مهرجانات وأنشطة

النشرة الرابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الرابعة

 

مسك الختام .. فنون شعبية

 

 


الليلة يسدل الستار على أنشطة وفعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان صيفي ثقافي، ومثلما كان البدء يجيء الختام مع الموسيقى وليلة موسيقية كويتية، يقدمها الفنان سلمان العماري وفرقته الموسيقية على مسرح عبد الحسين عبد الرضا، حيث يشدو العماري بمجموعة من أغاني البحر والسامري والقادري والعدني.
وكان الجمهور على موعد مع باقة متنوعة من النشاط الثقافي والفني والأدبي والمعارض وورش العمل على مدى ثلاثة أسابيع، كان اللافت فيها هو الحضور الكثيف للجمهور الذي تحدى حرارة الجو وأقبل ليستمتع بمختلف روافد الثقافة والفن والمعرفة.
وكما هو ديدن مهرجان صيفي ثقافي دائما، جاءت الأنشطة المختلفة لملء أوقات العطلة الصيفية بأنشطة مفيدة للجميع تحرض على التزود بالمعرفة بشتى روافدها.
في العدد الرابع والأخير من النشرة اليومية للمهرجان نقدم تغطية شاملة لأنشطة الأسبوع الثالث والأخير من عمر المهرجان، حيث معرض الأختام الدلمونية ومعرض التصوير الفوتوغرافي، ومن مسرحية كمبوشة إلى ورش العمل التدريبية والأفلام السينمائية والندوات والمحاضرات التي رسخت مهرجان الصيف الثقافي وجعلته محط اهتمام الجميع، مواطنين ومقيمين، لاسيما الأطفال والناشئة الذين كان لهم نصيب وافر من أنشطة المهرجان الموجهة لهم.
ومن مهرجان صيفي ثقافي 12 إلى المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة الــ 19 الذي يستمر خلال الفترة من 30 يوليو إلى 12 أغسطس 2017 تستمر أنشطة ومهرجانات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدار العام؛ لتقدم وجبة ثقافية دسمة لجميع الأعمار بهدف نشر الثقافة والوعي والمعرفة بين كل فئات المجتمع.


تضمن نسخًا لأختام بحجمها الطبيعي مصنوعة من مواد الستياتايت والحجر الطري والحجر الصابوني الأسود

معرض الأختام الدلمونية ..
إرث حضاري متميز

 

 

الدويش: ارتأينا نقل معرض الأختام الدلمونية
من داخل متحف الكويت الوطني إلى الأسواق

القلاف: هدفنا تعريف الجمهور الكويتي
بحضارة بعيدة المدى نشأت على أرضهم

كتبت: فرح الشمالي
افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالإنابة سمير القلاف معرض الأختام الدلمونية، صباح يوم الأحد الماضي، والمقام في مجمع الأفنيوز لمدة ثلاثة أيام، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12، بحضور مدير إدارة الآثار والمتاحف د. سلطان الدويش، ومراقب الآثار د. حامد المطيري، وعدد من موظفي إدارة الآثار والمتاحف.
يتضمن المعرض نسخا لمجموعة مختارة من الأختام الدلمونية بحجمها الطبيعي مصنوعة من مواد الستياتايت، والحجر الطري، والحجر الصابوني الأسود التي امتازت بها هذه الحضارة، كما تضمن المعرض عرض صور مكبرة لكل ختم مع شرح ما يرمز إليه.
وقال مدير إدارة الآثار والمـتـــاحــف د. سلـطـان الدرويــش: إن فكـــرة المعــرض جــديـدة، وهـي عـــرض القطع الصغيرة للأختام فقط، حيث سبق أن أقيمت معارض عديدة تجمع عدة معلومات وآثار عن حضارة دلمون، ولكن هذا المعرض خاص بظاهرة الأختام الدلمونية التي وجدت في جزيرة فيلكا.
وأضاف: ارتأى المجلس الوطني أن ينقل معرض الأختام الدلمونية من صالات العرض الخاصة داخل متحف الكويت الوطني إلى الأسواق وأماكن تجمعات الجمهور؛ بهدف تقديم حضارة الكويت القديمة إلى أكبر عدد من الجمهور، وجاء الاختيار على حضارة دلمون لأنها تمثل حضارة مهمة لجزيرة فيلكا وأرض الكويت والخليج العربي، وهذه الحضارة أدت دورا مهما في الجانب التجاري والديني في تلك الفترة، والأختام التي وجدت في جزيرة فيلكا، والتي وصل عددها إلى أكثر من 800 ختم، هي من أكثر الأختام الموجودة في أي حضارة في العالم، وتمثل ثلاثة مظاهر، وهي: الطابع التجاري، وأختام كانت تستخدم كتعويذة لحفظ النفس من الشر، وهناك رأي أن الأشكال المصورة على هذه الأختام تمثل كتابة الحضارة الدلمونية القديمة، وتشرح لنا الدور الكبير الذي كانت تقوم به حضارة دلمون، والتي كانت تتضمن ثلاثة إمارات، والإمارة الرئيسية هي جزيرة فيلكا في الألفين الأول والثاني قبل الميلاد.
وأشار الدويش إلى أن هناك تعاونا مع وزارة التربية لتسليط الضوء بشكل أكبر على حضارة دلمون بإدراجها في مناهج التعليم في مرحلتي المتوسط والثانوي، كما أدخلت الآثار الكويتية بشكل عام في المنهج الدراسي والاكتشافات والتنقيبات الأثرية في منطقتي الصبية وجزيرة فيلكا، وإقامة المحاضرات وتقديم الكتيبات بهذا الشأن في المدارس، كما أُسست شعبة الآثار في قسم التاريخ بجامعة الكويت وتدرس مادة آثار دولة الكويت القديمة ومادة الآثار الإسلامية الخاصة بدولة الكويت.
وأكد الدويش أن الهدف الرئيسي لإدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هو نشر الوعي الأثري للمحافظة على آثار الكويت، والتعريف بالحضارات التي نفتخر بأنها نشأت منذ قديم الأزمان.

 

مفخرة
من جهته صرح الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالإنابة سمير القلاف بأن الأختام الدلمونية تعتبر مفخرة لإدارة الآثار والمتاحف والمجلس الوطني، لما تملك من حصيلة من الآثار الدلمونية.
وقال: إن حضارة دلمون من الحضارات الكبيرة والمعروفة بأنه يعبر عنها بالرسم، وهذه الرسومات والصور هي ما تميز الأختام الدلمونية، والتي تبين لنا من خلالها أنها تعبر عن الزراعة أو المعاملات التجارية أو المهن، وتؤكد لنا اهتمام أهل دلمون منذ زمن بعيد بتنظيم معاملاتهم وإدارة شؤونهم.
وأضاف القلاف: قدمنا العديد من المعارض المشابهة عن الحضارة الدلمونية في عدد من المجمعات التجارية ومعرض الكتاب وغيرها بهدف توعية الجمهور الكويتي وتعريفهم بحضارة بعيدة المدى نشأت على أرضهم، وكذلك كانت هناك مشاركات خارجية في دول غير عربية.
وتابع: بتحليل علماء الآثار حاليا رأى فريق منهم أن جزيرة فيلكا كانت منطقة جاذبة للسكن والاستقرار منذ عصر الإسكندر الأكبر وما بعده من عصور؛ لما تتميز به من هدوء ونقاء الطقس.

 

60 مصورًا كويتيًّا أبدعوا في 120 لقطة بقاعة الفنون

إبداعات العدسة
في معرض التصوير الفوتوغرافي

 

كتب: جمال بخيت:

افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة، في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، محمد العسعوسي معرض التصوير الفوتوغرافي، وذلك ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12، في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم.
120 لقطة فوتوغرافية صاغها 60 مصورا كويتيا، تراوحت بين أماكن داخل الكويت ولقطات خارجها، استطاع خلالها المصورون الفوتوغرافيون تقديم لغة الكاميرا باحتراف، إلى جانب صياغة الجماليات المكانية والزمانية في اللقطات التي تحاكي فنون التصوير الاحترافي البديع.
لم يكن لدى المشاركة أبرار محمد ضحى إلا أن تقدم صورة بديعة ونادرة، والصورة التي وجهت خلالها عدستها لذئب، وتبدو تجليات الإجادة في تكنيك الصورة.
أما إبراهيم المنيس فاختار عالم السيارات ليأخذ لقطة حيوية لموديل سيارة تبدو فيها الحالة الجمالية والأبعاد الفنية التي قدمها في اللقطة التي وثقها.
ولا يزال أحمد أكبر وعدسته يعشقان الطيور، فيخصنا بلقطة لطائر البومة، مع خلفيات ثابتة، وتبدو اللقطة كأنها لوحة مرسومة اكتملت فيها عناصر الصياغة والخلفيات وأيضا الألوان.
أما عدسة أحمد الأنصاري فتأخذ منحنى البعد الضوئي في الصورة مما منح الصورة شكلا جماليا بديعا.
ومن بعيد يأتي أحمد بوفتين ليلتقط لقطة بديعة لبعض المباني الحديثة في الكويت، فضلا عن احترافية الإضاءة التي جاءت مبهرة بشكل لافت. ويؤكد أحمد سعد العجمي على روائع عالم البورتريه في لقطة مملوءة بأحاسيس الطفولة والبراءة. وفي مشهد آخر جميل تلتقط عدسة أسامة الزايد أحد المصلين داخل مسجد، وتسجل العدسة خاصية إظهار اللون بروعته.
أما إسراء دشتي فتأخذ على عاتقها إظهار روعة الورد في صورة تبدو فيها ثلاث وردات وخلفية لونية جميلة.
ومن بعيد تأخذ أمل إبراهيم العازمي لقطة غروب الشمس داخل كبد السماء وأسدال جانب من الظلام على المشهد البحري الرائع، وتبدو لغة التأثيرية عنصرا مهما في المعالجة الفنية التي قدمتها في لقطتها.
أما بشاير بدر القطان فتمنح عالم التراث إبهار التذوق، وتحول الباب الخشبي إلى قطعة جمالية بديعة.
ووسط هذا الزخم والثراء الجميل تأتي لقطات بلسم الأيوب لتحاكي حيا قديما تظهر خلاله حالة من الهدوء والتناسق الفكري في التقاط المشهد.
ولكن جاسم التورة يذهب بعيدا إلى إيسلندا ليصور الجبل الجليدي وسط الماء، وعلى حد قوله: هي مغامرة فريدة وحديثة، وتدل أعماله التصويرية على قدرة ومغامرة لالتقاط هذا النوع من الصور البديعة.
ومن عالم الثلوج إلى روائع رصد الطيور يخصنا جاسم العجمي بلقطة إنسانية جميلة لطائرين أحدهما يمنح الآخر الطعام، في دلالة على الحالة التي يمر بها الطير من احتواء وحنان، وتشير دلالة الصورة إلى أن لغة العدسة هي لغة حية تقارب لغة الريشة في تصوير المشهد الإبداعي لحدث ما.
وأيضا تشير عدسة جاسم مطر إلى رصد عالم الطيور في لقطة فريدة لطائر وسط بعض المستنقعات المائية.
أما حسين الناصر فتبدو أعماله قمة الكلاسيكية مع الأبيض والأسود.
وأيضا العالم الدرامي، في مشهد بديع تأتي مصورات حمد السحيب.
أما حمد خالد السويلم فتبدو صوره استفهامية بحتة فهو يلتقط التساؤلات من على الوجوه، في اشارة إلى رصد المشهد التعبيري الدال على علامات التعجب الإنساني.
أما حنان الخاجة فتدخل عالم الطبيعة في لقطة استثنائية وألوان تبعث على التفاؤل الإنساني، وتتبع المنهج نفسه دلال فيصل الحساوي التي أظهرت عالما خاصا من خلال التقاط صور الزهور وتميزها في المعالجة الجمالية للصورة.
ونبقى في عالم التصوير الفوتوغرافي فنشاهد زينب الكعبي ولقطات عن عالم السيارات ونعود للطيور مع صالح أشكناني، وعالم الطبيعة الصامتة، مع رسم العدسة البديع لصالح الحيان في لقطة تعبيرية جميلة.
وتذهب عدسة صالح تقي إلى تصوير مشهد في العاصمة البريطانية لندن بالأبيض والأسود، يشرح مدى احترافية هذا اللون في التصوير، وإظهار التفاصيل ببراعة.
ويرصد صقر العطار عالما احترافيا جميلا في التقاط البعد الخاص باللقطة، ومدى التصور الفني الذي يحيط بهذا النوع من التصوير، وتدخل جماليات الأبيض والأسود صور طاهر الشمالي وطيبة اللوغاني، وكذلك عادلة السويدان، أما عبدالرزاق الصالح فيظهر عالم الإضاءة بحرفية بليغة يبدو فيه عناق الفانوس القديم مع غروب الشمس، واندماج الاثنين في مشهد غاية في البساطة والإبداع.
وحول مشهد دخول الشمس كبد السماء نرى صور عبدالله بوشهري، ومن بعيد يرصد عبدالله العجمي، المآذن في لقطة تجمع بين الإضاءة المدروسة وإظهار التفاصيل ببراعة.
وتظل عدسة عبدالله بوحمد في دائرة الإبداع. ويلتقط عبدالمجيد الشطي جماليات الموسيقى وروعة القديم في لقطة بديعة تظهر مدى التناسق الفني بين عازفي الإيقاعات. ويبقى عبدالوهاب الشراد داخل دائرة صور الطيور. أما عبدالوهاب السميط فيرحل بعيدا ليأخذ على عاتقه تصوير المسافات وإظهار مدى روعة الطبيعة في خلفية الصورة. وأيضا تأتي أعمال عدنان ششتري وعدنان الموسوي وفهد العنزي وفيصل النومس ولطيفة القلاف التي تستحق الإشادة لما قدموه من تجليات بعدسة تستحق أن توصف بجماليات الإبداع الفني، كذلك طبيعة مالك الهزاع ومحمد الصالح ومحمد المهنا الشمري ومروي الناصر ومشاري المشاري ومشعل المنصور ومشعل السيف ومفلح الهاجري وناصر العامر ونجاح النسيم ونورة عبدالله أظبية وهيا المنصور ووضحة الخنين ووليد السبيعي ويوسف الفيلجاوي وأنوار أحمد ومنال أحمد وأحمد العبيد وخالدة الثويني وهديل القلاف ويبقى أصغر مشارك المصور الذي لم يتجاوز عمره عشرة أعوام وهو عدنان الصقعبي صاحب اللقطات البحرية الجميلة التي قال عنها إنها لقطات عفوية وإنه تعلم فنون الكاميرا بنفسه واستطاع الوصول لدرجة مقبولة.
المصور الصغير الصقعبي يستحق الإشادة للقطاته وأعماله الفوتوغرافية التي تبرهن على خلق وابتكار جيل جديد من المصورين الفوتوغرافيين الكويتيين الذين لايزالون يقدمون فنون العدسة بإبداع واقتدار تميزت بهما أعمالهم المصورة، والتي حازت إعجاب الحضور في المعرض، فضلا على الإقبال الذي فاق التوقعات، ممثلا في حضور شريحة كبيرة من محبي الفنون، وأثبت عالم التصوير الفوتوغرافي بالتالي أنه يوازي فنون التشكيل أهمية، بل في أحيان كثيرة يتفوق ويصبح ذا أهمية كبيرة.

 


خلال عرض مسرحي قدمته فرقة المسرح الشعبي على مسرح «الدسمة»

«كمبوشة» .. صراع متصل من أجل
الشهرة

 

 

يغلب على العرض الطابع الكوميدي المرصع بطابع تراجيدي


بدت «السينوغرافيا» متماهية مع النص المسرحي ومشتبكة معه في سياق فني مفعم بالحيوية

إسقاط رمزي على الواقع الذي يشهد صراعات عديدة ومتشعبة نتجت عنها معادلات إنسانية غير واضحة المعالم

استخدم في المسرحية الموسيقى والغناء لإضفاء الأجواء الفنية المطلوبة
كتب: مدحت علام
يبقى الفعل المسرحي مفتوحا على العديد من التأويلات والإسقاطات الحياتية والدلالات الإنسانية المختلفة... ونحن نتابع مسرحية «كمبوشة» التي شاركت بها فرقة المسرح الشعبي، ضمن فعاليات «صيفي ثقافي» في دورته الـ12، لمؤلفها عثمان الشطي ومخرجها نصار النصار، على مسرح الدسمة.
و«كمبوشة».. هي المكان الذي كان يجلس فيه ما كان يطلق عليه الملقن، لمساعدة الممثلين- على خشبة المسرح - في تذكر الحوار، لو أن واحدا منهم نسي جزءا منه أو بعضه، وهو الدور الذي تخلى عنه بعض المسرحيين هذه الأيام على اعتبار أنه يأخذ حيزا من أرضية المسرح، كما أنه يعيق حركة الممثلين، مما جعلهم يستعينون بأدوات أخرى للتلقين.
وجاء اختيار اسم المسرحية من هذا الدور الذي لا يعمل به معظم المسرحيين هذه الأيام، وذلك لإعطاء المسرحية معناها الذي يمكن استشراف الواقع من خلاله، وهو واقع يبدو في شكله العام رمزيا، غير أنه متناسق تماما مع الفكرة العامة التي تشير إلى الصراع الأزلي بين البشر من أجل الشهرة واحتلال المواقع المهمة، حتى لو تأتّى ذلك على حساب ظلم الآخرين.
وفكرة المسرحية – ببساطة - تتمحور حول فريق مسرحي – افتراضي - يقدم بروفات مسرحية – افتراضية - ومن ثم تنشأ الصراعات المعلنة والمخفية بين طاقم العمل من مؤلف ومخرج ومنتج وممثلين وملقن، وبالتالي استمرت الفرجة المسرحية في تطوراتها من أجل إبراز جوانب خفية، لا تظهر في العمل المكتمل، أو ما يطلق عليه «من وراء الكواليس»، هذه الجوانب تتمثل في الصراع الذي يستشري بين طاقم العمل من أجل الاستحواذ على الأضواء، فالممثلة تريد أن تكون بؤرة الاهتمام مصوبة تجاهها من أجل المزيد من الشهرة والبريق، بينما المؤلف يصارع من أجل أن يكون هو الأكثر وضوحا وتميزا، وهكذا، وهذه المتوالية الفنية، هي انعكاس أو إسقاط رمزي للواقع الذي يشهد صراعات عديدة ومتشعبة، تلك الصراعات التي تجعل الأطراف المختلفة تتنافس فيما بينها باستخدام أدوات مشروعة أو غير مشروعة... المهم في الأمر الوصول إلى المأمول من دون النظر إلى الضحايا الذين يسقطون في الصراع نتيجة لضعفهم أو قلة حيلهم، أو لأسباب أخرى قدرية، وبالتالي ليس هناك شفقة ولا رحمة، لأن الصراع محتدم بلا هوادة.
والمسرحية يغلب عليها الطابع الكوميدي المرصع بطابع تراجيدي، وذلك وفق ما أبداه الممثلون من أداء على خشبة المسرح وهم بشار عبد الله وفرح الحجلي وعثمان الصفي وحسين العوض وعبد الله السبكي ومحمد أكبر ومحمد عاشور، ومن ثم استلهم الممثلون من خلال أدوارهم روح الصراع على النجومية التي تنسحب - بشكل رمزي - على مغانم الحياة بكل بريقها وملذاتها، بالإضافة إلى إبراز بعض الهموم المتعلقة بالعاملين في قطاع المسرح وما يجابههم من صعوبات ومشكلات.
والمسرحية عرضت سابقا ضمن مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر، وحظيت باهتمام نقدي وجماهيري متميز، بفضل ما تتسم به من نص مسرحي مفعم بالرمزية، والأداء المتميز للممثلين على خشبة المسرح، ولإخراجها الذي اتسم بالتنوع والحضور.
فيما بدت «السينوغرافيا» متماهية مع النص المسرحي ومشتبكة معه في سياق فني مفعم بالحيوية، حيث بدت الإضاءة بين السطوع والخفوت متناغمة مع الفكرة الرئيسية للمسرحية، كما أن الأزياء البسيطة عبرت بشكل واضح عن المعنى الحقيقي والرمزي للعرض المسرحي.
واستخدم في المسرحية الموسيقى والغناء من أجل إعطائها الأجواء الفنية المطلوبة، بقيادة الموسيقار مبارك العنزي، بينما قسم المخرج فضاء المسرح وأرضيته إلى غرف منعزلة جرت فيها الكثير من الحوارات المنفصلة، فيما يشبه عوالم منفصلة عن بعضها، ففي جانب أو غرفة هناك المؤلف الذي يغوي بطلة العمل بمساعدتها في إطالة مشاهدها، وفي الجانب الآخر ممثلون يتحدثون عن همومهم وأحلامهم... وهكذا.
وبدت الحوارات في المسرحية متواصلة مع الفرجة في أنساق فنية مختلفة، وذات أبعاد كوميدية وتراجيدية مفتوحة، وهذه الحوارات - التي عبرت عنها اللغة العامية المستخدمة - تنوعت فيها الرؤى والمفردات على أسس نصية محددة، وهذا الدور قام به الممثلون حسب المتاح، ومن ثم كان هناك تناسق واضح في الجمل والكلمات من أجل وضوح الفكرة بأكبر قدر من المصداقية إلى أذهان الجمهور.
هكذا قضى الجمهور وقتا ممتعا وهو يشاهد عرض مسرحية «كمبوشة» ومتابعة الصراعات التي نتج عنها معادلات إنسانية متشعبة وغير واضحة المعالم، وملتحمة رمزيا مع الواقع المعيش بكل تحدياته واختلافاته.

تكريم.. واحتفال بعيد ميلاد

كرم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب متمثلا في أحمد التتان وعبد الكريم الهاجري قبل بدء عرض المسرحية فرقة المسرح الشعبي بحضور الدكتور عنبر وليد.
كما كان هذا اليوم هو عيد ميلاد الدكتور نبيل الفيلكاوي، ليقام له احتفال بسيط قدم له فيه باقة من الورد.


ضمن مهرجان «صيفي ثقافي 12» ووسط حضور كثيف بالمكتبة الوطنية

 

الأيوب: أربعة أنماط للشخصية في التنمية البشرية «العمليون والتحليليون والتعبيريون والوديون»

العمليون.. حريصون على تحقيق النتائج ويبـادرون وسريعو الرد ويقبلون التحديات

التحليليون.. منزوون ومقيـدون ومنطقـيون ويقيمون كل الاحتمالات

التعبيريون.. عدائيون وعاطفيون ويرتاحون بالمبادرة والتحدث مع الآخرين قبل أن يبدأوا المهمة

الوديون .. هادئون ومساندون ولا يفترضون أشياء معينة
العبدالجليل: مهرجان صيفي ثقافي يحقق نجاحات متواصلة العام تلو الآخر

كتب: محمد شوقي
ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12 الذي يقيمه حاليا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ألقى الدكتور أيوب خالد الأيوب محاضرة حول «الأنماط الشخصية في التنمية البشرية» وذلك في السابعة من مساء الاثنين 17 يوليو الجاري بمكتبة الكويت الوطنية وسط حضور جماهيري كثيف.
في بداية المحاضرة أوضح الأيوب ان البرنامج الذي سيتم من خلاله تحديد الأبعاد السلوكية لنمط الشخصية يتعامل فقط مع إدراك السلوك أي كيف يرى الناس سلوكا ما، فمن طبيعتنا أننا نحكم على الآخرين كما أن ردود أفعالنا تجاه الآخرين تُبنى في ضوء «مجال ارتياحنا» وتؤثر العادات فينا، بل وتكوننا، ولكن إذا عرفنا «مجال راحة» الآخرين، وغيّرنا من سلوكنا ليتناسب (أو يلبي) حاجاتهم وتوقعاتهم، فإننا نستطيع أن نعمل مع الآخرين بشكل أكثر فعالية.
وقال الأيوب: إن التصنيف التالي مجرد موضوعي، يتعامل مع الظاهر، ولذلك يشمل الحالات التي يتصنع فيها الإنسان أو يتقمص شخصية مختلفة (يُمثل) كما يقوم هذا البرنامج على تصنيف الآخرين للشخص حسب رؤيتهم لسلوكه وتصرفاته فإذا كان يتصنع السلوك، فحكمهم على «التصنع» لا الحقيقة، التي حاول أن يخفيها مشيرا إلى انه يوجد تداخل أو تشابه بين بعض الأنماط (مثل العملي الودي/ الودي العملي) وهي أنماط شخصية سنتطرق لها.
وبين الايوب أن هناك أربعة أساليب للموظفين ليس بينها ما هو أفضل أو أسوأ من الآخر، كما لكل أسلوب نقاط ضعف ونقاط قوة لا تشاركه فيها الأساليب الأخرى ولكل شخص أسلوب واضح يؤثر على أسلوبه في العمل والناس جميعا يتوزعون بشكل متساوٍ بين هذه الأساليب وكذلك جميع الأساليب يمكن أن تنجح.

العملي
وأشار الأيوب إلى أن أول الأنماط للشخصية هي «العملي»، ويرى الآخرون هذا النوع على أنه: حريص على تحقيق النتائج؛ ويبـادر؛ وسريع الرد ويقبل التحديات ونادرا ما يتردد في تصحيح أو تغيير أو تعديل أو مواجهة الآخرين كما انه واضح ومباشـر وحاســم. يصفه الآخرون بأنه غالبا يحب المبادرة والسيطرة، وأن يكون المحرك الوحيد. يبدو فعالا، ويعمل كثيرا وبجدية ويحرص على النتائج ويتحدث في النقطة المعنية مباشرة.
وتابع الأيوب: ان من خصائص العمليين التفوق في التعامل مع الوقت ولغة الجسد لديهم توحي بتركيزهم على الأهداف، ويكون وضع الجسم لدى الشخص العملي منتصبا، كما أنه يندمج في كل شيء يفعله، ويتحرك ويمشي أسرع من معظم الناس، وبالرغم من قلة إيماءاته وبساطتها، وقلة حماسها مقارنة بما عليه المعبرون، فإنها تتميز بالقوة، وتعبيرات الوجه لدى العمليين تغلب عليها الجدية، كما أنها تكون بقدر أكبر من أصحاب الأسلوب التحليلي، وعند الإعراب عن وجهة نظر، يكون الاتصال بالعين لدى العمليين مباشرا، وأحيانا ما يثير هذا قلق المستمع. أما أسلوب الكلام لدى العمليين فيكون سريعا. ويتبنى الشخص العملي أسلوبا في التخاطب يقوم على التركيز على المهام، وقد يوطن نفسه على الدخول في حوارات قصيرة إلا أن هذا ليس موطن قوته. وزيادة نشاط الشخص العملي وسرعته وتركيزه على الأهداف ووضوح كلامه قد يثير استياء الناس».

 

التحليلي
وقال الأيوب: إن النمط الثاني هو الشخص «التحليلي»، ويرى الآخرون هذا النوع من الأشخاص على أنه منزو؛ ومقيـد؛ ومنطقـي كما انه مستمع يتبع إجراءات ويزن كل الاحتمالات وكذلك ثابت في غايته؛ ونظامي ومستقـل، لافتا إلى أن التحليليين يتميزون بالمنهجية والتنظيم الجيد فمثل هذا الأسلوب يتوق إلى البيانات، كما يفضلون أن يكونوا آمنين على أن يأسفوا على ما فعلوا. وغالبا ما يعاني التحليليون من اتخاذ القرارات، ومنهم من يشعر حتى بوطأة اتخاذ قرار بسيط مثل الوجبة التي سيطلبها عند تناوله الطعام خارج المنزل. والتحليليون يميلون للعزلة، أو إلى أن يكونوا مع عدد قليل من الأشخاص، كما أنهم يتركون الاجتماعات الكبرى والحفلات الاجتماعية إذا أمكن هذا. وهم يفضلون البقاء بالمنزل وقراءة كتاب ما، كما أنهم قلما يرتبطون بالجماعة، ولكنهم يقضون معظم أوقاتهم أمام الإنترنت. والشخص التحليلي عندما يكون لديه مكتب، فعادة ما تراه موجودا فيه.. ومن المحتمل أن تجد بابه مغلقا. ومثل هذا الشخص لا بد من دفعه إلى الإدارة من خلال تفقد أحوال العمل، وفي حقيقة الأمر، فإن أصحاب هذا الأسلوب لا تظهر عليهم النزعة إلى الاختلاط بالناس، فإنهم غالبا ما يبذلون قصارى الجهد للتأكد من معاملة موظفيهم بالعدل، وذلك في المواقف الصعبة.

التعبيري
وأفاد الأيوب بأن النمط الثالث من الأنماط الشخصية هو الشخص «التعبيري» الذي يراه الآخرون على أنه عدائي عاطفي ويعتمد على المبادرة والتحدث مع الآخرين قبل أن يبدأ المهمة (العمل) ويعتمد على المشاعر للمساعدة في اتخاذ القرار كما يثار (شعوريا) بسهولة ولديه قابلية عالية لمشاركة الرؤى والأحلام، لافتا إلى أن الآخرين يصفون هذا الصنف بأنه: متكلم، يحب المرح، يحب الجمهور (المستمعين) ويعبر بوضوح عن مشاعره ويشجع بحرارة. مجازف، يقبل المنافسة ونظراته مستقبلية، خلاّق، وروحه عالية. أما نقاط القوة كما يراها الآخرون في هذا الصنف: يميل إلى العزم والإقدام. يشارك في الأحلام والرؤى. له قدرة على تقديم أفكار مبتكرة وتغييرية.
هذا الأسلوب هو أكثر الأساليب جاذبية وإثارة، فالمعبرون يميلون نحو الإثارة. فهم يحبون الألوان الزاهية والجمل الجريئة، والمشروعات الجذابة، كما أنهم يصارعون من أجل الأضواء، ويجاهدون بشكل طبيعي لكي يكونوا على مرأى من الآخرين كما أن المعبرين يتدفقون بالحيوية، حيث يبدو الواحد منهم وكأن لديه طاقة تكفي اثنين. وطاقة المعبر وقوته وحيويته تبدو واضحة تقريبا في كل شيء يقوم به.
وتابع الأيوب: ربما كانت الطاقة الهائلة لدى المعبر هي التي تجعله دوما في حالة انشغال، فهو لا يحب أن يقضي وقتا طويلا في مكان واحد، كما أنه يحب أن يكون حيث يكون العمل، ولذلك تراه غالبا يتجول أو راكبا سيارته، كما أنه يكره أن يتقيد بمكتب طوال اليوم، وقد تتصل بأحد المعبرين وتجد سكرتيرته لتخبرك «إنه ليس في مكتبه الآن» فما يكون منك إلا أن تضحك مع نفسك قائلا: «إنه دائما بعيد عن مكتبه».

الودي
وبين الأيوب أن النمط الرابع من أنماط الشخصية هو الشخص «الودي»، وهذا الصنف من الناس يُرى بأنه «هادئ، مساند، ولا يفترض أشياء معينة (سلبية، خاصة) في الآخرين، مستمع بصـدق. علاقاته فيها دفء يسهل مصاحبته ويستمتع بالاتصالات الشخصية والمسؤولية المشتركة ويعمل على تحقيق الأهداف بعد تأسيس روابط شخصية قوية كما يتجنب المخاطر أو القرارات السريعة، إلا إذا حصل على دعم قوي أو معلومات يستند إليها. (هكذا يراه الآخرون).
وأوضح الأيوب أن بعض الأوصاف التي تطلق عادة على «الوديين» أنهم يتقبلون الآخرين، ومن أولوياتهم الكبيرة تسيير الأمور معهم حيث يبدون هادئين ومتعاونين ومساندين ويمكن التعرف عليهم بسهولة، وكذلك العمل معهم كما يميلون إلى تفادي الصراعات الشخصية، متى كان ذلك ممكنا، مشيرا إلى أن نقاط القوة التي يراها الآخرون في «الوديين»: يمكن أن يقدم النصح والمشورة كما يمكن أن يساعد الآخرين ويقدم عملا أو صفقة إيجابية تساهم في عمل الآخرين وتحقيق إنجازاتهم ويكون له حس ـ الإخلاص والأمانة بصورة عميقة تجاه العاملين معهم وأقرانهم، كذلك الشخص الودود يظهر عاطفة أكثر بكثير من الشخص التحليلي، ويرتبط هذا الفرق بالعديد من الفروق السلوكية الأخرى بين هذين الأسلوبين بالإضافة إلى أن الودود يميل أكثر إلى استخدام أسلوب غير مثير في تكوين علاقاته؛ فباستخدام أسلوب سهل ولطيف يقوم الشخص الودود بتكوين علاقاته بشكل أسهل من أصحاب الأساليب الأخرى، وغالبا ما تكون علاقته مع الآخرين شخصية أكثر مما هو الحال مع الأساليب الأخرى.
وبين الأيوب أن الأشخاص الذين يندرجون تحت هذا الأسلوب يدعمون ما لديهم من ود بالتعاطف، فهم يهتمون بشكل عام بسماع مخاوف الآخرين أكثر من اهتماماتهم بالتعبير عن مخاوفهم، كما أن لديهم حساسية خاصة تجاه مشاعر الآخرين، وعندما يتطلب الأمر تعاطفا، تجد ذلك يظهر على وجوههم وفي نظراتهم وكلماتهم. وبالتالي تجد أن الآخرين يميلون إلى الثقة بهم.
وكان مدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل العبد الجليل قد افتتح الفعالية بكلمة قال فيها «نرحب بكم في رحاب المكتبة الوطنية ذاكرة الوطن وجامعة النشاط الثقافي والفني والأدبي والتي تعمل بجهد مستمر للتواصل مع الجميع لتقديم الأنشطة المتميزة ذات الصدى الثقافي وتواصل المكتبة نشاطها من خلال فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12 الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والذي يحقق نجاحات متواصلة العام تلو الآخر.
وأوضح العبد الجليل أن المكتبة الوطنية لها رسالة سامية في خدمة الطلبة والباحثين والمثقفين والأدباء وذلك من خلال الكتب المتنوعة والأنشطة المتميزة والتي تهدف إلى خلق جيل واع ومثقف قادر على حماية نفسه في هذا الزمن الذي نعيشه.

في ورشة استمرت يومين وشهدت إقبالًا ملحوظًا من المشاركين
الخلف حاضر عن مهارات صناعة الفيلم
وآلية اختيار تقنيات العمل السنيمائي

 

ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12 قدم المخرج أحمد الخلف ورشة عمل بعنوان «مهارات سينمائية .. الإخراج السنيمائي»، حيث عرف من خلالها المشاركين على مهارة صناعة الفيلم السنيمائي والمراحل التي تمر بها عملية صناعة فيلم سنيمائي، والتي تنطلق من الفكرة وبعدها القصة قائلا: «ما قبل انتاج الفيلم هي المرحلة الأطول والأهم من صناعة الفيلم، حيث يتم التعامل وقتها مع فكرة العمل والقصة التي سيبنى عليها السيناريو الذي قد تعاد صياغته عدة مرات للوصول إلى الشكل النهائي والتي يطلق عليها «نص التصوير» متضمنا الحوار وموجزا لأحداث الفيلم، إلى جانب بعض الملاحظات المتعلقة بمواقع كاميرات التصوير».
بعدها انتقل الخلف للحديث عن مرحلة الانتاج قائلا: «في هذه المرحلة يبدأ عمل مدير التصوير الذي يعكف على توفير كل مستلزمات الفيلم من الناحية الفنية فيما يتعلق بالإضاءة ورسم الصورة أثناء التصوير، وهي مرتبطة أيضا بدور المخرج».
أما مرحلة ما بعد الانتاج فهي مسؤولية المونتير حيث تحدث عنها قائلا: «بعد قيام المخرج بتصوير كل اللقطات للفيلم واللقطات الاحتياطية تأتي مهمة المونتير الذي يعمل على بناء الشكل النهائي للفيلم من خلال هذه اللقطات».
وقد طرح الخلف العديد من الأمثلة لمنتسبي الدورة التي استمرت على مدى يومين في كيفية اختيار تقنيات العمل السنيمائي، فيما يتعلق بالمؤثرات الموسيقية على سبيل المثال، في حال التعبير عن حالة فرح أو حزن أو توصيف حالة «الأكشن» التي قد تعتمد على لقطة بسيطة، بينما تلعب الموسيقى دورا في إبراز الحالة النفسية للممثل في المشهد».
من جانب آخر شرح الخلف ما يسمى بالماستر سي لأي فيلم سنيمائي، والذي يعتمد عليه المخرج غالبا في رسم اللقطات تبعا للزمان والمكان الذي يعمل من خلالهما، وقد شهدت الورشة إقبالا ملحوظا من المشاركين المهتمين بالشأن السنيمائي.


عرضت طريقة رسم عناصره بالإضافة إلى تقنيات التحبير بالألوان
القعود: «الأنمي» الرقمي فن يشبه
إلى حد كبير الرسم التقليدي على الأوراق

 

كتب: عبدالحميد الخطيب
ضمن أنشطة الدورة الثانية عشر لمهرجان صيفي ثقافي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة من 10 إلى 29 يوليو الجاري تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، أقيمت ورشة رسم الأنمي الرقمي وقدمتها م. مريم القعود.
تناولت الورشة شرحا مفصلا لطريقة رسم عناصر الشخصية الكرتونية اليابانية المعروفة باسم «الأنمي»، مثل الوجه والجسد، بالإضافة إلى تقنيات التحبير بالألوان، باستخدام تطبيقات الرسم الرقمي المتخصصة في هذا الغرض.
وقالت القعود: إن الرسم الرقمي فن يشبه إلى حد كبير الرسم التقليدي على الأوراق، ولكن الاختلاف أنّ الرسم الرقمي يتم من خلال الكمبيوتر والبرامج الرقمية، كبرنامج Adobe Photoshop وManga Studio و Paint Tool Sai، وتستخدم في الرسم الرقمي التقنيات الحديثة، حيث تستبدل الألوان المائية والألوان الصباغية المستخدمة في الرسم التقليدي بالألوان الرقمية.
وأشارت إلى أنه لكي نتعلم الرسم الرقمي لا بد من وجود عدّة أدوات يستعين بها الرسام الرقمي، ومنها وجود قلم ضوئي يستطيع بواسطته رسم ما يرغب بسهولة، لينقل ما يرسم مباشرة من خلال حركة اليد على جهاز الكمبيوتر، مع استخدام برامج الرسم التي تتوافق مع القلم الضوئيّ، مثل برنامج الفوتوشوب الذي يعطي حركات حساسة جدا تحاكي ضغط يد الرسام على القلم من حيث صغر وكبر فرشاة الرسم، ومن حيث الألوان والدقة.
ولفتت القعود إلى أن أنواع الأقلام الضوئية تختلف باختلاف الشركات المصنعة، وقالت إن الرسم الرقمي يعتمد اعتمادا كليّا على برنامج الرسام للحاسوب في تشكيل اللوحات الفنية، ولكن استخدام الرسام للحاسوب وبرامجه في رسم اللوحات لا يعني أن الحاسوب هو من يقوم برسم اللوحة كاملا، حيث إن كثيرا من الأشخاص يفترضون أنّ الرسام الرقميّ لا يقوم بفعل شيء بل إنّ الحاسوب هو من يقوم بالرسم والتلوين في دقائق معينة من دون تدخل الرسام، مشيرة إلى أن الرسام الرقمي لا يحتاج إلى شراء الألوان وأدوات الرسم والتي هي مكلفة جدا.
وتحدثت القعود عن الأدوات في الرسم الرقمي، وقالت: يتم استخدام الحاسوب، وبرنامج الرسام، والقلم الضوئي وذلك يوفر للفنان بيئة رسم نظيفة وتخلو من الأوساخ وتناثر الألوان، ملمحة إلى أن الرسم الرقمي يتيح للفنان طباعة لوحته على أي نوع من القماش أو الورق أو مواد أخرى وبالحجم الذي يريد ممّا يعطيه استثنائية بخصوص الإنتاج الواسع، لافتة إلى أن الرسم الرقمي منتشر بشكل واسع في بلاد الغرب، حيث يستخدم في كثير من المجالات كالسينما، والبرامج، والألعاب الرقمية، والمواقع الإلكترونية، وإنه يستخدم في مجال الأفلام، خاصّة التي تتناول مواضيع الأحداث التاريخيّة والخيال العلميّ، وهي ميزة لا يمكن أن تتحقّق بالرسم التقليديّ.

 

نبذة عن المهندسة مريم القعود
- حاصلة على شهادة بكالوريوس هندسة كمبيوتر من جامعة الكويت.
- بدأت مسيرتها الفنية في عمر التاسعة بداية بالنسخ، وقبل تركه لتكوين أسلوب رسمها الخاص.
- استخدمت ألوان البوستر والألوان المائية والأحبار الملونة للتلوين بأسلوب الــ Cel قبل انتشار التكنولوجيا.
- تجيد استخدام الرسم في عدة برامج رقمية مثل Adobe Photoshop وManga Studio وPaint Tool Sai.
- تجيد استخدام برامج الأبعاد الثلاثية 3D مثل: Blender Zbrush وMaya وSketchUp Pro.
- قدمت دورة تدريبية سابقة عن أساسيات الرسم الكرتوني بجامعة الخليج.

 

قدمت خلالها آليات قراءة العمل الفني المرئي في السينما والتلفزيون

الدعاس تقيم ورشة في الكتابة النقدية: التحليل والتأويل أساس النقد

 

 

هناك فرق بين الانتقاد والنقد فالأول له علاقة بطرح السلبيات أما النقد فهو قراءة للسلبيات والإيجابيات ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 12» أقامت د. سعداء الدعاس أستاذة النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورشة في الكتابة النقدية تحدثت فيها عن آلية النقد بين التحليل والتأويل حضرها عدد كبير من المنتسبين لهذه الدورة بهدف التعلم والاستفادة العلمية، حيث تحدثت فيها قائلة: «هناك آلية لقراءة العمل الفني ليس فيما يتعلق بطرح السلبيات بل في كيفية تحليل هذا النتاج الفني وتأويله وسيكون للإنتاج المرئي مثل السينما والمسرح والتلفزيون النصيب الأكبر في ورشتنا على حساب الأدب والقصص».
وعن الآلية التي تقصدها في النقد الفني تحدثت قائلة: «هناك فرق بين الانتقاد والنقد فالأول له علاقة بطرح السلبيات أما النقد فهو قراءة للسلبيات والايجابيات وقياسها بشكل موضوعي بالأدلة والبراهين التي يجب أن تكون مقنعة ومبينة على أسس فنية صحيحة، وقد بدأ عهد النقد منذ زمن الإغريق عندما كان الشعراء يجتمعون في احد الأعياد ليتبادلوا أبيات الشعر ويحكم بينهم المحكمون أيهم الأفضل حتى تطور في عهد أرسطو ومن بعدها فيما يتعلق بتحليل عناصر العرض المسرحي أي نقد ما هو سابق، وبقي الحال هكذا حتى القرن العشرين إلى أن دخلت الصورة المرئية على حياتنا من خلال السينما ليستخدم فيها الناقد كل حواسه وتحليل عناصر العرض من ديكور وإضاءة وموسيقى وغيرها».
وتحدثت الدعاس عن النقاط المهمة التي يأخذها الناقد بعين الاعتبار في العملية النقدية قائلة: «ماذا أرى.. هي الخطوة الأولى المهمة في النظر إلى العمل الفني والتي تعني العنوان والمخرج والمؤلف وما إذا كان العمل مقتبسا أو يحاكي عملا اخر لننتقل إلى ثيمة العمل من هذه النقطة ووصف العمل وما فيه إذا ما كان موسيقيا استعراضيا وخلافه إلى أن تدخل في صلب العمل وتشريح أركانه والبحث في محاسنه ومساوئه على أسس موضوعية وعلمية تعتمد على البراهين والأدلة».
وأضافت: «في مرحلة كيف أرى نركز من خلالها على كيفية تلقينا للعمل وكيف نراه والتي تختلف من شخص لآخر تبعا لذائقة كل فرد والتي من خلالها يختلف الأشخاص في طرح السلبيات والايجابيات وهذه المرحلة هي مرحلة التأويل التي تحدثنا عنها في البداية».
واستعرضت الدعاس العديد من الأمثلة المرئية كنموذج عملي في الورشة للمنتسبين فيها للاستفادة منها بشكل صحيح حيث عرضت فيلما سينمائيا قصيرا لتقف بعدها على اراء الحضور وكيفية تحليلهم وتأويلهم لما شاهدوه، وتبادلت معهم الآراء والنقاش حول العمل من الناحية الفنية، موضحة الفرق بين المقال والدراسة والمقال النقدي.
وأشادت الدعاس بالورش العملية الفنية سواء كانت في مجال النقد أو التمثيل أو الإخراج قائلة: «أنا أؤمن بأن لمثل هذه الورش نتائج حقيقية ومميزة تلمستها من خلال عملي في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى جانب الفعاليات الثقافية التي نشارك فيها لذا أشجع مثل هذه الأنشطة حتى في فترة الصيف».


«عتيج» .. جولة داخل المجتمع
الكويتي بعيون «مسباح»

 


كتب: شريف صالح
منذ عرضه في الكويت والإمارات حظي فيلم «عتيج»، للمخرج أحمد الخلف، باستقبال نقدي وجماهيري جيد، ولعل أهم ما يميز العمل أنه صناعة كويتية بنسبة كبيرة جدا، بدءًا من مؤلفه يعرب بو رحمة، مرورًا بمعظم أبطاله، وبقية الطاقم الفني.
ومن ثم تضاف تجربة الفيلم، الذي يقع في حوالي 80 دقيقة، إلى تجارب أخرى قدمها مخرجون، مثل عبدالله بوشهري ووليد العوضي، في محاولة لترسيخ صناعة سينمائية كويتية.
ولجأ مؤلفه إلى فكرة مبتكرة، وهو أن يروي قصته من خلال «المسبحة»، أو «المسباح» حسب اللهجة الكويتية، فهذه القطعة الصغيرة التي اعتاد الكويتيون على الإمساك بها، كأداة للتسبيح، والوجاهة الاجتماعية، وبوصفها جزءًا من «إكسسوارات» الرجال، فهي تنتقل من يد إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، ومن ثم ترى وتسمع قصصًا لا حصر لها.
ركزت القصة على ثلاث قصص أساسية: قصة «عتيج»، ولعب دوره خالد البريكي، ووالده «أبو عتيق» تاجر المسابح الثري، وجسد الشخصية صلاح الملا، ووالدته الناشطة الاجتماعية، ولعبت شخصيتها هيفاء عادل، رغم أنها داخل البيت امرأة تقليدية.
القصة الثانية بطلها «ضاري» الشاب المتباهي بنفسه، والذي اشترى بالخطأ «المسباح» النادر باهظ الثمن من «العامل المصري»، رغم أن «بوعتيج» يمنع بيعه أو لمسه ويعلقه ل «العرض» فقط. فثمة ارتباط عاطفي بينهما، محبة ربما تفوق محبته لابنه الوحيد.
أما القصة الثالثة فبطلها شريحة من الفقراء والصبيان وقع في أيديهم «المسباح»، عندما عثروا عليه أثناء لعب الكرة.
إلى جانب القصص الثلاث التي شكلت مقاطع فيلمية أساسية، ظهرت قصص أخرى صغيرة، مثل قصة «شيخة» روان الصايغ، الجارة الشابة التي يحبها «عتيج»، لكن بسبب ضعف شخصيته وسطوة أبيه عليه يعجز عن الاعتراف بحبه وطلب يدها. كما أن لدينا قصة «جوي» (نور الغندور)، التي ولدت لأم كويتية وأب عربي الجنسية، وشاء حظها العاثر أن تلتقي «ضاري» في الصحراء وتتعرض لحادث معه. ولا ننسى الحضور الشرفي لعبدالعزيز النصار، وإن كانت مساحة دوره أقل من حجم موهبته.
وهكذا تنوعت وتلونت قصص الشخصيات لتغزل لنا نسيج المجتمع الكويتي كله وتشابكه، من أعلاه إلى أدناه.
لكن تظل القصة الإطارية الجامعة خاصة بـ «عتيج» وأسرته، فهو يحب الموسيقى ويقف في دكان والده غصبًا عنه، وعندما يتأخر في فتحه بسبب اندماجه في العزف والغناء لوالدته، يأتي الأب وبكل قسوة يكسر العود في الأرض.
وهي القصة الوحيدة التي سمح صناع الفيلم بتطويرها وإحداث تحولات فيها، فالأم المنسحقة أمام الأب قررت أن تواجهه أخيرًا وتدافع عن ابنها، والابن نفسه قرر بعدما رأى صدمة فقد «المسباح» على أبيه، أن يبحث عنه في كل مكان، إلى أن عثر عليه. الرسالة التي سعى الشريط إلى تكريسها هي الحب، السر الذي يربط بين أبناء المجتمع ويدفعهم للتضحية والعطاء... وهو المنقذ والعلاج لكل مظاهر القسوة والأنانية.
وكان هناك اجتهاد من الممثلين في تجسيد أدوارهم، ومستوى جيد للصورة، والمونتاج... لكن إذا تكلمنا عن أوجه القصور في التجربة، فأهمها التأثر بالطابع التلفزيوني في المعالجة، وهذا يظهر مثلًا في النبرة الميلودرامية، والصراخ، والعنف المجاني، وحجم المصادفات التي حصر لها.
أما الموسيقى، فهي صاحب ما يزيد على 80% من المشاهد، بشكل متصل، وهذا أيضًا مبالغة في حضورها، لا تتناسب مع مفهوم الموسيقى التصويرية أيضًا. ورغم طرافة التعليق، من خلال صوت الراوي، علي نجم، لكن أيضًا هذا الصوت أفسد متعة المشاهدة بشرحه المستمر لمعظم المشاهد، والتعليق على ما تفعله الشخصيات، بل وأحيانا كان يحرق علينا المشاهد قبل رؤيتها. والمبالغة في التعليق تعني عدم الثقة بالصورة، رغم أن الصورة تغني عن ألف كلمة، كما يقول المثل الصيني.

Happy Wheels