التي تحملها تلك المواقع.
وأضاف أن التجربة التركية تحمل معادلة المستخَدم والمستخِدم وهو موضوع يحتاج إلى المتابعة من قرب، لافتا إلى أن هناك العديد من العوامل أثرت على العلاقة بين هذه الأطراف.
وتساءل صالحة: من يحرك من في تركيا، هل تحرك مواقع التواصل الحكومة أم أن الحكومة هي التي تحرك مواقع التواصل؟ كما أن هناك نقطة أساسية في قلب التجربة التركية المستمرة، وهل التحرك يأتي من الداخل أم من الخارج؟ وذلك في ظل كثير من الأفكار والتوجهات التي تتبناها تركيا، كما أن لديها العديد من العلاقات الإقليمية والعالمية، كما أن لديها مسألة الحريات مثل حرية التعبير والرأي.
وأشار إلى أن تركيا لديها أزمة أخرى هي الصحافة التقليدية وأدوات التواصل الاجتماعي العاملة على أرض الواقع... من يملأ مكان من؟ موضحا ان لديها فراغا كبيرا تحاول تلك المواقع ملأه.
وأضاف أن الصحف التقليدية تحاول استرداد ما فقدته على الأرض جراء منافسة الوسائط الاجتماعية لها.
وأكد أن الخصوصية الفردية في تركيا لا تؤخذ بعين الاعتبار في التعامل مع مواقع السلطة الاجتماعية، لافتا إلى أن تلك السياسة لن تتم معالجتها في القريب العاجل في حين ستبقى التنظيمات والتشريعات والقوانين تأخذ بعين الاعتبار مصالح السلطة فقط، معتبرة انها تحتاج الى تدقيق وتحقيق ومراجعة.
وأشار إلى أن الأرقام في تركيا تدل على تنامي قوة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم شابان من كل ثلاثة وسائل التواصل لمدة 3 ساعات يوميا.
في حين أن المرأة أصبحت رقما كبيرا في تلك المواقع.

واختتم كلامه بالقول إن مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا لا تعرف ما الذي تريده وما الذي تبحث عنه حتى الآن؟!                          
من جهته قال الإعلامي عبدالوهاب العيسى إن مواقع التواصل الاجتماعي غزت المجتمع الكويتي، خصوصا شبابه، وباتت اللاعب الرئيسي في متغيرات حياة الشباب اليومية، فلا تخلو أي حركة أو خطوة في مجتمعنا إلا وكان لها انعكاس، سواء كان سلبيا أو إيجابيا، على مواقع التواصل، ونهدف من خلال هذه الورقة إلى ترتيب فهم القارئ لهذا العالم الجديد، وتسهيل آلية التحليل لانعكاسات هذا العالم في المستقبل.
وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي موجودة في المجتمع الكويتي منذ قرون، ولكن تطورت المنصات، فكان التواصل في السابق عن طريق الشعر، ومن ثم الديوانيات، وبعدهما تطور إلى الصحافة والإذاعة والتلفزيون، كل ما سبق يعتبر منصة من منصات التواصل الاجتماعي، وما نشهده اليوم هو دخول المنصات الإلكترونية إلى هذا العالم فقط لا غير.
لافتا إلى أن تلك المنصات الإلكترونية أيضا تطورت وتغيرت حتى أصبح التغير في المنصة هو العامل الثابت في التفاعل، وإليكم التطور في التعاطي الكويتي مع المنصات الإلكترونية:
- المنتديات، والمدونات، والفيس بوك، وتويتر، وإنستجرام، وسناب شات.
ويعتبر أهم عامل يؤثر على تغيرات وتطور المنصات الإلكترونية هو التطور التكنولوجي، وخصوصا في الهواتف الذكية التي أغنت المستخدم عن الحاجة إلى الـ Desktop.
وأشار العيسى إلى أن الدافع الرئيسي لدخول الكويتيين إلى العالم الإلكتروني والتفاعل معه بقوة هو المحظورات الاجتماعية، بمعنى مناقشة قضايا اجتماعية وسياسية خلف الشاشات لعدم القدرة على الحديث عنها في التجمعات المباشرة، وهذا ينطبق على كل المواضيع، وليس المقصود فيها السياسية فقط.
وأضاف: «تطور بعدها المجتمع، وأصبح يحارب الحسابات الوهمية، وصار أكثر جرأة في التفاعل، فأصبح اليوم من السهل على الفتاة الكويتية أن تنشر صورها إلكترونيا، وتضع هذه الصورة على رأس حساباتها الاجتماعية الخاصة، مع ذكر اسمها الكامل. وأصبح الشباب يناقش القضايا السياسية ذات السقف العالي، عبر حسابه الشخصي الذي يحمل اسمه الحقيقي وصورته.
وأكدت أن من إيجابيات مواقع التواصل رفعها سقف الحرية السياسية، وتوفير فرص عمل لكثير من الشباب الكويتي، وتوفير مدخول إضافي لكثير من الشباب.
كما فتحت الباب للمواهب الكويتية لإبراز إبداعاتها، وعززت الشفافية الحكومية، وساعدت أيضا على سرعة انتشار الخبر.
في حين أن من سلبيات مواقع التواصل: عدم دقة الأخبار وكثرة الشائعات، وتجاوز سقف الحرية والتعدي على حرية الآخرين. وأيضا سهولة استهداف الكويت من الخارج وإثارة البلبلة.
وأكد أن المجتمع سيعالج سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي مع الوقت، كما حارب أصحاب الحسابات الوهمية.
داعيا وزارة التربية إلى الحرص على توعية الأجيال القادمة من مخاطر هذه المواقع، وتثقيفهم بكيفية الاستفادة منها بشكل إيجابي. ومعتبرا أن مواقع التواصل فرصة إيجابية للاقتصاد الكويتي يجب أن تستغلها الحكومة.
وحكى العيسى قصته الشخصية قائلا: كنت مقدم برامج، وكانت الطلبات تنهال للقاءات والظهور الإعلامي وبعد 2011 تغير الأمر إلى طلب تغريدة على مواقع التواصل... وبدأت فكرة انشاء شركة لتلقي كل تلك الطلبات وتنفيذها بمقابل مادي.
وبدأت الشركة في 2011، واليوم حجم الصرف على هذا البيزنس 3 ملايين دينار وتأسست بعدها 6 شركات وتطورت الفكرة وأصبح المئات من المغردين يستفيدون ماليا بل وأصبحت مقاعدهم محجوزة في المؤتمرات الحكومية الكبرى، كما أسسنا شركة برأسمال 10 ملايين دولار، ووصلت شركة بوتيك لنقل 10 آلاف بضاعة، وتنافس كبرى المواقع.
وأغلقت «الوطن» وخسرت وظيفتي ولكن كسبت مشروعا الكترونيا رابحا.
بدوره قال داهم القحطاني إنه شارك في مواقع التواصل الاجتماعي مبكرا، حيث وضع مدونة باسمه في 2008، وكانت الفكرة ان الكاتب يتحمل مسؤولية كلماته، وشاركت في تويتر أيضا، لافتا إلى أن الكويت فيها دستور منذ 1962، وقانون الصحافة صدر قبل صدور الدستور.
واعتبر أن الكويت هي النموذج للحريات الصحافية، وفي 2006 انحرفت الحريات لتفضيل مصالح ملاك الصحف على الوطن، وبدلا من أن تكون السياسة لتحقيق منافع الدولة أصبحت لتحقق مصالح شخصية.
وفي تويتر أصبح هناك رأي محترم أجبرت الحكومة على سماعه، كما أن هناك أزمة ثقة بين الحكومة والمواطن.
مشكلتنا الحقيقية ان مجتمعاتنا لا تثق في أفرادها، فكيف تواجه الأمم الأخرى، ولماذا تلاحق المواطن على تغريدة كتبها؟ حيث اصبحت فرص النجاة من حقل ألغام أكبر من النجاة من قول رأي على تويتر.
وأضاف: «اطلقت حملة لموقع سناب شات لينقل الموقع ليلة القدر من مكة، وهو ما يدل على اننا أصبحنا مكشوفين وليست لدينا مواقع تعبر عن رأينا، والأمر نفسه حينما توقف موقع تويتر لم ندر إلى أي المواقع نذهب؟».
قائلا: «يجب أن نأخذ بالتنظير العلمي الصحيح، فنحن الآن لا نستطيع منافسة العالم في التطبيقات الحالية، فلماذا لا نخرج بتطبيق عربي عن طريق الاستثمار في تلك التقنيات، أغلب المواقع الموجودة حاليا هي مواقع لديها تعاون مع الاستخبارات الغربية لخبراء في اكبر معامل التقنية أغلبهم عرب فلماذا لا نستثمرهم؟».
معتبرا أن مشكلتنا الرئيسية لتراجعنا في مواقع التواصل هي الأنظمة السياسية التي تضع القيود والعراقيل. وأنه الآن اصبح تويتر في صلب كل شيء وأصبح واقعا لا بد من التعامل الجدي معه، وأصبح هناك أناس يموتون بسبب سوء الاستخدام والتواصل.
لا بد أن نتذكر أن الصورة مثلما هي مبهجة فإن هناك نظرة سوداوية وهناك ضحايا.
وأوضحت الباحثة هند الناهض أن هناك مصطلحا يضع الناس في استخدام وسائل تقنية سريعة، وهذا المفهوم هو وسائل في يد الناس يستخدمونها لمصلحتهم، سواء كانت شخصية أو مؤسسية أو غيرهما.
وأضافت أنه يجب الموازنة بين المخاطر والفرص، فالمخاطر تزيد من الفرص في استخدام وسائل التواصل حيث تعني بالعزلة الاجتماعية، حيث تسبب الادمان على استخدامها، فضلا عن تهديدها للأسر والمراهقين. ويعتبر دور الأسرة في ضبط مواقع التواصل دورا كبيرا، لافتة إلى أن انتاجية الشخص تتأثر بكمية التطبيقات على هاتفه الذكي.
وعن تجربة الكويت مع المواقع الاجتماعية قالت ان هناك تأثيرا ايجابيا، وهناك اقتصادا صغيرا يخرج من تلك المواقع، مثل موقع الانستجرام الذي يستخدمه الشباب الكويتي بكفاءة لعرض مشاريع وخدمات بسيطة لإدرار عائد.
لافتة إلى أن هناك أمورا ابداعية يمكن للشباب استخدامها وتعتبر فرصا جيدة يستخدمها الشباب الكويتي، مثل فن استخدام المكياج ولاحظتها في 2008، حيث قامت احدى الفتيات باستغلال مهارتها في فن استخدام المكياج، وانتشرت الظاهرة بشكل كبير.
وقالت ان وسائل التواصل تمكن الشباب من استغلالها بشكل كبير في المشاريع المتناهية الصغر.
كما تستخدم المواقع في موضوع التبادل المعلوماتي والافكار الإبداعية، وهي تعتبر فرصا استثمارية عالية. وضربت مثالا بهذه المشاريع الخدمية الالكترونية في الكويت. كما أن تلك المواقع تساهم في عمليات التعليم المستمر للأشخاص والبحث عن المعلومات والمعرفة، وهو ما جعلها تزيل الكثير من العقبات والعوائق أمام عمليات التعليم، حيث ان هناك العديد من المنصات الالكترونية تقدم مواد علمية دسمة من خلال عملية تنافسية.

أشادوا بأوراق العمل المشاركة فيها وثمنوا
رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب                                                                    

المشاركون في الندوة الرئيسية لــ «القرين» يطالبون بمدونة سلوك تحكم عمل شبكات التواصل الاجتماعي                           

الجابر: الأسماء المستعارة والاصطفاف على الهوية ومهاجمة المذاهب .. أخطر سلبياتها   

الجطيلي: علينا الاستفادة من التجربة الكويتية الثرية في استخدام وسائل التواصل

البناء: لا يوجد اشتباك على المحتوى العربي مع ما تقوم به تركيا

الرواس: مطلوب رؤية مختلفة في التعامل مع شبكات التواصل غير الإغلاق والرقابة

أبو دلامة: سقف الحريات في الكويت عالٍ .. وأحذر من «اللوبي الإلكتروني»

الرنتيسي: النماذج الإيجابية التي طرحها الشباب في الندوة تجعلنا مطمئنين على المستقبل

الموصدق: علينا الاستفادة من التجمعات والشخصيات العربية في الخارج

كتب: شريف صالح
وأكد أنور الرواس أن تركيا تدعي أنها ديموقراطية لكنها تسعى إلى إعادة سياسة الباب العالي، مشيرًا إلى اعتقال الصحافيين وإغلاق شبكات التواصل الاجتماعي، بينما العالم العربي، ورغم كل الانتقادات التي توجه إلى حكوماته، لم يقم بإغلاق شبكات التواصل. ودعا الرواس إلى رؤية مختلفة في التعامل مع هذه المنصات غير الإغلاق والرقابة وجر الشباب إلى المحاكم.
• وتحدث ناصر العرفج عن اللجنة الشبابية التابعة لجامعة الدول العربية التي يرأسها وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ودور تلك اللجنة في القيام بحملة «لا للعنف، لا للإرهاب»، كما أكد قوة تفاعل الشباب مع برامج الوزارة وأنشطتها التي نقلتهم من الافتراض إلى الواقع.
• وتساءل معتز سلامة: لماذا يطرح رواد الشبكات مدخلا فوق وطنيا وليس ضمن بنية الوطن رغم إمكانية المواءمة بين طرحهم والسلطات السياسية.
• وأشادت لولوة أبو دلامة بالسقف العالي للحريات في الكويت والذي أتاح عقد هذه الندوة وطرح العديد من الآراء الجريئة فيها، وحذرت مما تسميه «اللوبي الإلكتروني» الذي يشخصن الموضوعات ويبث الشائعات ويغرر بالشباب.
• وأكد أسامة الرنتيسي أن النماذج الإيجابية التي طرحها الشباب في الندوة تعطينا الاطمئنان على المستقبل، ودعا المسؤولين إلى الاستماع إلى هذه التجارب والاستفادة منها.
• ودعا الحسن موصدقني إلى الاستفادة من التجمعات والشخصيات العربية في الخارج للمساهمة في النهضة العربية، كما حذر من الجانب السلبي لمواقع الإنترنت، خصوصًا فيما يتعلق بانتهاك الخصوصية واختراقها.
• وأشارت بسمة إلى أن هناك تطورًا نوعيًا في تجنب المستخدمين لذوي الأسماء المستعارة، كما عبرت عن فخرها بمبادرات الشباب الكويتي في مجالات الميديا والثقافة.
• وأعاد خليل حيدر انتقاد التجربة التركية رغم أن تجربة الإسلاميين فيها لا تتسم بالتشدد الذي رأيناه من نظرائهم في العالم العربي، وتساءل عن غياب العلمانيين عن الساحة السياسية هناك!
• وأكدت هند الناهض على ما تقوم به وزارة الشباب في توثيق مبادرات الشباب ومشاريعهم، كما انتقد أيضًا ما تقوم به المواقع من اختراق للخصوصية.
• وعبر داهم القحطاني عن فخره بدستور الكويت وتجربتها الديموقراطية، لكنه أكد على تأثره بالواقع العربي وهمومه، وإن كان ذلك لا يمنع من التمسك بالتفاؤل.
• وأكد عبدالوهاب العيسى حرصه على توثيق المبادرات الكويتية وتوصيلها إلى الخليج والعالم العربي، مؤكدًا أن «الأون لاين» هو الخيار الوحيد أمام الشباب للابتكار والربح عبر الإجابة عن سؤال: ماذا ينقص الناس؟
• وأقر سمير صالحة بصحة الانتقادات للتجربة التركية، لكنه رأى أن هناك مبالغات في الأرقام والوقائع، مشيرًا إلى أن اتهام بعض الصحافيين يكون لأسباب جنائية وليست سياسية. مشيرًا إلى أنه توجد في تركيا أعداد كبيرة من القنوات التلفزيونية ومحطات الراديو والصحف. كما أوضح أن أردوغان فاز في العديد من المعارك على نشطاء شبكات التواصل ورضخ موقع جوجل لحذف أكثر من 12 ألف مقال بناء على طلب الحكومة التركية.

 

من خلال عرض مرئي قدمه في «محاضرة 15 غرزة»
خوري أثرى مدارك المهتمات بالتاريخ العريق للأزياء الفلسطينية


• مصمم أزياء شاب نجح في أن يلفت الانتباه إلى تصاميمه الحديثة والملابس التقليدية الفلسطينية.
• من مواليد القدس وترعرع في الأراضي الفلسطينية، وانتقل إلى لندن في العام 2008 لدراسة الأزياء.                      
• عمل مع جمعية «إنعاش» اللبنانية منذ عام 2009.
• أقام له عرض أزياء بعنوان «شهداء خيط الحرير» في لندن عام 2011.
كتبت: فضة المعيلي
ضمن فعاليات مهرجان القرين في دورته الـ 22، أقيمت «محاضرة 15 غرزة .. إعادة تقديم الغرزة التقليدية في التطريز الفلسطيني المعاصر» لعمر خوري في بيت السدو. وقد كان في مقدمة الحضور الرئيسة الفخرية لجمعية السدو الحرفية الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح، وجمع من المهتمات.
في البداية تحدث عمر خوري عن مشروعه الذي كان يتركز على ورشة بدأها السنة الماضية، وكان عباره عن الجزء العملي الخاص من بحث الماجستير الذي يتعلق بــ «علم الإنسان». ولفت خوري إلى أن المشروع يهدف إلى إحياء غرز تقليدية «مفقودة» وتسجيلها وتدوين طريقة إنتاجها في كتاب، حتى يتوافر للمطرزات والمطرزين المهتمين بهذا الفن العريق من روائع الماضي من داخل وخارج فلسطين.
وأوضح أنه لتطوير المشروع وقياس مدى نجاحه مع المتدربين، قام بالعمل مع جمعية إنعاش في مخيم الفلسطيني في لبنان، حيث قام بالعمل مع مطرزات لاجئات فلسطينيات، وبدأ في التدريب، وبعد ذلك انضمت 15 متدربة للمشروع، وكان يباشر تدريب المتدربات ويعلمهن كيفية إتقان عمل «الغرز» إلى أن تعرفت معظم المتدربات على التطريز الفلسطيني وشكله. وأضاف خوري أنه تخصص في التصميم، ولحبه المجال درس الماجستير تخصص «علم الإنسان» حتى يتعمق في الأزياء واللبس الفلسطيني على وجه الخصوص.
وعن طبيعة النشاط الذي أقيم في بيت السدو قال خوري: نظمت ورشة عمل صباحية شارك فيها بعض المهتمات، وتعلمن 3 غرز «قطب» من 15 غرزة. ولإثراء مدارك المشاركات من الجانب النظري قمت بإعداد محاضرة بعنوان «15 غرزة» تحدثت فيها عن تاريخ الأزياء الفلسطينية، وأيضا المحاضرة تعطي نبذة لا بأس بها عن كل غرزة مع تطعيمها بالصور الجميلة، وأيضا تحدثت عن أنشطة جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني.
وأشار خوري إلى أن «القطب» جميعها مازلت تستخدم في فلسطين، بعضها قطب عالمية لا تقتصر فقط على فلسطين، لكن الذي يميزها على الجانب الفلسطيني هو طريقة استعمالها، وترتيبها، وموقع تطريزها في أي قطعة. وعن أنواع «القطب» بيَّن خوري أنها كثيرة ومنها للزينة. وفي الختام علق خوري بأن المتدربات في الورشة الصباحية كن متحمسات، وأبدين رغبتهن في معرفة الكثير عن هذا الفن الذي يلمس المرء من خلاله تجانسا وتناسقا ينمان عن ذوق وإبداع ومهارة.
التطريز وأنواع الغرز                                  

يعتبر فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية المتوارثة عبر الأجيال، والتي تطورت مع مرور الزمن إلى حرفة؛ حيث توافرت فيها خصائص تتلاءم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. وقد رافق هذا التطور ابتكار نماذج جديدة ذات قيم جمالية عالية مستوحاة من أصالة هذه الحرفة.
كان التطريز التقليدي يتم على قماش الكتان المنسوج محليا باليد، والمسمى بالرومي أو الرهباني، أو نسيج هو مزيج من الكتان والقطن يسمى أحيانا بالقروي أو قماش من القطن المنسوج بحياكة خاصة لتسهيل عد الخيط وإظهار الغرزة بوضوح. وأشهر خيوط التطريز المستخدمة: الحريري، القطني، المقصب، خيط الماكينة، وتحمل الوحدات الزخرفية الفلسطينية رموزا أسطورية، تاريخية، فلكية، جغرافية شعبية، ورموزا مرتبطة بالأرض والخضرة والطيور، واستمرت حتى الآن كدلالة على الهوية والوجود التاريخي. وتعرف الغرزة باللهجة الفلسطينية الشعبية باسم «قطبة»، وهي الأساس الذي يعطي في النهاية الشكل العام للوحدات الزخرفية المطرزة. ومن أشهر الغرز المستخدمة: التصليبة، المد، التسنين، التحريري، غرزة الماكينة، غرزة زراعة الحرير، السنسال، اللف، التنبيتة، الزجزاج.


حاضر عنها البروفيسور كوراتولا ضمن مهرجان القرين
التنين من الصين إلى بلاد المسلمين
كتب: جمال بخيت                                                                       
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي وموسم دار الآثار الإسلامية الثقافي أقيمت مساء أمس الاثنين في مركز اليرموك الثقافي محاضرة بعنوان «التنين من الصين إلى بلاد المسلمين»، وحاضر فيها البروفيسور جيوفاني كوراتولا الأستاذ في جامعة أودين - بإيطاليا. قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش بدر البعيجان رئيس اللجنة التأسيسية لدار الآثار الإسلامية.
عرض المحاضر مجموعة كبيرة من الصور الملونة تناولت تحفا من مناطق مختلفة ومجموعات خاصة وقدم شرحاً حولها وكيفية وجود هذه الأيقونات خلال هذه الفترة المهمة في زمن الفن الإسلامي.
بداية قال كوراتولا إن إحدى فترات الفن الإسلامي المهمة، والتي حدث فيها نقل علوم الأيقونات بشكل مؤثر وكان ذلك في القرنين الثالث عشر والرابع عشر بعد أن غزت القبائل المغولية من الشرق وأنشأوا إمارات ونصبوا حكاما جددا مثل الاخاندنيين لكن تاريخ التنين (والأفعى، والحوت وغيرها من الحيوانات...) هو موضوع قديم للغاية. وهدف المحاضرة هو وضع صور قادمة من الشرق عبر «طريق الحرير» لكي تملأ الفراغ في مسألة علوم الأيقونات في الإسلام وعملية تطويع الأوصاف القديمة (مثل تلك التي نجدها في الشاهنامات) إلى الاعادات المكتشفة حديثا والتي ظلت بدون تعديل حتى وقتنا الحالي.. مما كون قصة تثير الشغف.
يذكر أن البروفيسور جيوفاني كوراتولا أستاذ في جامعة أودين – بإيطاليا، وقد نشر 155 كتابا علميا حول الفن الإسلامي، وكان أمين المعرض العام الأول للفن الإسلامي في إيطاليا عام 1993، كما أشرف على معرض «الفن» في الحضارة الإسلامية ومجموعة الصباح – الكويت، وقام بمصاحبة أمين المتحف سو قاوقجي ونظم 250 قطعة مستعارة من MFAH (بهيوستون – الولايات المتحدة) عام 2014 كما قدم دورات تدريبية صينية عن الفن الإسلامي في الجامعة الاسترالية في الكويت.
التنين بحسب أساطير الشعوب

الأساطير الإغريقية: يعود أول ذكر للتنين في الحضارة الإغريقية إلى الإلياذة، حيث وصف أجاممنون بأن له تنينا أزرق على حزام سيفه ورمز تنين ذا ثلاثة رؤوس على الدرع الذي يلبسه على الصدر. ودراغون تعني في اللغة الإغريقية «ذلك الذي يرى»، أو «ذلك الذي يومض» (ربما في إشارة إلى حراشفه العاكسة للضوء).                       
وفي سنة 217م، ناقش فيلوستراتوس التنين في الهند في «حياة أبولونيوس من تيانا» في ترجمة مكتبة لوب الكلاسيكية ذكر أن «كانت الأنياب، من جميع النواحي، أشبه بأنياب الخنازير الكبيرة، ولكنها أنحل وملتوية ومسننة مثل أسنان سمك القرش».
الأساطير الأوروبية: توجد التنانين في التراث الشعبي والأساطير الأوروبية وهي متداخلة بين الثقافات في أوروبا. ومع أن للتنانين أجنحة، فإنها تكون عموما مختبئة في كهوف تحت الأرض، مما يجعلها كائنا قديما لعنصر الأرض.
الأساطير الصينية: يمكن للتنانين الصينية والشرقية عموما أن تتخذ شكل الإنسان، وعادة ما تكون خيرة، في حين أن التنانين الأوروبية تكون عادة حاقدة وإن كان هناك بعض الاستثناءات (تنين ويلز الأحمر هو أحد تلك الاستثناءات). وتوجد بعض التنانين الشرقية الحاقدة كما في الأساطير الفارسية، والروسية مثلا.
وللتنين شعبية خاصة في الصين، فالتنين ذو المخالب الخمسة كان رمزا لأباطرة الصين مع طائر العنقاء رمزا للامبراطورة الصينية. وأزياء التنين التي يرتديها ويحركها العديد من الناس هي أمر شائع في المهرجانات الصينية.
الأساطير اليابانية: تدمج أساطير التنانين اليابانية الأساطير المحلية مع القصص المستوردة من الصين، وكوريا والهند. ومثل التنانين الآسيوية الأخرى، فإن التنانين اليابانية هي آلهة المياه المرتبطة بهطول الأمطار والمسطحات المائية، وتوصف عادة بأنها مخلوقات أفعوانية كبيرة، بدون أجنحة، ذات أقدام بمخالب. وقد كتب غولد، أن التنين الياباني «يمتلك ثلاثة مخالب».


تختتم اليوم في مكتبة الكويت الوطنية
عواطف العلوي دعت في ورشتها .. إلى «همزة بلا أخطاء»

بعض المثقفين لا يهتمون بكتابة الهمزة في شكلها الصحيح مما يجعل بعض العامة أيضا لا يهتمون

من أسباب الأخطاء
في كتابة الهمزة وسائل الإعلام وضعف القائمين على تدريس اللغة العربية                                  
كتب: مدحت علام
تظل الهمزة بحركاتها وأوضاعها وأشكالها أزمة عند البعض، فتجده يقف عندها حينما تحتويها كلمة عربية، لا يدري رسمها، سواء كانت في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها، لذا جاءت ورشة العمل التي قدمتها الكاتبة عواطف العلوي، كي تضع الحلول المناسبة لمثل هذه الأزمة، ومحاولة جادة لتبسيطها، من أجل كتابة سليمة للكلمات العربية، التي يكثر فيها ذكر الهمزة، ومن ثم رسمها في الكلمة بطريقة صحيحة خالية من الأخطاء.
عنوان الورشة «همزة بلا أخطاء» وأقيمت في مكتبة الكويت الوطنية على مدار 3 أيام ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ22، وحضرها نخبة من المنتسبين، من طلبة الجامعة في تخصصات علمية مختلفة، وموظفين، كل همهم معرفة الطريقة السليمة لتدارك الوقوع في خطأ رسم الهمزة في أي كلمة تحتويها، لتبقى كتاباتهم العربية سليمة، ومبرأة من الأخطاء الإملائية.
وفي البداية أشارت الكاتبة عواطف العلوي إلى أن ما دفعها لإجادة كتابة الهمزة هو حبها لها ومحاولتها أن يكون الكُتاب والمتابعون لها متقنين رسمها الصحيح في الكلمة، ما دفع البعض إلى أن يطلقوا عليها اسم «أستاذة همزة»، وأوضحت أن الهمزة من أكثر الحروف التي يخطئ فيها الكتاب والمثقفون وغير المثقفين، وأنها لاحظت ذلك من خلال متابعتها الكتابات من خلال المخاطبات الرسمية وغير الرسمية، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، ومما شجعها على إقامة هذه الورشة هو ما لمسته عند البعض من الرغبة في التخلص من الأخطاء التي تنتج عند كتابة الهمزة، وحيرته في رسم شكلها حسب حركتها.          
وعددت العلوي الأسباب التي تؤدي إلى شيوع مثل هذه الأخطاء، ومنها ضعف القائمين على مهنة تدريس اللغة العربية، خصوصا في تدريسهم الهمزة، وتعدد صور الهمزة، كما أن وسائل الإعلام المختلفة تلعب دورا حيويا في شيوع هذه الأخطاء بدلا من التقليل منها، وكشفت عن أن بعض المثقفين يخطئ في كتابة الهمزة، ولا يهتم الكثير منهم في التحري عن صحتها عند رسمها في كلمتها، مما يؤدي إلى عدم اهتمام العامة أيضا. وأشارت إلى أن تخصصها الأساسي هو حاسب آلي، غير أنها عشقت اللغة العربية، وتعمقت في دراستها، مبشرة المتدربين بأنهم سيخرجون من ورشة العمل وقد وصلت نسبة كتابتهم الهمزة الصحيحة لأكثر من 90 في المائة، وأنه سيكون بينها وبين المتدربين تواصل مستقبلي لمعرفة قدرتهم على تدارك الخطأ في مسألة الهمزة.               

وتحدثت العلوي عن كثير من المواضيع الحيوية التي تخص وضع الهمزة ومكانها، حينما تكون في أول الكلمة أو وسطها أو في آخرها (الهمزة المتطرفة)، وأن لكل وضع قواعده في الكتابة ما عدا استثناءات بسيطة، وأشارت إلى أن الهمزة المتقدمة «في اول الكلمة»... تنقسم إلى قسمين: «قطع ووصل»، وأن همزة الوصل هي من توصل الكلمة مع حروفها ولا تقطعها، لأن العرب لا يبدأون بحرف ساكن، لرفع الحرج عن اللغة العربية، وبالتالي جاءت همزة الوصل مثل «احتفال انتقال واكتشاف»، ويمكن الكشف عن همزة الوصل بوضع حرف مثل الواو أو الفاء قبلها ومن ثم يتم نطقها.
وبينت العلوي أن همزة القطع لها خمسة مواضع هي «ال» التعريف مثل العقل، والأمر من الفعل الماضي الثلاثي مثل رسم/ ارسم، والفعل الأمر والمصدر من الفعل الماضي الخماسي مثل انتصر/ انتصر/ انتصار، والأمر والمصدر من الفعل السداسي مثل استقبل/ استقبل/ استقبال، بالإضافة إلى الأسماء العشرة، وهي سماعية مثل ابن.
وتحدثت عن الهمزة حينما تكون في الوسط والحركات التي تجعلها مرسومة على الواو أو الياء أو مرسومة على السطر، وكذلك حينما تكون متطرفة، وأشارت إلى بعض الأخطاء الشائعة في كتابة ورسم الهمزة وطريقة تلافيها.


أجريا دراسة ميدانية بمناسبة مناقشة تأثيرها في الندوة الرئيسية لــ «القرين»

خبيران في تقنية المعلومات درسا تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على 506 مستخدمين

بسام الشمري: نسبة الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت بلغت 72 %                                       
أحمد صفر: ضرورة الأخذ بنتائج وتوصيات الدراسة ومن أهمها توعية الشباب والناشئين
أجرى الخبيران في تقنية المعلومات م. بسام الشمري، وم. أحمد صفر دراسة ميدانية بمناسبة إقامة الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي تحت عنوان «استخدام الشبكات الاجتماعية الفرص والمخاطر» والمشارك به عدد من الخبراء من الكويت والوطن العربي. شملت شريحة كبيرة من المستخدمين للشبكات الاجتماعية من مختلف الأعمار في الكويت، بلغت ٥٠٦ مستخدمين انقسمت بين الرجال والنساء بشكل متساو تقريبا.
وأوضح المهندس بسام الشمري في محاضرته بمهرجان القرين الثقافي: ان العالم الافتراضي بدأ في آخر القرن الماضي وتطور سريعا في مطلع هذا القرن واخترق عالمنا الواقعي في آخر عقدين بشكل لم يكن له مثيل في التاريخ، وبين أن الدراسة أشارت إلى اعتراف نسبة كبيرة بلغت %72 من المستخدمين في الإفراط في استخدام الإنترنت بشكل يومي، حيث معدل الاستخدام وصل 5 ساعات و6 دقائق من خلال استخدام ما يراوح عدد تطبيقين إلى 4 تطبيقات مثبتة على أجهزة المستخدمين، حيث تفوق تطبيق (واتساب) بنسبة كبيرة تصل إلى %90 ومن ثم (سناب شات) حصل على نسبة %40 ومن ثم (إنستجرام) %38 ثم (تويتر) %25، من حصيلة جميع المشاركات، وأوضح انه من اللافت للنظر ان ما يقارب الربع من الشريحة التي شاركت في المسح يستخدمون تطبيقات الوسائل الاجتماعية أكثر من 50 مرة في اليوم وعلى الأخص الشريحة المنتجة في المجتمع من عمر 31 إلى 40 سنة.
وأوضح الشمري ان الدراسة أشارت إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى سرعة انتشار المعلومة وزيادة الإشاعات بنفس النسب %65 لكل منهما، ثم أكد المشاركين وبنسبة %54 إلى أن الشبكات الاجتماعية أدت إلى تغيير قيم المجتمع من حصيلة جميع المشاركات، حيث أوضح ما نسبته %40 إلى تعرضهم للكذب و%30 إلى العنصرية خلال استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
وحذر الشمري من أن المسح الميداني دق ناقوس الخطر في ما يخص صحة المستخدمين، وأشار إلى أن ما نسبته %69 من المستخدمين تأثروا صحيا مثل متاعب النظر والرقبة وقلة النوم نتيجة استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار الشمري إلى تصدر المواضيع الاجتماعية بنسبة %81 الاكثر اهتماما وتفاعلا ثم الثقافية ويليها السياسية والدينية، وهذا يؤكد التوظيف السليم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مجتمعنا والذي انشئت بسببها وهو التواصل الاجتماعي، وأشارت الدراسة إلى تصدر الأفكار والمبادرات وتلتها الدراسة وتبادل المعلومات في الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي في دولة الكويت، كما أوضحت الدراسة ان %34 فقط من تأثر اجتماعيا بشكل سلبي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.


المسح الميداني
ومن جهته قال م. أحمد صفر الذي أشرف على عمل المسح الميداني إلى ضرورة الأخذ بنتائج وتوصيات هذه الدراسة على أرض الواقع للتوازن بين حياتنا الواقعية والافتراضية، وأوضح أن الدراسة اثبتت تقاسم استخدام التطبيقات العالمية للشبكات الاجتماعية في الكويت مع ملاحظة الفرق في استخدام (الواتساب) الذي تألق استخدامه بنسبة عالية جدا، وشدد على ضرورة وأهمية وضع سياسات الاستخدام في المؤسسات الحكومية وغيرها حتى لا تتأثر الإنتاجية سواء كانت للطلبة أو الموظفين، ونحذو حذو المؤسسات العالمية التي سبقتنا كثيرا في هذا المجال حيث نظمت من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونوه إلى أهمية نشر الوعي حول المتاعب الصحية التي بلغت نسبة كبيرة نتيجة استخدام الشبكات الاجتماعية خصوصا لأولياء الأمور والأطفال والشباب، وكذلك تفعيل الاستخدامات الحسنة لوسائل التواصل الاجتماعي مثل تبادل المعلومات والأفكار وتسويق المشاريع وغيرها.


افتُتح بالتعاون مع الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات
طوابع بريد.. تحكي قصصًا عن التراث الإسلامي

شهاب: الطوابع تسهم في توثيق التاريخ وسيرة المجتمعات والإنسان

الريس: عرضنا نماذج لمغلفات خاصة بمكة والمدينة والتي يرسلها الحجاج إلى الكويت                           

عبدالرسول: تميزت الكويت بهذا المعرض في إطار احتفالها كعاصمة للثقافة الإسلامية

افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة معرض «التراث الإسلامي للطوابع البريدية» بالتعاون مع الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات في متحف الكويت الوطني، وذلك بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف شهاب عبد الحميد شهاب، ونائب رئيس الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات علي الريس، ومراقب الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش، وجمع من المهتمين.
عرض المعرض نماذج للطوابع التي وثَّقت جوانب من التراث الإسلامي مثل فريضة الحج، والخطوط العربية، والمساجد، والمآذن، والعواصم المقدسة (مكة – المدينة – القدس) والنقوش الإسلامية المختلفة وعلومها.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف شهاب عبد الحميد شهاب: بمناسبة اختيار الكويت كعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016، وأيضا مهرجان القرين الثقافي في دروته الـ 22، ارتأى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في التعاون في إقامة الفعاليات، والفعالية المقامة هي بالتعاون مع الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات، بمشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي، ولفت إلى أن الطوابع تسهم في توثيق التاريخ وسيرة المجتمعات، وسيرة الإنسان، وتمثل محطات مهمة من تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي، والمعرض احتوى على بعض الطوابع المميزة.         

أول مشاركة                                       

وبدوره قال نائب رئيس الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات علي الرئيس: هذه المرة الأولى التي نشارك فيها بفعاليات احتفالية الكويت كعاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2016، ومشاركتنا كجمعية هناك طوابع خاصة بالحج، والمساجد، وأيضا قمنا بعرض نماذج للمغلفات الخاصة بمكة والمدينة والتي يرسلها الحجاج إلى الكويت، هذا بالإضافة إلى البطاقات البريدية التي تتضمن صورا عن مساجد الكويت.

الأول من نوعه                               
من جانبه قال عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع د. عيسى يحيى عبد الرسول: المعرض يعد الأول من نوعه في تخصيص موضوع معين لطوابع البريد، وتميزت الكويت بهذا المعرض خصوصا في إطار احتفالها كعاصمة للثقافة الإسلامية. ولفت إلى أن المشاركين في المعرض هم من أعضاء من الجمعية وهم نائب رئيس الجمعية علي الرئيس، ومحمد عبد الهادي جمال، محمد الكويتي، جابر الهندال.
وتابع عبد الرسول: وقد شارك ضيوف من دول مجلس التعاون الخليجي مثل مبارك بن فيصل القحطاني من المملكة العربية السعودية، وعلي بن جاسم من دولة قطر، بطوابع تعبر عن التراث الإسلامي. وقد عرضت المنصات المختلفة في المعرض عدة مجموعات ومنها الحج، والأعياد الإسلامية، والمولد النبوي.
وفي الختام شكر عبدالرسول المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمهم لأنشطة الجمعية، وتمنى تكرار مثل هذه الملتقيات الثقافية التي تعزز التبادل الثقافي بين الدول

المشاركون في المعرض
من المشاركين في المعرض مبارك القحطاني من المملكة العربية السعودية وقال: شاركت بطوابع الحج منذ إصدار 1987 – 2015، وسبب اتجاهي لهذه الهواية لأنها جميلة، وتاريخية وثقافية، وبدأت بهذه الهواية منذ عام 1985، مشيرا إلى أنه يمتلك مجموعة من الطوابع تنافس دوليا.
من جانبه قال علي بن جاسم من دولة قطر بأنه عرض مجموعة خاصة به من الطوابع القطرية الموجودة التي تتميز بأنها جمعت بين الطابع التراثي والإسلامي. ولفت إلى أن أول الإصدارات ظهرت من عام 1955 – 2000.

Happy Wheels