النشرة السادسة والسابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السادسة والسابعة

 

المشاركة الأولى لجمعية الكاريكاتير الكويتية
ضمن مهرجان القرين الثقافي

معرض كاريكاتير «هاشتاق 2»
في برج الحمراء

الثلاب: عرض أكثر من 120 رسمًا كاريكاتيريًا لـ 22 فنانًا وفنانة

كتب: يوسف غانم
انطلق معرض «هاشتاق 2» للكاريكاتير في مجمع الحمرا بمشاركة 20 فنانا وفنانة من المبدعين في هذا الفن الشيّق والجذاّب، وذلك بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليكون هذا المعرض ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي 25 والذي يقام تحت شعار «ربع قرن من العطاء المتجدد» خلال الفترة من 8 إلى 25 يناير 2019. أفتتح المعرض الشيخة مبارك فاطمة الصباح بحضور جمع من الفنانين المشاركين.
في البداية تحدث رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية محمد الثلاب عن مشاركة الجمعية بفنانيها ضمن هذا المعرض حيث يعرضون من خلاله باقة منوعة من الأعمال الكاريكاتيرية الاجتماعية المتنوعة التي تمس حياة الناس بشكل مباشر من خلال ما تطرحه من موضوعات وقضايا وظواهر مختلفة تحت عنوان «هاشتاق 2»
بأسلوب كوميدي وساخر ومن دون أن تكون هناك إساءة لأي شخص أو جهة أو مكوّن اجتماعي، وقد اختارت الجمعية هذا الموضوع بعد النجاح الكبير الذي تحقق في المعرض الأول وتحت الاسم نفسه.
وأشاد الثلاب بالإقبال الجيد من الجمهور وعشاق الفنون عموما وفن الكاريكاتير خصوصا، متوجها بالشكر والتقدير إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوة فناني الكاريكاتير في الكويت للمشاركة ضمن مهرجان القرين الثقافي 25، وعلى دعمهم لفن الكاريكاتير، كما توجه الثلاب بالشكر أيضا إلى إدارة برج الحمراء على ما قدموه من خلال استضافة المعرض وتوفير ما يلزم لإنجاح المعرض.
كذلك شكر الثلاب جميع الفنانين والفنانات المشاركين بهذا المعرض على تفاعلهم الكبير مع المعرض، داعيا الجمهور الكريم لزيارته خلال الأيام الخمسة التي يقام خلالها من الساعة العاشرة صباحا حتى العاشرة ليلا، فأهلا بالجميع.

رسالة مهمة
بدوره عبّر فنان الكاريكاتير وأمين سر جمعية الكاريكاتير الكويتية بدر المطيري عن سعادته بالمشاركة بمعرض «هاشتاق2» مع هذه المجموعة المتميزة من فناني وفنانات الكاريكاتير في الكويت، مؤكدا أهمية الرسالة التي يمكن أن يوصلها فن الكاريكاتير للجمهور وبما يعبّر عن هموم الناس وقضاياهم والمشاكل التي تواجههم في حياتهم اليومية على اختلافها سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية او سياسية أو تربوية، وبما يسلط الضوء على تلك المشاكل ويوجه السهام نحو نقاط التغيير وأوجهها السلبية والإيجابية.
وتوجه المطيري بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إتاحة الفرصة لفناني الكاريكاتير في الكويت ليكونوا ضمن المشاركين في مهرجان القرين الثقافي لهذا العام والذي يمثل إضافة متميزة لجمعية الكاريكاتير الكويتية وأعضائها.

أفكار ومضامين
أما أمين سر جمعية الكاريكاتير الكويتية الفنان سامي الخرس فقد أبدى إعجابه بمستوى المشاركين والمشاركات في معرض «هاشتاق2» حيث قدموا لوحات وصورا إبداعية تحمل الكثير من الأفكار والمضامين للكثير من المشكلات التي تمس حياة الناس، خصوصا أنه يتمتع بسيرة ذاتية غنية في المجال الفني والإعلامي وله العديد من المشاركات المتنوعة في عدد من معارض الكاريكاتير كما حاز الكثير من الجوائز عن رسوماته وتصاميمه الفنية.
وشكر الخرس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمهم وإدارة مهرجان القرين على هذه الدعوة لعرض أعمال فناني الكاريكاتير الكويتيين في برج الحمراء.

مبتكرة «حكوكة»
من جهتها أكدت رسامة الكاريكاتير منى التميمي فخرها واعتزازها بأن تكون ضمن هذه الكوكبة من فناني ورسامي الكاريكاتير خلال هذا المعرض الذي يجمع فنانين وفنانات مبدعين بأفكارهم وبمقدرتهم على تحويلها إلى رسومات تعبيرية بأسلوب ساخر وسهل الوصول إلى ذهن وقلب المشاهد.
وتحدثت التميمي عن تجربتها مع فن الكاريكاتير وأنها مبتكرة شخصية «حكوكة» الكارتونية، كما قدمت العديد من دورات وورش الرسم الكارتوني وشاركت بأكثر من 20 معرضا في التسويق والتصميم داخل الكويت وخارجها، كما ألّفت كتاب «أبجدي يدي» لتعلم لغة الإشارة للأحرف والأرقام العربية، إضافة إلى الكثير من الأعمال.
وشكرت التميمي مهرجان القرين الثقافي والقائمين عليه على إتاحة هذه الفرصة الثمينة للمشاركة بهذه الصورة المشرّفة والتي تشكل دافعا ومحفزا للشباب لتقديم المزيد من العطاء لبلدنا الحبيب الكويت.

تراث فرح
من جهتها قالت رسامة الكاريكاتير فرح مطر إن مشاركتها ضمن هذا المعرض تأتي تحت اسم «تراث» حيث إن كل مشارك أو مشاركة قد اختار اسما محددا ليكون عنوانا لموضوعات رسوماته.
وأكدت فرح أنها تسعى للحفاظ على التراث الكويتي واقتباسه بصورة خيالية كالسفن البحرية والأماكن التراثية والتاريخية، ومرحلة ستينيات القرن الماضي وما حملته من أشياء إيجابية، والأزياء الخليجية والمقتنيات التراثية.
ودعت المطر الجمهور الكريم لزيارة المعرض والتعرف على ما يضمه من صور متنوعة تشمل جوانب مختلفة من حياة الناس وليس كما يتصور البعض أنها محصورة في الجانب السياسي، متمنية التوفيق لجميع زميلاتها وزملائها المشاركين.

 

أُقيم لها معرضٌ بمشاركة 20 دولة أوروبية وخليجية

«الحرف اليدوية»
تستعيد بريقها في متحف الكويت الوطني

سلمان بولند: المعرض فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين الكويتيين والعرب والأوروبيين

النوخذة الفيلكاوي: ضرورة الحفاظ على صناعة السفن والتراث البحري

شروق الصايغ: علينا الحفاظ على موروثنا الحرفي والتاريخي وتعليمه للأبناء

كتب: يوسف غانم
إيمانا بأهمية الحرف اليدوية والفنون الشعبية والتراثية، ولتأسيس علاقة ثقافية بناءة بين دولة الكويت ودول العالم، وبما يسهم في نشر ثقافة الصداقة والتفاهم والسلام بين جميع شعوب العالم، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة فعالية «الحرف اليدوية في أوروبا»، وذلك ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 25، الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في متحف الكويت الوطني؛ بالتعاون مع رئاسة إقليم آسيا والباسيفيك بمجلس الحرف العالمي، ومقر رئاسته للدورة السابقة 2013 - 2016، ودورته الحالية 2017 - 2020 في دولة الكويت.
وأكد مراقب المتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلمان بولند أن هذه الفعالية هي الرابعة للمجلس مع إقليم آسيا والباسيفيك بقيادة ممثلة دولة الكويت في المنظمة د. غادة حجاوي، وبدأنا في أسبوع الحرف الآسيوي، ثم كانت لنا مشاركة بأسبوع الحرف الأفريقي، بعده أسبوع الحرف الأمريكي الجنوبي، والآن أسبوع الحرف في أوروبا، وهذا يعطي الخبرة المتنوعة في الحرف بين هذه الدول وبين المشاركين، خصوصا أنه لدينا 20 دولة أوروبية مع مشاركة حرفيين من دول الخليج، حيث هناك مشاركون من المملكة العربية السعودية ومن مملكة البحرين ومن سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات حرفية متنوعة.
واليوم كان الافتتاح مميزا وندعو الجمهور الكريم لزيارة المعرض والتعرّف على هذه الحرف من قرب في متحف الكويت الوطني، القاعة الرقم 2 ولمدة 4 أيام، على فترتين صباحية من التاسعة حتى الواحدة ظهرا، ومسائية من الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء، حيث هناك العديد من الإبداعات الحرفية كالسدو والسيراميك والأعمال الخشبية والمسابح والزجاج وغيرها من الحرف التقليدية في العالم، كما لدينا العديد من المشاركات الكويتية كالخوص والسفن الشراعية وصهر الزجاج والسدو.
وتوجه بولند بالشكر إلى جميع الضيوف المشاركين على ما قدموه من معروضات وأعمال نالت إعجاب الحضور، كما شكر كل من أسهم بالإعداد لهذه الفعالية من أسرة المتحف الوطني وفريق مهرجان القرين الثقافي الـ25.

المسابيح حرفة ومتعة
وخلال تجولنا في المعرض التقينا يوسف القلاف الذي يشارك في جناح «المسابيح» ممثلا للكويت في هذه الفعالية، حيث عبّر عن فخره وسعادته بالمشاركة وبدعوته ليكون مع هذه الفئة من الحرفيين ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ 25.
وقال القلاف: إن المسابيح في الكويت ومنطقة الخليج نوع من زينة الرجال، سواء للذكر والتسبيح أو للزينة، وعن أنواع الحجارة التي يستخدمها، قال: الكهرمان بأنواعه، والبكالايت واليسر المطعمة بالعاج، وإنه بدأ شك المسابيح والعمل بها منذ كان عمره 14 سنة، وهو يطوّر بالشكات كالخناجر اليمنية والعمانية والفانوس والمبخر والدلة، وحسب الأشياء التي يشاهدها وتعجبه، كما دعا القلاف الجميع لتعلم هذه الحرفة والتي يحبها لكثير من الشباب الكويتي والخليجي ويبدعون فيها.
وتوجه القلاف بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإلى إدارة مهرجان القرين الـ 25 على دعوتهم للمشاركة.

النوخذة الفيلكاوي
بدوره تحدث النوخذة عبدالقادر الفيلكاوي عن صناعة السفن القديمة والموروث البحري بالكامل، حيث يمثل الكويت في هذا الجانب لإظهار دور النواخذة والسفن في الحياة الكويتية قديما وحديثا، مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه المهنة وهذا الفن؛ لما له من صلة بتاريخنا الكويتي والخليجي.
وشكر النوخذة الفيلكاوي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوته للمشاركة وعرض هذا الفن مع الأوروبيين المشاركين، بحيث يتعرف الزوار على السفن وكيفية صناعتها، مع شرح لما يتعلق بالحياة البحرية.

الخوص والتراث
أما شروق الصايغ، وهي من المشاركات ضمن هذه الفعالية عن الكويت بجناح حرفة صناعة «الخوص»، فأشارت إلى أن الكويتيين نشأوا مع الحرف التي كانت تمثل لهم نوعا من الهوية والتي باتت تأخذ في الاندثار، وعلينا جميعا أن نحافظ عليها لما لها من مكانة في نفوسنا جميعا وهي تحقق نوعا من التكامل والتناغم بين الحواس، سواء من حيث حركة اليدين أو النظر مما ينتج إبداعا مميزا، يبعدنا عن ثقافة الاستهلاك، والبحث عن الاعتماد على الذات، خصوصا أن هناك الكثير من المواد المحيطة بنا والتي يمكننا إعادة استخدامها؛ فالغواصة قريبة لنا وموادها الأولية متوافرة في بيئتنا، وقد زرت البحرين والمملكة العربية السعودية لأتعلم أساسيات هذه المهنة وأسرارها، والحمد لله أنني نجحت في ذلك.
وأشارت الصايغ إلى استعدادها للتعاون مع جميع الجهات لتعليم الراغبين في تعلم هذه الحرفة؛ لما لها من أثر إيجابي على المتعلمين من النواحي الفنية والشخصية، فهي تجعل الأطفال والناشئة يبدعون في أشياء تنمي لديهم مهارات التفكير الإبداعي والحرفي بعيدا عن أجهزة الاتصال التي باتوا يضيعون معظم وقتهم معها، وجميعنا يعلم آثارها السلبية.
وتوجهت الصايغ بالشكر إلى كل من وقف إلى جانبها ودعمها من الأهل والأصدقاء، معلنة استعدادها للاستجابة لطلب أي جهة راغبة بتقديم الدورات وورش العمل حول تعليم حرفة «الخوص»، كما شكرت سلمان بولند وأسرة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأسرة مهرجان القرين الثقافي الـ25 على دعمهم وترحيبهم بالمشاركين وأصحاب المواهب من أبناء وبنات الكويت.

مشاركة بحرينية
أما المشاركة زينب يوسف من مملكة البحرين الشقيقة فعبّرت عن سعادتها بهذه المشاركة، وبدعوة مهرجان القرين الثقافي الـ 25
لهم ليكونوا ضمن هذه الفعالية المميزة، مشيرة إلى أنها تشارك بحرفة الخشبيات من الكتابة على الخشب وصناعة الصناديق والأبواب والميداليات والبراويز والأشكال الفنية المتنوعة من مادة الخشب الموجودة في الطبيعة والتي يعاد تدويرها واستخدامها للخروج بأشكال فنية متنوعة، ووفقا لرؤية فنية مناسبة لشكل الخشب ولطلب صاحب العلاقة.

البيت الحرفي العماني
وفي جناح سلطنة عمان الشقيقة التي مثلها البيت الحرفي العماني كان لقاؤنا مع د. رقية الفوري التي تدير البيت، والمدير المساعد عبدالله السبتي الذي تحث لنا قائلا: نحن في البيت العماني متخصصون في المنتجات العمانية حيث نصنع منها منتجات مختلفة، منها زيوت اللبان وعطور اللبان وماء اللبان وصابون اللبان، إضافة إلى مجموعة من الحرف التقليدية والخط العربي واللباس العماني التقليدي، وبناء البيوت من السعفيات، وصناعة السعف بمشاركة عدد من الحرفيين في جميع المجالات التي ترتبط بتاريخنا وتراثنا وبحياة الآباء والأجداد.

شكرا للكويت
وتمنى السبتي من الجمهور دعم هذه المبادرات والحفاظ على تراثنا ومتابعة التطورات الحديثة في المجال التقني، مع إبقاء عنصر الأصالة فيه بما يحافظ عليه عبر العصور وبما يعكس صورة مشرّفة لتاريخ البلد وتراثه الحرفي.
وتوجه السبتي بالشكر للكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولمهرجان القرين الثقافي الـ 25 على دعوتهم ليكونوا ضمن هذه النخبة من المشاركين الأوروبيين والعرب لنقل التراث العماني وعرض الحرف العمانية أمام الجمهور الكريم في الشقيقة الكويت.
والدول المشاركة هي: بلجيكا، وبريطانيا، والدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، وجورجيا، وأيرلندا، وإيطاليا، وهولندا، والبرتغال، وإسكتلندا، وسلوفاكيا، وإسبانيا، والسويد، وتركيا.
أما الدول الخليجية فهي: مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة الكويت.


افتتحته الدكتورة تهاني العدواني في مجمع «الأڤنيوز»

معرض «الكويت القديمة» ..
استرجاع لمظاهر من الزمن الجميل

الكويتيون استخدموا مواد البناء قديمًا من الطين والطابوق الأصفر والجص والأحجار البحرية
المعرض يُعرِّف الأجيال بماضي بلادهم
ويزيد الوعي لديهم بالهوية الكويتية

الكويت زاخرة بالمباني التاريخية والمظاهر الجمالية التي تدل على تميزها الحضاري
كتبت: فاطمة المعيلي
تتمتع الكويت بإرث ثقافي متميز، وبماضٍ يتسم في محتوياته بالعراقة، تلك المستخلصة من تاريخ طويل، سواء فيما يخص المجالات الثقافية أو الفنية أو المعمارية أو المهنية وغيرها، سواء قبل ظهور النفط أو بعده، وتشعب العمران في مختلف مناطق الكويت.
ومن ثم فقد رأى القائمون على مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 25 أن يلقوا الضوء على هذا الماضي الجميل، من خلال ما كان يحتويه من إرث ثقافي ومعماري وفني متميز، وذلك من خلال تنظيم معرض عنوانه «الكويت القديمة»، افتتحته الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الادارية والمالية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتورة تهاني العدواني.
ولم يرد المهرجان لهذا المعرض أن يقام في صالة مغلقة، أو قاعة بعيدة عن الجمهور، نظرا إلى أهميته الجماهيرية والوطنية، ولكنه اختار مجمع «الأڤنيوز» ليكون مكانا له، من أجل الاستفادة من الرواد الذين يقصدون المجمع من أجل التسوق، ومن ثم مشاهدة المعرض لاسترجاع ماضي الكويت، ومشاهدة كل المظاهر الجمالية التي كانت تعيشها الكويت، من خلال مبانيها وأسواقها وسفنها وميادينها وغيرها، وذلك في سياق تعريف الأجيال التي لم تعاصر هذا الماضي، ومن ثم زيادة الوعي لديها بالهوية الكويتية التي تشكلت من خلال هذا الماضي البعيد.
وأظهر المعرض أن الكويت زاخرة بالمباني التاريخية والمظاهر الجمالية، تلك التي تدل على تميزها الحضاري في مختلف العصور - قبل اكتشاف النفط وبعده - وكانت هذه المباني بمنزلة إشارات واضحة لتاريخ الكويت في هذا المجال، فرغم بساطة المواد التي استُخدمت في البناء خلال العصور الماضية من تاريخ الكويت، فإن المتابع لهذه المباني سيجد أنها التزمت في معظمها بالقياسات والاعتبارات المعمارية الحديثة، مع الحرص على أن تكون مناسبة للأجواء الكويتية التي تختلف وفق فصول السنة.
والمعرض جاء في سياق ما يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من مجهودات بناءة، في سياق التعريف بالكويت القديمة، وربطها ذهنيا بالأجيال المتعاقبة؛ خصوصا الشبابية منها، ويعد المعرض صورة من صور المحافظة على الهوية الكويتية التي انتقلت من الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد.
ومن المباني التاريخية التي تفتخر بها الكويت بيت ديكسون الثقافي الذي بني في نهاية القرن التاسع عشر، على موقع مطل على البحر، قرب قصر السيف، وتتسم عمارته بالبساطة.
أما المدرسة القبلية فمبناها يضم حوشين، وقد أعاد المجلس الوطني افتتاح هذا المبنى بعد تأهيله وترميمه في العام 2001م، بمناسبة الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية.
وتقبع استراحة الشيخ أحمد الجابر الصباح في جزيرة فيلكا التي شيدت في العام 1927م، واستغلت الاستراحة متحفا للتراث الشعبي. ويمثل بيت البدر نموذجا معماريا للبيت الكويتي، وضُم إلى إدارة الآثار والمتاحف التابعة للمجلس.
وشيد المرسم الحر في العام 1919م، مثل أي بيت عربي قديم، وتحولت غرفه وصالاته إلى ورشات فنية لفناني الكويت التشكيليين.
ويعد بناء بيت السدو من المباني المتبقية من حقبة كويت ما قبل النفط،، وهو أول بيت بني في الكويت من الإسمنت والكونكريت.
ومدرسة كاظمة هي أول مدرسة في مدينة الجهراء؛ تم تسليمها إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لقيمتها التاريخية.
والقصر الأحمر بني في العام 1897م؛ ليكون القصر الصيفي للشيخ مبارك الصباح ويقع في منطقة الجهراء، ويعتبر أحد أهم المعالم التاريخية للكويت.
والمستشفى الأمريكي من أول المباني التي بنيت من الحديد والخرسانة في الخليج.
وكانت تشكل بوابات الكويت المداخل الرئيسية لمدينة الكويت، وهي جزء من السور الثالث للمدينة الذي بني في شهر مايو من العام 1920م، والبوابات هي دروازة بنيد القار، ودروازة الشامية، ودروازة المقصب، ودروازة الشعب (البريعصي)، ودروازة الجهراء، وقد هدم السور في العام 1957م، وتم الإبقاء على البوابات فقط؛ وذلك لما تشكله من أثر تاريخي يجب الحفاظ عليه.
ويقع بيت غيث بن عبدالله بن يوسف في منطقة شرق، وهو أحد البيوت الكويتية القديمة، بينما يقع بيت العثمان في شرقي تقاطع شارع عبدالله العثمان وشارع ابن خلدون من منطقة حولي.
بالإضافة إلى عمارة العيسى، وهي عبارة عن بناء يضم حوشا عربيا وعددا من الغرف يستخدم لتخزين الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن الشراعية والمواد والأدوات الخاصة بسفن السفر والغوص وبعض مواد البناء.
المعروف بأن ثقافة دولة الكويت تعد امتدادا للثقافة الإسلامية العربية وثقافة شبه الجزيرة العربية نتيجة وقوعها جغرافيا على الخليج العربي. ولكون دولة الكويت في هذا الموقع الجغرافي أصبح مجتمعها منفتحا ومتقبلا لجميع الثقافات التي تحيط به، وهذا ما أظهرته عناصر المعرض.
كما استخدم الكويتيون قديما مواد البناء من الطين والطابوق الأصفر والجص والأحجار البحرية التي كانت تجلب من منطقة عشيريج، حيث تقطع وتحمل على سفن «التشالة»، وهذه الأحجار تمتاز بمساماتها التي تساعد على برودة البيوت في فصل الصيف الحار، والدفء في فصل الشتاء، واستخدام الأحجار والطابوق يعتمد وفق حالة صاحب البيت؛ فميسورو الحال تكون بيوتهم من الطابوق الطيني، والأثرياء من الطابوق الأصفر الذي يتم استيراده من الخارج، والأحجار البحرية التي كانت تجلب من عشيريج، حيث ثمنها أغلى من الطابوق الطيني.


قدمه الفنان د. سلمان الحجري عارضا 36 لوحة

«القرية» معرض تشكيلي يصور ملامح البيوت الطينية العمانية البسيطة


الدويش: نسعى دائما إلى التبادل الثقافي واستضافة معارض من دول الخليج
البقصمي: الحجري وظَّف العمق الحضاري
والموروث العماني في لوحاته بطريقة تجريدية

كتبت: شهد كمال
معتمدا على ذاكرته وعلى حنينه إلى الماضي قدم الفنان التشكيلي العماني د. سلمان الحجري معرضه الخامس في الكويت بعنوان «القرية»، حيث ولد الفنان الحجري وتشرب من طبيعة القرية الخلابة ليستمد إلهامه وتقوى ريشته.
وانعكس ذلك الإلهام والانتماء من خلال لغة الشكل واللون إذ جسد الفنان الحجري 36 لوحة فنية جميلة تزينت بها قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم رسمت بحب بريشة الحجري مستدعيا من ذاكرته ملامح البيوت الطينية البسيطة ومراتع الطفولة بين بساتين النخيل بملامح الطبيعة المتجددة والمتغيرة في ألوانها وأشكالها بتغير فصول السنة.
وسجل الحجري مشاهده البصرية كما يود أن يراها أقرانه علها تلامس شيئا من الذكريات والحنين المتجدد، إذ إن علاقة العمانيين بـ «القرية» ليست منقطعة بل مستمرة ومتكررة نهاية كل أسبوع، فقد اعتاد كثير من العمانيين العاملين في العاصمة مسقط على العودة إلى بلدانهم في المحافظات والولايات القريبة والبعيدة، وعلى ضوء ذلك تشكلت رؤية المعرض قصد استيضاح وتقصي مفهوم القرية ومكانتها لدى الفنان والمتلقي في الوقت ذاته عبر طرح بصري معاصر له قدر جيد من الخصوصية والتفرد.
وتنوعت الأعمال الفنية المعروضة ذات الاتجاهات التشكيلية المعاصرة وتمحورت بين التجريد والواقعي والفون أرت كما تنوعت الخامات المستخدمة.
وعبر الفنان الحجري في تصريح له عن سعادته بمشاركته في مهرجان القرين الثقافي الـ 25 في الكويت من خلال معرضه الشخصي، مؤكدا أن الكويت ترعى الثقافة وتهتم بأوجه الفن وسباقة في كل شيء ورائدة في العمل الثقافي والإبداعي.
وأشاد بمبادرة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التي تعكس وعي القائمين على المجلس وحرصهم على أداء رسالتهم ونشر الثقافة في المجتمع والتبادل الثقافي بين الدول. واعتبر الحجري الفن وعاء للمعرفة يتوازن مع الإنتاج العلمي والأدبي مصورا الفن بأنه رحلة جميلة تمد جسور المحبة والسلام بين الشعوب.
بدوره قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش إن المجلس اختار هذا المعرض من ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ 25 لعمق هذا المعرض وجمال أعمال الفنان الحجري التي تطلعنا على بساطة بلد شقيق.
وأكد الدويش أن المجلس يسعى دائما للتبادل الثقافي واستضافة المعارض والفنانين وخاصة من دول الخليج العربي، مبينا أن هذا التبادل يسهم بشكل كبير في تطور مستوى الفنانين وتحسين مهاراتهم.
بدورها بينت الفنانة التشكيلة ثريا البقصمي أن الفنان الحجري وظف من خلال لوحاته المعروضة العمق الحضاري والموروث العماني بطريقة تجريدية جميلة ومعاصرة وطرح تجاربه الفنية التي تؤكد خبرته العميقة في استخدام اللون.
واعتبرت هذا مكسبا للكويت ويستحق الزيارة، مؤكدة استفادتها من تلك المعارض لهؤلاء النخبة من الفنانين الذين يستحقون الدعم.
من جهتها قالت الفنانة التشكيلية نورة العبدالهادي إن الفنان الحجري له نظرة وفلسفة خاصة في هذا المعرض حيث ترعرع الفنان في القرية وانتقل بعدها إلى المدينة وما صوره في المعرض يؤكد انتماءه الشديد للقرية.
وبينت أن العلاقات الكويتية - العمانية الثقافية عميقة وهناك تبادل ثقافي كبير، مبينة أنها شاركت في العديد من المعارض والورش الفنية في عمان كما تستضيف الكويت العديد من الفنانين العمانيين.
ودرس الفنان الحجري التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس وتم تعيينه أكاديميا بالقسم نفسه واستمر في البحث والإنتاج الفني وتخصص في التصميم الجرافيكي وهنا زاوج بين الفن والتكنولوجيا وأكمل بعدها الماجستير في استراليا والدكتوراه في المملكة المتحدة.
لم ينطفئ حب الفن والطبيعة لدى الفنان الحجري وظل متوهجا خصوصا بعد إتمام الدكتوراه، وتكللت مجموعة من أعماله الحرفية ذات الطابع الرقمي بالحصول على أكثر من ست جوائز محلية وثلاث جوائز عالمية أبرزها الجائزة البرونزية على مستوى العالم في الفن والتصميم ومقرها إيطاليا.
ولجمال وتفرد أعمال الحجري الفنية فقد تم عرض ستة أعمال منها في معرض «سوق الفن» بمتحف اللوفر بباريس في أكتوبر 2018. وقدم الفنان الحجري عقب افتتاحه المعرض وشرح لوحاته للحضور عرضا أمام الحضور يبين فيه طريقة كشط الألوان ودمجها بالكشط وهي إحدى الطرق التي يستخدمها الفنان في تكوين لوحاته ذات الطابع المنفرد.

 


المهرجان المسرحي في قطر موسم كامل.. وليس عدة أيام

الإعلامي تيسير عبدالله: «القرين» جزء من تاريخ ومسيرة الكويت الحضارية

كتب: محبوب العبدالله
من ضيوف مهرجان القرين الثقافي في دورته الخامسة والعشرين هذا العام الإعلامي تيسير عبدالله من دولة قطر الشقيقة، وهو يتابع ويشارك لأول مرة في مهرجان القرين الثقافي بعد أن سبق أن شارك من قبل في مهرجان الكويت المسرحي وعدة مناسبات ثقافية وفنية أخرى.
يقول عن زيارته الكويت ومشاركته هذا العام في دورة مهرجان القرين الثقافي إنه يشكر أولا المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأن مهرجان القرين الثقافي السنوي الذي يحتفل هذا العام بدورته الخامسة والعشرين من المهرجانات الثقافية العربية المشهود لها في المحيط العربي، وأجمل ما في مهرجان القرين هو لمسة الوفاء السنوية لعدد من المبدعين الكويتيين من شعراء ومطربين وأدباء وفنانين ومفكرين الذين أثروا الساحة الكويتية والخليجية والعربية بما قدموه وسيقدمونه مستقبلا، وهذا نهج سارت عليه الكويت وصار جزءا من تاريخها ومسيرتها الحضارية، لذلك نحن فخورون في دول المنطقة بما تنجزه وتقدمه الكويت لأبنائها المبدعين، وأشارك الليلة في حفل تكريم الشاعر الغنائي علي المعتوق، وهو تكريم يشعر به كل مبدع سواء في الكويت أو بقية دول المنطقة.
وماذا عما هو قائم في دولة قطر الشقيقة من نشاطات وبرامج ثقافية وفنية وما تقوم به وزارة الثقافة أو حي كتارا الثقافي؟
- إن التعاون قائم وبصورة دائمة بين ما تقوم به وزارة الثقافة أو الحي الثقافي في كتارا من برامج ثقافية وفنية وأنشطة متنوعة وهم على تواصل وتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويتحقق هذا من خلال تبادل الزيارات والمشاركات المتبادلة فيما يقدمه كل منهما من فعاليات.
هل تختلف نشاطات وفعاليات وزارة الثقافة عن برامج وفعاليات ونشاطات حي كتارا الثقافي؟
- إن النشاطات الثقافية والفنية مختلفة بين وزارة الثقافة وحي كتارا الثقافي والذي شارك أخيرا في دولة الكويت في دورة معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 43 والتي أقيمت في شهر نوفمبر من العام الماضي، أما معرض الدوحة للكتاب والذي يقام عادة بعد انتهاء معرض الكويت للكتاب فتقيمه وزارة الثقافة القطرية في شهر ديسمبر من كل عام، ومن بين مطبوعات حي كتارا الثقافي كتاب «صانع البهجة» والذي تضمن بحوثا ودراسات كتبها أكاديميون ونقاد وصحافيون حول مسيرة الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وهذا الكتاب كان مقررا أن يُطرح في قطر في العام 2020 ضمن مناسبة خاصة يُكرم فيها الفنان عبدالحسين عبدالرضا في يوم تكريمي يقام خصيصا له، ولكن وفاته – رحمه الله – حدثت قبل هذا الموعد لتكريمه وإصدار هذا الكتاب في هذه المناسبة، والذي طُبع في حي كتارا الثقافي أخيرا.
وماذا عن البرامج والخطط والمهرجانات الثقافية والفنية لدى وزارة الثقافة وحي كتارا الثقافي؟
- أتوقع أن هناك عدة مشروعات وأفكار وبرامج لدى الجانبين سواء وزارة الثقافة أو حي كتارا الثقافي، وأستطيع القول وكما أعرف بأن وزارة الثقافة وبمبادرة من وزير الثقافة صلاح بن غانم ستمنح جائزة جديدة وهي جائزة الدراما، إلى جانب مهرجانات أخرى مثل مهرجان الغوص ومهرجان المحامل التقليدية. أما مهرجان المسرح في الدوحة فهو يختلف عن المهرجانات المسرحية التقليدية التي تقام عادة في أيام محدودة، بل إن مهرجان المسرح في قطر عبارة عن موسم مسرحي كامل تقدم فيه العروض المسرحية، وبعد انتهاء هذا الموسم يتم تقييم وفرز الأعمال التي قدمت ومنحها الجوائز. أما جائزة الدراما التي أعلنت عنها وزارة الثقافة أخيرا فإنها محاولة لإحضار واستقطاب أهم كُتّاب الدراما والأعمال الدرامية في السينما والمسرح والتلفزيون، وسيتم قريبا طرح آلية هذه المسابقة وجوائزها وكل التفاصيل حولها.


خلال أمسية موسيقية قدَّم فيها أعمال العمالقة من الجيل الذهبي
يوسف بارا.. يعيد أمجاد عبق الغناء اللبناني في ليالي «القرين»


كتب: مفرح حجاب
أقيمت مساء الخميس الماضي أمسية غنائية لبنانية قدمها الفنان يوسف بارا وفرقته الموسيقية على مسرح عبد الحسين عبد الرضا في منطقة السالمية، وذلك ضمن فعاليات الدورة 25 لمهرجان القرين الثقافي، حضرها جمهور كبير كان في مقدمتهم الأمين العام المساعد بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش وحشد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الكويت وأبناء الجالية اللبنانية والمحبين للفن اللبناني.
ليلة الفنان بارا بدأت قبل أن يصعد على خشبة المسرح بسبب تدفق الجمهور الكثيف الذي ملء طوابق القاعة، حيث كان معظمه من العائلات التي جلبت معها أبنائها للاستمتاع بألوان مختلفة من الغناء في ليلة حملت معها عبق الزمن الجميل للسيدة فيروز ووديع الصافي والفنان زكي ناصيف وغيرهم، فمن يتابع هذا الفنان الشاب الذي كان أحد نجوم برنامج سوبر ستار والذي أنضم له أثناء إقامته بالكويت الأمر الذي جعل لديه جمهور عريض هنا، لاسيما أنه يمتلك موهبة العزف على البيانو أيضا بجانب صوته الدافئ والذي كان له حضور كبير.
فقد أطلت في بداية الحفل المذيعة الرقيقة الجازي الجاسر والتي رحبت بالحضور وأثنت على تنظيم الحفل وموهبة الفنان بارا وقالت عنه انه ابن لبنان والكويت، بعدها صعد على خشبة المسرح الدكتور الدويش ليهدي بارا درع المهرجان، بعدها أطلق فنان الحفل العنان لمواهبه على المسرح وبدأ يعزف على آلة البيانو ليقدم أجمل ما تغنى به عمالقة الفن اللبناني في عقود، حيث كانت البداية مع أغنية «ياعشقة الورد» حيث رسم من خلال هذه الأغنية لوحة جميلة وأعاد إلى الوجدان طبيعة الجغرافيا اللبنانية في فصل الربيع حين تتوشح الجبال بالزهور ويعطرها نسيم الورد وكان مخرج الحفل ذكيا حين وضع على جدار المسرح لوحة مليئة بالزهور يتوسطها الفنان ناصيف، ثم انتقل إلى روائع وديع الصافي وقدم «راح حلفك بالغصن» وهي من كلمات ميشال طراد وألحان الأخوين الرحباني، ثم «طلوا حبابنا» من كلمات مصطفى محمود وألحان وديع الصافي وكذلك «وطني بيعرفي» من كلمات منصور الرحباني والحان أسامة الرحباني، بعدها وقف في منتصف المسرح وامتلك الميكرفون ليحرك الجمهور الساكن وقدم «رمشة عينك» وهي من كلمات وألحان زكي نصيف وتبعها بأغنية «اشتقنا كتير» لزكي ناصيف أيضا ليصل عبر محطة «قتلوني عيون السود» ليحرك من خلالها جنبات المسرح لاسيما أن هذه الأغنية تحمل إيقاعات متميزة، ولما لا وهي من صناعة المبدعين فالكلمات للأخوين الرحباني واللحن صاغه إلياس الرحباني، ولم يهدأ الفنان الشاب الذي غازل الجمهور من جديد وجعله يغني معه «عندك بحرية» وهي من أشهر الأغاني التي يقدمها العديد من الفنانين في حفلاتهم، فهي من كلمات ميشال طعمه وعمر الزعني وألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لكن الختام كان له طعم مختلف وحكاية لم يتوقعها الجمهور وهي أغنية «هيلا يا واسع» للفنانة فيروز وهي من كلمات والحان الأخوين الرحباني.
الفنان يوسف بارا أرد في هذا الحفل أن يقدم لنفسه بصمه أمام الجمهور الكويتي الذي يعرفه عن ظهر قلب، فضلا عن أن الكثير من هذا الجمهور استمع له من قبل وتابعه حين كان مشاركا في برنامج سوبر ستار، ولعل ما يجدر ذكره أن يار يمتلك موهبة فنية من طراز فريد في التلحين والغناء واختار لنفسه فرقة موسيقية لها مواصفات غير تقليدية، فهي بجانب ضمها للتخت الشرقي إلا أن عزفه عل البيانو أثناء غنائه جعله مميز على خشبة المسرح واستحق أن يقف له الجمهور بعد انتهاء الحفل، بعدما قدم ليلة أطلق عليها «منوعات غنائية لبنانية» ليعيد إلى وجدان الحضور أمجاد وعظمة الفن اللبناني الغنائي العريق والذي ارتبط بإحياء لبنان وجبالها وطبيعتها الخلابة.


قدموا مجموعة من أغاني سيد درويش
«كورال القاهرة» أعطى أسلوبا خاصا في تقديم الأغاني التراثية

السفير القوني: نشارك في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية بزيادة التعاون الثقافي بين البلدين
كتب: فضة المعيلي
ألهبت فرقة «كورال القاهرة الاحتفالي» أحاسيس جماهير مسرح عبد الحسين عبد الرضا، وصنعت جسراً بينها وبين الجمهور الكويتي حيث استمتع الجمهور بباقة متنوعة من الأغاني المصرية المعروفة لسيد درويش.
وفي حضور تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، والسفير المصري لدى الكويت طارق القوني، أحيت الفرقة حفلاً غنائيا مساء أول من أمس، على خشبة مسرح عبد الحسين عبد الرضا بالسالمية، ضمن ليالي مهرجان القرين الثقافي الـ 25 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
انطلق الحفل بأغنية بعنوان «طلعت يا محلى نورها»، وهي من كلمات بديع خيري، وألحان سيد درويش، والتي تفاعل الجمهور مع إحساسها الدافئ والراقي. ومن ثم ألقى قائد الكورال المايسترو ناير ناجي كلمة قال فيها «نحن سعداء بوجودنا لأول مرة مع الجمهور الجميل من دولة الكويت، وأود أن أعطي نبذة عن البرنامج الذي سنقدمه في الحفلة وهو بعنوان «أغاني بالعربي»، وهو مشروع بدأ في العام 2008. وأشار إلى أنه بدأ يأخذ أغاني سيد درويش ويضيف عليها الهارموني، والأصوات المختلفة حتى يستطيع أن يقدمها إلى المجتمع الأوروبي، حتى يسمع موسيقانا الشرقية والعربية، وأوضح أن الأغنية التي سيغنيها الكورال بعد ذلك هي أغنية بسيطة جدا في الريف المصري، وتغنى في الأعراس بعنوان «الحنة»، وقام المؤلف جمال عبدالرحيم في فترة الستينيات، بأخذ الأعمال البسيطة من الريف، وأضاف إليها الأصوات حتى يقدمها في الدول الأوروبية، حيث استنبط لنفسه أسلوبا خاصا وفق فيه بين جوهر الموسيقى العربية وبين التأليف الغربي المعاصر.
وشكلت الفرقة حالة من الكثافة في المسرح، حيث صفق لها وغنى معها الجمهور فقدمت أغنية لسيد درويش أيضا بعنوان «يا بلح زغلول» من كلمات بديع خيري، ومن أجوائها «يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح، يا بلح زغلول يا زرع بلدي، عليك يا وعدي يا بخت سعدي، زغلول يا بلح يا بلح زغلول، يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول، عليك أنادي في كل وادي، قصدي ومرادي». ثم قدمت أغنية «الواد ده ماله».

تلوين عاطفي
ثم تحدث المايسترو ناجي وقال «سنقدم أغنية أهو ده اللي صار» وهي أغنية مشهورة لسيد درويش، وسيشارك في تقديمها سوليست فرقة الموسيقي العربية ودار الأوبرا المصرية رحاب مطاوع». وعند غناء رحاب مطاوع لامس صوتها الذي عاش أجواء مميزة، وتمتلك مطاوع أسلوبا خاصا في طريقة تقديمها الأغنية. وبعد ذلك قدمت الفرقة أغنية «مرمر زماني»، ومن ثم غنت الفرقة «الحلوة دي» لسيد درويش، وامتزجت بها أغنية «زوروني كل سنة مرة» بصوت رحاب مطاوع التي أطربت الجمهور بصوتها الجميل ذي المساحات العالية والذي امتاز بالتلوين العاطفي والتعبيري.
واللافت والجميل في الحفل أنه بعد كل فقرة غنائية يقوم قائد الفرقة بإعطاء نبذة تعريفية بسيطة عن الأغاني، فتحدث المايسترو ناجي مرة أخرى عن الأغنية القادمة وقال إنها عبارة عن «ميدلي» لعدة مقاطع من أغاني وهي «يمامة حلوة، يا عزيز عيني، عطشان يا صبايا»، وأشار إلى أن من قام بالتوزيع هي د. عواطف عبد الكريم، لافتا إلى أنها ألفت كتابا ثريا غالبية أغانيه للأطفال من الأغاني البسيطة من الريف المصري، وأيضا عملت هذا الميدلي المكون من ثلاث أغاني.

أجواء طرب
ومع استمرار الحفل تألقت الفرقة بـ «إيه العبارة»، فظلت الفرقة تحلّق في أجواء الطرب، لتنال استحسان الجمهور، وغنت «البسبوسة» حيث أشار المايسترو ناجي إلى أن أغنية «البسبوسة» هي إحدى الأغاني في أفلام إسماعيل ياسين، وتمت إضافة نوع من التطوير على الأغنية، وقام بتوزيع الأغنية ستفين سايمن. وكانت هدية الفرقة للجمهور الكويتي «يا دارنا يا دار» وقامت بغنائها أم كلثوم في العام 1964، حيث تفننت الفرقة بأداء الأغنية مع رحاب مطاوع، ومن أجوائها: «يا دارنا يا دار، يا منبتَ الأحرار، يا نجمةً للسنا، على جبين المنى، السحرُ لما دنا، غنى لها الأشعار، يا دارنا يا دارْ، يا منبت الأحرار».
وقبل انتهاء الحفل عبر المايسترو ناجي عن سعادته بوجودة في مهرجان القرين الذي يعد من أهم المهرجانات في الوطن العربي «أحب أن أشكر الجمهور حيث استمتعنا معكم في هذا الحفل الدافئ، وأشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وفي مقدمتهم الأمين العام علي اليوحة، وسفير جمهورية مصر العربية طارق القوني، وطاقم السفارة، وأيضا وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم».
وكان مسك الختام أغنية «يا ورد على فل وياسمين» من ألحان سيد درويش، وقال قائد الفرقة إن سيد درويش كانت لديه رغبة في دراسة الهارموني، حتى يمزجها مع موسيقاه الشرقية، وبالفعل حجز تذكرة للباخرة حتى يدرس في إيطاليا، لكنه توفي قبل سفره. وأضاف قائد الفرقة ناجي أنه في أغنية «يا ورد على فل وياسمين» في توزيعها تخيل أن سيد درويش حظه أفضل، وأنه سافر ودرس الهارموني، وأشار إلى أنه في المشروع هذا نحاول تحقيق حلم سيد درويش بأنه يدرس الموسيقى العالمية ويضع الهارموني في موسيقاه الجميلة المصرية الأصيلة. وأضاف أنه قام بتقديم «يا ورد على فل وياسمين» في مقام كلاسيكي.
عرض جميل
وعلى هامش الحفل قال السفير المصري طارق القوني «نحن سعداء بوجود فرقة كورال القاهرة الاحتفالي لأول مرة في الكويت في إطار مهرجان القرين، خصوصا أن المهرجان هذا العام يحتفل بمرور ربع قرن على إنشائه». مضيفا: أننا استمتعنا بعرض جميل وممتع من الفرقة يتضمن تقديم أغاني أغلبها لسيد درويش ولكن بطريقة مطورة وجديدة من الهارموني الكلاسيكي المعروف، مشيرا إلى أن الفرقة قامت بمفاجأة الجمهور بأغنية لأم كلثوم خلال زيارتها لدولة الكويت عام 1964 وهي «يا درانا يا دار»، موضحا أن كل هذا يأتي في احتفالات الكويت ومشاركة السفارة في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، وفي إطار التعاون الثقافي الذي تسعى دائما بأن تقوم بزيادة نشاطه وعمقه سواء فرق مصرية تأتي لدولة الكويت، أو فرق كويتية تذهب إلى مصر للمشاركة في مختلف الأنشطة الثقافية في مصر. وفي نهاية حديثه شكر القوني المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تعاونه مع السفارة ومع وزارة الثقافة المصرية.
أما قائد المايسترو ناجي فتحدث عن أهمية الأغاني التراثية وقال «يمثل التراث ثقافة الشعب، والثقافة تنقل الروح فهي القوة الناعمة، وتواجدها في المحافل العالمية والتبادل في ظل العولمة، فنحن نحتاج إلى تعزيز الجانب الثقافي في الخريطة الثقافية للعالم». أما عن تمازج الأغاني الشرقية والغربية فيقول إنها موضة عالمية، وأثبتت نجاحها في بعض التجارب، مشيرا إلى أنهم حاولوا من خلال «مشروع سيد درويش» أن يحتفظوا باللحن الأصلي، وأي إضافة تكون الهارموني، وليس في تغير اللحن الأصلي للأغنية.
يشار إلى أن كورال القاهرة الاحتفالي تأسس في العام 2000، ليتجاوز أعضاؤه الحاليين مائة عضو، يجمعهم الشغف بالموسيقى والثقافة بجميع أنواعها وأشكالها، وقد شارك الكورال في العديد من المسابقات والمحافل الدولية، وحصد عددا من الجوائز.


«من شابه أباه» .. بركات يكشف شفرات الفيلم الياباني


كتب: شريف صالح
ضمن البرنامج السينمائي لمهرجان القرين عرض في مجمع البروميناد، في حولي، الفيلم الياباني Like Father, Like Son، حيث قدم للفيلم الناقد السينمائي المصري عماد النويري؛ متطرقا إلى أهم المحطات في السينما اليابانية، ومقدما الكاتب الأردني مخلد بركات الذي عقب على الفيلم الذي رشح للسعفة الذهبية، ونال جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان كان. وقال مخلد: إن الفيلم مدته ساعتان، للمخرج هيروكازو كوريدا، إنتاج العام 2013، ومن بطولة ماساهارو فوكوياما، ويمكن ترجمت عنوانه إلى «الابن سر أبيه».
والعمل يتناول قضية النسب والدم، عندما تكتشف عائلتان أن ابنيهما تُبودلا في المستشفى عقب الولادة، فهل الأبوة والأمومة أمر فطري أم مكتسب؟
تبدأ الأحداث عندما تكتشف عائلة المهندس المعماري «نانوميا» التي تعيش في بحبوحة من العيش أن ابنهما «كيتا» ليس ابنهما، عقب إجراء تحليل الحمض النووي DNA في أثناء بداية العام الدراسي، وبعد العودة إلى المستشفى يكتشف الأبوان ان ابنهما الحقيقي يعيش مع أسرة فقيرة ومتواضعة حياة صعبة من الناحية المادية، لكنها لا تخلو من الحب والحنان. وأرجع كوريدا اختياره هذا الموضوع إلى معاناته من فقد أبويه في الصغر، حيث تلح القضايا الاجتماعية على أفلامه، وأشهرها «لا أحد يعلم»، وبفضلها نال العديد من الجوائز الدولية المرموقة.
وقال بركات إن أسلوب كوريدا أقرب إلى الواقعية التسجيلية، وأغلب الكوادر ظهرت مغلقة، وهناك صمت في الخلفية، والموسيقى ذات إيقاع نفسي، والإيقاع أقرب إلى البطء باستثناء المشهد الأخير عندما سار الأب بموازاة ابنه بالتنبي.
كما رأى أن عقدة الفيلم اعتمدت على الثنائيات الضدية ما بين الابن الحقيقي والابن بالتنبي، ثراء أسرة لا تملك سوى طفل واحد، مقابل فقر أسرة لديها عدد كبير من الأطفال.
كما يظهر الأب (المهندس المعماري) الثري مشغولا طوال الوقت، بينما الأب «سايكي» الفقير الذي يدير محلا صغيرا ضمن البيت، لا يتردد في احتواء أطفاله والتورط في عالمهم. ومع النهاية ينقلب موقف الأب الثري العقلاني ويتحذا طابعا عاطفيا. وهنا يلاحظ أن موقف «الأم» في الأسرتين كان الأكثر إيجابية في التعامل مع الموقف المعقد... والإجابة عن سؤال: هل نكمل الحياة مع الابن الذي ربيناه أم نأخذ ابننا الحقيقي؟
وهنا تستند المعالجة - وفق بركات - على بعض نظريات علم نفس النمو المتعلقة باكتساب الطفل سلوكه وقيمه وفق البيئة التي يجد نفسه فيها، وهو ما يظهر مثلا في تبدل سلوك الطفل بمجرد انتقاله من بيئة ثرية إلى بيئة فقيرة، وعند انسجام الطفل الفقير عند انتقاله إلى بيئة ثرية؛ فالأحداث كلها تدور دون سن العاشرة، وهي المرحلة الحرجة التي تتشكل فيها هوية وقيم الطفل ولغته.
واعتبر بركات أن هناك رسائل مشفرة في الفيلم، منها احترام المنظور الوراثي؛ فالطفل حتى لو عاش بعيدا عن أبويه، سيظل يحمل صفاتهما البيولوجية، وهو ما ينتصر له الفيلم بطريقة ما. ما يعني أيضا قوة رابطة الدم لدى معظم الشعوب والثقافات.
وكذلك الحكمة المعروفة «المال لا يشتري كل شيء»، فعلى الرغم من ثراء أسرة المهندس لكن هذا لم يجعلها سعيدة، ولم تستطع حل المشكلة المعقدة بدفع المال للفقراء الذين لن يضحوا بسهولة بأولادهم مهما كانت المغريات.
أيضا الانتباه إلى أن الحياة التي نعيشها قد تكون قائمة على وهم ونحن لا ندري، مثلما قد تقوم معتقداتنا على خطأ ونحن لا نعرف، ومع ذلك نستمر في الحياة بهذا الوهم - الخطأ - ونتكيف معه. وإلى جانب تحليل بركات للفيلم فإنه تطرق أيضا إلى تاريخ السينما اليابانية، التي تعود بدايتها إلى نحو 120 سنة، وتعتبر الآن من أكبر السينمات في العالم؛ حيث حلت في المرتبة الرابعة، من حيث كم الأفلام المنتجة، والتي تزيد على أربعمائة فيلم في العام. ومن أشهر الأسماء التي عرفها العالم من اليابانيين ياسسو أوزو وكيروساو.
وأشار المحاضر إلى تنوع المدارس والاتجاهات الفيلمية؛ فمنها أفلام «الياكوزا» الخاصة بسينما المافيا، و«الكايجو» الخاصة بالمخلوقات المتوحشة.


شارك فيه 19 سفارة و30 فريقا تطوعيا و400 مشارك

يوم مفتوح لمهرجان القرين الثقافي في منتزه الأحمدي

الشيخ فواز الخالد: «المجلس الوطني» صرح ثقافي وطني يرعى الثقافة والفنون والآداب

بن رضا: هدفنا الخروج إلى محافظات الكويت وتنظيم الفعاليات والورش الفنية

كتبت: سهام فتحي
قال محافظ الأحمدي الشيخ فواز خالد الحمد الصباح إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب صرح ثقافي وطني نجح بجدارة كراعٍ للثقافة والفنون والآداب، وكسفير فوق العادة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال اليوم المفتوح لمهرجان القرين الثقافي 25 في منتزه الأحمدي، وبحضور أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري، وتفقد أجنحة الجهات المشاركة في المعرض المصاحب للفعاليات بحضور عدد كبير من رؤساء وأعضاء السلك الديبلوماسي بسفارات الدول الشقيقة والصديقة في البلاد ومختاري مناطق محافظة الأحمدي ومدير عام الأمن العميد علي المري وقيادات المحافظة.
شراكة مثمرة
وأكد محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد الاعتزاز بالشراكة المثمرة البناءة مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، منوها إلى أنها شراكة تمثل محطة نوعية مميزة تترجم مواصلة العمل المشترك الهادف إلى تنويع الأدوات والفعاليات، سعيا إلى المزيد من تعزيز المنظومة الثقافية والمجتمعية والترويحية لا مركزيا، قائلا: كلنا سعادة بأن تطل محافظة الأحمدي من خلال مهرجان القرين الثقافي المتميز الذي يحظى برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف الخالد: سعادتنا غامرة ونحن نرى أهالي محافظة الأحمدي يسعدون ويستمتعون بالفعاليات المتنوعة لهذا اليوم الترويحي الثقافي على مدى 12 ساعة، حيث اشتمل على العديد من الأنشطة الممتعة، التي جسدت الحرص على تجديد محتوى مهرجان القرين في دورته الحالية المتميزة والحافلة بالمكونات الثقافية والفنية والأدبية المحلية والخليجية والعربية والعالمية كما هنأ المجلس الوطني ببلوغ مهرجان القرين خمسة وعشرين عاما من النجاح، وأعرب عن الشكر والتقدير للقائمين على التنظيم، من محافظة الأحمدي والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ووجه الخالد الشكر إلى الشريك الاستراتيجي الدائم شركة نفط الكويت على احتضان منتزه الأحمدي فعاليات اليوم المفتوح، وإلى جميع الجهات الرسمية والأهلية والتطوعية المشاركة وسفارات الدول الشقيقة والصديقة ووزارة الإعلام بقطاعاتها المختلفة ومختلف المنصات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية التقليدية والإلكترونية.
توجيهات وزير الإعلام
من جانبه قال المنسق العام لليوم المفتوح ومراقب الشؤون الثقافية في المجلس الوطني محمد بن رضا: إن تنظيم هذا اليوم المفتوح يأتي في إطار تنفيذ توجيهات وزير الإعلام محمد الجبري وأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحه بالخروج إلى محافظات الكويت المختلفة وتنظيم العديد من الفعاليات والورش الفنية وشهدنا بالأمس أول خطوة لهذا التوجه وهي إقامة هذا اليوم في محافظة الأحمدي ضمن فعاليات مهرجان القرين في دورته الخامسة والعشرين، مثمنا التعاون اللافت من مسؤولي محافظة الأحمدي وشركة نفط الكويت لتوفير كل الاحتياجات لنجاح اليوم المفتوح وتنظيمه على الوجه الأكمل موجها الشكر لكل المشاركين.
وأشار بن رضا إلى أن الفعالية ضمت أكثر من 400 مشارك و19 سفارة للدول الشقيقة والصديقة و30 فريقا تطوعيا وجمعية نفع عام إضافة إلى فريق اكسبو في ظل حضور جماهيري لافت، موضحا أن المهرجان ضم أيضا العديد من الفرق الفنية والموسيقية التي لاقت استحسان الحضور من أهالي محافظة الأحمدي ومناطق الكويت بوجه عام.
يذكر أن اليوم المفتوح تم تنظيمه بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومحافظة الأحمدي بمشاركة العديد من الجهات الرسمية والأهلية والتطوعية والبعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى البلاد، وتضمن العديد من الفعاليات منها عروض للفرق المختلفة وأمسية غنائية كويتية، ومهرجان المأكولات العالمية.


تناولت لمحات من حياته كإنسان وفنان
منارة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا


كتب: محبوب العبدالله
لايزال الفنان المبدع الذي غادر مسرح الحياة في الحادي عشر من شهر أغسطس 2017 عبدالحسين عبدالرضا حيا بين أحبائه وجمهوره الذي أحبه واستمتع بفنه على مدى 40 عاما مضت، وما قدمه من إبداعات فنية على المسرح وفي التلفزيون بالذات والتي عبرت عن شخصية فنان مبدع وواعٍ بقضايا مجتمعه ومدركا دوره كفنان تجاه جمهوره وقضايا مجتمعه.
ولأنه كان صادقا ومعبرا ومؤثرا في حياته ومن خلال ما قدمه والذي سيظل شاهدا عليه وعلى قدراته وموهبته الفنية التي تستحق التقييم والثناء دائما.
وقد تضمن برنامج ونشاطات مهرجان القرين الثقافي في دورته الخامسة والعشرين هذا العام منارة ثقافية حول شخصية الفنان عبدالحسين عبدالرضا تحدث فيها الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، وأستاذ النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور جاسم الغيث وقدمت يوم الأربعاء الماضي على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية.
وحضر وشارك في المنارة متابعة وتعقيبا الأمين العام المساعد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري، والدكتور بشار عبدالحسين عبدالرضا، وعبدالمحسن مظفر، والفنان أحمد السلمان، وجمهور من متابعي نشاطات وفعاليات المهرجان في دورته هذا العام.
وقدم المشاركون في المنارة الفنان عبدالرحمن العقل الذي تحدث بداية عن تجربته ومشاركته للفنان عبدالحسين عبدالرضا وبالذات في بعض أعماله الدرامية التلفزيونية، وكيف يكون حريصا على متابعة كل صغيرة وكبيرة من بداية تنفيذ العمل إلى نهايته.
وكان يتفقدد كل فرد مشارك معه وطمذن على الجميع حتى آخر لحظة تصوير.
وفي حديثه وذكرياته عن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا حيث تناول في ورقته الجانب العام من شخصيته، وقدم لمحات من سلوكه وعلاقاته مع أسرته وأصدقائه وهي التي شكلت صورته كإنسان وفنان، وقال الكاتب عبدالعزيز السريع وهو يتذكر الفنان عبدالحسين عبدالرضا:
عبد الحسين عبد الرضا
منذ إطلالته الأولى لفت عبد الحسين عبد الرضا الأنظار، رغم أنه ظهر مع خفيف الدم خالد النفيسي، معلم التمثيل الأول في الكويت.
كنت أتابع أعمال الأستاذ زكي طليمات التي قدمها على مسرح ثانوية الشويخ، ثم على مسرح كيفان الذي اتخذه مقرا لفرقة المسرح العربي التي شكلها من مجموعة من الشباب الكويتي، وعدد من المقيمين الذين تم اختيارهم من بين عدد من المتقدمين لممارسة هواية التمثيل، ضمن فريق الأستاذ طليمات الذي أطلق عليه اسم المسرح العربي.
ومن آخر الأعمال التي قدمتها فرقة المسرح العربي قبل تحولها إلى فرقة أهلية كانت مسرحية «آدم وحواء»، من إخراج الأستاذ زكي طليمات، ومن إعداد فتوح نشاطي، وكانت باللغة الفصحى، وقد أدى دور البطولة فيها الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا (رحمه الله)، وكان يومها شابّا جميلا يرتدي تي شيرت أبيض مع شورت من اللون نفسه... وقد بذل مجهودا كبيرا في أداء دوره، وعندما انتهى العرض دخلت الكواليس مع مجموعة من الزملاء لنقدم التهنئة للعاملين بهذا العرض الجميل، ووجدت حينها عبد الحسين يتصبب عرقا، وقد بذل جهدا خارقا؛ لكنه كان حانقا، وقد قال لي وأنا أبارك له حسن أدائه: لا... هذا الجمهور يحتاج إلى شيء آخر وسترى... لن يتواصل مع مثل هذه الأعمال... عرفنا الدرس.
وتحولت الفرقة في العام 1964 إلى فرقة أهلية، بعد أن كانت تابعة لوزارة الشؤون، وبدأت بمسرحية «عشت وشفت»، وهي من روائع المسرح في الكويت؛ حيث قدمت صورة شعبية للقرية الكويتية القديمة في حياتها البسيطة وعلاقتها بالمدينة... ولم يكن عبد الحسين ضمن العاملين فيها، لكنه بدأ بمسرحية كتبها بعنوان «اغنم زمانك»؛ فكانت بداية رائعة كشفت عن موهبة فطرية في صناعة عرض مسرحي جماهيري يغوص في الحياة الاجتماعية، ويضع يده على مكامن الطرافة في المجتمع فيبدع ويسيطر على الجمهور، وهذا ما أراده وشعر بأنه بدأ الخطوة الصحيحة الأولى تجاه الناس.
كان (رحمه الله) ذكيّا متعدد المواهب وله حضور طاغٍ، إذا حضر يستحوذ على مشاعر من حوله، ويكون نقطة الارتكاز وموضع الاهتمام.
عبد الحسين صانع العرض المسرحي
حرص عبد الحسين، منذ البداية، على الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة في العمل الفني الذي يشارك فيه، سواء كان من إنتاجه أو إنتاجا مشتركا، أو من إنتاج تلفزيون الكويت، أو أي شركة أخرى... كان حريصا ودقيقا في كل شيء... يبذل جهدا كبيرا في ترتيب العرض المسرحي أو التلفزيوني أو الإذاعي، لكي تصل الرسالة واضحة ومرحة ومقبولة اجتماعيّا... وكان (رحمه الله) مقبولا من الجميع، لم يتحسس منه أحد، حتى حين قلد بعض الشخصيات المعروفة، أو بعض اللهجات العربية، كان ذلك يتم بشكل ظريف مقبول لا يسيء لأحد، وقد أجاد فن التقليد إجادة تامة، كما كان مقبولا حين ارتدى بعض الملابس الغريبة؛ فكانت تأتي بردود فعل صاخبة من الضحك نتيجة الدهشة والطرافة.
التعقيبات
وبدأت التعقيبات بعد انتهاء المتحدثين في المنارة الكاتب عبدالعزيز السريع، والدكتور جاسم الغيث.
وقال الدكتور بشار عبدالحسين عبدالرضا إنني تشرفت هذا اليوم بالوقوف على خشبة هذا المسرح الذي يحمل اسم والدي – رحمه الله – ونحن نقدر جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وما يقوم به ويقدمه من فعاليات ثقافية وفنية في مهرجان القرين الثقافي كل عام. لكن غياب الجمهور لا يعني أن هناك إهمالا أو تقصيرا وذلك لأن النشاطات متعددة وموزعة في أكثر من مكان وموقع، وحتى إن البعض لا يدري أن هناك فعالية تخص الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي تعددت وتنوعت بين مظاهر تكريم تقديرا لفنه وما قدمه، وقد حضرت كثيرا منها.
وما ذكرته إحدى الأخوات عن التحديات التي واجهها عبدالحسين عبدالرضا وجيله كانت موجودة في تلك الفترة من التاريخ لأنهم ظهروا في فترة كان فيها المجتمع لا يتقبل ما يقدمونه على المسرح والتلفزيون.
وأنا متأكد أن الذي عانى أكثر من والدي الفنان الراحل عبدالعزيز النمش، وهؤلاء الرواد كان لديهم إيمان بما يقدمونه، والرسالة التي يريدون إيصالها للجمهور بعيدا عن أهداف الشهرة، أو الحصول على مردود مادي.
وأعرف أن والدي كان أجره في تلك الفترة دينارا ونصف الدينار، والأزياء التي يرتديها قيمتها ديناران.
وكان عبدالحسين عبدالرضا ظاهرة لأن الكويت كانت ظاهرة ونموذجا يحتذى به في جميع دول العالم، وفي ذلك الوقت كانت لدينا أربع فرق مسرحية في الوقت الذي لم يكن في دول الخليج الشقيقة حتى كشك لبيع التذاكر. وللأسف الآن لا يوجد لدينا هذا الاهتمام وهناك تراجع في الحركة المسرحية وتراجع في الحركة الثقافية، والسبب هو التراجع الذي حدث عندنا، حيث ألغيت نشاطات المسرح المدرسي، وألغيت دروس الموسيقى في المدارس، وحتى النشاط المدرسي، وإنني أتمنى أن تعود كل هذه النشاطات والفعاليات الجميلة.
وأن الفنان عبدالحسين عبدالرضا كان هاويا ومحبا لفنه الذي اعطاه الشهرة والمحبة من الناس، وكان يعشق ويحب عمله هو وجيله.
وقال عبدالمحسن مظفر إن هذه المنارة حول الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا تعتبر لفتة تقديرا لفنان أحبه الجميع لما قدمه من فن جميل، وإن غياب الجمهور له عدة أسباب من بينها أن الإعلان عنها لم يكن كافيا ولتعدد النشاطات الفنية والثقافية في نفس الوقت.
وألقى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الدكتور عيسى الأنصاري قال فيها: لدي عدة رسائل بهذه المناسبة وأولها ما يتعلق بقضايا الثقافة لدينا في المجلس وان فتياتنا وشبابنا في المجلس عندما يتعلق الأمر برائد من رواد التنوير المسرحي والإشعاع الثقافي والعطاء الوطني فإنهم يعملون بحب وإخلاص لإنجاز مهاماتهم وإنجاح كل فعالياتنا، فما بالهم بشخصية أجمعت الكويت ودول الخليج العربي والعالم العربي على محبته، وهو وطني من أعلى الدرجات، وكويتي حتى النخاع، ونعتز جميعا بأننا نتشارك في تقدير وتكريم الفنان عبدالحسين عبدالرضا وهو فقيد الكويت والفن والثقافة الراقية.
وليس غريبا أن نعمل بحب من أجل هذا الفنان لأنه فرض حبه في قلوبنا.
والرسالة الثانية للمنصة وللحضور الكريم لأن ما قيل في شخصية وحق هذا الفنان من أرقى ما يستحق ويدل على وفاء الجميع حتى وإن قل عدد الحضور، وسنظل كلنا وفاء وتقدير دائما، والعالم في ظل التكنولوجيا الحديثة أصبح قرية صغيرة.
في نهاية فعاليات المنارة الثقافية تم تكريم الدكتور بشار عبدالحسين عبدالرضا نجل الفنان الراحل.
وكان حريصا على التنويع، وأستطيع القول، بكل ثقة، إنه عمد إلى التعاون مع معظم الفنانين اللامعين... من فرقته ومن خارجها، وحتى من الشارع... كان حريصا على النماذج المختلفة في شكلها ولهجتها ولونها وحجمها... وعمد إلى استقطاب زملاء مشهورين من الفرق الأخرى، مثل عبدالعزيز النمش وعبدالرحمن الضويحي وأحمد الصالح وإبراهيم الصلال وجاسم النبهان ومريم الغضبان من فرقة المسرح الشعبي، ومحمد المنصور وسعاد عبدالله وحياة الفهد وخالد العبيد وأسمهان توفيق ومحمد السريّع وهيفاء عادل من مسرح الخليج، ومحمد المنيع وحسين صالح الحداد وأحمد السلمان من المسرح الكويتي... وكانت له محاولة لم تنجح مع صقر الرشود (رحمه الله)، إذ إنه حين سافر الأستاذ سعد الفرج إلى أمريكا عرض على المرحوم صقر الرشود أن يخرج له مسرحية «الأول تحوّل»، من تأليف السفير عبدالله السريع عضو المسرح العربي حينها.

Happy Wheels