مهرجانات وأنشطة

النشرة السادسة


تكريم المشاركين في الافتتاح التشغيلي للمكتبة الوطنية

تحت رعاية الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أقيم حفل تكريم للمشاركين في الافتتاح التشغيلي لمكتبة الكويت الوطنية، حيث جرى تكريم الأستاذ الدكتور حسين أحمد الأنصاري، المدير العام السابق لمكتبة الكويت الوطنية، وتكريم الجهات والأفراد المشاركين في المعرض المصاحب لحفل الافتتاح التشغيلي لمكتبة الكويت الوطنية وتكريم اللجنة المنظمة وفرق العمل المشاركة في حفل الافتتاح التشغيلي، بحضور الأمين العام م. علي اليوحة ومدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل عبدالجليل

في الجلسة الختامية لندوة «الأمير قائدا إنسانيا»

كتب: عادل بدوي وعماد جعة

في إطار تواصل فعاليات ندوة «الأمير قائدا إنسانيا» و«الكويت مركزا إنسانيا عالميا» والتي استمرت محاورها على مدى يومين حيث تحدث في المحور الأول والذي جاء تحت عنوان «المؤتمرات الإنسانية والدور الدبلوماسي للقيادة السياسية في خدمة الشأن الإقليمي والدولي، كل من جاسم المباركي وكيل وزارة الخارجية والدكتورة ندى المطوع قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت والدكتور محمد الوهيب أستاذ علم النفس والفلسفة بالجامعة فيما تحدث في المحور الثاني والذي جاء تحت عنوان «الدور الإنساني للمؤسسات الكويتية إقليميا ودوليا كل من إبراهيم أحمد الصالح مدير عام بيت الزكاة والدكتور هلال الساير رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي وفوزي الحنيف مدير العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وفيصل الزامل من جمعية العون المباشر وعلي الحمدان من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وكان مدير الجلسة كامل العبدالجليل مدير عام مكتبة الكويت الوطنية وفيما يلي نستعرض بشيء من التفصيل ما دار في هذا المحور.

في البداية تحدث إبراهيم الصالح مدير عام بيت الزكاة مؤكدا على الدور الرائد الذي يقوم به بيت الزكاة ليس في الكويت وحدها أو على المستوى الإقليمي بل يمتد دوره إلى قطاعات واسعة في معظم دول العالم مما أسهم في رفعة دور الكويت وإعلاء مكانتها بين الأمم وهذا ليس بغريب على الكويت قيادة وشعبا فالعمل الخيري جبلوا عليه منذ نشأة الكويت فالكويتيون سباقون إلى المساعدات الإنسانية والعمل الخيري بشكل عام وهذه فطرة في نفوسهم حتى الفقير منهم لا يتردد في المساهمة والتبرع وجميعنا يرى في كل أنحاء العالم دولا غنية ورجال أعمال كبارا وثرواتهم بالمليارات لكن لا تجد أي دور لهم في الأعمال الإنسانية والخيرية وهذه ميزة حبانا الله بها سبحانه وتعالى.

واستعرض الصالح الكثير من الأنشطة الخيرية التي قام بها بيت الزكاة خلال العام المنصرم فقط مؤكدا على الاستمرار في هذا النهج المتميز من أجل إغاثة إخواننا المنكوبين في كل مكان. وتحدث الدكتور هلال الساير رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي مشيرا إلى أن عمل جمعية الهلال الأحمر يأتي انطلاقا من المبادئ والقيم التي جبل عليها المجتمع الكويتي ومن حبه للوقوف إلى جانب الضعفاء ومساعدته للمحتاجين، مضيفا أن جمعية الهلال الأحمر الكويتية جمعية تطوعية تتمتع باستقلالها الذاتي وشخصيتها الاعتبارية وهي تعمل كهيئة مساعدة للسلطات الرسمية في الجانب الإنساني وتشمل دائرة عملها جميع محافظات الدولة كما أن الجمعية على أهبة الاستعداد دائما لمد يد العون والمساعدة إلى جميع الدول المنكوبة والشعوب المحتاج، موضحا أن الجمعية تعمل على تحقيق مبادئ حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر داخل البلاد وخارجها على أساس اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكوليها الإضافيين ومن أهدافها:

- ضمان الرعاية الاجتماعية والصحية للفئات المحتاجة والمساهمة في عمليات الإنقاذ من الكوارث وتوفير الإسعافات الأولية. - التوسط في تبادل المعلومات بين القاطنين في المناطق المحتلة وكذلك بين أسرى الحرب وذويهم وتعزيز المعلومات والاتصالات مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجمعيات الوطنية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتحدث الساير عن علاقة الجمعية مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر موضحا أشكال التعاون فيما بينها على المستوى الدولي. وذكر الساير العديد من الخدمات التي تقدمها الجمعية على المستوى المحلي من خدمات إنسانية واجتماعية، مشيرا إلى أن الجمعية تسعى بصفة مستمرة في تنظيم دورات الإسعافات الأولية للمتطوعين والمتطوعات ومبادئ الإسعاف الأولى ومبادئ كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى القانون الدولي الإنساني. ولفت الساير إلى المساعدات التي تقدمها الجمعية خارج الكويت امتدادا للبرنامج الإنساني الذي تنفذه الجمعية بتوجيهات سامية وتعبيرا عن استمرار برامج الجمعية الإنسانية للعديد من الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة الأزمات والكوارث التي اجتاحتها، معددا العديد من دول العالم في هذا الإطار. وتحدث فوزي الحنيف مدير العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية موضحا أنه تم تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عام 1962 انطلاقا من حرص دولة الكويت على محاربة الفقر والجوع وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية.

وكان لدعم ومؤازرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح دور مهم في استمرار مسيرته. استطاع الصندوق خلال هذه الفترة مد يد العون إلى 104 دول نامية في جميع أنحاء العالم، حيث وصل عدد المشاريع التي ساهم الصندوق في تمويلها منذ إنشائه وحتى يومنا هذا إلى 873 مشروعا تنمويا بلغت قيمتها حوالي 18 مليار دولار أمريكي. وغطت هذه المشاريع قطاعات اقتصادية حيوية مثل النقل والاتصالات والزراعة والري والصناعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والصحة والتعليم وبنوك التنمية وغيرها.

وبذلك ساهم الصندوق الكويتي في مد جسور الصداقة والتعاون مع عدد كبير من الدول النامية، وأبرز مكانة دولة الكويت ودورها الحيوي في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مناطق مختلفة من العالم، مما ساهم في تسمية الأمم المتحدة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا إنسانيا، وفي إعلان الكويت مركزا إنسانيا عالميا معددا المبادرات الإنسانية التي أطلقها صاحب السمو في هذا الإطار كمؤتمر المانحين الأول والثاني والمؤتمر الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع الذي استضافته الكويت في أبريل 2008 ومبادرة إنشاء صندوق الحياة الكريمة في الدول الإسلامية. وقد استفادت من هذه المبادرة الكريمة الدول الإسلامية الأشد فقرا والأقل نموا حسب تصنيف الأمم المتحدة وعددها 22 دولة.

مختتما حديثه بقوله الصندوق يقوم بإدارة المنح المقدمة من دولة الكويت التي استفادت منها 43 دولة ومنظمة عالمية بقيمة 3.7 مليار دولار أمريكي، حيث تغطي هذه المنح مشاريع في قطاعات الزراعة والإسكان ومياه الشرب والمواصلات والتعليم والصحة والطاقة والبنوك التنموية. واستعرض فيصل الزامل تجربة جمعية العون المباشر قائلا: دعمت الكويت قيام مؤسسات لاربحية تعمل خارج الكويت، وفي حالة «جمعية العون المباشر» حصلت الجمعية على رعاية سامية للعمل في أفريقيا من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي قام بمنح د. عبدالرحمن السميط، يرحمه الله جوازا دبلوماسيا، لتسهيل تنقلاته في تلك القارة.

واتسم العمل الخارجي للجمعيات الكويتية العاملة في الخارج بالحجم الكبير لنشاطاتها، أسوة بالمؤسسات العالمية غير الحكومية التي تعمل أيضا بالحجم الكبير وتميزت إدارة جمعية العون المباشر بالنظام المؤسسي الذي لا يقتصر تركيزه على الأزمات الطارئة، ولا يتأثر بتغير الأشخاص في قيادة المؤسسة. وتعمل جمعية العون في قطاعات التعليم والصحة والمياه وشؤون البيئة، وتقيم المستشفيات المتنقلة في المناطق الريفية، وهي تصنف كإحدى وسائل توفير التنمية المستدامة في الدول الأضعف في الحلقة الاقتصادية الدولية. وأضاف الزامل:

وازدادت الحاجة البشرية إلى هذا النوع من المؤسسات مع ازدياد الحروب الأهلية والنزاعات التي جعلت المنظمات غير الحكومية مقبولة بشكل جيد من قبل الأطراف المتنازعة، وبالذات المؤسسات الطبية والإغاثية، الأمر الذي فتح لها الباب واسعا لإسعاف النازحين بسبب المجاعات والحروب. واستعرض الزامل مشاركات الكويت الإنسانية عبر الصناديق التنموية العالمية وكذلك اهتمام الكويت بالتنمية في أفريقيا على المستوى الحكومي وغير الحكومي. واستعرض علي الحمدان مستشار الرقابة والتدقيق في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية قصة تأسيسها قائلا:

تعد الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية واحدة من كبريات المؤسسات العالمية في الحقل الإنساني فهي هيئة مستقلة، متعددة الأنشطة تقدم خدماتها للمحتاجين في مختلف أنحاء المعمورة من دون تمييز أو تعصب، ودون تدخل في السياسة أو الصراعات العرقية. ويعود تأسيس الهيئة إلى عام 1984م، عندما فكرت مجموعة من الدعاة وقادة الفكر والعمل الخيري خلال مؤتمر إسلامي كان منعقدا في الكويت في إنشاء مؤسسة خيرية عالمية. وكان من ضمن توصياته ضرورة جمع مليار دولار، بحيث يستثمر هذا المبلغ وينفق ريعه لمواجهة أخطر ثلاثة أشياء على الأمم والدول وهي:

«الفقر – الجهل – المرض» عبر إنشاء مؤسسة خيرية يكون شعارها «ادفع دولارا تنقذ مسلما». وحظيت الفكرة باستحسان المفكرين والعلماء ورجال الخير المجتمعين حينها، وبدأوا يتحركون باتجاه إنشاء هيئة خيرية عالمية. وكان لكوكبة من رجالات الكويت بصمات واضحة في إقامة هذا الصرح، ومن بينهم:

عبدالله المطوع، ويوسف الحجي، وأحمد الياسين، وسعد الجاسر، وعبدالرحمن السميط وغيرهم. كما كان هناك علماء أفاضل من دول مجلس التعاون الخليجي ومن مختلف أنحاء العالم، بلغ عددهم 160 شخصا تبنوا هذه الفكرة وعرضوا على الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – رحمه الله – المشروع وكان خير داعم له فأصدر مرسوما أميريا بإنشاء «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية» كمؤسسة عالمية ذات شخصية اعتبارية مقرها الكويت، ولها أن تنشئ فروعا خارج الكويت.

وهكذا جاء إنشاء الهيئة ليعطي للعمل الخيري في الكويت دفعة وانطلاقة كبيرة في ميادين الخير والعطاء الإنساني. وفي هذا الإطار واصل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمير الإنسانية دعم مشاريع الهيئة وتوجيهها إلى إغاثة المنكوبين والمشردين جراء الكوارث الطبيعية والحروب في باكستان وإندونيسيا وتركيا وسورية والصومال وموريتانيا والنيجر وبنين وإفريقيا الوسطى وغيرها الكثير. واستعرض الحمدان الكثير من المهام التي تقوم بها الهيئة في كل أنحاء العالم مؤكدا على الرسالة والقيم التي تتبناها.

 

محاضرة.. مائة عام على بداية ونشأة الخدمات البريدية في الكويت

كتب: محبوب العبدالله

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الحادية والعشرين هذا العام أقيمت على مسرح المكتبة الوطنية محاضرة «مائة عام على بداية ونشأة الخدمات البريدية في الكويت». شارك في المحاضرة رئيس الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات محمد عبدالهادي جمال ونائب رئيس الجمعية وليد مشاري السيف، وقدم المشاركين عيسى يحيى دشتي الذي قال في المقدمة إن هذه الندوة ستتناول تاريخ خدمات البريد في دولة الكويت منذ بدء الخدمة بشكل غير رسمي إلى أن بدأت الخدمة بصورة رسمية في عام 1915 مع افتتاح أول مكتب بريد، والذي لايزال موجودا حتى الآن في متحف بيت ديكسون الذي كان مقرا للمعتمد البريطاني في الكويت.

وهذه السنة 2015 هي سنة مميزة في تاريخ الكويت وفي احتفالات دولة الكويت وهي ذكرى مرور 100 عام على افتتاح أول مكتب بريد رسمي في دولة الكويت والذي تحقق بعد مطالبات طويلة امتدت لما يقارب عشر سنوات من حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح بضرورة فتح مكتب بريد بدولة الكويت، حيث كانت لديه نظرة مستقبلية لأهمية هذه الخدمة الحيوية التي ستوفر للكويت عدة أمور ترتبط بحركة الميناء والحركة التجارية وغيرها كنوع من استقلال الكويت وتأكيد وجودها الفعلي. وفي بداية حديثه قال رئيس الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات محمد عبدالهادي جمال إنه يسعدني أن أتحدث إليكم الليلة وباختصار عن تاريخ البريد في الكويت، ولأقدم فكرة ولو مقتضبة عن هذا النشاط الحيوي الذي شهدته الكويت في فترة متقدمة من تاريخها. وقد قسمت الحديث إلى جزأين: الأول ويتناول بداية النشاط البريدي في الكويت في القرن الثامن عشر، وعلاقة الكويت بشركة الهند الشرقية الإنجليزية. والثاني ويتطرق إلى تاريخ البريد الحديث في الكويت ابتداء من أوائل القرن العشرين.

الجزء الأول:

بداية النشاط البريدي في الكويت في القرن الثامن عشر: بدأ التاريخ المعروف للبريد في الكويت في منتصف القرن الثامن عشر. ويذكر التاريخ المعروف أن أول رسالة أرسلت بالبريد من الكويت إلى الخارج كانت في منتصف القرن الثامن عشر وتحديدا في عام 1750م عندما أُرسلت رسالة من الكويت إلى حلب كتبها من الكويت ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية في البصرة بتاريخ 4 مارس عام 1750م، ووجهها إلى أحد القساوسة الكاثوليك في حلب يشرح له فيها مشكلته مع الشركة التي قررت طرده من وظيفته واستبداله بممثل آخر.

وقد أرسلت هذه الرسالة حسب المؤرخ الهولندي السيد «سلوت» عبر بريد الصحراء، وهو الخط الذي تم تشغيله من الزبير إلى حلب في القرن الثامن عشر أو قبل ذلك، لنقل الرسائل والبضائع القادمة من الهند إلى إنجلترا، والتي كانت تنقلها السفن الإنجليزية من الهند إلى البصرة، ومن البصرة أو الزبير بالجمال إلى بغداد، ثم إلى حلب، ثم إلى اللاذقية، ومن هناك عبر البحر إلى أوروبا (إيطاليا أو اليونان) ثم إلى إنجلترا، وكان سبب إرسال تلك الرسالة أن مدير عام شركة الهند الشرقية الهولندية أراد عزل ممثل الشركة في البصرة السيد «كانتر» واستبداله بممثل آخر، بعد أن اتهمه باختلاس بعض الأموال من الشركة، وعندما علم السيد «كانتر» بقدوم خليفته، غادر البصرة متوجها إلى «القرين» - أو الكويت – بعيدا عن سلطة الدولة العثمانية، التي كان بإمكانها إلقاء القبض عليه وتسليمه لشركة الهند الشرقية الهولندية عند طلب الشركة ذلك.

وقد غادر السيد كانتر الكويت بعد ذلك مع إحدى القوافل المتوجهة من الكويت مباشرة إلى حلب، حيث توجه من هناك إلى مدينة الإسكندرونة ومن هناك إلى أمستردام في هولندا، وهذه الرسالة مثبتة وهي من محفوظات الأرشيف الهولندي، وتعتبر – حسب المؤرخ الهولندي السيد «سلوت» - أول رسالة معروفة تاريخيا ومدونة بأنها أرسلت من الكويت. ويشير السيد «سلوت» في تعليقه على الرسالة إلى أنها تثبت أن الكويت كانت إمارة مستقلة عن أي تأثير خارجي – سواء كان من الدولة العثمانية أو غيرها من الدول في المنطقة – منذ بداية القرن الثامن عشر. كما يؤكد أن كون الرسالة قد أرسلت في عام 1750 يؤكد أن الكويت كانت تتمتع بالاستقلالية والبعد عن النفوذ العثماني قبل ذلك التاريخ بفترة ليست بالقصيرة. وبدأت حكومة الكويت بالتفكير في استلام مسؤولية إدارة الخدمات البريدية في عام 1956، حيث اختارت عددا من الشباب الكويتي الذين تم تدريب بعضهم في مكتب البريد البريطاني في الكويت وتم إرسال البعض الآخر إلى بريطانيا وذلك تمهيدا لاستلام مسؤولية البريد الوطني في فترة لاحقة.

وفي الأول من فبراير من عام 1958م تم افتتاح مكتب البريد الوطني في الصفاة لإدارة شؤون البريد المحلي، وصدرت في تلك المناسبة مجموعة من 3 طوابع للبريد المحلي تحمل صورة المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح. وقد قام الشيخ فهد السالم الصباح الذي عين رئيسا لدائرة البريد بافتتاح مكتب البريد في حفل أقيم بتلك المناسبة. وفي حديثه أكمل نائب رئيس الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات ما ذكره رئيس الجمعية في سرد تاريخي لمسيرة الخدمات البريدية في الكويت منذ البداية ومراحل تطورها التاريخي، وركز على الدور الذي لعبه الموظفون الكويتيون بعد استلامهم إدارة البريد الوطني في الكويت، ومراحل تطور هذه الخدمة حتى اليوم.

 

المسلم يروي قصة نشأة منتدى المبدعين الجدد

كتب: شريف صالح

بالتعاون ما بين رابطة الأدباء والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أقيمت أربع ندوات ضمن أنشطة مهرجان القرين، في مقر الرابطة تحت عنوان «الإبداع الشبابي الكويتي... المسارات والإنجازات».

في الجلسة الأولى تناولت الباحثة الشابة شيخة العسعوسي التجربة الروائية لبثينة العيسى، تحت عنوان «جماليات المكان في روايات بثينة العيسى»، وأشارت في البداية إلى أهمية المكان في النص السردي، لدرجة أنه قد يكون «بطل» العمل، وقدمت تعريفا له بأنه «مكان لفظي متخيل»، أي مكان تصنعه اللغة ويختلف عن المكان الحقيقي.

وطبقت الباحثة على ثلاث روايات هي «ارتطام لم يسمع له دوي»، و«تحت أقدام الأمهات»، و«عائشة تنزل إلى العالم السفلي». وأكدت متانة العلاقة بين الشخصية، والمكان والتي تحمل طابع التأثير والتأثر، فمثلا عندما تكون الشخصية في قمة سعادتها أو إحباطها تعكس ذلك على المكان. ورأت أن الفضاء المفتوح لعب دورا بارزا في «ارتطام لم يسمع له دوي»، حيث تسافر البطلة إلى السويد للمشاركة في مسابقة عالمية للأحياء... وهذا الاختيار يشير إلى رمزية الحياة والحرية والانفتاح على الآخر. أما في رواية «تحت أقدام الأمهات» فإن إيقاع المكان يتشكل وفقا لحركة الشخصيات، ونراه كيف يتبدل ليصبح كالبيت المهجور، تعبيرا عن مشاعر الحزن والإحباط... ثم تنقلب الآية حين تدب فيه الحياة مرة أخرى. وأخيرا في رواية «عائشة تنزل إلى العالم السفلي» تشير الباحثة إلى تكرار مفردة «الغرفة»، بوصفها مكانا للبطلة «عائشة» التي لم تجرؤ على مجابهة الحياة. وبرغم إمعانها في مديح الموت فإن الرغبة في الحياة تعتريها. لتختم الباحثة بالتأكيد على أن للمكان دورا رئيسيا في البناء الروائي لدى بثينة العيسى، كأنه شخصية في حد ذاته.

ست تجارب

في الجلسة الثانية تطرق د. عبد السميع الأحمد إلى دور منتدى المبدعين واحتضانه للمواهب الكويتية والعربية الشابة، وعقد جلسات المناقشة كل يوم اثنين، وإقامة دورات في فنون الكتابة، إضافة إلى إصدار سلسلة «إشراقات». وفي الشق الثاني من ورقته ناقش ست تجارب قصصية شابة نشرت أعمالها في تلك السلسلة وهي: روان الجسمي «نجمك اليوم»، سارة البلوشي «الجدار»، طيف العبدان «غصة العزة»، غدير المطيري «كوب من الغربة»، فدوى الطويل «إهداء إلى اللاإنسانية»، ويوسف ماجد الذي قدم مونودراما قصصية.

وأكد الأحمد تميز هذه التجارب على مستوى البناء والفكرة وأن أصحابها ينتظرهم مستقبل مشرق. لكن في مداخلتها أبدت الروائية ليلى عثمان تحفظها على إسرافه في الإشادة بتجارب شباب مازالوا يخطون خطواتهم الأولى. وتحت عنوان «الإبداع الشبابي في الأدب الكويتي: القصة نموذجا» قدم الناقد فهد الهندال ورقة تطرق فيها بالتحليل لعنوان الندوة، كما أكد أن المشهد القصصي في الكويت هو الأخ الأكبر للفنون السردية... من حيث بداياته واتساعه، وامتداده. وأشار إلى بروز أسماء كثيرة في المشهد القصصي استفادت من خبرة المؤسسين، وإلى دور الورش والمنتديات والتحفيز بالجوائز، مثل جائزة ليلى العثمان وجائزة الشيخة باسمة المبارك.

كما ذكر الهندال أن المواضيع اتسمت بالتنوع ما بين الاشتباك مع الذات والآخر، والقضايا المجتمعية، والهوية والانتماء والبوح العاطفي. وختم ورقته بالتركيز على مجموعة من الملاحظات المهمة، منها ضرورة التفريق بين القصة والخاطرة وكتابة اليوميات، وإدراج فن القصة في المناهج التعليمية، والتصدي لظاهرة اللهجة المحكية، وغيرها. مسيرة شمس خصصت الجلسة الثالثة لشهادة الروائية الشابة هديل الحساوي تحت عنوان «مسيرة شمس»، وقدمتها الكاتبة الشابة نورا بوغيث. بدأت الحساوي شهادتها بالقول: «وداعا للطرق المعبدة، وداعا لإشارات المرور، عليّ أن أتخذ دربي عبر الغابة، عليّ أن أكون شقيا».

وهو استهلال مأخوذ من نص للشاعر منذر مصري. وأضافت: لا أعرف كيف لي أن أستهل الحديث حول الكتابة؟ كيف أبدأ حديثا حول نفسي وفعل الكتابة بوصفها حدثا خاصا وغريبا وطقسيا؟ ثم طرحت ما يشبه الأسئلة على ذاتها، وأجابت عنها وفق عدة محاور أولها «البدايات»، وعن ذلك تقول: «بدأت على ثلاث مراحل لم تر النور في مرحلة الثانوية، ثم فجأة كان النص في الجامعة على شكل قصص قصيرة. ولأكتب قصصا قصيرة يومها امتلأت مكتبتي بأنواع الدراسات النقدية والتعريف بالقصة كلها». ثم تساءلت ما الكتابة؟ وأجابت:

«الكتابة هي ذلك الألم الذي لا مبرر له، الاختناق الزائد بالأكسجين، أن تعيش وتتنفس وتكون وحيدا». وتحت عنوان «أنا أكتب» قالت: «هنالك في انعزالك أنت مطمئن غير خائف، وحيد كذئب قاسم، تتنشق العطر في كهفك كقاتل زوسكند».

وفي الختام طرحت سؤالها الأخير: ما الذي منحتني إياه الكتابة؟ وقالت: «منحتني الحرية والخلود. تجربة التخفي وراء جدار من الأبطال والأحداث والشخصيات». منتدى المبدعين الجدد وناقشت الجلسة الرابعة والأخيرة تجربة «منتدى المبدعين الجدد» من خلال ورقتين: الأولى للكاتب وليد المسلم، الذي تتطرق إلى ولادة الفكرة من خلال دردشة بينه وبين الأمين العام للرابطة عام 2001، عبدالله خلف، الذي أشار إلى تحمس الشيخة باسمة للتبرع بمبلغ مالي لمشروع ثقافي تديره الرابطة، وفق ما قالته الروائية ليلى محمد صالح. فاقترح المسلم إنشاء منتدى للمبدعين الجدد، وتم اللقاء مع الشيخة باسمة بحضور عبدالله خلف وليلى محمد صالح وحمد الحمد والمسلم نفسه.

وتشكل أول مجلس إدارة من: عبدالله خلف رئيسا، وخالد الشايجي أمينا للسر، وحمد الحمد أمينا للصندوق، وعضوية سليمان الخليفي، وسالم خداده، وعبدالعزيز الرشيد، ووليد المسلم. وبدأ المنتدى يعقد جلساته كل ثلاثاء بحضور أعضاء الرابطة ومؤسسيها، واختتم أول موسم في يونيو 2001 باحتفالية جماهيرية كبيرة.

وكان من أهم أهدافه ضم المواهب الأدبية، وإقامة الأمسيات، وتسهيل نشر النصوص، والاحتكاك مع المخضرمين، واستضافة الشخصيات الأدبية، وإقامة مسابقة سنوية تحمل اسم الشيخة باسمة الصباح. أما الشاعر سالم الرميضي فتناول في ورقته عدة محاور تتعلق بطبيعة المنتدى ومتى تأسس ودور مديره، وأشار إلى وجوده في المنتدى منذ العام 2007 إلى أن أصبح رئيسا له عام 2011. كما تتطرق إلى مشاركة أعضاء المنتدى في العديد من الأمسيات والمهرجانات الكويتية والعربية، ومن هؤلاء: عبدالله الفيلكاوي، ووضحة الحساوي، وطلال الخضر، وعبد الله العنزي.

وأيضا حصل الأعضاء على جوائز عديدة في مسابقات الهيئة العامة للشباب والرياضة والجامعة ونادي الفتاة وغيرها. واختتم الرميضي بالتذكير بمجموعة من الإصدارات المطبوعة لأعضاء المنتدى منها رواية «اغتراب» لـ روان الجسمي، وغرفة مغلقة لـ ندى الأحمد، و«الحب إلى أين» لـ مريم الموسوي.

 

محاضرة ألقاها بوخمسين في مركز الأمريكاني الثقافي

«فوكو وسعيد.. تناول مشترك للاستشراق» «فوكو وسعيد تناول مشترك للاستشراق»

كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور منصور بو خمسين المتخصص في تاريخ أوروبا الحديث منذ 1789م والعضو في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في مركز الأمريكاني الثقافي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي وبرنامج دار الآثار الإسلامية الثقافي الـ 20. قدم المحاضرة وأدار حولها الحوار أحمد خاجة عضو اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار.

بدأ المحاضر قائلا: الاستشراق موضوع مثير لجدل واسع، وكان هدفا للنقد والتحليل، وإعادة التفسير، ومن أكثر المقاربات المهمة حول الاستشراق ما قدمها إدوارد سعيد الذي بنى تقييمه على قراءاته لميشيل فوكو وكتابه عن التطور الفكري لأوروبا في العصر الحديث، واعتبر سعيد أن جهود العلماء الذين درسوا، وحققوا، وكتبوا عن الشرق هي امتداد للظاهرة التي وصفها «فوكو» باعتبار انها وصف وتصنيف وتنظيم العناصر الخاصة بالشرق كوسيلة لإضفاء النظام والترتيب لمنطقة غير منظمة وملغزة من العالم، وكان ذلك مقدمة لتحويل الهيمنة الفكرية إلى سيطرة مادية ملموسة.

وتتطرق المحاضرة لهذه القضايا وتقدم أمثلة، وتشرح آراء ومقاربات كل من ادوارد سعيد و فوكو. يذكر أن الدكتور منصور بو خمسين متخصص في تاريخ أوروبا الحديث منذ 1789م وهو عضو حاليا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كما أنه رئيس مجلس ادارة وعضو مجلس إدارة منتدب لشركة الطاقة الكويتية، وهو مؤلف بارز، آخر مؤلفاته عن العلاقات الفرنسية الجزائرية عام 1830 (تم الطبع) بالإضافة إلى أنه عضو في مجلس تحرير «مجلة ثقافة العالم» ولجنة التعاون الكويتية اليابانية.

 

أقيمت في مسرح متحف الكويت الوطني بحضور جماهيري كبير

ليلة طربية لـ «ريما خشيش»

تواصلت الفعاليات المتنوعة ما بين الليالي الموسيقية والغنائية والثقافية في مهرجان القرين الثقافي، بدورته الحادية والعشرين، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي تستمر إلى الرابع والعشرين من الشهر الحالي، حيث أقيمت ليلة غنائية طربية لفرقة ريما خشيش، وذلك على خشبة مسرح متحف الكويت الوطني. حضر الحفل المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إضافة إلى حشد جماهيري كبير ونخبة من الشخصيات الديبلوماسية والاجتماعية.

صوت طربي

بصوت هادئ مفعم بالأحاسيس الطربية، متناغم مع المعزوفات الموسيقية مع فرقتها، انطلقت ريما خشيش في الحفل بين الموشحات والأغاني الرومانسية، أبرزت خشيش موهبتها خلال مساحات طبقات صوتها الطربي، عبر أحاسيس دافئة، أشعلت خلالها تفاعل وانسجام الحضور، في لوحات غنائية طرزها الشجن العذب، في أداء طربي ومسرحي ممتع ورفيع. غنت خشيش في البداية «يا ليل» التي اتسمت بطابعها الكلاسيكي، رحبت بالحضور قائلة: «سعيدة جدا للمشاركة في مهرجان القرين الثقافي، وهذه هي المرة الأولى التي أغني بها في دولة الكويت»، ثم عرفت الحضور بأعضاء الفرقة الموسيقية التي ضمت كلا من أنطوان خليفة (كمان)، عفيف مرهج (عود)، أنطوان ديب (أكورديون)، رائد الخازن (غيتار)، رودولف فيلدر (كونترباص)، سلمان بعلبكي (رق)، مارون أبو سمرا (إيقاع).

«حرم النوم» قدمت خشيش أغنية بعنوان «حرم النوم» من كلمات وألحان فؤاد عبدالمجيد، عاش الحضور مع كلماتها الجميلة العذبة: حرم النوم علينا وغفا ورمانا في هواه ثم جفا يا غزالا، زاد حسنك يا رشا كف سيف اللحاظ أو كن رائفا في وِدادي لك بالشوق الذي في فؤادي لا تدعني للجوى لست أرضى عن زماني ما خلا ما سقانا كاسه حلو الصفا

روائع الموشحات

واصلت خشيش وصلاتها الطربية مع موشح «سل فينا» للموسيقار الكبير سيد درويش، قدمت من ألبومها الغنائي أغنية «فلك» عبر لوحة غنائية رومانسية عذبة انسجم معها الحضور، لتغني من الموشحات القديمة «يا من لعبت به الشمول»، الذي غناه الكثير من المطربين في العالم العربي:

يا من لعبت به الشمول ما ألطف هذه الشمائل «شد الحزام» صدح صوت خشيش مع الطرب مع أغنية «بكفيني»، لتعود مجددا إلى الموشحات العربية الأصيلة مع موشح «لا تياه» من كلمات وألحان فؤاد عبدالمجيد، تسلسل صوت خشيش العذب إلى الأحاسيس الدافئة مع روائع الموسيقار الكبير سيد درويش بأغنية «شد الحزام» من كلمات بديع خيري وهي من الفلكلور القديم، التي تميزت بكلماتها وطابعها الغنائي الشعبي.

أغاني الألبوم

قدمت خشيش من ألبومها الغنائي «فلك» أغنية «حفلة ترف»، كلمات وألحان ربيع مروة، لتغني من روائع الطرب العربي الأصيل موشح «رماني بسهم هواه»، لتغني موشح «جاني»، اختتمت خشيش ليلتها الطربية بأغنية «عشقت مها»، كلمات وألحان فؤاد عبدالمجيد، اتسمت كلماتها بالعذوبة والرومانسية والدفء:

عشقت مها لحظها اسمها فؤادي لها والنهي مالكها ثناها زهي بكرة ضمها بحسن يحير حسادها فناديتها بصبر وهي فزادت دلالا على صدها انطلاقة عربية وعالمية الفنانة ريما خشيش، ولدت في العام 1974 في الخيام في جنوب لبنان، بدأت مسيرتها الفنية في عمر الثامنة، حيث شاركت في برنامج الهواة «ليالي لبنان»، وانضمت إلى فرقة بيروت للموسيقى العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب، حيث قدمت الموشحات والأدوار القديمة بإطار حفلات في لبنان والعالم العربي وأوروبا، قدمت حشيش أيضا مختارات من الأغاني التراثية العربية القديمة في عديد من الحفلات في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

احتراف الغناء

احترفت الغناء العربي الكلاسيكي، وحازت الميدالية البرونزية في مهرجان بنزرت لأغنية حوض البحر الأبيض المتوسط في تونس العام 1985، والدها كامل خشيش عازف قانون، في العام 2011 أصدرت خشيش أسطوانة «من سحر عيونك» وتضمن أغاني لصباح باللهجتين المصرية واللبنانية من حقبة خمسينيات وستينيات القرن الفائت، وهي المرحلة الذهبية في مسيرة صباح السينمائية في القاهرة وبعدها في بيروت. ومن بين الأغاني «من سحر عيونك» التي حملت عنوان الاسطوانة، تضمنت أيضا ثلاث أغان وضع ألحانها فريد الأطرش، من بينها «حبيبة أمها» من فيلم «ليالي دافئة» (1962)، و«أحبك ياني» و«كاويني يا علي» من فيلم «ازاي أنساك» (1955)، كما أطلقت ألبوما غنائيا بعنوان «هوا».

تعليم الغناء

تعلم خشيش حاليا الغناء الشرقي في المعهد الموسيقي الوطني العالي اللبناني للموسيقى، وتدعى سنويا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تقوم بتدريس الصوت والغناء العربي الكلاسيكي في كلية (ماونت هوليوك)، من أهم أغاني خشيش (بساط الريح، موشح حبي زرني، كيفك يا حب، موشح لاه تياه، سليمى، الشيطان، بكفيني، ما بعرف قول، موشح عاطني بكر).

 

ضمن أيام السينما الجزائرية

«دورية نحو الشرق» .. حرب المجاهدين ضد المستعمِر

د. خلود النجار: لا تمكن معرفة شعب دون محاولة فهم فنونه

الأكحل العربي: السينما الجزائرية مرت بثلاث مراحل أولاها حرب التحرير

السفير الجزائري: مساعدات كبيرة قدمتها الكويت للجزائر إبان الاستعمار

كتب: محبوب العبدالله

عرض الفيلم الجزائري «دورية نحو الشرق»، للمخرج الجزائري عمار العسكري، بحضور سفير دولة الجزائر لدى الكويت عريف خميسي، وذلك بمجمع ليلى جاليري. قدمت الأمسية د. خلود النجار والمخرج والمنتج الجزائري الأكحل العربي. في البداية، قالت د. النجار: «لا تمكن معرفة شعب دون محاولة فهم فنونه من سينما وموسيقى وأدب، والسينما الجزائرية مميزة بواقعيتها وتأثرها في بداياتها بالسينما الفرنسية». وتحدث المخرج الجزائري الأكحل العربي قائلا: «أنا سعيد بوجودي في الكويت للمرة الثانية، وقد امتدت معرفتنا في الجزائر بالكويت منذ السبعينيات، من خلال مجلة «العربي» التي كانت همزة الوصل، وقبل الفيلم أشير إلى أن السينما الجزائرية مرت بثلاث مراحل، أولها مرحلة حرب التحرير، والثانية مرحلة البناء والاستقلال، والثالثة مرحلة ما بعد العشرية السوداء من العام 1991 حتى العام 2001».

جهاد

«دورية نحو الشرق» فيلم يقدم مجموعة من المجاهدين يحملون السلاح ويمرون على المناطق التي جعلها الاستعمار الفرنسي محرمة، فتقوم الدورية بتنفيذ عمليات نوعية ضد مدرعات وعربات العدو، على الرغم من قلة المعدات والأسلحة التقليدية، بينما العدو يمتلك الطائرات والمدافع المتطورة، ويصور تضافر الشعب الجزائري بطوائفه، حيث يأوي المجاهدون إلى بيوتهم، وتقوم النسوة بإعداد الخبز لهم، بينما يأخذون قسطا من الراحة. في إحدى عمليات تحرير المزارعين البسطاء الذين أخذهم المستعمر كأسرى مربوطين في الخيل يتم تحريرهم في واحد من أهم مشاهد الفيلم، فنرى الخيل تنطلق بالمزارعين والمجاهدين في تعبير عن الحرية. يحاول المجاهدون عبور الأسلاك الشائكة بصحبة أسير فرنسي فيستشهدون جميعا. من ناحية أخرى، تحدث السفير الجزائري عريف خميسي بقوله: «مبادرة طيبة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يقيم أياما للسينما الجزائرية ضمن مهرجانه». وأضاف:

«الفيلم طبيعته ثورية يحكي عن إحدى ملاحم ثورة نوفمبر المجيدة، ونال عدة جوائز وشهرة تخطت حدود الجزائر». ولفت خميسي إلى أن مساعدات دولة الكويت كانت كبيرة، خاصة الدعم المادي للثوار في تلك الفترة، واستمر هذا الدعم حتى بعد التحرير، بعد استعمار دام 100 عام. وأشار إلى التعاون المثمر بين الكويت والجزائر على كل الأصعدة، وإلى الصداقة المتينة التي تجمع حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس الجزائر. وأكد السفير الجزائري أن هناك لجنة كويتية - جزائرية مشتركة تجتمع لبحث تطوير سبل التعاون الاقتصادي والثقافي والفني، معتمدة 34 نصا قانونيا للتعاون في مختلف المجالات.

 

الدويش: نسعى إلى غرس مفاهيم المحافظة على الآثار الدويش مفتتحا دورة «آثارنا في عيون الطفل»

افتتح مدير إدارة الآثار والمتاحف سلطان الدويش صباح الأربعاء الماضي دورة «آثارنا في عيون الطفل»، وهي تهدف إلى تثقيف الأطفال وتوعيتهم بضرورة المحافظة على الآثار وغرس القيم الوطنية فيما يتعلق بحماية التراث الثقافي، وتنمية الوعي لدى الأطفال عن مدى أهمية الآثار، بالإضافة إلى خلق جيل جديد لديه حس وتقدير للثقافة وأهميتها، وزرع أسس حب التراث الحضاري والمحافظة عليه، إلى جانب التعرف على القطع الأثرية وأهميتها والسبل المثلى للتعامل معها. وقال الدويش عقب الافتتاح:

«إن من الضروري اليوم الاهتمام بالفئة العمرية الصغيرة لغرس قيم ومفاهيم تتعلق بالمحافظة على الآثار منذ الصغر، وقد أدركت الكثير من الدول اليوم أن السبيل الأمثل لتنمية الوعي الثقافي يبدأ بالصغار والناشئة وذلك بتضمين المناهج التعليمية ببعض الدروس والمفاهيم المتعلقة بالآثار»، موضحا أن «الترميم يعتبر من المراحل النهائية للعمل الأثري، إذ يهدف إلى التعرف على الشكل النهائي للقطع ويحافظ عليها من التلف، وتحفز معالجة الآثار على الإبداع وتعلم الصبر، وفي حياتنا اليومية تؤدي إلى مزيد من احترام المنتجات الثقافية، فالكويت تمتلك رصيدا كافيا من المواقع الأثرية الموغلة في القدم، فقد بدأت فيها الحضارة منذ عصور ما قبل التاريخ، واستمرت إلى الوقت الحاضر، فكل شبر من أرض الكويت يضم في ترابه آثارا شاهدة على استيطان هذه الأرض».

Happy Wheels