النشرة السادسة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السادسة

 

نظَّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في المعهد العربي للتخطيط ضمن فعاليات «القرين»
ملتقى الثقافة المدنية.. تعزيـز روح الحوار والانتماء والهوية

 

 

 

الثقافة المدنية.. صانعة الدول العصرية الحديثة

خالد آل خليفة: لا يمكن أن تكون هناك حضارة مدنية متقدمة من دون تنوع وتعددية

العبدالجليل: قبول الآخر والتنوع والتعدد والتسامح الإنساني يجب أن تصبح سلوكًا يوميًّا في مجتمعاتنا

الجسمي: الثقافة المدنية أروع ما توصل إليه العقل الإنساني لأنها ارتبطت بالإنسان نفسه

كوثر الجوعان: الثقافات السائدة في المجتمع العربي تقف حجر عثرة أمام تطور المجتمعات

د. عبدالخالق عبدالله: الثقافة المدنية حاضنة أي نظام ديموقراطي مستقر ومزدهر

د. عبدالحميد الأنصاري: الدولة المدنية تحتكم إلى دستور عصري يكفل الحريات ويعزز المواطنة

عامر التميمي: الدولة الريعية عطَّلت الكفاءة وأدت إلى تخلف الجهاز الإداري
د. علي الطراح: الغزو الثقافي أعفانا من مسؤوليتنا التاريخية بالبحث عن مخارج لأزماتنا

د. عائشة الدرمكي: المجتمع المدني في تشكله وتطوره يمثل ركنًا مهمًا من أركان الدول الحديثة

د. آمال إبراهيم: حروب الجيل الرابع تسعى إلى كسر الإرادة وتفتيت المجتمعات

كتب: شريف صالح

تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد انطلقت أعمال ملتقى الثقافة المدنية الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين بالتعاون مع معهد المرأة للتنمية والسلام.
افتتح الملتقى أعماله في المعهد العربي للتخطيط في الشويخ، حيث كانت البداية مع أداء حي للنشيد الوطني، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ خالد جمعة الخالد.
ورحبت عريفة جلسة الافتتاح الإعلامية القديرة أمل عبدالله بالحضور، مشددة على أهمية الملتقى في بلد الإنسانية والسلام.
ونيابةً عن مدير معهد التخطيط، رحب كريم درويش مدير الجهاز الإداري في المعهد بالحضور، مشيدا بدور المعهد منذ إنشائه في تقديم الدورات والاستشارات والمشاريع البحثية للدول العربية، حيث يضم تحت مظلته عشرين دولة عربية. كما عبر في ختام كلمته عن سعادته باستضافة أعمال الملتقى.
بدورها شكرت رئيسة الملتقى ومديرة معهد المرأة للتنمية والسلام كوثر الجوعان إدارة معهد التخطيط على الاستضافة، وكذلك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمه الكبير. ووجهت الشكر أيضا إلى الحضور والضيوف من الكويت والعالم العربي.
وأكدت الجوعان أن الملتقى يهدف إلى تعزيز روح الثقافة والحوار والهوية الثقافية والتفاهم وتشجيع الانتماء الحر، منوهة ببروز مجموعة من المفاهيم التي تحدد الهوية الثقافية.
وأوضحت أن الثقافة تمثل مجموعة من القيم والرؤى، مشيرة إلى أن التراجع الذي نعيشه يأتي من طبيعة الثقافات السائدة في المجتمع العربي التي تعبر عن مرحلة ما قبل النهضة العلمية، وتقف حجر عثرة أمام تطور المجتمعات العربية ثقافيا وبات التخلص من الجوانب السلبية منها حاجة ملحة.
وأشارت إلى أن الملتقى يتناول مفهوم الثقافة المدنية وأهميتها وتأثيرها في جوانب كثيرة في المجتمع، كما يتناول علاقتها بالثقافة التقليدية ومدى التوفيق مع قيمها الأصيلة.
وأكدت ضرورة الشروع في تحديث المجتمع العربي ثقافيا عبر نشر الثقافة المدنية التي تمثل ثقافة العصر وقيم التقدم والتطور التي تخلق التعايش والتسامح والحوار والحق والاختلاف بين مكونات المجتمع، وتحافظ على إنسانية الإنسان وكرامته.
وأضافت الجوعان: إذا كانت العولمة تسعى إلى نقل ثقافات وأفكار إلى العالم لخلق مجموعة من المفاهيم والمصطلحات الإنسانية المشتركة بين مناطق مختلفة فإنها بالتالي تهدف إلى خلق عالم يُظهر شيئا فشيئا هيمنة ثقافة الغرب من الناحية الفكرية والحضارية.
كما أشارت إلى التأثير اللغوي والخلقي لتلك الثقافة عبر وسائل التواصل والإعلام، مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية في مجتمعات مازالت تحتفظ بقيم مغايرة كليا عن قيم الغرب.
وأوضحت أن التحديات التي تواجهها الثقافة المدنية اليوم ليست وليدة المصادفة ولكنها منذ زمن.. وآن الأوان لمحاربتها، مؤكدة أن غزو العقول والأفكار وتشويه الإسلام وربطه بالإرهاب، كل ذلك يمثل تحديا كبيرا.
وأشادت رئيسة الملتقى بالدور الطليعي لوسائل الإعلام والسياسة الحكيمة لدولة الكويت.. كويت السلام والإنسانية.. فضلا عن الدور الطليعي لمؤسسات المجتمع المدني.
كما أكدت أن مواجهة التحديات تكون بتعزيز الهوية بأقوى سلاح، وهو تعزيز الصلة بالله وكتابه الكريم، فإنها تستعصي ولا تقبل الذوبان مهما كانت المغريات والعناية بثقافتنا ولغتنا العربية في وسائل الإعلام ومناهجنا التربوية وإبراز إيجابيات السلام وعالميته وتاريخه وعدالته والعمل على نهوض الأمة في كل الميادين الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتقنية.
وختمت الجوعان كلمتها بالدعوة إلى أن تقوم وسائل الإعلام بواجباتها في الحفاظ على الهوية كي تنجح في تأصيل القيم والمهارات والمعارف والمعلومات في مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات وتحصين الشباب ضد ثقافة الاستهلاك والتغريب وتقديم مواد ثرية تحدث أثرا إيجابيا وتترك صدى قويا في نفوس الصغار والشباب.

المدنية المهنية

من جانبه قال نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي ورئيس مجلس أمناء الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في مملكة البحرين الشيخ د. خالد بن خليفة آل خليفة إن المدنية هي كل الظواهر المادية والحضارية لأي مجتمع كالعمران والنظم المؤسساتية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وأوضح أن تلك المظاهر تؤسس لمفهوم المدنية المهنية لبناء سلوك المجتمع المدني المبني على الوعي والمعرفة والعلم والفكر، معتبرا أن المدنية هي المظهر الحضاري القائم على التنوع والاختلافات والتمايزات الإيجابية التي تتجسد كإطار مادي جامع.
كما أشار إلى أن الثقافة المدنية هي المستوى الراقي من الحياة وأنها قائمة على مجموعة من الأسس أبرزها التسامح والتعايش السلمي واحترام الاختلافات وقبولها كجزء أصيل من تشكيل المجتمع القائم على التعددية والتنوع الذي يخلق بيئة خصبة قابلة للنماء.
وأكد الشيخ خالد آل خليفة أنه لا يمكن أن تكون هناك حضارة مدنية متقدمة من دون وجود قبول التنوع والتعددية، لافتا إلى أن هذا التنوع يشمل الجوانب المعرفية والعرقية والمذهبية والدينية والفكرية على كل المستويات.
وبيَّن أن معرفة مستوى الثقافة المدنية في أي دولة رهين بدرجة التنوع والتعددية ومدى قبول المجتمع للاختلافات تحت معايير القيم الإنسانية وجهود الدولة في محاربة الكراهية والتمييز ومناهضة الحريات.

رعاية الثقافة

بدوره ألقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل كلمة رحب خلالها بالحضور، وأكد حرص المجلس منذ نشأته على رعاية الثقافة ودعم الإنتاج الفكري والثقافي والتنويري ونشر المعرفة، لافتا إلى أن هذا الحرص امتد إلى خارج الكويت إلى مساحات عربية وإقليمية بعيدة.وأضاف: إن الكويت لاتزال حاضنة ثقافية لكل العرب ومنذ فترة طويلة تمتد إلى ما قبل الاستقلال حيث آمنت بالدور الثقافي في التنمية الشاملة والمستدامة وجمع الكلمة وتوحيد المبادئ الأساسية للثقافة الإنسانية.
وأشار العبدالجليل إلى أن هذا الدور ساهم في أن تكون الكويت هي الوطن الملهم في العطاء والإنتاج، لافتا إلى أنه من خلال الملتقى وجلساته سيتم تناول موضوع الثقافة المدنية لتسليط الضوء على هذا المفهوم وبيان ماهيته وكيفية الخروج من مفهوم الثقافة التقليدية إلى مفاهيم أكثر شمولية لمجتمعات حديثة تواكب المتغيرات المتسارعة حول العالم.
وأوضح أن الملتقى يتناول أيضا أهمية الثقافة المدنية وتأثيراتها في جوانب كثيرة في المجتمع بمشاركة شخصيات كويتية وعربية متخصصة، لافتا إلى أن هناك مقومات أساسية مهمة للثقافة المدنية حيث لا تنمية من دون ثقافة ولا ثقافة من دون تنمية.
وشدد الأمين العام على ضرورة التركيز على المزايا النسبية لثقافتنا من تراث وعلماء ومبدعين ومثقفين واستغلال تلك الجوانب الإيجابية في علاج الخلل والضعف للارتقاء بمجتمعاتنا من أجل تنمية شاملة وثقافة مدنية.
كما أكد أهمية قبول الآخر والتنوع والتعدد والتسامح الإنساني، ليصبح ذلك سلوكا يوميا في مجتمعاتنا.
ونوه العبدالجليل بأن الثقافة المدنية ليست مسؤولية المجلس الوطني فحسب، بل هي مسؤولية مشتركة مع القطاع الأهلي والخاص مطالبا بتطوير التشريعات الخاصة بها، لتحقيق طموحات المواطنين.
وأشار إلى ضرورة إحياء القيم الأخلاقية الأصيلة التي نتمتع بها لمواجهة التحديات القائمة، وكذلك تعزيز الهوية والتلاحم والوحدة الوطنية ودعم الصناعة الثقافية وكذلك حماية وتعزيز التراث، إضافة إلى دور الثقافة كقوة ناعمة في الديبلوماسية الخارجية.
وختم العبدالجليل حديثه مؤكدا استعداد المجلس الوطني لطباعة أبحاث الملتقى وما يسفر عنه من نتائج وتوصيات لتكون متاحة للباحثين والقراء.


الجلسة الأولى: مفهوم الثقافة المدنية وإمكانية التعايش بينهما وبين الثقافة التقليدية

عقب الجلسة الافتتاحية أقيمت أولى جلسات الملتقى تحت عنوان «مفهوم الثقافة المدنية وإمكانية التعايش بينها وبين الثقافة التقليدية» أدارها وزير الإعلام الأسبق سامي النصف، وتحدث فيها كل من د. عبدالله الجسمي، ود. عبدالله الغذامي (السعودية)، ود. فريدريك معتوق (لبنان).
وفي بداية الجلسة طرح مديرها سامي النصف عدة تساؤلات منها: هل الثقافة التقليدية معادية للتغيير؟ كيف استطاعت بعض الأوطان أن تخرج من الثقافة التقليدية إلى الدولة المدنية من دون أضرار؟
وفي ورقته البحثية أكد د. عبدالله الجسمي أن مفهوم الثقافة المدنية يختلف عن مفهوم الثقافة نفسها، مشيرا إلى غياب التأصيل النظري بشأنه، وصعوبة إيجاد تعريفات له. كما أشار إلى أن البعض يربطها بالسياسة على رغم أن الثقافة هي من تشكل السياسة. واعتبر الجسمي أن الثقافة المدنية هي أروع ما توصل إليه العقل الإنساني، لأن ما سبقها من ثقافات ارتبط بعلاقة الإنسان بالطبيعة، بينما الثقافة المدنية ارتبطت بالإنسان نفسه، وبالعلم.
وعقد المحاضر مقارنة بين الثقافتين: التقليدية، والمدنية، حيث مالت الأولى إلى السكونية والثبات اتساقا مع أنماط الإنتاج السائدة آنذاك، وطبيعة المجتمعات الريفية والقبلية، حيث مالت إلى الجماعة فيما ارتبطت الثقافة المدنية بالتنوع والتغير وارتبطت بالإنسان المبدع والفرد الحر المستقل، الذي يتمتع بالحس النقدي والقدرة على وضع حلول عملية لمشاكله، والأكثر قبولا للتنوع.

التعايش
ومن السعودية تناول د. عبدالله الغذامي في ورقته «إمكانية التعايش بين الثقافة المدنية والثقافات التقليدية». وضرب أمثلة بثلاث مدن نشأت كمدن وهي أثينا وبغداد وأمريكا.
ورأى أن ميزة أثينا أنها جمعت بين المدينة الواقعية والفلسفية، وكتب عنها أفلاطون في «الجمهورية»، حيث ناقش مفاهيم المدينة الأساسية وهي: الحرية والعدالة والمساواة.
وأشار الغذامي إلى أن أفلاطون رأى أن العدالة ستكون للأقوى، وبينما كان المجتمع موزعا بطبيعة الحال إلى مائة ألف من السادة وأربعمائة ألف من العبيد، فإن قضية «المساواة» طرحت فيما بين الرجل والمرأة، حيث تم النظر إلى المرأة كرجل ناقص، لا تتحقق لها المساواة إلا إذا قامت بأعماله كالمشاركة في الحرب. ومن ثم كانت المساواة أيضا للأقوى، والأمر نفسه فيما يتعلق بمفهوم الحرية.
وعندما نشأت بغداد كمدينة، تأسست على الطبقية حيث السلطان فمن هو دونه، فلم تكن هناك مساواة، وهكذا نشأت أمريكا أيضا كمدينة للمهاجرين البيض، فكانت العدالة لهم على حساب غيرهم. وكان على المرأة أن تناضل كي تكتسب المساواة بالرجل. ولفت الغذامي إلى أن تفسير مفاهيم: الحرية والمساواة والعدالة، وتجلياتها في النصوص القانونية، هو ما جعل مهنة المحاماة تتسيد في العالم الآن.
كما أضيف إلى المفاهيم الثلاثة مفهوم التعددية الذي لجأت إليه المدينة في أمريكا، كي تصهر في بوتقتها مختلف الثقافات والأعراق، لكن هذا المفهوم انقلب إلى ظاهرة «الشعوبية» والتي أوصلت ترامب إلى سدة الحكم. ووصف المحاضر الشعوبية بأنها «ثورة المحظوظين» الذين يريدون أخذ الكعكة لأنفسهم فقط. كما استشهد بمقولة يزغمونت بومان: «سيارتك يابانية، والبيتزا إيطالية، وديموقراطيتك يونانية، وقهوتك برازيلية، وأرقامك عربية، وحروفك لاتينية، لكن جارك وحده أجنبي»!
واستنتج الغذامي أن المدينة الحديثة تعيد نسقها القديم، فبدلا من السور الخارجي الذي يحميها من الغرباء، أصبح لكل بيت سور خاص به، وكاميرات وقضبان حديدية، حتى في لندن، ووصفها بأنها «مدينة خائفة». وختم بالقول: إذا أراد الكون أن يعيد السلام لنفسه، فلينظر إلى جاره.

طبيعة الصراع

آخر المتحدثين كان د. فريدريك معتوق أستاذ علم الاجتماع في لبنان، والذي أكد على دور الثقافة المدنية فيما أنجزته المرأة اللبنانية في مجالات التعليم والإعلام والقضاء وغير ذلك.
وشكك في مفهوم الثقافة التقليدية نفسه، لأنه إذا كنا ننظر إلى مفكر مثل ابن خلدون الآن بوصفه ممثلا للثقافة التقليدية، فإنه في عصره لم يكن كذلك.
كما أشار إلى الصراع بين الثقافتين التقليدية والمدنية على امتداد العالم العربي المعاصر كظاهرة اجتماعية موضوعية، يتعين علينا فهم طبيعة وأفق هذا الصراع في حياتنا اليومية والعملية. وفرق بينهما في كون الأول تقوم على الأعراف والأسانيد الشفاهية، وهي ثقافة امتيازات لجماعات وعصبيات، بينما الأخرى تقوم على التشريعات والقوانين وهي ثقافة الفرد المواطن.
وذكر أن مفهوم مجتمع المدني المواطني ورد لأول مرة على لسان المفكر الروماني شيشرون، وفي العصر الحديث انطلق نموذج الثقافة المدنية من فرنسا، في عصر الأنوار وعقب الثورة الفرنسية.
ولفت المحاضر إلى أن الثقافة المدنية أكثر انفتاحا على الآخر، وأكثر استجابة لتحديات اللحظة الراهنة، واعتبر أن الاحتجاجات التي يشهدها لبنان حاليا تعبر عن جوهر تلك الثقافة الراغبة في تجاوز العصبيات.

مداخلات

وعقب كلمات المتحدثين فُتح الباب للمداخلات، حيث تكررت التعليقات حول النظرة المثالية للثقافة المدنية ومدى قدرتها على معالجة الواقع، وضرورة تحديد إيجابياتها وسلبياتها.
وفي رده على بعض هذه المداخلات شدد الغذامي على ضرورة نقد الذات، وعدم الشعور بهاجس الأقلية المظلومة، وافتراض أن الآخر ظالم، وكذلك تلك النظرة الاستعلائية ضد الآخر.
فيما أكد د. معتوق على أن منطلق الثقافة المدنية هو تحرير الإنسان من العصبيات وهو ما يجعل لها جاذبية شديدة لدى الجميع أكثر من الثقافة التقليدية. وأشار في هذا الصدد إلى تجربة الصين واليابان في الأخذ بها ما جعلهما في مصاف الدول المتقدمة.
وفي تعقيبه على المداخلات أكد مدير الجلسة سامي النصف إلى أن المجتمع الكويتي حتى السبعينيات كان أقرب إلى الثقافة المدنية في التنوع وقبول الآخر ثم ارتد إلى الانغلاق والتقليدية.

الجلسة الثانية: مستقبل الثقافة المدنية

وكانت ثاني جلسات الملتقى في اليوم الثاني من أعماله قد شهدت نقاشا حول «مستقبل الثقافة المدنية والعولمة» في جلسة أدارتها د. سهام القبندي الأستاذة في جامعة الكويت.
في البداية تحدث د. عبدالخالق عبد الله من الإمارات عن «العولمة وتبعاتها الثقافية»، وركز في ورقته على ثلاث خلاصات الأولى أن الثقافة المدنية هي حاضنة أي نظام ديموقراطي مستقر ومزدهر لكنها تعاني صعوبات على الصعيد العالمي وفِي عقر دارها في بريطانيا وأمريكا وأوروبا بسبب تراجع حاد في مستوى التسامح والتعايش والثقة في سياسات ومؤسسات والشخصيات الرسمية.
والثانية أن العولمة بلغت ذروتها وأمامها إما بلوغ ذروة جديدة وإما الدخول في مرحلة انحسار بسبب صعود موجة الحمائية التجارية والشعبوية السياسية. فالعولمة أصبحت مرفوضة في الغرب لكنها تشهد رواجا وقبولا في الشرق الآسيوي.
أما الخلاصة الأخيرة فتتمثل في كون العولمة بدلا من أن تحقق هدف توحيد العالم ثقافيا ارتدت ثقافيا بسبب تخندق الحضارات والثقافات وتوجسها من بعضها البعض. والانتقال من صراع الحضارات إلى مرحلة صراع الرأسماليات الناجم عن اشتباك النموذج الرأسمالي الصيني الصاعد مع النموذج الرأسمالي الأمريكي الذي يسعى للاحتفاظ بصدارته للنظام الاقتصادي العالمي.

الدولة المدنية

ومن قطر تناول د. عبدالحميد الأنصاري «دور الإعلام في تعزيز الثقافة المدنية»، وأشار في البداية إلى أن «الدولة المدنية هي التي تحتكم إلى دستور عصري»، يكفل الحريات والفصل بين السلطات، ويعزز المواطنة المتساوية.
ونفى أن يكون للخطاب الإعلامي العربي دور فاعل في تنمية الثقافة المدنية، وتعزيز مفهوم المواطنة، لأنه بوجه عام إعلام تمجيدي، دعائي، تحريضي، تعصبي، عاطفي، يسعى لكسب المشاهد أو المستمع أو القارئ عبر إثارته ودغدغة عواطفه الدينية أو الوطنية أو القومية وتحريضه ضد الآخر.
كما انتقد دور المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي حولت ساحة الإعلام الجديد، إلى ميدان للهجوم والتجريح وقطع جسور التواصل. واعتبر أن الخطاب الإعلامي الخليجي جزء من الخطاب الإعلامي العربي، يتأثر به ويتماهى معه، ويتبنى قضاياه، بأكثر من قضايا المجتمع الخليجي، كون القطاع الأكبر من العاملين في القنوات والوسائل الإعلامية الخليجية من الإعلاميين العرب.
كما ركز الأنصاري في ورقته على دور الإعلام الديني في دعم الثقافة المدنية.. كون الدين له التأثير الأكبر في مجال الوعي العام للمجتمعات الخليجية والعربية. ورأى أن الخطاب الديني السائد، في وضعيته الراهنة، لن يكون معينا في تزكية ثقافة مدنية، إلا إذا تحرر من آفاته المعوقة، وواكب التغيرات المجتمعية.
ودعا في ختام ورقته إلى ضرورة تصحيح النظر إلى المرأة، وإلى الآخر المختلف مذهبيا ودينيا، وكذلك تصحيح رؤيتنا للعالم، وتعزيز قيم المواطنة والاستنارة، وكذلك تنقية المناهج التعليمية.

أرض المعركة

ومن مصر تحدثت د. آمال إبراهيم عن «الثقافة المدنية وحروب الجيل الرابع» ورأت أن من أهم خصائص هذه الحروب أنها لا تسعى إلى هزيمة تقليدية لجيوش، بل كسر الإرادة وتفتيت المجتمع، ويغيب فيها الحد الفاصل بين العسكريين والمدنيين، مثلما تغيب معالم أرض المعركة، حيث ينتشر القتال في أماكن غير محددة. وتخلص منها إلى بزوغ جيل خامس من الحروب، يتحرك في أطر سياسية واجتماعية واقتصادية، مستفيدا من شبكات التواصل والتطور التكنولوجي، لتوليد قوة مدمرة، تشق ولاء الأفراد لأوطانهم. ومن ثم تتجلى هذه الحرب أكثر في الفضاء الإلكتروني والمعلوماتية.

الجلسة الثالثة: التحديات واستحقاقات الثقافة المدنية

جاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان «التحديات واستحقاقات الثقافة المدنية» وترأسها الكاتب فهد العبدالجليل.
وتحدثت فيها من سلطنة عمان د. عائشة الدرمكي حول «هيئات المجتمع المدني والثقافة المدنية»، ورأت أن المجتمع المدني في تشكله وتطوره يمثل ركنا مهما من أركان الدول الحديثة، ولهذا فإن دراسة قضاياه وتحدياته وقدرته على التغير تمكن من استشراف ثقافة هذا المجتمع. وطرحت تساؤلات مثل: ما دور المجتمع المدني في تطور التنمية الإنسانية؟ ما المحددات التي يقدمها المجتمع المدني للتنمية المحلية؟ هل يقوم أعضاء مؤسسات المجتمع المدني بأدوارهم بما يحقق أهدافه؟ وبحسب كليفورد فإن انضمام الفرد إلى المؤسسات المدنية يحقق له هدفين: الأول يتعلق بالهُوية، فهو مطالب بالاعتراف العلني بهذه الهوية كتوكيد اجتماعي للذات أما الهدف الآخر فهو عملي؛ هدفه تحسين مستوى العيش، والوصول إلى نظام سياسي أكثر فاعلية، وإلى عدالة اجتماعية أوسع.

ظروف حرجة

بدوره ناقش الأستاذ في جامعة الكويت د. علي الطراح «الهوية والثقافة المدنية.. تحديات واستحقاقات»، حيث رأى أن مناقشة موضوع الهوية والمدنية يأتي في ظروف حرجة تمر بها المنطقة العربية بتشكيلاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة.
وقال إن مفهوم الهوية أحد المفاهيم المعقدة بما له من جوانب نفسية واجتماعية وفلسفية. وأشار إلى تعريف أحمد حجازي بقوله: إن الهوية هي صفات وأحاسيس، نمط حياة، وهي في الملبس والأكل والموسيقى والفن والثقافة، كما أنها نمط ثقافي ومعيشي يتفاعل مع المتغيرات المحيطة به.
ولفت إلى أن هناك حالة من الاضطراب في تحديد معالم الهوية، ومن ثم نلاحظ موجات متصاعدة تدفع الفرد نحو العنف أو العزلة وأشكال الصراع المختلفة التي لها تداعياتها على معايير الهوية الوطنية.
كما تطرق الطراح إلى مفهوم الغزو الثقافي الذي وجدنا به مخرج الراحة النفسية، حيث أعفانا من مسؤوليتنا التاريخية، بالبحث عن مخارج لأزماتنا تريح النفس وتبعدها عن المسؤولية.
وأيضا ناقش تأثيرات عولمة الإعلام على الهوية، والتكنولوجيا، وما تثيره من قلق ومخاوف، إضافة إلى تأسيس المواطنة على تمجيد الأشخاص لا الوطن.

التعددية الثقافية

ومن المغرب تحدثت سعدى ماء العينين عن «التعددية الثقافية» وضربت مثالا تطبيقيا من خلال المشروع الخاص باستراتيجية الطفولة في المغرب التي تسعى إلى تأمين بيئة صالحة لنمو الطفل، وتأكيد وتفعيل حقوقه، وفق الإطار الفكري لحقوق الإنسان عموما.

الجلسة الأخيرة: الثقافة المدنية والمجتمع العربي

أقيمت الجلسة الرابعة والأخيرة تحت عنوان «الثقافة المدنية والمجتمع العربي» وترأسها أمين عام رابطة الأدباء د. خالد عبد اللطيف رمضان الذي أكد على أهمية الملتقى في ظل تزايد موجات المد الأصولي.
في البداية تناول د. محمد الفيلي «القانون وملامح الثقافة المدنية»، حيث أشار إلى إشكالية مفهومي «الثقافة» و«المدنية» وما يتطلبانه من نقاش واسع.
وأكد أن الثقافة المدنية تتسم بالتعددية وهي مناقضة للثقافة الأحادية والأيديولوجية.
أما بالنسبة للدستور فهو القانون الذي ينظم ظاهرة السلطة وشكل الدولة، وما يرتبط بذلك من حقوق وواجبات وحريات. وأشار إلى أنه ليس من المفترض أن يناقش الدستور قضية الهوية، لكنها تفرض نفسها عندما تشعر المجتمعات بالقلق، وتطرح الأسئلة على نفسها عن ماهيتها. وضرب مثلا بالدستور الكويتي الذي ناقش هوية الدولة وأطرها بكونها دولة عربية مسلمة، فهل يؤثر ذلك على مفهوم الثقافة المدنية؟
وتطرق إلى التغيرات التي حدثت فيما يتعلق بضمان حرية العبادة، حيث كانت مقصورة على الأديان السماوية الثلاثة، ثم بموجب التطورات الدولية في مجال حقوق الإنسان اتسعت مظلة حرية العبادة.
كما ناقش العلاقة الإشكالية بين الشريعة والدستور الذي يوجه بحماية التراث الإسلامي.
وأشار الفيلي إلى أن الدستور الكويتي صدر متضمنا المفهوم الفردي للحريات العامة والمفهوم الاجتماعي التدخلي لها وكلا المفهومين يتضمن أحكاما لها علاقة بموضوع الثقافة ينظر إليها من زاوية الفرد ومن زاوية الدولة. مؤكدا أن الإنتاج الثقافي عموما لا يتحقق بدون ضمانة الحريات الفردية.

أزمة الواقع

ومن البحرين تساءل د. غسان الشهابي: «هل تمثل الثقافة المدنية مخرجا لأزمة واقعنا الثقافي؟» وقال إن الإجابة يمكن أن تكون نعم أو لا. وأكد على ارتباط مفهومي «المواطنة» و«الثقافة المدنية» وأرجع بداية الاهتمام العربي بهما إلى رفاعة الطهطاوي عندما زار باريس في الثلث الأول من القرن التاسع عشر.
ووصف المواطنة بأنها انتماء إلى مكان ما، يحسه الفرد ويقرره بنفسه. وإن كانت الأفكار القومية واليسارية في العالم العربي أجلت البت في المفهوم الذي تبلور في الغرب بعد مئات السنين من الحروب والصراعات.
أما مصطلح «الثقافة المدنية» فتبلور في الغرب أواخر الستينيات من القرن الماضي، وعربيا زادت الاستجابة له عقب تحرير الكويت، وذلك بضغوط خارجية.
كما رأى الشهابي أن وجود ثقافة برلمانية لم تتحول إلى ثقافة مدنية، معتبرا أن كلفة «اللاثقافة مدنية» كبيرة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والشعور بالفخر والانتماء، وعدم تحقق مفهومي الحرية والعدالة في معظم الممارسات، إضافة إلى بروز الشعبوية.
وختم الباحث ورقته بعقد مقارنة بين الكويت والبحرين، وإن كانت إحدى المداخلات رأت أن المجتمع في الدولتين ليس متباينا بما يستوجب المقارنة.

التحولات الاقتصادية

آخر كلمات الملتقى قدمها الكاتب والباحث الاقتصادي عامر التميمي بعنوان «التحولات الاقتصادية والثقافة المدنية» واعتبر أن مفهوم المدنية قديم والنقاش بشأنه لا يتوقف، إضافة إلى تفاوت البلدان في إصدار التشريعات المتعلقة بالحقوق والحريات. معتبرا أن بعض هذه المجتمعات نجحت في تبني ثقافة مدنية دون أضرار تذكر.
وأكد التميمي أهمية السياق والمرجعية الاقتصادية لمعظم التحولات التي تشهدها البشرية، فما كان للثقافة المدنية أن تتبلور في الغرب من دون الثورة الصناعية، وتغير أنماط الإنتاج، والبحث عن أيدي عاملة ماهرة ومتعلمة، وإعطاء الأولوية للفرد بغض النظر عن انتمائه العرقي والمذهبي، إضافة إلى الاهتمام بالعلم والمعرفة.
وأدت مثل هذه التغيرات إلى تغيرات اجتماعية واسعة، انتقلت من شكل العائلة إلى شكل الأسرة الصغيرة. كما أن الدولة الريعية التي نشأت في الخليج عقب ظهور النفط عطلت الكفاءة وأدت إلى تخلف الجهاز الإداري. كما غاب الوعي الإنتاجي المتنوع الذي تميز به الكويتيون قبل النفط، رغم تواضع الحياة آنذاك.
وختم التميمي ورقته بالتأكيد على أن الثقافة المدنية تتطلب أوضاعا اقتصادية مثمرة تعتمد على عمالة وطنية منتجة وقادرة على العطاء والابتكار.

 

توصيات «الثقافة المدنية«

 


عقب انتهاء جلسات الملتقى التي استمرت على مدى يومين ألقت الإعلامية أمل عبد الله أهم التوصيات التي انتهى إليها المشاركون ومنها:
ـ تعزيز نشر الثقافة المدنية من خلال مؤسسات المجتمع المدني.
ـ دعوة جميع المؤسسات الفاعلة والمعنية للتعاون فيما بينها وتنسيق جهودها.
ـ إبراز الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة لتعزيز الثقافة المدنية.
ـ تبيان عدم تعارض الثقافة المدنية مع قيم الأديان.
ـ تعزيز قيمة المواطنة بوصفها الرابط الأعلى بين جميع مكونات المجتمع.
ـ لا يعني الدفاع عن الثقافة المدنية إلغاء الثقافات التقليدية بل مساعدتها على مواكبة متطلبات الحاضر.
ـ نبذ الطرح الديني والقومي الذي يتنافى مع القيم الإنسانية ويشجع على العنف والكراهية.
ـ الاعتراف بالحريات الفردية والتعددية.
ـ عدم ترك الهويات الصغرى للسيطرة على الأوطان.
ـ على المؤسسات المدنية والحكومية تحمل مسؤوليتها في ترسيخ ثقافة المواطنة.
ـ تنقية المناهج من كل ما يتعارض مع قيم الثقافة المدنية ويحث على
العنصرية والطائفية، وتأهيل وتطوير قدرات المعلمين.
ـ إقامة ورش عمل للنقاش حول ما طرحه الملتقى من أفكار.
وفي الختام وجهت رئيسة الملتقى كوثر الجوعان الشكر لجميع الضيوف والباحثين المشاركين من الكويت والخليج والعالم العربي، كما وجهت الشكر لمعهد التخطيط العربي على الاستضافة.. وكذلك للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمه غير المحدود. وخصت بالشكر العديد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاح المؤتمر وعلى رأسها د. سهام القبندي، والإعلامية أمل عبدالله، والأستاذة مها المطوع.

 

«القرين» احتفى بمسيرته الفنية الطويلة وأضاء على تاريخه المُشرِّف

غانم الصالح ... منارة كويتية ومشوار فني حافل بالمنجزات

فهد العبدالمحسن: الصالح وقف شامخًا على خشبة المسرح متألقًا على الشاشة وصوتًا إذاعيًا صادحًا

مساعد صالح الغوينم: احتل مكانة خاصة بين زملائه واكتسب قاعدة جماهيرية محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا
داود حسين: الراحل كان دائم التصدق بالابتسامة على الجميع وملتزماً بأداء الصلوات في أوقاتها

كتب: مدحت علام
الفنان الكبير غانم الصالح - رحمه الله - علامة فارقة في الفن الكويتي الأصيل، ومسيرة طويلة من العطاءات التي لم تتوقف عند حد معين، بل استمرت إلى أن فارقنا صاحبها، إنها سيرة الموهبة الصادقة، والإخلاص الراقي للفن، والتقدير للأدوار التي قدمها الغانم للتلفزيون والإذاعة والمسرح، وحتى في إلقاء الشعر لكبار الشعراء، كان متميزا من خلال إتقانه للغة العربية.
وجاءت المنارة الثقافية الثانية في فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26 لتكريم هذا الفنان القدير، والإضاءة على تاريخه المشرف محليا وخليجيا وعربيا، في مجال التعاطي مع فن التمثيل بكل ألوانه، والتأكيد على دوره الفاعل في النهضة الفنية التي شهدتها الكويت خلال مراحلها المختلفة.
واستضافت مكتبة الكويت الوطنية هذه المنارة والتي شارك فيها بأوراق بحثية: الفريق المتقاعد مساعد صالح الغوينم (الأخ الأصغر للفنان المحتفى به)، ود. فهد العبدالمحسن، وأدارها الفنان داود حسين، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، ونخبة من الفنانين والمثقفين والجمهور.
في البداية، أشار داود حسين إلى الصفات التي اكتسبها من مرافقته للصالح، موضحا ان الراحل كان دائم التصدق بالابتسامة على الجميع، ودائما ما يبشر بالفرح، متذكرا عادته التي لم يتخل عنها خلال حياته وهي الحلوى التي كان يحتفظ بها في جيبه، وكلما سلّم على أحد كان يدس في يده واحدة منها ويقول له: «خليك طبيعي»، وهي لزمة جميلة منه كانت تشيع جوا من المرح والحب، كما تذكر سفره معه إلى البحرين وتقاربه معه في حب الأفلام الهندية وكراهية التدخين، مؤكدا أنه استفاد كثيرا من نصائحه الفنية والحياتية، وأنه كان ملتزما بأداء فروض الصلاة في أوقاتها.

بناء الشخصية
وفي ورقته البحثية، قال العبدالمحسن: تعتبر الثقافة والفنون المنهل الأساسي الذي يساهم إلى حد كبير في بناء شخصية الفرد ويطور المجتمع، والكويت تميزت منذ عقود بمد جسور التقارب مع مختلف الحضارات البشرية، والانفتاح على كل المنجزات الثقافية، كما سعت في بداية نهضتها لتكون منارة ثقافية، وحاضنة لمختلف الفنون العالمية، فتوج هذا التوجه بإنشاء المعاهد الفنية (مسرح وموسيقى)، وإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأوضح أن الحركة الفنية الكويتية زاخرة وتعج بأسماء كثيرة، أغنتنا بما تركته من إرث فني رفيع، حيث ساهمت منذ عقود في تشكيل وعينا وثقافتنا.
وأضاف: نقف الليلة عند قامة فنية نادرة أثرت الساحة الفنية بجودة الإنتاج، وتركت في النفوس أثرا خالد لا ينسى، فقد وقف غانم الصالح شامخا على خشبة المسرح، متألقا على الشاشة، وصوتا إذاعيا صادحا، حتى صار نجما لامعا من نجوم القمة، فعرفته الجماهير العربية فنانا متنوعا وشاملا، كما أنه شكّل مثلا أعلى لطلاب المسرح في توجهه الأخلاقي والتزامه المهني ونموذجا يحتذى لجميع المنتمين للحركة الفنية في الإبداع.
واستطرد قائلا: منذ خمسينيات القرن الماضي كان طموحه واضحا وهدفه محددا في أن يصبح فنانا ذا شأن، ومن ثم بدأ خطواته الأولى ممثلا على خشبة المسرح المدرسي، وقال: من يتابع سيرة الصالح يلاحظ بوضوح تميزه في مختلف الحقول الفنية من مسرح وسينما وتلفزيون وإذاعة، ولم يأت هذا التميز من فراغ، بل نتيجة لقناعته والتزامه الأخلاقي الإيجابي لمهنة التمثيل، وكانت تجربة الصالح الفنية في جميع مراحلها مختلفة ولافتة للنظر، انطلاقا من رغبته الصادقة في التعبير عما يحمل من رسالة سامية، فنجده حريصا على التمسك بمقومات النجاح وتحمل المسؤولية مع جهة الإنتاج، وكانت انطلاقته الاحترافية في العام 1961، عندما أعلنت دائرة الشؤون والعمل، التي كان يرأسها آنذاك الراحل حمد الرجيب، تأسيس فرقة المسرح العربي، فقد شارك الصالح رفاق دربه كلا من الفنان سعد الفرج والمرحوم عبدالحسين عبدالرضا والفنان خالد النفيسي، في عملية تأسيس الفرقة، التي وضع لبناتها الأولى معلمهم المرحوم زكي طليمات، وكانت مسرحية «صقر قريش» أول عمل مسرحي يشارك فيه الصالح لفرقة المسرح العربي مع عدد من الممثلين الراحلين منهم مريم الغضبان والفنان عبدالله خريبط والفنان عبدالوهاب سلطان والفنان عبدالحسين عبدالرضا والفنان خالد النفيسي والفنان عبدالرحمن الضويحي والفنان حسين صالح الدوسري ومن إخراج زكي طليمات، ثم توالت عروض فرقتهم من دون توقف.
وأكد بالقول: كان الصالح صادقا، جادا في تعاطيه مع مضامين العمل الفني، حيث كان يدخل في مرحلة التحضير والاستعداد كباحث مثابر ومناقش موضوعي، ملتزما بأصول المهنة.
وأوضح العبدالمحسن أن مسرحية «يا طالع الشجرة» من المحطات المهمة في مسيرة الغانم الفنية، معطيا فكرة عن تلك المسرحية التي لجأ فيها مؤلفها الكاتب توفيق الحكيم إلى الموروث الشعبي، كاشفا أن شخصية درويش تبلورت عند الصالح بشكل إبداعي أمام الكاميرا.

طيبة ونبل
من جانبه، أفاض مساعد صالح الغوينم - الأخ الأصغر للفنان الراحل غانم الصالح - في الكشف عن بعض صفات الصالح، وما كان يتميز به من طيبة ونبل، موضحا أن أخيه هو الأخ الأكبر لثلاثة أولاد وبنتين، وأحد الوجوه المتميزة في مسيرة الفن الكويتي، وأنه احتل مكانة خاصة بين زملائه، واكتسب قاعدة جماهيرية محليا وخليجيا وعربيا، ومن رواد الحركة الفنية والمسرحية في الكويت، ثم عرج الغوينم في حديثه إلى الإرث الذي قدمه الصالح للساحة الفنية من مسلسلات ومسرحيات وأفلام بالإضافة إلى الجوائز التي حصل عليها، وذكر بعضا من أقواله.
وكشف الغوينم أن سر إتقان أخيه للهجة البدوية هو أن والدهما كان لديه محلات في سوق السلاح لبيع بعض السلع الغذائية، وقد كان يحتك كثيرا بالبدو ومن ثم تعلم منهم اللهجة إلى درجة إتقانها، كما تحدث عن الرجل الذي نزل معهم القبر وقت دفن أخيه، رحمه الله، ورآه مرة أخرى في العزاء فاكتشف أنه الفنان عبدالله الرويشد، الذي كشف له أن أخيه، رحمه الله، أنقذه من الموت في فترة من الفترات. وتطرق الغوينم إلى بعض المواقف الطريفة مع أخيه، ورحلة علاجه في الخارج، وخضوعه للعلاج الكيماوي ووفاته رحمه الله.

مداخلات
وفي المداخلات تحدث د. خليفة الهاجري عن فيلم «الفخ» الذي شارك فيه الصالح، قائلا إنه يعد من الأعمال الكويتية المتميزة، بفضل ما فيه من أكشن، والنقلة النوعية في السينما الكويتية.
كما قدم الفنان التشكيلي صالح المانع «بورتريه» للراحل، أنجزه خلال وجوده في المسرح وهو يستمع إلى المحاضرة.
وفي الختام عرضت سهرة «يا طالع الشجرة»، ومن ثم كرَّم العبدالجليل والدويش ابن الراحل بسام والمشاركين في المنارة بدروع تذكارية.

العبدالجليل: الصالح أثرى الساحة الفنية بأعمال خالدة

أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل أن الصالح أثرى الساحة الفنية بأعمال خالدة، كما كان يتمتع بأخلاق عالية ودماثة في التعامل مع الناس ومن ثم فقد ترك أثرا طيبا وعلاقة متميزة مع الجميع.
وتذكر العبدالجليل ارتباطهما بعمل تطوعي في دبي إبان الغزو الصدامي الغاشم، بعدما طرح عليه فكرة إنتاج برامج من خلال فرقة تكونت من 10 أشخاص، وكيف أن استوديوهات دبي فتح أبوابها لهما لإنجاز هذه الأعمال التي خدمت قضيتهم الوطنية، ومن ثم عمل برنامج يومي اسمه «جسر المحبة» يتحدث عن عدالة القضية الكويتية.

معرض فوتوغرافي يوثّق أعمالاً خالدة

تضمنت المنارة الثقافية على هامشها معرضا للصور الفوتوغرافية، يحكي في محتواه سيرة الفنان الراحل غانم الصالح، رحمه الله، من خلال لقطات من مشاهد أعماله التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، تلك التي تميز بها، بالإضافة إلى صور مع رفقاء دربه من الفنانين، الذين شاركوه الهم الفني، وقدموا معه أعمالا خالدة، لاتزال متميزة، رغم مرور سنوات طويلة على عرضها.
ويعد المعرض الفوتوغرافي توثيقا لأعمال الصالح الفنية، والتي أخذت من الأرشيف الفني، وتهدف إلى التعرف على هذا الفنان القدير، رحمه الله، منذ بدايته وحتى رحيله.


في محاضرة أقيمت في المكتبة الوطنية تتبعت مسيرتها

ملامح السرد الأدبي المغربي .. فاطمة المرنيسي أنموذجًا

رانيا الخليلي: «نساء على أجنحة الحلم»
سيرة ذاتية وليست رواية
المرنيسي مسكونة بـ «شهرزاد» من ناحية الأسلوب وحتى الحديث عنها

كتب: عبدالحميد الخطيب
قدمت الكاتبة اللبنانية رانيا الخليلي محاضرة بعنوان «ملامح السرد الأدبي المغربي .. فاطمة المرنيسي أنموذجا» وذلك في مكتبة الكويت الوطنية ضمن أنشطة مهرجان القرين القرين الثقافي في دورته الـ 26، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل وعدد من المثقفين والجمهور.
وتناولت الخليلي في الورقة البحثية الخاصة بالمحاضرة شرحا للفرق بين الكتابة الروائية وكتابة السيرة الذاتية، مضمنة إياها بالفروقات والمفارقات التي وجدتها في روايات سيمون دي بوفوار وكتابتها السيرة الذاتية ورواية فاطمة المرنيسي «نساء على أجنحة الحلم» ومؤلفاتها الأخرى، وقالت: من يقرأ كتب المرنيسي يجد فيها هذا النفس الشهرزادي في السرد، فكل كتبها عبارة عن فصول كل فصل فيه تهيئة لفكرة معينة، وهذا الأسلوب الشهرزادي في السرد لكي تصل الفكرة الى القارئ بأسلوب رائع وسلس لا يمل.
وأضافت الخليلي: عندما بدأت قراءة كتاب «نساء على أجنحة الحلم» وجدت أسلوب السرد السلس وجهزت نفسي لاكتشف فاطمة الروائية وكانت البداية مع «الياسمين» ثم ظهرت لنا «شهرزاد» والتي تظهر في كل كتبها، بل إن «شهرزاد» عنوان لهذه الكتب، وهنا توقفت خصوصا انها جعلت شهرزاد تكتب، ونقلت لي هذا النفس الشهرزادي من دون أن أشعر.
وأردفت: لقد كانت فاطمة مسكونة بشهرزاد من ناحية الأسلوب وحتى الحديث عنها، وتأثرت بها لأنها اعتبرت أنها بواسطة الحوارات التي كانت تدور بينها وبين شهريار أنقذت بنات جنسها في ذلك الوقت، وأنا شعرت بذلك لأنني من جيل الحرب، فكل عقد نمر بمرحلة صراع مختلفة في لبنان.
وتابعت: لقد رأت أن أسلوب السرد والقص هو طريقة للوصول إلى الحوار وفض النزاعات وهنا لم اتفق معها قليلا لأننا عشنا صراعات في لبنان ولا نصل إلى حل بين الفرقاء إلا بعد استنزاف الشعب ووقوع ضحايا وآخر مرحلة هي الحوار، مستدركة: شهرزاد لم يكن دورها وحيدا في إنقاذ الفتيات لكن كان لشهريار دوره أيضا خصوصا بعدما وجد من يجعله يتصالح مع نفسه، فشهرزاد أنقذت نفسها وأنقذت شهريار أيضا.
وأضافت الخليلي: عندما قرأت «نساء على أجنحة الحلم» لم امل منه، وكنت انتظر أن أقرأ رواية لكنني قرأت كتابا، كان مجرد سيرة ذاتية لطفولة فاطمة وكيف تأثرت بجدتها ووالدتها الياسمين، ولفتني أنها كتبت ان هذه الرواية محض خيال وأنها ليست سيرة ذاتية، فلماذا خافت أن ترى نفسها في المرأة؟ فـ «نساء على أجنحة الحلم» ليست رواية.
وأكملت: الأمر الايجابي الذي قامت به فاطمة أنها حينما قررت أن تكتب لم تستخف بعقل القارئ من خلال قصة حب لتقنعه بأنها رواية، فالرواية لا بد أن تكون لها بداية ونهاية وتكون فيها عقدة أو حبكة، أما السيرة الذاتية فتختلف ويجب أن يكون فيها مصداقية وعدم تحريف أو الدخول في خصوصيات الآخرين لأن ذلك سيكون مبتذلا.
ولفتت الخليلي إلى أن القصص تتشابه لكن تختلف في أسلوب السرد والحيثيات، وقالت: القصة هي أساس الرواية و70 في المائة منها عبارة عن تقنية سردية وفكرة، والتقنية السردية لا يمكن تعليمها لكن يمكن توجيهها بشكل أو بآخر، بمعنى أن كل شخص يمكنه أن يقوم بنقل قصة معينة من الناحية التي تعنيه هو، لكن الإبداع أن يكون ما يعنيه هو ما يعني الآخر، مؤكدة أنه يجب على من يريد أن يكتب رواية أن يكون ملما بالثقافة العامة وأن يدع المجال لخياله لكي يطور هذا العمل الروائي حتى يزيده ألقا.
وتساءلت الخليلي: هل بإمكان الكاتب أن يكتب رواية واحدة ونعتبره روائيا؟ وقالت: إذا تركت الرواية بصمة يمكن أن نعتبره روائيا، وبالنسبة لـ «نساء على أجنحة الحلم» فالبعض تقبلها على أنها رواية، وهنا إشكالية «لماذا القارئ عصم الكاتب إذا أحبه؟»، فالرواية ما تمثل مصداقية السارد ولذلك نجد لها في الغرب أهمية كبرى.

سيرة ذاتية

- رانيا الخليلي حاصلة على البكالوريوس من الجامعة اللبنانية كليه الآداب والعلوم الانسانية، دبلوم دراسات عليا في الأدب الفرنسي.
- مدرسة لغة فرنسية في عدد من المعاهد الفنية والتقنية الرسمية في بيروت.
- كتبت مقالات ومراجعات نقدية وبحثية وأدبية عديدة في صحف ومجلات لبنانية وعربية عديدة.
- حاصلة على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة عن قصه قصيرة عنوانها «شيخ الشباب» ضمن مسابقة أقيمت على مستوى مدارس لبنان، وجائزة أفضل قصة قصيرة عنوانها «الثوب الأخضر» ضمن مسابقة أقامتها كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.
- لها العديد من الإصدارات منها رواية «آمين» ورواية «عشر سنوات وليلة» ورواية «غرام الحي العتيق».

 


محاضرة قدمها الدكتور عويد المشعان في المكتبة الوطنية

الرضا الوظيفي والسلامة المهنية .. مرتكزات تحقيق الرضا في بيئة العمل

كتبت: فرح الشمالي
قدم الدكتور عويد المشعان أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية ـ جامعة الكويت ـ محاضرة عنوانها «الرضا الوظيفي والسلامة المهنية والنفسية في بيئة العمل»، في مكتبة الكويت الوطنية، ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26.
تطرق د. المشعان في المحاضرة التي حضرها الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية د. تهاني العدواني، ومديرة مهرجان القرين فوزية العلي، ومديرة المكتبة الوطنية الشيخة رشا النايف الصباح ومديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر، وعدد كبير من الحضور، إلى طرق زيادة الولاء الوظيفي لدى العاملين داخل المنظمة في تطبيق أسلوب مشاركة الموظفين في الإدارة، وتطبيق أسلوب الإدارة بالحب، وتطبيق أسلوب الإدارة على المكشوف لكل العاملين في المنظمة أو الإدارة، وأشار إلى مفهوم الأمن الصناعي في بيئة العمل باعتباره من أهم الموضوعات أو الميادين التطبيقية لعلم النفس الصناعي، كما أنه يرمي إلى تهيئةً جميع الظروف الفنية والمادية والاجتماعية، والتي تكفل أكبر إنتاج مع الاهتمام برضا العامل عن عمله، وبالكشف عن أفضل الظروف الإنسانية للعمل، وحل المشكلات الصناعية حلا علميا وإنسانيا.
وأوضح المشعان أن برامج الأمن الصناعي تهدف إلى المحافظة على صحة العمال وسلامتهم من الأخطار والحوادث الصناعية، وهذا يعني أنها أهداف وقائية بالدرجة الأولى؛ لأنها تهتم بتوفير كل الإمكانات التي تساعد على عدم وقوع حوادث صناعية، ومن ثم تمنع وقوع إصابات في العمل ويؤثر هذا الاهتمام بالعامل على زيادة كفاءته الإنتاجية ومن ثم إنتاجية المنشأة.
وعدَّد المشعان وسائل تحقيق أهداف الأمن الصناعي، منها تكييف بيئة العمل من الآلات والأدوات والمعدات حتى تناسب العامل الذي يديرها، وتحسين الظروف الفيزيقية للعمل، كالإضاءة والتهوية ودرجة الحرارة ووسائل حماية العمال من الأضرار الصحية نتيجة المواد الضارة التي تتولد أثناء العمل.
وأكد أن الرضا الوظيفي يتحقق في بيئة العمل التي تتميز بتقدير عمل الموظف، وتقديم فرص الترقية في العمل، مما يشجع الفرد على استخدام كل طاقاته في إنجاز مهامه، وأيضا يجب على الإدارة توزيع المهام وفق قدرات العاملين والعدالة في التعامل بينهم مما يحقق الأمان الوظيفي.
في ختام المحاضرة تم تكريم د. عويد المشعان من قبل إدارة مهرجان القرين الثقافي، ووجهت الدكتورة تهاني العدواني الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية الشكر للمحاضر على المادة العلمية القيمة التي قدمها في المحاضرة، متمنية أن يستمر هذا التعاون في تنظيم محاضرات مستقبلية تكون أكبر وأعم.
وقالت: إنها مبادرة طيبة أن يتطرق الدكتور المشعان إلى مرتكزات أساسية للرضا والولاء الوظيفي وبيئة العمل التنظيمية وبيئة العمل الصحية.
وأشارت العدواني إلى أن هناك نقصا في الدورات النوعية المقدمة للقطاعات الحكومية، وأن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يطالب بدورات في أداء المتحف الوطني مثلا، ودورات لها طابع نوعي لعملنا اليومي في الفعاليات والمهرجانات الفنية والثقافية وعمل زيارات للوفود الأجنبية وغيرها.
وأكدت أن المجلس الوطني يسخر الكثير من الموظفين ذوي الطاقات الجبارة توازي الرضا الوظيفي لديها في سبيل إنجاز عملها ولولا هذا الحب والشغف الوظيفي لديهم لما كان لمهرجانات المجلس وأنشطته هذا الصدى والنجاح.

 


ورشة نُظِّمت في بيت الخزف لمدة أربعة أيام

«جداريات بيوت فيلكا القديمة».. ثقافة وفكر ورسالة

كتبت: إيناس عوض
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26 نظمت في بيت الخزف الكويتي لمدة أربعة أيام ورشة بعنوان «جداريات بيوت فيلكا القديمة» قدمها وأدارها الفنان التشكيلي الخزاف علي العوض.
مقدم الورشة الفنان التشكيلي والخزاف علي العوض قال إن اختيار موضوع ورشة حرفة الخزف لهذا العام تم بعد دراسة وبحث حيث تجنبنا التركيز على المواقع الأثرية الاغريقية التاريخية في جزيرة فيلكا، والتي لطالما كثر وتكرر الحديث عنها، واخترنا موضوع جداريات بيوت جزيرة فيلكا القديمة، تلك البيوت التي قطن فيها سكان الكويت الأوائل في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وما تميزت به من فنون، وما عكسته من عادات وتقاليد وذوق قاطنيها، إضافة إلى تطرقنا في ذات السياق إلى الدمار الذي حل ببيوت جزيرة فيلكا القديمة بعد القصف الجوي الذي تعرضت له إبان فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت.
وأردف العوض في تصريح على هامش الورشة التي تضمنت 12 متدربا وهاويا ومحبا لفن الخزف أنه لأول مرة يتم تنظيم ورشة لحرفة الخزف بتعاون مشترك بين إدارة المتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإدارة الفنون التشكيلية ممثلة ببيت الخزف الكويتي الذي أتشرف بكوني أحد أعضائه، وأشار إلى أهم الخطوات التي يتضمنها برنامج الورشة والمقسمة على أيامها، حيث سيخصص اليوم الأول من الورشة للاطلاع على بيوت جزيرة فيلكا القديمة ودراسة أنماطها والفنون المعتمدة في جدارياتها، وسيتبع ذلك مناقشة مع المشاركين لاختيار جدار البيت المناسب لكل منهم للتعبير عنه بفن الخزف، وفي اليومين الثاني والثالث سنبدأ بمرحلة التشكيل وهي من المراحل المهمة جدا في الورشة، وسيتعرف من خلالها المتدرب على أنواع الطين المستخدمة في تشكيل الخزف وطرق الحفر عليها بما يسمى الحفر البارز والغائر والتشكيلي لعمل جداريات البيوت القديمة، وأيضا سندرب المشارك على طرق تجفيف الطين المستخدم في فن الخزف، وسنختم الورشة في اليوم الرابع بتعلم مهارات تحويل الطين المشكل أو المحفور إلى فخار بالحرق إما يدويا وإما في الأفران الخاصة.
وأوضح العوض أن ورشة جداريات جزيرة فيلكا القديمة تكتسب أهمية كبيرة وخاصة في ادراجها ضمن فعاليات مهرجان القرين التظاهرة الثقافية الأبرز والاهم في الكويت، التي يحرص القائمون عليها على تنظيم وادراج مجموعة من الورش التدريبية والتثقيفية المختلفة للجمهور الذي لا يرغب فقط في زيارة المعارض والمحاضرات بل يرغب أيضا في المشاركة في تنفيذ أعمال فنية والاحتكاك بالفنون الحرفية المختلفة والفنانين، ومحاولة اكتساب ثقافة أو مهارة يدوية وهو ما تحققه الورش في مهرجان القرين الثقافي، مشيرا إلى أن المشارك في ورشة الخزف لهذا العام سيتعرف على تاريخ بيوت فيلكا القديمة ومساجدها وسيتاح له الاطلاع على أهم ما يميزها، فالورشة تحمل في طياتها ثقافة وفكرا ورسالة مفادها أن فيلكا كانت أكثر من مجرد جزيرة فهي تحمل ميراثا ثقافيا وفنيا أصيلا دمر معظمه إبان الغزو العراقي، ولا يجب أن تترك مهدمة، وإنما علينا أن نعيد صيانتها وترميمها لتعود كما كانت، ولنحولها إلى مزار أثري يزوره الشعب الكويتي للتعرف على تراثهم.
واختتم الخزاف علي العوض حديثه بتوجيه الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على فتح المجال للفنانين للمشاركة في تقديم ورش فنية متنوعة للجمهور.


افتتحته الشيخة رشا الصباح في بهو المكتبة الوطنية واستمر يومين

«الرعاية الصحية المستدامة» يعزز رؤية الكويت 2035

 

 

كتبت: ايناس عوض
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26، افتتحت مدير مكتبة الكويت الوطنية الشيخة رشا نايف الجابر الصباح في بهو المكتبة معرض «الرعاية الصحية المستدامة» بحضور ممثلين من وزارة الصحة الكويتية والعيادات الطبية المشاركة.
ويعزز المعرض الذي استمر يومين رؤية دولة الكويت الجديدة 2035 في الصحة والمسؤولية المجتمعية، ويجسد التزامها تجاه تحقيق أعلى معدلات الصحة والسلامة بما يخدم الجمهور لنشر الوعي الصحي. وذلك بمشاركة نخبة من العيادات الطبية الكبرى والنوادي الصحية وشركات التغذية الصحية التي قدمت أفضل العروض الطبية بالإضافة إلى الفحوصات المجانية لرواد المكتبة مثل (فحص الظر، فحص الدهون في الجسم، فحص البشرة وفحص نسبة السكر في الدم والضغط، واستشارات غذائية وصحية).
ويواجه تحقيق منظومة الرعاية الصحية المستدامة في الكويت تحديات عديدة، من أبرزها ارتفاع تكاليف الاستثمار في الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات الصحية والذكاء الاصطناعي، وعدم مرونة التشريعات الصحية، وضعف دور جمعيات النفع العام والمسؤولية المجتمعية المشتركة في دعم القطاع الصحي بشكل عام، وهو ما يتطلب ضرورة وضع خارطة طريق واضحة لمواجهتها فالصحة ركيزة أساسية للانطلاق نحو بلوغ الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة.

 

تهدف إلى تعلم كيفية الاستفادة من أي مستهلكات في المنزل
«إعادة التدوير» .. ورشة فنية تتضمن أفكارًا مبتكرة للأطفال

دانة محمد: الورشة مجهزة بالكامل بكل المستلزمات ليعيد الأطفال تدوير الأكواب

كتبت: شهد كمال
في محاولة لتعليم الأطفال ثقافة إعادة التدوير، والحفاظ على البيئة، واستخدام الأشياء في أمور مختلفة، نظمت مكتبة الكويت الوطنية مساء اليوم الاثنين ورشة «إعادة التدوير» للأطفال.
وتسابق الأهالي والأطفال إلى الاشتراك في هذه الدورة التي تأتي ضمن مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26، لما لها من أهمية ثقافية، وكذلك استغلال وقت فراغ الطفل في الإجازة بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية.
وقالت المشرفة على الورشة دانة محمد: إن الورشة تستهدف الأطفال من سن 4 الـ 7 سنوات؛ لتعليمهم كيفية الاستفادة من الأكواب البلاستيكية أو الورقية المستهلكة، وإعادة تدويرها لاستخدامها، مثل علبة للمناديل الورقية، أو للأقلام، أو حصالة للنقود بأشكال محببة للأطفال.
وبينت أن الورشة مجهزة بالكامل بكل الاحتياجات والمستلزمات ليقوم الأطفال المشاركون بإعادة تدوير الأكواب، حيث تم توفير الأوراق والرسومات الكرتونية المطبوعة والألوان وجميع المستلزمات المكتبية التي يحتاج إليها الطفل.
وقالت: إن الورشة تهدف إلى أن يتعلم الطفل كيفية الاستفادة من أي مستهلكات في المنزل، ويعيد تدويرها بطريقة جمالية ليستفيد منها أو يضعها في أي ركن من المنزل.
وأضافت والدة فاطمة وحسين البغلي أنها سارعت إلى تسجيل ابنيها في هذه الورشة كونها تساعدهما في تعلم شيء جديد بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية، مشيدة بجهود مكتبة الكويت الوطنية على هذه الورشة التي وصفتها بالممتازة.
وبينت أنها تتابع فعاليات مهرجان القرين الثقافي بدورته الـ 26، وتتابع الأنشطة المتعلقة بالأطفال، من خلال برنامج التواصل الاجتماعي (الإنستغرام).
بدورها قالت إيمان محمد، والدة الطفلة مريم محمود، إنها تتابع حساب مكتبة الكويت الوطنية في برنامج (الإنستغرام)، وإنها تقوم بتسجيل ابنتها بصفة دورية في أنشطة المكتبة، ومنها فعاليات القصص التفاعلية التي تنظمها المكتبة.
وأضافت: إن ورشة إعادة التدوير تناسب عمر ابنتها ذات الأربع سنوات، مبينة أنها تهتم بالتعليم المرن والأنشطة اليدوية كونها أصغر من سن المدرسة.
وقالت الطفلة مريم محمود (4 سنوات) إنها أتت مع والدتها لتشارك في هذه الفعالية وتقوم بالرسم والتلوين والمرح، وإنها مستمتعة بما تفعل.
وقال الطفل ياسين يحيى (6 سنوات) إنه سعيد بمشاركته لأول مرة في فعاليات مكتبة الكويت الوطنية.
وعبرت الطفلة زهراء الوزان (5 سنوات) عن فرحتها بما صنعت، واستخدامها الألوان والأدوات لتجديد الكوب، وأنها ستقوم في البيت بتكرار ما تعلمته في الورشة.


الفنانة فاطمة الطباخ ضيفة شرف اللقاء التاسع لـ «مبادرة أصدقاء المكتبة»

أمل الرندي: نحرص على خلق
جيل يقدِّر الإبداع

حضرت الفنانة الكويتية فاطمة الطباخ، إلى جانب الكاتبة منيرة العيدان، اللقاء التاسع من «مبادرة أصدقاء المكتبة» التي أطلقتها الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون، يوم السبت الماضي، وهو لقاء نصف شهري يُقام في مكتبة ذات السلاسل بالأفنيوز، ويشارك فيه كتّاب وشعراء أدب طفل كويتيون وعرب، يسردون قصصهم ويتحاورون مع الأطفال ويتفاعلون معهم، بهدف تشجيع القراءة والارتقاء بثقافة الطفل وبناء علاقة مميزة بين المبدع والمتلقي.
في بداية اللقاء، الذي شارك فيه طلاب من مدرسة البيان ثنائية اللغة)، بحضور رئيسة قسم اللغة العربية أ. سهام الهوا، ومعلمات القسم وأولياء أمورهم، وحضور محبب لكاتبتي أدب الطفل هبة مندني وريهام الفوزان، رحبت رئيسة المبادرة أ. أمل الرندي بضيفة الشرف الفنانة فاطمة الطباخ، وشكرتها لدعمها للمبادرة ومساهمتها في تشجيع الأطفال على القراءة، كما رحبت بالكاتبة منيرة العيدان وكل المشاركين في اللقاء.
وأكدت الرندي حرصها على تطوير المبادرة دائما، والعمل على مزج الفن بالأدب لخلق جيل يقدّر الإبداع في الفنون والآداب، ويحب الثقافة بشكل عام. كما نوهت بأهمية تقديم أنشطة ثقافية متنوعة وغير تقليدية، تليق بحيوية طفل اليوم، وتحفزه فعلا على المشاركة، وتفسح له في المجال، ليستفيد ويستمتع في الوقت نفسه. وركزت الرندي في كلمتها القصيرة على أهمية لقاء الأطفال بكاتب القصة والنجوم بشكل مباشر، وما لذلك من أهمية للتفاعل مع من يعتبرونهم قدوة حقيقية لهم ويمثلون طموحهم. وهذا ما حصل أيضا في اللقاء الثامن، عندما حضر إلى جانب الكاتب حسين المطوع الذي سرد قصته «أحلم أن أكون خلاط إسمنت»، ضيف الشرف الفنان عازف الجيتار وصفي الجوخدار، وقدم هدية قيمة من معهد التميت هارموني، وهي تعليم الجيتار (المستوى الأول)، وقد فاز بها الطالب حمود الخضر.
وكان للفنانة الضيفة فاطمة الطباخ كلمة، تحدثت فيها مع الأطفال بأسلوب شيق جميل، وشجعتهم على القراءة والمشاركة في الأنشطة الثقافية المتنوعة، وتوجهت إليهم قائلة: أريدكم أن تحبوا الكتب وتقرؤوا كثيرا، ففي ذلك فائدة كبيرة لكم، فأنا كنت أحب أن تكون لديّ مجموعة من الكتب، أقرأ ما أستطيع منها، لكتّاب متنوعين، وكنت أعشق الثقافة من صغري، وأستمتع بحصة المكتبة، وأستعير منها كتبا ثم أردها وآخذ بدلا منها. بعد ذلك صرت أشتري الكتب، حتى جمعت مكتبة فيها كتب كثيرة، بينها ما يخص الأطفال، وما يخصني كمذيعة وكممثلة. حتى إنني كنت أشارك في أي دورة تفيدني، فلو تابعتم الدورات اليوم فسوف تشعرون بأهميتها في زمن لاحق، فأنتم تتعرفون على ثقافة الناس، وتكتسبون أسلوبا أدبيا قويا، باللغتين العربية والإنكليزية.
أما الكاتبة المتميزة منيرة العيدان فسردت قصتها «نورة وأحذيتها السحرية» بلغة درامية جذابة استمتع بها الأطفال، وهي قصة بنت تتنقل من بلد إلى آخر، فتكتسب الكثير من الأمثلة الشعبية من مصر ولبنان واليمن والأردن والعراق. يذكر أن «مبادرة أصدقاء المكتبة» التي تقام للعام الثاني على التوالي، انطلقت هذا العام على المستوى العربي، بدعم من الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، وجهد من مراقب ثقافة الطفل مريم سالمين، وبالتعاون مع مكتبة ذات السلاسل ومدرسة البيان ثنائية اللغة، تحت شعار «طفل قارئ.. مستقبل زاهر». وقد شارك في المبادرة العام الماضي أكثر من 300 طفل. وتعتبر المبادرة من المشاريع المهمة في الكويت للتحفيز على القراءة، ومواكبة الأنشطة والمشاريع الكثيرة التي تقوم بها دول أخرى في المنطقة، لتحفيز الأطفال على القراءة.


معرض أقيم في متحف الفن الحديث عُرضت فيه 30 مخطوطة

«التشكيلي الإيراني».. حروف عربية بأنامل الفنان علي رضا

الدويش: يؤكد المعرض العلاقات الثقافية بين
الكويت وإيران وإحدى المفردات الثقافية في «القرين»

محمد إيراني: تبادل الثقافات بين الشعوب
يساعد في معرفة ثقافة وتاريخ كل بلد

كتبت: شهد كمال
باعتبار الخط العربي أحد الفنون الجميلة وأداة للفن التشكيلي ومادة للإبهار البصري والتشخيصي وفنا للمهتمين به، نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرضا للفنان الإيراني علي رضا محبي.
وتنشيطا للعلاقات الثقافية بين الكويت وجمهورية إيران الإسلامية افتتح مساء أمس الثلاثاء معرض «الفن التشكيلي الإيراني» في متحف الفن الحديث بالتعاون مع السفارة الإيرانية في الكويت وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26.
وعرض المعرض 30 مخطوطة جدارية للفنان علي رضا تنوعت بين الخط الكوفي والنسخ والخطوط الحديثة والخطوط الإسلامية مستخدما بعض آيات القرآن.
وحضر المعرض نخبة من المهتمين وسفير جمهورية إيران لدى الكويت وأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش.
وقال الدويش إن هذا المعرض يعد من المعارض المهمة التي تؤكد على العلاقات الثقافية بين البلدين وإحدى المفردات الثقافية في مهرجان القرين الثقافي الـ 26.
وأضاف الدويش أن علي رضا محبي من الفنانين المخضرمين في الجمهورية الإيرانية، معبرا عن سعادته بما يراه في المعرض من جداريات تحمل خطوطا عربية وآيات قرآنية بطريقة جميلة وتكتيك حديث.

تبادل الثقافات
بدوره قال سفير الجمهورية الإيرانية لدى الكويت محمد إيراني إن تبادل الثقافات بين الشعوب والبلدان يساعد في معرفة ثقافة وتاريخ كل بلد، معبرا عن سروره لإقامة هذا المعرض التشكيلي المهم.
وقال إن هذه المعارض تساعد الشعب الكويتي في معرفة الفن التشكيلي الإيراني، مبينا أن جمهورية إيران لها تاريخ عريق وغني في الثقافة والفن، مؤكدا أن إيران تهتم بالتبادل الثقافي مع جيرانها خاصة الكويت. وتعتبر الفنون دوما میدانا فسيحا للتذوق الفني في الحضارة العربية والإسلامية سواء أكانت شعرا أم نثرا ولاحقا في فن الخط.
ولقد أضفى القرآن الكريم رداء موقرا للخط العربي منذ بواكير القرن الهجري الأول.
ولقد انتشر الخط العربي واستخداماته من الكتب والمخطوطات إلى رحاب أوسع لتطال الآثار المعمارية والصناعات المعدنية والخشبية والنسيجية والخزفية وبشكل جعل فنونه محل صدارة بين عامة الخطوط في العالم أجمع.
وتتشعب فنون هذا الخط الذي أضاف جانبا إيجابيا للحضارة العربية الإسلامية عبر قرون من الزمان فهناك الخط الكوفي والثلث والنسخ والرقعة والفارسي والأندلسي والمغربي والديواني والطغري وغيرها.
وأصبحت اليوم أجمل الخطوط في العالم لطواعيتها ومرونتها لما تحمله من فرادة وتعقيدات وبساطة في آن، كما أصبح فنا له رواده ومقلدوه ومدارسه ومعاهده التي تمنح شهادات في الإجازة العلمية.

سيرة ذاتية

علي رضا محبي، خريج الفنون في جامعة الخميني والذي بدأ كتابة الخطوط الإسلامية منذ العام 1966، حاصل على العديد من الجوائز الدولية في مجاله ومنها فوزه بالمرتبة الأولى في مهرجان «مشق عشق» لخط الثلث في قزوين عام 2009، ويحتضن المتحف الإسلامي للخط في ماليزيا ومركز الفنون الإسلامية في الكويت نماذج من لوحاته الإبداعية، وتتعدى مشاركاته الفنية حدود بلاده.


طالب بمزيد من المهرجانات التي تثري الحياة الفنية والثقافية
فهد حسين: القرين
أصبح له مكانة
وقيمة ومركز مرموق

كتبت: سهام فتحي
أعرب الناقد والكاتب فهد حسين من مملكة البحرين عن سعادته البالغة بمشاركته في مهرجان القرين في نسخته الـ 26 وهي المشاركة الرابعة له، من خلال الندوة الرئيسية للمهرجان التي حملت عنوان «الأدب في الكويت.. الواقع - التحديات - الآفاق» التي قدم خلالها ورقة بحثية تناولت الجانب القصصي في الأدب الكويتي وخاصة الأدب النسوي من خلال عرض بعض النماذج لعدد من الكاتبات والتي صدرت قبل الألفية الثالثة وبعضها بعد الألفية الثالثة، من أجل التعرف على المفاصل المشتركة والمتباينة بين التجربتين.
وتابع حسين: إن الكويت تهتم من خلال مهرجان القرين بالأدب الكويتي وهو شيء مهم خاصة في الوقت الحالي كونه يمتد منذ فترات طويلة زمنيا وتسليط الضوء على المشهد الأدبي القصصي أو الروائي والشعر، وهو منحى مهم خاصة إلى الاجيال التي أتت من خارج الكويت ومعرفتها بالأدب الكويتي لم تكن مثل معرفتنا نحن أبناء الخليج.
وأكد حسين أن مشاركة الكتاب من الخليج والوطن العربي والكويتيين تعطى زخما ودافعا ثقافيا لهذا التواصل الإبداعي والنقدي بينهم وخاصة أن هذه الندوات ربما تكون قصيرة في مدتها الزمنية إلا أن اللقاءات والحوارات والمناقشات تفرز للكاتب مجموعة من المعطيات فيما يتعلق بالثقافة الأدبية بشكل عام.

قلة القراءة
وحول الأزمات التي تواجه الأدب في الخليج أشار حسين الى اننا لا نعني فقط الخليج، فقلة القراءة مشكلة تواجه مجتمعنا العربي فمن يكتب قصة أو رواية في الوقت الحالي أغلبهم لا يقرأون وإنما يكتبون فقط، وهذا لا يصلح في المجتمع الذي يواجه ثورات ثقافية كبيرة فإذا لم تقرأ فأنت لا تنتج، إضافة إلى أن من يقرأون غالبا ما يكتفون بالقصص فقط وينتج عن ذلك انتاج محاكٍ لما قرأه، إنما من يقرأ ثقافة ونقدا وعلوما وكل ما يرتبط بالإنسان من معارف يمكنه تغيير فكره خاصة ان العمل الإبداعي اصبح عملا ثقافيا أيضا مثلما ادخل العلماء والباحثون علم الاجتماع بوصفه علما في ثقافة المجتمع، والآن بظهور النقد الثقافي المعتمد على الأنثروبولوجي وعلم الاجتماع لذا لا يجب فصل الادب عن العلوم الاخرى.
وعن الامنيات للأدب والقصص بين حسين أن الامنيات لا تجدي وأكبر دليل هو ما بدأنا به العام الجديد من مآس ونحن لا نتمنى بوصفنا وعاظا للآخرين ولكننا نتمنى ما يجب تحقيقه وهو إرساء دعائم السلام والتعايش والثقافة والوعي عند الانسان ليكون متصالحا مع ذاته ليتصالح مع الآخرين.

معايير النقد
وأكد أن معايير النقد تقاس من خلال وجود مدارس ونظريات ومناهج كل مرحلة تتوقف على المستوى الثقافي الموجود لهذه المرحلة زمانيا ومكانيا وطبيعة تعامل هذه النخب مع النصوص مما ينتج منهجا ونظرية وتوجهات في النقد وتمارس العملية النقدية، فقديما كان النقد يقتصر على معرفة الاديب وحياته الشخصية وهذا اجحاف بالنص أما حاليا فيتم قراءة النص وتطور النقد وأصبح ينطلق من المتلقي.
وأشار إلى أن المهرجان في دورته 26 قد بلغ من النضج مبلغا ليس بالهين. وقال انه طالب في العام الماضي ألا يتزامن المهرجان مع معرض الكتاب وهو ما تحقق، وان يصدر كتاب يضم كافة الاعمال المشاركة وليس الندوة الرئيسية فقط كونه يمثل مرجعا توثيقيا مستقبلا، فمن يجري دراسة عن المهرجانات في الخليج لن يغفل مهرجان القرين وحينما يبحث ويجد بعض الكتابات القليلة لن تفيده، اما اذا وُجد مرجع شامل يضم كافة الانشطة فسيعتبر مصدرا مهما للدراسة، كما تمنى الاهتمام بفئة الشباب كونهم المستقبل، وطالب بمزيد من المهرجانات التي تثري الحياة الفنية كمهرجان القرين الذى اصبح له مكانة وقيمة ومركزا مرموقا.

 

أكد أن «القرين» أصبح إحدى العلامات البارزة في خريطة المهرجانات الثقافية
الشاعر حسن المطروشي: أبشركم الشعر بخير .. والقصيدة في الخليج متطورة جدا


كتبت: فضة المعيلي
قال الشاعر العماني حسن المطروشي، عن مشاركته في مهرجان القرين في دورته الـ 26: «حقيقة هذه أول مره أتشرف فيها بالمشاركة في مهرجان القرين، فالمهرجان أصبح إحدى العلامات البارزة، ليس على المستوى الكويتي، بل على المستوى الثقافي العربي، مهرجان أثبت حضوره وترسخ وجوده وكرس اسمه، احتفل العام الفائت بدورته الـ 25، أي أنه تجاوز مرحلة اليوبيل الفضي، والآن يخطو باتجاه آفاق مستقبلية نحن في دورته الـ 26».
وتابع المطروشي كلمته: «وسط هذا الوهج والحضور داخليا وخارجيا، هذه الكوكبة، هذا التنوع في الأنشطة لم يغفل أي مفردة من مفردات الإبداع والثقافة، كذلك ما لمسته شخصيا من اهتمام مباشر من الدولة؛ لأن الثقافة هي في الحقيقة فعل من الأساس مرهون باهتمام المؤسسة، ونجد الآن التكاتف الآن بين رابطة الأدباء الكويتيين والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهذا التعاون الوثيق، هذا أيضا يعزز لا شك من مكانة المهرجان».

سؤال مفخخ
وعند سؤاله: هل قل الآن الإقبال على تذوق وقراءة الشعر ليجيب المطروشي عن سؤال مفخخ، لكن لا أعتقد؛ لأن المسألة لا يمكن أن أجاوبها بالنفي أو الإيجاب، يعتمد هناك أمسيات شعرية تجد فيها الحضور كبيرا، وهناك أمسيات تجد فيها الحضور قليلا، ولكن كما يقول بريخت «إنهم لن يقولوا: كانت الأزمنة رديئة بل سيقولون: لماذا صمت الشعراء؟»، فالشعراء يجب ألا يصمتوا لأن الشعر هو مقياس تحضر الشعوب، وشخصيا أرى أنه كلما ابتعد الناس عن الشعر الراقي، قلت الذائقة، الشعر هو معيار لتحضر الشعوب ووعيها، العيب ليس في الشعر بل في أشياء كثيرة في الذائقة، في الوعي، والثقافة، والتربية، في التعليم، لكن لا أجد حقيقة، أنا شخصيا لي أكثر من مجموعه شعرية، تنفد في معارض الكتب مثلها مثل كتب، دعنا نقل الرواية، وكثير من الشعراء لا ألمس هذا الغياب، يعتمد على المكان، على الزمان، على اختيار الشعراء، على الذائقة، المسألة نسبية، إلى الآن أنا أبشركم أن الشعر بخير، قد يبتعد الناس في مكان ما، ولكن يبقي الشعر هو لصيق القلوب، وكما جاء في الأثر لا تترك العرب الشعر حتى تترك الإبل الرغاء.

الرمز
أما عن استخدامه الرمز في قصائده يقول المطروشي: «القصيدة المقنعة نوع من التقنية الحديثة في الشعر الحديث، هي آلية من آليات التعبير، ووسيلة من وسائل الاستخدام الفني، أحيانا ربما يضطر الشاعر إلى أن يقنع قصيدته، وأحيانا لا تبحث عن قناع، وأنت تقرأ، ربما تصنع أمامك دعنا نقل شخصية، أو حدثا، ترى أن في إمكانك أن تشتغل عليه فنيا، وتحوله إلى مادة شعرية فهذا الموضوع يأتي بهذا الشكل».

Happy Wheels