مهرجانات وأنشطة

النشرة الربعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الرابعة

 

الماء السحري ..
صراع الخير والشر
سعادة أطفال المهرجان

«ومضة» أضاءت كواليس المهرجان

ص 4-5

أولياء الأمور: المسرح يقوِّم السلوك
ص 6-7

أمل الرندي: الربيع الخامس .. يتفتح
ص 8

 


ثاني عروض مهرجان مسرح الطفل قدمته مجموعة السلام

«الماء السحري» .. الصراع الأزلي بين الخير والشر


المخرج اعتمد على الأغنيات والاستعراضات
بشكل أكبر من الحوارات الحية
كتب: فادي عبدالله
يعتبر مسرح الطفل رافدا من الروافد الأساسية بالنسبة إلى تشكيل وعي الطفل والحوار معه وصياغة أفكاره، لتكون لبنة في شخصيته وسلوكه في المستقبل وباعتبار الأطفال خامة مهمة في المجتمعات تستطيع التأثير فيها وتوجيهها من خلال ما يقدم لهم من صور وأفكار.
ومن المسرحيات الأولى التي كتبت خصيصا للأطفال، مسرحية «بيتر بان» للكاتب الاسكتلندي جيمس باري (1904)، ومسرحية «العصفور الأزرق» (1908) للكاتب البلجيكي موريس ماتيرلنك، والأعمال المسرحية التي كتبها الإسباني أليخاندرو كاسونا.
أما أول مسرح طفل في دولة الكويت، فقد بدأ من خلال مسرح العرائس تحت عنوان «أبوزيد بطل الرويد» (1974) لفرقة المسرح الكويتي، من تأليف الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل، وإخراج أحمد خلوصي، أما العروض البشرية لمسرح الطفل فبدأت من قبل القطاع الخاص، ممثلا بـ «مؤسسة البدر للإنتاج الفني» التي لها الريادة عبر «السندباد البحري» (1978)، تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج الراحل منصور المنصور.


لقد تزايدت أهمية مسرح الطفل مع اهتمام الدول والقائمين على الثقافة والتربية بالطفل لإعداد جيل واع.
لذا يحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، على الاهتمام بفئة الأطفال، من خلال احتضانه رعايته وتنظيمه المهرجان العربي لمسرح الطفل، ففي كل دورة من دوراته، يظهر لنا جليا مدى هذا الاهتمام ودعم المبدعين فيه، كما نجد في المقابل ذلك الحضور الحقيقي للجمهور، الجمهور المتلقي من الأطفال.
وفي اليوم الثاني من عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، بدورته الخامسة، قدمت مجموعة السلام عرض «الماء السحري»، تأليف حمد الداود وإخراج محمد عبدالعزيز المسلم، وسط حضور لافت وغفير من الجمهور.
يتناول العرض الصراع الأزلي بين الخير والشر، حيث تقوم مجموعة من الخفافيش بتنفيذ مهمة أسندتها إليهم زعيمة الخفافيش الكامنة بسرقة ماء الورد السحري من «أوركيد» زعيم الورود، حتى تصبح جميلة ومن ثم تقوم بالسيطرة على جزيرة الورود وكل مائها، ليكون ملكها وحدها.

 


أما «أوركيد» فيرفض طلب الزعيمة لتصنيع كمية من ماء ورد، فتسممه، ولن يستطيع التخلص من هذا السم إلا عندما يتناول الترياق الذي بحوزتها، يقوم أبناء أوركيد الأربعة (بنفسج ونرجس وتبّاع وياسمين) برحلة إلى كهف الخفافيش، وفي أثناء طريقهم في الغابة يعثران على «بشار» ابن ملكة النحل الذي ظل طريقه، وفجأة يعثر جنود الملكة عليه ويوجهون تهمة خطفه إلى أبناء أوركيد. بدورها تعاقبهم الملكة بالسجن داخل الخلية، إلا أنها تكتشف بعد حين أنهم أبناء أوركيد وهو من أعز أصدقائها، الذي ساعدها برحيق الأزهار لإنتاج مزيد من العسل، فتخلي سبيلهم وتساعدهم من خلال خطة محكمة لتخليصهم من الشريرة زعيمة الخفافيش. وتشترط عليهم قبل رحيلهم أن يعلموا أبناءها هواياتهم مع بعض التدريبات، فتطلب من «بنفسج» الذي يعرف طريق الشفاء من الأمراض أن يعلمهم كيفية صنع عقاقير الدواء، ومن «تبّاع» تعليمهم الطبخ، ومن «ياسمين» أن تعلم النحل كيفية صنع العطور. إلا «نرجس» الذي لا يعرف هواية يجيدها كي يعلمها للنحل، لكنه يكتشف موهبته بعد أن يأتيه «بشار» باكيا بسبب كسر لعبته، فيعمل على تصليحها، ويسهم مع إخوته في تعليم الهوايات لأهل خلية النحل.
وفي النهاية ينجح أبناء زعيم الورود في الانتصار على قوى الشر المتمثلة في زعيمة الخفافيش وأتباعها، لكن يبقى أمر تخليص أوركيد من السم، يعمل «بنفسج» على تحضير الدواء، وينجح في معالجة والده، ليعم الفرح والسرور كل أرجاء الجزيرة.
اعتمد المخرج في هذا العرض على الأغنيات والاستعراضات بشكل أكبر من الحوارات الحية، واستخدم التقنيات في تقديم المؤثرات البصرية والمناظر لإدماجها في مشهد كهف الخفافيش ومشهد جزيرة الورود ومشهد الغابة، بصورة مبهرة مع الديكور المؤسلب.
ومن سلبيات العرض كثرة الإظلام في التنقل من مشهد إلى آخر، وبعض الحوارات الحية غير مفهومة التي ينقصها النطق السليم ومخارج الحروف غير الواضحة.
يبقى القول إن «الماء السحري» عرض لا يخلو من الإيجابيات والسلبيات، ويعد أولى تجارب عبدالله عبدالعزيز المسلم الإخراجية.


الفرقة تعتمد على الأراجوز وخيال الظل وتمزج بين الراوي والغناء الشعبي

«ومضة» أضاءت كواليس المهرجان وأمتعت الجمهور

 

علي أبو زيد:
المهرجان يحمل
رسالة جمالية وفنية
ويتميز بتنوع فعالياته

محمود السيد:
الفرقة تحرص على تقديم قيمة تربوية أخلاقية تمس الواقع العربي

صلاح بهجت:
في عروضنا هذا العام نحاكي جمال أبراج الكويت وتميزها المعماري

مصطفى الصباغ:
«خيال الظل» وسيلة تعارف وتواصل لترسيخ قيم تربوية لدى الطفل

كتب: عادل بدوي
«ومضة».. تعني بريق النور في الظلام الدامس، هذا الاسم لفرقة عروض خيال الظل والأراجوز كان متعمدا من قبل مؤسس الفرقة د. نبيل بهجت، مدير مركز إبداع بيت السحيمي وأستاذ المسرح بجامعة حلوان، للفت الأنظار إلى الامكانيات التي يمتلكها الفن الشعبي المصري كإحدى أدوات النهوض بالمجتمع مرة أخرى وإعادة ترسيخ منظومة القيم من خلال الفن.
وتعتمد العروض التي تقدمها الفرقة على هامش فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الحالية على الأراجوز وخيال الظل كلغة أساسية تمتزج بالراوي والغناء الشعبي والرقص الشعبي أحيانا، بهدف الاستفادة من إمكانيات الفرجة الشعبية لتحقيق حالة مسرحية مصرية جذبت جمهور المهرجان ولاقت استحسان الكبار ومشاركة الأطفال من مختلف الأعمار.
«نشرة المهرجان» التقت أعضاء فرقة ومضة للحديث حول مشاركتهم والتعرف عن قرب على طبيعة فن الأراجوز وخيال الظل.

مسرحة القصة
في البداية يقول الفنان علي أبوزيد مشرف فرقة ومضة لعروض خيال الظل والاراجوز: المهرجان يحمل رسالة جمالية وفنية للإنسان العربي ويتميز بتنوع أنشطته وفعالياته، حيث يأتي هذا العام بفكرة مميزة وهو «مسرحة القصة» وهو ما يذكرني شخصيا بالمسرح الذي كانت تقيمه جدتي في عقلي من خلال الحكايات، فالحكاية مصدر متميز لإلهام مخيلة الأطفال. والمسرح فعل يعتمد على العمل الجماعي ومن ثم يصبح تدريبا متكاملا لتطوير مهارات أبنائنا، ونحاول من خلال مشاركتنا هذا العام الاقتراب من المنهج الذي وضعه المهرجان لنفسه حيث تستلهم إحدى مشاركاتنا قصة الكاتب الدانماركي أندرسون.. ملابس الإمبراطور الجديدة.. وقصة الكاتبة الكويتية هدى الشوّا.. فيل في المدينة.. في محاولة لمسرحتهما ويشاركني في هذا العمل الفنان محمود السيد حنفي، ومصطفى الصباغ، وصلاح بهجت، إعداد واخراج د. نبيل بهجت. وأستطيع أن أقول ان تلك المجموعة هي آخر من يحمل همّ خيال الظل للإبقاء عليه لوطننا العربي وتعتمد العروض على تداخل أنواع الدمى المختلفة لإنتاج عرض يعتمد على اكثر من وسيط. ويجب الإشادة هنا بالوعي اللافت للفنان والمخرج د. حسين المسلم وإخلاصه الكبير للمسرح والطفل وحرصه على ان يكون كل ما يقدم ذا قيمة ومردود على الطفل فهو أحد المساهمين في غرس شجرة هذا المهرجان وهي الآن تثمر ليقطف الجميع من ثمارها.

فنون الدمى
ومن جانبه يقول الفنان محمود السيد عضو فرقة «ومضة»: تعد فنون الدمى من أهم النماذج التي تساعد الأسرة في تربية النشء وما دفع الفرقة الى اختيار هذين الفنين (خيال الظل والأراجوز) كان من منطلق انتشار النماذج الغربية داخل كل بيت وكل أسرة في كل مكان على مستوى الملابس ولعب الأطفال وافلام الكرتون التي تقدم النموذج الغربي على الرغم من أن تراثنا المصري بشكل خاص وتراثنا العربي بشكل عام غني بالنماذج والفنون العربية التي تعبر عن هويتنا (ان لدينا ما يستطيع ان يعبر عنا) هذا هو شعار الفرقة منذ تأسيسها قبل 10 سنوات، وهو ما دفع إدارة المهرجان إلى الحرص على مشاركتنا أكثر من دورة لكوننا نقدم فنونا عربية تمس الواقع العربي وتجذب وتؤثر في الأطفال بشكل كبير، كما ان الفرقة تحرص على تقديم قيمة تربوية أخلاقية داخل العمل مثل قيمة الصدق وعدم الكذب أو النفاق وقيمة التعاون والتعايش.

رؤية الكويت
ويقول الفنان صلاح محمد بهجت عضو فرقه ومضة لخيال الظل والاراجوز: إيمانا منا بأن الفن والثقافة يمكن تطويعهما في مجالات (اقتصادية - تربوية - تنموية) وهذا ما يهدف إليه المهرجان العربي لمسرح الطفل من ترسيخ أهداف تربوية في تنشئة أجيال قادرة على الابداع والابتكار وهو ما التزمت به الكويت أيضا منذ زمن بعيد كمنهج لنهضة الانسان العربي ورقيه، كما تمثلت في مجلة العربي التي شكلت وجداننا من المحيط الى الخليج كفعل ثقافي باق ومستمر، وان هذا المهرجان هو امتداد لمثل هذا النهج في التأصيل لكل ما هو عربي، وتأتي مشاركتنا هذا العام بعروض لخيال الظل متأثرة في تصميم مناظرها بجمال الكويت وبحرها وابراجها وتميزها المعماري المختلف لمحاولة تنبيه اطفالنا للقيم الجمالية في العمارة الحديثة والاحتفاء بمقدرات الوطن.

فنون التراث
أما الفنان مصطفى الصباغ، عضو فرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز، والباحث في مسرح الطفل، فيقول: في البداية أقدم التهاني والشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومنسق عام المهرجان بدورته الخامسة، د. حسين المسلم، فما تحقق من ريادة ملموسة ونجاحات متتالية، من خلال العروض المشاركة أو من خلال ما يقدم من ورش فنية، وأنشطة بالمهرجان، تؤكد الرغبة والتمسك بلغة الفن المسرحي، ومقومات تأثيره في تنمية شخصية الطفل، كما أود أن أشكر الفنان د. نبيل بهجت، مؤسس فرقة ومضة ومخرج عروضها، فيما تبنى من مهام لإحياء أحد أهم فنوننا العربية التراثية، وهما خيال الظل والأراجوز المصري، ومن دواعي سروري المشاركة بالدورة الخامسة للمهرجان، حاملا لفن تراثي لديه من المقومات التنموية في علاقته التأثيرية بالمخاطب (الطفل)، من حيث توظيفه من جوانب متعددة منها التربوية والتعليمية، والنفسية، والجسمانية والصحية، ومن حيث كونه وسيلة تعارف وتكامل لبناء الثقة والتعاون بنقل الخبرات، وهو فن خيال الظل، وما أرجوه دوما أن يظل العمل صوب الطفولة متكئا على العلم بالطفل وخصائصه وما يلزم من وسائل لتقويمه ولعل في المسرح ولغة الفن الراقي خير طريق لبناء الانسان والبداية دائما تكون من عمر الزهور والطفولة.


حرصوا على الحضور مع أبنائهم لمتابعة عروض المهرجان العربي للطفل

أولياء الأمور: المسرح يقوّم السلوك ويسمو بالذائقة الإبداعية

 

بشرى العنزي: أتيت وأنا أدرك تماما أن العرض خال من الألفاظ الخادشة

أم محمد معتوق: الأعمال المسرحية الهادفة تمنح أبنائي خبرة في الحياة

«بوحمد»: أحضرت طفلي لأحببه في مشاهدة العروض المسرحية

أم محمد الصلاحات: أنمي في أولادي حب الأنشطة الفنية وأستكشف معهم الهوايات الخاصة

كتب: أحمد عبدالمقصود
في الأسرة يبدأ الطفل في التعرف على الدنيا، وبين أفرادها يخطو خطواته الأولى وينطق بأولى حروفه وكلماته، وحين تتشكل ملامح وجهه تبدأ المقارنات بين أبيه وأمه وأقربائه وأيهما يشبهه الولد، لكن ملامح شخصية الطفل تشبه أسرته بكل ما فيها من جمال وثقافة وعلم وحتى خفة ظل، كما يشبههم في سلوكياتهم غير القويمة أيضا، فالطفل في مراحله الأولى يشبه الإسفنج فيتشرب كل شيء، ولا ينسى.
الأسرة، التي تعتبر أول مدرسة للطفل، وحين يخرج منها لأول مرة ليبدأ رحلته في العلم في مرحلة الروضة يعكس بكل ما للكلمة من معنى ما تعلمه داخل هذه المدرسة ويكون ممثلا لها، وهنا يكتشف الأبوان كيف أعدّاه للاختبار، حين يترجم سلوكياته بداخل البيت بين أقرانه في الروضة أو في الشارع أو حتى المحيطين به.
الأسرة هي نواة حب الخير والعدل والعلم والثقافة والفن، لذا يجب على الوالدين أو لنقل أولياء الأمور أن يحرصوا على الارتقاء بسلوكيات وقدرات أطفالهم بتقريبهم من هواياتهم المفضلة وضرورة عرض هوايات أخرى جديدة عليهم، علهم يجدون في أنفسهم ميولا دفينة نحوها، وبالتأكيد فإنهم سيجنون ثمار جهدهم وتعبهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عندما تتولد لدى أبنائهم طاقة للحب والاطلاع والاستكشاف والالتفات إلى أمور أكثر أهمية عن تلك التي يهتم بها أقرانهم. في هذا التحقيق نستقطب أولياء الأمور، آباء وأمهات وحتى أشقاء كبار حضروا ومعهم صغارهم إحدى فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الخامسة والذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، لنسألهم عن أسباب تشجيعهم الأطفال على التردد على المسرح والأنشطة الفنية، فالتقينا ببعضهم بعد العرض المسرحي «الماء السحري»، وخرجنا بهذه السطور.
التقينا في البداية السيدة بشرى العنزي وكانت برفقة أولادها حورية السميط ومنار السميط، وصديقتهما لمار النوري. فسألناها عن سبب حضورها اليوم ومدى حرصها على توجيه أولادها لمتابعة مثل هذه الأنشطة فقالت: أنا حريصة على التردد على المسرح من فترة لأخرى، وقد وجدت هذه الفرصة مناسبة لأصطحب أطفالي وصديقتهم إلى المسرح ومشاهدة عمل هادف ينقل رسالة تربوية وفكرة جديدة، وأنا أدرك تماما أنه خال من الألفاظ الخادشة أو الكلمات الخارجة التي غالبا تكون موجودة في بعض الأعمال المسرحية التجارية، مشيرة إلى أن عرض «الماء السحري» كان جيدا.
ولفتت العنزي إلى أنها ستشجع أبناءها على أن يشاركوا في الأنشطة الفنية المدرسية وفي الجامعة بالمستقبل، مؤكدة أن تلك الأنشطة تسمو بأخلاقهم وتوسع ثقافتهم وتساعدهم في مواقف حياتية بفضل الاطلاع والقراءة، وأشارت إلى أنهم يحبون الرسم، أما لمار فتحب الغناء.
وبجانب خشبة مسرح الدسمة التقينا بالشاب أحمد فالح وهو أب لطفل لم يتجاوز الخامسة من عمره، فسألناه عن سر حضوره بطفله اليوم إلى المسرح، فقال إنه يتابع أعمال الفنان عبدالعزيز المسلم، وأنه معجب بالاستعراضات والرعب الذي يقدمه، وأشار إلى أنه يعرف أن العرض ليس من بطولة ولا إخراج المسلم وإنما ابنه عبدالله عبدالعزيز، مؤكدا أنه استمتع بالفكرة والأغنيات، وأنه حرص على إحضار طفله حمد ليحببه في مشاهدة العروض المسرحية والفنون بشكل عام، حيث إنها ترتقي بذائقة الناس وتقوم سلوكياتهم.
بعدها التقينا بسيدتين مع أطفالهما، وقد تواعدتا وحضرتا خصيصا لحضور إحدى فعاليات المهرجان، وهما أم محمد عزيز معتوق ومعها أولادها شيماء وزهرة ومحمد عزيز معتوق، والسيدة الثانية هي أم محمد الصلاحات، وبرفقتها ابنها محمد وشقيقه عبدالعزيز.
البداية كانت مع أم محمد معتوق، والتي بينت أنها متابعة جيدة للمسرح وبخاصة أعمال مسرح الطفل الهادفة، لافتة إلى انها تشجع أبناءها على الحضور، وأنهم يتجاوبون معها. وحول ما إن كانت تلمس تغيرا في سلوكياتهم بعد التردد على الفعاليات والأنشطة الفنية سواء في الرسم أو الموسيقى أو المسرح قالت: بالطبع، كما انهم يزدادون خبرة في الحياة حين يعايشون تجارب الآخرين ـ حتى لو كانت تمثيلا.
وعما إذا كانت ستشجعهم على دخول مجال الفن من خلال الأنشطة المدرسية مستقبلا، قالت: بالطبع، وأنا أتابعهم جيدا وأعرف مهاراتهم في الأنشطة المختلفة مثل الرسم، ورياضة الجمباز، والموسيقى، وعندي شيماء رسامة ماهرة، وأنا أدعهما وأساعدها لتنمي موهبتها.
أم محمد الصلاحات سألناها بداية عن عمر أولادها فقالت: محمد 8 سنوات وعبدالعزيز 6 سنوات، مشيرة إلى أنها تنمي فيهما حب الأنشطة الفنية وتستكشف معهما الهوايات الخاصة. وعن العروض التي تابعوها في المهرجان قالت: هذا العرض فقط، لكني سأصطحبهم كل يوم، وأشعر بأنهم يستفيدون مما يشاهدون، فأنا أناقشهم بعد العرض وأسألهم عن الشخصيات التي أحبوها والتي لم يتقبلوها. وذكرت أم محمد أنها متابعة جيدة للمسرح وخاصة مسرح طارق العلي، وفي مسرح الطفل تتابع كلا من هدى حسين وعبدالرحمن العقل، وقالت إن مسرح الطفل لا بد أن يكون هادفا في قصته، حيث يركز القائمون عليه على الديكورات والأزياء والموسيقى والاستعراضات وينسون القصة والتي من المفترض أن يخرج منها الطفل بالعبرة والدرس.
بعدها توقفنا مع مجموعة من الأطفال من فئات عمرية مختلفة منهم ابراهيم الحبابي وشقيقته نور الحبابي ومعهما لجين بوحمد. البداية كانت من ابراهيم الذي قال إن مسرحية «الماء السحري» أعجبته جدا، وبخاصة الرقصات «الاستعراضات»، والأزياء، ولفت إبراهيم إلى أنه يحب التمثيل ويتمنى لو يخوض التجربة، وقال إنه يشارك في الأنشطة الفنية المدرسية المختلفة، مثل التمثيل والموسيقى ويحب الرقص، ويعجب بتمثيل فؤاد علي وهيا عبدالسلام.
وقالت لجين بوحمد إنها خرجت من المسرحية بحكمة وتعلمت أشياء كثيرة، مبدية إعجابها بالاستعراضات والموسيقى، وبسؤالها: هل هذه أول مرة تحضرين فيها إلى المسرح؟ أجابت: لا، حضرت عروضا للطفل في السابق وأحب من الممثلين هنادي الكندري، وهيا عبدالسلام وفؤاد علي.
وفي الختام تحدثت نور الحبابي عما أعجبها في المسرحية فقالت الاستعراضات والإضاءة والموسيقى، لافتة إلى أنها ترغب في أن تشارك في النشاط الفني في المدرسة وهي تهوى الرسم والموسيقى وتحب من الممثلين مشاعل الملا وهنادي الكندري.


الربيع الخامس .. يتفتح!

 


للمسرح بريق يخترق الوجدان، وينعش الحواس، ويحفزها على التأمل وتذوق الجمال، فكيف بحواس الطفل الخضراء التي تنمو على كل هذا الفن؟!
فالأطفال المحظوظون هم من يمتلكون مسرحا، والأكثر حظا هم من يعتلون خشبته وتمتزج فنونه بأرواحهم فتحلق في سماء الإبداع، هكذا شعرت بأطفال عرض «ثنائي الأعماق» لفرقة «باك ستيج جروب»، إعداد وإخراج محمد راشد الحملي الذي زين عرضهم افتتاح المهرجان العربي لمسرح الطفل في ربيعه الخامس.
ما ميز هذا العرض هو حداثته التي كانت في كل التفاصيل بدءا من شاشات العرض العملاقة التي تجسد قاع المحيط، لتصطاد حواس الطفل داخل شباك العرض المبهر، من أغان ورقصات وأفكار هادفة، وحوار تفاعلي يجعل الطفل يتعايش مع الأحداث ويشارك فيها، فكان العرض حالة من التناغم الفني الذي يضيف كل نوع إلى الآخر.
فكما يقول الفيلسوف فولتير: «كل فن يحمل نورا إلى الآخر».
فكان حصاد العرض الشائق أصوات جمهور الأطفال تغرد في قاعة المسرح، كأنها تعلن للجميع: نعم نحن نحب المسرح!
إن المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الخامسة حدث ثقافي نفتخر به، وبكل ما فيه من زخم وأنشطة متنوعة خلال دوراته السابقة، سواء في عروضه المحلية أو العربية، ليجسد فعلا معنى عنوانه «المهرجان العربي لمسرح الطفل»، فقد شارك فيه العديد من الدول العربية بعروضهم المميزة على صغر عمره (مصر، ولبنان، وتونس، والبحرين، والإمارات، والأردن والعراق وغيرها... ).
كما أن الجوائز التي تقدم لأفضل العروض كانت حافزا لتقديم الأفضل دائما، وأيضا جوائز تأليف النص المسرحي التي هي داعم آخر للارتقاء أكثر بهذا الفن والاهتمام بكل ما يقدم للطفل ويليق بهذا المهرجان، فكل هذه الجهود تصب في متعة وفائدة الطفل.
من اللفتات القيمة أيضا للمهرجان تكريم الشخصيات الثقافية المهمة، التي لها باع كبير في تنمية ثقافة الطفل، والتي تفانت في تقديم كل ثمين وغالٍ من عطائها وإبداعها من أجل سعادة الطفل، مثل الفنانة الرائعة سعاد عبدالله، ورائدة مسرح الطفل عواطف البدر، والفنان القدير عبدالله الحبيل، وأخيرا حامية الطفولة د. سهام الفريح.
هناك دائما محاولات للارتقاء بثقافة الطفل، فإصدار القرار الوزاري الرقم 677 في 1992، بتأسيس الفرقة الوطنية لمسرح الطفل يعد خطوة مهمة لمصلحة أطفالنا، يجب أن يتوج بتفعيله، فرغم أنه صدر منذ 25 عاما ولم يفعل إلى الآن!
وكم نتمنى أن تستكمل هذه الخطوة لما لها من فائدة كبيرة لثقافة أجيالنا، فالمسرح هو الخلطة السحرية لفنون تذوب على خشبته وتتجسد في عرض مسرحي ناجح، فعلينا زرع المسارح في كل محافظة، ليعتاد الطفل هذا الفن الراقي ويتابعه طوال العام، كما علينا تفعيل نشاطه بشكل أكبر في كل المراحل الدراسية ليكون جزءا من ثقافة أطفالنا منذ الصغر، فيه يستقون كل الفنون الجميلة.
«يكون الفن جميلا عندما تعمل اليد والرأس والقلب معا»
(الشاعر الإنجليزي جون راسكن)

أطفال المهرجان

 

 

Happy Wheels