النشرة السابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السابعة

 

مهرجان «القرين»... والرؤية الكويتية

 

مهرجان القرين في كل دورة من دوراته يسعى إلى تقديم كل ما يرقى إلى مستوى الإبداع والثقافة والفكر والفنون في الكويت، ويقترب إلى درجة الالتقاء المباشر مع مختلف الثقافات والأفكار والرؤى الخليجية والعربية والعالمية، وهذه المفاهيم ترتكز عليها الرؤية الكويتية التي تنفتح على العالم بشموليته، وهو في حقيقية الأمر انفتاح انتقائي، بمعنى أننا ننتقي كل ما هو مفيد وقابل للتطبيق في مجتمعاتنا، مع نبذ ما لا يصلح.
والمهرجان في مسيرته الـ26 جاء متوافقا كل التوافق مع الرؤية الكويتية، التي تجنح إلى التجديد والأخذ بالأسباب العلمية الحديثة في مسألة التطوير والنهوض بالثقافة والفنون والفكر في مستوياته المختلفة، كما أنه استعان واستند إلى الأصالة التي تربينا عليها، تلك التي أسسها الأولون من خلال أفكارهم وقناعاتهم، وهي الأصالة التي أسهمت في استتباب الأمن والسلام الداخلي في نفوس كل أفراد المجتمع الكويتي، واستقرار الخير في القلوب، وهذه الأمور بكل تأكيد قد انعكست إيجابا على كل الأجيال المتلاحقة التي توارثت هذه المبادئ وعملت بها.
فلقد راعينا في فعاليات المهرجان أن يتضمن جدولا شاملا وجامعا لكل ما يسهم بشكل خلاق في تغذية النفوس والعقول وحتى القلوب بكل ما يفيد الإنسان، ويؤسس للمجتمع تطلعاته في مسألة التثقيف والمعرفة. وبالتالي حظيت تلك الفعاليات بمعارض الكتب التي انتقلنا بها إلى بعض المجمعات المشهورة في الكويت، وذلك لأن هذه الفكرة وجدت استحسانا جماهيريا متميزا.
كما سعدنا - مثلما سعد الجمهور - بتكريم شخصية المهرجان الشاعر الكبير عبدالعزيز سعود البابطين، الذي يعمل - من خلال مؤسسته الثقافية المنتشرة بأنشطتها وفعالياتها في مختلف بلدان العالم - على نشر رسائل السلام والحب والثقافة، وهذه المبادرة الطيبة من البابطين تعد من الأعمال التي يستحق عليها الإشادة، التي بالفعل حصل عليها ليس من بلده الكويت فحسب، بل من بلدان عربية وأجنبية عدة.
وتشرفنا كذلك بتكريم أبناء الكويت المبدعين الذين حصلوا بجدارة على جوائز الدول التقديرية والتشجيعية، في احتفالية تليق بهم وبمجهوداتهم الكبيرة في إثراء الساحة الثقافية والأدبية والفنية الكويتية بالإنتاج المتميز والمبدع.
ثم استمتعنا بحضور الفعاليات الأخرى... أمسيات وعروض مسرحية وسينمائية ومعارض فنون تشكيلية، وورش عمل للكبار والأطفال والناشئة، بالإضافة إلى معرض مجلة العربي، الذي رأينا فيه تاريخا طويلا من العطاء، وسعدنا كذلك بالندوة الرئيسية التي ارتكزت على الأدب الكويتي شعرا وقصة قصيرة ورواية ومسرحا، وتعرفنا من خلالها على الريادة الكويتية التي تحققت في هذه المجالات.
فعاليات كثيرة كانت فيها مسائل الثقافة والفنون والفكر والأدب هي الأكثر بروزا، لأننا نعرف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن العصر الذي نحن بصدده يتطلب منا مزيدا من الجهد والعمل في هذه الاتجاهات، وهذه مسؤولية نرجو أن نكون موفقين في حملها، من أجل الكويت.. وطننا العزيز على قلوبنا جميعا.
وفي الختام... نقول لكم إلى لقاء مرتقب إن شاء الله مع دورة جديدة من دورات مهرجان القرين الثقافي.
الأمين العام
كامل سليمان العبدالجليل


يُكرَّم الليلة في ختـام «القريـن» في حفـل بقيـــادة المايستـــرو د.أحـــمد حمدان الحربي
يوسف ناصر.. شاعر يختـرق الوجدان

 

تعاونت مع ملحنين ومطربين ربطتني معهم ذكريات لا تزال راسخة في الذاكرة

فخور بتكريمي من خلال مجموعة من الأعمال الغنائية التي أعتز بها جميعا

كتب: حافظ الشمري
بعد 18 يوما حافلة بالفعاليات الفنية والثقافية، تختتم فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26 مساء اليوم السبت بحفل فني يشهد تكريم الشاعر الغنائي الكبير يوسف ناصر، حيث تقدم الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد حمدان الحربي مجموعة متنوعة من أعماله الغنائية ذات البصمات الفنية الخالدة في تاريخ الأغنية الكويتية والخليجية.
يشتمل حفل الختــام على تقديـم 11 أغنيـــة مـن أغنياتـــه وهي «مــدلي» ويؤديها الكورال، و«فارس أحلامي» تلحين راشد الخضر وتؤديها ولاء الصراف التي تؤدي أيضا أغنية «ما نسيناه» تلحين عبدالرحمن البعيجان، ويغني الفنان حمد القطان أغنيتين الأولى «آه يالاسمر» تلحين مصطفى العوضي و«الوجه الصبوحي» تلحين راشد الخضر، ويشدو الفنان علي عبدالله بأغنيتين هما «انت معاي» تلحين د.عبدالرب ادريس و«غاب بدري» تلحين عبدالرحمن البعيجان، وتغني الفنانة فطومة أغنيتين هما «نورت» تلحين راشد الخضر و«تحريتك» تلحين يوسف ناصر، ويختتم الحفل بأغنيتين من أداء والحان الفنان محمد البلوشي هما «حبيبي» و«دار الهوى شامي».

مهرجان عريق
وتحدث الشاعر ناصر عن هذا التكريم قائلا: «أشعر بالسعادة التي تغمرني بأن أكرم في هذا المهرجان الثقافي العريق في الكويت والخليج والوطن العربي، فمهرجان القرين الثقافي يعتبر منارة ثقافية هامة وبارزة، وفخور بأن يحتفل المهرجان بتكريمي من خلال مجموعة من الأعمال الغنائية التي أعتز بها جميعا، وجمعتني مع نخبة من رفاق الدرب من الملحنين والمطربين الذين ربطتني معهم ذكريات لاتزال راسخة في الذاكرة».
وثمن ناصر دور وجهود كل من قام وسعى للعمل على تكريمه ممثلا في القائمين على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الرئيس وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري، والأمين العام كامل العبد الجليل، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الانصاري.
وأشار ناصر إلى أن الاحتفاء به وتقديم كوكبة من أعماله الغنائية الوطنية والعاطفية والرياضية في مهرجان القرين الثقافي أمر يُشعرانه بالاعتزاز والفخر، كون اسمه كشاعر سوف يسجل ويوثق في تاريخ هذا المهرجان الثقافي الكبير.
الجدير بالذكر أن الشاعر القدير يوسف ناصر يعتبر من مؤسسي الأغنية الكويتية، وقد استطاع عبر مشواره الفني الطويل أن يرسخ بصمته كقامة فنية شامخة في مسيرة الأغنية الكويتية عبر أجيالها، وقد امتلك موهبة شعرية فذة، جعلته في طليعة الشعراء عبر تاريخ الأغنية الكويتية، وله سجل حافل بالأغنيات الناجحة بأصوات مطربين في الكويت والخليج والجزيرة العربية، سواء الكبار منهم أو الشباب، حيث تميزت أشعاره بحلاوة الكلمة الصادقة التي تخترق الوجدان وتجذب المستمعين بأسلوبه الخاص وبمفرداته الراقية، مما قد أثرى المكتبة الإذاعية الكويتية بأغنيات رائعة، وجمع بين كتابة الشعر والتلحين في فترة معينة من مشواره الفني، عندما كان يجيد العزف على آلتي «العود» و«الكمان»، حيث لحن عدة أعمال غنائية وطنية لعدد من المطربين.
وتعود الانطلاقة الحقيقية للشاعر يوسف ناصر إلى نقطة التحول في مسيرته الفنية الطويلة التي كانت في العام 1963 عندما كتب أغنية «متى يا حبيب الروح» التي لحنها وغناها عبدالحميد السيد، وأغنية «يا قمر محلي ضياك» التي لحنها أحمد باقر، وتعاون مع نخبة من رواد الأغنية الكويتية مثل عوض دوخي، وسعد الراشد ومصطفى أحمد وحسين جاسم وصالح الحريبي ومحمد البلوشي ومحمد عبده ويوسف المهنا وغيرهم.
وفي مرحلة ما بين أوائل السبعينيات ومنتصف الثمانينيات، التقى عبدالرحمن البعيجان وعبدالكريم عبدالقادر، حينها كان يجمعهم مجلس واحد تسوده الألفة والتقارب الروحي والبساطة والحميمية، وكان التنافس الشريف في الوسط الفني على أشده، إذ قدم معهما أروع ما كتبه وحلق بعيدا في إبداعاته وبلغ قمة النضوج، فأثرى الساحة الفنية بأغان جميلة مثل «تعيش وتسلم»، «بالهون عليه بالهون»، «جاني يشتكي»، «ما نسيناه»، «وين مرساك»، «غاب بدري» و«الفرحة طابت»، وغيرها من النتاجات التي راح من خلالها يتعاون مع جميع نجوم الأغنية في الكويت ودول مجلس التعاون ليتم ترسيخه كواحد من أهم شعراء الأغنية في المنطقة، وقدم الشاعر يوسف ناصر خلال مسيرته الفنية الطويلة ثلاثة دواوين شعرية هي «عذاري»، «رشف العطاشا»، و«أطياف عذاري».


احتفال بإهداء أسرة الفنان الراحل مكتبته السمعية والبصرية وتدشين كتابه

عبدالحسين عبدالرضا.. الأسطورة

 

العبد الجليل: عبدالحسين هو الهرم الرائد والعلَم المؤسس للمسرح في الكويت والخليج العربي

د. بشار عبد الحسين: نقوم بإهداء المكتبة الوطنية جزءا من أرشيف الوالد لتكون جزءا من أرشيف الكويت

كتبت: فضة المعيلي
احتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإطلاق كتاب «الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا» لمؤلفه د. عيسى دشتي، وإهداء أسرة الفنان الراحل مكتبته السمعية والبصرية لمكتبة الكويت الوطنية، وافتتاح المعرض المصاحب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26 بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبد الجليل، والدكتور بشار عبدالحسين عبدالرضا نجل الفنان الراحل، وعائلته وأقاربه وجمع كبير من الفنانين تتقدمهم الفنانة القديرة مريم الصالح، والكاتبة عواطف البدر، والفنان داود حسين، والفنان أحمد السلمان، وغيرهم.
الدور الكبير
وبهذه المناسبة تحدث الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبد الجليل وقال: «يطيب لي، وبالإنابة عن جميع العاملين في الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن أكون معكم في هذه الأمسية المتميزة، ويشرفني أن ألتقيكم مع أشخاص أعزاء علينا جميعا، وهم أسرة الفقيد الغالي ابن الكويت وسفيرِها في الفن والإبداع الفنان عبدالحسين عبدالرضا (رحمه الله) الهرمِ الرائدِ والعلمِ المؤسسِ للمسرح في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وصاحبِ الدور الكبير في إثراء الحركة الفنية في دولة الكويت لما يزيد على نصف قرن من الزمن».
وأكد العبد الجليل في كلمته أن مسيرة الفنان الراحل ودوره التنويري في عرض قضايا المجتمع المحلية والعربية جعلاه بحق سفيرا فنيا لدولة الكويت لدى الشعوب الأخرى من خلال ما أبدعه من مسرحيات وأعمال تلفزيونية وسينمائية وإذاعية إلى جانب كونه كاتبا ومخرجا وممثلا ورائدا في الكوميديا الناقدة الهادفة».
وتابع العبد الجليل: «إنه لحدثٌ سار أن تهدي أسرة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مقتنيات مكتبة الفنان الكبير السمعية والبصرية، لتكون جزءا من محتويات مكتبة الكويت الوطنية، ولتوفر فرصة نادرة للجميع للاطلاع عليها والاستفادة منها في العديد من الأغراض، سواء الفنية أو البحثية نظرا لما تحتويه هذه المقتنيات من قيمة وأهمية في توثيق تطور المجتمع الكويتي من نواحٍ فنية وثقافية متقنة الإنتاج والجودة. وتأتي هذه المبادرة الكريمة من ذوي فقيد الكويت الغالي (يرحمه الله) كرد على الدعم والرعاية اللذين توليهما الدولة ممثلة في قيادتها السياسية الرشيدة للمؤسسات الثقافية والفنية الكويتية للنهوض بدورها في عملية التنمية المستدامة، إيمانا بدور الفن في ترسيخ بناء التطور الحضاري».
حافلة بالعطاء
وبين العبد الجليل «لقد عمل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب طوال سنوات مضت على رد جزء من جميل هذا الفنان القامة، والذي يستحق بجدارة لقبَ سفير الفن، وهي محاولات واجتهادات قد لا تكافئ عطاءه الوفير ومقامه الرفيع، فقد تم منحه جائزة الدولة التقديرية في العام 2005، وأُطلق اسمه على مسرح السالمية تخليدا لتاريخه الفني وتاريخ رفاقه من الرموز الفنية الكويتية القديرة. كما تم تخصيص منارة ثقافية باسمه في إحدى دورات مهرجان القرين الثقافي تقديرا لمسيرته الفنية. وفي مجال التوثيق الأدبي لمسيرة الفنان الكبير الحافلة بالعطاء المتدفق أصدر المجلس كتابين عن حياته وإنجازاته، الأول بعنوان «عبدالحسين عبدالرضا.. الأيقونة» لمعده عبد الستار ناجي والذي صدر في العام 2016 تزامنا مع احتفالية تسمية مسرح السالمية باسمه الكريم، والثاني بعنوان «الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا في الصحافة» لمعده عيسى دشتي، وهو الكتاب الذي نحتفل اليوم بتدشينه. ولن يقف المجلس عند هذا الحد، بل سيحرص على متابعة محطات تكريمية أخرى لمسيرة هذا الفنان المبدع، وسيعمل المجلس في القادم من الزمن على العناية بتراثه الفني العريض بكل الطرق التي تُعزز الحفاظ على تاريخه ومسيرته الفنية، والتي هي مسيرة الفن في دولة الكويت».
تجدد الذكريات
من جانبه قال نجل الفنان الراحل د. بشار عبدالحسين عبدالرضا في كلمته: إن «هذه المناسبة تجدد ذكريات مع فخري وفخر أبنائي وأسرتي بوالدي عبدالحسين عبدالرضا واليوم نقوم بإهداء المكتبة الوطنية جزءا من أرشيف الوالد لتكون جزءا من أرشيف الكويت»، وتقدم بالشكر للمجلس الوطني على قبول الهدية. كما أشاد بالجهد الذي قام به مؤلف الكتاب وتوثيقه لمسيرة 55 عاما من حياة والده الراحل معربا عن سعادته بالوقوف على منصة تحمل اسم والده.
مرجع شامل
بعد ذلك ألقى د. عيسى دشتي كلمته وقال: «يسعدني اليوم أن أقف أمامكم لأعلن لكم صدور كتابي الجديد «الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا في الصحافة» الذي قمت بجمعه وإعداده منذ نهاية العام 2015، ويعتبر هذا الكتاب هو الكتاب الـ 18 الذي قمت بإعداده، حيث إن الهدف من إعداد هذا الكتاب هو أن يكون المرجع الشامل للمسيرة الفنية للفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، والتي قاربت الـ 55 عاما من العطاء غير المحدود».
وتابع: «فمع اليوم الأول الذي عرضت فيه فكرة هذا الكتاب على الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله، وما لقيه منه من تشجيع وترحيب ودعم، أصبحت أمام تحد كبير في جمع كل ما يتعلق عنه، من لقاءات وأخبار صحافية بالصحافة المحلية والعربية، فقد تطلب العمل على إعداد وجمع وتصنيف وأرشفة مواد هذا الكتاب جهدا كبيرا ومتواصلا وعملية بحث متعبة حتى يظهر بهذا الشكل، فقد بذلت قصارى جهدي في إعداده ليكون بالشكل اللائق لهذه الشخصية الاستثنائية بتاريخ الكويت بشكل عام وبالتاريخ الفني بشكل خاص. وبعد عدة لقاءات جمعتني مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله، وإعطائه ملاحظات على الكتاب كانت مهمة جدا وإرشادي إلى تتبع بعض الأخبار الصحافية وطريقة تقسيم الكتاب، صدرت البروفة الأولى من الكتاب والتي عرضتها في العام 2016 على الأمين العام السابق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي حسين اليوحة والذي لم يتردد بالموافقة عليها وتقديم التشجيع والدعم اللامحدود ليكون هذا الكتاب من إصدارات المجلس».

مريم الصالح: الفنان الكوميدي الأول
قالت الفنانة القديرة مريم الصالح: «لقد كنت زميلة الراحل منذ بداياته، ومهما تكلمنا عن الراحل، فلا يوجد بديل له، ليس فقط في الكويت، بل في الدول العربية كلها، شاء من شاء، وأبى من أبي، فعبد الحسين الفنان الكوميدي الأول، فهو مؤلف، وملحن، ممثل، مخرج». وروت الصالح للحضور بدايات الراحل في المجال الفني.
داود حسين: الراحل يستحق أكثر من الاحتفال
بدوره قال الفنان داود حسين في تصريح صحافي على هامش الاحتفال إن الراحل يستحق ما هو أكثر من هذا الاحتفال لدوره الكبير في إثراء الحركية الفنية ليس على مستوى الكويت فقط بل على مستوى العالم العربي.
معرض فوتوغرافي
أقيم معرض وثائقي أرشيفي، على هامش الاحتفالية، تضمن صورا فوتوغرافية ووثائق وصفحات من الجرائد والكتب، توثق سيرة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وتشير إلى تاريخه الطويل الذي امتد لسنوات طويلة قضاها مبدعا ومتألقا في فضاء الفن.. تمثيلا في المسرح والتلفزيون والإذاعة، وناشرا البهجة في نفوس جمهوره الكبير. من خلال إطلالته المتميزة في مختلف المجالات الفنية.
ومن اللافت للنظر أن هذا المعرض- الذي جاء بعضه بالأبيض والأسود والبعض الآخر بالألوان- يحكي سيرة تاريخ من العطاء الذي لم يتوقف، إلا برحيل صاحبه عن دنيانا، ويؤرخ لحقبة مهمة في تاريخ الكويت الفني، حيث إن الصور جاء بعضها في بورتريهات للفنان القدير وبعضها مع شخصيات فنية وسياسية وثقافية أخرى، مما يعكس ثراء هذا التاريخ وتنوعه. وشاهد الحضور قبل انعقاد الفعالية، المواضيع التي نشرت لعبد الرضا في الجرائد والمجلات المحلية والخليجية والعربية، كما استمتع بمشاهدة بعض الصور الفوتوغرافية الملتقطة من مشاهد فنية له سواء في المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة بالإضافة إلى لقطات عامة أخرى.
منحوتة «أمير السعادة»
قام الفنان بدر فاضل علمدار بنحت منحوتة أطلق عليها «أمير السعادة» وبهذا الصدد قال: «استغرق العمل على القطعة ما يقارب خمس شهور، أربعين يوم نحت، وما بين ثلاث أو أربع أيام صناعة القالب، وحوالي ثمانية أسابيع لصب البرونز». وأشار علمدار إلى أنه أطلق على المنحوتة «أمير السعادة»، وأحب أن يأخذ الاسم الأول لأستاذه أمير عبد الرضا، لافتا إلى أنه شقيق الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا.
نبيلة الصانع: زوجي مات مبتسما
في الكتالوج الذي وزع على الحضور تضمن كلمة لزوجة الفنان الراحل نبيلة الصانع ومن مقتطفات ما قالت فيها «ترجل الفارس النبيل الذي قضيت معه 52 عاما.. كانت أياما وسنين جميلة فيها من الحلو الكثير ومرارة تخالطها حلاوة أيضا.. أنا عشت مع إنسان ذي تركيبه غريبة لا يملكها أحد من الناس.. تزوجنا بعد قصة حب وأنجبنا أولادنا وهنا بدأت قصة الكفاح الحقيقية».
وقالت الصانع: «ماذا أقول عن رجل هو كل حياتي.. هو طفولتي وشبابي.. وتركني في وقت شيخوختي.. الوقت الذي أنا فيه بحاجه إليه.. لقد فقدت رجلا لا يعوض، بل سيبقى خالدا أبد الدهر.. هذا الرجل الذي علم الناس الابتسامة حتى إنه مات مبتسما».


معرض أقيم في جمعية الخريجين وضم صوراً نادرة

العالم العربي بعيون مجلة «العربي»

 

العبدالجليل: المعرض يذكرنا بماضٍ جميل للثقافة العربية أظهرته مجلة «العربي» إلى الأمة العربية

إبراهيم المليفي: تم انتقاء الصور بعناية فائقة بحيث تمثل جميع أرجاء الوطن العربي

كتبت: فضة المعيلي
أقيم معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان «العالم العربي بعيون مجلة العربي» في جمعية الخريجين الكويتية في قاعة مبارك فالح النوت، ضمن فعاليات مهرجان القرين بدورته الـ 26، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل ومدير تحرير مجلة العربي إبراهيم المليفي، ومديرة مهرجان القرين فوزية العلي، واشتمل المعرض على جناح لإصدارات المجلة المتنوعة.
وبعد جولته، قال العبدالجليل: مهرجان القرين في كل عام يتحفنا بالجديد ويقدم المتنوع، وما يهم ويلبي الاحتياجات والأذواق، ورغبات الناس، وتشرفت الحقيقة في افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية، لمجلة العربي وهي خير سفير لبلادنا في العالم العربي، وفي الخارج عموما. وتعتبر مجلة العربي ولادة مرحلة جديدة مهمة في تاريخ الثقافة الكويتية عندما انطلقت في ديسمبر من العام 1985 على قواعد ثابتة من بدايات النهضة الثقافية المبكرة في دولة الكويت من الخمسينيات والأربعينيات وحتى نرجع إلى العشرينيات عندما صدرت أول مجلة في تاريخ الكويت وهي مجلة الكويت في العام 1926.
وتابع العبدالجليل: لا شك أن معرض الصور الذي استضافته جمعية الخريجين مشكورة قدم الكثير من الصور القديمة والنادرة والمهمة على امتداد وطننا العربي الكبير، فاشتمل على صور من مظاهر النهضة، والحياة، والأنشطة الاقتصادية، والأعمال الحرفية التي كان يمارسها الشعب العربي على امتداد الدول العربية وفي فترات مبكرة جدا، حيث كانت أول صورة في العام 1959، وهي بعد صدور «العربي» بسنة واحدة، وأيضا صور لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه عندما كان مديرا لإدارة المطبوعات والنشر، وعندما كان وزيرا للإرشاد والأنباء ويشرف بنفسه طول الله بعمره على مجلة العربي وضمان صدورها في وقتها المحدد، وتنوع أبوابها واستطلاعاتها ومقالاتها لتخدم الثقافة والفكر العربي في كل مكان.
وفي الختام قال: أحيي الجهود الكبيرة التي بذلت وأشكر إدارة مجلة العربي، وكذلك جمعية الخريجين الكويتية على ما قدموه ليظهر هذا المعرض ليذكرنا بالماضي العزيز للثقافة العربية، وكل الحراك الاجتماعي والاقتصادي في الدول العربية يذكرنا بماض جميل لانزال نعتز أن مجلة العربي أظهرته إلى الأمة العربية.
من جانبه، قال إبراهيم المليفي: ضمن فعاليات مهرجان القرين، وبعد انضمام مجلة «العربي» إلى مجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الآن نحن نعمل تحت مظلة المجلس، وهذه مشاركتنا الثانية من بعد معرض الكتاب، وقمنا بتنظيم هذا المعرض بعنوان «العالم العربي بعيون مجلة العربي». الملاحظات الرئيسة عن هذا المعرض حيث حرصنا على أن يكون هناك حضور واضح للمرأة في مختلف الدول العربية، وتم انتقاء هذه الصور بعناية فائقة بحيث تمثل جميع أرجاء الوطن العربي، وجاءت بعدسات المجلة التي جابت كل أرجاء الوطن العربي منذ صدورها في ديسمبر 1958 إلى هذه اللحظة، والآن تكونت هذه الثروة التي أصبحت نادرة في هذه الصور وهذه المناظر، والأماكن، وقدمناها في هذا السياق في هذا المعرض، والتي استعنا فيه بهذه اللوحات. وكان المعرض بحضور وبرعاية واهتمام الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون كامل العبدالجليل الذي شرفنا في حضوره، واستمع إلى كل الشروحات التي قدمت من قبل إدارة مجلة العربي. وأضاف المليفي: ثروة «العربي» في الصور الفوتوغرافية حيث تواعدنا على أنه سنعرض الكثير منها في المعارض القادمة على أنماط مختلفة لأن «العربي» لم تكتف فقط بزيارة الوطن العربي، وإنما أيضا العالم الإسلامي، والعالم بأسره ولأبعد نقاط موجودة في العالم.


في محاضرة عدَّد خلالها أغلب السلوكيات السيئة شيوعا

د. عبدالله الحسيني حاضر عن سبل زيادة الطاقة الإنتاجية للموظف

 

كتبت: فرح الشمالي
أقيمت محاضرة «كيفية زيادة الطاقة الإنتاجية للموظف أثناء العمل» في مكتبة الكويت الوطنية ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26 قدمها المحاضر د. عبدالله الحسيني أخصائي التغذية الرياضية والناشر الأكاديمي في مجال الرياضة والتدريب والتغذية.
حضر المحاضرة مديرة مهرجان القرين الثقافي فوزية العلي ومديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر ومديرة مكتبة الكويت الوطنية الشيخة رشا النايف الصباح وعدد من الحضور.
تحدث الدكتور عبدالله الحسيني عن موضوع أغلب السلوكيات السيئة شيوعا لدى الموظفين والتي تؤثر سلبا في الطاقة والإنتاجية أثناء الدوام مثل السهر وقلة النوم، سوء التغذية وسوء النشاط اليومي وعدم ممارسة الرياضة لتوفير طاقة أكثر للعمل.
كما قدم د. الحسيني نصائح مهمة في كيفية خسارة الوزن الزائد بما أن السمنة أصبحت مرضا منتشرا في دولة الكويت للبالغين وكذلك الأطفال، وحول المفاهيم الخاطئة لدى الناس في نوعية الغذاء الذي يتناولونه وأوقات تناولها مثل عدم أكل اللحوم والبروتينات في وجبة العشاء وهذا المفهوم يبطئ من عملية الحرق خلال ممارسة الرياضة والنشاط اليومي.
كما أشار إلى الوضعيات الخاطئة في الجلوس لأغلب موظفي المهام المكتبية مثل انحناءة الظهر ونزول الرقبة مما يسبب لهم مشاكل بأربطة اليدين أو إصابتهم بديسك في الظهر، مما يفقدهم النشاط في تكملة مهامهم الوظيفية.


في ندوة أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية أكدت أهميتها

المكتشفات الأثرية في دول مجلس التعاون.. ثروة ثقافية وسياحية

 

د. سلطان الدويش: لا نعرف لماذا لا يوجد مدافن على مر العصور في جزيرة فيلكا

علي المقبالي: هناك إغفال للمشهد الثقافي للمواقع المكتشفة والمناطق المحيطة بها

كتب: عبدالحميد الخطيب
ضمن أنشطة الدورة السادسة والعشرين لمهرجان القرين الثقافي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية ندوة «الاكتشافات الاثرية في دول مجلس التعاون»، وتم تقسيمها إلى جلستين، الأولى تحدث فيها الدكتور سلطان الدويش (الكويت) والدكتور عبدالله الزهراني (السعودية) وعلي المقبالي (الإمارات) وأدارها الدكتور أحمد سعيد، والثانية تحدث فيها الدكتور حامد المطيري (الكويت) وفيصل النعيمي (قطر) وخميس العاصمة (عمان) وأدارها الدكتور فهد الوهيبي.
واكد المتحدثون في الجلستين أهمية المكتشفات الأثرية في دول مجلس التعاون لينتفع بها الباحثون والمهتمون، وليتعرف أبناء الخليج العربي على تاريخهم المشترك عبر العصور، وللوصول الى رؤية أكثر شمولا وتقديم فرضيات واضحة مستندة على واقع ملموس، مؤكدين على أن هذه المكتشفات الاثرية ثروة سياحية وثقافية لا تقل شأنا عن باقي الثروات في المنطقة.
وتوجه المشاركون في الجلستين بالشكر إلى دولة الكويت ووزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب على اهتمامهم بإبراز جوهر المكتشفات الأثرية خصوصا الجوهر الانساني، وتناول كل منهم أهم المكتشفات الأثرية في بلده، حيث ذكر الدكتور عبدالله الزهراني (السعودية) أهم الإنجازات في هذا المجال بالمملكة وتطور العمل الأثري هناك، وهذا ما تحدث عنه أيضا علي المقبالي (الإمارات) والذي لفت في نفس السياق إلى أن هناك إغفالا للمشهد الثقافي للمواقع المكتشفة والمناطق المحيطة بها والتي من الممكن أن تبرز نماذج لفهم التطور الذي حدث.

الصبية وفيلكا
من جهته، تطرق الدكتور سلطان الدويش إلى «أسرار مقابر الصبية» والبعثات التي عملت في الكويت، وركز على أهم اكتشافات الصبية ولاسيما «التلال والمقابر»، وعرج إلى معضلة «لماذا لا يوجد مدافن على مر العصور في جزيرة فيلكا؟» وهو السؤال الذي لم يجد إجابة وافية حتى الآن.
وفي الجلسة الثانية تناول الدكتور حامد المطيري وفيصل النعيمي وخميس العاصمة أهم المكتشفات الأثرية في الكويت وقطر وعمان والتي تبين العمق التاريخي للدول الثلاث، وما شهدته من تنوع ثقافي كبير.
جولة في المتحف
وبعد انتهاء الجلستين قام ضيوف الكويت ومسؤولو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والحضور بعمل جولة في متحف الكويت الوطني والذي يضم عدة أقسام منها:
- قسم الآثار القديمة: يتناول وجود الإنسان الأول في منطقة برقان، وعلاقات الكويت مع الحضارات القريبة منها في العصور البرونزية مثل حضارة بلاد الرافدين وحضارة السند والطرق التجارية المارة في الخليج العربي، وأهمية جزيرة فيلكا الاستراتيجية بين هاتين الحضارتين، وعرض في هذا القسم أهم المكتشفات الأثرية في جزيرة فيلكا.
ويولي المعرض عناية خاصة بالعدد الكبير والفريد من نوعه في أختام الخليج والأواني المصنوعة من حجر الاستياتيت المنقوشة، وكذلك الأدوات التي استخدمت في صناعتها على جانب العديد من الأواني الفخارية والأدوات البرونزية، علاوة على ذلك فقد عرضت بعض الآثار التي تعود إلى الفترة الهلينستية المكتشفة في جزيرة فيلكا وأهمها حجر ايكاروس والذي عليه كتابات يونانية تشير إلى بعض التنظيمات في علاقة الجنود اليونانيين مع أهل الجزيرة وتعطيهم بعض الحقوق في الملكية الخاصة والزراعية وغيرها، كما تعرض في هذا القسم بعض التماثيل والأسرجة والنقود الفضية.
- قسم الحياة البحرية: فيه الأدوات المستعملة في الغوص على اللؤلؤ إلى جانب بعض النماذج للسفن التي كانت تستعمل في الغوص والسفر.
- قسم الحياة المدنية: فيه الحلي وبعض الأدوات والأواني الزجاجية والمعدنية والأثاث المستعمل في البيوت وبعض الأدوات القديمة المستعملة في المدارس القديمة إلى جانب الآلات الموسيقية مثل العود والطنبورة والمراويس وغيرها.
- قسم الحياة البدوية: فيه الأدوات التي استعملها البدوي في بيته.
- معرض الفنون التشكيلية: يوجد في هذا القسم الحركة الفنية التشكيلية منذ بدايتها في الكويت.
- القبة السماوية: وتتكون من معرض لبعض الآلات والأجهزة القديمة، وقاعة لعرض النجوم والكواكب ومشاهد مختلفة من السماء وبرامج عديدة من الكواكب المحيطة. - مجموعة الصباح في دار الآثار الإسلامية: من أبرز الروائع الفنية المعروضة، إسطرلاب من العراق مصبوب من البرونز، وهو من أقدم النماذج المؤرخة من نوعه، وهناك أيضا شمعدان من البرونز أصله من بلاد الفرس ويرجح أنه قد صنع نحو العام 1200م، وزهرية من دمشق، وزمردة من عهد الهند تزن 234 قيراطا.


في محاضرة ضمت النصف والنغيمش طرحت السؤال
كيف نرتقي في حواراتنا؟

 

كتب: محمد حنفي
ضمن فعاليات مهرجان القرين 26 استضافت مكتبة الكويت الوطنية محاضرة «كيف نرتقي في حواراتنا؟» والتي ضمت وزير الإعلام السابق سامي النصف والكاتب والأكاديمي د. محمد النغيمش وأدارتها الشاعرة سعدية مفرح.
مديرة الجلسة الشاعرة سعدية مفرح أشارت في البداية إلى أن مهرجان القرين الذي يوشك على الانتهاء بمثابة مؤسسة ثقافية كويتية وها هو في عامه الـ 26 يستضيف هذه الندوة الهامة التي تطرح سؤالا جوهريا في عالمنا العربي عن كيفية الارتقاء بالحوار.
وقالت مفرح: أكذب مقولة «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، حيث أشارت إلى أن غالبية الخلافات المستعرة في عالمنا العربي في تلك اللحظة ناتجة عن سوء التعبير في حواراتنا الخاصة والعامة، وأن هبوط مستوى الحوار حوّل مواقع التواصل الاجتماعي إلى مواقع للتباعد الاجتماعي.
وزير الإعلام السابق سامي النصف قال إن السؤال الذي تطرحه الندوة يأتي في قلب القضايا الكبرى في عالمنا العربي، حيث رأى أن الكثير من الخلافات الدائرة في عالمنا العربي على المستوى السياسي وحتى في البيوت سببها انهيار مستوى الحوار، وقال النصف إن عدم وجود حوار يؤدي إلى ترك الناس للعمل والتقاعد المبكر، ويؤدي عدم الحوار إلى الطلاق بين الزوجين.
وأكد النصف أن الحروب والفوضى الضاربة في الكثير من بلاد الوطن العربي تعود إلى انسداد قنوات الحوار، وهو ما أدى إلى احتكام أبناء البلد الواحد إلى السلاح والعنف، مؤكدا على أنه لا بديل عن الحوار لحل المشكلات سوى الفوضى والحروب الأهلية.
وقال النصف إنه منذ التسعينيات ظهرت الفضائيات والبرامج التي تصور الحوار وكأنه صراع ديكة، وأن هذا الأمر كان مقصودا، حتى يتحول الحوار إلى معركة يبحث فيها كل طرف عن النصر وهزيمة الآخر، وطالب النصف بتدريس فن وآداب الحوار للطلاب في المدارس.
وأنهى النصف حديثه بالتأكيد أن أكثر الموضوعات التي تثير البغضاء وتحول الحوارات إلى معارك هي السياسة والدين والرياضة، وعدَّد بعض الاقتراحات التي تساهم في الارتقاء بالحوار مثل: التكلم بأسلوب لين، وعدم التعصب لفكر معين، والابتعاد عن الغش والخداع في الحوار، وأن تكون غاية الحوار الوصول إلى الحقيقية وليس الانتصار على الآخر.

الكلمة تقود إلى الحرب
من جهته أكد الكاتب والأكاديمي د. محمد النغيمش أن الكلمة يمكن أن تقود إلى حروب، حيث يتحول الحوار إلى ملاسنة ثم إلى شجار، وهذا ما نجده في عالمنا العربي في بيوتنا ومدارسنا ومجالسنا، مشيرا إلى أن الخوف من الرأي الآخر يؤدي إلى القمع كما يحدث في مدارسنا عندما يقمع المعلمون الطلاب لكيلا يقولوا آراءهم. وأكد النغيمش أن غياب الحوار يؤدي إلى الضغط ومن ثم الانفجار، حيث إن الحوار بين الأطراف يمثل عنصرا من عناصر التنفيس الطبيعي الذي يؤدي إلى عدم الانفجار، مشيرا إلى أن الحوار بطريقة عقلانية عامل صحي، وأن اللغة الخشنة في الحوار يمكن أن تؤدي إلى عدوانية الطرف الآخر. وأنهى النغيمش حديثه بتصنيف المتحاورين حيث إن معرفة شخصية المتحاور تؤدي إلى عدم تحول النقاش إلى مستوى هابط، فأشار إلى أن هناك المتحاور الاستعراضي الذي لا يجب الاشتراك معه في حوار، وهناك المتحاور المعلوماتي الذي يقدم معلومات، وهناك المتحاور الاستفهامي الذي يبحث عن إجابات، وأن فهم طبيعة الحوار يقلل من سوء الفهم وخشونة الحوار.

حوار طرشان
في المداخلات التي تلت الندوة قالت الكاتبة دلع المفتي إنها تعرضت لهبوط مستوى الحوار على موقع تويتر لكنها وجدت أن أفضل طريقة للتعامل مع الحوار الهابط هي السخرية، بينما وافقت د. نورة المليفي رأي النصف بأن تعليم فن الحوار يجب أن يكون ضمن المناهج الدراسية في المدرسة والجامعة، بينما أشار د. حيدر الفضلي إلى أن الحوار في عالمنا العربي هذه الأيام تحول إلى «حوار طرشان» حيث لا ينصت أحد للآخر، وأن من يقود الحوار حاليا ليس النخبة المثقفة ولكن العامة الجاهلة.

 

محاضرة في مكتبة الكويت الوطنية

تعزيز الثقة بالنفس..السبيل الوحيد لبناء الشخصية السوية

كتب: عبدالحميد الخطيب
شدد مدرس اللغة الانجليزية في الجامعة الأمريكية في الكويت د.عبدالعزيز أبل على أهمية تعزيز ثقة الطفل بنفسه، مؤكدا انها تؤثر بشكل كبير على شخصيته وحياته ككل في المستقبل، وأن الأسرة والمدرسة لهم الدور الأساسي في التنشئة السوية وتأسيس هذه البنية، ولكن للأسف هناك العديد من الاخطاء التي يقع فيها الأهل والناس عموما والتي تؤدي إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه وتدني مفهومه الذاتي عن نفسه. وتحدث د. أبل، في محاضرة قدمها في مكتبة الكويت الوطنية تحت عنوان «تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال»، ضمن أنشطة الدورة السادسة والعشرين لمهرجان القرين الثقافي وأدارها إبراهيم مطلق الظفيري، عن أهم الطرق التي تساعد في زرع الثقة بالنفس عند الأطفال حتى يصلوا إلى حالة من التقدير والأمان الذاتي، وقال: المجتمع يحتاج إلى زرع الثقة بالنفس عند أي شخص فيه وليس عند الطفل فقط لأن هذا أمر أساسي ومطلوب، وعلى سبيل المثال في الشركات الكبرى بالعالم عند التعيين أول ما يريدونه من الشخص أن يكون لديه ثقة بالنفس ويعرف كيف يواجه ويوصل المعلومات للآخرين أكثر من طلبهم للشهادات، لأن الدرجات العلمية العالية لا تنفع إذا كان الشخص ليس لديه ثقة بالنفس.
وأضاف: هناك فرق بين الثقة بالنفس واحترام الذات، وإذا استطعنا أن نفرق بينهما نستطيع بعد ذلك أن نقوي الثقة لدى الطفل، والثقة بالنفس عبارة عن سلوك وثقة في القدرات والمهارات، أما احترام الذات فهذا شعور وعاطفة، ويمكن القول إن الأول فعل والثاني إحساس.
وتابع: لكن كيف يقوى السلوك؟ يقوى حينما نعيد ونكرر وندرب الطفل، لذا لا بد أن نراجع أنفسنا كأولياء أمور مع أبنائنا من ناحية كلامنا وأفعالنا لأنهما يؤثران على الأبناء وتصرفاتهم، فإذا عاملنا الصغير بنوع من «الدلع» فسيكون اتكاليا وعصبيا عندما يكبر، ومن المحتمل أن تكون ثقته بنفسه أمام الناس مهزوزة، مستدركا: هنا أطرح التساؤل «كيف نهدم الثقة عند الطفل؟» نهدمها عندما نجعله «قوقعة» ونعطيه انعكاسا للعالم الخارجي مختلفا عن الواقع، وأيضا عند عدم توفير الفرص لممارسة النشاطات اليومية، وكذلك عدم توفير الفرص أو الوقت لأن يكوِّن الطفل رأيه، ونهدم بالتدقيق على ان يكون الصغير كاملا في حين أنه لا يوجد أحد كامل، وعندما نقول له إنه لا يعرف وننسى أنه صغير ويحتاج إلى التدريب، لا بد أن نبني ثقة الأطفال من خلال ممارسة النشاط ودفعهم للأمام وتشجيعهم. وأردف أبل: التساؤل الثاني هو «كيفية هدم احترام الذات؟» يأتي ذلك من خلال اللوم المتواصل كأسلوب تربوي دائم، وأيضا بالسب والقذف، والتصنيف السلبي بأن الطفل فاشل مثلا، وكذلك الإهمال وعدم الاهتمام بالحوار، ومن أكثر ما يهدم الثقة بالنفس واحترام الذات هو الضرب الذي يؤثر على الشخصية ويفقد الطفل احترامه لنفسه، وخصوصا إذا كان الضرب من الأب والأم اللذين من المفروض أن يحافظا على سلامته ويوفرا له الأمن والأمان. وأكمل: نحن نحتاج الى جيل واع وقوي، لذا لا بد أن نتقبل أبناءنا كما هم، وأن نُحسن معاملتهم، ونعدل من أخطائهم بطريقة مرنة وسليمة، ولا نغفل هنا الجانب الديني الذي يطلب منا أن نعلم أبناءنا الصلاة على سبع سنوات وأن نضربهم عليها وهم عشر سنوات، للأسف ولي الأمر لا يستطيع أن يتحكم في نفسه أو يتحكم في مشاعره، ولا يعرف كيف يوصل المعلومة لأبنائه، لا بد أن نطالع أنفسنا ونتعلم التربية، ولا بد أن نركز على العواقب قبل التركيز على العقاب، ولا بد أن نعطي الطفل البدائل الصحيحة وليس الضرب والتخويف لأنه لا يعطي نتيجة، والبعض يعتقد أنه بالضرب والتخويف يربي أبناءه ولكن هذا لا يحدث.

 

محاضرة أدارتها د. نجلاء الحجازي في المكتبة الوطنية

د. نورة المليفي تحدثت عن «دور الأديب في توحيد الصف العربي»

كتبت: فضة المعيلي
قدمت الدكتورة نورة المليفي محاضرة «دور الأديب في توحيد الصف العربي» في مكتبة الكويت الوطنية، وأدارتها د. نجلاء الحجازي، وحضرها جمع غفير من المهتمين.
في البداية قالت د. الحجازي «كبداية أتوجه بخالص الشكر والتقدير للدعوة الكريمة للمشاركة في فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26 هذا العام، كما أتوجه بخالص التهنئة لدولة الكويت الحبيبة حكومة وشعبا على اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية».
ومن ثم قامت د. الحجازي بتقديم مقتطفات من سيرة د. المليفي وقالت: «أرحب بالدكتورة نورة المليفي، الشاعرة، والناقدة، والأديبة، والكاتبة، والمحررة الصحافية، ومذيعة في إذاعة وتلفزيون ودولة الكويت، حصلت على ليسانس وماجستير ودكتوراه في اللغة العربية، وتقلدت العديد من المناصب، وعضو رابطة الأدباء الكويتيين، والصحافيين الكويتية».
وأشارت د. الحجازي الى أن الحديث عن دور الأديب في توحيد الصف العربي يثير العديد من القضايا الرئيسة، والأدوار المتوقعة لصناع الأدب العربي، فلو نظرنا نظرة شاملة تحليله لواقع الثقافة العربية بصفة عامة، لوجدنا المجتمع العربي يتفرد عن غيره من المجتمعات العربية أو المجتمعات الأخرى بموروثه الثقافي، وتاريخه، ومراحل تطوره الثقافية، وايضا يقابل العديد من التحديات الكبرى التي لا يواجهها أي مجتمع آخر. بعدها وجهت د.الحجازي سؤالا للدكتورة المليفي تسألها عن رؤيتها عن دور الأديب في الصف العربي.

وحدة ثقافية
من جانبها قالت د. المليفي «أهلا وسهلا بكم في محاضرتنا هذه والتي تحمل عنوان دور الأديب في توحيد الصف العربي، ضمن مهرجان القرين في دورته الـ 26، وبمشاركة زميلتي الدكتورة نجلاء الحجازي من جمهورية مصر العربية. علينا أن نسهم في تحقيق وحدة ثقافية عربية تفخر بها الأجيال القادمة في كويت جديدة عامرة بالأخلاق والعطاء والسلام، ومكافحة للفساد بكل أشكاله».
وأضافت د. المليفي: «توحيد الصف العربي حلم القادة العرب منذ الأزل، ولعلنا نتذكر القائد جمال عبد الناصر عندما نادى بتوحيد جمهورية مصر العربية، وسورية الشقيقتين، وبالفعل تحققت الوحدة في 22 فبراير لعام 1958م، تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة وعاصمتها القاهرة. ويأتي دور الأديب في توحيد الصف العربي حيث يملك الكلمة التي بها يقاتل ويجاهد ويناضل، وهذه الكلمة قادرة على تحقيق أهدافه، إذا ما وصلت عباراته للأسماع، وبها يصنع أجيالا قادرة على تحقيق الوحدة العربية. حقيقة إذا أردت أن أتحدث عن دور الأديب في توحيد الصف العربي، فقد عايشت الغزو العراقي في الثاني من أغسطس لعام 1990م، وقد توحد الصف العربي ضد هذا الغزو الغاشم. كما استنكر الأدباء العرب وأدباء الخليج هذا الغزو، وعبروا عن رفضهم وتعجبهم من هذا الحدث الذي ما كان يصدقه بشر، من خلال قصائد عديدة اختار منها اليوم قصيدة للشاعر السعودي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله بعنوان «أقسمت يا كويت». وتم عرض فيديو تسجيلي لغازي القصيبي وهو يقرأها ومن أجوائها:
أقسمت ياكويت برب هذا البيت
سترجعين من خنادق الظلام
لـؤلـؤة رائعـة كروعـة السلام
أقسمت يا كويت برب هذا البيت
سترجعين من بنادق الغزاة
أغنية رائعـة كروعـة الحياة
أقسمت يا كويت برب هذا البيت
سترجعين من جحافل التتار
حمامة رائعــة كروعـة النهار

دور الكلمة
وتابعت د. المليفي حديثها وقالت «لقد مرت دول الخليج بلحظة من الخلافات التي مرت بسلام، وهنا يأتي دور الكلمة لتوحيد الصف ومسح كل الخلافات، ووجدت من احتفالات الكويت بالعيد الوطني الإماراتي فرصة مناسبة للتغني بأمجاد خليج واحد. ومن هنا جاءت قصيدتي «عيد الإمارات»، ومن أجوائها:
يُولَد المجدُ من صنيعِ الرجال
يا خليجا به تليقُ المعالي
كيف لا تفرح الكويتُ بعيدٍ
والإمارات عيدها كالهلالِ
عند إعلانه عن العيد تزهو
أمةٌ من سعادة الأطفال

القلم العربي
وأضافت د. المليفي «وهذا القلم العربي يعبر بصدق عن حال العرب، واختار من ديواني زيارة مقدسية هذه الأبيات من قصيدة «عودة للروم» لتقول:
يا ويح شعري إذا ابتلت جوانحه
بالدم، والجو بالأعداء مسموم
ماذا على وجعي والقدس قد صلبت
على جدار بوعد الغرب معصوم
واليوم بغداد قد ناحت شوارعها
ومأتم الحب في الشام محتوم

العيش بسلام
وأشارت د. المليفي وقالت «وفي قصيدة عودة إلى القدس أسلط الضوء على حال القدس وما مرت به من آهات»، واضافت «وكنتيجة للثورات الإصلاحية في مختلف البلاد العربية وهجرة العديد وتشرد أهلها كان لا بد للأديب من كلمة يعبر من خلالها عن رفضه لهذا الظلم ورغبته في العيش بسلام. وإذا سلطنا الضوء على الطفل وغرسنا فيه عددا من القيم، وحتما سنجني ثمار ما غرسناه غدا. ومن ثم عرض فيديو تسجيلي لقصيدة «يا حمام الدوح» بصوت الطفل ناصر المناصير.
وأكدت د. المليفي بقولها «ما زالت الكلمة الصادقة المدخل الأول للعيش الكريم في حب وسلام، ووحدة عاطفية عربية ثقافية. لقد تعرضت العبارة المصرية للغرق فتفاعلت الكويت أميرا وحكومة وشعبا لتقديم العون لذوي المنكوبين وهنا كتبت قصيدة بعنوان «لبيك مصر» أقول فيها:
يا هذه الدنيا ندائي فاسمعي
عشق الكويت لمصر فوق توقعي
من مصر قد جاء المعلم واعتلى
قوس العدالة عالم بالمرجع
مرت على مصر الحبيبة نكبه
فإذا الكويت أمامها بالمدفع

مداخلات
قال الدكتور بسام قطوس «الكويت معروفة بحبها للعرب والمسلمين والعالم كله، ومداخلتي تنطلق من فرضية يكشفها العنوان، أن للأديب دورا فاعلا في توحيد الصف العربي، وهو الدور نفسه التي تقوم به اللغة العربية بوصفها هوية أو كينونة إذا جاز التعبير، ومثلما كينونة اللغة مرتبطة باستعمالها، كذلك فإن كينونة الأديب العربي مرتبطة باستخدامه لغته اولا وبتوظيف تلك الموهبة الإبداعية في خدمة قضايا أمته، وهذا هو المدخل الحقيقي والفعال لرفع مكانة اللغة العربية، ورفع شأن أهلها ومكانتهم، فاللغة والهوية توأمان».
من جانبها أشادت مديرة المهرجان فوزية العلي بالمحاضرة وقالت «أشكر د.المليفي فقد أبدعت كعادتها، ودائما تخرج عن إطار المحاضرة التقليدي، موضوع المحاضرة حيوي ونحن في وقتنا الحالي نحتاج هذا الدور من المثقف في توحيد الصف».


د. كراسلرد: الطائرات الورقية الصحراوية
لغز لم يُحَلّ لسنوات

 

قدم د. ريمي كراسلرد محاضرة شائقة في مركز اليرموك الثقافي بعنوان «علم آثار الهياكل العملاقة الغامضة: الطائرات الورقية الصحراوية»، حضرها جمع من المهتمين.
في البداية، قال المحاضر د. كراسلرد أن الطيارين رصدوا بانتظام هياكل حجرية عملاقة مبهمة، كشفت عن طريق صور الأقمار الصناعية والتقدم التقني التي وفرت الكثير من البيانات التي ساعدت على فهم ظاهرة الطائرة الورقية على نطاق عالمي وإقليمي ومحلي، لتبين أن عدد هذه «الطائرات الورقية الصحراوية»، يصل الآن إلى أكثر من 6000 طائرة، ولكن يبقى تاريخها وكيفية استخدامها لغزا لم يتم حله على مدى سنوات.
وأوضح د. كراسلرد في حديثه أنه بدءا من العام 1920 استطاع الطيارون أن يحددوا بشكل منتظم هياكل حجرية ضخمة من الجو، وتعد الطائرات الصحراوية بمنزلة شراك صيد ضخمة، ويبدو أنها تعمل ضمن نظام معقد يؤدي إلى تغيرات قوية في المسطحات الأرضية، وبين د. كراسلرد أن دراسة «الطائرات الورقية الصحراوية» أخذت في الاعتبار على نطاق عالمي.
وخلال المحاضرة عرض نماذج من صور مختلفة، وأيضا تطرق في حديثه إلى مشروع بحثي بعنوان Globalkites أنشئ من قبل وكالة الأبحاث الفرنسية، والتي لديها تعاون مع الكثير من المؤسسات الدولية والأكاديميين، ويجمع المشروع تحت سقفه العديد من علماء الآثار والجيولوجيين المتخصصين من أجل تطبيق نهج متعدد التخصصات لم يستخدم من قبل في دراسات الطائرات الورقية. ويقترح هذا المشروع تحديد التباين والتاريخ والتوزيع والوظائف في الهياكل الأثرية الرئيسة المصنوعة من الحجر والتي تسمى «الطائرات الورقية الصحراوية»، وغالبا ما تُعتبر الطائرات الورقية مصائد للصيد، وأنها في السياق الأثري الأوسع يبدو أن الطائرات الورقية قد استُخدمت من العصر الحجري الحديث إلى العصور شبه المعاصرة.
الجدير بالذكر أن د. كراسلرد هو عالم آثار في المركز الفرنسي الوطني للبحث العلمي CNRS، وقد شارك في أكثر من 70 حملة استكشاف أثرية في العديد من بلدان الشرق الأوسط، وهو مدير مشروع الطائرات العالمية، ودرس في جامعات عديدة في فرنسا، ونشر العديد من المقالات في المجلات العلمية الدولية. وفي العام 2017 عُيِّن في المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في الكويت CEFAS، باحثا دائما، ورئيسا للآثار في المركز.

 

معرض يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ العمارة في الكويت

«بوابات سور الكويت».. تاريخ وطن

 

في عهد الشيخ عبدالله الأول بن صباح تمت إحاطة الكويت بسور يحميها من الأخطار في العام 1789م

عادل ياسر: اخذ المجلس الوطني على عاتقه مسؤولية حفظ ما تبقى من البوابات بغية توعية الأجيال
بوابات الكويت كانت تشكل المداخل الرئيسية للمدينة وهي جزء من السور الثالث الذي بُني في العام 1920م
هدم السور في العام 1957م وتم الإبقاء على البوابات فقط لما تشكله من أثر تاريخي يجب الحفاظ عليه
بُني السور الثاني حول مدينة الكويت في العام 1814م في عهد الشيخ جابر بن عبدالله

كتبت: إيناس عوض
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26، افتتح مدير إدارة الشؤون المعمارية والهندسية بالإنابة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس عادل ياسر معرض «بوابات سور الكويت» في ساحة كشك مبارك بسوق المباركية، وسط حضور لافت لرواد المنطقة التراثية الذين اجتذبهم المعرض بمحتوياته التي تفوح بعبق الأصالة.
وأعرب المهندس عادل ياسر عن سعادته البالغة بالمعرض الذي سيستمر ثلاثة أيام في الفترة من 23 حتى 25 من يناير، مشيرا إلى انه يكتسب أهمية وقيمة خاصة ارتبطت بإدراجه ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26 التظاهرة الثقافية الأهم على الإطلاق، والتي تشكل أجواؤها فرصة مثالية لتوعية الجمهور بكل صنوف المعرفة والفكر لاسيما التراثي منها.
وأردف في تصريح خاص على هامش الافتتاح: إن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ العمارة في الكويت بكل ما يتضمنه من آثار ومبان وبوابات، اتخذ المجلس الوطني على عاتقه مسؤولية حفظ ما تبقى منها، بغية توعية الأجيال بها ونقل المعرفة التي تعزز الانتماء والحس الوطني لديهم، موضحا أن موقع المعرض تم اختياره بدقه وصمم بطريقة تحاكي الطراز المعماري للكويت قديما، وهو يتضمن قرابة العشرين صورة فوتوغرافية لمباني وبيوت تراثية بعضها لايزال موجودا إلى الآن وتم ترميمه مثل كشك مبارك، والمستشفى الأمريكاني، والبعض الآخر اندثر مثل سينما الحمرا والقصر الأحمر.

بوابات سور الكويت

إن بوابات الكويت كانت تشكل المداخل الرئيسية لمدينة الكويت وهي جزء من السور الثالث للمدينة الذي بني في شهر مايو من العام 1920م بعد أن تم إنجازه في شهرين حيث امتد بشكل نصف دائري خلف الكويت من البحر بمسافة 5 أميال وبلغ ارتفاعه 4.27م تقريبا وكان له خمسة أبواب وستة وعشرين برج مراقبة، والبوابات هي: دروازة بنيد القار ودروازة الشامية ودروازة المقصب ودروازة الشعب (البريعصي) ودروازة الجهراء، وقد هدم السور في العام 1957م وتم الإبقاء على البوابات فقط وذلك لما تشكله من أثر تاريخي يجب الحفاظ عليه.

السور الأول

بعد إن عمرت منطقة الكويت وتزايد عدد سكانها وعظم أمرها أصبحت عرضة للكثير من الإخطار. لذا فكر الكويتيون بقيادة الشيخ عبدا لله الأول بن صباح، الذي حكم الكويت في الأعوام 1762 – 1813م، بإحاطة الكويت بسور يحميها من الأخطار. فكان أن شيد سور الكويت الأول في ديسمبر في العام 1789م. وقد امتد هذا السور قرابة الميل حول مدينة الكويت ما بين فريج (حي) النصف بمنطقة الشرق وفريج البدر بمنطقة قبلة. وقد تخللت هذا السور خمس «دروازات» (جمع دروازة، وتعني بوابة وهي من أصل فارسي)، هي دروازة عبد الرزاق، دروازة الفداغ، دروازة المديرس، دروازة البدر، ودروازة بن بطي

السور الثاني

لم يعمر السور الأول طويلا فقد تهدمت منه أجزاء عديدة وأعيد بناؤه بأمر الشيخ جابر بن عبدالله، حاكم الكويت في الأعوام 1812 – 1859م. وهكذا بني السور الثاني حول مدينة الكويت في العام 1814م. ولكن أجزاء من هذا السور تهدمت أيضا، فعمل الكويتيون على ترميمه في العام 1845م، بعد أن عزم شيخ المنتفق بندر السعدون على مهاجمة الكويت. وقد أقام الكويتيون على امتداد هذا السور، الذي كان ينتهي في نقعه ابن عبد الجليل عند ساحل البحر، سبع «دروازات» هي: دروازة البطي، دروازة عبد الرزاق، دروازة القروية، دروازة الشيخ (أو دهيمان)، دروازة الفداغ، دروازة السبعان (المديرس)، ودروازة البدر.
وقد استحدث الكويتيون في هذا السور ثغرة أو «ثلمة» يقفز منها الناس عرفت بعد ذلك بـ«المطبة»، وسمي موقعها بفريج المطبة. ثم لم يلبث الكويتيون أن استحدثوا مطبات أخرى في السور أدت إلى ضعفه وتهدمه مما دفع المغفور له الشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت التاسع، الذي تولى الحكم في الأعوام 1917-1921م، إلى إقامة سور الكويت الثالث وذلك بعد معركة حمض الشهيرة التي استشهد فيها عدد كبير من الكويتيين في العام 1919م.

انهيار وبناء جديد
أخذ الكويتيون على عاتقهم بناء هذا السور، وكان سكان كل فريج يشتركون في بناء الجزء المقابل لمنطقتهم من السور. ولما حل شهر رمضان المبارك أثناء البناء، استمروا في العمل على ضوء المصابيح النفطية من بعد الإفطار وحتى موعد السحور. وكانوا يجهزون مواد البناء خلال النهار مثل «الطين واللبن والجص» وينقلونها على ظهور الحمير إلى موقع البناء، كما كانوا ينقلون الماء على ظهور الجمال إلى مواقع العمل. واستمر العمل في بناء هذا السور قائما على قدم وساق حتى أنجز خلال شهرين من الزمن (في الفترة ما بين 28 شعبان 1338هـ إلى 6 شوال 1338هـ). وقد بني هذا السور من الطين الخالص، وكان ينتهي هذا السور في نقعة ابن عبد الجليل عند ساحل البحر، أما الأبراج والبوابات فكانت من الجص واللبن والطين وكان لهذا السور أربع دروازات، هي: دروازة الجهراء، دروازة الشامية (نايف)، دروازة البريعصي (الشعب)، ودروازة بنيد القار. وقد أضيفت دروازة خامسة فيما بعد بمنطقة الوطية سميت «دروازة المقصب». وكان للسور خمسة أبراج بين هذه البوابات. وقد امتدت مسافته نحو خمسة أميال تقريبا من الشاطئ الشرقي لمدينة الكويت وحتى شاطئها الغربي على شكل قوس هلالي، كما كان عمقه مترا ونصف المتر من الأسفل ويتناقص بالارتفاع، وبلغ ارتفاعه 4 أمتار تقريبا وقد كانت للسور «غول» و«مزاغيل»، لفوهات البنادق وللمراقبة، بلغ عددها 26 غولة على امتداد السور. وبعد الانتهاء من بناء السور، فرز حارس خاص من حرس الأمير للوقوف على كل بوابة لحراستها، فإذا ما حل الليل أغلقت ثلاث بوابات وبقيت واحدة للداخلين والخارجين من السور. وفي 4 فبراير في العام 1957م، قررت الحكومة إزالة السور بسبب الحاجة إلى إعادة بناء وتوسيع مدينة الكويت، مع الحفاظ على بواباته الرئيسية - التي لاتزال موجودة إلى يومنا هذا كشاهد من الماضي يحكي للأجيال حكاية الرجال الذين وضعوا الخطوط العريضة للكويت الحديثة. وقد أطلق اسم «شارع السور» على الشارع الذي يمتد بمحاذاة السور من الشرق إلى الغرب.

 

افتتح في قاعة معجب الدوسري تأكيدا على رعاية ودعم الموهوبين

معرض الشباب التشكيلي ... أعمال فنية واعدة

أعمال المعرض احتوت
على مضامين تتفاعل
مع الواقع والخيال معًا
بدر الدويش: دعم ورعاية وصقل مواهب الطاقات الشبابية الواعدة
ضياء البحر: يشارك في المعرض 58 فنانًا بـ 82 عملاً فنيًا متنوعًا

كتب: حافظ الشمري
المبدعون الشباب الواعدون كان لهم موقعهم من فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته السادسة والعشرين، وذلك من خلال معرض الشباب التشكيلي، الذي أصبح تقليدا سنويا للمهرجان، لاستيعاب مختلف الأعمال التشكيلية، التي تتدفق فيها الأفكار والرؤى والتصورات الفنية الشبابية المبدعة.
في هذا النطاق، افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش معرض الشباب التشكيلي في قاعة معجب الدوسري في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي في مشرف، بحضور مديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر، وحشد من الفنانين التشكيليين الرواد والشباب، والجمهور المتابع للحركة التشكيلية الشبابية في الكويت، ويستمر المعرض على مدى خمسة أيام متتالية، وتخللت المعرض فقرة موسيقية وغنائية شبابية، وقدمت فقرات الحفل عبير الهديب.

صقل الشباب

وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش: إن هذا المعرض يعتبر من أهم المعارض من ضمن محطات مهرجان القرين الثقافي، وهو معني بشريحة الشباب الذين هم عماد الوطن، ويستكملون مسيرة الفنانين التشكيليين الرواد، بالتالي كان هذا المعرض الذي يهدف إلى دعم ورعاية وصقل الشريحة الشبابية من خلال منافسة تتضمن عشرة فائزين، ونحن نحفز ونشجع الفنانين الشباب لمواصلة العطاء والإبداع.
وأضاف الدويش: أن هذا المهرجان يسهم في الإبداع المتجدد لتلك الكوكبة الفنية الشبابية الواعدة، وهي ضمن استراتيجيات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في اكتشاف مواهب ومهارات الشباب الكويتي بكل مجالات الفنون والثقافة، مثمنا دور وجهود كل وسائل الاعلام في تسليط الضوء على هذا المعرض الشبابي التشكيلي.

قيمة فنية

من جانبها، قالت مديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر: إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يولي الاهتمام البالغ للفنانين التشكيليين من فئة الشباب، حيث يقام هذا المعرض سنويا ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، والذي يشارك فيه هذه الدورة من المهرجان 58 فنانا تشكيليا من الجنسين، يقدمون 82 عملا فنيا متنوعا، حيث تمثل قيمة فنية للمعرض تجسدت أعمالهم في الجرأة والمغامرة والخيال.
وذكرت البحر اهتمام قطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالمجال الفني لإبراز جيل شبابي واعد يكون نواة حقيقية لإنتاج فني جديد يواكب الإنتاج العالمي وفق إطار عاداتنا وتقاليدنا، مثمنة دور وجهود الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش في دعم ورعاية الشباب، حيث تجسد تلك المعارض القيمة الحقيقية في إبراز طاقات الشباب مقدمة التهنئة إلى الفائزين وجميع المشاركين في المعرض.

رعاية المبدعين

هذا وأصبح معرض الشباب التشكيلي إحدى الفعاليات الأساسية لمهرجان القرين الثقافي، ويعكس مختلف الاتجاهات والأساليب الفنية التي تطرأ على ساحة الإبداع التشكيلي في الكويت، ويلتقي فيه الفنانون التشكيليون الكويتيون الشباب، بمختلف مستوياتهم وأفكارهم، تأكيدا على سياسة رعاية الثقافة والفنون والاحتفاء بالمبدعين، وتشجيعهم على التواصل مع مواهبهم وإبداعاتهم، بما يسهم في إثراء الساحة التشكيلية بمزيد من التألق، وفق ما تتطلبه الحياة الحديثة.
كما أن فكرة إقامة معرض خاص بالشباب تعد فرصة حقيقية للتعريف بالفنانين الشباب وتشجيع مواهبهم وفتح قناة لتسويق أعمالهم الفنية، ومنحهم مساحة إعلامية كبيرة لإبراز تلك المواهب، ويتم بث روح التنافس فيما بينهم من خلال اختيار أفضل عشرة أعمال مقدمة، ويتم الاختيار من قبل لجنة تحكيم نزيهة، وتقدم جوائز مادية ومعنوية للفائزين، مما يسهم في ثراء الساحة التشكيلية المحلية، حيث ستبرز عدة مواهب جديدة تحمل أفكارا واعدة ومستقبلية، تسهم في تطوير الساحة التشكيلية الجديدة وإمدادها بأسماء جديدة.

صور جمالية

وعكست الأعمال، التي احتواها المعرض، كثيرا من الصور الجمالية التي تعبر عن المستويات الراقية التي توصلت إليها إبداعات هؤلاء الشباب، من خلال الأعمال التصويرية (اللوحات) أو النحتية أو الخزفية وغيرها، كذلك احتوت على الكثير من المضامين التي تتفاعل مع الواقع والخيال معا، ويتبدى فيها الفعل التشكيلي مزدانا بالكثير من الرؤى التي تتحرك في أكثر من اتجاه، وبتكثيف فني جذاب، إلى جانب الأعمال التي تبرز رؤى تجريدية وأخرى سريالية، في أنساق جمالية، تشير إلى التطور الذي تشهده الحركة التشكيلية الكويتية في مضامينها ومحتوياتها.
مدارس فنية
أيضا فإن تلك الأعمال حملت العديد من الأفكار المستقبلية المتعلقة بالفنون التشكيلية المحلية على مختلف المستويات، وما تتضمنه من تفاعل بناء مع الأصالة التي يمثلها الاحتفاء بالتراث والبيئة في الكويت، من خلال إبراز هذه الجوانب وتأكيد جمالياتها والاحتفاء بعناصرها، والتواصل مع قديمها، إلى جانب التنوع الملحوظ في استخدام المدارس الحديثة، ومن أبرزها التجريدية والرمزية والسريالية، في تناغم فني متفاعل مع الحياة بكل ما تتضمنه من موجودات، إلى جانب رؤى أخرى تشمل الطبيعة الصامتة، وأعمال نحتية وخزفية وتركيبية تتناول بأشكال جمالية مختلف المواضيع.

واقع وخيال

من خلال ما أنتجه هؤلاء الشباب من أعمال فنية، فإن المساحة الجمالية في المعرض كانت الأكثر بروزا ووضوحا، تلك التي أكدتها الأساليب المتنوعة المستخدمة من قبل الفنانين الواعدين، إلى جانب التنقل بين مختلف المدارس الفنية، والمواضيع التي اختار عناصرها الفنانون من الواقع تارة ومن الخيال تارة أخرى، بالإضافة إلى أن رؤى أخرى تشمل التراث والبيئة الكويتية والطبيعة الصامتة كانت حاضرة في أعمال المعرض، مما يؤكد اتساع أفق المشاركين، وقدرته على التواصل مع القديم والحديث معا.
عشرة فائزين

قام الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش ومديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر بتكريم الفنانين الشباب العشرة الفائزين وهم: علي علم دار، شوق حمد بهزاد، سارة شير، عبدالرحمن الحملي، فاطمة الفضلي، زينب عيسى محمد، أسراء محمد، عائشة الراشد، علي أمير، ونورة ناصر المشعان.

 


فرقة بقيادة سفير الثقافة الأوكرانية هيرمان ماكارينكو

«أوركسترا كييف» تقدم
ألحانا عربية في الكويت

 

قدمت أوركسترا «كييف كلاسيك» الأوكرانية حفلا موسيقيا مميزا على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا مساء الأربعاء الماضي ضمن مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26 والأسبوع الثقافي الأوكراني في الكويت.
وتعتبر «كييف كلاسيك» من أفضل الفرق الموسيقية في العاصمة الأوكرانية، حيث تميزت من خلال نجاحها في فعاليات موسيقية عديدة على أعلى مستوى في أوكرانيا وخارجها.
وقال أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل في تصريح على هامش الحفل: إن الفرقة حضرت بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يسعى لتقريب الثقافات ما بين الكويت والبلدان الأخرى.
وعبر عن سعادته بأداء الفرقة المميز ومقطوعاتها الموسيقية الرائعة من مدارس عالمية مختلفة، مؤكدا أنها فرقة عالمية المستوى جالت في كثير من عواصم العالم.
وأشاد بما قدمته الفرقة من ألحان عربية وغناء لفيروز وأم كلثوم وأبهرت الجمهور الذي تفاعل معها بشكل عفوي، وبين أن تلك الفعاليات تقرب الثقافات وتعزز العلاقات المشتركة مع الدول، مشيرا إلى حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الانفتاح الثقافي وقبول التنوع والتعدد في مجال الثقافة والفنون ومنها الموسيقى التي تعتبر لغة العالم.

تعاون متبادل
بـــدوره، قـــال سفير أوكــرانيا لـــدى الكويت د. ألكسندر بالانوتسا: إن هذه الفعالية تأتي من الأسبوع الثقافي الأوكراني في الكويت وضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في إطار التعاون المتبادل والشراكة بين الكويت وأوكرانيا.
وتم انشاء أوركسترا كييف في باريس في العام 2004 ومنذ ذلك الوقت قدمت الفرقة تحت قيادة القائد هيرمان ماكارينكو حفلاتها في أفضل قاعات العالم، على سبيل المثال قاعة مقر اليونسكو (باريس) وكاتدرائية لا مادلين (باريس) وقاعة بيدرخ سميتانا (براغ) وذا سيركل رويال جولوا (بلجيكا) وأوبرا القاهرة (مصر) وغيرها من القاعات الرائدة في قوانغتشو وشانغهاي وشيامن وما إلى ذلك، وتم الترحيب بمهارات وموهبة أعضاء الأوركسترا في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وصربيا وإيران وجمهورية التشيك وقبرص ومصر والصين ودول أخرى.
وخلال أكثر من 15 عاما منذ إنشائها كانت الأوركسترا مشاركا رئيسيا في المشاريع الثقافية السنوية مثل: «حفل شتراوس للعام الجديد» و«إعلان الحب» والحفل المكرس ليوم القديس نيكولاس وبالتعاون مع سفارات الأرجنتين وأرمينيا والنمسا واذربيجان وبلغاريا وجمهورية التشيك واليونان والعراق وليتوانيا ومولدوفا والنرويج وبولندا وتركيا والسويد وغيرها، حيث نفذت أوركسترا «كييف كلاسيك» بنجاح مشروعها الدولي الذي يهدف إلى مد جسور الصداقة بين مختلف دول العالم.
جدير بالذكر أن المدير الفني والقائد الرئيسي لأوركسترا «كييف كلاسيك» هو الفنان من أجل السلام لليونسكو وسفير الثقافة الأوكرانية وفنان الشعب الأوكراني وقائد الأوبرا الوطنية لأوكرانيا الدكتور في الفنون مايسترو هيرمان ماكارينكو.


قدم مقطوعات موسيقية متناغمة في مركز اليرموك الثقافي

بسام البلوشي يعزف
في ليلة «القانون»

كتب: حافظ الشمري
ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان القرين الثقافي، بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية، أقيمت ليلة العزف على آلة القانون للعازف د. بسام البلوشي، بمصاحبة عدد من العازفين الموسيقيين، وذلك على خشبة مسرح مركز اليرموك الثقافي، بحضور جماهيري كبير، وتخلل العزف الموسيقي وصلات غنائية بصوت د. زينب عوض.
استعرض العازف البلوشي قدراته في العزف على آلة القانون، فألهب الجمهور الذي تفاعل معه بانسجام، حيث قدم مجموعة من المقطوعات الموسيقية المتنوعة شكلا ومضمونا وخليطا بين العزف الموسيقية الكويتية والعربية والتركية، وسط مشاركة لافتة من عازفي الفرقة الموسيقية.

مقطوعات متناغمة
قدم البلوشي مقطوعات موسيقية متناغمة على التوالي بينها «سماعي حجاز»، «صوت كويتي»، «إسطنبول»، «سألوني الناس» لفيروز، موسيقى مسلسل «سنوات الضياع»، «أسكدار»، «أغنية تركية»، و«موسيقى كويتية»، كما غنت د. زينب عوض بصوتها العذب وألهبت الحضور.
وقال د. بسام البلوشي: إن الأمسية التي قدمها كانت متنوعة ما بين الموسيقات المحلية والعربية والتركية، حرصا على إرضاء أكبر قدر من أذواق الجمهور، وبينها موسيقات لأغان ومسلسلات شهيرة، مثمنا هذه المشاركة من قبل القائمين على دار الآثار الإسلامية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين.

بيئة موسيقية
جدير بالذكر أن د. بسام البلوشي نشأ في بيئة موسيقية، وتعلم العزف على البيانو والعود والقانون منذ الصغر، وترك دراسة الطب في ايرلندا وتخصص في الموسيقى بعد التحاقه بالمعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت، وأكمل دراسته بتخصص القانون، وشارك البلوشي بالعديد من الحفلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية، ويعتبر البلوشي من أمهر العازفين على آلة القانون في الكويت.

Happy Wheels