مهرجانات وأنشطة

النشرة الرابعة


 

إضغط هنا لتحميل PDF النشرة الرابعة

 

الليلة.. الختام


سريعا مرت أيام وليالي مهرجان الكويت السينمائي الأول، الذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، بعد فعاليات متنوعة سلطت الضوء على «الفن السابع» وأهميته الفنية في حياة الشعوب.
من سيفوز الليلة من بين 22 فيلماً وثائقياً وروائياً، تتنافس على 10 جوائز هي: 3 جوائز للأفلام الوثائقية الطويلة، و3 جوائز للأفلام الوثائقية القصيرة، و3 جوائز للأفلام الروائية القصيرة، وجائزة لجنة التحكيم باسم المخرج خالد الصديق.
تنوعت أنشطة المهرجان الذي استمر 5 أيام بين المحاضرات وورش العمل وعروض الأفلام التسجيلية والقصيرة والوثائقية، ونجح في حشد أجيال من السينمائيين الكويتيين في مهرجان يعبر عنهم للمرة الأولى، لا سيما الشباب الذين حرصوا على حضور فعاليات الورش والمحاضرات.
وزينت الدراما التراثية الليلة الأخيرة من عروض الأفلام القصيرة، التي تندرج ضمن «البرنامج الثالث» في مهرجان الكويت السينمائي الأول.
وشهدت قاعة العرض في مكتبة الكويت الوطنية، حضور حشد جماهيري غفير، من جميع الفئات والأعمار، حيث عج المكان بالعشرات من السينمائيين، ومحبي الفن السابع.
وتنوعت عروض «البرنامج الثالث» للأفلام القصيرة أمس بين الوثائقي كفيلم «جهاد في هوليوود»، والكوميدي مثل فيلم «چاي حليب»، وفيلم «أحلى حياة»، إلى جانب أفلام الخيال العلمي على غرار فيلم «الخباز» وفيلم «ڤيكتور»، في حين حظيت أفلام الدراما التراثية بنصيب الأسد من العروض، ومنها فيلم «الفجر» وفيلم «الغريب» وفيلم «الزولية» فيما عرض المخرج حبيب حسين صرخته في آخر عروض المهرجان «الفن خلف الأبواب المغلقة» وهو فيلم وثائقي طويل يسلط الضوء على الفن التشكيلي والفنانين في الكويت.
اليوم يختتم المهرجان أو «الحلم الذي طال انتظاره كثيرا» على وعد باللقاء في العام المقبل بفعاليات وأفلام وضيوف أكثر، بعد أن ثبَّت المهرجان أقدامه في الوسط السينمائي المحلي، والآن هو يتأهب في الدورات المقبلة للانطلاق نحو العربية ثم العالمية، بدعم كبير ومطلق من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبجهود كوكبة من السينمائيين الكويتيين يتطلعون للنهوض بالحركة الفنية والسينمائية في البلاد.

 

 




آخر عروض الأفلام الوثائقية الطويلة يسلط الضوء على الفن التشكيلي
«الفن خلف الأبواب المغلقة» .. صرخة قبل فوات الأوان



في أفكار متناسقة وموسيقى معبرة ولقطات متسقة، قدم المخرج حبيب حسين فيلمه الوثائقي «الفن خلف الأبواب المغلقة» الذي تطرق لأهمية وقيمة الفن التشكيلي من زاوية جديدة.
«الفن خلف الأبواب المغلقة» كان آخر عروض الأفلام الوثائقية الطويلة ضمن عروض مهرجان الكويت السينمائي الأول، وتضمن عرض الفيلم الذي استمر نحو ساعة في مكتبة الكويت الوطنية أمس، أفكارا متناسقة ولقطات متنوعة، وكان التعليق الصوتي للإعلامي بسام الجزاف الذي قال: «الفن جزء أساسي من حياتنا اليومية، وإحساس شامل بالجماليات بكل مكان، في سوق مثلا، والمباني التي تمر أمام أعيننا قديمة كانت أم حديثة، والتي قام بتصميمها وتجسيدها فنان يدعى معماريا، وكل الأشياء التي نستخدمها ليل نهار هي نتاج فنان بفكره وجهده، فنحن نعيش الفن التشكيلي فطريا وعمليا».

مفهوم الإنسانية


ولفت الجزاف، من خلال تعليقه، إلى أن الفن التشكيلي لغة عالمية وأسلوب تواصل، فالفنان يسعى نحو الديموقراطية وحرية التعبير، وتعزيز مفهوم الإنسانية وينقل لنا إحساسه وتجلياته الروحية.
وتطرق الفيلم إلى تاريخ إدراج مادة التربية الفنية في المناهج الدراسية في العام 1937، ورصد تطور الحركة التشكيلية في الكويت في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، بدايتها في المرسم الحر الذي شهد نقاشات وتجمع الفنانين التشكيليين لتبادل خبراتهم وعرض رؤيتهم. ومن ناحية أخرى تحدث الفيلم عن تراجع الحركة التشكيلية التي وصفها البعض بحالة الإغماء، وتحتاج إلى صحوة تعيدها إلى نجاحها، وركز على أهم العوائق التي تحد من تطور الفنان التشكيلي ومنها الرقابة، وقلة الدعم وغيرها من الأمور.

مقابلات وآراء


واشتمل الفيلم على العديد من المقابلات، منها مقابلة مع م. علي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي تحدث عن الدعم الحكومي لإنشاء المراكز الثقافية التي تثري الحركة التشكيلية، وعن اقتناء وشراء مجموعة من اللوحات بشكل جاد، ودعم الجيل الواعد من الشباب.
وتضمن الفيلم آراء حول ما يواجه الفن التشكيلي وما يحتاج إليه عبر عنها فنانون تشكيليون أمثال رئيس جمعية الفنون التشكيلية عبد الرسول سلمان، وعبدالوهاب العوضي، وعبدالله الجيران، وفريد عبدال، وأميرة بهبهاني، ومحمد الشيخ الفارسي، وحميد خزعل، كما رصد معارض تشكيلية مختلفة لزينب موحد وعفاف العيسى.
وتطرق الجزاف بصوته إلى أهمية الإعلام الذي يخلق جمهورا وانتشارا، وأنه لا يمكن الفصل بين الإعلام والفن، خصوصا إذا كان الهدف واحدا وهو الارتقاء بثقافة المجتمع.
وسلّط الفيلم، الذي اعتمد أسلوب عرض مجموعة من الصور المتتابعة، الضوء على الفن في الكويت، كيف كان وكيف أصبح في يومنا الجاري، مستهدفا ايصال رسالة الهدف منها رفع ذائقة الجمهور، ورافقت الصور داخل الفيلم لقاءات قصيرة وسريعة مسجّلة، لنخبة من الفنانين التشكيليين في الكويت، وعلى رأسهم الفنان سامي محمد والفنان محمد شيخان الفارسي. وتطرق الفيلم كذلك في طياته إلى جملة من الأمور التي تخصّ الفن عامة، حيث أوضح فعليا من يستحق أن يحمل لقب فنان كما بات شائعا في يومنا الجاري.


رؤية مخرج


من جانبه قال المخرج حبيب حسين إن فكرة الفيلم تتحدث عن الفن، خصوصا الفن التشكيلي الذي يعتقد البعض أنه عبارة عن لوحة في غرفة فقط، ولكن التشكيل له جوانب عديدة وأماكن كثيرة يتضمنها ويحتويها مثل المباني والحدائق وغيرها من الأمور.
وأشار حسين إلى عوائق كثيرة تمنع الفن التشكيلي من الخروج والانتشار من منطقته، منها الرقابة، وعدم توافر الدعم للفنان من الجهات الخاصة أو الحكومية، إضافة إلى قلة الاهتمام بالفن التشكيلي في المدارس، التي تؤثر على الطلاب سلبا في اختيار الأشياء والتذوق فنيا، مبينا وجود مشكلة تواجهنا في تعليم الفن التشكيلي، ومؤكدا أن هذا الفيلم يعد محاولة لإلقاء الضوء على هذه القضية التي تمس حياتنا اليومية، من خلال ما نراه من مبان حكومية وحدائق عامة، موضحا انه يسعى من خلال أفلامه لطرح عدد من القضايا التي يرى أنها مهمة للحفاظ على الهوية الكويتية وجمالياتها، منوها إلى أن هذا العمل هو ثمرة جهود طويلة وعمل شاق ودؤوب لشهور عدة. وأضاف: إن الهدف من الفيلم هو ابراز دور الفن في حياتنا الإبداعية وأهمية الفن التشكيلي في إثراء الفنون الأخرى بما فيها السينما والتلفزيون.
وأوضح أن الفيلم أخذ منه جهدا كبيرا وعملا قاسيا ومرهقا لأكثر من 8 أشهر، لأن معظمه جهد شخصي خالص له، من تصوير وترتيب واختيار أماكن وقاعات وزوايا تصوير وربط الكلمة بالصورة، وكأنهما يتكلمان عن حالهما بشكل متواز، وبصفة خاصة خلال النقل بين المشاهد التي كانت بمنزلة فصول في كتاب، أو اثناء عرض شهادات وتصريحات عمالقة الفن التشكيلي في الكويت. وشدد على أن هدفه من عمل هذا الفيلم، سيناريو وإخراجا وتصويرا، هو إطلاق صرخة قبل فوات الأوان من أجل لفت الانتباه إلى مشاكل ومعاناة الفنانين التشكيليين الكويتيين، الذين وصلت بهم الحال في بعض الأحيان إلى الإحباط، من الإهمال والتجاهل، وإبراز أهمية الفنون التشكيلية، في إثراء حياتنا بالبهجة والسعادة والجمال، وإبراز دور الفن بشكل عام في إثراء حياتنا الإبداعية.
وأشار إلى أن «كل ما ننعم به من وسائل ترفيهية أو تكميلية أو أساسية في الحياة يرجع فيها الفضل إلى مبدع فنان تخيل وصمم ونفذ على أرض الواقع، من هاتف نقال أو سيارة أو طائرة أو سفينة وغيرها.
وذكر حسين أن «فيلم الفن خلف الأبواب المغلقة» له مكانة خاصة عنده، لأنه عاد به إلى الساحة بعد غياب من أجل أن يواصل مشواره في مجال الأفلام الوثائقية والتسجيلية، التي منحته المكانة التي ترضاها النفس ويستريح إليها المبدع من مردود على شكل جوائز داخل الكويت وخارجها. وأضاف أن الفيلم كان بمنزلة محطة جديدة في سنوات عمله في مجال الإخراج السينمائي، وهو بمنزلة نقلة نوعية في تطويع الأدوات «حيث استغللت الفرشاة في رسم اللقطات، لذلك جاءت كأنها لوحات سينمائية تشكيلية رسمت بحس عال من خلال إتقان لغة الكاميرا وتقنياتها المتجددة».

 

 

 



«الغريب» روى أساطير الماضي.. و«الفجر» كشف السحر الأسود.. و«الزولية» تأنيب ضمير
الدراما التراثية.. زيّنت «الكويت السينمائي»
في الليلة الأخيرة



كتب: فيصل التركي
«الدراما التراثية زيّنت الليلة الأخيرة في عروض الأفلام القصيرة، التي تندرج ضمن «البرنامج الثالث» في مهرجان الكويت السينمائي الأول».
فقد شهدت قاعة العرض في مكتبة الكويت الوطنية، حضور حشد جماهيري غفير من جميع الفئات والأعمار، حيث عج المكان بالعشرات من السينمائيين  ومحبي الفن السابع.
وتنوعت عروض «البرنامج الثالث» للأفلام القصيرة بين الوثائقي كفيلم «جهاد في هوليوود» والكوميدي كفيلم «چاي حليب» وفيلم «أحلى حياة» إلى جانب أفلام الخيال العلمي على غرار فيلمي «الخباز» و«ڤيكتور»، في حين حظيت أفلام الدراما التراثية بنصيب الأسد من العروض، ومنها: «الفجر» و«الغريب» و«الزولية».
البداية كانت مع فيلم «الخباز»، الذي يعد واحدا من أقصر الأعمال التي شهدها المهرجان، إذ لا تتجاوز مدته أكثر من دقيقة واحدة.
يحكي الفيلم، الذي أخرجه عبدالعزيز الحداد وينتمي إلى أفلام الخيال العلمي، قصة طفل تشده معلومة هندسية عن مفهوم الدائرة، وتطابق شكلها مع رغيف الخبز ودائرة القمر، وكذلك الدائرة التي يكوّنها سقوط الحجر في الماء، كما شدته العلاقة بين سرعة تكوين دائرة في الماء، عند سقوط الحجر فيه، وسرعة صناعة دائرة الرغيف.
 
«جهاد في هوليوود»
أعقب ذلك، عرض للفيلم الوثائقي «جهاد في هوليوود»، تدور أحداث الفيلم في 25 دقيقة حول الممثل السوري جهاد عبدو، وقصة خروجه من سورية إلى هوليوود لاجئا، وكافح من أجل إعادة اختراع حياته، بعد ما شق طريق النجاح في عاصمة السينما العالمية، لا سيما عند مشاركته في الفيلم الدرامي «ملكة الصحراء» في العام 2014 إلى جانب الممثلة نيكول كيدمان.

«چاي حليب»
في غضون ذلك، حلّق جمهور مهرجان الكويت السينمائي في رحلة محفوفة بالمتعة والكوميديا المفرطة، مع أبطال فيلم «چاي حليب» للمخرج مشعل الحليل.
ففي 30 دقيقة، وجّه الفيلم ضربة موجعة لتجار الإقامات، بأسلوب السهل الممتنع وخفة الدم، من خلال قصة شاب يدعى ناصر يبحث عن والده المتقاعد الذي خرج ولم يعد، قبل أن يلتقي ناصر ببعض الوافدين من الجالية الآسيوية، كانت تربطهم علاقة «بيزنس» بأبيه، وتمضي الأحداث في قالب فكاهي ساخر، ليتبيّن فيما بعد أن والد «ناصر» أصبح رهينة لدى مافيا خطيرة، لمخالفته قانون تجارة الإقامات وفقا للنظم المتعارف عليها لدى العصابات.
نستطيع القول أن الفيلم سيكون واحدا من أقوى الأعمال المرشحة بقوة للفوز بإحدى جوائز المهرجان، فهو وعلى الرغم من انتمائه للدراما الكوميدية، فإنه يحمل قضية اجتماعية شديدة الخطورة. كما نجح صنّاع العمل في اختيار عنوان «چاي حليب»  فهو يشير إلى المشروب المفضل لدى الجالية الآسيوية.

«أحلى حياة»
في موازاة الكوميديا، لامس فيلم «أحلى حياة» للمخرج مقداد الكوت وخلال 5 دقائق فقط شريحة واسعة من الشباب، لاسيما المهووسون منهم بمواقع «السوشيال ميديا»، ممن يقضون جل أوقاتهم في متابعة مشاهير التواصل الاجتماعي في «سناب»، في البيت، والعمل، والسيارة، وقبل النوم وبعده، حتى بلغ الأمر بالبعض منهم أن يتابع المشاهير في أوقات الصلاة.
ويُحسب للمخرج مقداد الكوت أنه قدم ملخصا شاملا ومختصرا لإحدى أهم العادات السلبية، التي أصبحت واقعاً ملموساً ومصدر قلق لأولياء الأمور.

«الفجر»
على جهة أخرى، أضاء فيلم «الفجر» للمخرج يوسف القناعي على كويت ما قبل  النفط، في الثلاثينيات من القرن الماضي، وينتمي الفيلم إلى الدراما التراثية.
يتناول الفيلم في 15 دقيقة قصة الطفل بدر الذي أراد أن يذهب في رحلة صيد مع أبيه، ولكن الأب رفض، لالتزامه بأمر يخص عمله، غير أن فضول بدر وأصدقائه عن طبيعة عمل أبيه أدى إلى بداية مغامرة شيقة، خصوصا بعد أن روّج أحدهم أن أبا بدر يعمل في الصحراء على مشروع «السحر الأسود»، وهنا قرر الأطفال الاختباء في الشاحنة التي تقل أبا بدر وزميله الأجنبي فجر كل يوم لفك طلاسم «السحر الأسود»، ليكتشف الجميع أنه حقل نفطي تم اكتشافه في الكويت في العام 1938.

«الغريب»
إلى ذلك، روى فيلم «الغريب» للمخرجة مريم العباد في 5 دقائق، بعض الخرافات والأساطير التي كان يقصها الآباء على الأولاد في الماضي، بغرض تخويفهم من الخروج في المساء، لاسيما قصة «الطنطل» التي كانت تثير الرعب والهلع في نفوس الأطفال وقتذاك. و«الطنطل» هو كائن أسطوري مأخوذ من الأساطير السومرية القديمة.

«ڤيكتور»
من التراث الكويتي إلى العهد الأوروبي القديم، فقد عُرض فيلم الدراما والفانتازيا «ڤيكتور» للمخرج حمد الصراف، حيث أثبت الصراف بما لا يدع مجالا للشك رؤيته الثاقبة من خلال هذا العمل السينمائي المتميّز، الذي أخذنا في 15 دقيقة إلى قصور النبلاء.
تبدأ أحداث العمل عندما ظهر باب الزمن لڤيكتور، الذي خاطر بالعبور إلى المجهول، تاركا خلفه حياته، مدركا أنه قد لا يعود أبدا، على أمل أن يجد الأجوبة التي تصحح مسار حياته.

«الزولية»
وبالعودة إلى الدراما التراثية، فإن فيلم «الزولية» للمخرج صادق بهبهاني كان بحق مسك ختام «البرنامج الثالث» من مهرجان الكويت السينمائي الأول.
والفيلم يعبّر بوضوح عن الفرق الشاسع بين الحلال والحرام، إذ تدور أحداثه في 20 دقيقة حول اثنين من العمال، الذين يقرران سرقة «الزل» أو السجاد من المحل الذي يعملان فيه، الأمر الذي يجعل أحدهما، وهو أبو سالم ويؤدي دوره الفنان خالد أمين، يعيش صراعا مريرا مع ضميره، لاسيما أن «الزولية» التي قام بسرقتها أصبحت نذير شؤم على بيته، لذلك فإنه لم يتوان في إرجاعها في صباح اليوم التالي.
الفيلم بمجمله كان هادفا في مضمونه، في حين أبدع المخرج صادق بهبهاني في نسج حبكته الدرامية، عطفا على تألق الفنانة غدير السبتي في دورأم سالم التي لم تشك هنيهة بأن زوجها كان لصاً قبل أن يتوب.
وبذلك تختتم عروض الأفلام القصيرة والطويلة لمهرجان الكويت السينمائي الأول، وعددها 23 فيلما، حيث شهدت تلك العروض منافسة شديدة خلال المهرجان، الذي انطلق في 24 من مارس الجاري واستمرت فعالياته حتى 28 من الشهر ذاته.



تحدثا ضمن فعاليات المركز الإعلامي عن مشكلات الإنتاج السينمائي العربي
باول بابودجيان: استمرار المهرجان مهم  لخلق فرص لانتشار السينما الكويتية
ريما مسمار: قادرون على دعم
150 مشروعًا سينمائيًّا للشباب


كتب: حافظ الشمري
تواصلت فعاليات المركز الإعلامي لمهرجان الكويت السينمائي، حيث أقيم يوم أمس مؤتمران صحافيان أدارهما رئيس المركز الإعلامي عبدالستار ناجي، وعقدا في مكتبة الكويت الوطنية، الأول تحدث فيه مؤسس ورئيس مؤسسة «الفيلم العربي» بول بابودجيان، حيث قال ناجي: إن بابودجيان يعتبر واحدا من أبرز صناع الأفلام السينمائية، وذا بصمة فاعلة في دبي ولبنان، إلى جانب أنه يدير مؤسسة «الفيلم العربي» التي تعد مشروع حلم ضمن مجموعة من السينمائيين الذين تجمعوا لتأسيسه.

مشاركات ثرية
عبر بابودجيان عن سعادته الغامرة بأول زيارة رسمية وسينمائية في الكويت، حيث اندهش من نوعية الأعمال السينمائية، فكانت الاختيارات متميزة، وأحب مداخلات الشباب الكويتي في الندوات وعناوينها الثرية، مؤكدا على تأسيس تلك المرحلة للاطلاع على تجارب الآخرين.

خلق الفرص
وأضاف أنه عمل في ورشة الإنتاج خلال المهرجان في ورشة المونتاج والتصوير، وكان هناك تفــــاعل عمــــيق تقنيا من قبل الشباب الكويتي، مطالبا بأهمية استمرارية هذا المهرجان وخلق فرص السينما الكويتية للوصول إلى الانتشار وتحقيق الطموحات المستقبلية.

الأوسكار العربي
تطرق بابودجيان إلى فكرة مؤسسة «الفيلم العربي» التي تهدف للترويج والتحفيز والتأثير لضم محترفي السينما العربية تحت سقف واحد، لافتا إلى أنه مشروع طويل الأمد، ولا بد من أن يأخذ الوقت لكي يتسع عمله مستقبلا في كل المجالات السينمائية، معتبرا أنه بيت للسينمائيين، وأنه يتلقى دعما من قبل أفراد ومؤسسات، ولديه نشاط مستمر خلال حفل الأوسكار العربي المزمع إقامته في العام 1918 ويتضمن 17 جائزة.

تعاون كويتي
وكشف بابودجيان عن علاقة تعاون كويتي مقبل، وأن الموسم سينطلق بداية من شهر سبتمبر، وعن أن هناك ورشة في القاهرة في عملية الإنتاج والتوزيع، مبينا أن عملية الانتساب والعضوية مفتوحة وسهلة عبر موقع المؤسسة للعضوية بعد تعبئة الطلب من قبل أي مخرج كويتي يود الانضمام لنا عبر دفع مبلغ الاشتراك الذي يبلغ 80 دولارا في العام الواحد، لافتا في ختام حديثه إلى أنه يتمنى أن يعود إلى الكويت العام المقبل ويشاهد أن هذا المهرجان يكبر ويتضمن أفلاما سينمائية كويتية شبابية واعدة.

نافذة سينمائية
فيما أعقبه المؤتمر الصحافي الثاني الذي تحدثت فيه المديــرة التنفيذية للصندوق العربي «آفاق» لدعم الثقافة والفنون ريما مسمار، التي بينت أن مهرجان الكويت السينمائي الذي اعتبرته نافذة سينمائية كويتية في غياب البنية التحتية للتوزيع السينمائي العربي، وهي منصة تسمح للتعارف والتعاون بين السينمائيين المحليين.

أهمية الثقافة
وشددت مسمار على أن السينما العربية محددة وتعود أسبابها إلى المرجعية في تفوق السينما العالمية، لافتة إلى أن السينما المحلية تحاكي الجمهور الكبير من خارج المنطقة، وهي قائمة على سرد وحكايات لها علاقة بالماضي والحاضر والمستقبل، وهي المرأة التي تراها مجتمعاتنا في ظل الصور المختزلة لواقعنا السائد، مؤكدة على دور الثقافة والفنون على أهمية الرقي في العالم العربي خاصة في زمن الأزمات.

طلبات قليلة
وأضافت أن مؤسسة «آفاق» تقدم الدعم لكل الفنون من الموسيقى والسينما والتصوير والبحوث والتدريبات والبصرية والأدائية وغيرها، ومن خلال عشر سنوات من عمر المؤسسة نقدم 35 فنانا ومؤسسة في الكويت وتم اختيار خمسة، بالتالي المشكلة أننا لا يتقدم لنا سوى طلبات قليلة، متسائلة عن عدم تقديم الطلبات الفنية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا من الكويت.
دعم المشاريع
وبينت: إننا كمؤسسة قادرون على دعم 150 مشروعا، وهي ضمن نطاق مواردنا، إلى جانب أن هناك تنوعا واختلاف لجان التحكيم في المؤسسة، والصندوق يتسلم أفلاما وثائقية وقصيرة لكنه يدعم نسبة محددة خصوصا للتجارب الشبابية الذين عليهم الرهان ونوع من المخاطرة، والمؤسسة تعتبر الوحيدة عربيا في المنطقة التي تقدم الدعم الكامل للمشاريع الفنية في مجالات عدة، كما تحدثت عن المشاريع والفرص الداعمة خليجيا وعربيا.

أسماء كويتية
وطالبت مسمار المخرجين الكويتيين بالعمل على أعمال تهمهم وتحمل قضاياهم وعدم الخــوف من المنافسة في مجال السينما، لافتة إلى أنها تتطلع من خلال مؤسسة «آفاق» إلى مشاريع سينمائية كويتية أو في منطقة الخليج العـربي، مؤكدة أن مهرجــان الكويت السينمائي يعتبر بداية للحــــراك السينـــمائي الكويتي لإبراز المواهب الشــابة والذين بإمكــاننا مستقبلا احتـــضانهم من قبل المؤسسة، كاشفة عن أسماء كويتـــية تم دعمـــها وأخرى شاركت في لجان التحكيم بينهم منيرة القديرة وفيصل الفوزان وطلال المهنا وشروق أمين وطالب الرفـــاعي وسليمان البسام وعبدالرسول سلمان.



فرانك ألبرز: نمنح 60 ألف يورو لمشاريع أفلام مشتركة بين الشباب العرب والألمان



كتب: جمال بخيت
في جلسة سينمائية استعرض الباحث فرانك ألبرز قضية جائزة الفيلم الألماني التي تمنح من قبل مؤسسة روبرت بوش كل عام.
وقال المحاضر: إن هذه الجائزة عبارة عن ثلاث جوائز لمشاريع أفلام مشتركة بين صناع الأفلام الشباب العرب والألمان، وتهدف إلى تحقيق مشروع فيلم مشترك.
وحول قيمة الجائزة قال: تبلغ قيمتها 60 ألف يورو ويتم منحها بناء على قرار لجنة التحكيم وهي دولية تحكم الأفلام القصيرة والأفلام الروائية القصيرة وأيضا الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة.

الفكرة من الجائزة
جائزة الفيلم التي تنظمها مؤسسة روبرت بوش هي عبارة عن مسابقة وبرنامج تدريبي يمتد على مدار العام ويوفر ورشات عمل مصممة خصيصا للشباب الصاعد للمساعدة في إظهار مواهبهم الإبداعية في العالم العربي وألمانيا إضافة إلى إتاحة الفرصة والمجال للفائزين لخوض تجربة الإنتاج الدولي المشترك لأول مرة ودعم فكرة التبادل الثقافي.
وأشار المحاضر إلى أن البداية هي في تقديم صناع الأفلام الصاعدين في العالم العربي وألمانيا نبذة عن أنفسهم وفكرة عن مشروعهم إلى سوق المشاريع الالكتروني، وتستخدم هذه المنصة كبوابة لتقديم طلبات المشاركة . وتناول المحاضر تجربة مشاريع تمت في عمان حيث تم اختيار مجموعة من المخرجين العرب والمنتجين الألمان من الذين شاركوا في سوق المشاريع الالكتروني، ويتم بعد ذلك استقبال المشاريع من قبل معدي الأفلام العرب والألمان. ومن ثم إعداد مشاريعهم الخاصة.
وختم المحاضر الجلسة بالحديث حول قضية التدريب وجاهزية المشروع وعرضه للتحكيم بعد ذلك كخطوة أخيرة.
كما عرض شروط المشاركة وكيفية تقديم الطلبات للمبدعين في مجال صناعة الأفلام.



خلال محاضرة قدمها في مكتبة الكويت الوطنية

عبدالستار ناجي: حلم أوسكار السينما العربية يتحقق في دبي مارس

2018


أشار الناقد  السينمائي عبدالستار ناجي إلى أن حلم أوسكار السينما العربية بات قريبا، حيث حددت له مؤسسة الفيلم العربي موعدا لحفلة الأول في مارس 2018 في مدينة دبي، والتي أعلن تأسيسها في ديسمبر الماضي، وتمثل الحاضنة الحقيقية لصناع الفن السابع في العالم العربي.
جاء ذلك خلال محاضرة «مؤسسة الأفلام العربية» التي أقيمت ضمن محاضرات مهرجان الكويت السينمائي.
وأكد ناجي أن هناك عددا متميزا من الكوادر السينمائية الذين يمثلون كل التخصصات الفنية كانوا وراء فكرة تطوير مظلة تجمع السينمائيين العرب والتي تعبر عن طموحاتهم للانطلاق بعيدا بصناعة الفن السابع، فكانت فكرة مؤسسة الفيلم العربي التي تأتي لبلورة مجموعة من المضامين الداعية للانطلاق بالسينما.
وتابع: إن مؤسسة الفيلم العربي بصدد إقامة مجموعة من الورش المتخصصة بالإضافة إلى التعاون من أجل الانطلاق بصناعة الفيلم إلى المهرجانات العربية وتكوين قاعدة معلومات تومن لأعضاء المؤسسة المنتسبين اليها فرص عمل والاستفادة من شبكة المعلومات والعلاقات التي تمتلكها.
وألمح عبدالستار ناجي إلى أن أعضاء المؤسسة من أنحاء العالم العربي سيقومون بتحكيم الأعمال المرشحة للجوائز في جملة المجالات والتخصصات التي سيترشح لها الفيلم أو عناصره.
ودعا الكوادر السينمائية الكويتية والمؤسسات الفنية المنتجة للانتساب إلى هذا الصرح السينمائي الذي وصفه بأنه حلم السينمائيين العرب الذي طال انتظاره.
وأشار إلى أن الكويت، من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومجموعة من السينمائيين، كانت مبادرة إلى تطوير العلاقة مع مؤسسة الفيلم العربي لجملة من مفردات التعاون الهادف البناء.
باول بابودجيان: «مؤسسة الفيلم العربي» حلم السينمائيين الذي تحول إلى واقع


كتبت: فرح الشمالي
أبدى باول بابودجيان المدير التنفيذي لمؤسسة الفيلم العربي عن سعادته بالحضور والمشاركة في الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي، وقدم ورشة «الإنتاج الإبداعي» باللغتين العربية والإنجليزية ضمن فعاليات المهرجان، حيث قال: سعدت جدا من المنتسبين لهذه الورشة ومدى اهتمامهم بالإنتاج السينمائي وكيفية العمل به، وتباينت أعمار الحضور ما بين جيل الشباب ذي الخبرة البسيطة في الفيلم القصير، والجيل الأكبر منهم الذي عمل في مجال الميديا والتلفزيون، وما أسعدني أيضا هو تجاوبهم مع الورشة وتبادل الآراء والمناقشة بينهم حول العديد من الأسئلة المتخصصة في مجال الإنتاج السينمائي وتسويق الأفلام، سواء في المهرجانات المحلية أو الخارجية.
وتحدث بابودجيان عن مؤسسة الفيلم العربي التي كانت سابقا حلما بالنسبة لكل السينمائيين العرب، فقال: هي مؤسسة شمولية ترعى المبدعين والسينمائيين، وتدعم الفيلم العربي لتأخذه إلى مناطق جديدة، هي مشروع أطلق في ديسمبر 2016 جاءت فكرتها قبل سنة من تأسيسها، وهي مبادرة تم إعدادها من عدة شهور وعمل دراسة في الجانب المؤسساتي لأني أمتلك خبرة في الشق الأكاديمي كوني مديرا سابقا بمؤسسة الشاشة في بيروت. وعن البعد المستقبلي للمؤسسة، قال: من المهم أن نجمع عددا كبيرا من الأعضاء من أصحاب المؤسسة من بلدان عربية، ومن دولة الكويت ينضم طلال المهنا وعبدالستار ناجي.
وبسؤاله عن مدى تأثير المؤسسة على السينمائيين وصناعة السينما، أجاب أن المؤسسة تقدم الاستشارات للمنتجين والمخرجين وصُنّاع الفيلم بشكل عام لتساعدهم على تحسين أدائهم السينمائي بالمفهوم التقني في السينما فهدفنا هو دعم المهرجانات وصالات العرض للفيلم المستقل ويحقق مشاهدة.



حاضرت عن «أهمية الأفلام الوثائقية الإبداعية»

ريم بدر: نُعرّف الجمهور بالأفلام
التي تحمل رسائل إنسانية مؤثرة
3 من 10 آلاف شخص يشاهدون الأفلام الوثائقية الإبداعية في العالم العربي



كتبت: جويس شماس
رغم أنها تحمل في تفاصيلها رسائل إنسانية معبرة، وتناقش قضايا اجتماعية مهمة، وتحكي قصصا حقيقية، وتنقل ما يجري هنا هناك، والأهم من ذلك أن من يقف وراءها أناس يتمتعون بمواهب إبداعية تحول هذه الأعمال الوثائقية لأعمال جديرة بالمشاهدة، غير أنها لا تصل للجمهور وتبقى بعيدة قصرا عن دائرة النجاح والشهرة، خصوصا في العالم العربي. لهذا السبب قررت الأردنية ريم بدر تأسيس موقع يجمع الأفلام الوثائقية، واطلقت عليه اسم «منصة ميناء»، وقدمتها خلال مشاركتها في مهرجان برلين السينمائي في نسخته الـ 69، وتقول: «يعتمد هذا الموقع على توزيع الأفلام وتعريف الجمهور بها لقاء اشتراك مادي بسيط، ويهدف لدعمها وتوزيعها عبر محطات التلفزة والمهرجانات والمراكز الثقافية والجامعات وخطوط الطيران وصالات السينما، أي تطوير المضمون الوثائقي في العالم العربي، لأن إحدى الدراسات المعنية بهذا المجال أشارت إلى أن 3 من أصل 10 آلاف شخص يشاهدون أفلاما وثائقية فقط، وتوضح أن الأغلبية المطلقة لا تعرف بوجود هذه الأفلام من الأساس أو تسمع بها كي تشاهدها، وبالتالي لا تجد جمهورا خاصا بها، في حين أنها تعرض موضوعات إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، وتلعب على وتر المشاعر التي تحرك وجدان المتلقي».


عروض وتجارب


عرضت بدر، خلال محاضرتها، عن «أهمية الأفلام الوثائقية الإبداعية» مقتبسات لمجموعة من الأعمال الوثائقية المتوافرة على موقع «ميناء»، وهي «ليسة عايشة» للمخرجة الأردنية أسماء بسيسو، ويحكي عن قصة «عايشة» التي تعيش في مجتمع قبلي عشائري يرتكز على اسم العائلة والمركز الاجتماعي، إلا أنها تحاول إثبات نفسها بعد أن تركها أهلها مع إخوتها في دار للأيتام، ما جعلها تحارب جاهدة لتتخطى الضغوط النفسية والعقد الناتجة عن سوء معاملة المربيات في الدار وتعنيفهن، وكذلك مواجهة المجتمع الذكوري الذي يحاول استغلالها لأنها «مقطوعة من شجرة»، وبعد مشاهدة دقائق قليلة من الفيلم، قالت بدر إنها تلقت دعوة من المخرجة وذهبت لمشاهدة العرض الأول للفيلم، وبالفعل كانت القاعة ممتلئة، وتابع الجميع القصة المؤثرة، لتنتهي بمشهد لعائشة وهي على فراش المستشفى تستعد لدخول العملية وهي تخبر المخرجة بأن تنهي الفيلم حتى ولو لم تخرج سالمة من العملية، وعندما انتهى الفيلم، وقفوا وسألوا عنها لتخبرهم بأنها جالسة في آخر القاعة، وأنها «ليسة عايشة»، حتى أن الحضور كلهم حرصوا على سؤالها عما تحتاجه لتعيش حياة مستقرة، ما يثبت أنه فيلم وثائقي مبدع بامتياز، ثم انتقلت لفيلم إماراتي عن معاناة من التوحد آخر اسمه «كلنا معا» للمخرجة الإماراتية هناء مكي، وأشارت إلى أنه عاطفي كونه يركز على معاناة أطفال التوحد وأهاليهم مع الأساتذة المشاركين في «مشروع التوحد»، وهو عمل مسرحي موسيقى ابتكر خصيصا لهؤلاء الأطفال في الإمارات العربية المتحدة، وتضيف أن الفيلم قد يجعل المشاهد يضحك أو يبكي، لكنه يبقي باب الأمل مفتوحا.


السياسة والتراث


ومن النماذج التي عرضتها بدر، فقد كان للمخرج فرانسوا فيرستر وحمل اسم «حلم شهرزاد»، ويتناول التطورات السياسية والاجتماعية خلال السنوات الأخيرة في مصر وتركيا في إطار جذاب مستوحى من حكايا «ألف ليلة وليلة»، وأشارت إلى أن الرصد الوثائقي بالموسيقى والتناول السياسي واستعارة شخصية شهرزاد لاستكشاف كيفية تواكب الإبداع مع وسائل التعبير السياسي ردا على القمع، وقالت: «يقدم الفيلم مجموعة من الشخصيات ذات خلفيات متنوعة، مثل مايسترو أوركسترا تركي يستخدم مقطوعة من شهرزاد للموسيقي راميسكي كريسكوف، كأداة لتعلم السياسة، وممثلة لبنانية تتصالح مع ماضيها لتصبح ناشطة على الإنترنت في مصر، وفنان مصري عجوز تجسد حلمه عن شهرزاد من خلال شابة جميلة».
قضية وشجن
عرضت بدر عددا من الأفلام الوثائقية المتوافرة في «ميناء»، إلا أنها قدمت نموذجا كويتيا للمخرج حبيب حسين باسم «الملاذ الأخير»، ويحكي عن التلوث الذي يعانيه الشاطئ الكويتي رغم أنها كانت معروفة بجمالها ونظافتها على اعتبار أنها قضية مهمة جدا، بالإضافة إلى فيلم «رسائل من الكويت»، للمنتج الكويتي طلال المهنا الذي يحاكي رسائل مسجلة على الكاسيت ومكتوبة عن أشخاص يعملون هنا ويتواصلون مع أهلهم في وطن الأم ويتكلمون عن الشجن والحنين للأهل.

 



مديرة البرامج في مؤسسة «آفاق» استعرضت فرص التمويل لصناع الأفلام العرب
ريما مسمار: ندعم 500 فيلم في السنة ومتجهون إلى سينما المؤلف
 أنطوان خليفة: ندعم سنويًّا أكثر من عشرة أفلام قصيرة وتصل الميزانية إلى أكثر من عشرين ألف دولار


كتبت: فرح الشمالي
قالت ريما المسمار مديرة البرامج السينمائية في مؤسسة آفاق «إن المؤسسة تستقبل 1500 مشروع في السنة في كل المجالات التي تدعمها، وفي السينما تحديدا تستقبل نحو 500 فيلم»، وذلك أثناء الحلقة النقاشية عن «فرص التمويل لصناع الأفلام العرب» التي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية، وقدمها إلى جانب المسمار كل من مريم مسراوة، وأنطوان خليفة وفرانك البيرز، وأدارت الحلقة النقاشية ريم بدر.
وأكملت المسمار: نحن في المؤسسة متجهون إلى سينما المؤلف وبالتالي المشاريع التي ندعمها يكون وراءها مخرج متمكن من أدواته الإخراجية، وصوت مؤلف ونلمس من خلالها محاولة جدية للبحث باللغــة السينمائيـــة، وطـــرح موضوعات على صلة بالمجتمعات العربية، حيث المطلوب أن يكون الفيلم إبداعيا صالحا للعرض في السينما، حيث إن السينما موضوع مهم وحاجة ملحة، وحوالي 58% من الفنانين المدعومين من آفاق هم فنانون صاعدون لهم تجارب سينمائيــــة سابقة، والبــــاب مفتــوح أيضـــا للمخرجين المكرسين، وحيث قدمت آفاق الدعم لعدد من السينمائيين في مشاريعهـــم الأولى، مثل مشاريع هالة لطفي، والفيلــم القصير لـ إيلي داغر سنــة 2012 وغيرها الكثير.
وتابعت: بعد دعم هذه الأفلام نحن نقوم بعملية بحث عن توجهات المخرجين واختياراتهم لأنواع الأفلام، فالفيلم الوثائقي في موجة صعود في السنوات العشر الأخيرة.
وأشارت إلى أن هناك تمويلا أيضا بالنسبة للمجالات الأخرى، مثل كتابة الرواية على مدى ثلاث سنوات، حيث استقبلت آفاق في هذا المجال 668 مشروعا ودراسة الموضوعات المطروحة فيها، سواء كانت تجارب شخصية، أو قد يكون لها علاقة بالذاكرة.

مشاريع الكويت
وقالت إن من خلال عشر سنوات من عمر الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق» وصلنا ٣٥ مشروعا من دولة الكويت في كل المجالات وليس فقط مجال السينما، قدمت آفاق الدعم لخمسة مشاريع وهي لفيصل الفوزان لمشروع التصوير الفوتوغرافي، ومنيرة القديري وفاطمة القديري، وسليمان البسام في المسرح وليس من بينهم مشروع سينما، وإجمالا قليلة جدا المشاريع التي تقدم من الكويت ومنطقة الخليج عموما.
وأكدت أن هناك تنافسية عالية في الصندوق بسبب المشاريع الكبيرة، ولكن هناك ميلا للسينمائيين الشباب لانهم يشكلون النسبة الأكبر من سكان المنطقة العربية، وهم القوة الفعالة، فالفنون في المنطقة العربية تحتاج للكثير من الدعم غير المتوافر.

دعم المخرجين
وتحدث أنطوان خليفة مدير برمجة الأفلام العربية في مهرجان «السينمائي»، عن أن التمويل والدعم من قبل صندوق مهرجان دبي السينمائي موجه إلى المخرجين من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكمل: وجائزة الانجاز للفيلم القصير مهمة جدا بالنسبة لنا، فنحن ندعم سنويا أكثر من عشرة أفلام قصيرة، وتختلف ميزانية الفيلم حسب تقدير لجنة المهرجان، قد تصل إلى أكثر من عشرين ألف دولار للفيلم، ومن خلال هذا الدعم يتمكن المخرج من تصوير الفيلم، ويصلنا الكثير من السيناريوهات للأفلام القصيرة.
وأشار إلى جائزة iwc وهي شركة ساعات، وهي الراعي الرسمي لمهرجان دبي السينمائي، وأن شركة iwc تمول سنويا مائة ألف دولار لسيناريو لدول الخليج، وليس بالضرورة أن يكون السيناريو منتجا أو هناك مخرج للفيلم، وتستقبل إدارة مهرجان دبي أكثر من عشرة سيناريوهات يتم تصفيتها إلى ثلاثة وتختار لجنة التحكيم أحد هذه السيناريوهات للجائزة.



كان الكويتيون يشاهدون الأفلام في المنازل بآلات العرض السينمائي
نظام 8 ملم و16 ملم قبل إنشاء دور العرض
دور العرض السينمائي .. ذكريات وحكايات


كتب: عماد جمعة
انتشرت دور السينما في الكويت في النصف الثاني من القرن العشرين لمواكبة التطور وتقديم الخدمات الترفيهية للجمهور، سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين. وللسينما في الكويت قصة طويلة وتاريخ يعود إلى عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وتحديدا في العام 1954، حيث ولدت فكرة جريئة لعدد من رجال الأعمال الكويتيين لإنشاء أول شركة للعرض والتوزيع السينمائي في منطقة الخليج.
فقد انتشرت في تلك الفترة ظاهرة مشاهدة الأفلام في المنازل بآلات العرض السينمائي نظام 8 ملم و16 ملم لمن يملكها من تجار الكويت آنذاك، حيث كانت تعرض في البيوت، وتتم استضافة الأصدقاء والجيران لمشاهدة تلك الأفلام، ومن السينما القديمة في الكويت، بعض الذكريات الجميلة منها إنشاء سينما الشرقية.

سينما الشرقية
تم افتتاح دار سينما الشرقية في 18 نوفمبر من العام 1955 كأول دار للعرض السينمائي في البلاد، وكانت تقع في منطقة الشرق قرب المستشفى الأميري في أرض مؤجرة، وكانت السينما عبارة عن سينما صيفية من غرفة العرض، وتم شراء الأجهزة بواسطة شركة بهبهاني، وكانت السينما تتسع لعدد 1500 مشاهد موزعة على الدرجات التالية:
درجة أولى 400 مقعد بسعر 5 روبيات للتذكرة.
درجة ثانية 700 مقعد بسعر 3 روبيات للتذكرة.
درجة ثالثة 400 مقعد بسعر روبيتين للتذكرة.
وبما أنها سينما صيفية كان يتم تغطيتها في فصل الشتاء بالقماش السميك «الطربال»، إلا أنه في شهر مايو من العام 1956 تم تخريب الكراسي ومعدات التشغيل وأجهزة الصوت مما أدى إلى إغلاق السينما بتاريخ 14 مايو 1956، وتم اختيار السيد يوسف الفليج رئيسا لمجلس الإدارة خلفا للسيد خالد الزيد الخالد، وفي 24 نوفمبر 1956 تم تعيين السيد جاسم الفضالي مديرا عاما الشركة.

سينما الأندلس
أغلقت سينما الأندلس بسبب الدمار الذي لحق بها في أثناء فترة الاحتلال العراقي للكويت، واستُغل موقعها في إنشاء مجمع المهلب التجاري ودار سينما المهلب في منطقة حولي، وكان يقع خلفها سينما أخرى هي سينما حولي الصيفي التي تم افتتاحها في العام 1956م، أي بعد عامين من إنشاء أول صالة عرض سينمائية في الكويت تقريبا، حيث بدأت شركة السينما الكويتية الوطنية أول عرض سينمائي لها في سينما الشرقية.


بالتطبيق على 3 إصدارات مهمة وثّقت بدايات الفن السابع
سينما الكويت في كتب ومطبوعات


كتب: محبوب العبدالله
مع انطلاقة الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي الذي يختتم اليوم بعد خمسة أيام من الفعاليات السينمائية. ربما يقول البعض ممن لديهم اهتمامات سينمائية بأن هذا المهرجان تأخر كثيرا وكان يجب أن يقام في الكويت حيث تتوافر الإمكانيات الفنية والأدبية والمادية التي تسهم في وجوده واستمراره، والأجواء الثقافية التي تتمتع بها بيئة الكويت الرسمية والشعبية، خصوصا بعد أن حققت مهرجانات المسرح والقرين الثقافي نجاحا وانتشارا خليجيا وعربيا، إلى جانب الفعاليات والمنتديات الأخرى مثل الفنون التشكيلية والموسيقية الغنائية، وأبرزت دور الكويت الريادي والفني والثقافي خليجيا وعربيا.
إلى جانب دورها الثقافي والمقدر عربيا ودوليا بدءا من مجلة «العربي» وإصدارات ومطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومركز الدراسات والبحوث الكويتية، ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت، إلى جانب دور النشر والتوزيع من القطاع الخاص، وكثير من المطبوعات والكتب لبعض جمعيات النفع العام، وإصدارات كثيرة لدور النشر والطباعة.
وكل هذه الجهات أصدرت كتبا ومطبوعات تناولت الفن السينمائي والصناعة السينمائية في وطننا العربي ودول العالم.
بل إن بعض هذه الكتب والمطبوعات صدرت في الكويت لكتَّاب ونقاد وفنانين سينمائيين كويتيين وعرب عن الفن السينمائي ومحاولات إنتاج أفلام سينمائية ذات هوية كويتية، ومن بين هذه المطبوعات والكتب مجلة «سينما اليوم» التي أصدرها في تسعينيات القرن الماضي نادي السينما في الكويت حيث صدرت منها أعداد محدودة برئاسة رئيس مجلس إدارة النادي في تلك الفترة عامر التميمي، ومدير التحرير الناقد السينمائي عماد النويري، والتي رصدت وتابعت الحراك السينمائي في الكويت ودول المنطقة والدول العربية، والسينما في دول العالم كإبداع وصناعة وتجارة.

البدايات


وإذا كان مهرجان الكويت السينمائي الأول قد انطلق، فإن هذه البداية تذكرنا ببدايات مهرجاني السينما في دبي وأبوظبي قبل أكثر من عشر سنوات حيث كان السؤال يتكرر مع بدايتهما في السنوات الأولى وهو «كيف يمكن إقامة مهرجان سينمائي في بلد لا توجد فيه صناعة سينمائية؟».
وكان السؤال يتردد في كل مرة من المشاركين الضيوف لحضور المهرجانين.
ولكن بعد أن مضت دورات التأسيس الأولى لهذين المهرجانين واستطاعا أن يثبتا وجودهما – ولو أن مهرجان أبوظبي السينمائي توقف أخيرا – لصالح استمرار مهرجان دبي السينمائي الذي أصبح دوليا وأثبت وجوده الفني على مدى أكثر من عقد من السنوات حتى اليوم.
بعد أن باتت هناك صناعة سينمائية في دولة الإمارات العربية المتحدة بكوادر وصناعة سينمائية يقودها شباب إماراتيون من الجنسين حيث تأهلوا وتكونوا عبر تشجيع واهتمام الجهات الرسمية وجهات أخرى فأنتجوا أفلاما سينمائية روائية طويلة وقصيرة وأفلاما وثائقية وتسجيلية طويلة وقصيرة، حيث تواصلت عملية الإنتاج على مدار السنة، من خلال تشجيع مهرجاني دبي وأبوظبي بعرض أفلامهما، ومن خلال وجود صناديق دعم لهذا الإنتاج السينمائي الشبابي في دبي وأبوظبي، واستمرار إقامة ورش فنية سينمائية متخصصة.



دور المجلس الوطني


ومثل هذا الدور مطلوب من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارات مهرجان الكويت السينمائي في سبيل تشجيع ودعم قدرات ومواهب السينمائيين الشباب الكويتيين مع استغلال قدرات جيل السينمائيين السابق من أمثال خالد الصديق وهاشم محمد وعبدالله المخيال، وخالد النصرالله كمخرجين ومنتجين لهم تجاربهم السابقة.
والتركيز كذلك على تأهيل كتَّاب سيناريو وحوار سينمائي وغيرهم من العناصر الفنية في التصوير السينمائي والصوت والإضاءة.
وهذا يتوافر مستقبلا باستمرار الدورات الفنية والورش المتخصصة بالفن السينمائي على مدار العام وحتى موعد الدورة الثانية لمهرجان الكويت السينمائي.
وكما تابعنا في حفل افتتاح الدورة الأولى للمهرجان هذه الأيام فإن آلية المهرجان ومنهجه منذ الدورة الأولى يستطيع أن يؤسس لقيام صناعة كويتية في المستقبل بكوادر كويتية شابة كما حدث من قبل في دولة الإمارات العربية الشقيقة حيث صناعة وإنتاج السينما فيها يقودها شباب سينمائيون من الجنسين بمواهب وقدرات سينمائية متخصصة.

كتب ومطبوعات
وبالعودة إلى الكتب والمطبوعات السينمائية الخاصة بصناعة السينما في الكويت في السنوات الماضية يمكن الإشارة إلى كتاب المخرج الرائد خالد الصديق عن تجربته في إخراج فيلم «عرسي وعرس الزين» عن رواية الكاتب السوداني الطيب صالح والذي أخرجه كاملا في جمهورية السودان منذ العام 1973، بعد أن كان قد أنجز فيلمه الروائي الخالد في تاريخ السينما الكويتية «بس يا بحر» العام 1972.
ويسرد الصديق في كتابه «عرسي وعرس الزين» تجربته وفريقه الفني من الكويت والسودان في إنجاز وإخراج الفيلم.

السينما في الكويت
وفي كتابه «السينما في الكويت» يستعرض الناقد السينمائي عماد النويري بدايات ومحاولات الإنتاج السينمائي في الكويت من خلال شهادات تحدث فيها محمد قبازرد، ومحمد السنعوسي، وخالد الصديق، وهاشم محمد، إلى جانب تناوله انتاج وإنجاز وإخراج الفيلم الروائي الأول «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق، وما قام به «نادي الكويت للسينما» منذ تكوينه في السبعينيات ودوره في التعريف بالفن السينمائي.
ودور شركة السينما الكويتية الوطنية التي تأسست في العام 1954 بهدف عرض الأفلام السينمائية العالمية والعربية والهندية، ولاتزال تتابع دوره في ترويج وعرض الأفلام السينمائية بصالات العرض التابعة لها، والمنتشرة في أنحاء الكويت.
كما تضمن الكتاب لقاءات وأحاديث مع عدد من السينمائيين الكويتيين.
مهرجان سينما التعاون

وتضمن كتاب «المهرجان السينمائي الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» والذي أقيم في دولة قطر ما بين 22 فبراير والأول من مارس العام 2012 مشاركة دولة الكويت في هذا المهرجان بعدد من السينمائيين الكويتيين الذي اشترط أن تكون الأفلام السينمائية المعروضة في المهرجان من تأليف وتمثيل وإخراج أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
دسمان
وآخر الكتب المتوافرة عن السينما في الكويت كتاب الدكتور براك عبدالرحمن الديكان الصادر في العام 2016 بعنوان: «دسمان.. بداية العصر الذهبي للسينما الكويتية». ويعتبر الجزء الأول من توثيق وتأريخ السينما في الكويت.
حيث يقول في المقدمة: ولقد سعيت في كتابي هذا إلى عدم الاكتفاء بالرجوع إلى المراجع والأعداد المنشورة عن السينما الكويتية، لكنني ارتأيت أن هذا لا يكتمل إلا بالعودة إلى من ساهم في صناعة هذه السينما وشارك في ريادتها إخراجا وتمثيلا وإنتاجا.
وللكتاب جزء ثان كما يشير المـؤلف إلى غلاف الكتاب.




شدد على أهمية التواصل بين الصُّنَاع والشباب
محمد حفظي: المهرجان خطوة تمهيدية لصناعة سينما حقيقية في الكويت
 الإرادة القوية والدعم المادي من الدولة وإنشاء حركة ثقافية تؤدي دورًا رئيسيًّا في صناعة «الفن السابع»
A نحن في حاجة إلى مزيد من الوقت لإقناع الجمهور العربي بمشاهدة الأفلام العربية


كتبت: جويس شماس
زار الكويت منذ سنوات بغية إعطاء مجموعة من الحلقات النقاشية والحوارية عن السينما، غير أن تلبيته دعوة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمشاركة في مهرجان الكويت السينمائي الأول تعتبر خطوة مميزة في سبيل بناء أرضية جيدة لتأسيس صناعة سينمائية ناجحة في الكويت، من خلال تقديم برامج وورش عمل مع شخصيات اختصاصية في هذا المجال من الكويت والعالم العربي والأجنبي، خصوصا أن هناك شبابا كويتيين يرغبون في بدء خطواتهم الأولى في عالم السينما.
إنه المنتج المصري محمد حفظي الذي يرى أن مهرجان الكويت السينمائي الأول يضع حجر الأساس في هذه المسيرة، برغم أن كم الأفلام المعروض قليل نسيبا، ويقول: «يؤمِّن هذا المهرجان فرصة للتفاعل بين أهل الخبرة والاختصاص والشباب، كي يحصلوا على المعلومات الأساسية التي يحتاجون إليها في البداية؛ لأن الاحتكاك بينهم يمهد لحركة سينمائية شبابية في الكويت والخليج عموما، وقد لمست هذه الرغبة عند بعض الشباب، مع العلم أن الكويت رائدة في الإعلام وصناعة المسلسلات، ولديها تاريخ عريق في مجال الفنون والثقافة والمسرح، حتى أنها متطورة في مجالات معينة، وتمكنت من إثبات حضورها وبصمتها، إلا أن الأمر مختلف بالنسبة إلى السينما التي لاتزال فتية نوعا ما، باستثناء بعض الأعمال التي حلقت خارج حدود الوطن، ويجسدها المخرج خالد الصديق»، غير أن المستقبل يعد بالكثير في حال تم تخصيص بنية تحتية احترافية تخدم السينما وترسي مفهوما كاملا ومتكاملا يستقطب الجمهور ويدفع نحو الخيارات المحلية، عوضا عن أفلام الغرب وهوليوود تحديــدا.

بنى تحتية
ويرى حفظي أن نجاح صناعة المسلسلات في الكويت والعالم العربي عموما يكمن في أن جمهوره أكبر من السينما المحلية، ولأنه يمتلك تأثيرا اقتصاديا ربحيا أقوى، بينما يحرص الجمهور العربي على حضور الأفلام الغربية التي تعرض على الشاشات في بلدانهم، كما هي الحال في الكويت، ويقول: «نحن في حاجة إلى مزيد من الوقت كي نتمكن من لفت انتباه الجمهور العربي كي يقصد شباك التذاكر ويختار فيلما عربيا»، أي عندما نتمكـــن من الوصـــول إلى صناعة سينمائية جيدة وأفـــلام حقيقيـــة قـــادرة على المنافســـة.
ويوضح حفظي، الذي درس هندسة المعادن في المملكة المتحدة قبل عمله في السينما كاتبا ومنتجا، أن المعضلة الأساسية تكمن في غياب بنية تحتية، ولا يقصد بذلك دور السينما والعروض، بل المعاهد المتخصصة والاستديوهات وشركات الإنتاج والتوزيع والكوادر الفنية والتقنية المطلوبة والمواهب، على اعتبار أن صناعة السينما تحتاج إلى بنى تحتية تطورها وتصقلها وتمكنها من ابتكار أفلام وتوزيعها في كل مكان، في البلد نفسه أو العالم العربي والغربي على حد سواء، بالإضافة إلى البنى التحتية.
ويؤكد المنتج المصري أن الإرادة القوية والدعم المادي من الدولة وإنشاء حركة ثقافية بشكل عام تؤدي دورا رئيسيا في صناعة «الفن السابع»، ويقول: «أرى أننا في حاجة إلى مزيد من الوقت كي نتمكن من لفت انتباه الجمهور العربي كي يقصد شباك التذاكر ويختار فيلما عربيا هناك مجهود ملحوظ في الكويت، لكن يجب إيجاد إستراتيجية ناجحة لترجمتها على أرض الواقع وتأسيس حركة سينمائية حقيقية، كما هي الحال في دبي وأبوظبي اللتين رسختا موقعهما على خارطة هذا الفن، أكان من ناحية بناء استديوهات وجمع كبار الأسماء في المهرجانات أو منح الشباب فرصة التواصل مع أهل الخبرة والاختصاص، ما يساعد على جذب الصناع من أنحاء العالم واحتكاك السينمائيين الشباب مع الإعلام والاستفادة من أعمالهم وخبراتهم، أي ضرب عصفوريـــن بحجــر واحــد».
وأكد حفظي أهمية الدعم المادي والاستثمار ورأس المال الكبير في هذه الصناعة كأنها مشاريع ضرورية جدا لضمان النجاح، إلا أن المسالة قد تتطلب وقتا وجهدا لتثمر النتائج المطلوبة والمرجوة، وتحديدا من ناحية إقناع الناس بأن هناك أفلاما خليجية تستحق أن تتابع وتنافس الأعمال الغربية.

وسائل تواصل
ويشير حفظي، الذي قدم أفلاما ناجحة منذ بدايته، مثل فيلمي «السلم والثعبان» و«54 يوم»، وحاز عنه جائزة أفضل كاتب سيناريو في الأوسكار المصري لعام 2007، يشير إلى أن تقديم أفلام ناجحة يجبر الجمهور على الذهاب إلى شباك التذاكر بغية حضور العرض السينمائي، ويوضح: «هناك موضوعات معينة تستقطب الجمهور مثل الكوميديا والأكشن، إلا أن الأمر لا يكفي، فالفكرة الجميلة أو الممتعة وحدها لا تضمن النجاح، لأن الفيلم الجيد وعالي المستوى يحتاج إلى طاقم عمل احترافي يجمع الكاتب والمخرج والمنتج والكادر الفني والممثلين وشركة التوزيع كي يصل إلى الجمهور عن طريق وسائل عدة، ويقصدون بالتالي شباك التذاكر»، وشدد على أن وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة العلاقات العامة والتسويق أصبحت مؤثرة جدا، لأن صناعة الأفلام تعتمد عليها لتسويق الفيلم وتوصيله إلى أكبر شريحـــة ممكنة من الناس، فلن ينجح الفيلم إذا عــرض في دور السينما فقط من دون توزيعه بشكل صحيـــح يتنــاسب مــع الحياة المعاصـرة.

نموذج ناجح
أما فيما يخص محاضرة «رحلة البطل»، فيشير المنتج المصري الذي أنشأ «فيلم كلينيك» في القاهرة لتطوير وإنتاج الأفلام، وأنتج 19 فيلما في مصر والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والعالم العربي، إلى أنه يعبر عن أسلوب سردي في الروايـــات، مستوحى من التراث القصصي المأخوذ من الحضارات المختلفة، بدءا من الأساطير والحكايا الإغريقيـــة والديانـــات المختلفة، ويقول «تستخدم السينما الأمريكية نماذج متكررة مأخـــوذة من رحلة البطل، بل تعد مغامرة مثالية يجتازهـــا البطـــل والخطوات التي يقوم بها من اجل الوصـول إلى هدفــه المنشود»، وهي عبــارة عن 12 مرحلة، أولاها «العالم الاعتيــادي» الذي يجسد البطل مضطربـــا يتعاطف معه الجمهور قبل تعريض حياته لأحداث متناقضة، وينتهي بالعودة إلى جوهــر القصـــة عدما يقرر البطل العودة من الرحلة أو الاستمرار بها متسلحـــا بالدروس التي تعلمها، مرورا بمراحل متنوعــة مثل نداء المغامـــرة، ثم رفضهـــا والانتقال إلى مرحلتي لقــاء المرشد وخرق حاجز الخوف، فالاختبارات والاقتراب والمصيبة وطريق العودة والبعث، ويؤكد أن من يتبع هذا الأسلوب يضمن النجاح المطلق لأنه نموذج يتفق عليه الجميع، فأي شخص قادر على فهمهـــا مهما كانت ثقافته أو جنسيته أو خلفيته الثقافية، كونها مألوفة يستطيع أن يشعر بها ويعيشهـــا ويختبرها بنفسه.

دورة ثانية
وفي نهاية حديثه، شدد حفظي، الذي شارك منتجا منفذا بفيلمين أمريكيين: الأول Removal في العام 2010، والثاني فيلم الإثارة Pyramid في العام 2014، وحــاضر في كتابة السيناريو في الجامعة الأمريكيــة في القاهـــرة، أن هـــذا المهرجان هو البذرة الأولى في عالم صناعة السينما الكويتية.
ويقول: «أتمنى أن تكبر هذه البذرة وتنتج دورة ثانية أكثر نجاحا تضم مجموعــة كبيرة مــن الأفلام السينمائية مع حضور أسماء كبيرة من منتجين ومخرجين وممثلــين، كي ينقلــوا خبراتهــم للشباب الكويتي، ويصبح محطة سنوية، كمـــا هي الحال في دبي وأبوظبي والدوحة، وحدثا يرضي طمـــوح البلد والمجتمع»، خصوصا أنه يحرص على حضور عدد من المهرجانات السينمائية، مثل دبي عربيـــا، لأنه يجمع بين عرض الأفلام وصناعها، ومهرجان كان الذي يعد أهم مهرجان عالمي للسينما.

Happy Wheels