مهرجانات وأنشطة

النشرة السابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السابعة

 

 

إشادة أميرية بالرسالة السامية للمجلس الوطني

 

ثمانمائة نشاط في مختلف فروع الثقافة والفنون والآداب
كتب: عبدالحميد الخطيب
في يناير 2017 استقبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - وزير الإعلام –آنذاك - الشيخ سلمان الحمود، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، ومستشار سلسلة عالم المعرفة في المجلس الوطني د. محمد الرميحي، حيث أطلعوا سموه على الأنشطة الأدبية والفنية المختلفة التي أقامها المجلس الوطني أخيرا، والدور الذي يقوم به في دعم ورعاية الإبداع الفكري والثقافي.
وأشاد سموه بالدور الفاعل الذي يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من خلال إقامة المهرجانات والأنشطة الثقافية التي تمثل رسالة سامية في نشر الوعي الفكري والأدبي، متمنيا سموه لهم دوام التوفيق والنجاح.
كما استقبل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله - وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك - حفظه الله - وزير الإعلام وقيادات المجلس الوطني بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية؛ حيث دأبت القيادة السياسية دائما على دعم ورعاية جميع الأنشطة الثقافية، ومساندة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لممارسة دوره الحضاري في رعاية المبدعين الكويتيين، وفي نشر الثقافة العربية والإسلامية، ومد الجسور مع مختلف الشعوب الشقيقة والصديقة، عبر عشرات الأنشطة والمهرجانات التي تصل سنويا إلى نحو ثمانمائة نشاط في مختلف فروع الثقافة والفنون والآداب.
وفيما يلي نقدم إضاءة ونبذة سريعة عن أهم ما قدمه المجلس خلال العام 2017:

 


يقيم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب العديد من المهرجانات والأنشطة الثقافية سنويا والتي تتنوع أنشطتها ما بين مهرجانات ومناسبات عامة ووطنية وغيرها، والتي تشكل مؤشرا واضحا على وعي المجتمع، بوصف هذه الانشطة مقياسا لدرجة الحراك الثقافي والاجتماعي فيه.
وشهد عام 2017 زخما كبيرا وتظاهرات فنية وثقافية متميزة، سنذكرها في السطور التالية:
نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في بداية عام 2017 وتحديدا 10 يناير مهرجان القرين الثقافي الـ 23 وهو التظاهرة الثقافية الأكبر في دولة الكويت، وأقيم تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وضم انشطة مختلفة حملت معها العديد من الرؤى والفعاليات والإبداعات الكويتية والعربية، محتفيا بأبناء الكويت المبدعين في مختلف مجالات الثقافة بمنحهم جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية تقديرا لإسهاماتهم الفكرية، كما ضمت انشطته معارض للشباب وندوات تظهر دور الكويت الإنساني والذي تكرس من خلال اختيار صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، قائدا للإنسانية، ودولة الكويت مركزا للإنسانية.
وتنوعت فعاليات القرين الـ23 وشهد افتتاح بعض المكتبات العامة كمكتبة نصف عيسى العصفور ومكتبة سعد العبدالله العامة، وذخر بالعديد من ورش العمل والامسيات الأدبية وإصدارات ثقافية، كما شهد المهرجان الاحتفاء ببعض الرموز الكويتية من خلال منارة ثقافية للفنان الراحل علي زكريا الأنصاري ومنارة للمخرج المسرحي الراحل فؤاد الشطي ومعرضا لصور الراحل غانم الصالح التي توضح مسيرة الفنية الحافلة بالأعمال الرائعة، بالإضافة الى أمسيات موسيقية وعروض لفن الدمى والعرائس المسرحية وعروض سينمائية وغيرها من الانشطة.
وأقام المجلس الوطني في المرسم الحر ملتقى النحت الدولي الأول لمدة أسبوعين (في الفترة من 5 إلى 20 مارس 2017)، وشارك في الملتقى نخبة من النحاتين الكويتيين منهم فهد الهاجري وجاسم بوحمد وعبدالحميد إسماعيل، وضيوف الشرف النحاتين عباس مالك وسامي محمد وخزعل القفاص، ومن مملكة البحرين شارك النحات فؤاد الفلاح، ومن بلغاريا النحات زدرفاجو تسيننانوف، ومن سلطنة عُمان النحات خليل الكلباني، وشارك النحات البرازيلي الشهير المقيم في إيطاليا برينلو ريناتو، والنحات السعودي طلال الطحيس، ومن المملكة المغربية النحات محمد العادي.
وتعتبر هذه التظاهرة الفنية هي التظاهرة الأولى التي يقيمها المجلس لإحياء فنون النحت، خصوصا النحت على الخشب، واستضافة نخب من نحاتي العالم للمشاركة والاحتكاك الفني ومشاركة نحاتي الكويت وتبادل الخبرات.
ونظم في الفترة من 13 مارس 2017 حتى 23 من الشهر نفسه مهرجان اجيال المستقبل 28، وضم مجموعة من الفعاليات الترفيهية والتثقيفية للطفل وعروضا مسرحية وامسيات موسيقية ورحلات تعليمية بإشراف مراقبة ثقافة الطفل التابعة لقطاع الثقافة في المجلس الوطني، كذلك تضمنت انشطة المهرجان مجموعة من الورش العملية ودروس العمل المخصصة في مجالات الثقافة والفنون المختلفة، ومجموعة من المحاضرات لعدد من الاساتذة والخبراء المختصين.
واحتفلت الكويت، في الفترة من 24 حتى 27 مارس بإطلاق مهرجانها السينمائي الأول، وشمل 23 فيلما موزعة على ثلاث مسابقات هي مسابقة أفلام الكويت القصيرة (من دقيقتين إلى 39 دقيقة) ومسابقة أفلام العالم القصيرة (40 دقيقة فأكثر) ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. ولم يقتصر على عرض أعمال سينمائية للمخرجين فقط إنما فتح مجالا واسعا للتعلم وتبادل الخبرات والأفكار بين محبي الفن السابع. واستمرت أنشطة المهرجان حتى 28 مارس.
وشارك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الجناح الكويتي بمعرض سوق السفر العربي 2017 (الملتقى) الذي اقيم في دبي خلال فترة 24 - 27 ابريل 2017 في مركز دبي التجاري العالمي، وذلك بالتعاون مع قطاع السياحة بوزارة الاعلام وعدد من شركات السفر والفنادق الكويتية. وتضمنت مشاركة المجلس الوطني بتسويق دليل السياحة الثقافية لدولة الكويت لترويج المراكز السياحية التراثية والفنية التابعة له.
وفي 1 مايو 2017 اقيم مهرجان الموسيقى الدولي الـ 20 واستمر حتى 6 من الشهر نفسه وكرم خلاله الموسيقار الكويتي الراحل محمد التتان، وشهد إقامة أنشطة عدة تجمع ثقافات العالم الموسيقية من الفنون التراثية والفولكلورية والأوبرالية والشعبية والغربية.
وفي 13 مايو 2017 انطلق مهرجان «الطفل العربي» في دورته الخامسة وكانت شخصية المهرجان د. سهام الفريح وتضمنت مسابقته الرسمية 5 عروض مسرحية من الأردن وتونس و3 عروض كويتية لفرق خاصة.
ويولي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عالم الشباب الثقافي اهتماما كبيرا، باعتباره أحد المحاور الرئيسية لنشاطاته، فالمجلس وضع منذ تأسيسه استراتيجية طموحة لثقافة الشباب وضمن هذه الاستراتيجية، ينظم المجلس الوطني سنويا مهرجان “صيفي ثقافي”، يهدف من خلاله إلى استقطاب الشباب وملء أوقاتهم أثناء الإجازة الصيفية بالعديد من الفعاليات التي تعمل على ترسيخ قيم ومفاهيم الانتماء والولاء للوطن وتعزيز قدراتهم بالصورة الإيجابية وصقل مهاراتهم وتنمية خبراتهم في المجالات الثقافية والأدبية والفنية والعلمية، وتضمنت الدورة ال12 للمهرجان والتي اقيمت في الفترة من 10 حتى 29 يوليو 2017 العديد من الأنشطة الموسيقية والمسرحية والتشكيلية والشعرية والتراثية اضافة إلى معرض للكتاب وندوات ثقافية وكان الاقبال على متابعة انشطتها كبيرا جدا.
وشهد 1 أغسطس 2017 اقامة الدورة 19 للمهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، وقدم المجلس الوطني من خلال هذا المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الموجهة للأطفال والناشئة، والتي تهدف الى استغلال وقت فراغ الصغار في وقت العطلة الصيفية ومحاولة تقديم فنون مختلفة تعزز مضامين التربية والتعليم، ومنها عرضان مسرحيان هما «صندوق ألعابي» لفرقة «تياترو» و«ماما نانا» لفرقة باك ستيج قروب، وكانت جميع الفعاليات والعروض المقدمة خلال المهرجان مجانية ومفتوحة لكل شرائح الجمهور.
واقيم في 11 سبتمبر 2017 مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية» وشارك فيه خمسة عروض هي «جاري العرض» لفرقة مسرح الخليج العربي، «القرينية» لفرقة المسرح الشعبي، «الشاليه» لشركة مايندز للإنتاج الفني، «نهيق الأسود» للمسرح الكويتي، «فرحة ما تمت» لمؤسسة باك ستيج جروب للإنتاج الفني، وكان شخصية المهرجان لهذا العام هو الفنان طارق العلي.
وفي 08 نوفمبر2017 وقع امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة اتفاقية إجراء عمليات المسح والتنقيب الاثري في موقع القلعة الهلنستية وموقع منطقة القصور بجزيرة فيلكا مع مديرة بعثة التنقيب الأثري الفرنسية بدولة الكويت د.جولي بونريك من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى.
وتضمنت الاتفاقية 17 بندا من بينها إلزام الفريق الفرنسي بالقوانين الكويتية والمرسوم الأميري رقم 1 لسنة 1960 المتعلق بقانون الآثار طوال فترة إقامة الفريق واستعداده للقيام بأعمال المسح والتنقيب الأثري بالموقع وترميم وصيانة المواد الأثرية المكتشفة وتدريب وتأهيل أعضاء الفريق الكويتي المشارك مع البعثة .
وفي 14 نوفمبر 2017 وقع المجلس الوطني ومتحف موسجارد في الدانمارك اتفاقية تعاون في مجال التنقيب عن الآثار في دولة الكويت. وتُعد هذه الاتفاقية تجديدا لاتفاقية سابقة انتهت مدتها الزمنية، وتأتي بعد بروز أهمية استكشافات الفريق الكويتي الدانماركي المشترك منذ العام 2008 وحتى يومنا هذا، وكذلك ما أحرزه الفريق من تقدم ملحوظ في النشاط التنقيبي والتي بفضلها أُعيد صياغة تاريخ جزيرة فيلكا القديم خلال عصور سحيقة بينها العصر البرونزي.
وتتكون الاتفاقية من 18 بندا تراعي كل الشروط الواردة في المرسوم الأميري رقم 1 لسنة 1960 الخاص بقانون الآثار في دولة الكويت ومن بينها تدريب الكوادر الوطنية وتوثيق أعمال التنقيب وما ينتج عنها من اكتشافات وتسليمها للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وانطلقت في 15 نوفمبر 2017 فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين والذي ينظمه المجلس الوطني برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، وافتتحه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة السابق الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي ومدير المعرض سعد العنزي وعدد من أعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي.
وكانت دورة المعرض في 2017 تظاهرة ثقافية ناجحة بكل المقاييس وضمت جمعا كبيرا من الناشرين والمثقفين ودور النشر والمكتبات، حيث شارك 479 دار نشر مثلت 28 بلدا عربيا وأجنبيا، إضافة الى العديد من المؤسسات الرسمية ومنظمات عربية ودولية.
وفي 27 نوفمبر 2017 افتتح الاسبوع الثقافي اللبناني تحت رعاية المجلس الوطني، واحيت حفل الافتتاح الأوركسترا الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو أندريه الحاج على مسرح عبدالحسين عبدالرضا - السالمية، وسط حضور ديبلوماسي وجماهيري كبير.
وفي 11 ديسمبر 2017 اقيم تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبحضور معالي الشيخ علي جراح صباح الصباح نائب وزير شؤون الديوان الأميري آنذاك، المؤتمر الدولي السادس (علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر) في تعاون متميز بين المجلس الوطني وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بحضور الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، واقيم المؤتمر في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وانطلق مهرجان الكويت المسرحي 12 ديسمبر 2017 وشارك فيه عدد من المسرحيات: «ليلة ربيع وقمراء» لشركة المهندز للإنتاج الفني، «صالحة» لفرقة مسرح الشباب، «غفار الزلة» لفرقة مسرح الخليج العربي، «أمكنة اسماعيل»، لفرقة المسرح العربي، «موعد مع» لفرقة المسرح الشعبي، «هلوسة» لشركة سوبر ستار للإنتاج الفني، و«الرحمة» فرقة المسرح الكويتي.
إلى ذلك شارك المجلس الوطني في 18 ديسمبر 2017 بالاحتفال الخاص بيوم اللغة العربية الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام، ويحتفل العالم العربي بهذا اليوم سنويا بموجب قرار المجلس الاستشاري لمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابع للأمم المتحدة (اليونيسكو) الذي اتخذ في عام 2012، وهي كانت قد اعتمدت لغة الضاد في مؤتمرها الثالث عام 1948 كلغة ثالثة الى جانب الإنجليزية والفرنسية في أي اجتماع يتقرر عقده في بلد عربي.
ويسهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتقديم كل أشكال الدعم لتعزيز اللغة العربية من خلال نشره وتوزيعه آلاف النسخ من السلاسل الدورية سنويا مثل: عالم المعرفة، عالم الفكر، إبداعات عالمية، الثقافة العالمية، والمسرح العالمي في الدول العربية، وبكلفة ماليه زهيدة. وفي 2017 أقام المجلس عشرات الورش والفعاليات التي تسهم في غرس اللغة العربية لدى الأطفال والناشئة ودعم أنشطة المجتمع المدني الرديفة التي تعزز من ترسيخ الكتابة والمحادثة باللغة العربية.
يعمل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعم العلاقات الثقافية الخارجية لدولة الكويت وتنميتها، من خلال التوقيع على الاتفاقيات الثقافية وبرامج العمل مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة، ووضعها موضع التنفيذ، والتواصل مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتواصل عربيا من خلال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ISESCO)، والمنظمات الثقافية المشابهة، وقد بلغ عدد الاتفاقيات الثقافية مع الدول الأجنبية 45 اتفاقية، وعدد 20 اتفاقية مع الدول العربية بالإضافة إلى البرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم الثنائية في مجال الثقافة والفنون والآثار.
ويهتم المجلس الوطني بإقامة الأيام والأسابيع الثقافية العربية والأجنبية في الكويت، وتنظيم الأيام والأسابيع الثقافية الكويتية في الخارج، لما لها من دور كبير في دعم العلاقات بين دولة الكويت وشعوب الدول الشقيقة والصديقة، إذ تمثل هذه الأسابيع صورة حية للتبادل المعرفي والثقافي والفني بين الشعوب، وفرصة للاطلاع على تجارب الآخرين وإبداعاتهم، وما توصلوا إليه من تقدم في مجالات الثقافة والفنون، كما أنها فرصة جيدة لتعريف الشعوب الأخرى بالتراث الثقافي والحضاري لدولة الكويت، وبإسهامات أبنائها المبدعين.
وتهدف الدولة من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى تشجيع الإبداع الفني والأدبي ونشر الثقافة الراقية في المجتمع من خلال تنفيذ مشروع التبادل الثقافي والفني داخل وخارج الكويت ضمن إطار الخطة الخمسية للتنمية، والعمل على إيجاد جيل واع يؤمن بالتحاور وقبول الآخر وينبذ أفكار التعصب والغلو من خلال الإقبال على ثقافة التسامح والاطلاع على ثقافات الشعوب والدول في العالم.


محمد الشارخ: سأظل أسعى
لتحديث اللغة العربية بتقنية الكمبيوتر


كتبت: شهد كمال
خص الفائز بجائزة الدولة التقديرية محمد الشارخ نشرة «القرين» بكلمة جاء فيها:
الحمد لله أنه تم اختياري من بين ثلاثة من موهوبي الكويت، ولنحمد الله فقد وصل التقدير الرسمي الذي لا يصل عادة إلا بعد زمن يتجذر فيه الاستحقاق، ولنحمد الله فعلى الرغم من العواصف الملتهبة حولنا نشعر بالأمان ونستظل بدفء الديبلوماسية الصلبة وبالخبرة والحكمة.
ولنحمد الله، فرغم تذمرنا الدائم والمستحق من قصور التخطيط والتنفيذ فإن المشاريع تمضي، والطرق الحديثة والجسور تبنى، وكذلك الحدائق والمنتزهات الحديثة التي تدار بطرق راقية، وتشاد المراكز الفنية والحضارية التي ستعيد للكويت إشعاعها الثقافي الذي كان في ستينيات القرن الماضي.
ولنحمد الله فعلى الرغم من الهذر الملسون في الشارع، وكثير من الدواوين، ورغم الجدل السياسي في ردهات مجلس الأمة، وعلى الرغم من صخب القضاء وعثراته، فإن مجتمعنا يتمتع بحيوية عالية، ويزخر بأجيال شابة متعلمة ذات عفة ورفعة وتطلع إلى تقدم الكويت.
ولا غرو في أن أغتبط فأنا مع السنعوسي، ألم يعطنا السنعوسي فيلم الرسالة؟ أما يكفي هذا؟! ذلك الوهج الفني الذي كاد يدخلنا صناعة السينما العالمية... لماذا أجهض ذلك المشروع؟ ورغم الانكسار فإنه المكافح الدائم، الكفاح السياسي، بل كفاح الوجود، فما أن تذوي شمعة حتى يومض السنعوسي ثانية بوهج جديد معلنا أنه موجود، في برنامج تلفزيوني أو حواري، أو بطرح أفكار جريئة وبنبرة جلية: أنا موجود فلندعُ لأبي طارق بطول العمر والصحة.
وكيف أغتبط؟ أولست مع عبدالكريم عبدالقادر... الصوت الجريح بحة شجن حزن ردهات وتلافيف في الصوت وطبقات كأن صدى جوانيا داخل صوته يشدو ويصدح، لكم أشجانا وأبكانا في «وطني .. وطن النهار». ولكم غنينا ورقصنا شبانا وشابات مع «آه يا اسمر يا زين»، أين هو الآن؟ لا نراه في الحفلات والمهرجانات والأعراس، لم يهرول صوب المال، ولم يأبه للشهرة إنه موهوب... يكفي.
وأنا سأظل أسعى إلى تحديث اللغة العربية بتطبيع تقنية الكمبيوتر لخصائصها، لماذا؟ سأعود إلى التاريخ حين هزم اليونانيون أسبرطة علق الشاعر سيمونيروس «هزمناهم ليس حين غزوناهم، ولكننا هزمناهم حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم ولغتهم». والعرب لن يتقدموا إلا بلغتهم ومنها. وكما تعلمون فإن ما ينفع الناس يبقى.
وأقدم جزيل الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا التقدير لثلاثة موهوبين أثروا الحياة الكويتية. ثلاثة متفردين ليسوا نسخا طبق الأصل من الجموع.
مسيرة
كيف أنشأ الشارخ شركة صخر؟
أنشأ محمد الشارخ شركة صخر في العام 1982 كشركة كويتية تابعة لشركة العالمية للإلكترونات، ثم بيعت الشركة وجرى نقل مقرها إلى القاهرة، وطورت العديد من التقنيات المتقدمة التي تركت علامات بارزة في صناعة تقنية المعلومات. فقد قامت الشركة بتطوير جيل جديد من تقنيات المعالجة الطبيعية للغة العربية (NLP)، وقد نجحت صخر في أن تتغلب على تفوق تقنية المعلومات الإنجليزية على مثيلاتها العربية، وأن تقوم في الوقت ذاته بتصحيح الاعتقاد الخاطئ بأنه يمكن تطويع الحلول المطورة في الغرب لتناسب احتياجات المستخدمين العرب.
يعمل في مقر الشركة بالقاهرة صخر حوالي 150 من خبراء تقنية المعلومات في مجالات الكلام والترجمة الآلية والبحث والقراءة الآلية والتعليم وإدارة المعلومات، فضلا عن مكاتبها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
أنشأ الشارخ المشروع من خلال اختيار تقنية حديثة لم تكن تدرس آنذاك في الجامعات العربية، وهي اللسانيات الحاسوبية Computational Linguistics، حيث جمع فريقا من اللغويين ومهندسي النظم والمبرمجين في الكويت أولا ثم خلال الاحتلال العراقي للكويت نقله إلى القاهرة.


قصة الإعلامي الوزير من «الشبرات» إلى «العالمية»

السنعوسي: المجلس الوطني أسهم في التثقيف والتنوير طوال 45 عامًا

 

 

جائزة الدولة التقديرية لها قيمة خاصة في وجداني كونها من بلادي
الكويت جُبلت على الوفاء لابنائها المبدعين والمخلصين في العمل العام

على الدولة والمجتمع توفير مزيد من الحرية والحماية للمجلس الوطني
كتب: شريف صالح
عبر حائز جائزة الدولة التقديرية وزير الإعلام الأسبق محمد ناصر السنعوسي عن سعادته بهذا التقدير، وقال: الكويت جبلت على الوفاء لابنائها، وهذا عهد الدولة دوما، وهي غنية بمبدعيها والمخلصين في العمل العام، وفي مختلف المجالات الإبداعية والتنموية في العلوم والفنون والآداب والمعارف والتكنولوجيا والابتكار، وكثيرون منهم قضى عقودا طويلة جدا في إثراء مجال من هذه المجالات، وقال إنه، وإن كان قد حاز كثيرا من صور التكريمات والأوسمة في عدد من الدول إلا أن جائزة الدولة تبقى لها قيمة خاصة في الوجدان «كونها جائزة بلادي وأرفع جائزة تقدم من الدولة»، معبرا عن سعادته بهذا التقدير.
وأضاف: على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يعيد النظر في أسلوب «توسيم» الفائزين بالجائزة، بمعنى أن يحمل حفل التكريم صيغة إبداعية مختلفة عن الصور التقليدية السائدة، والتي لا تخرج عن فيلم وثائقي وكلمات وتسليم الجوائز، مبينا أن أرفع جائزة في الدولة ينبغي أن يصاحب تقديمها نوع من الإبداع والشغف والصور الفنية المبهرة، وأن تكون مناسبة لمشاركة مبدعين من الشباب، بما يجعل الحفل مناسبة لتواصل الأجيال من جهة، وفرصة لأن يقدم فيها الشباب إبداعات تستحوذ على الاهتمام والانتشار، من دون إغفال عنصر الابتكار في كل المضامين.

دور مهم
وعن رأيه في أداء المجلس وتقييمه لمهرجان القرين، قال السنعوسي: إذ نلتقي بمهرجان القرين هذا العام نصادف مرور 45 سنة على إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فنجد أنفسنا مدينين بالشكر والامتنان لنشاط المجلس المنوع الذي يأتي «القرين» واحدا من صوره المميزة.
وأضاف وزير الإعلام الأسبق أن للمجلس الوطني دورا كبيرا ومهما كأداة للتنشئة السياسية والاجتماعية والفكرية، وهو يسهم في نقل سياسة الكويت فيما يخص قيم الحوار والممارسة الديموقراطية، مبينا أن رسالة المجلس هي رسالة هادفة تتخطى نشاط المعرفة السهلة والخفيفة إلى الدور الاجتماعي والثقافي والسياسي، كما أنها رسالة تحترم قيم وتقاليد المجتمع ليتقبلها الناس، وفي الوقت ذاته تعبر عن احتياجاتهم وتطلعاتهم، لافتا إلى أن المجلس استطاع أن يربط المواطنين والمقيمين هنا بالعالم الخارجي؛ إذ قدم ثقافات وحضارات مختلفة لجمهوره. فيما كانت الأسابيع الثقافية المتبادلة مع الدول الأخرى فرصة لتعزيز هذا الربط والتبادل الثقافي المفيد لكل الأطراف.

تحديات
من جهة التحديات الراهنة، قال: المجلس الوطني يحتاج في الوقت الحالي إلى اهتمام ودعم أكبر من الحكومة، وبقدر بسيط من العناية يمكن للمجلس أن يقدم الثقافة والعلم والقيم الدينية والأخلاقية بأسلوب محبب يجذب العقول بكل شغف وحب واقتناع، وبيّن أن المجلس الوطني يمكن أن يؤدي دورا كبيرا في ترسيخ مفهوم «القوة الناعمة»، ويمتلكها ويقدمها من خلال الثقافة والفنون والآداب مع الحضور الذي يتمتع به الفن الكويتي ونجومه البارزون وكوادره الإعلامية والصحافية الرائعة، مضيفا أنه يتعين على الدولة والمجتمع توفير مزيد من الحرية والحماية للمجلس والمبدعين في الكويت، بما يتوافق مع ديموقراطية الدولة المشهود بها، وما يعكس المناخ العام الذي نعيشه الآن.

محطات
بدأ السنعوسي مشواره في المدرسة «القبلية»، وانتهى في الكلية الصناعية التي تخرج فيها سنة 1960، مرورا بـ «المثنى، والمرقاب، وصلاح الدين»، وشهدت جميعها حضوره الواضح في نشاط الكشافة الذي امتد إلى خارج الكويت، وكان من المساحات التي عبر فيها عن جرأة وحضور نقدي، من خلال ما قدمه مع السيار من منولوجات في ليال السمر في معكسرات كشفية.
ثم سافر للدراسة في القاهرة، وفي إحدى قاعات المعهد العالي للفنون المسرحية في حي الزمالك الراقي التقى ثلاثة وجوه من أبناء بلده، هم: خالد المسعود، وخالد الشريعان، وإبراهيم الفارس، الذي حدثوه عن مشروع الكويت الجديد (التلفزيون)، وعن رغبتهم في عودته إلى «الديرة» للمشاركة في إطلاق «شاشتها» الوليدة.
تلك كانت لحظة فارقة في مسيرة فارس الإعلام محمد ناصر السنعوسي... لحظة وجهت بوصلة حياته إلى خارج القاهرة التي كان يدرس في معهدها للفنون المسرحية، بعدما خدع والده بأنه في قاهرة المعز سوف يدرس «المحاماة»، وقد هدف من تلك الخديعة تجنب ثورة عارمة من والده استنادا إلى النظرة السلبية للفنون آنذاك.
ولم يكن قد مضى على انضمامه إلى المعهد سوى عام واحد حينما قطع الدراسة وعاد إلى الكويت ليجد أن مشروع التلفزيون مازال وليدا بإمكانات فقيرة، وكان قد اكتسب خبرات مناسبة في التحضير لمثل هذه المشاريع بعدما حضر «خلسة» اجتماعات التحضير لتأسيس التلفزيون المصري مع خبراء مصريين وعالميين اعتقدوا أنه أحد أعضاء اللجنة من «ولاد» المحروسة.

مسؤولية الإنتاج
منذ بداياته التلفزيونية في أواخر العام 1961 تولى السنعوسي مسؤولية الإنتاج، ووجد نفسه يعمل مخرجا ومنتجا ومنسقا ومراقبا للبرامج، ومعدا ورقيبا، وهي الأعمال التي لم يخرج من تفاصيلها بعدما تولى رئاسة الجهاز لاحقا، وفي خطواته الأولى تسلح بما منحه إياه المدير خالد المسعود من صلاحيات ومرونة في العمل؛ فشرع في وضع خطة للبث وتطويرها، ثم بدأ رهانه على «الإنسان» لتعويض فقر الإمكانات؛ فتمكن في السنوات الأولى من المساهمة بشكل واضح في النهوض بهذا الجهاز، واستحدث العمل البرامجي وصناعة الدراما المحلية، وكان التطور يدهش الجميع، بينما العمل على مدار الساعة حفز البعض لوصف «الشبرات البدائية» بـ «المدينة الساهرة».

جامعة USC
وبمجرد أن مرت خمس سنوات على هذا الكفاح المثمر حتى كان السنعوسي يبدأ دراسته في جامعة «يو إس سي» الأمريكية، بعد أن حصل على دورة تدريبية في محطة الإذاعة البريطانية BBC وفي محطة ITV.
وفي أيامه الأولى في بلاد العم سام ارتبط برفيقة دربه وأم أولاده الإعلامية اللامعة باسمة سليمان، ولم تمض سوى ثلاث سنوات فقط حتى حصل على بكالوريوس الإعلام لتضع الجامعة اسمه على لائحة الشرف، وخلال ذلك أخرج وأنتج (8) حلقات تلفزيونية وثائقية لصالح مؤسسة «يونايتد أرتيست»، كما قام بتغطيات خاصة ومهمة لتلفزيون الكويت.

إمبراطورية
وإلى تلفزيون الكويت، بيته الأول، عاد السنعوسي سنة 1971 في منصب «المدير»، وبعد عامين شغل منصب وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون لتأتي سنوات التوهج لهذا الجهاز، وحول عمله في التلفزيون آنذاك يقول في كتابه المعنون «السنعوسي .. تلفزيون الكويت تاريخ وحكايات»: وجدت نفسي في كل المراحل نقطة جذب واستقطاب للمعدين والمخرجين والفنيين والإعلاميين والممثلين والمطربين والشخصيات العامة، باختصار كنت «رجلا مهما» فيما لم ألتفت إلى أصوات مناهضة لم يرق لها نجاحات التلفزيون فوصوفوه ساخرين بـ «إمبراطورية السنعوسي».
النجاحات التي حققها التلفزيون على يد السنعوسي وزملائه لم يغب عنها إبداعه الشخصي، فإذا كان هو أول من أخرج أغنية لعبدالحليم حافظ من غير المصريين «يا فرحة السمار»، فإنه صاحب العديد من التجارب التي مازالت حية وتعتبر من التراث الفني والوطني ومن أعماله الإخراجية: «أوبريت مذكرات بحار» الذي أخرجه في منتصف السبعينيات، وبلغ من الشهرة آفاقا كبيرة؛ حتى أن مركز جابر الأحمد الثقافي أعاد تقديمه أخيرا برؤية عصرية، وكذلك أوبريت «ميلاد أمة»، وهو عمل قومي شارك فيه نجوم كويتيون وعرب، وفيلم «العاصفة» الذي يعد نقطة انطلاق ومحطة لا تنسى في تاريخ العمل السينمائي في الكويت، حتى أن وزارة الإعلام عمدت في العام 2005 إلى تنظيم احتفالية خاصة بمرور أربعين عاما على عرضه.
وفي الجانب التأسيسي كانت له مبادرات مدهشة أدت إلى مولد معرض الصناعات الكويتية، وتأسيس فرقة التلفزيون التي حفظت للكويت تراثها الفني وأحيته، ونادي الكويت للسينما الذي ترأس أول مجالس إدارته، واللجنة العليا للاحتفال بالعيد الوطني التي ترأسها وتوهجت بها احتفالات الكويت الوطنية.
وفي كل ذلك احتل الفنان مكانة مميزة من اهتماماته فلا يمكن نسيان دوره في تحسين لائحة الأجور في التلفزيون، وإقرار إشهار الفرق المسرحية الخاصة والمحطات الفضائية في الكويت.
وعقب تركه منصب الوكيل المساعد للإعلام سنة 1985 انتقل لرئاسة شركة المشروعات السياحية حتى العام 1992، فجعل منها - خلال هذه السنوات - واحدة من أنجح الشركات الحكومية، وتقف مشاريع مثل «الخيران» و«الواجهة البحرية» شاهدة على هذا النجاح المؤكد.

حضور عربي وعالمي
لم يقتصر حضور السنعوسي على دوره الرائد والتأسيسي لمنظومة الإعلام في الكويت، بل ساهم أيضا في وضع الأسس والدراسات لعدد من المؤسسات الإعلامية، منها: مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك التابعة لمجلس التعاون الخليجي، والتي ترأس مجلس إدارتها منذ العام 1973 حتى العام 1984، حيث بدأت كبيرة وقدمت لنا رائعتها «عالم سمسم»، ووكالة أنباء الخليج، وجهاز تلفزيون الخليج، والمركز الخليجي لتنسيق التدريب الإذاعي والتلفزيوني، وقدم أول مشروع من نوعه في العالم العربي لإنشاء كيبل تلفزيوني في الكويت، وغير ذلك من مبادرات سبقت زمانها في كل زمان.
كما أنتج أفلاما عالمية يأتي على رأسها «الرسالة»، بنســخـــتيه العـــربـــية والإنجلـــيزية، و«عـــمر المختار»، وأفــلام أخرى أُنتجت في هوليوود وعرضت في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان أول شخصية عربية تترأس مهرجان قرطاج الدولي 1984، وأحد مؤسسي مهرجان الخليج للإنتاج التلفزيوني ورئيسه في دوراته الثلاث الأولى التي احتضنتها دولة الكويت، فيما كان حضور تلفزيون الكويت في مهرجان «كان» الدولي نتاجا لجهوده.
وأيضا كان عضو اللجنة العليا للقناة الفضائية المصرية، ومستشارا لقنوات «أوربت»، كما شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للشركة العربية العالمية للإنتاج السينمائي (البحرين)، وهي شركة مؤسسة من حكومات: الكويت، وليبيا، والمغرب.
كما لا يمكن إغفال البرامج التي قدمها أمام الكاميرا، واحتلت مكانة كبيرة لدى المواطنين والمسؤولين على السواء، وأدت إلى تغييرات مجتمعية جوهرية.

عمل خاص
صادفت مسيرة السنعوسي كثيرا من النجاحات في مواقع مختلفة؛ ففي عمله الخاص أسس وأدار شركتي «محمد ناصر السنعوسي وأولاده التجارية»، و«السنعوسي للاستشارات الاقتصادية»، كما شغل موقع الرئيس والمدير العام في شركة شبكة الأنظمة الحديثة، وهي شركة مساهمة عامة، وشركة شبكة الأنظمة الحديثة العالمية، وشركة HIT Films (هيوستن، أمريكا)، وشركة شوبيز المقفلة، وشركة الوفرة للمشاريع السياحية (القاهرة)، وشركة المركز الدولي للتبادل التجاري، وشركة الدليل للنشر والتوزيع، وشركة الجهراء السياحية المالكة لمنتجع «سليل الجهراء»، والشركة المصرية الدنماركية للصناعات الخشبية (مصر)، بالإضافة إلى العضوية في عدد من المؤسسات العلمية والثقافية والفنية والإعلامية والاقتصادية في الكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وفي غير ذلك عمل بوظائف استشارية لمؤسسات وطنية وإقليمية ودولية، وفي عدد كبير من اللجان المعينة والمنتخبة.
وتوج مسيرته بالعديد من الأوسمة والجوائز؛ منها: جائزة أفضل مخرج في مهرجان التلفزيون الثاني في الأسكندرية، وجائزة مهرجان Vestival للأفلام (تشيكوسلوفاكيا)، ووسام الملك عبدالعزيز (السعودية)، وشهادة مواطنة من ولاية تكساس مع لقب سفير النوايا الحسنة، وجائزة مهرجان الخليج السينمائي (دبي)، والجائزة العربية للإبداع الإعلامي، وجائزة شخصية العام الإعلامية (دبي)، وأخيرا جائزة الدولة التقديرية.

العائلة
أما في أجواء العائلة فأستشهد هنا بمقال كتبه الزميل أمجد زكي، يقول فيه «رغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها أسرته في جانب تحملها لغيابه معظم ساعات النهار والليل، سواء في تلفزيون الكويت أو في مشروعات وطنية أخرى، فإن الدفء الأسري يشع في منزله العامر... في ذلك البيت تجد أجواء الهدوء والراحة مكللة بصيغ الاحترام الجميل الذي يميز علاقة الأبناء زياد ولولوة بوالديهما، وكذلك الأحفاد، وإن اكتست الجدران والنفوس بحزن مقيم نتيجة فقدان الابن البكر «طارق»، بعد صراع مع المرض».
ويضيف زكي: «الأستاذ السنعوسي صاحب التجربة المشرفة هو أيضا إنسان ذو حسن مرهف وقلب طري وخلق كريم، يلفت انتباهك تعامله الراقي مع العمالة المنزلية، وقد أسبغ عليهم جميعا روح الانضباط والألفة والارتياح النفسي، رجل منظم جدا لديه أرشيف ثري وممتع للغاية، لا يقبل في كل ممارساته الحياتية إلا التميز. اختلاؤه إلى الموسيقى في ركن هادئ من «الفيلا» تقليد يومي يمنحه صفاء للنفس وتصفية للذهن، كما أن أسلوبه السردي فيه كثير من المتعة، وربما يفسد تداول حكاياته - أحيانا – آراؤه الصريحة وتسميته الأشياء بأسمائها».


حصلتْ على «التشجيعية» في التأليف المسرحي

تغريد الداود: سعدت جدًا
باتصال ومباركة وزير الإعلام لي

 

كتب: شريف صالح
مؤلفة مسرحية شابة فرضت بصمتها في الساحة المسرحية من خلال أعمال مثل «بلا غطاء» و«المجلس» و«يا سادة يا كرام» وأخيرا «غصة عبور» التي شاركت في ثلاثة مهرجانات كبيرة ونالت جائزة الشارقة للتأليف المسرحي قبل أن تنال عنها جائزة الدولة التشجيعية.
وبرغم كل ما حققته تغريد الداود لكنها تعتبر ذلك مجرد انطلاقة نحو طموح لا حدود له.
وفيما يلي دردشة معها:

ماذا يعني لك حصولك على جائزة الدولة التشجيعية؟
الفوز بجائزة من خارج الكويت يشعرني بالرضا عن النفس لكن الفوز بجائزة من بلدي له قيمة مختلفة جدا.. ووسام على صدري.. والطريف أنني قدمت في آخر أيام المسابقة وأوجه التحية للكاتب فهد الهندال الذي حثني على المشاركة بنص «غصة عبور» وقدمته في آخر يومين.. وفرحت جدا باتصال وزير الإعلام محمد الجبري بنفسه وقال لي: نبارك لك على الجائزة.. وللحظة لم أصدق.. والجميل في جائزة الدولة أن أسرتي خصوصا أبي دائما ما يخشى علي من المجال الفني لكن الجائزة أعطت الثقة للأسرة.. لأنها بدعم ورعاية الدولة.. وسعيدة جدا أن أكون إلى جانب كوكبة من المبدعين الكبار خصوصا وزير الإعلام الأسبق الإعلامي الكبير محمد السنعوسي والفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر.. وأيضا أسعدني فوز زميلي الفنان عبد الله التركماني.. والطريف أننا حصلنا على جوائز معا أكثر من مرة.

جائزة الشارقة
سبق لك أن حصلت أيضا على جائزة مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي؟
هذا صحيح.. وهي جائزة عزيزة علي عن النص نفسه «غصة عبور» وعندما تلقيت دعوة للمهرجان لم أكن أتوقع فوزي بالجائزة.. وهناك اهتمام كبير في الشارقة بالمسرح من ناحية الملتقيات والمهرجانات.. ودائما ما نلمس كمسرحيين دعم واهتمام سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة ومتابعته الكبيرة جدا وتحفيزه لنا.. فهو يحرص على متابعة حتى نشرات المهرجان.. وفي إحدى المرات تحدث عن الإيقاع المسرحي ودعا الفنانين إلى مد الجسور مع الجمهور والاهتمام بالتأليف وإحياء دور المؤلف في العرض.. وهو ما تحققه الشارقة من خلال الندوات أو المسابقات أو مرحلة ما بعد المسابقات.. وأشكر سموه على تواضعه وحبه للفن والفنانين وارتقائه بالمسرح العربي.. وأعتبر مصافحتي لسموه جائزة في حد ذاتها.. وأتمنى بعد الفوز بجائزة الشارقة وبجائزة الدولة التشجيعية أن أقدم شيئا يكون على مستوى المسؤولية.

دراما تلفزيونية
بعد نجاحك ككاتبة مسرحية.. ألا تفكرين في الدراما التلفزيونية؟
الدراما التلفزيونية لها إغراءاتها.. وكثيرون يسألونني متى تكتبين للتلفزيون.. وجاءتني بعض العروض.. ولا أستبعد الفكرة لكنني أؤجلها قليلا.. فالتلفزيون يستهلك الكاتب والكتابة ولا أضمن القيمة الفنية والحفاظ على نصي.. فـ «تو الناس على الكتابة للتلفزيون».. وربما كلما كان الكاتب أكبر عمرا امتلك الخبرات للكتابة للتلفزيون.
وماذا عن المسرح التجاري؟
تأتيني أيضا عروض من المسرح الجماهيري أو التجاري.. لكنني لا أحب استسهال الكتابة.. خصوصا لمسرح الطفل.. لذلك أبتعد عنه لشعوري بالمسؤولية.. والبعض يريد أن يدفعك لكتابة أي شيء.. لكنني أحترم الكلمة والنص وأشعر بالمسؤولية أمام ثقة الناس وتفاعلهم معي.. أذكر في أحد العروض تابعت أحد المتفرجين وهو يبكي متأثرا من الحوار.. وهذا جعلني أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه كل كلمة أكتبها.. وأنظر إلى الجمهور دائما على أنه أفضل مني.

رؤية
هل هناك مخرج تتمنين العمل معه؟
لم أفكر في هذا السؤال من قبل.. بالتأكيد هناك أسماء كثيرة يسعدني التعاون معها سواء من الكويت أو العالم العربي.. وتجربتي مع المخرج محمد العامري كانت مميزة جدا.. كنت أعرفه جيدا كفنان.. وإن لم يجمعنا عمل مشترك.. واكتشفت أنه مخرج مخلص جدا للنص يقرأه بعناية ويستكشف كل أبعاده ويطرح أسئلة كثيرة رغم أنه يعرف تماما ماذا يريد.. لكنه ليس مثل المخرجين الذين لديهم رؤية معلبة ومسبقة يركبونها على النص. ولهذا السبب يأخذ وقتا طويلا في التنفيذ لأنه يهتم جدا بكل التفاصيل ويناقشني في أي تغيير أو تعديل..
ماذا في رصيدك إلى الآن؟
حوالي عشر مسرحيات.. وهناك مشاريع قيد التحضير والكتابة.. وبعض الجهات قد تطلب مني كتابة نص لها لكنني لا أجيد تفصيل النصوص ربما نتفق على خطوط عريضة فقط.
برأيك من أبرز كاتبات المسرح في الكويت؟
هناك أسماء لها اجتهادات لكن في حدود ما اطلعت عليه تعجبني تجربة فطامي العطار وهي كاتبة متميزة وبدأت قبلي وزعلت لتوقفها منذ فترة.
الفرق الأهلية
كيف ترين المسرح في الكويت مقارنة بالعالم العربي؟
المسرح العربي منفتح أكثر.. والمسكوت عنه لدينا أكبر.. وبعض التجارب العربية مهمة لكن يعيبها الحوارات الطويلة لقناعتي أننا في عصر السرعة والتكثيف والاختزال.. والكثير من العروض الجيدة تسقط بسبب إهمال الإيقاع وشعور الجمهور بالملل.
وماذا عن الفرقة المسرحية الأهلية في الكويت؟
الفرق الأهلية في الكويت جميعها بمثابة عائلة واحدة لنا.. ربما نقدم عملا مع فرقة والآخر مع فرقة مختلفة.. وهذا أمر إيجابي.. لكن يهمني أن تتحسن أوضاعها إلى الأفضل لأنها للأسف تعمل بدون خطة سنوية أو أهداف واضحة.. ومعظمها فقدت هويتها في حين أنها في بداياتها كان لكل فرقة هويتها الفنية وأسلوبها.. الآن كل شيء يصير حسب الظروف.. فأتمنى أن تضع الفرق خططا مسرحية لنفسها وأنشطة ثقافية وبرامج لعروض مسرحية.. وتفتح الباب لقراءة تجارب ونصوص مسرحية لتوفر أمام المخرجين والممثلين بدلا من مقولة إنه لدينا أزمة نصوص. فلو هناك مسابقات للنصوص أو تجارب قراءة حتما هذا سيحفز الكُتاب لتقديم أفضل ما لديهم.. لكن للأسف بعض الفرق لا يعرفون أساسا أسماء الكتاب الشباب ولم يطلعوا على تجاربهم.

مشكلة
برأيك.. هل يمكن طرح مثل هذه المشكلة من خلال الندوة الرئيسية لمهرجان الكويت المسرحي؟
أتمنى فعلا أن تخصص ندوة فكرية عن المؤلف وأسباب انحسار دوره مع زيادة اعتماد المخرجين على أنفسهم في صياغة النصوص.. وإلى أي مدى يحق للمخرج التصرف في النص؟ فالبعض يكتفي منه بالفكرة أو ربما يقوم بتشويهه.
وكيف تقيمين دور المؤسسات الثقافية والفنية ومدى اهتمامها بالشباب؟
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقوم باجتهادات مهمة في دعمنا كشباب.. وهناك أيضا رابطة الأدباء.. وأصبح هناك اهتمام أكبر بحقوق المؤلف وتسجيل أعمالنا لضمان حقوق الملكية الفكرية.. لكن المشكلة التي نعاني منها حقيقة أن معظم هذه المؤسسات تعمل في جزر منعزلة.. كل منها بمعزل عن الأخرى ولا يوجد التكامل المنشود فيما بينها.. وأيضا نفتقد الأجواء الثقافية والفنية التي كانت في الماضي حيث تكون هناك دائما فرص للتواصل والتفاعل بين المثقفين والفنانين.

نقد
هل النقد يواكب المشهد المسرحي؟
دور النقاد مهم جدا لكن للأسف تراجع حاليا.. وأؤمن أن الناقد هو المرآة التي أرى من خلالها العمل وأستطيع تطوير أدواتي من خلال رؤيته.. لكن بعض الأشخاص يكون لديه حكم مسبق على العمل.. مثلا إذا كان الكاتب خليجيا فلابد أن يقدم عملا تراثيا.. أو لأنه عرض خليجي فلابد أن يتميز بالثراء في الديكور.. أو تجد من يستغرب لماذا العرض كئيب وأنتم ليس لديكم هموم في الخليج؟ وهل لا بد أن أكون فلسطينيا أو سوريا كي أكتب عن الهموم؟ مشكلتنا أننا لا ننفتح على الآخر ونظل أسرى الأحكام المسبقة. ومعظم ما يكتب من نقد لا يخرج عن النقد الانطباعي أو التعليقات الانفعالية في الندوات التطبيقية. لكن النقد الذي نحتاج إليه ككتاب ومسرحيين يفترض أن يكون تحليليا ويساعدنا في اكتشاف نقاط الضعف والقوة.

أضواء
رغم ما حققته في السنوات الماضية من حضور ونجاح لكنك بعيدة عن الأضواء نسبيا.. ما السبب؟
لا أشعر بأن الأضواء مهمة للكاتب.. ربما للمطرب أو الممثل.. الكاتب يريد أن يكتب فقط.. وربما تضره الشهرة أكثر مما تفيده.. ورغم أن لدي أصدقاء كثيرين في الإعلام.. لكنني لا أحب الظهور كثيرا.. الأمر الآخر للأسف بعض من يتابعون الأنشطة المسرحية والثقافية يطرحون أسئلة في منتهى السذاجة وتضع الضيف في حرج.. فياليت تكون لدينا برامج متخصصة يقوم عليها من يتابعون الحركة المسرحية ويعرفون تجاربنا كي تكون هناك أسئلة ذات قيمة تستحق الإجابة عنها.

أمنيات
إلى أين يصل طموحك؟
طموحي لا حدود له.. وأعتبر ما وصلت له إلى اليوم مجرد انطلاقة لما هو أكبر.. أتمنى أن أقدم نصوصا تثري الحركة المسرحية العربية.. وأتمنى أن أكون قد أعطيت المسرح قدر ما أعطاني من تجارب وأصدقاء ومنظورا آخر لفهم الحياة.. وأحب أن أكتب عن الأصوات والحالات الإنسانية التي لا صوت لها.. وأحب أن أغير الصور النمطية عن المرأة في المسرح وأعطيها حضورا أكبر.


«عمارة الكويت» .. التاريخ يحكي في الأڤنيوز

 


كتبت: سهام فتحي
افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف للشؤون الهندسية بالإنابة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سمير القلاف، معرض الكويت «تاريخ وعمارة» بمجمع الأڤنيوز والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويأتي هذا المعرض ضمن أنشطة الدورة الـ 24 لمهرجان القرين الثقافي ليحكي بساطة البناء في البيت الكويتي قديما، كما اشتمل عدة لوحات تعرض مراحل إعادة ترميم وتعديل بعض المباني التراثية المهمة بالكويت مثل بيت ديكسون والمرسم الحر وغيرهما، وعرض المواد المستخدمة في بنائها قديما بشكل مصغر مثل «طابوق طيني، صخر بحر، جندل، باسجيل، بواري، طين، بالإضافة إلى الأبواب والشبابيك والأعمدة الخشبية».
وعقب جولته في المعرض، قال المهندس سمير القلاف إن المعرض يهدف إلى تعريف المواطن الكويتي وتوعيته ببساطة البيت الكويتي القديم وطريقة بنائه قديما والذي كان يتكون من حوائط صخر بحر وطين وأسقف خشبية مغطاة بالطين، إضافة إلى الأبواب والشبابيك البسيطة بشكلها المعتاد قديما.


في ندوة «كتاب الشهر» التي تنظمها مكتبة الكويت الوطنية
علي الرئيس: الشيخ عبدالسالم... مسيرة عطاء وبناء

 

أحب مجالس الأدب... وكان الشعراء يقولون فيه الشعر فيرد عليهم بالشعر
الكويت تأسست على سياسة الحياد وأن تكون علاقتها طيبة مع كل الدول

كتب: مدحت علام
احتفاء بالمعرفة وبدورها المهم في التنوير، ومن أجل تسليط الضوء على إصدارات كتب لمؤلفين كويتيين متميزين، اختارت مكتبة الكويت الوطنية ضمن ندوتها الشهرية «كتاب الشهر» الحديث عن كتاب «الشيخ عبدالله السالم الصباح... وثائق وصور من حياته»، للباحث علي غلوم الرئيس، وذلك في سياق فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ24.
وتناولت مؤلف الكتاب في الندوة - التي أدارتها الكاتبة والباحثة أبرار ملك - الدوافع التي أسهمت في إعداده وجمع مواد هذا الإصدار القيم من خلال المصادر التاريخية النادرة، ومن ثم عرج إلى الظروف التي واكبت الإعداد والتأليف والتوثيق، مؤكدا أن الكتاب يعد الأشمل والأدق في تناوله سيرة أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، كما عرض جوانب كثيرة في حياة الراحل «رحمه الله»، وفترة حكمه، والمناسبات والأحداث العديدة التي جرت موثقة بالصور والمراسلات والبيانات الرسمية.
وفي الاستهلال تحدث مدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل عن انتظام ندوة الشهر التي تنظمها المكتبة منذ فترة من أجل تسليط الأضواء على الكتب ذات القيمة المعرفية الكبيرة، وذلك لتشجيع المؤلفين ودور النشر ومراكز البحوث والدراسات على القيام بأدوارها الوطنية والمعرفية في نشر الثقافة، وأكد العبدالجليل أن كتاب هذا الشهر من أهم الكتب التي أصدرها مركز الدراسات والبحوث في الكويت لما يحتويه من مخطوطات وصور ومعلومات نادرة ومهمة، متقدما بالشكر لمؤلف الكتاب الذي أخذنا إلى حقبة مهمة من تاريخ الكويت القديمة، من خلال مسيرة الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وأفاض الرئيس في حديثه عن كتابه وما يحتويه من صور ووثائق، مشيرا إلى إصداره لكتب سابقة، ثم تطرق إلى هوايته في جمع الوثائق والصور والمجلات والصحف القديمة، مما ساعده على تجميع مادة كتابه، الذي يسجل جانبا مهما من تاريخ الكويت الاجتماعي والسياسي، وأنه عرض الفكرة على رئيس مركز الدراسات والبحوث الدكتور عبدالله يوسف الغنيم الذي شجعه على تنفيذها وقدم له الدعم الكافي.
وتحدث الرئيس عن الخطوات التي من خلالها تمكن من إصدار كتابه واستعانته بالمجلات والصحف الكويتية والعراقية لتغطية مادة الإصدار، وتقسيمه للكتاب إلى عدة أبواب بتصدير الدكتور عبدالله الغنيم، وأنه استعان بالأخبار التي غطتها صحيفة كويت اليوم، وغيرها من المجلات والصحف التي رافقت حياة المغفور له الشيخ عبدالله السالم رحمه الله.
وأوضح المؤلف أن كتابه غطى فترات وأحداثا كثيرة مرت بها الكويت مثل الفترة الانتقالية والتي يطلق عليها «الاستقلال»، والأزمة التي اختلقها عبدالكريم قاسم مع الكويت، وشجاعة الشيخ عبدالله السالم في مواجهة هذه الأزمة، متحدثا عن مواقف إنسانية للمغفور له عبدالله السالم، ومنها حينما أبلغ بخبر وفاة عبدالكريم قاسم لم يشمت فيه بل قال: رحمه الله، ثم تحدث الرئيس عن موضوع الديموقراطية والمجلس التأسيسي وصدور الدستور والملاحظات التي قدمت فيه وموقف الشيخ عبدالله السالم منها.
وانتقل الرئيس في حديثه عن كتابه إلى الإدارة والاقتصاد وزيارته للشخصيات، موضحا أن الصور لديه كانت متوافرة ولكن ينقصه المواد والأخبار، مما جعله يتجه للصحف العراقية التي وجد فيها بعض ما يطمح، خصوصا في زيارة الشيخ عبدالله السالم إلى العراق ولندن لحضور حفل تتويج الملكة، وكشف عن دور المغفور له في التدخل لحل الأزمة بين شاه إيران وجمال عبدالناصر، وقال الرئيس: «الكويت تأسست على سياسة الحياد وأن تكون علاقتها طيبة مع كل الدول».
وشدد المؤلف على القيمة التي تحملها جريدة «كويت اليوم» في الحصول على الأخبار المهمة، كما أشار إلى قلة المصادر القديمة التي غطت رحلات الشخصيات الكويتية القديمة التي لها دور في بناء دولة الكويت، وأشار الرئيس إلى الوثائق التاريخية المهمة مثل وثيقة بناء قصر الشعب، ووثيقة من شركة كهرباء الكويت، عبارة عن فاتورة كهرباء تطالب المغفور له بالتسديد أو قطع الكهرباء عنه، ووثيقة أخرى من مكتب البريد باسمه وهي من مقتنيات مركز البحوث تطالبه بتسديد اشتراكه في الخدمة البريدية وغير ذلك من الوثائق التي تؤكد على تواضع الشيخ عبدالله السالم «رحمه الله».
ثم طرحت مديرة الجلسة أبرار ملك على المحاضر سؤالا يتعلق بحب الشيخ عبدالله السالم للشعر قراءة وكتابة، كي يؤكد الرئيس أن المغفور له كان يحب مجالس الأدب والشعر ودائرة المعارف وقتها نشرت روائع الأدب، وكان الشعراء يقولون فيه الشعر وكان يرد عليهم أيضا بالشعر، ولم يكن يعطي المال للذين يمدحونه، ولكنه كان يجاريهم بالشعر، كما تغنى بقصائده مطربون كبار مثل عودة المهنا وشادي الخليج.


«الكويتي» أعاد عرضها على مسرح الدسمة
«الرحمة»... نضوج فني عالي المستوى


كتب: مفرح حجاب
قدمت فرقة المسرح الكويتي مسرحية «الرحمة» مساء أمس الأول على مسرح الدسمة ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان القرين الثقافي وسط حضور جماهيري كبير تقدمه كل قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والعديد من محبي ومتذوقي المسرح، وهي من تأليف الكاتب عبد الأمير الشمخي وإخراج الدكتور مبارك المزعل وبطولة الفنانة سماح، على الحسيني إبراهيم الشخلي ،سعود بوعيد، عبد الله الحسن، مهدي القصاب وغيرهم.
«الرحمة» من الأعمال المسرحية التي لها تركيبة درامية معقدة للغاية وتحتاج إلى مخرج متمكن لتفكيك الحوارات الموجودة في النص إلى مشاهد مقنعة وقد نجح المزعل في تقديم رؤية فنية تناغمت مع الفكر الذي صاغه الشمخي ولكن من خلال كل استخدامه أدوات المسرح المتعارف عليها معتمدا كذلك على احترافية كل الفريق الذي عمل معه، وبرغم أن هذه المسرحية قد حصدت نصيب الأسد في جوائز مهرجان الكويت المسرحي الأخير إلا أنها في هذا العرض كانت أكثر بريقا ونضوجا ووصولا للجمهور وساهم في ذلك الفنانين الذي كانوا يتبارون في الأداء لأن المرجو منه في هذه الأمسية المسرحية كان المتعة والتذوق وليس المنافسة كما كان في المهرجان ولذلك كان الجميع يعمل لتقديم كل ما لديه من إبداع دون ضغوط نتيجة إعادة العمل للعرض مرة أخرى أمام الجمهور وهذا ما نادى به الكثير من المسرحيين والنقاد والمنتمين بالحركة المسرحية في الكويت بضرورة إعادة تقديم عروض المهرجانات للجمهور. تدور فكرة مسرحية «الرحمة» حول رجل أناني عاجز لا قدرة له على مواجهة الحياة وليس لديه قدرة على حماية زوجته ولا نفسه ،شخص مهزوم وهذا الشخص نراه في الكثير من الأماكن ويعيش بيننا ولا يحس به أي أحد حتى أنه يموت من دون أن يترك أي أثر.
أنها لعبة مسرحية محكمة تستفز المتابع وتجعله ينتظر نهايات هذا الرجل الذي تطارده ظلاله، كما تشير المسرحية إلى ثلاثة ظلال ضمن رحلة هذا الرجل المنهزم الأناني الذي لم يفعل أي شيء في حياته وكأن عبد الأمير الشمخي يريد القول أن هناك الكثير من صور الظلال التي تطارد الإنسان ولا يمكن له التخلص منها إطلاقا فهو ليس ظلا واحدا ولا أثنين ولا ثلاثة بل كثير كثير. كذلك تطرح المسرحية العديد من التساؤلات حول الشخصية المحورية التي يجسدها الفنان علي الحسيني والشخصيات التي ظهرت في ظلال الثلاثة؟، ولماذا هي ثلاثة؟, وماذا يعني بالمرأة وصرخة الطفل؟.
هذه الأسئلة استطاع المزعل أن يفسرها بشكل فيه الكثير من الانضباط على الخشبة واستفاد في ذلك من السنغرافيا واللون الأزرق وحتى الأزياء ليعكس لنا حالة مغايرة تماما عن حالات الديكتاتور والتي كان يقدمها الشمخي في الكثير من النصوص، كما برع على الحسيني بإحساسه كفنان مسرحي من طراز نادر على الخشبة مع الفنانة سماح وبقية المشاركين في العرض، لكن هذا ليس غريب على فرقة المسرح الكويتي التي اعتادت دائما أن تقدم للمسرح الكويتي عروض مسرحية ذات قيمة فنية وإبداعية تحترم من خلالها عقلية المتابع، بل وتساهم من خلالها على النهوض بالحركة المسرحية الكويتية، حيث تعد عروضها في الداخل والخارج وجهة مشرفة للمسرح الكويتي لأنها تعمل بما يتناسب مع تاريخ المسرح الكويتي في منطقة الخليج والعالم والعربي.


نوادر الإصدارات والمقتنيات.. في بيت ديكسون

 

كتبت: سهام فتحي
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته 24 افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة معرض «نوادر الإصدارات والمطبوعات والمقتنيات» في بيت ديكسون بالتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث ويستمر مدة 3 أيام. حضر الافتتاح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي ومدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل ومدير إدارة الآثار والمتاحف سلطان الدويش والقائم بأعمال السفارة البريطانية لدى الكويت جاكي بيركنز وعدد من أعضاء الجمعية الكويتية للتراث ومحبي التراث.
محمد العسعوسي: للمطبوعات دور في توثيق الحراك السياسي للمجتمعات
أكد الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس محمد العسعوسي أن المطبوعات والصحف تعد إحدى أهم المفردات الثقافية لما لها من دور في تأريخ وتوثيق الحياة اليومية والحراك السياسي والثقافي للمجتمعات.
والمجلس يعي تماما هذه الأهمية ويسعى لتعزيزها بإقامة الفعاليات وتقديم كل التسهيلات والخدمات لهذا النوع من الأنشطة.
وأضاف أن هذا المعرض يأتي بالتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث، مشيرا إلى أنه يعد محطة جديدة من محطات مهرجان القرين الثقافي المعني بقوالب مختلفة من قوالب الثقافة والفن في البلاد.
بريطانيا والكويت
قال مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش إن افتتاح المعرض بالمشاركة مع الجمعية الكويتية للتراث وبما يضمه من كتب ومطبوعات نادرة شارك به أربعة من المتخصصين في التراث، ويعد إحياء للعلاقات الوثيقة بين بريطانيا والكويت ولذلك اختير عرض هذه المعروضات النادرة في بيت ديكسون.
لأول مرة
أوضح رئيس الجمعية الكويتية للتراث هاني العسعوسي أن الجمعية تحتفل بنوادر الكتب والاصدارات في الكويت مثمنا جهود المجلس في إقامة هذا المعرض في بيت ديكسون.
واضاف أن اختيار هذا البيت لإقامة المعرض يأتي لما له من أهمية تاريخية توثق تاريخ العلاقات الكويتية البريطانية الوثيقة إضافة إلى كونه رمزا من رموز الماضي، لافتا إلى مشاركة عدد من أعضاء الجمعية بمجموعاتهم ومقتنياتهم التي يعد بعضها شديد الندرة والتفرد وبعضها يعرض للمرة الأولى في الكويت. وأفاد بأن الجمعية تشارك بمخطوطات أصلية تخص الشيخ مبارك الكبير وعددها 10 مخطوطات إلى جانب عدة مخطوطات ومراسلات من الشيخ أحمد الجابر الصباح.
وبين أن أهمية التراث في حياة الشعوب والأمم لا تخفى على أحد وأن الشعوب التي تحترم تراثها وتاريخها وتعمل على نشره وتخليده تكون أكثر أصالة وولاء لأرضها.
مراسلات مهمة
أكد أمين صندوق الجمعية الكويتية للتراث فهد غازي العبد الجليل أن الجمعية تم تأسيسها مؤخرا في شهر أبريل في العام 2017، وهذا المعرض يركز على العلاقات بين الكويت وبريطانيا، واستعراض تاريخ تلك العلاقات من خلال عرض بعض المراسلات المهمة بين الشيخ مبارك الكبير حاكم الكويت وعدد من المعتمدين البريطانيين وتناولت هذه المراسلات علاقات اقتصادية وتاريخية وسياسية مهمة بالإضافة إلى عرض كل ما يتعلق بتاريخ الكويت البحري والغوص وأدواته، كون الغوص من أهم الحرف التي امتهنها الكويتيون قديما كمصدر أساسي للرزق، إضافة إلى بعض الكتب المهمة التي كتبها بعض المعتمدين البريطانيين وأهمهم ديكسون أشهر معتمد بريطاني وزوجته وابنته الذين أقاموا مدة طويلة بالكويت وعشقوها وكتبوا الكثير عنها وأضافوا الكثير للمكتبة الكويتية في هذا الجانب.
قوة العلاقات
وعبرت القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى الكويت جاكي بيركنز عن سعادتها بالمشاركة في هذا المعرض، وقالت أشعر بالامتنان الشديد مما شاهدته من قوة العلاقات بين الكويت وبريطانيا والتي تمتد منذ سنوات طويلة، وأشادت باختيار بيت ديكسون لإقامة هذا المعرض المميز بما يحتويه من كتب ومخطوطات وصور نادرة ومميزة.


افتتحه اليوحة في ساحة مسرح الدسمة
معرض علي المفيدي استعاد ذكرياته الفنية الخالدة في الوجدان

 

كتب: مفرح حجاب
افتتح الأمين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة معرض الفنان القدير الراحل على المفيدي في ساحة مسرح الدسمة يرافقه الدكتور بدر فيصل الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي والمخرج حسين المفيدي والفنان خالد المفيدي وعدد من أبناء المفيدي وحشد من الفنانين والمحبين للفنان الراحل، فضلا عن عدد كبير من الجمهور الذي وصل إلى موقع المعرض لمشاهدته.
هذا المعرض كان فرصة لاسترجاع الذكريات بإنجازات الفنان علي المفيدي وأعماله الراسخة في الوجدان، حيث ضم المعرض العديد من الصور النادرة له مع الفنانين الكويتيين والعرب وخصوصا مع رفقاء دربه مثل الراحل عبد الحسين عبدالرضا وفؤاد الشطي وأحمد الصالح وعبدالعزيز النمش، والراحلة مريم الغضبان، وكذلك مع الفنان عماد حمدي والمخرج أحمد عبدالحليم والفنان محمد توفيق وغيرهم، وكذلك مع الكثير من المشاهير العرب مثل الفنان عادل إمام وإبراهيم الصلال وحياة الفهد وسعاد عبد الله.
كما ضم المعرض مشاهد لعدد من المسلسلات التلفزيونية وكواليس عمله في الإذاعة الكويتية، كما احتوى على العديد من الأزياء التي اشتهر بها مثل بدلته الخاص في مسرحية حامي الديار وبعض الدروع والتكريمات التي حصل عليها، فضلا عن صور نادرة له مع عدد من السياسيين.
الجدير بالذكر أن الراحل درس في معهد الدراسات التجارية ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبرع في العمل الإذاعي وكانت له صولات وجولات فيه، كما قدم العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والإذاعية، كما قدم للسينما والمسرح أعمالا متميزة، منها فيلم «بس يا بحر»، و«ذئاب لا تأكل اللحم»، كما شارك في العديد من المسرحيات منها :حامي الديار. 1، 3، 4 بم، مصاص الدماء، جنون البشر، حب في الفلوجة، السدرة، هالو دولي. وغيرها، كذلك قدم الراحل عددا كبيرا من الأعمال التلفزيونية من بينها: فريج صويلح، الدعوة عامة، إلى أبي وأمي مع التحية، خالتي قماشة، وغيرها، وشارك أيضا في الأعمال المدبلجة مثل: مغامرات عدنان، الرجل الحديدي.

Happy Wheels