النشرة الرابعة


اضغط هنا لتحميلpdf النشرة الرابعة

 

الليلة احتفالية وتكريم الحائزين على جوائز " شخصية المهرجان " 

 الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2019البابطين: يظل للتكريم

من وطني طعم آخر

 

 

أبدى سعادته لاختياره شخصية مهرجان «القرين»

البابطين: يظل للتكريم من وطني طعم آخر

حاوره: د.شريف صالح
أحد فرسان الثقافة العربية وأبرز سفراء دولة الكويت إلى العالم. حمل على عاتقه نشر قيم السلام والمحبة عبر مؤسسة البابطين الثقافية. كما كان صاحب دور مؤثر في صون التراث العربي والحفاظ على عيون الشعر العربي وجمع قصائد مئات الشعراء وإتاحتها في طبعات فخمة مجانا للقراء والباحثين. إضافة إلى منح وإطلاق الجوائز لتشجيع المبدعين وإقامة عشرات الورش.
وتصعب في هذه المقدمة الإحاطة بما قدم الشاعر والأديب عبد العزيز سعود البابطين من أجل وطنه الكويت.. ومن أجل أمته العربية.. بل من أجل الإنسانية جمعاء.. عبر عشرات المبادرات والمنح التعليمية وإنشاء عشرات المدارس والكراسي الإبداعية والتعليمية.. فكان طبيعيا أن يحظى بالحفاوة والتكريم في حله وترحاله.
كما كان طبيعيا أن يقع الاختيار على البابطين ليكون شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين.. جريا على عادة دولة الكويت في تكريم النابهين من أبنائها والوفاء للكبار من مبدعيها ورواد نهضتها.
وعلى هامش التكريم كان هذا الحوار مع الشاعر والمثقف النبيل عبد العزيز سعود البابطين:
بداية.. ماذا يعني لك التكريم من مهرجان «القرين»؟
الحمد لله كُرمت من قبل المغفور له الشيخ جابر الأحمد وقلدني صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ وسام الكويت من الدرجة الأولى.. في حفل مهم اعتبرناه تكريما لمؤسسة البابطين الثقافية. كما كرمني المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في العام 2003 كما كرمت من قبل جامعة الكويت وتم منحي الدكتوراه الفخرية قبل ثلاث سنوات.. ومع اعتزازي بكل تكريم حظيت به من جامعات عربية وأجنبية ومن رؤساء دول عربية وأجنبية.. لكن يظل التكريم من وطني له طعم آخر. وهذه التكريمات تمنحني الحافز والدافع الكبير للعمل من أجل بلدي.
بدأت قرض الشعر في سن الصبا.. فبمن تأثرت؟
أول قصيدة نظمتها سنة 1949 وعمري نحو 13 سنة وكنت في البداية متأثرا بالشعر النبطي خصوصا شعر القاضي ومحمد بن لعبون وهو عم جدي لأمي. ثم ركزت على الشعر الفصيح خصوصا جميل بثينة وعمر بن ربيعة وأبو القاسم الشابي وغيرهم من الشعراء الرومانسيين. وكان والدي وأخي عبد اللطيف يحرصان على تزويدي بدواوين الشعر وعمري نحو 11 سنة.
الشعر والصبا
البعض يستغرب من اهتمام رجل أعمال بكتابة الشعر؟
كما ذكرت.. علاقتي بالشعر منذ الصبا.. ونشرت بالفعل ثلاثة دواوين.. ولا أرى غرابة في الأمر.. فكثير من الشعراء كانوا أصحاب مهن لا علاقة لها بالشعر.. فالصاحب بن عباد كان وزيرا والبارودي كان رئيس حكومة وإبراهيم ناجي كان طبيبا. فالشعر هبة من الله يمنحها الله الإنسانَ ولا علاقة لها بالمهنة التي تخصص فيها. وليس غريبا أن يكون الإنسان رجل أعمال ويكتب الشعر.
رغم أنك تأثرت بالشعر النبطي ونظمته لم تستمر فيه؟
نظمت في البدايات بعض الشعر النبطي.. لكنني تخليت عنه نهائيا بعد ذلك. واكتفيت بالفصحى.
كيف توازن ما بين اهتمامك بالشعر والثقافة وعملك في التجارة؟
لست أول من يهتم بالشعر والتجارة في الوقت نفسه.. طالما منحنا الله هذه الهبة أصبحت أمارسها بحسب قدراتي وأحاول تطويرها. ولكل غرض مجاله الخاص.
المؤسسة
كيف اتسع حلم مؤسسة البابطين الثقافية؟
دائما الركود في أي عمل ثقافي أو تجاري يؤدي إلى موت هذا المشروع. ونحن منذ العام 1989 وكل عام نطور وما في عام يشبه العام السابق.. واستطعنا أن نصل بالمؤسسة إلى الفضاء العالمي والإنساني. وكل مجال انطلقنا فيه مازلنا نواصل العطاء فيه سواء الشعر أو الجائزة أو المكتبة أو حوار الحضارات.
إلى أي مدى تشعر بالرضا عما أنجزته؟
أنا سعيد جدا ويستطيع أي قارئ أو مثقف عربي أن يرى بنفسه ما قدمناه طوال ثلاثين عاما للثقافة العربية والإنسانية ويرى التطور والتوسع في المجالات التي نقوم بها. ونحن كمؤسسة نشعر بالرضا عما قدمنا.
هل هناك أحلام جديدة؟
الطموح لا حد له ومازال يتسع.. وطموحنا كبير في القيام بأعمال جليلة ولا أدل على ذلك مما قمنا به أخيرا من التركيز على ثقافة السلام وأن نشعر العالم بأهميته والخروج من دائرة الحروب التي وقعت علينا نحن العرب.. فنحن لا نعتدي على أحد ونرغب في نشر قيم التسامح والتآخي.
الشعر والسلام
إلى أي مدى تؤمنون بقدرة الثقافة على معالجة ملفات الحروب والإرهاب؟
ـ هي إحدى الأدوات التي نسعى من خلالها لإطفاء الحروب والقضاء على الإرهاب.. على الأقل حتى يشعر العالم بأننا كعرب لسنا طلاب عنف ولسنا طلاب حروب وإنما نسعى للسلام العادل.. وأعني السلام العادل للجميع.. وليس لإسرائيل فقط.
برأيكم.. ما الذي ينقص الحركة الثقافية في الكويت وفي العالم العربي؟
ما أحب كلمة «العالم العربي».. لأنها تعني أننا متفرقون.. وأفضل أن نقول «الوطن العربي» أو «الأمة العربية».. وأرى أن ما ينقصنا هو الوعي.. وأن نسعى إلى تطوير وعي أولادنا في المدارس وأن تُغرس في نفوسهم قيم السلام والتعايش.
هذا ينقلنا إلى الجهد الكبير الذي قامت به مؤسسة البابطين الثقافية لوضع مناهج مدرسية لثقافة السلام؟
الحمد لله نجحنا في التواصل مع مائتي جامعة أدخلنا إليهم مناهج السلام في أوروبا والعالم العربي.. ونسعى بكل قدراتنا للتواصل مع الحكومات المختلفة.. وضرورة إدخال هذه المناهج وإيصالها إلى رجال التعليم.. وحققنا نجاحا طيبا إلى حد الآن.
ذكرى طيبة
بعيدا عن صور التكريم الرسمي.. ثمة كلمات وذكريات طيبة لا تنساها؟
ـ أذكر أنني في أحد الأيام كنت أسير في إحدى دول الاتحاد السوفييتي.. مع د.خالد المذكور ود.عبد الله المحارب رحمه الله وصافي عبد العزيز المطوع ود.أنور اليحيى.. والتقينا بخمس شخصيات يتحدثون العربية بطلاقة وهم لا يعرفون من نحن.. وظلوا يشكرون في الكويت وفي مؤسسة البابطين التي ساعدتهم في تعلم العربية. وفي مرة أخرى زارني أحد الوزراء من داغستان وقال لي إنني حصلت على الدكتوراه بفضل بعثة البابطين وتعلمت بدعمها لثلاثة عشر عاما وأصبحت وزيرا وأنا لا أعرف أحدا من مجلس أمناء هذه المؤسسة وعندما كلفتني حكومة بلدي بمهمة في الكويت حرصت على زيارة مؤسسة البابطين كي أقول لكم: شكرا.. وأعبر عن امتناني لعبد العزيز سعود البابطين.. وأيضا ذهبنا مجلس أمناء المؤسسة لصلاة الجمعة في أذربيجان وطلب الإمام من د.خالد المذكور أن يؤمنا.. وبعد الصلاة أخبرنا الإمام أنه تعلم اللغة العربية بفضل مؤسسة البابطين وقال إنه أصبح وكيل وزارة الخارجية لكن الحكومة تكلفه بأداء خطبة الجمعة.
شخصيات لا تنسى أثرها في نفسك؟
والدي وأخي عبد اللطيف لأنهم لم يبخلوا علي بقصائد الشعر العربي. كما أشعر بأن كل الشعراء العرب لهم فضل عليّ.. وكل المثقفين العرب لهم فضل عليّ.. وكثيرا ما نكلف المثقفين العرب بجهود كثيرة فيؤدونها بلا مقابل إيمانا منهم بأن مؤسستنا تقدم خدمات حقيقية للثقافة العربية ولدينا الآن أكثر من أربعمائة إصدار نوزعها مجانا للمهتمين والباحثين وكذلك للجامعات والأندية الأدبية.
دور إنساني
عبد العزيز سعود البابطين.. الإنسان.. ماذا تقول؟
من الناحية الإنسانية نجحنا في تشييد أكبر مستشفى للحروق في الكويت والشرق الأوسط وأطلقنا عليه اسم الوالد رحمة الله عليه. أقمنا في السعودية أكثر من صالة للزواج والمناسبات الاجتماعية.. بنينا عشرات المدارس في مختلف دول الوطن العربي والدول الإسلامية منها أربع مدارس ثانوية كبيرة في مصر وكذلك في المغرب وتونس والجزائر.. وأيضا ندرّس آلاف الطلاب على حسابنا في جامعات عدة في أوروبا وفي أمريكا.

أول قصيدة نظمتها في العام 1949 وعمري 13 سنة وكنت في البداية متأثرا بالشعر النبطي

 

نشرت ثلاثة دواوين ولا أرى غرابة في كوني شاعرا ورجل أعمال

استطعنا أن نصل بمؤسسة البابطين إلى الفضاء العالمي والإنساني

 

 

وجَّه الشكر للمجلس الوطني على جهوده الجبارة لإثراء الساحة الفنية والثقافية

محمد المنصور: «التقديرية» أعطتني حافزا لتقديم الأفضل دائما

 

 

حصولي على الجائزة ليس تقديرا لي فقط ولكن لجميع العاملين في الوسط الفني

تشكل الدورة الحالية
لـ «القرين» أهمية خاصة لي ولن أنساها أبدا
كتب: عبدالحميد الخطيب
عبر الفنان القدير محمد المنصور عن سعادته بالحصول على جائزة الدورة التقديرية، مؤكدا أن الجائزة تعطيه دلالة واضحة على أن الدولة تهتم بأبنائها من المبدعين في كافة المجالات، مشددا على أن هذا التقدير يعطيه حافزا للمواصلة وتقديم الأفضل دائما بما يصب في وعي المجتمع ورقيه.

صورة حضارية
وأكد المنصور أن حصوله على الجائزة ليس تقديرا له فقط ولكن لجميع العاملين في الوسط الفني في الكويت، مشيرا إلى أن الجميع لديهم الشغف الفني نفسه لإظهار صورة الكويت الحضارية أمام العالم، موجها الشكر لوزارة الإعلام وللمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهودهما الجبارة لإثراء الساحة الكويتية بالعديد من الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية على مدار العام.

 

أهمية خاصة
وعن مهرجان القرين الـ 26 تحديدا، قال المنصور: نظرا إلى أن تكريمي بجائزة الدولة التقديرية سيتم من خلال حفل سيكون ضمن أنشطة المهرجان هذا العام، لذا تشكل الدورة الحالية أهمية خاصة لي ولن أنساها أبدا، فضلا على جدول الفعاليات الذي اطلعت عليه ووجدته متكاملا ومناسبا لجميع الأذواق، وهذا ما ننتظره دائما، مهرجانات تكون مختارة بعناية وترضي جميع الأذواق، متمنيا للقائمين على المهرجان دوام التوفيق والنجاح.
محمد المنصور في سطور
> حاصل على دبلوم الموسيقى من معهد المعلمين في العام 1969.
> تخصص في الإعداد والإخراج من معهد «سيدو» في إنجلترا في العام 1971.
> حصل على شهادة البكالوريوس من «المعهد العالي للفنون المسرحية» في الكويت في العام 1972.
> حصل على شهادة الماجستير من «أكاديمية الفنون» في القاهرة في العام 1995.
> خاض التمثيل في أفلام عدة مثل «ذئاب لا تأكل اللحم»، و«القادسية» و«هروب».
> تولى تقديم العديد من البرامج التلفزيونية، على غرار «هذه مهنتي»، و«صباح الخير يا كويت»، و«تو الليل».
> شهرته كانت من خلال الشاشة الصغيرة والمسرح حيث شارك في بطولة أكثر من 40 مسلسلا و20 مسرحية.
> أبرز المسلسلات التي شارك فيها: «الوريث»، و«القرار الأخير»، و«دروب الشك»، و«القدر المحتوم» و«زوارة الخميس». كما شارك خلال العام 2018 في مسلسلي «روتين» و«محطة انتظار».

 

أبدى سعادته بالحصول عليها ووجه الشكر إلى «المجلس الوطني»

بدر بورسلي: الجائزة تمثل لي الكثير كونها باسم الكويت


أكد الشاعر الغنائي بدر بورسلي أن حصوله على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون التشكيلية والمسرحية والموسيقية يمثل له الكثير كونها باسم الكويت، وقال: الكويت تستاهل، ومهما أعطيناها يظل في حقها قليل، سنظل نبحر في حب هذه الأرض ونبذل من أجلها حتى نفسنا الأخير.
وتابع بورسلي: أسعدني كثيرا أن أحوز شرف فوزي بهذه الجائزة مع الفنان محمد المنصور والأكاديمية فتوح الخترش، وأتوجه بالشكر إلى جميع الأحبة والزملاء الذين فرحوا لفوزي وأسعدوني بكلماتهم الرقيقة.

بادرة جميلة
وأكمل: تكريم الدولة لنا عبر وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بادرة جميلة، وأتقدم بالشكر للوزير محمد الجبري، والأمين العام للمجلس كامل العبد الجليل، على الجهود الكبيرة التي يبذلانها لإثراء الحركة الفنية والثقافية في الكويت، مشيرا إلى أنه اطلع على جدول أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 26 ووجده متنوعا ويناسب جميع الاذواق.

اللجنة العليا
وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قد أعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية للعام 2019، بعد اعتمادها في اجتماع اللجنة العليا لجوائز الدولة الذي عقد برئاسة وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري.
وقال المجلس في بيانه إن الشاعر بدر بورسلي، والفنان محمد المنصور فازا بجائزتي الدولة التقديرية في مجال الفنون التشكيلية والمسرحية والموسيقية وإن أ. د. فتوح عبد المحسن الخترش فازت بجائزة الدولة التقديرية في مجال العلوم الاجتماعية.
يذكر أن جائزة الدولة التقديرية أسست في العام 2000، وتمنح كل فائز درعا وميدالية خاصة ومبلغ 20 ألف دينار، أما جائزة الدولة التشجيعية، فبدأت دورتها الاولى في العام 1988، ويتم خلالها منح الفائزين بها مجسما تذكاريا للجائزة وشهادة تقديرية ومبلغا ماليا قدره 10 آلاف دينار.


اعتبرتها تقديراً لحصيلة العمر والإنتاج العلمي والمجهود الذي بذلته

د. فتوح الخترش: فرحتي بالجائزة التقديرية لا توصف
تفاجأت بالجائزة... حيث كنت بين أبحاثي وهدفي إرضاء نفسي وذاتي وبلدي

الشكر لزوجي د. عبدالعزيز المنصور
لدوره الكبير في تميزي في حياتي العملية

أكدت أ. د. فتوح عبد المحسن الخترش الفائزة بجائزة الدولة التقديرية في مجال العلوم الاجتماعية أن فرحتها لا توصف بتقدير الدولة لها، وقالت: قلبي ينبض بالفرحة الكبيرة بهذه الجائزة التي تعتبر تقديرا لحصيلة العمر والإنتاج العلمي والمجهود الذي بذل طوال السنوات الماضية لنصل إلى هذه المرحلة.
وأضافت: كون أن تكرمنا الدولة فهذا شيء آخر، وهنا أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعلى رأسه وزير الإعلام محمد الجبري والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل ود. عيسى الأنصاري وجميع العاملين في المجلس واللجان القائمة على الجائزة على ما يبذلونه من جهود واضحة لتشجيع الثقافة والفنون في الكويت.
وأردفت: لا أستطيع أن أصف شعوري بتشجيع الدولة لنا، فهو تشجيع يعطي حافزا للجميع لكي يعملوا بجد واجتهاد، خصوصا الباحثين الذين يعملون في صمت من صميم القلب بعيدا عن الإعلام والتفاخر والتباهي، ليجدوا تقديرا كل في مجاله، فهذا بالتأكيد يعطيهم دافعا ورغبة دائمة في التميز، ويعني أن الدولة ترعى جميع أبنائها وتشجعهم.
واستطردت الخترش: لقد تفاجأت بالجائزة، فلم يخطر ببالي أو أفكر في يوم من الأيام أن أحصل عليها، أنا كنت بين أبحاثي هدفي إرضاء نفسي وذاتي وبلدي، وذلك وسط مناخ علمي في جامعة الكويت التي لولاها ولولا أساتذتي الذين شجعوني وأعطوني الدافع للعمل في البحث العلمي لما وصلت إلى هذه الدرجة.
وتابعت: قسم التاريخ في جامعة الكويت وأساتذتنا الذين درسوا لنا لهم فضل كبير علينا في الاستمرار، وأرى أن الجائزة هي للشباب «الدماء الجديدة» لتعطيهم حافزا للعمل، فالشباب أمل البلد، ولدينا في قسم التاريخ يعملون في صمت وبحب ورغبة قوية في التفوق.
وختمت الخترش بتوجيه الشكر لوالديها رحمهما الله لتشجيعهما لها للتفوق الدائم، ووصلت الشكر لزوجها د. عبدالعزيز المنصور ودوره الكبير في تميزها في حياتها العملية والعلمية، كما وجهت الشكر لأبنائها الذين يشجعونها باستمرار، وكررت شكرها لجميع العاملين بالمجلس الوطني والقائمين على الجائزة على جهودهم في إثراء الحركة الفنية والثقافية في الكويت.


استمر لمدة ثلاثة أيام في مجمع بروميناد

إقبال جماهيري كبير يشهده
معرض إصدارات المجلس الوطني الثاني

المرزوق: الكويت منذ تأسيسها كدولة حديثة وهي منارة ثقافية

الهدف من إقامة المعارض المتنقلة هو التعريف بإصدارات المجلس الوطني وتقديمها بأسعار رمزية

كتبت: فرح الشمالي

شهد افتتاح المعرض الثاني لإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والذي أقيم يوم الخميس الماضي واستمر لمدة ثلاثة أيام في مجمع بروميناد ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26 إقبالا كبيرا من زوار المجمع.
حضر الافتتاح مدير إدارة النشر والتوزيع ومدير إدارة المكتبات العامة عبدالعزيز سعود المرزوق، وتضمن المعرض مجموعة من إصدارات المجلس الوطني وهي: عالم الفكر، عالم المعرفة، الثقافة العالمية، المسرح العالمي، وجريدة الفنون.
كما تضمن المعرض مجموعة دراسات وكتب في تاريخ الكويت مثل كتاب «تاريخ وشخصيات من قرية المقوع» تأليف وإعداد حامد محمد مرشد الشمري، و«موسوعة من تراث الكويت» للدكتور حسن أشكناني، وكتاب «الربض المقدس في الفترة الهلنستية المبكرة مع ملحق النقوش الكتابية» تأليف كريستيان جيبيسين، وكتاب «محطات في تاريخ العملة والنقود في الكويت» إعداد محمد عبدالهادي جمال، وكتاب «دولة الكويت من صباح الأول إلى صباح الخامس» للدكتور يعقوب الغنيم، وكتاب «الكويت في الصحف البريطانية خلال قرنين من الزمن 1846 - 1965» للباحث عيسى دشتي، كما قدم في المعرض مجموعة من الكتب التشجيعية التي يدعمها المجلس الوطني لعدد من المؤلفين الكويتيين وفي عدة مجالات منها مجال الرواية مثل رواية «الضحية المنسية»، ورواية «قطعة قماش وقصص أخرى» للكاتبة ليلى الرباح، ورواية «فقد» لعمر العميري، ورواية «حب في المريخ» تأليف عبد اللطيف خضر الخضر، ورواية «كرسي على بحيرة إيرلهوف» للكاتب أحمد مبارك البريكي، ورواية «قصص انستجرام» لباسمة العنزي، وأيضا مجموعة قصصية «خشوع الفراق» للكاتبة طيف العبدان، ومجموعة قصصية «تجاعيد» لبدر أبورقبة العتيبي، و«شعر رثاء القمر» لسالم عباس خدادة .
وفي مجال الطفولة، قدمت مجموعة قصصية وكتبا تعليمية للطفل لكتّاب متخصصين منهم: هبة مندني وباسمة الوزان ونادين محمد عبدالهادي جمال.

أسعار رمزية

وقال مدير إدارة النشر والتوزيع ومدير إدارة المكتبات العامة عبدالعزيز المرزوق: إن الهدف من إقامة المعارض المتنقلة هو التعريف عن إصدارات المجلس الوطني المتنوعة وتقديمها للمواطنين والمقيمين بأسعار رمزية، والمجلس الوطني مستمر بإصدارها منذ سنوات وكونت إرثا ثقافيا ومعرفيا نفتخر به في دولة الكويت، بالإضافة إلى الإصدارات الخاصة الذي بدأنا بها منذ سنوات، وهي في الغالب تتحدث عن دولة الكويت وجوانب متعددة من تاريخ الكويت، كذلك حرصنا أن نقدم في معارضنا مجموعة مختارة من كتب المؤلفين الكويتيين، فالمجلس الوطني حريص على دعم المواطن الكويتي والمساهمة في انتشار مؤلفاته.
وأضاف المرزوق: إن دولة الكويت منذ تأسيسها كدولة حديثة وهي منارة ثقافية لها دور مميز وكبير في المشهد الثقافي العربي وهي ساهمت في تشكيل الوعي الثقافي وتكوين الفكر العربي، حيث نجد أن أي مكتبة عربية لا تخلو من إصدارات المجلس الوطني الثقافية والمعرفية.

 

ثمنوا الاهتمام الكبير من الدولة بأبنائها من المبدعين في كل المجالات

الفائزون بجائزة الدولة التشجيعية: شكرًا لوطننا الكويت على هذا التقدير

 

 


د. نجمة إدريس: «المجلس الوطني» يمثل واجهة حضارية للقوى الناعمة

خالد المفيدي: كم تمنيت أن يكون أبي معي بهذه اللحظة كي يفخر بابنه وأحد تلاميذه

د. عايد الجريد: سعيد لحصولي على الجائزة لكتاب يتحدث عن تاريخ الكويت في مقاطعة الكيان الصهيوني

عبدالله التركماني: فرحتي مضاعفة كوني جزءاً من مجموعة أسماء لها نتاجاتها المهمة

أحمد الحليل: الجائزة تعتبر دافعًا له من أجل مواصلة العطاء والبذل الذي يقدمه من أجل المسرح

سعد الحمدان: دولتنا ما قصّرت وكل الشكر لوزارة الإعلام والمجلس الوطني

راقية المتعب: أن أفوز بالجائزة التشجيعية فهذا شيء كبير ودافع نحتاجه من فترة لأخرى

فيصل مبارك الحبيني: الجوائز ليست غايتنا لكن أن تأتي الجائزة من الدولة فهذا دافع قوي

العوضي: الجائزة تعطيني دافعًا لمواصلة الكتابة

 الباذر: شعرت أن الوطن كرمني على جهودي

 فواز الدويش: عملي «الحرية» يتحدث عن الانطلاقة الجديدة للإنسان وتعايشه

مع بيئات مختلفة

كتب: عبدالحميد الخطيب
عبَّر عدد من الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية عن سعادتهم بالاهتمام الكبير من الدولة بالمبدعين والبارعين كل في مجاله، مؤكدين أن هذا التقدير يدفعهم إلى بذل مزيد من الجهد من اجل الاستمرار ورفع اسم الكويت عاليا.
في البداية، قالت د. نجمة إدريس الحائزة جائزة الترجمة إلى اللغة العربية عن عملها «الجلطة التي أنارت بصيرتي»: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يمثل ولا شك واجهة حضارية للقوى الناعمة، إذ تظل الثقافة الإبداعية بتفريعاتها هي المعادل الإنساني الذي يقف في وجه الحروب والصراعات ونزعات الكراهية الآخذة في التمدد في عالم اليوم، ونتمنى أن يظل مشعل الآداب والفنون هو الوجه الأنصع والأجمل للكويت وأن تظل تقدم نفسها وشخصيتها الاعتبارية للعالم من خلال هذه النافذة الباهرة.
وتابعت إدريس: تكمن أهمية الجائزة في كونها تعرّف بالإبداع وتتبنى الجهود الكفيلة بإثراء حياتنا الثقافية، كذلك تتيح التواصل الخلاق وتعزز من عملية التلقي، وفوزي بها في مجال الترجمة أسعدني في البدء أن تكون الترجمة من ضمن حقول الجائزة، لما لها من أثر في التناص مع ثقافات العالم ونقل تجاربهم الإنسانية، والكتاب الفائز ينقل تجربة إنسانية نادرة تستحق الترجمة والاحتفاء، فتحية قلبية كبيرة مني للمؤلفة الأميركية د. جيل بولتي تيلور لأنها أغنتني وعلّمتني وألهمتني.
الحرية
من جهته، قال الفنان فواز الدويش الفائز بجائزة الفنون التشكيلية (النحت – الحفر - الخزف) عن عمله «الحرية»: الجائزة وسام على صدري ودافع للمواصلة ورفع اسم الكويت عاليا، وقد فزت بها بعد مثابرة، وهنا لا بد أن أشكر المجلس الوطني ممثلا بالأمين العام كامل العبدالجليل وكل من وراء هذه الجائزة لأنهم ما قصروا واختاروني.
وأضاف الدويش: فزت عن عمل «الحرية» والذي يتحدث عن الانطلاقة الجديدة للإنسان وتعايشه مع بيئات مختلفة، مستدركا: أنا الآن في قمة المنافسة، ولدي رغبة قوية للاستمرار بأعمال متميزة.

بداية ودفعة
فيما قال الفنان سعد حمدان الفرج الفائز بجائزة الفنون التشكيلية (النحت - الحفر - الخزف) عن عمله «الحداثة والواقعية»: دولتنا ما قصرت، وكل الشكر لوزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا التقدير، مؤكدا أن الجائزة مجرد بداية ودفعة قوية للاستمرار، مستدركا: الفوز بالجائزة مسؤولية نتمنى أن نكون على قدرها وأن نرفع اسم وطننا عاليا في كل مكان.

تكريم للجميع
أما الفنان والمخرج عبدالله التركماني فأكد أن فوزه بجائزة الدولة التشجيعية عن دوره في مسرحية «صدى الصمت» له أثره الكبير في نفسه، مشيرا إلى أنه يعتبر الجائزة تكريما لجميع فريق المسرحية، وقال: لا شيء يساوي أن يحصل الإنسان على جائزة من وطنه، وفوزي بجائزة الدولة التشجيعية هو دليل على تقدير وطننا لما نقدم من أعمال هادفة.
وأردف التركماني: فرحتي مضاعفة كوني جزءا من مجموعة أسماء لها نتاجاتها المهمة كل في مجاله، فالجائزة تشجعنا، وتدفعنا إلى الاستمرارية في العمل، وتجعل للفرد منا طاقة أقوى من أجل الإبداع والتميز.

نصف مرحلة العطاء
بدورها، قالت المخرجة راقية المتعب الفائزة بجائزة الإخراج التلفزيوني عن الفيلم التلفزيوني «روح الكويت»: أن أفوز بالجائزة التشجيعية فهذا شيء كبير بالنسبة لي، ودافع نحتاجه من فترة لأخرى يغير من منظومة حياتنا وعملنا، وشخصيا أعتبر نفسي في نصف مرحلة عطائي، ومنذ أبلغني وزير الإعلام بالفوز بـ «التشجيعية» وأنا كلي نشاط ورغبة في أن أعطي بلدي المزيد، موجهة الشكر لوزير الإعلام محمد الجبري وللأمين العام كامل العبدالجليل لتشجيعهما لكل الطاقات الكويتية.

مفاجأة
في حين قال علي حسين العوضي الفائز بجائزة العلوم السياسية عن عمله «الحركة الوطنية الكويتية والعدوان الثلاثي على مصر»: الجائزة كانت مفاجأة بالنسبة لي، وسعدت بها جدا، خصوصا أنها تعطيني دافعا لكي أواصل الكتابة في سلسلة إصداراتي بعنوان «قراءات تاريخية وسياسية» والتي يأتي تحتها إصداري «الحركة الوطنية الكويتية والعدوان الثلاثي على مصر» الذي فزت عنه بالجائزة.
وأضاف العوضي: فكرة السلسلة هي معرفة دور المجتمع الكويتي في الأحداث التاريخية المهمة في المنطقة، وأتوجه بالشكر لوزير الإعلام والأمين العام للمجلس الوطني ولجميع من يقف وراء هذه الجائزة المرموقة.

دافع قوي
أما فيصل مبارك الحبيني الفائز بجائزة القصة القصيرة عن مجموعته القصصية «أبناء الأزمة الأخيرة»، فقال: الشباب يحب دائما أن يقدم أعمالا أدبية وفنية عظيمة، والجوائز غالبا ليست غايتهم، لكن أن تأتي الجائزة من الدولة فهذا دافع قوي لهم ودليل على أن هناك من يقدر ما يقومون به من أجل وطنهم، مؤكدا أن فوزه بالجائزة التشجيعية مصدر فخر وسعادة له ويجعله أكثر تصميما على المواصلة في طريقه الذي اختاره.

مكانة كبيرة
بينما قال د. عايد الجريد الحائز جائزة الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية لدولة الكويت عن عمله «الكويت ومقاطعة الكيان الصهيوني»: الجائزة بكل تأكيد لها مكانة كبيرة عندي وعن جميع الباحثين في الكويت، خصوصا أنها تعطي دافعا لنا جميعا للاستمرار والعمل بشكل أكبر، وما يجعلني أكثر سعادة هو أنني حصلت عليها مع كتاب يتحدث عن تاريخ الكويت وتجربتها الرائدة في مقاطعة الكيان الصهيوني في جميع الجوانب، وكيف أن الكويت مثال يحتذى في إفشال المشاريع الصهيونية في ظل الدعوات المتزايدة للتطبيع مع هذا الكيان.

صرخة الفرح
من جانبه، قال محمد خضر محمد الباذر الحاصل على جائزة أدب الطفل عن قصة «صغار على الحرب»: علمت بفوزي بالجائزة في الصباح الباكر حينها مازلت على السرير فقفزت مطلقا صرخة الفرح وركضت في أرجاء المنزل وعانقت الجميع وهنأتهم بهذا الفوز الذي أعتبره فوزا لكل عائلتي التي ساندتني طويلا، لم أتمالك نفسي عن التعبير بقمة فرحي، رغم أن هذه ليست الجائزة الأولى التي أفوز بها لكنها بكل تأكيد الأهم والأكبر، شعرت أن الوطن كرمني على جهودي وزادت ثقتي بنوعية الفن الذي اكتبه.
وتابع الباذر: الجائزة جعلت اسمي مقارنا ومقاربا لأسماء كبار الكتّاب والأدباء الذين كنت أطمح للوصول إلى درجة من درجات نجاحهم، وبالتأكيد زادت من قاعدة قرائي، لأن الكل يعلم أن جائزة الدولة لا يمكن المحاباة فيها، فلا يفوز إلا من هو الأجدر بالفوز.
وأكمل: بالتأكيد الجائزة أضافت ليثقل مسؤولية كبيرة ويجب أن أراعي كل حرف اكتبه، وكل قضية اطرحها، فأنا بعد الجائزة يجب أن تكون موجهة للإنسان بشكل أشمل. وأضافت لي الخوف، إذ يجب أن أواكب كل تطور وتحديث من الممكن أي يجذب الجيل الجديد الذي أصبحت قراءة الكتب تبتعد عنه شيئا فشيئا.
تشجيع الطاقات
وقال الفنان والمخرج خالد المفيدي: اللهم لك الحمد والشكر على فوزي بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الإخراج الإذاعي، وأشكر كل من ساندي وكان إلى جانبي، وأشكر وزارة الإعلام متمثلة بوزير الإعلام محمد الجبري المحترم وإذاعة دولة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ودولتنا الحبيبة الكويت ووالدنا صاحب السمو الأمير قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه على دعم وتشجيع الطاقات الفعّالة وإبراز دور ورسالة الفن بشكل خاص... اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
وأضاف: أحب بهذه اللحظة أن أترحم على من علمني أبجديات العمل الإذاعي ومن حببني فيه، والدي الحبيب، رحمه الله، علي المفيدي، كم تمنيت أن تكون معي بهذي اللحظة كي تفخر بابنك وأحد تلاميذك يا ملك المايك وعرّاب الإذاعة.

مواصلة العطاء
وأكد الفنان أحمد الحليل الفائز بجائزة الدولة التشجيعية عن دوره في مسرحية «من قال ماذا» أن الجائزة تعتبر دافعا له من أجل مواصلة العطاء والبذل الذي يقدمه من أجل المسرح والفن بشكل عام، وقال انه يهديها إلى فرقته المسرحية وكل من وقف إلى جانبه وسانده من فريق العمل الذين يمثلهم جميعهم من خلال هذه الجائزة، مشيرا إلى أنه سيواصل ظهوره المقنن والمدروس بعناية في أعماله القادمة.


مهرجان القرين احتفى به في مكتبة الكويت الوطنية

سليمان الهويدي... منارة ثقافية كويتية أضاءت الشعر الشعبي

طلال السعيد: لايزال الناس يرددون قصائده ويتغنون ويستشهدون بها
كان الهويدي كويتياً بمعنى الكلمة يحمل الكويت في قلبه وفي كل ما يقدمه من فن وشعر وأدب
تكلم نيابة عنا وعن جيل بأكمله عاش معه ونقل معاناته وعبر عن توجهاته وطموحه

أمل عبدالله: تمكّن الهويدي أن يؤسس
مكانة متميزة للقصيدة البدوية في مجال الشعر الغنائي
إبراهيم الخالدي: الهويدي من شعراء الكويت البارزين الذين أثروا ساحة الشعر العامي بنتاجهم المتميز
للشاعر قدرة متميزة على الابتكار في الصور والتراكيب وارتباط قصائده بحكاياتها ومناسبة قولها
يجب إحياء التراث الصوتي للشاعر من قصائد وأغانٍ وإتاحتها للأجيال القادمة عبر المنصات الإلكترونية العالمية

كتب: مدحت علام
اختــار مهرجــان القــرين الثقــافي في دورته
الـ 26 - ضمــن سلسلة منــارات ثقافية - الشاعر الشعبي سليمان الهويدي ليكون منارة ثقافية بفضل ما قدمه من عطاءات متميزة في مختلف الميادين المتعلقة بالشعر الشعبي، وبفضل إنتاجه الشعري الخالد، والذي يعد من الإرث الشعري الكويتي الذي احتوى على الريادة في كل محتواه.
والمنارة - التي أقيمت في مسرح مكتبة الكويت الوطنية – أدارتها الإعلامية والأديبة أمل عبدالله، وشارك فيها الشاعران طلال السعيد وإبراهيم الخالدي بورقتي بحث، قدما فيهما لمحات عن حياة الهويدي الشعرية وما تضمنته أفكاره من رؤى سبقت عصرها، بالإضافة إلى الحديث عن سيرته مع الكلمة بكل ما تحمله من أبعاد إنسانية واجتماعية، ودوره المشهود في نشر الشعر الشعبي.

فيلم تسجيلي
في البداية، عُرض فيلم تسجيلي عن الشاعر الراحل سليمان الهويدي من إعداد وإشراف فوزية العلي، تطرق إلى لمحات من حياة الشاعر ودوره الرائد في الشعر الشعبي وديوانية شعراء النبط، وأهم القصائد التي اشتهر بها، فيما تحدثت أمل عبدالله عن قيمة هذا الشاعر الذي تمكّن من أن يؤسس مكانة متميزة للقصيدة البدوية في مجال الشعر الغنائي.
وتطرق السعيد في ورقته البحثية إلى الأدب الشعبي في الكويت الذي انتقل من جيل إلى جيل بواسطة أسماء كبيرة شامخة أحبت وطنها وأخلصت له وانتبهت مبكرا لأهمية الحفاظ على هذا الموروث الشعبي الأصيل، مبينا أن الشاعر الكبير سليمان الهويدي كان شاعرا، راويا، وناقدا بالإضافة إلى إجادته العزف على الربابة، حيث كان شعراء النبط يزنون شعرهم بالغناء لمعرفة استقامته.
كما أوضح أن أول وزن عُرف في الشعر النبطي هو الهلالي نسبة إلى بني هلال، ثم ظهرت الأوزان الأخرى وأهمها المسحوب، ثم فنون الهجين، مؤكدا أنه لم يخرج إلى النور كتاب يتناول أدب الهويدي، فكل ما وصل مكتبة الأدب الشعبي هو كتاب أو كتب تجميع بعض أشعاره، مشيرا إلى الحاجة إلى إصدار كتب تتناول قصائد الشاعر بالنقد، رافضا تسميته بشاعر السور.
ثم تناول الحضور الإعلامي للشاعر الهويدي الذي تميز بنقاء اللهجة الكويتية والمحافظة على نقاء مفرداتها وقال: «كان الهويدي كويتيا بمعنى الكلمة يحمل الكويت في قلبه وفي كل ما يقدمه من فن وشعر وأدب فهو أكبر بكثير من مجرد شاعر السور فهو شاعر المراحل بلا منازع».
ومن ثم أوضح السعيد أن كل مرحلة مرّت على تاريخ الكويت كانت تعرف بشعرائها، وما نظموا فيها من قصائد.
وقال السعيد: يعتبر الهويدي قمة من قمم الأدب الشعبي، ليس في الكويت فقط بل في الخليج والجزيرة العربية، ولايزال الناس يرددون قصائده ويتغنون بها، ويستشهدون بقصائده كما تتداولها الأجيال حتى أصبحت حية بيننا رغم وفاته.
ومن ثم تحدث السعيد عن المواضيع الشعرية التي تطرق إليها الهويدي في أشعاره وأهمها الوطنيات والنصح والإرشاد والغزل، وهي المواضيع التي تناولها السعيد بالنقد والتحليل، وقال: حين يتغنى شاعرنا سليمان الهويدي بحب وطنه الكويت تشعر بأن هناك مواطنا صالحا مخلصا يتحدث، ويختلف كثيرا عن الآخرين، فهو يعرف ماذا يقول وكيف يعبر عن وجهة نظره شعرا بعيدا عن المبالغة والتشنج، وبالتالي قرأ السعيد بعضا من وطنيات الهويدي التي فيها ملمح مهم في القصيدة الوطنية.
ثم انتقل إلى غرض شعري آخر يتمثل في الحكمة والنصح والإرشاد من خلال معايشته للحياة تمكن من أن يتكلم نيابة عنا وعن جيل بأكمله عاش معه ونقل معاناته وعبر عن توجهاته وطموحه ومن ثم نقل الواقع بأمانة وصدق واقتدار.
فيما تحدث السعيد عن الغزل العفيف في شعر الهويدي ليقول مؤكدا أنه شاعر الغزل الأول ليس في الكويت فقط إنما في الخليج والجزيرة العربية، فهو شاعر مبدع ابتكر معاني لم تطرق قبله، وختم بقوله: نحن أمام قامة شامخة من قامات الشعر الشعبي في الكويت، ونؤكد أننا مهما قلنا لن نوفيه حقه، ولكن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لم يلعن الظلام ولكنه أنار شمعة ستعقبها - بإذن الله - شموع تضيء سماء الأدب الشعبي في دولة الكويت، وتعيد له مكانته الثقافية، فقد وصلنا إلى القمة في وقت من الأوقات إلا أننا لم نحافظ عليها للأسف الشديد.

السمات الفنية
وتحدث الخالدي في ورقته البحثية عن السمات الفنية لشعر سليمان الهويدي، ومن ثم قسّم نتاج شعراء الكويت من حيث اللغة المستخدمة إلى قسمين هما: شعراء الفصحى وقد بدأ الشعرالفصيح في الكويت عن طريق شعر الفقهاء، والثاني شعراء العامية وهم الفئة الأكثر عددا والأغزر إنتاجا على امتداد التاريخ الكويتي، وبين القسمين هناك من الشعراء من ينظمون النوعين الفصيح والعامي.
وأوضح الخالدي بقوله: إن من بين شعراء الكويت الذين واكبوا اهتمامها بإبراز الشعر العامي في الإذاعة والتلفزيون خلال الستين عاما الماضية نجد الهويدي في الصف الأول مع الرائد الأول لركن البادية سعود بن غانم الحمران ومرشد البذال ورفاقهما طلال السعيد ومحمد العزب وصياح العدواني ومسلم البحيري وغيرهم.
وأوضح أن الهويدي من شعراء الكويت البارزين الذين أثروا ساحة الشعر العامي بنتاجهم المتميز، بل كان له دور في دعم هذه الساحة من خلال اتجاهات أسهم بها خلال حياته وهي تقديمه مئات النصوص الإبداعية العامية وحفظ التراث العامي وإحياء الفنون الشعبية، ودوره في الأغنية الشعبية، وتطرق الخالدي إلى السيرة الحياتية للشاعر ومولده في مدينة الكويت في منطقة القبلة – سكان عنزة – فريج سعود، وعاش 73 عاما قضاها في تقديم نتاج فكره ومجهوده ورحل في العام 2000 مع توديع الألفية الثانية.
ثم تناول الخالدي بيئة الشاعر الذي ولد في البيئة الحضرية وداخل أسوار المدينة القديمة، كما أنه ينتمي إلى قبيلة بدوية تحترف الترحال بأصولها وتفرعاتها، كما أنه على صعيد اللهجة فإنه يتوسط بين البيئتين، فشعره مفهوم للجميع، ولقد عايش الكويت القديمة قبل هدم السور، كما عايش الكويت الحديثة، ولقد أبدع الهويدي خلال قصائد لها في رسم الحياة البدوية في كويت الماضي مع تذكير بحياة البحر، وفي قصيدة أخرى رسم حياة أهل الكويت داخل المدينة الطينية.
وكشف الخالدي أن للهويدي قدرة متميزة على الابتكار في الصور والتراكيب وارتباط قصائده بحكاياتها ومناسبة قولها، مشيرا إلى براعته في الاستهلال وجمال مطلع القصيدة حتى صار بعضها يضرب مضرب الأمثال، بالإضافة إلى اقتباسه من الآثار الإسلامية والعربية المتوارثة والأمثال الشعبية، مما يدل على سعة ثقافته.
كما تطرق الخالدي إلى الوطن والغزل والحكمة والشكوى في قصائد الهويدي، موصيا - في ختام بحثه – بضرورة جمع المتناثر من شعر الهويدي عبر دواوينه الثلاثة المطبوعة وتأليف كتاب يضيء حياته وتقديم دراسة حياتية وفنية عنه ومن ثم إحياء التراث الصوتي للشاعر من قصائد وأعان، ومن ثم إتاحتها للأجيال القادمة عبر المنصات الإلكترونية العالمية.

 

محاضرة «التراث الثقافي العربي» أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية

الكويت صانعة الثقافة ومجلة «العربي» تراث عالمي

بن تومي: التاريخ
لا يُقاس بالوقت ولكنه يقاس بالإنجازات
والأفعال الكبيرة

يجب علينا التخلص
من الأسطورة التي تغذى عليها العقل العربي وعقلنة التاريخ


الزيان: التراث هو سيرورة ونتاج مختلف التعبيرات الإنسانية الممكنة لأمة وشعب ما

مختلف الشعوب
والدول لجأت إلى تصنيف وتثمين وتحصين تراثها المادي واللامادي

كتب: مدحت علام
«التراث الثقافي العربي»... عنوان المحاضرة التي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته الـ 26، وحاضر فيها من المملكة المغربية الباحث علي الزيان ومن الجزائر د. اليامين بن تومي، وأدارها د. محمد البغلي، وحضرها الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري ونخبة من المثقفين والجمهور.
وأبدى بن تومي في استهلال المحاضرة سعادته بحضوره إلى الكويت، وهو الحضور الذي أخرجه من المحلية إلى الهوية العربية، ذاكرا مجلة «العربي» الكويتية ودورها الثقافي الذي ألفه منذ الصغر، حينما كان يتصفح أوراق هذه المجلة المهمة، ومن ثم أكد بن تومي أن توسيع دائرة الأمة هو توسيع الهويات الصغيرة لإنشاء الهويات الكبيرة ثم طرح سؤاله: ما معنى أن نكتب تاريخا عربيا؟
وعن فكرة التاريخ، قال: هل فكرنا في كلمة تاريخ وهل علينا أن نبدأ من هذا المقصد وما حدث فيه؟ ألم يختلط هذا الحدث هناك في الماضي أي يصبح عماء هنا؟ ألا يمكن أن نقول إن «الهناك» هو المستقبل كذلك، فهل نحن نقصد الماضي أم التاريخ؟ فالتاريخ معناه العودة إلى الحدث الماضي واسع الزمن، وقد قيل إن التاريخ مأخوذ منه كأنه شيء حدث كما يحدث الولد، إذن التاريخ ليس الزمن كما أفاد الفيلسوف بول ريكور في ثلاثيته الشهيرة، وأوضح أن التاريخ لا يتعلق بالساعات والأشهر والسنوات ولكنه يتعلق بالإنجازات الكبيرة، وأنه يقع في عمق لعبة نقل الأحداث أو ما يسمى بالحدث التاريخي.
وبيّن أنه يجب التفريق بين التاريخ العام والتاريخ القُطري ومن ثم توالت أسئلته: ما الذي يجمعنا؟ ما المدونات الفلسفية التي نستطيع الاتكاء عليها؟ وما مخاطر الهوية الجمعية؟
ثم قسم التاريخ إلى عام وجزئي.. وأن العام يكون في الهوية الجمعية المتعالية على الهويات الضيقة والتي قد تهملها في مسيرتها، مطالبا بالتخلص من الأسطورة التي تغذى عليها العقل العربي، بمعنى عقلنة التاريخ لكتابة تاريخ عقلاني، وقال: العروبة مسألة وجدانية وليست عقلانية، محاولا وضع إمكانية للتفكير فيما نسميه تاريخا أرضيا يتسم بعقلانية الإنسان ولا يتغول داخل السرديات، مطالبا ببناء التاريخ داخل الحدث، وتابع بقوله: لا أتبنى مشروع المقاطعة للقديم، ولكن يجب أن نعيد ترتيبنا للحدث الماضوي.. فالزمن ننظر إليه على أنه وقت، والتاريخ لا يقاس بالوقت ولكنه يقاس بالإنجازات والأفعال الكبيرة.
وقال: لنتخلص من مفهوم الأممية إلى مفهوم الإنجاز، والدخول إلى فعل إنجاز الدولة وبناء المواطن الحقيقي الذي مؤداه العقل الاجتماعي.
وأوضح أن مشكلة الجزائر في كيفية الخروج من المخيلة الأسطورية لتدخل إلى بناء وعي يؤسس إلى بناء ثقافي، لأن العقد الاجتماعي هو أن يتخلص الإنسان من فكرة الرعية إلى المواطنة، ثم تطرق إلى بناء العقلية القانونية لتكون مسؤولية الإنسان أمام القانون وليست أمام الرواية السردية، وتخليص العقل من الحكايات الماضوية، وقال: «المواطنة والعقد القانوني هما البداية التأسيسية لبناء الدولة»، مؤكدا أن مسالة الزمن مرتبطة بوعد الدولة، مستشهدا بأفكار الباحث محمد أركون حول الوعي الكلي أو التاريخ الكوني وغياب الهوامش والأشياء الضعيفة داخل الوعي الوطني.
وختم بن تومي بقوله: أمام العرب التخلص من الوعي الزائف عن التاريخ السلطوي الذي أنتج مفهوم الرعية.

التراث الإنساني
من جانبه، تحدث الزيان عن التراث الإنساني الذي تمتلكه كل أمة والذي يعبر عن أي تجمع بشري، من خلال موروث الأجداد، مؤكدا أن التراث مصطلح فضفاض لا يمكن حصره في زمان ومكان معينين بل هو سيرورة ونتاج مختلف التعبيرات الإنسانية الممكنة لأمة وشعب ما.
وقال: لذا نجد التراث المعماري والتراث البيئي والتراث الديبلوماسي والتراث الأركيولوجي والتراث الثقافي والفني والرياضي، وبصفة عامة التراث المادي واللامادي... وأمام عظمة هذا الزخم والإرث الإنساني الكبير المرتبط بالهوية والكينونة الأثنية ارتأت مختلف الشعوب والدول تصنيف وتثمين وتحصين تراثها المادي واللامادي، ومحاولة تسويقه دوليا وتثمينه محليا وإقليميا عبر برامج المنظمات الثقافية الدولية والإقليمية، وكذلك المحلية.
وأضاف: التراث المغربي العربي مثلا الذي يجمع روافد الإنسانية، يعتبر نموذجا مثاليا في التعامل مع الموروث الثقافي بنظرة استشرافية لمستقبل واعد للأمة المغربية.
وأشار الزيان إلى الكويت صانعة الثقافة عبر مجلة «العربي» التي يراها تراثا عالميا، ثم عرض على الحضور عددا من المجلة يعود إلى العام 1968، وفيه استطلاع رائد عن مدينة مكناس المغربية، ومن ثم تحدث الزيان عن التراث المغربي حسب التوصيف الدولي والتثمين المحلي، كما تطرق إلى التراث المغربي المادي مثل المباني والمواقع والأسوار وكل ما هو تاريخي، واللامادي مثل الحرف وخلافه، وكشف عن الدعم الرسمي الكبير الذي يتلقاه التراث المغربي، متطرقاً إلى المراحل الحضارية التي مرت بها المغرب منذ العصر الحجري مرورا بالروماني والإسلامي حتى الآن، وبيّن أن المجتمع المغربي منذ القدم يتمتع بالتسامح والتنوع والانتماء إلى المجتمع الإنساني.
وقال: أهمية التراث تكمن في أنه وعاء لحفظ الذاكرة الجمعية للمجتمع، ومن ثم عدد الزيان المواقع الأثرية في المغرب، من خلال التراث الإنساني والتراث الطبيعي، والتراث الذي يجمع بين الإنساني والطبيعة الخلابة، في مختلف مدن وقرى المغرب خصوصا في فاس ومراكش والرباط.
يذكر أن الزيان حاصل على إجازة في القانون الخاص في كلية العلوم القانونية والاقتصادية في العام 1998، ولديه العديد من الخبرات العلمية ومشارك في العديد من المهرجانات الثقافية والمحاضرات وعضو الجمعية المغربية للمجلس العالمي للمواقع والمباني (إيكوموس)، ورئيس جمعية حصن تاكرارات، لإحياء التراث الحرفي الأصيل.
وبن تومي أكاديمي وباحث، وأستاذ تحليل الخطاب والنظرية النقدية والسرديات في جامعة سطيف الجزائرية، وله مجموعة من الكتب والدراسات والبحوث المنشورة.

 


خلال ورشة أقيمت على مدار ثلاثة أيام في مكتبة عبد العزيز حسين

عبدالوهاب الرفاعي حاضر
عن «تقنيات كتابة الرواية»

هدف الورشة مساعدة المشاركين فيها على الابتكار في مجال كتابة الرواية

نشاط هادف لمحبي الأدب الراغبين في دخول عالم الكتابة القصصية

كتبت: سهام فتحي
ضمن فعاليات مهرجان القرين في دورته السادسة والعشرين، انطلقت ورشة «تقنيات كتابة الرواية»، في مكتبة عبد العزيز حسين، وحاضر فيها الكاتب عبد الوهاب السيد الرفاعي، على مدار ثلاثة أيام، وشارك فيها عدد من الحضور من مختلف الأعمار، لاسيما محبو وعشاق فن كتابة الرواية الراغبين في تعلم تقنياته وأسسه.

أهداف الورشة
وفي معرض تعليقه على الورشة قال الكاتب عبد الوهاب السيد الرفاعي: إن الورشة تقام للمرة الثانية ضمن أنشطة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نظرا للإقبال الشديد الذي حظيت به في المرة الأولى، كما سبق أن أقيمت 59 مرة في أغلب البلدان العربية والفعاليات الثقافية، وأشار إلى أن هدفها هو اكتساب العديد من المهارات المختلفة ومساعدة المشاركين على الابتكار في مجال كتابة الرواية.
وأضاف: إننا ندرك أهمية هذه النوعية من الورش حيث تعتبر نشاطا هادفا لمحبي الأدب والقصص الراغبين في دخول عالم الكتابة القصصية، كما أن إقامة هذه الورش تأتي لما تتضمنه من إثراء للحياة الثقافية.
وثمّن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لإقامة مثل هذه الورش، وطالب بمزيد منها والانشطة المماثلة ليتمكن المشاركون من الاستفادة المثلى وتعلمها بشكل أفضل وأكثر تفصيلا.
وتضمنت الورشة تعليما نظريا وتطبيقيا حول تقنيات كتابة الروايات والقصص، ولفت الرفاعي إلى أن الورشة احتضنت أعمارا مختلفة، تلقوا تلك التقنيات من خلال شرح توضيحي، شمل الجانب التحضيري النظري مع المتدربين، وصولا للجانب التطبيقي، من خلال التعريف بالتصنيفات المختلفة للكتب والتي تشمل كتبا تخصصية وهي التي يكتبها أصحاب التخصص وتتطلب كتابتها مراجع متخصصة، والأدبية التي تعد أحد أشكال التعبير عن أفكار وخواطر الانسان بأساليب كتابية تتنوع من الشعر إلى النثر، وستعرض انواع النثر التي تشمل «المقالة والخطابة والقصة والقصة القصيرة والرواية والحكاية والمسرحية»، وقدم نبذة سريعة عن الأدب وتعريفه وتاريخ الرواية، وعرف بشكل مفصل تصنيفات القصة والتي تستخدم لمساعدة القارئ على اختيار ما يناسبه، كما ان تصنيفات القصص تساعد المؤلف على استنباط فكرة مناسبة وجديدة لكتابة الرواية.

القصص
وعرف الرفاعي أنواع القصص التي تتنوع بين «الدراما - البوليسية - الخيال الحر - الخيال العلمي - الرعب - المغامرات» وتناول بالشرح كلا منها مع ذكر الامثلة الموضحة والتعريف بكل أنواعها ومميزاتها وعيوبها، كما شرح طرق استنباط فكرة الرواية من خلال اختيار نوع الرواية بما يتناسب مع ميول الكاتب والقسم الذى يرغب في كتابته والبحث في مادة الرواية عبر شبكة الانترنت من أجل الحصول على الافكار المناسبة الملهمة، كما تناول بالشرح تقنيات كتابة الرواية وتكنيك النهايات المفاجئة واختيار الاسم المناسب وكيفية تجنب الاخطاء التي يقع فيها الكاتب المبتدئ مثل كتابة فكرة تقليدية مكررة وعدم تطويرها وعدم توضيح الدافع لتصرفات شخصيات الرواية وصنع العديد من الشخصيات الذى يخلق للقارئ ذهولا وارتباكا واختيار اسم سيئ للرواية أو كتابة رواية طويلة للغاية، كما وضح أنواع النقد التي تنقسم إلى نقد انطباعي ونقد موضوعي.
واختتم بتوضيح طريقة إخراج وطباعة ونشر وتوزيع وتسويق الرواية، ثم نفذ المشاركون عددا من التطبيقات العملية لكتابة روايات وقصص قصيرة مستخدمين التقنيات التي سبق لهم أن تعلموها في أثناء الورشة.


قدمها رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية في المسجد الكبير

ورشة «فن الخط العربي»..

جماليات تشع ضوءا

فريد العلي: ليس في كل وقت ينجح الخطاط في أن يصبح فنانا تشكيليا

التكنولوجيا لم تؤثر
في الخط التقليدي لأنه خط روحي ينبع من الروح

 

كتبت: فضة المعيلي
قدم رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية في المسجد الكبير الفنان فريد العلي ورشة بعنوان «فن الخط العربي» في قاعة التراث بمكتبة الكويت الوطنية.
في البداية أعرب العلي عن سعادته البالغة بالمشاركة في مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26، موضحا أن الورشة تهدف إلى التعريف بجماليات الخط العربي والتعريف بالخطوط. وأكد العلي في حديثه أهمية نشر فن الخط العربي وثقافة الفنون الإسلامية في المجتمع الكويتي والعالمين العربي والإسلامي وربط الأجيال بتراثها وهويتها الحضارية والفنية.
وعند سؤال العلي «هل يوجد رابط بين جمال الخط والمواد المستخدمة في الكتابة؟» أجاب: «هذا الأمر يظهر بوضوح في التشكيلات المتعددة في كتابة لفظ الجلالة حيث أحاول أن أجعل هذا اللفظ يتناسب مع جميع الحضارات ولمختلف الجنسيات سواء الغربية أو العربية وحتي اليابانية حتى تستهوي هذا النوع من فن الخط وكذلك اللوحات الخطية التي تحاكي الحرف وتشرح الآية القرآنية أو الحديث، وأيضا أبيات الشعر عن طريق الرسم مع المحافظة على جماليات فن الخط العربي إضافة إلى المرحلة الثالثة وهي المحمديات والتي حاولت أن أبدع وأبرز إمكانيات فن الخط العربي المتعددة من خلالها عن طريق استطاعة الإنسان أن يشكل في هذه الحروف إلى ما لا نهاية بمجال هذا الفن الذي يختلف عن الخطوط الصينية واليابانية واللاتينية».

التكنولوجيا
من جانب آخر أكد العلي أن التكنولوجيا لم تؤثر في الخط التقليدي لأنه خط روحي ينبع من الروح فيكتب عن طريق العقل والقلب والمشاعر بواسطة اليد مما يجعل المتلقي يستطيع أن يشعر بالعبارات المكتوبة سواء كانت آيات قرآنية او أحاديث نبوية أو أبيات شعرية وغيرها بل ويحس بمشاعر الخطاط الذي خطت يداه هذه الكلمات لأنه يكون لديه نوع من صدق المشاعر والأحاسيس عندما يشرع في نظم الخط بيده وهذا خلاف للكتابات التي تتم بواسطة أجهزة الكمبيوتر في إطار التكنولوجيا الحديثة تجدها جامدة وليس بها روح. وتابع «ولكن في هذا المقام لا يفوتني أن أؤكد أن التكنولوجيا في المقابل مفيدة للخطاط حيث تستطيع أن تختزل له الوقت في تصميم لوحة خطية من خلال كتابته بخط اليد ومن ثم يقوم بتصويرها وإدخالها إلى جهاز الحاسب الآلي حتى يصل إلى التصميم المناسب، إضافة إلى إمكانية تخزين هذه الأعمال في الكمبيوتر كذلك كان للتكنولوجيا دور فعال في تصميم اللوحات بدقة عالية جدا وأيضا نشرها، وحتى في مجال تعليم فن الخط».
وعن إمكانية أن الخطاط يستطيع النجاح في أن يصبح فنانا تشكيليا يرد العلي: «ليس في كل وقت ينجح الخطاط في أن يصبح فنانا تشكيليا لأن الفنان بطبعه له ملكات وموهبة وعوامل معينة تؤهله لاحتراف هذا المجال من الفن إضافة إلى أهمية وضرورة أن يصقل هذه الموهبة بالمعلومات الأكاديمية والعلمية عن طريق الدراسة التخصصية أو المشاركة في الدورات والورش والاطلاع على كل ما هو جديد فيما يخص أنواع الفنون التشكيلية، وأيضا زيارته للمعارض المختلفة فضلا عن ممارسة التجربة العملية للرسم، ولكن يمكن للخطاط المتمكن في فن الخط العربي الأصيل بأنواعه أن يأخذ ما يناسبه من أنواع الفن التشكيلي لتوظيفه في خدمة الخط العربي والحروف العربية تشكيليا مع ضرورة أن يكون ملما بالألوان ومزجها والظل والضوء واستخدام الألوان الزيتية والأحبار الملونة والأرضية المناسبة حتى يستطيع الممازجة بين الخط والفن التشكيلي لعمل لوحات جميلة خاصة ان المتلقي والمشاهد بطبعه يحب التغيير والتجديد، كما أن وجود الفن التشكيلي ممزوجا بالخط العربي شيء جميل شريطة عدم التشويه للحروف المكتوب عليها، لذلك ما أستطيع التركيز عليه هو أن الثقافة في مجال الفنون التشكيلية مهمة جدا حتى يمكن الجمع بين فني الخط والتشكيل في آن واحد».


تناولت مراحله بداية من إيجاد الفكرة حتى معالجتها دراميا

عماد النويري قدم ورشة «كتابة سيناريو الفيلم الروائي القصير»


كتبت: إيناس عوض
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26، نُظمت في مكتبة الكويت الوطنية على مدى ثلاثة أيام متتالية ورشة كتابة سيناريو الفيلم الروائي القصير التي قدمها الناقد السينمائي عماد النويري، وتهدف إلى التدريب على كتابة سيناريو الفيلم الروائي القصير بداية من إيجاد الفكرة حتى معالجتها دراميا وكتابتها في شكل سيناريو قابل للتنفيذ، وهي موجهة إلى كل المهتمين بصناعة الفيلم القصير وكل الراغبين في تطوير مهاراتهم في مجال الفنون المرئية.
الناقد السينمائي عماد النويري قال إن برنامج ورشة كتابة السيناريو مقسم على ثلاثة أيام اليوم الأول لتسليط الضوء على ماهية السينما (تاريخها وأنواعها)، وتعريف الفيلم الروائي القصير، والمصادر الرئيسية لكتابة سيناريو الفيلم القصير وما إذا كانت فكرة متخيلة أو أصول دينية أو مصادر مختلفة، وفي اليوم الثاني شرحٌ لمصطلحات وثيقة الصلة بكتابة السيناريو وهي القصة والحكاية والحبكة والبنية الدرامية، بالإضافة إلى مقدمة عن الدراما والحدث الدرامي، والشخصيات وأنواعها وتطورها، وأنماط الحكاية والصراع وأنواعه، وقواعد كتابة السيناريو واختيار أفكار موضوعات للتدريب على كتابتها، مع تخصيص اليوم الأخير من الورشة للتدريبات العملية ومناقشة الأفكار التي تمت صياغتها مرئيا، ومناقشة الأخطاء التي قد يقع فيها كاتب سيناريو الفيلم القصير.
وأضاف النويري في تصريح خاص على هامش الورشة: إن السيناريو جنس إبداعي تقني ووسيلة تعبير خاصة متفردة بين وسائل التعبير الإبداعية الأخرى الأدبية والفنية، وهذا المعنى يشير إلى نوعين من السيناريو هما السيناريو الأدبي وهو النص المكتوب الذي يضعه المؤلف بشكل أصيل أو مقتبس عن عمل أدبي أو فني، والسيناريو التنفيذي التقني أو الإخراجي ويعني التصور الذي يضعه المخرج للنص متضمنا اللقطات والزوايا والإضاءة وحركته المصورة والذي سيباشر على أساسه تنفيذ الفيلم مع فريقه، مشيرا إلى أن الورشة معنية بدراسة الفيلم الروائي القصير خاصيته ولغته (خاصية اللغة السمعية - المرئية) ومصادره (الواقع – الخيال - التاريخ والأساطير - الآداب والفنون.. إلخ)، وموضوعاته (الواقعية، التاريخية، الخيالية، الاجتماعية، التربوية، البيئية، السياسية، المعرفية، الشخصية، الدينية، الحربية) وبنيته الدرامية ومراحل كتابته (اختيار الموضوع، البحث والتحضير والإعداد، فرز المعلومات وتصنيفها، كتابة الملخص، المعالجة الدرامية، الصياغة النهائية).
وتابع مستعرضا أهم الخطوات السابقة للشروع في كتابة السيناريو ومنها كتابة خطة تفصيلية واضحة للسيناريو قبل البدء في عملية الكتابة، ويمكننا تسمية هذه الطريقة بالطريقة المنهجية نسبة إلى طريقة التمثيل التي تعرف بهذا الاسم والتي يقوم فيها الممثل بمعرفة كل شيء عن الشخصية قبل أن يبدأ في العمل، لافتا إلى وجود كتاب للسيناريو يقومون بتشكيل القصة تدريجيا بمعنى أنهم يحددون طبيعة القصة عن طريق التجريب في الحوار وفي تسلسل الأحداث الرئيسية ووضع الخطوط الأساسية للمشاهد، أو تتبع الشخصيات والأحداث الهامشية وهي طريقة أقل تنظيما وتسلسلا ومشاكلها أكثر، ولكنها من الممكن أن تكون ناجحة، وتسمى هذه الطريقة بالطريقة العملية لأن عملية الكتابة نفسها هي التي تحدد ما سوف يكون في قصة العمل.
وأوضح أن عملية الكتابة بمفهومها العام هي نفسها في الفيلم الروائي الطويل والقصير، أيضا هناك شخصية تحول الحدث إلى قصة، والسيناريو بحاجة الى خط قصصي متين، وفكرة، الى صراع، هذا الصراع يتجسد في فعل، ويسرد بصريا وليس حواريا، الحوار عدو الصورة، لكنه ليس عدو الدراما، الحوار أحد أهم العناصر في السيناريو، لأنه يمتلك حساسية الاندماج بالواقع، والتعبير عن وجهات النظر، وقيادة الحدث إلى الأمام عن طريق التواصل، والمحادثة، فالحوار ليس كشفا للشخصية أو شرحا للقصة، وحين يكون الحوار هو الوسيلة التي تقود الحدث، أو تكشف عن الصراع، فسيكون السيناريو في ورطة كبيرة، وكذلك الحال حين يستغني الكاتب عن الحوار، أو يستعمله بشكل مقتضب، وغير مفهوم، حين نقول إن السيناريو يكتب بالصور، نعني بذلك أن الدراما هي الفعل الذي يخلق الصراع، وليس الحوار الذي يكشف الفعل ويسطحه.

 

الفيلم البريطاني A Monster Calls عُرِض ضمن فعاليات «القرين»
نداءات الوحش... كيف يواجه الطفل مخاوفه؟

 

كتب: د. شريف صالح
يعيش الصبي «كون ـ لويس ماكدوغال» مع أمه الشابة المطلقة التي تعاني مرض السرطان وعلى وشك الموت، وفي داخله خوف هائل من فقدها يغرقه في كوابيس يومية، ويدفعه إلى صداقة «وحش أسطوري» يزوره كل ليلة في الثانية عشرة مساء وسبع دقائق.
ذلك هو الخط العام للفيلم الإنجليزي ـ الإسباني: A Monster Calls «نداءات الوحش» إخراج خوان أنطونيو بايونا، والمأخوذ عن رواية حققت مبيعات عالية للكاتب باتريك نيس.
الفيلم إنتاج العام 2016 وعرض في المكتبة الوطنية ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 26، ولعل أهم ما يميزه أنه يبتعد عن عالم الطفولة الوردي والبراق، وعن النصائح الجاهزة الحكيمة، بل يضع المتفرج في قلب مخاوف الأطفال التي قد لا نعلم عنها شيئا، الآلام الصامتة التي يعانون منها.
لقد تجسدت مخاوف «كون» وآلامه السرية في هيئة وحش عملاق خرج من رحم شجرة الطقسوس، ذات الفوائد الطبية المشهورة. للوهلة الأولى يبدو الوحش بجسده الشجري الضخم وأفرعه الكثيرة ونظراته وومضاته النارية، تجسيدا للعنف والشر، وجسد دوره صوتيا ببراعة ليام نيسون.
هنا «الوحش» كبطل مضاد، لا يمثل مخاوف الطفل «كون» التي اختلقت لذاتها عالما أسطوريا غامضا، يهرب إليه. وأيضا لا يمثل طاقة الشر الرهيبة الكامنة في الوحوش عادة. وإنما هو يمثل حقيقة الحياة، وحقيقة الطبيعة ذاتها. ولذلك ليس غريبا أن يتم استلهام تكوينه كليا من الشجرة وأغصانها وفروعها، والشجرة هي أعظم رموز الحياة والطبيعة، هي التجسيد الأسمى للأمل، وللزمن، وللخير. فكيف تصبح «وحشا»؟
هنا لا يختلف الأمر كثيرًا عن فيلم إسباني آخر أكثر شهرة هو «متاهة بان»، حيث عاشت الصبية التي تعاني ظروفًا مأساوية علاقة خاصة مع وحش طيب ذي طبيعة شجرية.
إننا نرى وحشية الكائنات، أو نحكم عليها، تبعا لموقفها منا وكأنه لا توجد أحكام موضوعية، فالصبي «كون» وإن خشي من الوحش ورفض عرضه بداية لكنه ـ في حقيقة الأمر ـ لم يجد لنفسه صديقا غيره.
حاول أن يعقد معه اتفاقا أن يساعده في شفاء أمه فيلستي جونز، لكن «الوحش» راوغ في هذه النقطة وقرر أنه سيزوره ويحكي له ثلاث قصص، على أن يحكي «كون» نفسه للوحش القصة الرابعة.
وهكذا وقع بطل الفيلم الصغير تحت سطوة القصص، إلى جانب ما كان يتمتع به من خيال جامح وبراعة في الرسم ورثها عن والدته.
وما بين ظهور واختفاء الوحش، يتعرف المتفرج على العالم المعقد لهذا الصبي المراهق، فوالده تزوج امرأة أخرى وأنجب منها ويعيش في لوس أنجلوس بعيدا جدا عنه، ولا يوجد في منزله غرفة خاصة لابنه، الذي فشل في إقناعه بأن يذهب للعيش معه.
كذلك جدته «سيغورني ويفر» هي عجوز قاسية، تعيش في تقاليد البيت، في بيت عتيق، مملوء بالتحف القديمة وتغمره الكآبة. ومع ذلك لا يوجد للصبي مكان آخر يذهب إليه سوى هذا المكان الكئيب.
أما مشكلته الأخطر فتمثلت في تعرضه للتنمر المتكرر من قبل بعض زملائه في المدرسة، الأقوى منه جسديا.
فكيف سيجد صبي حالم ومنطوٍ على نفسه ذاته داخل هذا العالم المعقد والمتوحش؟ كيف سينتقم ممن أهانوه في المدرسة؟ كيف سيعيش لو فقد أكثر امرأة يحبها وتحبه وهي أمه؟
هنا لعب وحش شجرة الطقسوس الدور العلاجي للصبي، زوده بأسرار الخبرة والحكمة التي قد تنقص الكبار أنفسهم، حتى عندما بكى الصبي غاضبا في وجهه وقال له إنني لجأت إليك كي تنقذ أمي من الموت وتشفيها! رد الوحش: بل جئت لشفائك أنت.
وعبر القصص الثلاث علمه الوحش ثلاث حكم أساسية: الأولى ألا نحكم على الإنسان أو الموقف من ظاهره فقط، فقد يكون «البرنس الشاب» في الحكاية قاتلا ومحبوبا من شعبه في الوقت نفسه، وقد تكون الساحرة شريرة لكنها ليست قاتلة، وكان هذا الدرس بالغ الأهمية لـ «كون» لأنه كان مرعوبا من فقد أمه، وفي الوقت نفسه يعاني من ألم هائل وإحساس بالذنب لفرط أنانيته ودفعها للكذب عليه بشأن تحسن حالتها، إضافة إلى أنه أحيانا يتمنى موتها، وهي فكرة قد لا تكون سلبية أو غير أخلاقية، إذا نظرنا إليها من زاوية الراحة من الألم الهائل.
أما الدرس الثاني فتمثل في ضرورة التعبير عن الغضب، قد لا يكون صحيا حبس الغضب في داخلنا، وهو ما ظهر أولا في تحطيم أثاث جدته العتيق، وتاليا في الانتقام من الأولاد المتنمرين.
وهكذا أفادت دروس الوحش الحكيم، في تجاوز «كون» لواحدة من أصعب عقبات حياته.
أما القصة الثالثة والأخيرة فكانت عن أهمية الإيمان بوصفه نصف الشفاء، ولا قيمة لأي شيء ما لم نكن مؤمنين به.

 

أول كاتبة إماراتية تحصل على الزمالة الفخرية في الكتابة الإبداعية
اليوسف: نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على الكاتب الخليجي

 

فخورة بموضوع ندوة «القرين» لأنها توثق أسماء معروفة من الخليج

أصبح القارئ على مستوى وعي وفهم مما يخلق حراكا نقديا حقيقيا

 

كتبت: سهام فتحي
عبرت الكاتبة والروائية إيمان اليوسف من دولة الإمارات عن سعادتها وفخرها بالمشاركة في مهرجان القرين الـ 26 لأنه يتمتع بسمعة معروفة على صعيد الكويت والخليج والوطن العربي، ويعد حراكا ثقافيا يشتمل على العديد من الفعاليات والمعارض والندوات، وأكدت أنه متكامل بشكل رائع يشرف من يشارك فيه، وأضافت: أنا سعيدة للغاية بالمشاركة في إدارة جلسة من الندوة الرئيسية للمهرجان وهي تشتمل على العديد من المجالات كالشعر، والقصة، والرواية، وسأدير ندوة الشعر، وأتحمس للمشاركة خاصة مع المشاركين المميزين في الندوة، وسعيدة لحضور كافة الفعاليات المقامة ضمن انشطة المهرجان.

حركة الترجمة
وحول الرواية والادب أشارت اليوسف الى اننا نعد محظوظين عما سبق في مجال الكتابة، فنحن نشهد في هذه الفترة قفزة للكتاب وتمكين ودعم من الحكومات إضافة إلى الوعي العام في التركيز وخاصة الرواية والقصة القصيرة من ناحية الجوائز والمعارض، وفي العام الماضي كانت الشارقة عاصمة عالمية للكتاب وشاركت في تمثيل الإمارات والوطن العربي في كثير من العواصم منها موسكو ومدريد، وهناك عدد من المحاور التي احب التركيز عليها أهمها الكاتب خارج حدود الخليج الذي وللأسف لا يُعرف عالميا، فالكاتب الخليجي يقدم روايات وأعمالا أدبية تستحق القراءة والترجمة لكن حركة الترجمة لا تزال بحاجة إلى ان تلحق هي والنقد بمرحلة الكتابة والنشر، ونحن بحاجة إلى تسليط الضوء على الكاتب الخليجي والعربي عالميا. وأضافت اليوسف انها أول كاتبة إماراتية تحصل على الزمالة الفخرية في الكتابة الابداعية من جامعة ايوا في أمريكا، ولاحظت ان هناك ضعفا في معرفة الكاتب الخليجي بشكل عام، واوضحت انها تحدثت عن الكاتب هنا وتمنت من مهرجان القرين من خلال ندواته ان يقوم بتعريف الكاتب وتسجيل تاريخ للمستقبل على الصعيد العربي والعالمي.

النقد
وعن النقد أكدت اليوسف انه سابقا كان هناك وجود أكثر للناقد المتخصص وحاليا مع توافر وسائل الاتصال أصبح هناك نوع من النقد الاسهل، فهناك تواصل بين الكاتب والقارئ لم يكن متوافرا قديما. ويمكن معرفة رأي القارئ بشكل مباشر، وهذا النوع من النقد مع غياب النقاد المتخصصين أوجد توجها معينا لأدب جيد، ومن يطلع على الساحة الأدبية يرى أن القارئ أصبح على مستوى وعي وفهم ونقد مما يخلق حراكا نقديا حقيقيا على صعيد المستقبل. وتابعت اليوسف ان من اصداراتها «خبز وحبر» ومن خلاله قامت بالتوثيق لعدد من الكاتبات الإمارتيات في ظل غياب توثيق حقيقي. ولهذا تشعر بالفخر بموضوع ندوة القرين كونها تشمل عددا من الاوراق المشاركة توثق لاحقا في القصة والشعر والرواية لأسماء معروفة من كافة ارجاء الخليج ونحن نحتاج للموازنة بين النقد القارئ والنقد المتخصص الحقيقي وهذا نادر حاليا.

تبادل ثقافي
وحول رأيها في المهرجان أكدت انها درست ديبلوماسية ثقافية في برلين ومن اطروحتها الفرق بين الفعاليات والندوات الثقافية والتبادل الثقافي الحقيقي والمشاركة في عدد من المعارض خارج الإمارات، وما يحدث انه بعد المشاركة في فعاليات مثل مهرجان القرين أتساءل عن نسبة الكاتب الغربي التي يثبت في ذهنه اسم كاتب عربي أو خليجي هذا هو التبادل الحقيقي والذي أتمنى أن يحدث من خلال فعاليات المهرجان، وانا متأكدة أن المهرجانات القادمة ستشمل فعاليات وحراكا وتبادلا ثقافيا حقيقيا فالكاتب خارج دائرة الخليج تصله هذه الأسماء ونتاج ما تصدره مثل هذه المهرجانات وفعالياتها، مثلما نعرف الكتاب الغربيين وأعمالهم وهذا ما يمثله التبادل الثقافي بشكله الحقيقي.

 

شارك في ندوة «القرين» ببحث حول النقد المنهجي

السلامي: الرواية والقصة في الخليج يشهدان طفرة كبرى

 

كتبت: سهام فتحي

عبَّر الكاتب والناقد وأستاذ الأدب في جامعة تونس عبدالدائم السلامي، عن سعادته بالمشاركة الأولى له في مهرجان القرين من خلاله الندوة والتي تنصب في ورقة بحثية عن اقتراح تصور قرائي للنص العربي من خلال تصور جديد من خارج دائرة المناهج، فلكل نص شخصية ثقافية والنص العربي الروائي أو الشعري له شخصية ثقافية لا تستطيع المناهج المستوردة أن تلم بملامحها كلها، لذلك من خلال الورقة التي قدمتها أوضحت بعض ملامح وصعوبات النقد المنهجي وعدم تمكنه من الوصول إلى جوهر الأشياء في النص حتى يصل إلى جوهر المعاني، وإنما هو عبارة عن مسطرة يقاس بها النص الأدبي ويرغم أحيانا على قول ما لا يريد قوله، وقدمت مقترحا للاعتراف بوجود شخصية تميز النص العربي عن بقية النصوص الأخرى، وهذا لا يعني أنه منعزل بل كلما أوغل في محليته اقترب من العالمية كونه يتميز بخصوصية فلا بد أن نطلع العالم على محليتنا وهذه هي العالمية .
وبين السلامي أن التعامل مع النص باعتباره ممكنات ومعنى، واطلق على هذا المقترح «الحلول القرائي» أن يكون القارئ صاحبه ويتجاوب معه من خلال نموذج فني يمثل سبيلا لتجاوز بعض الصعوبات كون الروايات تتحدث عن الواقع، ونحن نرتبط بالروايات من خلال النماذج البشرية التي تقدمها لنا ونتمثل به أو نرفضها، وبعض الروائيين يقدمون نموذجا لغويا يمكن أن نحتذي به، والناقد عليه أن يظهر هذه النماذج وألا ينتقد ويحلل البنية فقط. وأوضح أنه اطلع على الجانب الروائي والقصصي في الخليج وهو يشهد طفرة على مستوى كتابتهم، كما ظهرت أسماء لها مكانة مرموقة مثل طالب الرفاعي وسعود السنعوسي وليلى العثمان وبثينة العيسى وآخرين في دول الخليج، والكتاب في الخليج فطنوا إلى خصوصيته والقضايا المحلية، وهذا ما يميز هذه الروايات الرائعة، وهذا يعتبر عودة للذات، وحول ما يتمنى بشأن تطوير القصة أكد السلامي أنه يتمنى زيادة متابعة الإنتاج الإبداعي والنقد والقراءة، فلا بد أن نغيرسياساتنا القرائية في جميع المراحل التعليمية فنجعل القراءة مرغوبا فيها بينما ما نقوم به هو التنفير من القراءة من خلال تقديم نصوص أدبية للطلاب بطريقة صعبة وغير محببة، لذا لا بد من البحث عن طرق تجعل القراءة لذة وفعلا يوميا يحقق نوعا من التوازن القيمي والجمالي والنفسي، وهذا يقود للنهضة في مجال الرواية والأدب في الخليج والعالم العربي بأكمله.
وحول رأيه في المهرجان، أوضح السلامي أنه قرأ عن المهرجان قبل المشاركة في فعالياته، والكل يشهد له بالعراقة ويتميز بالحد الأقصى من الأهمية من حيث الموضوعات المطروحة والاعتناء بالكتاب العرب وتكريم أسماء أدبية معروفة، فهو مهرجان يحاول أن يكون عربيا وألا يقتصر على النشاطات الكويتية فحسب، كما أن مهرجان القرين يتميز بالعقلانية وليس فيه المجاملات التي تحدث في المهرجانات الأخرى، كما أن اللجنة المشرفة على الندوات تحرص على يكون المحتوى جيدا ويجذب المتابعين وأتمنى للمهرجان مزيدا من الدعم والتنوع في الأنشطة والاهتمام بالفنون الجميلة بصفة عامة والتي لا تتواجد بشكل كبير، فالفنون الشعبية تجذب المواطنين والمتابعين وتساعد على الانفتاح على الفنون الأخرى، إضافة إلى الأدب والمسرح ولا بد من وجود فنون تشكيلية وبصرية جديدة.

 

د. شهلا العجيلي: «القرين» فرصة لنطلع على جديد النشاط الثقافي في الكويت

كتبت: فضة المعيلي
عبَّرت د. شهلا العجيلي عن سعادتها لمشاركتها في مهرجان القرين من خلال الندوة الرئيسية، وقالت: يسعدني أن أكون في مهرجان القرين في دورته الـ 26، وهو حضور تاريخي في الثقافة العربية، ليمثل طيفا واسعا من النشاطات الثقافية في الكويت، ويسلط الضوء على الأدب في الكويت بأنواعه المتعددة، السرد، القصة، الشعر، المسرح، وهذه فرصة لنطلع على جديد النشاط الأدبي والثقافي في الكويت التي تعد أقدم الحواضر الثقافية في الخليج العربي، والتي دائما لم تنعزل عن محيطها العربي، فنحن نشأنا على مجلة «العربي» وعلى سلسلة «عالم المعرفة»، وكل هذا الجهد الثقافي المبذول عبر تاريخ تشكلنا، وتشكل وعينا، وهذه فرصة لي أن آتي هنا وألمس ذلك على وجه الحقيقة. وعند سؤالها أين تجد نفسها في النقد أو كتابة الرواية، قالت د. العجيلي: أنا أشتغل على الكتابة السردية الإبداعية، واشتغل على النقد، فالنقد يجعلني يقظة تجاه الجديد، تجاه التيارات الفنية الجديدة، تجاه المرجعيات الفكرية، والأدب هو فسحتي، وهو طريقتي في التعبير عن علاقتي مع العالم. أما عند سؤالها عن بعد ثورات الربيع العربي وهل أفرزت كُتّابا كثرا، لتجيب: هي الثورات، والحروب وهي محرك في الحقيقة، وحافز للكتابة لأنها تفرز موضوعات جديدة، وتحديات فنية ومعرفية جديدة، ولكن يبقي الموضوع متعلقا بالرغبة والقدرة الحقيقية على الكتابة.
أما عن سرد التاريخ في العمل الروائي وهل هو صعب، لتعلق د. العجيلي: التاريخ كحقل معرفي، ليس هو المهم في كتابة الرواية، المهم هو كيف نعالج هذا التاريخ، كيف نتعامل معه، وكيف نحوله إلى عنصر سردي في الأدب، فنحن نكتب أدبا في النهاية، ولا نكتب تاريخا، ولكن نحافظ على منطق التاريخ في كتابة الرواية أو الاستعانة به في كتابة القصة.
وعن رأيها في توجه الكثير من الكتاب إلى القصة القصيرة، قالت د. العجيلي: يمكن أن تكون القصة لم تغب، ولكن سلط الضوء عليها، خصوصا بعد جائزة المتلقي، فجائزة الملتقي حرَّكت بحيرة القصة التي ركدت في حقبة ما، ولكن هذه عودة أنا اعتقد أنها عودة محمودة.

من خلال صور فوتوغرافية رصدت معالمها وبيوتها الطينية وأبوابها القديمة

«فيلكا»... معرض مُصور يحكي
عمارة جزيرة فيلكا وهندستها

كتبت: شهد كمال
في خطوة تستهدف تسليط الضوء على جزيرة فيلكا وهندستها المعمارية، نظَّم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرض «جزيرة فيلكا» ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 26.
وعرض المعرض في مجمع بروميناد صورا فوتوغرافية حكت معالم جزيرة فيلكا المعمارية وبيوتها الطينية والأبواب القديمة والعديد من المعالم التي تم هدمها أو أُعيد بناؤها.
وجاء من بين الصور بعض المساجد التي كانت في الجزيرة وصور الميناء وقصر الشيخ عبدالله السالم واستراحة الشيخ أحمد الجابر.
3 آلاف سنة
وقال مدير إدارة الشؤون المعمارية والهندسية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة المهندس عادل عبدالحسين: إن هذا المعرض يعرض صورا فوتوغرافية لجزيرة فيلكا قبل ما يقارب 3 آلاف سنة من عهد الإسكندر وما قبله كذلك.
ورصدت الصور المعروضة البناء العمراني للجزيرة البالغ طولها 14 كيلومترا وعرضها 6 كيلومترات، وتعد ثاني أكبر الجزر الكويتية بعد بوبيان.
وتأخذ الصور زوار المعرض في جولة للتعرف على طبيعة الحياة في الجزيرة الواقعة عند مدخل جون الكويت في مواجهة العاصمة من جهة الشرق على بعد 20 كيلومترا والتي كانت مأهولة بالسكان قبل الغزو العراقي العام 1990 والأساليب الهندسية المستخدمة في معمارها.
وكانت الجزيرة محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي.
واعتبرت الجزيرة مركزا دينيا قديما ذا شأن مهم في الخليج في العصور القديمة، كذلك كانت سبّاقة في تأسيس أحد أول المراكز الحضرية في منطقة الخليج العربي خلال العصر الدلموني أي منذ حوالي 3 آلاف سنة ق. م. في الفترة التي شهدت بروز الحضارة الإنسانية في البحرين كان سكان فيلكا قد أسسوا حضارتهم وديانتهم الخاصة.

Happy Wheels