مهرجانات وأنشطة

النشرة السادسة


إضغط هنا لتحميل pdf النشرة السادسة

 

 

ليلة وفاء
لغانم الصالح


على الرغم من مرور ست سنوات على رحيله، مازال الفنان القدير غانم الصالح حاضرا في الوجدان... وباقيا بأعماله وإبداعاته.
وضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي، في دورته الثالثة والعشرين، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، يرافقه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، معرضا تذكاريا ضم مقتنيات ومتعلقات غانم الصالح، ومجموعة كبيرة من الصور لأشهر أعماله المسرحية والتلفزيونية. تفاصيل أخرى ص6

 

 

فيلم إماراتي من إخراج سعيد سالمين
عُرِضَ ضمن فعاليات «القرين» 

«ساير الجنة» .. رحلة بحث طفولي عن حنان «يدو»

 

 

المخرج أراد تسليط الضوء على المعالم الطبيعية للإمارات العربية المتحدة كنوع من الترويج السياحي

سالمين حرصعلى أن يحتوي فيلمه الروائي على معان إنسانية كثيرة اقتبسها من وقائع يومية

عائشة المحمود: فعاليات المهرجان تمتاز بتنوعها بين المحلية والعالمية وتتوزع بين السينما والورش والمسرح والندوات
كتبت: جويس شماس
بين أبوظبي والفجيرة، هرب «سلطان» وصديقه المقرب «سعود» من ظلم والده وجبروت زوجته؛ للبحث عن حنان الجدة المفقود؛ «يدو» التي نفيت إلى إمارة بعيدة بعد أن توفيت والدته، وزواج الأب الذي خضع لسلطة الزوجة الجديدة القاسية، وتفكك أواصر الأسرة الصغيرة، واضعا في حقيبته بعض المقتنيات الخاصة بها؛ مثل: صورة فوتوغرافية كتب عليها مكان إقامتها، وشريط كاسيت أرسلته إلى ابنها بعد أشهر قليلة من إبعادها عن منزلها تشكو له ألمها لعدم رؤيته ورؤية حفيدها، وعتبها من تنفيذه أوامر امرأته الظالمة، ورغبتها في العودة إلى أبوظبي.
إنها بعض أحداث فيلم «ساير الجنة» للمخرج الإماراتي سعيد سالمين، الذي حرص على إيصال رسالة إنسانية عميقة، من خلال فيلمه الروائي الاجتماعي التربوي البسيط في فكرته والعميق في مضمونه، لأنه قدم عملا يحاكي أهمية القيم الإنسانية والعادات التي ينبض بها المجتمع الخليجي والعربي عموما، مثل الترابط الأسري وبر الوالدين والاحترام، خصوصا أنه ثنائي التوجه، كونه يصلح للكبار والصغار على حد سواء.

 

البحث عن الجدة
بعد أن عثر سلطان، الباحث عن الحب والحنان، على دلائل ملموسة عن مكان جدته التي لطالما رغب في العثور عليها، قرر البحث عنها، لأنه شعر بأنها الشخص المناسب الذي سيمنحه حنان والدته المفقود، فاستعان بصديقه الأقرب إلى قلبه سعود، صاحب الصوت المنطقي والواقعي، وطلب منه أن يأخذه إلى الفجيرة على دراجته الصغيرة، غير أنه سخر من سذاجته وبساطته، واقترح أن يستقلا الباص نحو الفجيرة. وبالفعل، صعدا الباص في رحلة طويلة وحماسية استكشفا خلالها بعض ملامح دولة الإمارات؛ المساحات الشاسعة بين إمارة أبوظبي وجارتها دبي، وتحديدا برج خليفة؛ وصولا إلى الشارقة، حيث يتوقف خط الرحلة، لتبدأ رحلة ثانية في محطتها، غير أنهما لم يجدا مقاعد شاغرة فاضطرا إلى الوقوف في الشارع في «انتظار الفرج»... مر وقت قليل، أوقف الصديق الذكي سيارة عليها لوحة الفجيرة، حيث استجاب «العم محمد»، وادعى أنهما يريدان العودة إلى المنزل، إلى الفجيرة... وما لبثا أن صعدا مع «العم محمد» حتى اكتشف كذبهما وطردهما من السيارة، غير أن سلطان رفض النزول وبدأ في الصراخ والبكاء، ما اضطر سعود إلى الاعتراف بالحقيقة والقول إنهما يبحثان عن جدة سلطان في الفجيرة.
ومن الشارقة انطلقت رحلة استكشافية أخرى بين جبال وصحاري الفجيرة، كأن المخرج أراد تسليط الضوء على معالم الإمارات العربية المتحدة الطبيعية كنوع من الترويج السياحي، غير أنهما وقعا في مشكلة كبيرة؛ إذ اضطر العم محمد إلى تركهما عند أحد الأسواق الشعبية، لأنه يريد اصطحاب والدته المريضة إلى المستشفى... غير أنهما وقعا في مشكلة كبيرة، قد تكون الأكبر والأسوأ في سياق الحبكة الروائية؛ عندما صعد سلطان السيارة، وضع حقيبته في الصندوق الخارجي، إلا أن صورة الجدة سقطت منه، وحينما حاول البحث عنها لم يجدها، ليضيع معها حلم إيجاد جدته. وفي هذه اللحظة، أصيب سلطان باليأس والحزن ورفض إيقاف رحلة البحث عنها، وقرر البقاء في الفجيرة، في حين نوى سعود العودة إلى أبوظبي وترك صديقه، لكنه لم يقو على المغادرة وعاد إليه، ما يشير إلى أهمية الصداقة وقيمتها بين الناس، ليدخلا في دوامة التسكع في الشارع والنوم على الأرصفة والتعرض للسرقة وانتظار الفرج. في تلك الليلة عبر سلطان عن حزنه الشديد، بكى وناشد وصرخ آملا أن يصل صدى صراخه إلى الجدة لعلها تأتي إليه، غير أن سعود الذي انزعج من بساطة صديقه وسذاجته طالبه بأن يتوقف عن الحلم، لأنه يستحيل إيجادها من دون عنوان، وذهب لشراء الماء، إلا إن شبانا في طريق عودته إلى سلطان اعترضوا طريقه فضربوه وسلبوه قارورته وهاتفه النقال. عاد سعود مكسورا ومتألما، ما دفع سلطان إلى اهدائه الهاتف الذي أراد تقديمه لجدته عندما يعثر عليها، ليعوضه عن خسارته. أمضى الثنائي البالغ من العمر 11 عاما ليلتهما في الشارع، وفي الصباح الباكر، عندما ذهبا لشراء الفطور، فصادفا مجددا العم محمد، الذي شكل حبل الخلاص من التشرد في الشارع، لينتقلا إلى مزرعة العم محمد، ويلتقيا بوالدته التي رأى فيها سلطان «جدته» الضائعة وتعلق بها، لاكتشافه أن الجدات جميعهن متشابهات؛ يمتلكن في سماتهن الحب والحنان والدفء.

 

العادات والقيم
أراد سعيد سالمين تسليط الضوء على قضية باتت مفقودة نوعا ما في الخليج والعالم العربي عموما، واختار قصة طفل يبحث عن الحنان المفقود في منزله لأسباب اجتماعية، وحرص على أن يحتوي فيلمه الروائي على معان إنسانية كثيرة اقتبسها من وقائع يومية قد يعيشها الإنسان أو يشاهدها، خصوصا أن الأطفال يفتقدون في كثير من الأحيان الترابط الأسري والتواصل المستمر مع الأقرباء الأكبر سنا، كالجدة على سبيل المثال، وقال: يهدف الفيلم الذي يندرج في إطار أفلام الطرق إلى غرس القيم والعادات في أذهان جيل المستقبل، في مواجهة المعاصرة والتطور التكنولوجي الذي يؤدي دورا سلبيا في الحياة الإنسانية، رغم أن صناعته لم تكن سهلة؛ لأن العمل مع الأطفال صعب ويحتاج الى كثير من الوقت، وأوضح أنه بحث طويلا عن بطل القصة الرئيسي والمساند، لكن محاولاته باءت بالفشل، واضطر إلى إخبار المنتج بضرورة إيجاد الطفل المناسب وإلا سيضطر إلى إيقاف الفيلم، غير أنه عثر عليهما في «الفريج»؛ إنهما الأخوان أحمد وجمعة الزعابي، اللذان تلقيا دروسا في التمثيل لمدة 4 أشهر.
وأكد سالمين أن المهمة كانت صعبة، غير أن النتيجة كانت تستحق العناء والجهد، لأن الفيلم عرض في عدد من المهرجانات الخليجية والعربية والإقليمية مثل مهرجان دبي السينمائي وحاز جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي ومالمو في السويد وأخيرا في لوس أنجيلوس كأفضل فيلم إماراتي، وشدد أن الأصداء كانت إيجابية جدا ومشجعة، خصوصا أنها تجربته الروائية الثانية في الأفلام السينمائية القصيرة، في حين أنها الأولى مع الأطفال، وقال إنه ترك النهاية مفتوحة نوعا ما، كي يفسح في المجال لمخيلة المشاهد كي يختارها بنفسه، مع العلم أن المحصلة تكمن في أن الجدات يتشابهن في النهاية، لأن حبهن ليس محدودا أو مشروطا، وقد تجسد ذلك من خلال تعلق سلطان بوالدة العم محمد، واستعادة هاتفه الجديد من سعود، وتقديمه لها كي يتمكن من التواصل معها، وطلبه منها تسجيل قصة له على جهازه كي يسمعها دائما، وأضاف إلى أن عثوره على هذه الجدة عبأ الفراغ الكامن في داخله وأطفأ نار الشوق إلى جدته الحقيقية.
وقال مخرج «ساير الجنة» إن الآراء في الغرب كانت مختلفة نوعا ما، برغم إيجابيتها، بسبب اختلاف العادات والتقاليد بين الشرق والغرب، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطبيعة والجغرافيا، لكنه أشار إلى نجاح السينما الإماراتية في الخارج، ووصولها إلى عدد كبير من الناس، ما دفعه إلى التفكير في خطوة جديدة مستمدة من هذا النجاح، وقال إن أعماله التي تقارب 10 أعمال، وخبرته التي تتعدى 15 عاما، تفرضان عليه التركيز على قضايا اجتماعية إنسانية تدور في فلك الأطفال والنساء أيضا.
وعن مشاركته في مهرجان القرين في دورته الحالية، أوضح سالمين أن إدارة المهرجان تواصلت معه للمشاركة في فعالياته، نظرا إلى نجاحه في الخليج والعالم، وحصوله على جوائز عدة، حتى أنه (ساير الجنة) يعتبر الفيلم الخليجي والعربي الأول في فعالياته منذ انطلاقته، وشدد على أنه يحاكي العادات والقيم نفسها بين الإمارات والكويت، وختم بأن السينما جسر للثقافة يمتد بين الدول والشعوب، ويبني علاقاتها الإنسانية والاجتماعية.

 

تنوع وتعاون
وعلى هامش حضورها العرض الأول لـ «ساير الجنة»، أشارت مديرة مهرجان القرين الثقافي 23 عائشة المحمود إلى المهرجان في نسخته الحالية يمتاز بتنوع نشاطاته التي تتوزع بين السينما والفنون التشكيلية والندوات وورش العمل والعروض، وقالت: إن المجلس الوطني قرر الجمع بين النشاطات الكويتية والعربية - العالمية من باب الانفتاح على الثقافات والشعوب الأخرى؛ وإنها المرة الأولى التي تضم أنشطة المهرجان فيلما سينمائيا إماراتيا وعروضا موسيقية من شرق آسيا وفريق عمل أخصائيا في الرسم من اليابان، ومحاضرة باللغة الإنجليزية عن تجربة الكتابة الإبداعية لكاتبة أميركية.
وشددت المحمود على أن الإقبال إيجابي جدا، رغم انه يختلف بين فعالية وأخرى وفقا لتوجهات الجمهور، فعلى سبيل المثال يميل الجمهور إلى النشاطات الموسيقية والسينمائية أكثر من الفن التشكيلي أو الندوات.
وعن الفيلم، أشادت المحمود بعمل سالمين، معتبرة إياه من التجارب الخليجية الرائدة والمشجعة.
أما بالنسبة إلى مراقبة السينما في المجلس الوطني فاطمة الحسينان فترى أن عرض «ساير الجنة»، ضمن أنشطة مهرجان القرين، هذا العام، أتى في سياق التعاون بين الكويت والإمارات، وبسبب نجاحه ونيله جوائز عديدة، واسم المخرج الإماراتي سعيد سالمين، وكونه عملا عائليا مناسبا للكبار والصغار، وقالت: إن النشاط يدعم السينما المحلية والخليجية، خصوصا أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حريص على التعاون مع الدول الشقيقة بغية التبادل الثقافي ودعم الإنتاج، ومساعدة السينما في الكويت للتطور والمنافسة.

 

مشهدية سينمائية
على هامش الندوة التي أقيمت بعد عرض الفيلم، أشاد الناقد السينمائي عماد النويري بـ «ساير الجنة» لسعيد سالمين، الذي يعتبره من أهم المخرجين السينمائيين في الإمارات والخليج عموما، خصوصا أنها تجربته الثانية في الفيلم الروائي بعد النجاحات المتتالية في الفيلم القصير، وقال إنها بصمة خاصة تجسد الذاكرة الجمعية لدول الخليج من خلال مشهدية بصرية مميزة تعتمد على الضوء والظل، الألوان والملابس والتفاصيل، كما أنه محرج قادر على التفرد والتميز في استخدام عناصر الفيلم المختلفة، وإيصال الإحساس المطلوب ببساطة وسلاسة، أي أن لغة السينمائية فريدة من نوعها وأشبه بالسهل الممتنع، البسيط الذي يحمل في طياته كثيرا من المشاعر والرسائل، وأوضح أن القصة تدور في طار إنساني بحت؛ على المستوى البسيط، يبحث سلطان عن جدته، بينما تختزن القصة حكايا كثيرة مثل العادات والقيم والتراث.

 


افتتاح المعرض الثاني لإصدارات «المجلس الوطني» في سوق شرق 

الكتاب في متناول الجميع وبأسعار رمزية

 

 

المرزوق:
المعرض يأتي ضمن خطة متبعة من قبل المجلس الوطني لتشجيع القراءة ودعم الكتاب الورقي

كتبت: فرح الشمالي
افتتح مدير إدارة النشر والتوزيع بالإنابة عبدالعزيز المرزوق المعرض الثاني لإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في سوق شرق، ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 23، بحضور عدد من المثقفين والجمهور ووسائل الإعلام المختلفة.
تضمن المعرض عددا من إصدارات المجلس الوطني، وهي: «عالم الفكر»، و«عالم المعرفة»، و«من المسرح العالمي»، و«إبداعات عالمية»، و«الثقافة العالمية»، و«جريدة الفنون»، إضافة إلى عدد من المنارات الثقافية التي يصدرها المجلس الوطني لرواد الثقافة والأدب والفن الكويتي، كما يقدم المجلس في معرضه كتبا تشجيعية لعدد من المؤلفين الكويتيين الذين يدعمهم المجلس، بالإضافة إلى إصدارات خاصة للطفل.
في السياق ذاته، قال عبدالعزيز المرزوق، مدير إدارة النشر والتوزيع بالإنابة: إن هذا المعرض يأتي ضمن خطة متبعة من قبل المجلس الوطني لتشجيع القراءة ودعم الكتاب الورقي ونشره للجمهور، من خلال تقديم الكتاب في المجمعات التجارية، كونها أشهر الأماكن ويرتادها أكبر عدد من الجمهور من جميع الفئات العمرية والفكرية، حيث أقمنا قبل عدة أيام المعرض الأول لإصدارات المجلس الوطني بمهرجان القرين الـ 23 في برج الحمرا، ولاقى إقبالا كبيرا من زوار «الحمرا».
وأضاف: إنه حرصا من المجلس الوطني على تنمية الثقافة والفكر في المجتمع تباع الكتب بأسعار رمزية لتكون في متناول الجميع.
يذكر أن المعرض الثاني لإصدارات المجلس الوطني يقام في سوق شرق.

 


افتتحه اليوحة ضمن فعاليات «القرين» في مسرح «الدسمة» 

معرض غانم الصالح .. ذكريات تستحضر سيرة ومسيرة فنان عملاق

 

 

بسام غانم الصالح: نطمح
إلى تصوير جميع مقتنيات والدي وضم الصور التي تؤرخ مسيرته في كتاب تذكاري

الدويش: المعرض يعبر عن وفاء الدولة لقامة كبيرة وفنان كان قدوة لأجيال من الفنانين
كتب: شريف صالح
على الرغم من مرور ست سنوات على رحيله، مازال الفنان القدير غانم الصالح حاضرا في الوجدان... وباقيا بأعماله وإبداعاته.
وضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي، في دورته الثالثة والعشرين، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، يرافقه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، معرضا تذكاريا ضم مقتنيات ومتعلقات غانم الصالح، ومجموعة كبيرة من الصور لأشهر أعماله المسرحية والتلفزيونية.
أقيم المعرض في مسرح الدسمة، وحضره بسام غانم الصالح، وعدد من أفراد أسرة الفنان الراحل الذين حرصوا على شكر اليوحة والمجلس الوطني على تبني هذه المبادرة.
ومن أولى الصور التي تطالعنا في المعرض صورة لغانم الصالح طفلا برفقة عمه تعود إلى النصف الثاني من الأربعينيات... ثم تأخذنا الفوتوغرافيا إلى صورة في المدرسة في زي الكشافة، وصولا إلى صورة فارقة في مسيرته مع الرائد المسرحي الكبير زكي طليمات، متوسطا مجموعة من الشباب الذين شكلوا النواة المؤسسة لفرقة المسرح العربي.
نطالع في صور غانم صالح رفاق دربه جميعا، وعلى رأسهم عبد الحسين عبد الرضا، وخالد النفيسي، وعلي المفيدي، وسعد الفرج، ومحمد جابر، وحياة الفهد، ومريم الصالح، كما يظهر في بعضها فنانون عرب أمثال حسين فهمي ووحيد سيف.
إنها رحلة إبداعية قاربت نصف قرن، وتنوعت بين المسرح والإذاعة والتلفزيون... عكستها الفوتوغرافيا، كما عكستها المقتنيات والمتعلقات الأخرى، حيث طالعتنا ملابسه في الأدوار المختلفة ومجموعة متنوعة من الجلاليب (الدشاديش) ارتداها في أعماله، ومنها ملابسه وأدواته في مسلسل «الخراز».
كذلك كان الجانب التكريمي حاضرا في المعرض، عبر شهادات التقدير والدروع والصور التذكارية، ومنها تكريم من سمو الشيخ ناصر المحمد، وهو جانب يعكس تميزه كفنان كبير، كما يعكس ما عرف عنه من أخلاق رفيعة.
وتضمن المعرض أيضا رثاء الشاعر عبداللطيف البناي صديقه غانم الصالح في قصيدة جاء فيها:
غانم.. وغانم رحل بالدنيا وشباقي
راح الأبو والعم والفن والفنان
الورد كله دبل من فارقه الساقي
ومات النخل يصرخ من يروي العطشان
وبعيدا عن الرثاء ثمة مقتنيات تلفت نظر الزائر، منها جواز سفره وبطاقته المدنية وساعات يد.. وثمة صور شخصية تدعو إلى الابتسام يظهر في إحداها في شبابه ممتطيا ظهر فيل.

 

مبادرة طيبة
وعلى هامش المعرض تحدثنا مع نجله بسام غانم الصالح الذي قال: في البداية أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والأمين العام م. علي اليوحة على هذه المبادرة والاحتفاء بذكرى والدي.
وعما إذا كان هناك تفكير لتخليد ذكراه، قال: نطمح لتصوير جميع مقتنياته وضم جميع الصور التي تؤرخ مسيرته في كتاب تذكاري. إضافة إلى أننا جمعنا الكثير من مقتنياته، ووضعت في ركن خاص به في متحف العثمان.
وعن إمكان تخصيص جائزة باسم والده، قال بسام: نتمنى ذلك، والأمر متروك للمجلس والجهات المنظمة للمهرجانات المسرحية.
من بين هذه المقتنيات جميعها ما الشيء الذي يرتبط به بسام أكثر من غيره؟ على الفور أمسك بسام مجسما ذهبيا يشبه تمثال الأوسكار، وقال: هذه الجائزة من الذهب، وكانت لها مكانة كبيرة في نفس أبي، وهي الوحيدة من مقتنياته التي حرصت على أن تكون على مكتبي، وهي جائزة حصل عليها في العام 1980 من المغفور له الشيخ سالم الصباح، باعتباره نجم المسرح العربي.
وعما إذا كان الفنانون مازالوا يتواصلون معهم قال بسام: كثير من الفنانين يتواصلون معنا حتى اليوم، منهم رفيق دربه الفنان القدير محمد جابر، والفنانة القديرة حياة الفهد، والفنانة القديرة مريم الصالح، وأيضا طارق العلي وعبدالعزيز المسلم وداود حسين وحسن البلام وهيا شعيبي وآخرون.

 

محطة مهمة
وبهذه المناسبة قال د. بدر الدويش: هذا المعرض إحدى المحطات المهمة في مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23؛ لأنه يحتفي بالفنان غانم الصالح رحمه الله، إحدى القامات المهمة في الفن الكويتي. وقد نظم المعرض الفني بالتعاون بين المجلس الوطني وإدارة المسرح، مع عائلة الفنان الراحل، مشيرا إلى أن المعرض يعتبر وقفة وفاء، ويتحدث عن مراحل مهمة من حياته الفنية والشخصية، والاجتماعية، من كل الصور ومتعلقات تجسد عطاءاته وإنجازاته.
وأكد الدويش أن المعرض يعبر عن وفاء الدولة لقامة كبيرة وفنان كان قدوة لأجيال من الفنانين، فقد كان – رحمه الله - يملك قيما أخلاقية ومهنية في العمل، ونحن ندعو الجيل القادم من الفنانين إلى الاقتداء به.
كما أعلن الدويش تبني المجلس إصدار كتاب يوثق مسيرة غانم الصالح، بالتنسيق بين إدارتي المسرح والفنون التشكيلية.

 

عُرضت على مدى يومين في مسرح الدسمة

«ساعة موريس»

 

 


تمزج مسرح الاستعراض بأفلام «النوار»
الطابع القوطي يبدو في الديكور بضخامته وكثرة التروس المسننة الحادة والدائرية والساعة العملاقة

العمل ليس مجرد تحقيق في جريمة
قتل .. أضافت المؤلفة «ثيمة» أخرى تتعلق بالسلطة ذاتها وعلاقة الشعب بها

كتب شريف صالح
ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الــ23 عرضت على مدى يومين في مسرح الدسمة.. مسرحية «ساعة موريس» تأليف وبطولة هند البلوشي وإخراج يوسف البغلي الذي شارك في بطولة العمل أيضا.
اعتمدت المسرحية بالأساس على نجومية مجموعة من الأسماء اللامعة والشابة مثل مرام وعبدالله بهمن وفهد باسم عبدالأمير.
أما حبكة العمل فهي تذكرنا بطريقة ما بأفلام «النوار» Noir التي تدور في أجواء الظلام والقتل والجريمة.. كما تذكرنا أيضا بأجواء الفن القوطي وغموضه.. وهو ما يظهر بجلاء في الكثير من أعمال النجم الشهير جوني ديب خصوصا مع المخرج الشهير تيم برتون.
مثل هذه التقنيات التي تكتسب سحرها من غموضها وعتمتها وأسطوريتها ليست بعيدة تماما عن المسرح الكويتي عموما، فنحن نراها بنكهة محلية في مسرح الرعب الذي يقدمه عبد العزيز المسلم.. كما رأيناها بشكل أوضح في مسرحية «دماء بلا ثمن» التي قدمها يعقوب عبد الله والمخرج علي العلي، وفازت بجائزة مهرجان الخرافي المسرحي قبل سبع سنوات، وكانت مستلهمة من فيلم «سويني توود» للثنائي جوني ديب وتيم برتون.
في «ساعة موريس» يبدو الطابع القوطي في الديكور بضخامته وكثرة التروس المسننة الحادة والدائرية والساعة العملاقة.. وفي غلبة الضوء الأحمر وتكثيف الضوء ومساحات العتمة وكذلك المسحة الأسطورية وتصدر جريمة القتل منذ المشهد الأول.
كما يظهر ذلك في الإصرار على تجهيل و«أسطرة» فضاء الأحداث.. التي تجري في بلد ما.. واختيار أسماء أجنبية مثل «موريس» و«ديفيد».
لكن من ناحية أخرى - وربما لجذب جمهور الأطفال - خلت المسرحية من الدماء والعنف حتى في مشهد القتل نفسه.. لا تبعد خطوة مهمة عن الرعب وتقترب أكثر من طقوس المسرح الغنائي والاستعراضي، وهو ما يظهر في لوحات المجاميع في زيهم الشبحي الأسود، وفي تنغيم وغناء معظم الحوارات برغم بساطة كلماتها. وهنا جاءت موسيقى مشاري العوضي كأهم نقاط القوة في العرض.
ولا شك أن للاستعراض خصوصا مع مشاركة نجوم محبوبين جاذبية هائلة على الحضور من الأطفال.
لكن في المقابل طبيعة المسرحية نفسها «التحقيق في جريمة قتل» بطريقة مركبة تتأرجح ما بين الحاضر والماضي واستخدام «الفلاش باك» لا تجعل متابعة الحبكة سهلة للصغار ولا حتى للكبار.
على أي حال اعتمد العرض تكتيكيا على خطين هما جاذبية الاستعراض والموسيقى وحركة المجاميع.. والخط الآخر لعبة التحقيق مع جميع أبطال العرض حول جريمة القتل والتي أدارها الفنان يوسف البغلي.
اتسم أداء البغلي بأنه محور ارتكاز العرض كله، فكان الأكثر ظهورا، وبدا بالقبعة الكبيرة والعصا أقرب إلى نموذج «شرلوك هولمز» الشهير.. في الوقت نفسه مع طريقة طرحه للأسئلة وتكراره لبعض المفردات ندرك أنه ليس سويا.. وأن ثمة سرا يرتبط بهذه اللعبة كلها.
ينكشف السر - حسب ما فهمت - عندما ندرك أن المحقق هو نفسه شقيق العمدة المقتول والذي استولى العمدة على حبيبته ونفاه من البلد. مثل هذا الكشف يوضح لنا أن معظم الشخصيات لعبت دورين مزدوجين.. وأنها متهمة وبريئة في الوقت نفسه.
لكن ثمة صعوبة في متابعة تعقيدات اللغز مع زحام الشخصيات في العرض وازدواج أدوارها.. حيث نجد الساحرة هي نفسها الزوجة.. ونراها ظالمة وضحية في الوقت نفسه.. مثلما نرى المحقق جانيا ومجنيا عليه.
وجاء العرض كله وفق تقنية «البلاي باك»، مما أضعف تأثيره وتفاعل الجمهور معه مسرحيا، خصوصا أن معظم الموسيقى والأصوات بدت حادة وعالية أكثر مما يجب. وهي آفة يتشارك فيها العرض مع معظم عروض مسرح الطفل في الكويت.
وحتى لا يبدو العمل مجرد تحقيق في جريمة قتل.. أضافت المؤلفة «تيمة» أخرى تتعلق بالسلطة ذاتها وعلاقة الشعب بها.. حيث نرى المجاميع المهمشة والمظلومة والغاضبة.. وجرت الاستفادة منها حركيا واستعراضيا.. وترديد لزمات تتعلق بالسلطة والحكم وقول الحق. وعلى رغم أهمية هذه الإسقاطات في ذاتها.. فإنها قد لا تكون مناسبة للطفل.. بمعنى أن العرض حاول إرضاء جميع الأطراف، أو حاول جذب الصغار والكبار على السواء.. وهي معادلة قد لا تنجح بالضرورة، وتؤدي إلى ضياع «المشية».

 

ثمَّن عرضها ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 23
عبدالعزيز صفر: «العائلة الحزينة» تمردت على النظرة السوداوية للأعمال النوعية

 

 

 

كتب: محمد جمعة
منذ رفع الستار عن مسرحية «العائلة الحزينة» لفرقة مسرح الخليج العربي والتي حصدت النصيب الأكبر من جوائز مهرجان الكويت المسرحي في دورته السابعة عشرة، وتسرب إلى الجميع يقين بأن العمل على مشارف تحقيق العلامة الكاملة عند الإعلان عن الجوائز، خصوصا أنه اقترب من حد الكمال بعد أن تضافرت جهود القائمين عليه ليقدموا صورة مشرفة للمسرح الكويتي أمام ضيوف الكويت، لذا استحق العمل أن يعرض ضمن فعاليات مهرجان القرين المسرحي في دورته الـ 23. ومع انطلاق أنشطة المهرجان، التقينا المخرج عبدالعزيز صفر للحديث عن مراحل تكوين هذا العمل وأبعاده وكواليسه.
بداية، ثمَّن المخرج عبدالعزيز صفر إعادة العرض ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي، وقال عن كواليس اختياره لنص مسرحية «العائلة الحزينة» للمشاركة به في مهرجان الكويت المسرحي: قرأت نص هذه المسرحية منذ فترة وحدث أن حاولت تنفيذها قبل فترة ولكن لم تكن الظروف مؤاتية، فكرة العمل كوميدية بالأساس وكان لدي رغبة حقيقية في أن أقدمها وفق رؤية إخراجية تحاكي فكرة المسرحية إلى أن وجدت فريق العمل المناسب وسنحت الفرصة، خصوصا أن نوعية الرؤية التي انتهجها تعتمد على عنصر المفاجأة، فلا تتوقع ماذا سيفعل الممثل على المسرح، أيضا نوعية النص الذي يعتمد على حالة وليس قصة وفي «العائلة الحزينة» اشتغلت بصورة كبيرة على الإيقاع، وبمرور الوقت أصبح الأمر أقرب لنوتة موسيقية كأننا نلحن المسرحية.

 

فريق العمل

وحول اختيار فريق العمل لاسيما الممثلين، قال: واثق من جميع الأسماء التي شاركت معي، وسبق أن تعاوننا من قبل، وكان من الصعوبة استقدام أسماء لم يجمعنا تعاون مسبق، لأن من يعرف عبدالعزيز صفر سيؤمن بما يقدم من أعمال وفكر مسرحي، وأضاف حول تسكين الممثلين في الأدوار: كنت أرى الشخصيات بطريقة مختلفة عن المكتوبة بها في النص خصوصا أنني لا أميل إلى طريقة الأداء المتبعة في المهرجانات من ناحية التأكيد على الكلمات والمط في الجمل، كذلك كنت أشدد على الممثلين بضرورة الابتعاد عن الكاركترات بحيث لا يغير أحدهم صوته أو تعابير وجهه ليظهر بشخصيته الحقيقية وهذا يتطلب جهدا كبيرا.
وشدد صفر على أنهم كفريق عمل اشتغلوا على الظهور بصورة جديدة بعيدا عن المنافسة على الجوائز، وأضاف: لذا جاءت فكرة الإيقاع المسرحي السريع وحرصنا على استطلاع آراء من حولنا تجاه العرض قبل أن يقدم ضمن فعاليات المهرجان، وكشف عن دراسة تقديم العرض جماهيريا باللهجة العامية.

 

نص كوميدي

وأضاف عبدالعزيز: اخترت نصا كوميديا لأنني وضعت في الحسبان إمكانية تكويته من ثم عرضه جماهيريا، نعم كانت مغامرة ولكن هدفنا كان كسر تابوهات الأعمال المسرحية في المهرجانات التي تدور جميعها في حلقة واحدة وتتسم بطابع سودوي كئيب مثل أغلب الأعمال الدرامية.
وحول استقطاب فاطمة الصفي وخالد المظفر من الأعمال الجماهيرية إلى المسرح النوعي، أوضح: تربطني علاقة صداقة مع الفنانة فاطمة الصفي وقدمت معي العديد من الأعمال النوعية مثل «بلا ملامح» و«تاتانيا» والآن «العائلة الحزينة»، لذا هي ليست غريبة عني وتلعب دور الشقيقة الكبرى لفريق العمل بالكامل وهي مدركة لأهمية الأعمال النخبوية لأنها تعتبرها تدريبا لها وإعادة للياقة، الأمر نفسه ينطبق على خالد الذي دربته منذ التحق بأكاديمية الشباب للفنون، وفريق العمل بالكامل كنا بالفعل عائلة متماسكة.

 

التكوين البصري

واختتم صفر حديثه عن التكوين البصري للمسرحية، فقال: اشتغلت مع العديد من مصممي الديكور والأزياء ولكل منهم ما يميزه، ولم أتعاون مع فاطمة القامس في أعمال سابقة رغم أنها زوجتي ولكن في هذا العمل وجدت أن تلك منطقتها، حيث كنت أبحث عن ديكور فخم راق دقيق التفاصيل، لذا لجأت لفاطمة، وخلال نقاشنا اتفقنا على الفكرة، وهناك العديد من اللقطات التي اشتغلت عليها مثل الساعات، حيث رمزت إلى الزمن وأيضا البراويز الفارغة، وأيضا اقترحت فاطمة أن تكون الأزياء بِدلا مطبوعة على تيشرت لتتيح للممثل حرية الحركة، من ثم جاء فهد الفلاح ليكمل منظومة السينوغرافيا بالإضاءة الجريئة.

 

«العائلة الحزينة»

يذكر أن «العائلة الحزينة» للكاتب الصربي برانيسلا نوشيتش ومن إخراج عبدالعزيز صفر، ومن بطولة فاطمة الصفي، ميثم بدر، إبراهيم الشيخلي، سارة رشاد، عبدالعزيز بهبهاني، خالد مظفر، مريم حسن وعلي بولند، تصميم ديكور وأزياء مهندسة فاطمة القامس، مساعدا إخراج صالح الدرع ومحمد محب، ومخرج منفذ فهد الأحمد، وإشراف عام حمد العماني.
تدور أحداث المسرحية حول اقتتال أفراد العائلة على ميراث أحد أقاربهم الذي فارق الحياة وترك أملاكا ضخمة ووصية أراد أن تفتح عقب 40 يوما من رحيله ولكن محاولاتهم المستمرة الهيمنة على المنزل الكبير الذي كان يقطنه قريبهم ولا يوجد فيه غير شقيقته وابنة الرجل غير الشرعية دفع المحامي إلى التعجيل بفتح الوصية ليصدم الجميع بأن أغلب التركة ذهبت إلى تلك الفتاة فتتجلى أبشع صور الطمع عندما يحاول كل منهم التودد لها قبل أن تسقط إحداهن أرضا لتلقى حتفها من الصدمة بينما التفوا حولها لتجريدها مما تملك.

 

يفتتح غدًا في مكتبة الكويت الوطنية 

معرض «الحرف اليدوية التقليدية في أمريكا اللاتينية»... يحكي تاريخ الإنسان

 

 

 

يشارك في المعرض 18 حرفيًا من 16 دولة
من أمريكا اللاتينية وحرفيون من الكويت
ومن دول الخليج ومن إقليم آسيا والباسفيك

نظر المتخصصون إلى هذه الحرف ليس من منظورها التاريخي فحسب ولكن من خلال ما تتمتع به من فن وجماليات

تظاهرة إنسانية تراثية لإحياء الحرف اليدوية ومحاولة حمايتها من الانقراض والنسيان
الحرف اليدوية تزدهر
في مختلف الدول الخليجية من خلال «السدو» الذي يعد من الفنون الحرفية اليدوية المتميزة

 


كتب: مدحت علام
يعد معرض الحرف التقليدية في أمريكا اللاتينية، من الأنشطة المهمة في مهرجان القرين الثقافي، والذي يستطيع الجمهور من خلاله التعرف على حرف كادت - أو في طريقها- إلى الانقراض، إلا أنها تقاوم عوامل الزمن بفضل مجموعة من الباحثين والمهتمين، يريدون أن يظل هذا الإرث الإنساني القديم باقيا، لنتعرف من خلاله على التاريخ الإنساني الطويل.
والمعرض سيفتتح في الخامسة من مساء غد في مكتبة الكويت الوطنية، من خلال مشاركة 18 حرفيا من 16 دولة من أمريكا اللاتينية، إلى جانب مشاركة عدد من الحرفيين من الكويت، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، ومن إقليم آسيا والباسفيك، وسيقام على هامش المعرض ورشة عمل سيقول من خلالها الحرفيون بتقديم إبداعاتهم حسب الدول التي ينتمون إليها إلى جانب إصدار كتيب مصور يتحدث عن الحرف اليدوية في دول أمريكا اللاتينية.
ويأخذ هذا المعرض أهميته - والذي يصاحب مهرجان القرين في دوراته السنوية- من كونه تظاهرة إنسانية تراثية، يتم فيها إحياء الحرف اليدوية، ومحاولة حمايتها من الانقراض والنسيان وبالتالي تجديدها حسب ما وصلتنا من منابعها التاريخية، وتشجيع الحرفيين على ممارسة هذه المهن التي تعود إلى أحقاب زمنية غابرة، ليتسنى للأجيال الحاضرة التعرف عليها والاستمتاع بجمالياتها، ومن ثم وضعها في أُطر فنية متميزة.
ويحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على أن يعطي هذا المعرض اهتماما كبيرا، لأنه من الملامح التراثية الإنسانية التي تحكي التاريخ وتعبر عن الماضي أجمل تعبير، ولأن المعرض في دوراته السابقة قد حقق نجاحات متميزة وحظي باهتمام المتخصصين والمهتمين بالحرف اليدوية، وكذلك الجمهور المتابع لها، في مختلف الدول العربية والأجنبية.
وينظر المتخصصون لهذه الحرف ليس من منظورها التاريخي والتراثي فحسب، ولكن من خلال ما تتمتع به من فن وجماليات متنوعة، بطابعها الإنساني المزدان بالكثير من المقومات والمضامين القريبة من الوجدان والمشاعر.
وبنظرة تاريخية إلى أدوات الحرف اليدوية التي يصنعها سكان أمريكا اللاتينية، سنجد بأنها تجمع الجمال الفني مع الفائدة العملية التطبيقية. فهذا النوع من الفن يسمى الفنون الشعبية وعملها أصبح جزءًا من الحياة اليومية في معظم أقطار المنطقة.
ومن الممكن أن نجد في المعدات والأدوات المنزلية مستوى عاليًا من الإتقان والجمال مثل تلك الموجودة في أدوات الزينة والمواد الموجودة في المعابد الدينية. وقد اشتهر سكان أمريكا اللاتينية بقدرتهم العالية في إنتاج الأواني الزجاجية والصناعات المعدنية والفخار والنسيج.
ومعظم هذه الأشغال اليدوية رخيصة. كما أن معظم الذين يقومون بعملها يصنعونها في بيوتهم من خامات محلية. حيث يقوم- مثلا- هنود جبال الأنديز بنسج الصوف من شعر حيوانات مثل الألبكة واللاما التي ينتجون منها قطعًا جميلة من العباءات والصديريات.
أما في جزر الهند الغربية فإنهم يصنعون أواني لطبخ المأكولات البحرية من الأصداف البحرية ويشكلون ثمار جوز الهند لكي تصبح أطباقا تصلح لتقديم الطعام. أما في أراضي المنخفضات الاستوائية بأمريكا الوسطى فإن الأهالي يصنعون قمصانًا خفيفة من الألياف النباتية القوية.
وتزخرف معظم منتجات هذه الأشغال اليدوية بأشكال شائعة في الفنون الشعبية مثل أشكال الدجاج والكلاب والضفادع أو برموز دينية هندية. ونجد على معظم الجدران رسمًا يسمونه عين الإله وهو رمز ديني هندي قديم شائع يتكون من خيوط ملونة منسوجة في نمط ثابت حول عيدان خشبية متقاطعة.
وكان الهنود الحمر هم أول السكان الأصليين لأمريكا اللاتينية. يعتقد العلماء أن أسلاف هؤلاء الهنود قدموا إلى أمريكا الشمالية من آسيا منذ ما يزيد على 20,000 سنة حيث كان هناك برزخ يصل بين آسيا وأمريكا الشمالية عبر ما يعرف الآن باسم مضيق بيرنج وهذا المضيق يفصل الآن بين آسيا وألاسكا.
وتعود التقاليد الفنية في أمريكا اللاتينية إلى آلاف السنين، أي إلى ثقافات هنود المنطقة القدماء. ولاتزال حتى الآن بقايا المعابد والهياكل التي شيدتها حضارات الهنود المتقدمة في المكسيك وبيرو وجواتيمالا قائمة.
كما أنتج هؤلاء الهنود منسوجات مميزة وحليًا، ومصنوعات خزفية، وأشغالا يدوية بالغة الجمال. والجدير بالذكر أنه عندما بدأ المستعمرون الإسبان والبرتغاليون في الوصول إلى أمريكا اللاتينية حملوا معهم تقاليدهم الفنية الأوروبية التي عمت أرجاء المنطقة لمئات السنين. ولكن عندما بدأ المستعمرون الأوروبيون في استيراد الرقيق من أفريقيا، بدأت التقاليد الفنية الأفريقية تؤثر في الفنون السالف ذكرها مثل الموسيقى والرقص الشعبي. ولقد بدأت خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين الفنون في أمريكا اللاتينية تتطور حيث أصبحت لها شخصيتها الوطنية القوية بدلا من الصبغة الأوروبية.
فيما تزدهر الحرف اليدوية في مختلف الدول الخليجية من خلال أعمال السدو، الذي يعد من الفنون الحرفية اليدوية المتميزة، والتي لاتزال موجودة من خلال تنظيم معارض لها، وإنشاء الجمعيات التي تحافظ عليها، وكذلك صناعة الفخار وخلافه.

 

قدمت مجموعة مختارة من الفنون التراثية 

«فرقة السور» ألهبت جمهور
«منتزه بوليفارد السالمية»

 

 

كتبت: فضة المعيلي
في أجواء تراثية، قدمت فرقة السور الشعبية للهبان على مسرح منتزه بوليفارد السالمية مجموعة من الأغاني استذكر فيها الجمهور الزمن الجميل، وسط أجواء شتوية مفعمة بدأت رحلة المتعة، حيث استمتع محبو الفنون الشعبية بالتراث الكويتي الأصيل للفرقة، وعلى مدار ساعتين قدمت الفرقة مجموعة مختارة من الفنون التراثية، والتي تنوعت بين فنون الليوه والنقازي والهبان، تفاعل معها الأطفال من رواد المنتزه والذين سرعان ما انخرطوا مع أعضاء الفرقة، وأضفت الإضاءة أجواء مميزة على المسرح.
وقدمت الفرقة فن «الليوه» وركبت عليها كلمات بعض الأغنيات الشهيرة، وفن الليوه عبارة عن رقصة جماعية تصاحبها آلات إيقاعية وآلة نفخ رئيسية يطلق عليها في منطقة الخليج اسم «الصرناي».
ويعد فن «الليوه» نموذجا فريدا من نوعه، ومن الموسيقى التي وفدت من أفريقيا إلى مسقط ثم دول المنطقة، لكنها ظلت رغم تكيفها مع بيئة منطقة الخليج محتفظة بإيقاعها العام، واستخدام بعض الجمل السواحلية في نصوصها الغنائية.
وتمايل الجمهور بمختلف أطيافه طربا، متفاعلا مع الفرقة والمقطوعات الموسيقية المميزة التي قدمتها ومنها على آلة «الهبان»، حيث دوى صوتها في المسرح وألهب تفاعل الحضور وانسجامهم، وعلى أنغام تلك الآلة تؤدى رقصة تسمى «رقصة الهبان» ورقصة أخرى تسمى «هبان دواري»، ويحرص عازف الهبان على الظهور بأجمل زي عند الأداء ويؤدي فنه بمتعة ووجدانية نلمحهما في وجهه، واندماجه مع اللحن.
وتصنع آلة «الهبان» من جلد الماعز بعد نزع الشعر عنه، وفي طرف من أطرافها ثمّة «مبسم» خشبي ، ينفخ فيه العازف ليملأ «الجربة» بالهواء في الوقت الذي يقوم فيه بالضغط عليها ليتحكم في إخراج الهواء من خلال أنبوبتين، تعطي إحداهما نغمة واحدة مستمرة، وتعطي الأخرى نغمات متنوعة يُخرجها العازف باستخدام أصابعه على ثقوب الأنبوبة.
وقام أعضاء الفرقة بأداء بعض الحركات الإيقاعية الراقصة، وتنقلوا مشكلين دائرة على مسرح الحفل، وظل الجمهور محافظا على درجته التفاعلية العالية، ثم كان الموعد مع الفن الخماري وأغنية «يوم الأحد»، وواصلت الفرقة تألقها فغنت «عين ورمني»، و«صحيت جمره»، و«يا بنية» التي تعتبر من فنون النقازي، وكان واضحا أن الأغاني التي أدتها الفرقة، أنها لاتزال تحوز حب وتقدير الكبار والشباب، برغم طول السنين التي مرت على انطلاقها.

 

Happy Wheels