مهرجانات وأنشطة

النشرة السابعة


 اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السابعة

 

«الــبــجــعــات» ..
ثيمة أسطورية
تـقـلـيـديـة
الأطفال يتحدثون ..

عرض فني في
مركز الخرافي لذوي
الاحتياجات الخاصة
ص 8
مسرح الطفل يُبرز مواهب المبدعين
ص 9
بانوراما الأطفال
ص 10 - 11


أعدَّه وأخرجه حاتم المرعوب عن ثيمة أسطورية تقليدية
« البجعات » ..
الساحرة في مواجهة بنت السلطان

 

العرض كان في حاجة إلى مزيد من المشاهد الدرامية المؤسسة لحبكته ليظهر أكثر إقناعًا
الموسيقى التي تسيدتها الوتريات والأغاني
ساهمت في سد ثغرات الحكاية
كتب: شريف صالح
العرض التونسي «البجعات» كان آخر عروض المسابقة الرسمية في الدورة الخامسة للمهرجان العربي لمسرح الطفل، والذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مسرح الدسمة.
ينطلق العرض الذي أعده وأخرجه حاتم المرعوب من ثيمة أسطورية تقليدية ومعتادة في مسرح الطفل العربي، عن تلك الساحرة الشريرة «مرجان» التي تتمكن من السيطرة على «الملك» والزواج منه بعد وفاة زوجته وأم أولاده.
لا نرى ما قامت به الساحرة من «خطوات» في سبيل الهيمنة على الملك ومملكته، فهي تظهر وحدها في المشهد الاستهلالي في منتصف الخشبة، وسط إضاءة حمراء مكثفة، حيث تؤدي رقصة الانتصار والفرح بينما تعطي ظهرها للجمهور.
وسرعان ما تكشف عن هويتها وشخصيتها ودورها، وكيف نجحت في الزواج من الملك ونيل لقب «ملكة» وهي لا تستحقه... ما الخديعة التي لجأت إليها؟
ليس ثمة إجابة، وإنما إشارة مباشرة إلى رغبتها في النفوذ واكتناز الجواهر والمال... وعلى جانبي المسرح ينضم إليها فاعلان مساعدان هما «جني البحار» و«جني السماء».
ونرى الاثنين في مشهد راقص يقدمان نفسيهما للجمهور، وفي الوقت نفسه يعلنان ولاءهما المطلق للساحرة/ الملكة، والتي تعدهما بالمكانة والثراء. وحينما تسأل عن جنية الأرض تظهر لها في هيئة امرأة عجوز ترفض الخنوع لها، وتعلن مقاومتها لمخططها الشرير.
ينتهي المشهد الأول العاري من أي تكوينات خاصة بالسينوغرافيا، ليبدأ المشهد الثاني الذي ارتكز على فضاء القصر الملكي، حيث الأعمدة السبعة، بما يمثله الرقم سبعة من رمزية ومكانة أسطورية.
أدت تلك الأعمدة، مع تحريكها وإضاءتها، وتحويلها إلى الشاشة، وظائف متنوعة ومتغيرة، وأعطت بعدًا جماليا لافتًا للسينوغرافيا التي صممها وليد البريني، وربما كانت هي أفضل ما ميز العرض.
وإلى جانب قيمتها الديكورية والإشارة إلى القصر، رأينا من خلالها «الأمراء السبعة» في صورة تخيلية عليها، وكيف حولتهم الساحرة إلى «بجعات». من هنا جاء عنوان المسرحية، والدال عليها دلالة جزئية؛ لأن الأمراء/ البجعات، لم يكن لهم دور محوري في البناء الدرامي أو الصراع، فهم مجرد أداة لممارسة القوة أو لتخليق الصراع الذي يدور في الأساس بين «الساحرة» وبنت السلطان؛ ففي المشهد نفسه يظهر الملك أو السلطان ونراه شخصًا يفتقر إلى الهيبة والذكاء، وأقرب إلى البلاهة، يبدو حائرًا ومشوشًا لاختفاء أبنائه السبعة، وتحاول الساحرة طمأنته بعودتهم قريبًا.
ومع تأكدها من خضوعه لها تطلب منه إبعاد ابنته «الأميرة الصغيرة» عن القصر لأنها حزينة ومتأثرة باختفاء إخوتها. ويرضخ الملك آمرًا ابنته بمغادرة القصر فورًا.
هذا الطلب والخضوع لا يبدو مبررًا دراميًا، بمعنى أن من يفقد أبناءه السبعة سيكون بالغ الحرص على عدم التفريط في ابنته، وسيحاول مقاومة ذلك نوعًا ما، أو على الأقل سيحاول توفير الحماية لها، وليس التخلص منها ببساطة هكذا.
نأتي إلى المشهد الثالث، حيث تسير «الأميرة» في الخلاء، وفي الخلفية تظهر البجعات السبع وهي تحلق وتطير هنا وهناك، في رحلة موازية لها... وتكوين معبر عن الطرد على مستويين.
وعلى عادة القصص الأسطوري، يتوافر بالمصادفة لـ «الأميرة» الطيبة الضحية، فاعل معارض ممثلًا في جنية الأرض العجوز التي تعرف حكايتها، وتدرك أبعاد تعويذة الساحرة وكيفية فكها.
وهكذا يتشكل لدينا فريقان يمثلان قوة الشر في مواجهة قوة الخير، فمع تحييد الملك، لدينا فريق الساحرة المهيمنة على السماء والبحار ويعاونها جنيان، مقابل مساعدة جنية الأرض للأميرة، وكما هو واضح فإن تقسيمة الفاعلين تصب في مصلحة قوة الشر الأكثر عددًا ونفوذًا.
ومع ذلك تملك الأميرة فرصة الانتصار وفك السحر عن إخوتها، بشرط أن تقبل التحدي وتلتزم بخطة جنية الأرض، والتي عادة ما تتطلب الحصول على شيء نادر أو القيام بمخاطرة غير مأمونة، وهنا اشترطت عليها الجنية الحصول على «شوك النهر» ونسج عباءة تلقيها على البجعات السبع لفك السحر عنها، وأيضا أن تظل صامتة لا تتكلم إلى أن يعود إخوتها إلى طبيعتهم.
في المشهد الرابع نرى الأميرة منهمكة في نسج العباءة، لكننا لم نر بصورة مقنعة محاولة الحصول على «شوك النهر» كمغامرة وتحد... ثم ظهر لها أمير أقرب إلى عنصر دخيل على البناء الدرامي.. وأيضًا كان ظهوره بالمصادفة مثل جنية الأرض.
حاول التودد إليها، والتعرف عليها، لكنها التزمت بأمر الصمت والانشغال بنسج العباءة، فاتهمها بأنها ساحرة شريرة وأمر بحرقها.
الأمير الذي ظهر فجأة وأدى دورًا ناتئًا، من دون إيضاحات كافية عن علاقة مملكته بمملكة أبيها، مثل مزيدًا من التحدي والإعاقة أمامها. ومع ذلك ألقت العباءة على إخوتها فعادوا إلى طبيعتهم... وإن لم تتضح تلك العملية بصريًا بما يكفي.
وجاء المشهد الخامس والأخير حين رأينا عودة الإخوة، وفرحة الأميرة بهم... لكن هذا لا يمنع من طرح أسئلة كثيرة تكشف عن ثغرات درامية في مثل هذا العرض، فإضافة إلى عادية القصة، والإضافة المرتجلة للأمير الشاب، وتحوله السريع في علاقته معها، فإننا رأينا في المشهد الأول «شرًا» محضًا بلا مقاومة، ورأينا في الجزء الأخير «خيرًا» محضًا بلا مقاومة أيضًا.
بمعنى أنه لا يوجد أي تدخل من الأميرة أو أحد إخوتها ضد هيمنت الساحرة على أبيهم وقصره... وكذلك عقب طرد الأميرة، ومع تحالفها مع جنية الأرض، لم تتدخل الساحرة التي من المفترض أنها مهيمنة على البحار والسماء والرياح لإفشال هذا التحالف، رغم إنذار جنية الأرض لها.
فالأمور كانت تتم بسلاسة، أكثر مما تحتمله الدراما... والأدهى من ذلك أن الطفل يتوقع بالفعل انتصار الخير ممثلًا في الأميرة، ونجاحها في المهمة الصعبة، لكنه يتوقع أيضًا «معاقبة الشر» وهذا لم يحدث؛ فالساحرة التي استعرضت قوتها ثم اختفت ببساطة لم تُعاقب، ولم يظهر أنها أصيبت بمكروه، وهو ما يجعل المتفرج الطفل يشعر بأنها لم تهزم، وبأنها مازالت في القصر وقادرة على الانتصار.
الثغرات الدرامية هنا لا تنفصل عن الرسائل التربوية التي يراد إيصالها، فإذا كنا نريد إيصال رسالة انتصار الخير على الشر، فيفترض أن يأتي ذلك وفق منطق درامي مقنع، وواضح بما يكفي.
على أي حال ساهمت موسيقى عادل بوعلاق، والتي تسيدتها الوتريات خصوصًا البيانو، والأغاني التي كتبها حافظ محفوظ وتخللت معظم المشاهد، واعتمدت على كلمات منغمة بسيطة، في سد ثغرات الحكاية، وكانت أكثر جذبًا لجمهور الصغار.
لكن من الناحية الدرامية كان العرض بحاجة إلى مزيد من المشاهد الدرامية المؤسسة لحبكته كي يظهر بصورة أكثر إقناعًا.
أما التمثيل فهو إجمالًا كان جيدًا، باستثناء بعض الأخطاء اللغوية، وضعف الصوت أحيانًا، وقد شارك فيه كل من: ريم هميسي، وأماني مبروكي، وفاطمة الزهراء المرواني، وجاسم الكنزاري، وحسان الحناشي.


استمتع بالعروض والأراجوز وخيال الظل والمهرج .. وأشاد بحُسن التنظيم
حضور الجمهور الكثيف .. أجمل ما في المهرجان العربي لمسرح الطفل

 

 

كتب: أحمد عبدالمقصود
أوشك المهرجان العربي لمسرح الطفل، في دورته الخامسة، والذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على الانتهاء، ومع كل دقيقة تمر أزداد ثقة بأن هذا المهرجان قد رسخ نفسه واحدا من المهرجانات المسرحية المهمة في الكويت والخليج والعالم العربي، فقد بدأ في التوسع والانتشار، خصوصا الانتشار بين فئات المجتمع والناس، الذين حضروا بالمئات مع أطفالهم، وهم حريصون على أن ترتقي ذائقتهم ويكتسبوا مهارات جديدة، ويستخلصوا العبر والدروس، الأهم هو أن يعتادوا على ارتياد مثل هذه الفعاليات، ويهجروا ولو لفترة وجيزة الأجهزة الإلكترونية التي شغلتهم كثيرا.
في هذا الاستطلاع نرصد ردود فعل الأطفال والآباء والأمهات على المهرجان، وأهم ما مميزه، وأبرز سلبياته، وما الذي يودون مشاهدته العام المقبل ولم يروه هذا العام؟
بداية التقينا شام طارق (5 سنوات ـ سورية)، وكانت برفقة والدتها التي سألناها عن أهمية المسرح والفنون، فقالت: أريد لأولادي أن يعرفوا أن هناك فنا غير التلفزيون والسينما اسمه المسرح، أردت أن يكتسبوا خبرات جديدة وينطلقوا في اللغة، ويعبروا عن أنفسهم بحرية، كما أردت أن أبعدهم عن الأجهزة الإلكترونية التي سيطرت على عقولهم، وأعرف أيضا أن المسرح يرتقي بالذوق ويحمل رسالة هادفة للمجتمع، كما أنه يحمل الحكمة والعبرة.

رسالة المسرح
قابلنا كذلك د. زينب الشمري برفقة أولادها، زينب وجاسم ومحمد، وعن أسباب حرصها على وجودهم في المسرح قالت: أولادي الثلاثة لهم شخصيات مختلفة، فزينب شخصية سمعية، وجاسم شخصية بصرية، ومحمد شخصية حسية، وأحرص على أن يتواجدوا في المسرح لكي أرسخ فيهم أن المسرح يوصل رسالته عن طريق لغة الجسد والمعلومات الثقافية والكلام، وعن طريق الإحساس والمشاعر، كالبكاء، والضحك، والانفعال وغيرها.
حرصت أن تتواجد زينب كي تركز على الصوت ومخارج الحروف، وكذلك جاسم يركز أكثر على الألوان والمظاهر.
وعن أكثر ما لفت نظرها في المهرجان، أكدت أن التنظيم كان رائعا، موجهة الشكر للشباب في العلاقات العامة، وكذلك العروض متنوعة وأفكارها مختلفة، وتمنت أن يكون هناك اهتمام بالطفل في مهرجانه، مشيرة إلى سعادتها بوجود هذه الأعداد الكبيرة من الأطفال من جنسيات كثيرة.

عرائس الماريونت
ثم التقينا فاطمة محمود رجب (9 سنوات)، برفقتها رقية 6 سنوات، ومصطفى محمود رجب (4 سنوات)، وحين سألناهم عن أهم ما أعجبهم في المهرجان قالت فاطمة: أعجبتني العروض المسرحية، وعرائس الماريونت والمهرج.
وقابلنا غنى علي (من فلسطين ـ 7 سنوات)، فقالت حضرت كل العروض من أول المهرجان، وكانت جميلة ومبهرة، وأتمنى أن أحضر العام المقبل أيضا، وعن هواياتها قالت أحببت التمثيل من متابعة المسرح، كما أهوى ركوب الخيل والرسم.
زينة علي (فلسطين ـ 11 سنة) قالت: أعجبتني العروض، وكنت أتمنى رؤية الشخصيات التي أراها في أفلام الكارتون، مثل السندريلا وفروزن وغيرهما.
ومن فلسطين أيضا رهف بشار (11 سنة)، وقالت إن عرض «السرداب العجيب» نال اعجابها، خصوصا أنه عرفها على شخصيات تاريخية فعلت الخير وأخرى كانت شريرة، رهف تهوى السباحة وتتمنى أن تشارك في النشاط الفني في المدرسة مستقبلا، أما أجمل ما رأته في المهرجان فقالت رهف: التنظيم وعروض الأراجوز ومسرح خيال الظل وبالطبع العروض المسرحية.
ومن بين من قابلناهم المخرجة سناء خليل عبد الرضا ـ تلفزيون الكويت والتي قالت: حضرت كل العروض منذ بداية المهرجان، وأعجبتني إبداعات وتحويل الطاقة بداخلهم إلى عمل فني يحمل هدفا ساميا ورسالة, ولا أبالغ إن قلت إنهم أعادونا بالذاكرة إلى مسرحيات زمان.
وعن أهم ما رأت في المهرجان أكدت: أجمل شيء هو حضور الأطفال أنفسهم للعروض، ومن كل الأعمار، وكنت أتمنى أن يشارك الأطفال كممثلين في العروض أكثر، حيث إن هذا مهرجانهم، وهم أولى بالتعبير عن أقرانهم.

الماء السحري
ومن سورية قابلنا رزان بشار (11 سنة)، وقالت أعجبني عرض «الماء السحري» و«السرداب العجيب» وعرض اليوم (أمس) «البجعات»، ولفتت رزان إلى أنها تحب المسرح وتتمنى أن تخوض تجربة التمثيل في المدرسة. أما أكثر ما أعجبها في المهرجان ككل فقالت: هناك فقرات في الخارج، مثل المهرج وخيال الظل والأراجوز، كما أعجبها حضور الأطفال مع أمهاتهم وآبائهم.
نعمة سامر (11 سنوات ـ سورية)، قالت: أعجبني العرائس التي تتحرك بخيوط، والأراجوز والمهرج الذي يصنع أشكال حيوانات بالبالونات، وعن العروض، قالت: إنها حضرت أول أمس والأمس فقط، عرضي «صندوق ألعابي» و«البجعات» وأنهما أعجباها كثيرا، وتمنت أن تكرر التجربة وتحضر عروض العام المقبل.
النشاط المدرسي
الطفلة مايا طارق (8 سنوات ـ من سورية)، قالت: أول مرة أحضر مسرحا، لكني أشارك في النشاط الفني في المدرسة، وأحب الفنون.
وعن أجمل ما رأته في المهرجان، قالت: الحوائط والممرات ملونة بشكل جميل، وهناك المهرج والبالونات والعرائس وغيرها.
ومن الكويت مساعد محمد الحداد (12 سنة)، وقال: أتردد على مسرح الطفل منذ سنوات ودخلت مسرحيات مثل «الفئران»، «بيت الحلاو»،و«مصنع الكرتون»، وغيرها، وأحب الفنانين الذي يشاركون في هذه الأعمال، ومنهم شجون، وفاطمة الصفي، وبشار الشطي، وهند البلوشي، وحلا الترك، وناصر عباس.
وحول ما أعجبه في المهرجان، قال: كل الفعاليات كانت جميلة، والأجمل هو حضور الجمهور الكبير كل يوم.
وأما محمد طارق (11 سنة ـ من سورية)، فقال: أول مرة أحضر للمسرح اليوم، وعرض «البجعات» أعجبني جدا، خصوصا الأعمدة التي ظهر عليها السبع أمراء والبجعات، وأحببت في المهرجان مسرح الدمي، وخيال الظل، والمهرج.


قُدمت في مركز الخرافي أمام الأطفال المعاقين
حكايات «ومضة»
تنشر البهجة وتشيع الأمل والسعادة

 

كتب: عماد جمعة
يوما بعد يوم تواصل فرقة «ومضة» نجاحاتها في نشر البهجة والسعادة في كل مكان، ورفع الوعي من خلال عدد من حكايات الأراجوز والراوي التي تعتمد بشكل أساسي على تفعيل استجابات الجمهور. وسعت «ومضة»، ولاتزال، لتقديم فن الأراجوز وخيال الظل على مدى 13 عاما، وتقديم مسرح يعتمد في لغته الأساسية على مفردات الفنون المصرية والعربية، وكسر قوالب المسرح التقليدي الذي يعتمد على فضاءات عازلة وحاجبة للفن عن الناس، من خلال مسرح العلبة الإيطالي. لذا انطلقت الفرقة منذ بدايتها لتقديم عروضها في الأماكن المفتوحة، خاصة الشوارع والحدائق العامة, مستخدمة تقنيات الراوي وصندوق الدنيا والموسيقي الشعبية. وفى إطار فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان العربي لمسرح الطفل قدمت فرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز عرضا فنيا بمركز الخرافي لذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المعاقين، بالتعاون مع المكتب الثقافي لسفارة جمهورية مصر العربية.
وفرقة ومضة لها منهج خاص في التعامل مع أصحاب القدرات الخاصة، حيث تقوم بالتعاون مع مراكز ذوي القدرات الخاصة في جميع دول العالم وجاء العرض على هامش المهرجان العربي لمسرح الطفل، وقدم عددا من الحكايات في إطار المبادرة التي أعلنها المهرجان كتيمة عامة لهذه السنة (مسرحة القصة)، بدأ العرض بحالة تنشيط عرف فيها الفنانون الجمهور بفن خيال الظل وأدواته المختلفة، في إطار مقدمة قدمها أعضاء الفريق، ثم بدأ العرض بأغان تراثية مستوحاة من التراث المصري، واستلهم عددا من نوادر جحا المصري، في محاولة للجمع بين التراث وإسقاطه على الواقع بشكل مشوق ومبسط، فجاء استلهام القصص المختلفة للتأكيد على قيم عصرية وإيجابية كالتعاون والإخاء والمحبة وقيمة الوقت.
وهناك منهج اعتمدته الفرقة لإشاعة الأمل والتفاؤل، لذا كان عرضها اليوم صندوق الحكايات الذي شهد تفاعلا كبيرا من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ليبث فيهم الأمل ويرسم الابتسامة على وجوههم، فهم جزء أصيل من المجتمع، وعلينا أن نساعدهم ونشعرهم بوجودهم بيننا، وجاء عرض صندوق الحكايات الذي قدمته الفرقة حول أهمية الوقت وضرورة الاهتمام بمفاهيم إدارة الوقت، وتأتي الجملة المفتاح للعرض (الثواني بتعمل دقايق، والدقايق بتعمل ساعات، والساعات بتعمل أيام، والأيام بتعمل أسابيع، والأسابيع بتعمل شهور، والشهور بتعمل سنين، والسنين هي عمري وعمرك... شفت الثانية مهمة إزاي)، في دعوة صريحة وواضحة لإعادة الاهتمام بمفاهيم إدارة وتنظيم الوقت؛ إيمانا من أن الحضارة فعل تراكمي وتجب الاستفادة من تراكم الخبرات والزمن بشكل ايجابي لبناء واقع أفضل، ولاقي العرض تفاعلا كبيرا من جموع الأطفال فطلبوا المزيد من الحكايات فكانت حكاية الأمل.
وحكاية الوقت، وحكاية السعادة، حيث وقفت حكاية الأمل على ضرورة العمل للوصول إلى الهدف وعدم التوقف عند حد اليأس، أما السعادة، والتي جاءت في الوصول بالآخرين إلى آفاق التعاون، والوقت هو الحياة، هو الذي يحيا بداخله الأمل والسعادة، وعلينا أن نحافظ عليه.
قدم العرض كل من الفنان علي أبو زيد، ومحمود سيد، وصلاح بهجت، ومصطفى الصباغ، والعرض من تأليف وإخراج: نبيل بهجت، حيث أشاد الجميع بدور المهرجان، موجهين الشكر للمسؤولين لإتاحة هذه الفرصة لأطفال ذو القدرات الخاصة واطلاعهم على دمى خيال الظل من قبل فرقة ومضة.


أكدت أن مهرجان مسرح الطفل يبرز طاقات المبدعين ومواهبهم
أمل الرندي: الطفل بدأ يفقد المتعة في ظل وسائل الترفيه التكنولوجية


كتبت: فرح الشمالي
وصفت الكاتبة المسرحية أمل الرندي، المهرجان العربي لمسرح الطفل بأنه «مبادرة مهمة جدا لما لمسرح الطفل من أهمية وفوائد تربوية وثقافية».
وقالت في لقاء مع «نشرة المهرجان»: الطفل بطبيعته يستوعب جميع المعلومات عن طريق العمل المسرحي ويتفاعل مع عناصره المختلفة من الديكور والأغاني والأزياء وغيرها، فهو عرض حي يتلقى منه القيم والمبادئ بشكل مباشر وسهل وممتع وهذا هو المطلوب من العمل المسرحي، ومن هنا تأتي أهمية هذا المهرجان الذي يسعى إلى إبراز طاقات ومواهب مؤلفي النصوص المسرحية والممثلين والمخرجين وغيرهم، إضافة إلى الاستفادة التي نكتسبها من متابعة العروض العربية المشاركة مثل العرضين التونسي والأردني في هذه الدورة، وأيضا الهدف الأساسي والأهم من هذا المهرجان هو تحقيق المتعة للطفل الذي بدأ يفقد هذه المتعة والتفاعل المباشر عبر وسائل الترفيه الأخرى في ظل التكنولوجيا الحديثة.
وأكدت الرندي على اهتمام الدولة بمؤسساتها المختلفة على تنمية الطفل وتنوع الأنشطة الخاصة به، وقالت: الطفل الحالي يحظى باهتمام كبير فهناك الكثير من الأنشطة والفعاليات للطفل وخاصة التي يحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تنظيمها سواء في الصيف أو أثناء العام الدراسي، وحققت هذه الفعاليات تفاعلا وإقبالا كبيرين من قبل الأطفال، وأنا أتمنى من جميع المؤسسات الثقافية والسياحية في القطاعي الحكومي والخاص أن يكثفوا من هذا النوع من الفعاليات الترفيهية التربوية للطفل لأن التفاعل بطبيعته يستهوي التعرض للفعاليات والمشاركة بالأنشطة لما يحقق له المتعة والفائدة من خلال التعلم النشط بين مجموعة من أقرانه حتى يكون فردا إيجابيا وعضوا فعالا في محيطه.
وترى الرندي أن العروض المسرحية لمسرح الطفل يجب أن تكون معاصرة تتوافق مع أفكار جيل النشء الحالي، فالطفل الآن ذكي جدا ومطلع على أحدث العروض العالمية ويشاهد ما تتضمنه من إبهار في العرض.

التقنية التكنولوجية
وأشادت بالعرض المسرحي الذي قدمه الفنان محمد الحملي في حفل افتتاح هذه الدورة من المهرجان والذي استمتع به كل الحضور من الكبار والصغار، مؤكدة أن نجاح العمل يعتمد بشكل كبير على فكرة التقنية التكنولوجية الحاضرة في الديكور والأزياء وهذا لم يكن موجودا في المسرح قبل عشرين عاما، وأيضا أشادت بالمجهود الكبير الذي قام به الفنانون على المسرح لنجاح العمل.
وترى الرندي أن المشكلة الأساسية التي تواجه المسرح هي في توافر النص الجيد وهو أهم عنصر في العمل المسرحي تأتي بعدها تكلفة أجهزة الإبهار التقنية والملابس والديكور والأغاني وغيرها حتى يكون عملا متكاملا في النهاية.

الأجهزة الإلكترونية
وبسؤالها هل مازال المسرح يجذب الطفل في ظل وسائل الترفيه التكنولوجية الحديثة الآن؟
أجابت بأنه لا يمكن أن نعزل الطفل عن الأجهزة الإلكترونية فهذا شيء غير منطقي، ولكن مهم جدا أن يكون الوالدان على دراية بتنظيم الوقت بحيث يتعرض الطفل للفعاليات المسرحية ويتفاعل معها بشكل مباشر، فمن صور الإهمال التي نشاهدها الآن ترك الطفل يتعامل مع هذه الأجهزة وتكون هي المصدر الوحيد لمعلوماته وتشكيل شخصيته.
وتحدثت أمل الرندي عن تجربتها الوحيدة في التأليف المسرحي وقالت: قدمت ككاتبة مسرحية عرض «مزرعة الأحلام» وهو لمرحلة الطفولة المبكرة وهي من أصعب المراحل في التعامل وتقديم عملا فنيا تربويا لهم، تناولت المسرحية مشكلة التلوث الذي يسببه الإنسان في بيئته ويعاني منه، نفذ هذا العمل مجموعة من الممثلين الأطفال حيث ساعدهم على كسر حاجز الخوف والرعب بمواجهة الجمهور، كما مكن الطفل المتلقي من حفظ المعلومات التي تضمنها النص وإدراكها مع الوقت.

Happy Wheels