مهرجانات وأنشطة

النشرة الرابعة


 

إضغط هنا لتحميل PDF النشرة الرابعة

 

 

 

ريادة الكويت .. الإنسانية

 

فيما يشبه السؤال الذي تسبقه إجابته، قال المنسق العام لندوة مهرجان القرين د.محمد الرميحي، خلال افتتاح الجلسات: «لماذا عنوان هذه الندوة «حل النزاعات والعمل الإغاثي.. دور الكويت الإنساني؟»، ولأن ذلك السؤال لا يحتاج إلى تفكير أو تمحيص فإن الإجابة لن تخرج عن مضمون السؤال، فالنزاعات تستشري في مختلف البلدان، ولا يقف أثرها ودمارها عند حد بعينه، فهي شرارة لا تهدأ عن الاشتعال، ولا تتوقف عن التدمير، بسبب ما يشهده العالم - خصوصا العربي - من صراعات ونزاعات وخلافات، وفقدان القدرة على الفهم الصحيح للإنسان، ومن ثم أعداد لا حصر لها من الأطفال والبسطاء والنساء والضعفاء... تتعرض يوميا للتهجير القصري والهروب من جحيم الحروب، مما يعرض هذه الأعداد الهائلة لكوارث إنسانية سيحاسب عليها كل إنسان لديه ضمير».
وكشف الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة عن أن هذه الندوة تندرج ضمن النشاط الذهني الذي يجتهد من أجل الوصول إلى حل يحسم مصير الملايين من البشر الذين يتعرضون لمزيد من القهر والظلم بسبب النزاعات التي تحدث في مناطقهم، من دون ذنب ارتكبوه.
إن تاريخ العمل الإغاثي والخيري الكويتي ليس حديث العهد، ولكنه عمل طويل ومشرف ويعود حتى إلى ما قبل النفط، فأيادي الخيّرين البيضاء في الكويت لم تتوقف عن العطاء والبذل، واستمرت، ولاتزال مستمرة، رغم المحن التي تعرضت لها الكويت خلال تاريخها الممتد. إلى أن جاء التكريم الدولي والعالمي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد ومنحه لقب «القائد الإنساني»، وأعطى الكويت لقب «مركز العمل الإنساني» تقديرا وتكريما لدور الكويت الريادي في هذا المجال.
والندوة تعالج كثيرا من القضايا العالقة، تلك التي تضرب العالم في اتجاهات مختلفة، بسبب تلك النزاعات.
وعلى مدار يومين، في جلسات صباحية ومسائية، يتحاور المحاضرون ويتفقون ويختلفون في آرائهم ورؤاهم التي يطمحون إلى أن تكون حلولا لوقف نزف الأرواح، وسببا في استتباب الأمن والسلام على الأرض التي تعاني منذ سنوات من ويلات الحروب، وتتعرض لكثير من الدمار في مناطق مختلفة من العالم.
تفاصيل أخرى ص2

ضمن أنشطة «القرين الثقافي»
وبمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين العرب

 

انطلاق أعمال الندوة الفكرية للمهرجان.. النزاعات والعمل الإغاثي.. دور الكويت الإنساني

اليوحة: تجربة الكويت في العمل الإنساني والإغاثي والتنموي عمومًا نموذج يحتذى للعديد من الدول
الرميحي: الندوة تقام بسبب كل تلك النزاعات المتفاقمة حولنا والتي ترمي بشررها على بلداننا ومجتمعاتنا
الساير: «الهلال الأحمر» هي الذراع الإنسانية للكويت
والجسر الذي يتم من خلاله إيصال المساعدات الإنسانية
تعد الكويت من أهم الشركاء في المجتمع الدولي
في تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين
الأعمال الإنسانية والخيرية في الكويت تتميز بالإبداع وسخاء بذل رجال الأعمال
فرحات: يجب على الأنظمة العمل على الإصلاح السياسي والحكم الرشيد وسيادة القانون والتنمية المتوازنة

العسعوسي تحدث عن جهود سمو الأمير ودور الكويت الإنساني: الكويت جُبلت على عمل الخير

كتب: عادل بدوي ـ شهد كمال
انطلقت صباح أمس الاثنين أعمال الندوة الفكرية لمهرجان القرين الثقافي الـ23 تحت عنوان (النزاعات والعمل الإغاثي.. دور الكويت الإنساني) بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين العرب بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والمنسق العام للندوة د. محمد الرميحي، الأمناء المساعدين بالمجلس محمد العسعوسي ود. تهاني العدواني، ومديرة المهرجان عائشة المحمود، وجمهور من المثقفين والإعلاميين.
في البداية ألقى الأمين العام م. علي اليوحة كلمة قال فيها: يسرني ويشرفني أن أرحب بكم في فعاليات ندوة مهرجان القرين الثقافي الــ ٢٣ والذي يعد أرفع منصة ثقافية في دولة الكويت حاملة لقب (مركز العمل الإنساني) لنسلط الضوء على قضية مصيرية بدأت مفرداتها تغزو خطاب وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة وتشغل جهود كبريات المنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة المتناثرة في دول العالم قاطبة.
إنها ندوة (النزاعات والعمل الإغاثي … دور الكويت الإنساني) والتي ستمتد فعالياتها الفكرية على مدى يومين نناقش فيها قضايا مصيرية تهم ملايين من البشر مستعينين بكوكبة من الخبرات العربية العاملة في الحقل الإنساني والإغاثي والذي بات تطويره وتكثيفه مصيريا في ظل نزاعات وحروب تؤدي إلى قتل ملايين من البشر وتهجير غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية أصاب أكثر من ٦٠ مليون شخص بحسب سجلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
ندوة اليوم ما هي إلا محاولة ذهنية من مهرجان القرين الثقافي الذي يحاول دائما تسليط الضوء على القضايا الملحة والجوهرية لكشف خلفيات النزاعات والصراعات المسلحة التي تسهم - مع الأسف - في يومنا هذا بنحو ٨٠٪ من الأزمات الإنسانية التي يتعرض لها البشر على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وتتسبب في الهجرة الجماعية عبر البر والبحر، والوقوف على تطوير آليات العمل الإنساني والإغاثي من خلال استعراض تجارب بعض المنظمات المتخصصة في دول مختلفة.
وسيتم تخصيص اليوم الأول لاستعراض دور الهلال الأحمر كإحدى منظمات العمل الإنساني الفاعلة في المحيط الإقليمي، وبحث طبيعة النزاعات المعاصرة وطرق الحل الفاعلة، والحديث عن دور دولة الكويت وقائد الإنسانية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في العمل الإنساني، فيما سيخصص اليوم الثاني لبحث ملف إعادة الإعمار ومتطلباته بعد النزاعات، والتهجير الداخلي وآثاره على مستقبل سورية ودول الجوار والتي أصبحت أوضاعها تنذر بما هو أسوأ على المستوى الإنساني والسياسي والأمني.
وأخيرا، فإن تجربة دولة الكويت في العمل الإنساني والإغاثي والتنموي عموما تمثل نموذجا يحتذى للعديد من الدول، ويعد جزءا لا يتجزأ من سياستها الخارجية بل وقاعدة راسخة في حركتها الدولية، فهي رائدة في حل النزاعات من خلال دور الوسيط الدبلوماسي، ونموذج في تطبيق السياسات التنموية للدول الفقيرة والمحتاجة من خلال الدور الريادي للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وعشرات الجمعيات الخيرية والأهلية التي ساهمت جهودها في التخفيف من معاناة ملايين البشر في دول عدة.
ختاما، نأمل أن يكون هذا الجمع الخير مناسبة لترسيخ الاعتقاد بأن المبادئ الإنسانية هي السبيل الوحيد للعيش المشترك، وسببا في تأكيد أن السلام العالمي هو غاية المنظمات التي تمثلونها، وأننا جميعا نعمل من أجل حماية حياة الإنسان وصون كرامته وكفالة حقه في العيش بأمان وازدهار.

كلمة المنسق العام
وعقب انتهاء اليوحة من إلقاء كلمته دعت عريفة الافتتاح فوزية العلي رئيس قسم الثقافة المحلية بالمجلس، المنسق العام للندوة د. محمد الرميحي لإلقاء كلمته التي قال فيها:
حضرات الكرام الأخوات والإخوة، أسعد الله صباحكم في هذا اليوم الأغر من أيام الكويت الثقافية، ومرحبا بكم جيعا في ندوة القرين، المهرجان الثقافي السنوي الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، متمنيا أن تقضوا في هذه الندوة وقتا علميا منتجا ومفيدا.
لماذا عنوان هذه الندوة اليوم؟ الإجابة لا تبرح اجتهاد المهتمين، تقام الندوة بسبب كل تلك النزاعات المتفاقمة حولنا، والتي ترمي بشررها على بلداننا ومجتمعاتنا. وقد شهد النصف الأول من القرن العشرين أسوأ لحظات التاريخ المعاصر، وأكثرها سوادا، فقد شهد حربان عالميتان أكلا الأخضر واليابس، وتركا ضحايا بالملايين، كما شهد كسادا عالميا ضخما، وإبادات جماعية، وقمعا هائلا، جرى ذلك بين قوى غربية كبرى في مجابهة أزمات اقتصادية وجيوسياسية غير مسبوقة، جعلت من تلك الدول تنكمش إلى الداخل، وتتمنى أن تخفض رأسها حتى تتجاوزها الكارثة، ولكن لم يكن هناك مكان للهروب أو الاختفاء، واجتاحت الكارثة كل تلك الدول، بصرف النظر عمن ساهم فيها بشكل مباشر أو بقي على بعد، الكوارث عندما تحل لا تُفرق.
عندما تأمل الساسة الغربيون ما فعلوه في شعوبهم وأوطانهم تكاتفوا على ألا يعيدوا أخطاءهم، وخلقوا نظاما دوليا فيما بعد الحرب العالمية الثانية، مبني على تعاون مشترك لصالح الجميع، بدلا من الصراع النابع من المصالح الأنانية، وركنوا على أن السياسات الخارجية والاقتصاد الدولي، يمكن أن يكونا لعبة فريق، بدلا من لعبة فردية! لذلك ربطوا بلدانهم من خلال مؤسسات دولية، واتفاقات تجارية، وتحالفات عسكرية مراهنين على أنهم سيكونون أقوى معا، وكانوا على حق في معظم سني بقية القرن العشرين. إلا أن بداية القرن الواحد والعشرين تشهد تراجعا وعودة إلى المصالح الضيقة والقومية السلبية، أحد أسباب ذلك التراجع، أن تركة ما بعد الاستعمار في العالم الثالث أهملت القواعد التي تعلمها الغرب، أو استفادوا منها، وتُركت الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في معظم الأوقات في تناحر، بين حروب أهلية وحروب بينية، خلفت الكثير من الجروح والآلام لدى هذه الشعوب وما زالت تفعل.
ومع التغير الذي يحصل في الغرب اليوم من ترجيح المصالح الخاصة والأنانية للشعوب الغربية على أولوية الحفاظ على السلم العالمي، وفشل ذريع في إقامة الدولة الوطنية المدنية العادلة في معظم دول العالم الثالث، تتفاقم الحروب الأهلية في فضائنا في العالم الثالث وفي الفضاء العربي، مع ميل واضح ليغير الغرب قواعد اللعبة الدولية، فالانعزالية والقومية الضيقة وأولوية الصراع الدولي قبل التعاون تسودان اليوم، تجعل من منطقتنا مكان اختبار، وساحة صراع، ومقرا لعدم الاستقرار والتنافس الحاد على الموارد وعلى السُلطة، خلفت جروحا إنسانية عميقة مازالت تنزف.
فشهدت منطقتنا في السنوات الأخيرة أكبر حركة تهجير إنسانية في المائتين سنة الأخيرة، وأضخم حجم من الإبادات البشرية، وتعطلا في آليات المؤسسات المحلية والدولية، دفعت إلى استمرار الإبادة، وتشريد أعظم، ومازال الحبل على الجرار.
ونحن نتحدث الآن فإن آلة الحرب تحصد العدد الكبير من أهلنا وإخواننا في أكثر من مكان في دنيا العروبة، وتستنزف أموالا وتهدر طاقات، وتدمر مدنا وبلدات، وتهدد السلم في الجوار.
والكويت في هذا الخضم المتلاطم نذرت نفسها، فإن لم تكن تستطيع أن تمنع الصراع، فعلى الأقل تغيث ما أمكن من المتضررين والمحتاجين، وتدعو في نفس الوقت نخبة من أهل الرأي، لتبادل وجهات النظر وإعلاء الصوت للبحث في أسباب تلك الصراعات والطرق الأقصر لحلها أو تقليل نتائجها السلبية على المواطن العادي من أهلنا العرب، والبحث عن إعلاء العقل، ولجم التكسب السياسي على حساب أجساد ومصالح الأغلبية عن طريق تعظيم الجوامع، وتقليص الاختلاف وإغاثة المحتاج، وقد قامت مؤسسات كويتية بدأب لفعل ذلك، وعلى رأسها مؤسسة الهلال الأحمر الكويتي التي نحتفل جميعا هذا العام بالعقد الخامس من عطائها المستمر، كما دعا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المجتمع الدولي أكثر من مرة على أرض الكويت لتفعيل ذلك العمل الإنساني، وهو إغاثة المتضررين، وعقد له لواء النجاح بشهادة الأمم المتحدة.
وفي اليومين هنا في الكويت، التي ترحب بالجميع، وفي أجواء من الإخوة الصادقة نريد أن نبحث سويا ونتعلم من تجارب بعضنا في العمل الإغاثي الذي ليس لنا طريق غيره الآن لترميم الآلام، وإعلاء مفاهيم التسامح ونبذ الكراهيات، على أمل أن ينتج اجتماعنا هنا طريقا نسير فيه لخفض تلك الصراعات وتخفيف الآلام، التي علمنا التاريخ أن الجميع فيها خاسر. كما أن ندوتكم هذه سوف تتحول إلى كتاب، كما نفعل دائما في ندواتنا، ليبقى سجلا ثقافيا وإنسانيا يسجل المواقف، وينير طريق القادمين.


عقب الكلمات الرسمية بدأت أولى جلسات الندوة بعنوان «الهلال الأحمر الكويتي» تحدث فيها د. هلال الساير رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وزير الصحة الأسبق، وأدار الجلسة د. محمد الرميحي.
استعرض د. الساير جهود الهلال الأحمر الكويتي في العديد من بلدان العالم على شاشة عرض كبيرة بقاعة الندوة، بدأها بتقديم عن سيرة ومسيرة جمعية الهلال الأحمر الكويتي حتى نالت عضوية الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأصبحت العضو الرقم 110، مرتكزة على العمل الإنساني والاغاثي منذ نشأتها قبل 50 عاما.
وتحدث الساير عن دور الجمعية الإغاثي، سواء في كارثة تسونامي، عندما سارعت الجمعية فور حدوث أسوأ كارثة طبيعية في التاريخ المعاصر، المتمثلة بالزلزال العنيف الذي ضرب سواحل عدد من الدول الآسيوية في 26 ديسمبر عام 2004 وما خلفه من دمار كبير، سارعت إلى إرسال فرق إغاثة كويتية محملة بالمساعدات الإنسانية إلى الدول المنكوبة، على الرغم من الصعوبات الجمة المتمثلة في اختفاء معالم الطرق وانقطاع وسائل المواصلات، وسوء الأحوال الجوية وخطر انتشار الأوبئة والأمراض من جراء تحلل الجثث والتلوث البيئي.
وتابع الساير: كما قامت الجمعية بإعادة البنية التحتية في محافظة باندا اتشيه بإندونيسيا، وقامت الجمعية بشراء 10 شاحنات و150 قارب صيد يعمل على كل منها خمسة صيادين، الأمر الذي يوفر وسيلة لقمة العيش لنحو 750 أسرة، فيما تم توفير معدات طبية ومولدات كهربائية وأجهزة متخصصة لمستشفى زين العابدين في أتشيه. كما تم بناء قرية المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في إندونيسيا (باندا اتشيه).
في 10 يونيو 2008 وقعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي مع حكومة إقليم باندا اتشيه في إندونيسيا مذكرة تفاهم لإقامة 150 منزلا في قرية سميت باسم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.
وفي 5 ديسمبر 2009 افتتح رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي المغفور له بإذن الله برجس حمود البرجس تلك القرية في احتفال حضره سفير دولة الكويت لدى إندونيسيا ناصر العنزي، ومحافظ باندا أتشيه أرواندي يوسف، وعضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وأمين الصندوق الفخري سعد الناهض، وأركان السفارة الكويتية، وبناء قرية الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في سريلانكا، وتضم القرية 100 وحدة سكنية ومسجدا، وتعد من أكبر المشروعات الإنسانية التي تقدمها الكويت للمتضررين والمنكوبين من زلزال تسونامي لمساعدتها على تجاوز آثار المحنة، وهو مشروع متكامل ومزود بجميع المرافق كالبنية التحتية وشبكات التيار الكهربائي ومياه الشرب والصرف الصحي والطرق. ونظرا إلى تسبب تسونامي في تشريد أكثر من 5000 من عائلات صيادي الأسماك في سريلانكا بعد تعرض نحو 80 في المائة من قوارب صيد الأسماك للتلف، فقد سارعت الجمعية إلى توفير نحو 300 قارب صيد وتوزيعها على الصيادين، وإنشاء ورشة كبيرة لإصلاح السفن تحمل اسم الكويت.
وتم توفير قوارب صيد للصيادين في تايلند نتيجة تعرض المناطق الساحلية في تايلند لموجات تسونامي في 26 ديسمبر 2004، وفقدت 386 قرية تعمل في صيد الأسماك، ويبلغ تعداد سكانها نحو 120 ألفا، نحو 4500 قارب لصيد الأسماك، وتعرض عدد من صيادي الأسماك لضرر كبير.
كما تم انشاء مشروع محطة تنقية المياه في المالديف بعد أن فقدت جزر المالديف آلاف الأشخاص، ودمرت آلاف المنازل نتيجة كارثة تسونامي في 2004، سارعت دولة الكويت من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي إلى مد يد العون لذلك البلد من خلال بناء محطة لتنقية المياه. ومضخات مياه لبنجلاديش، ومستشفى جارهي حبيب الله في كشمير بباكستان، ومستشفى جمعية الهلال الأحمر الكويتي في طرابلس بلبنان، ومشاريع الدعم الشعبي الفلسطيني مستمرة، أيضا في البوسنة والهرسك أشرفت الجمعية على ترميم 172 بيتا تضررت من جراء الفيضانات التي ضربت البوسنة والهرسك في ديسمبر 2014، واجتاحت مناطق عدة في الجزء الغربي من البلقان، وأدت إلى تدمير عدد من المنازل وانقطاع الكهرباء والماء والطرق والجسور وإتلاف المحاصيل الزراعية. وقامت الجمعية بزيارات ميدانية مكثفة للمناطق المتضررة للوقوف على مدى الأضرار وتحديد المناطق المقترح بناء المنازل فيها، ولاسيما في منطقتي شاماش وأوجيك.
وفي جمهورية صربيا ساهمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في بناء 25 بيتا جديدا في بعض المناطق بجمهورية صربيا بعد تعرضها لفيضانات اجتاحتها منتصف عام 2014، وذلك بتبرع من الحكومة الكويتية، وإشراف من سفارة الكويت لدى صربيا.
وفي جمهورية الصومال أولت الجمعية الأوضاع الإنسانية في الصومال اهتماما كبيرا، حيث يعاني قطاع كبير من السكان من ويلات الجفاف والجوع. وقدمت الجمعية مساعدات كثيرة خلال سنوات عديدة، منها مساعدات مكثفة قدمتها للمتضررين في نوفمبر ٢٠١٢ إثر المجاعة والجفاف الذي ضرب أجزاء كبيرة من الصومال.
ومن مشروعات الجمعية في الصومال مشروع إفطار الصائم في عام 2014 الذي تم من خلاله توزيع وجبات غذائية طوال شهر رمضان على نحو 240 ألف شخص، وتزويد مستشفى البنادر للطفولة والأمومة في مقديشو بمولد كهربائي لتشغيل الكهرباء في المستشفى. وبنت الجمعية ست دور للأيتام وحفرت 15 بئرا للمياه النقية في منطقة صمولاند والقرى المجاورة لها.
كذلك مشاريع الدعم لليمن مستمرة لما يعانيه اليمن من وضع إنساني كارثي منذ بدء الحرب هناك بين القوات النظامية وميليشيات الرئيس المخلوع والحوثيين، مما أدى إلى كارثة إنسانية أصابت العديد من المناطق وحرمت ملايين السكان من الغذاء والدواء الضروريين، وشردت الآلاف من مناطقهم، وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية.
وتظهر التقديرات أن تلك الحرب الدائرة منذ 19 مارس 2015 أدت إلى مقتل أكثر من 2000 شخص وإصابة 30 ألفا ونزوح أكثر من 300 ألف من مناطقهم، وانتشار أوبئة وأمراض مختلفة، وإغلاق مئات المدارس، وحرمان نحو مليوني طفل من التعليم.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في 18 أبريل 2015 بدء الحملة الشعبية لجمع التبرعات لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن؛ تضامنا مع الظروف الصعبة التي يواجهها الأشقاء هناك نتيجة نقص الدواء والمواد الغذائية.
وأرسلت الجمعية في 14 مايو الماضي طائرة شحن كويتية محملة بمساعدات طبية بوزن إجمالي قدره 40 طنا إلى مطار شروره في المملكة العربية السعودية، لتنقل بعد ذلك إلى اليمن، حيث وزعت على ثلاثة مستشفيات في مدينة المكلا بالتعاون مع اللجنة العليا للإغاثة اليمنية.

دعم اللاجئين السوريين
وحول دور الهلال الأحمر الكويتي في دعم اللاجئين السوريين، قال د. الساير: لم تتوانَ الجمعية منذ بدء الأزمة السورية عن تقديم المساعدات والمواد الإغاثية للاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية، لاسيما في الأردن ولبنان، بل بات ذلك نهجا لم ينقطع، وشمل مختلف أنواع المساعدات.
وكان حضور الجمعية في تلك الدول بارزا عبر شتى حملات الإغاثة وقوافل المساعدات للاجئين السوريين، خصوصا في أوقات الشتاء القاسية، وفي حملات التبرع الإنسانية الدورية التي تطلقها الجمعية.
كما قامت الجمعية بإرسال أطنان من المعونات الغذائية والملابس وأجهزة التدفئة، فضلا عن المستلزمات الطبية بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية وفي مقدمتها الهلال الأحمر الأردني.
وقدمت الجمعية خدمات عديدة للاجئين السوريين في الأردن، منها ختان 1000 طفل سوري، وافتتاح عيادة أسنان، وتوفير خمسة أجهزة للأطفال الخدج، وإرسال 30 شاحنة بحمولة 700 طن محملة بالمساعدات الإغاثية، وتوزيع نحو 60 ألف بطانية و30 ألف طن من المواد الغذائية والصحية والأجهزة الطبية وحليب الأطفال.
ومن مشروعات الجمعية في الأردن مشروع الرغيف للاجئين السوريين الذي خدم خلال السنة الماضية ألف أسرة سورية، ومشروع إفطار الصائم لنحو 7 آلاف أسرة سورية، وتقديم نحو 1500 كوبون مشتريات للأسر السورية، وتقديم 1000 مدفأة لألف أسرة.
ومن مشروعات وأعمال الجمعية في لبنان توزيع 15 ألف طن من المواد الغذائية والصحية، وأكثر من 30 ألف بطانية و9000 جهاز للتدفئة، ومشروع الرغيف الذي خدم العام الماضي نحو 24 ألف أسرة سورية، وتوزيع كوبونات مشتريات لخمسة آلاف أسرة.
وهنالك أيضا مشروع غسل الكُلى للاجئين السوريين، ودفع الإيجارات لعدد من الأسر السورية، ومشروع إفطار الصائم الذي شمل نحو 1000 أسرة سورية، فيما استفادت نحو 400 أسرة من مشروع أضاحي عيد الأضحى المبارك.
كما تبرعت الجمعية بسيارتين للصليب الأحمر اللبناني، وذلك لنقل الأسر السورية المتضررة في المناطق التي توجد فيها بلبنان.
وتعد الكويت من أهم الشركاء في المجتمع الدولي في تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين، من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي عرفت بأعمالها الإنسانية والإغاثية في كثير من بقاع العالم.
والدور الذي تضطلع به الجمعية في تقديم المساعدات الإنسانية يأتي تنفيذا لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مد يد العون لكل الشعوب المحتاجة لاسيما الشقيقة، ولما جبل عليه الشعب الكويتي من طبيعة إنسانية في عمل الخير وتقديم الدعم والتبرعات للمحتاجين.
وقامت الجمعية بأدوار عدة في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، لاسيما في مجال التعليم، منها توزيع 25 ألف حقيبة مدرسية للطلبة ودفع تكاليف دراسية لـ 16 طالبا جامعيا سوريا لاستكمال دراستهم الجامعية، بالإضافة إلى ترميم مدرستين أردنيتين يدرس فيهما 1400 طالب سوري، إضافة إلى دفع تكاليف الدراسة لـ 1000 طفل سوري في لبنان.
وسعت الجمعية أيضا إلى تنظيم اتفاقيات تعاون لمصلحة السوريين في لبنان مع جمعية الهلال الأحمر القطري، ومنها «حواضن الأطفال الخدج للاجئين السوريين في لبنان»، التي تدعمها الجمعيتان في إطار اتفاقية مشتركة تم توقيعها قبل أربعة أشهر، إضافة إلى محطة تكرير المياه ومشروع العوازل الحرارية للخيام.
والجدير بالذكر أنه في العام 2015 تم إرسال 290 طنا من المواد الغذائية وتوزيع كسوة الربيع لـ 400 عائلة سورية، وفي العام 2014 أرسلت الجمعية 306 أطنان من المواد الغذائية المتنوعة والملابس وأجهزة التدفئة ومستلزمات طبية متنوعة تم توزيعها بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني.
وبعد استعراض الدعم الإنساني الداخلي والجوائز التي حصلت عليها الجمعية اختتم د. الساير بحثة بالحديث: ستظل جمعية الهلال الأحمر الكويتي الذراع الإنسانية للكويت، والجسر الذي يتم من خلاله إيصال المساعدات للمتأثرين من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والصراعات في بقاع العالم، دون النظر إلى جنس أو عرق أو ديانة.
وأضاف أن المكانة التي تبوأتها الجمعية عالميا كانت بفضل الدعم والمؤازرة التي تجدها من قيادة الدولة الرشيدة، وتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المستمرة بتعزيز دور الجمعية وتوسيع نشاطها محليا وخارجيا، وتفعيل آلياتها للوصول إلى الضعفاء والمحتاجين في كل مكان.
إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي مستمرة في وضع بصماتها الإنسانية ومعالمها الإنسانية وحرصها الدائم على الرقي والتحديث لمشاريعها وبرامجها الإغاثية والإنشائية والتنموية والطبية والتعليمية عاما بعد عام، هادفة خدمة الإنسان وتوفير متطلبات المعيشة والحياة الكريمة، وواضعة ضمن أولوياتها الخطط والبرامج التأهيلية للأسر والأفراد لتنمية ذواتهم وتطوير مجتمعاتهم.
شهدت الجلسة الأولى العديد من المداخلات والأسئلة؛ وكانت البداية مع عبدالمحسن مظفر الذي ثمَّن جهود جمعية الهلال الأحمر الكويتي في العديد من مناطق الصراع والدول المنكوبة بالصراع الطائفي والمذهبي البغيض، وتمنى ان تكون هناك جهود لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، يكون جنبا الى جنب مع أعمال الاغاثة الإنسانية، وهي مقدرة ومشكورة وتجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز لما تقدمه من بذل وعطاء.
وقال مظفر ان مسؤولية الحكام هي إيجاد حلول ومخارج للازمات في سورية واليمن والعديد من الدول العربية المشتعلة بالصراع والحرب والآن؛ وإذا كان هذا دور الحكام فعلى الشعوب ومؤسسات المجتمع المدني دور إنساني وإغاثي مهم جدا.
ومن جانبه شكر أسعد مصطفى جهود «الهلال الأحمر الكويتي» مناشدا الاهتمام بأمور التعليم للمنكوبين والنازحين في بؤر التوتر والحرب في العديد من الدول العربية، معلنا ان هناك 3 ملايين و200 ألف طالب عربي محرمون من التعليم بسبب الحرب؛ وهناك 400 الف طالب وطالبة جامعيين حرموا من استكمال دراستهم؛ وحوالي 650 ألفا حرموا من التعليم بسبب وفاة احد الوالدين في الصراع.
وتمنى مصطفى التركيز على الجانب الصحي في أعمال الإغاثة، لاسيما أن هناك حوالي مليون و200 ألف مصاب وجريح بدرجات متفاوتة؛ ولفت إلى مخيمات إيواء السوريين في دول الجوار، وناشد تخصيص اجنحة ومخيمات يقوم الهلال الأحمر الكويتي بالإشراف عليها، من خلال الدعم المباشر وتقديم العون والإغاثة للمنكوبين مباشرة ومن دون وسطاء، لما عهدناه من جودة وتميز جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية الكويتية.
من جانبه أثنى ماجد التركي على جهود الهلال الأحمر الكويتي الإنسانية مؤكدا أن الأعمال الإنسانية والخيرية في الكويت تتميز بالإبداع وسخاء بذل رجال الأعمال وتعد المؤسسات الكويتية الأقل مشاكل في هذا المجال.
وكشف التركي عن وجود 4 ملايين و300 ألف لاجئ سوري ويمني في السعودية ولديهم بطاقات تجدد كل 6 شهور؛ وتمنى التركي في ختام مداخلته ان تصل جهود الهلال الأحمر الكويتي إلى جميع المناطق المنكوبة في سورية واليمن وغيرهما من مواطن الصراع، على ان تضم وفود هذه المؤسسات مراقبين يقومون بكتابة تقارير عن الواقع هناك بحيث يتم رفعها إلى المنظمات الدولية.
مصطفى نعمان تحدث عن حيادية المؤسسات الإغاثية، وقال ان هذا الأمر صعب حدوثه؛ مشيرا الى غياب أي أعمال إغاثة في اليمن في المناطق التي تسيطر عليها قوات الحوثيين وعلى عبدالله صالح؛ وهذه مفارقة عندما نعلم ان السلطة الشرعية تسيطر على ٨% من الأرض وتضم ٢٠% من السكان فقط.

 


وتحت عنوان «طبيعة النزاعات المعاصرة وطرق الحل الفاعلة» تحدث د. إبراهيم فرحات وأدار الجلسة د. يوسف الإبراهيم.
تحدث د. فرحات عن النزاعات الدولية، وقال: تختلف النزاعات في طبيعتها وأسبابها التي تؤدي إلى اندلاعها وتطورها، وكذلك تختلف من فترة زمنية إلى أخرى. فالنزاعات الدولية التي سادت قبل الحرب العالمية الأولى، وتحديدا الحقبة الاستعمارية، تميزت بطبيعة «جيوبوليتيكية» مندفعة باتجاه السيطرة على المصادر والنفوذ والهيمنة والقيادة.
بينما تميزت الصراعات ما بعد الحرب العالمية الأولى بطبيعتها الأيديولوجية، سواء ما كان بالنازية كقومية ألمانية أو صراع عقائدي أيديولوجي رأسمالي – شيوعي فيما تلا الحرب العالمية الثانية، وساد حتى انتهاء الحرب الباردة. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي سادت طبيعة جديدة للنزاعات التي تلت الانهيار، وأهمها الإثنية التي دفعت كثيرا من المجموعات ذات الهويات المختلفة إلى البحث عن الانفصال والاستقلال وإلى غير ذلك.
وأضاف: غير أن وضع وطبيعة النزاعات في العالم العربي، وتحديدا في السنوات الست الماضية، تميزا بما يلي:
1 - صراع حريات بين شعوب وأنظمة ديكتاتورية فشلت في تحقيق تطلعات شعوبها: لعبت العولمة وثورة المعلومات دورا مهما في تأجيج هذا الصراع، حيث أصبحت النظم الاستبدادية غير قادرة على محاصرة شعوبها وحجب المعلومات عنها. في الوقت نفسه أتاحت ثورة المعلومات القدرة للشعوب على تنظيم نفسها والمطالبة بقدر أكبر من الحريات.
2 - طابع اقتصادي ناتج عن انخفاض نسب التنمية في العالم العربي لمستويات متدنية جدا مقارنة مع المعايير العالمية في هذا المجال.
3 - صراع عدالة ومساواة وتساوي فرص: هناك أزمة نظم إدارية للجهاز البيروقراطي للدولة أدت إلى انتشار فساد إداري وعدم تساوي فرص أمام أبناء المجتمع الواحد في الوصول إلى المصادر المتوافرة في الدولة. هذا بدوره أثار تساؤلات كبيرة حول قيم المساواة والشعور بالظلم، مما دفع البعض إلى التمرد والانخراط في مطالبات تغيير الوضع القائم.
4 - صراع هوية وحقوق أقليات: في بعض الدول نشبت نزاعات مسلحة حول مظالم تتعلق بالهوية والانتماء، كما هي الحال في حالة الأكراد في شمال العراق، وجنوب السودان واليمن والمغرب.
5 - صراعات طائفية: قد لا يكون العامل الطائفي هو أساس الصراع، ولكن في مرحلة معينة تم استغلال الطائفية لخدمة أجندات سياسية محددة بحيث تحولت الطائفية وقتها إلى عامل تأجيج للصراع.
واقترح د. إبراهيم فرحات بعض الحلول في ملخص بحثه وجاءت كالتالي:
1 - إصلاح سياسي - مشاركة وتمثيل وعقد اجتماعي جديد.
2 - حكم رشيد يقضي على الفساد أو يحاصره لدرجات كبيرة، ويمنح تساوي الفرص وإرساء قواعد المحاسبة والمساءلة.
3 - سيادة قانون ترسي مبادئ وقواعد العدل في المجتمع.
4 - تنمية متوازنة - وليس نموا أحادي الجانب - تشمل قطاعات واسعة من المجتمع والمناطق المختلفة في الدولة وليس مركزها في العاصمة، كما هي الحال في معظم الدول العربية.

مداخلات
وشهدت الجلسة الثانية العديد من المداخلات منها:
ماجد التركي (من السعودية) تحدث عن إغفال التدخل الأجنبي وفرض أجندات خارجية على المنطقة من قبل دول كبرى هو نوع من تجاوز الواقع والحقيقة.
جاكلين زاهر قالت إن التعليم هو الحل السحري لحل كل النزعات بشكل عقلاني، ومن دون العلم فان الأمم سوف تدور في فلك من الغيبوبة لا ادري ما يخطط لها اليوم والغد.
دلال الحربي قالت: إن الضرب على وتر القبيلة هو نوع من التعدي على حقوق الارض، فالقبيلة كانت ومازالت صِمَام أمان الأمة.
محمد أبو الفضل أكد أن استدعاء نماذج من نماذج الحكم في بعض دول الخلافة الإسلامية عنصر هدم وليس طريق بناء.

 


تناولت الجلسة الثالثة من أعمال الندوة الفكرية لمهرجان القرين، مشاركة الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتحدث خلالها الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس محمد العسعوسي عن دور سمو الأمير ودور الكويت الإنساني، وأدارت الجلسة د. غدير أسيري.
في البداية أكد العسعوسي أن الكويت جبلت على عمل الخير والمساهمة في التنمية العربية بشكل عام، ومساعدة جميع الشعوب التي تحتاج إلى المساعدة بعيدا عن تعقيدات العلاقات السياسية، فقد ارتدت الديبلوماسية الكويتية وجها إنسانيا.
وأشار إلى أن مساهمة الكويت في التنمية الإنسانية لم تتوقف، كما لم يتوقف النشاط الإنساني، بل امتد إلى الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل الشعبي في إطار التنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة لإغاثة الشعوب في أوقات الكوارث التي تتعرض لها. فقد أدى الهلال الأحمر الكويتي دورا بارزا في العمل الإغاثي والوقوف إلى جانب الشعوب في الكوارث التي تتعرض لها وكان في الخط الأول لعمل المنظمات الإنسانية في الإغاثة وإنشاء المشروعات التنموية والمدارس في المناطق التي تعرضت للكوارث والحروب من إندونيسيا إلى غزة إلى أفريقيا إلى مناطق النزاع الملتهبة في سورية والعراق واليمن.
وتابع العسعوسي أن الجمعيات الخيرية الكويتية بذلت جهودا جبارة في إقامة المشروعات في مناطق المجاعات والكوارث خاصة في القارة الأفريقية واكتسبت هذه الجمعيات شهرة عالمية بين منظمات العمل الإنساني لدورها الكبير في إغاثة الشعوب وتقديم يد العون للمحتاجين، حاملة رسالة الكويت الإنسانية إلى شعوب العالم شرقه وغربه وسطرت صفحات ناصعة من العطاء الإنساني بلا حدود. وقد قام بيت الزكاة بتمويل عدد من المشروعات والأنشطة الخيرية وصلت إلى أكثر من 40 مليون دولار، كما تشرف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على برامج ومشروعات في أكثر من 136 بلدا، وقد بلغت مخصصات المشروعات نحو 35 مليون دينار كويتي في العام 2012 فقط.
وتشير التقارير العالمية إلى أن المشروعات التي نفذت من خلال العمل الخيري الكويتي تركزت في قطاعات الطاقة والمياه والمجاري والمشروعات الزراعية والصوامع والطرق والموانئ.
وحرصت الكويت من خلال الديبلوماسية النشطة على توجية الجهود لخدمة الشعوب في المقام الأول والتصدي للكوارث وحصار النزاعات.

الكويت وأفريقيا
وذكر العسعوسي أن الكويت استضافت القمة الأفريقية الثالثة في نوفمبر 2013 تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار»، وقال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، خلال المؤتمر: «سعت الكويت منذ زمن بعيد إلى تعزيز الشراكة مع أفريقيا»، وقام الصندوق الكويتي للتنمية - بتوجيهات من سمو الأمير - بتقديم قروض ميسرة بلغت مليار دولار على خمس سنوات بالإضافة إلى نشاط الشركات الاستثمارية من خلال المشروعات العملاقة الموجهة للشعوب الأفريقية. ويذكر أن هذا المؤتمر شهد انطلاق جائزة المرحوم عبد الرحمن السميط للأبحاث الجادة بقيمة مليون دولار أمريكي.

الكويت والشعوب الآسيوية
لم تنس الكويت أنها دولة آسيوية ولديها التزامات أخلاقية تجاه شعوب القارة، واستضافت الكويت في أكتوبر 2012 مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي من خلال مبادرة كويتية لرفع المعاناة عن أجزاء كبيرة من قارة آسيا في المجاعات والحروب ومشاكل البيئة وقدم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مبادرة لإنشاء صندوق بملياري دولار بهدف المساهمة في تمويل مشروعات إنمائية في المناطق الأكثر فقرا في الدول الآسيوية غير العربية.
وفي إطار الديبلوماسية الإنسانية استضافت الكويت ثلاثة مؤتمرات لأصدقاء سورية لتوفير المساهمة اللازمة لإغاثة الشعب السوري، وكانت مساهمة الكويت هي الأكبر ماليا في هذه المؤتمرات انطلاقا من واجبها الإنساني، ولاتزال دولة الكويت من خلال مؤسساتها الشعبية تقوم بالأعمال الإغاثية في المناطق السورية.

رفع المعاناة عن الشعب العراقي
بعد سقوط النظام الصدامي في أبريل 2003 قدمت الكويت كل المساعدات للعراق الجديد وفتحت مستشفياتها لعلاج الجرحى العراقيين في مختلف الظروف وأرسلت المعونات والمواد الإغاثية لأبناء الشعب العراقي الذين تقطعت بهم السبل في مختلف المناطق بسبب العمليات العسكرية.
من أجل ذلك وغيره كثير استحقت الكويت أن تكون مركزا للعمل الإنساني بفضل جهود حكامها وحكوماتها المتعاقبة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الفاضلة من الرجال والنساء الذين لم يتوانوا في عمل الخير وتقديم جزء من أموالهم لإغاثة شعوب العالم المختلفة وتقديم يد العون للمحتاجين.
ونظرا إلى الدور التاريخي لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، في تعميق البعد الإنساني في الديبلوماسية الكويتية، فقد أطلقت الأمم المتحدة في العام 2015 على سموه لقب «قائد للعمل الإنساني» وسمت الكويت مركزا إنسانيا عالميا.

مداخلات
مصطفى نعمان/ اليمن: ليس للكويت شروط سياسية تجاه مساعداتها، كل الأطراف اليمنية وافقت على استضافة الكويت للمباحثات برغم اشتراك الكويت في التحالف الإسلامي لكن الجميع يعلم حيادية الكويت ومواقفها الإنسانية غير المشروطة.

أسعد مصطفى/ سورية : نحن السوريين أكثر من يستطيع التحدث عما قدمته الكويت، الأمير والحكومة والشعب؛ كنت أعمل في الصندوق العربي للتنمية في الكويت عام ٢٠٠٢؛ وجدت أن سورية حصلت على ملياري دولار غير المعونات.
وأذكر أنني بعد العدوان على غزة رأيت كيف الشعب الكويتي يزحف على مراكز التبرع وإغاثة غزة وأهلنا في فلسطين.
معظم رجال الأعمال والمؤسسات الكويتية مستمرة في عونها لسورية منذ اندلاع الثورة في سورية؛ المتطوعون يقضون أياما وليالي في سبيل إيصال المساعدات للمنكوبين في مناطق الصراع وفِي مستشفيات حلب وشمال سورية وكانوا يعيدون ترميم وتأهيل المستشفيات التي تقصف.
والكويت تقدم المساعدات من دون شروط سياسية ونحن لا بد أن ندلي بالخير لأهله ونحن السوريين من واجبنا أن نذكر ونقدر ذلك.
كوليت بهنا / سورية :
عشت في الكويت ودائما كان لي نصيب من طيبة أهل الكويت، وأهم دور لعبته الكويت هو الدور الثقافي واستقطاب وحالات الفكر والثقافة والأدب السوري وساهمت في تأسيس أجيال على الثقافة بأسعار رمزية؛ افتقدنا المطبوعات الكويتية مع بداية الحرب؛ نعم يتحدثون عن الحاجيات الأساسية في زمن الحرب؛ أيضا الثقافة من الحاجات الأساسية لنا ونريد أن نقرأ؛ ونقترح توزيع إصدارات الكويت الثقافية ضمن مواد الإغاثة التي تقدمها جمعية الهلال الأحمر الكويتي في المناطق المنكوبة في سورية وفِي مخيمات اللاجئين في دول الجوار.

ماجد التركي / السعودية : محاولة توثيق الأعمال الإنسانية في الأمم المتحدة، أنا مارست العمل الإنساني وأعرف الإشكالية أن توثيق الأعمال الإغاثية لا بد أن تقوم بها مؤسسات الأمم المتحدة؛ التي تصرف 24 في المائة‏ من ميزانياتها في الأعمال الإدارية.
لست مع الفصل بين الأجندة السياسية والعمل الإغاثي؛ طبعا العمل الإغاثي يجب أن يقدم مجردا لرفع المعاناة عن المنكوبين؛ لكن أيضا التنمية المستدامة قد تكون إحدى صور الإغاثة والدعم لضحايا الصراعات والحروب.. إن تقدم المساعدات وفق رؤى وليس مواقف سياسية.

عبد المحسن مظفر/ الكويت: العمل الخيري في الكويت قــــدم منذ ما قبل الاستقلال؛ من خلال هيئة الخليـــج والجنوب العربي استمرت تقدم الدعم للثورة الجزائرية وفِي انتفاضة فلسطين؛ وكان يستقــــطع من رواتب الأشخاص المتبرعين شهريا من أجل الإغاثة والعمل الإنساني؛ وهذا ديدن أهل الكويت.
الكويت تلقت دعما في مجال التعليم من فلسطين وسورية ومصر؛ وأعتقد شيء طبيعي وبديهي أن يقدم الناس في قطر عربي المساعدة والدعم لإخوانهم في قطر عربي آخر.
د. محمد الرميحي/ الكويت: دعَونا مجموعة من منظمات الهلال الأحمر، ولسبب أو لآخر لم يتمكنوا من الحضور؛ أتمنى أن يحدث نوع من الاتصال بين المؤسسات الإغاثية؛ سواء كانت مؤسسات رسمية أو أهلية أو خاصة أو جهود الشخصيات ورجال الأعمال؛ من أجـــل إيجاد قنوات دعم الإغاثة في سورية والعراق وليبيا واليمن. وأتمنى أن يكون هناك تنسيق من خلال جامعة الدول العربية.

الشيخة حصة آل ثاني/ ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية: اقتراح د. الرميحي جيد وفِي سياق التطوير للعمل الإنساني قمنا بتعيين مبعوث للأمين العام لشؤون الإغاثة الإنسانية؛ وفِي قمة الكويت تم التنسيق لتوحيد جهود الإغاثة العربية؛ والعمل على هذه الآلية في آخر محطاته الجماعية طرح من خلال إدارة المساعدات الإنسانية لإنشاء لجنة عربية تعنى بتنسيق جهود الإغاثة الإنسانية ولكن تم التحفظ على إنشاء اللجنة من قبل الدول الأعضاء؛ وأنا بدوري سأعيد طرح الأمر من جديد لتنسيق الجهود والتعاون.. لن يكون هناك بقاء في المخيمات.
د. هالة صليبيخ/ البحرين: على دول الخليج العمـــل الجــماعي المنظم فيما يخص أفريقيا بتنسيق جهـــود أعمال الإغاثة الإنسانية؛
معــظم القــــارة الأفريقية في إطار التعاون الإسلامي، ثم نشــــط الدور الإيراني؛ وأتمـــنى أن تلتفـــت الدول العربية والخليــجية نحـــو أفريقيا وألا تترك فراغاً ربما تملأه إيـــران أو غيرها من الدول الأخـــرى التي تحمل أهدافا سياسية.
محمد ابو الفضل/ مصر: قوة الديبلوماسية الناعمة وقوة الكويت الثقافية؛ نعم دور الهلال الأحمر الكويتي غير سياسي، ولكن دوره وأعماله بشكل عام تَصب في مصلحة إيجابية لمصلحة الكويت في غالبية الدول العربية؛ ومن بين التحديات أن هذا الدور يأتي وسط صراعات كبيرة جدا في عدد من الدول العربية.
خطورة أي عمل إغاثي أن البعض يقوم بتسييس هذه المسألة سواء بقصد أو من دون قصد؛ الدول التي ساهمت في خلق الصراعات هي نفسها التي تتحدث عن الإغاثة والمساعدات الإنسانية هل هذه ازدواجية أم محاولة لتبرئة نفسها؟!

د. عادل الزياني/ الأمانة العامة لمجلس التعاون الأمين العام المساعد لقطاع الإنسان والبيئة: أشكر القائمين على المجلس الوطني والندوة الفكرية لمهرجان القرين؛ على إقامة هذه الندوة التي تحمل الكثير من الفوائد؛ سواء على مستوى الحضور أو المناقشات والأفكار التي طرحت؛ الموضوع شائك ومتشعب ولكل مصطلح مفهوم بين الإغاثة والعمل الإنساني والتطوعي. وفي دول مجلس التعاون هناك تنسيق وتعاون ممتد لعمق التاريخ لما قبل عقدين من الزمان من خلال توحيد الأهلة، دول الخليج دولة واحدة وحلم واحد مشترك وتوجهات لتفصيل وتنظيم العمل التطوعي والإنساني من خلال قوانين ستصدر قريبا على مستوى دول مجلس التعاون.
سمو الأمير هو قائد الإنسانية وأكثر من قاد وقدَّم العمل التطوعي في العالم أجمع.

تبرعت بها أسرة المرحوم نصف عيسى العصفور وافتتحها اليوحة

مكتبة «العصفور» العامة بـ «القادسية» .. واحة جديدة للقراءة

 

اليوحة: مكتبة العصفور تعتبر مركزًا ثقافيّا مصغرًا يحوي كل الإمكانات للإبداع الإنساني

العصفور: الغرض الأساسي من التبرع هو خدمة المجتمع والدفع باستدامة التنمية في دولة الكويت ورفع مستوى الثقافة بين أوساط الشباب

كتبت: شهد كمال
افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يوم الأحد الماضي، مكتبة «نصف عيسى العصفور» العامة في منطقة القادسية، بتبرع من أسرة المرحوم نصف عيسى العصفور.
وأشاد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، في تصريح للصحافيين على هامش الافتتاح، بجهود عائلة نصف العصفور التي قدمت مكتبة مميزة تعد أول مبادرة لبناء بنية تحتية ثقافية في منطقة القادسية.
وقال اليوحة: إن مكتبة نصف العصفور تعتبر مركزا ثقافيا مصغرا يحوي كل الإمكانات للإبداع الإنساني، وملتقى لمحبي القراءة؛ لحثهم على العلم والمعرفة والمطالعة، متقدما بالشكر الجزيل لأبناء وعائلة نصف العصفور على التبرع، والجهود الحثيثة لإنشاء هذا المشروع منذ العام 2013.
وأعرب عن أمله في تزويد عائلة العصفور للمكتبة بمزيد من مختلف أنواع الإصدارات والكتب المختلفة؛ لافتا إلى سعادته بافتتاحها بمناسبة مهرجان القرين الثقافي، واكتمالها من حيث البناء والمحتوى.
وعن اهتمام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالمكتبات العامة، أكد اليوحة أن المجلس وضع مشروعا ودراسة حول كيفية تطوير المكتبات العامة، مبينا ان المشروع يحتاج إلى وقت وميزانية لتنفيذه. وذكر أن المجلس الوطني تسلم كل مباني المكتبات العامة البالغة 47 مكتبة بمحتواها من وزارة التربية، وأصبح مسؤولا عن 47 مكتبة بمحتواها و256 موظفا.
وأشار إلى سعي المجلس الوطني إلى عمل نقلة نوعية في المكتبات العامة وتطويرها بأسلوب مختلف يجذب القارئ، داعيا إلى ضرورة تشجيع الأطفال وطلبة المدارس على القراءة، من خلال تنظيم الرحلات والزيارات للمكتبات والاطلاع على محتوياتها من الكتب.

 

 

إشادة بجهود المجلس
من جهته أشاد الدكتور فؤاد نصف عيسى العصفور بجهود المهندس علي اليوحة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؛ متقدما بالشكر الجزيل إلى مجلس الوزراء الموقر لقبول التبرع من أسرة نصف العصفور بإنشاء مكتبة عامة بمنطقة القادسية باسم «نصف عيسى العصفور».
وأكد العصفور أن الغرض الأساسي من التبرع هو خدمة المجتمع والدفع باستدامة التنمية في دولة الكويت ورفع مستوى الثقافة بين أوساط الشباب والمثقفين.
وأوضح أن المكتبة تحوي قاعة حرة للمطالعة مزودة بقاعات للبحث واجتماع الطلبة، وركنا خاصا بتاريخ الكويت، إضافة إلى مسرح للأطفال يتسع لـ 27 طالبا.

 

 

مكونات المكتبة
وتتكون المكتبة من الطابق الأرضي الذي يضم قاعة الطفل والمسرح وقاعات الكمبيوتر، وتحوي مكتبة الطفل 594 قصة مخصصة للأطفال.
ويشمل الطابق الأول مكتبة المرحوم الأديب أحمد غنام الحمود رحمه الله؛ إذ تبرع ورثته بكتب قيمة عددها ستة آلاف عنوان، معظمها ذات طابع ديني، فضلا عن وجود قاعات مخصصة للمناقشة والبحث والمحاضرات.
كما يضم الطابق الثالث للمكتبة الرئيسية، التي تحوي 12791 كتابا ومرجعا، قاعة المرحوم نصف عيسى العصفور التي تتخصص في الكتب المتعلقة بتاريخ دولة الكويت.
يذكر أن مكتبة منطقة القادسية العامة أُسست في العام 1968، وتمت إعادة بنائها على نفقة ورثة المرحوم نصف عيسى العصفور في العام 2013، وأطلق عليها مكتبة «نصف عيسى العصفور» العامة تخليدا لذكراه.

ضمن ورشة عمل «تحفيز القراءة للناشئة»

منيرة العيدان: نعينهم على تكوين آرائهم وأفكارهم الخاصة

 

 

كامل العبدالجليل: الورشة ترُغِّب الناشئة في القراءة وتتعرف على قدراتهم وتُقدم لهم النصح
كتب: مهاب نصر
عشرة من الناشئة، بدت في أول الأمر أمارات الخجل عليهم من كاميرات التصوير، لكن ما لبثوا تحت إشراف الناشطة الثقافية منيرة العيدان المتخرجة في الجامعة الأميركية- قسم اللغة الإنجليزية، أن انخرطوا في حوار حول القصة التي تركتها أمامهم على الطاولة لدقائق. من خلال النقاش حول القصة بدت أهمية القراءة التفاعلية والحوار، وفهم محتوى العمل وأفكاره، وسمات الشخصيات.
كان هذا قسما من ورشة القراءة التي أقامتها العيدان ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي بالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية، حيث اعتاد المهرجان على توجيه قسم من فعالياته إلى الأعمار المختلفة من الأطفال والناشئة، وهو ما يجعل أنشطته وفعالياته شاملة جميع الأجيال في حراك ثقافي يسهم في التواصل وتبادل الخبرات المعرفية والجمالية.

منهج الورشة

عن هذه الورشة التي استمرت على مدار يومين، قالت الناشطة الثقافية منيرة العيدان: «مشاركتي في مهرجان القرين 23 تركزت حول مرحلة ما قبل الشباب، وهي من سن 10 إلى 15»، وتابعت: «إن هذه المرحلة حساسة للغاية، لأن الأطفال يبدأون فيها في تكوين آرائهم الخاصة، وهكذا أقوم بمعاونتهم من أجل إيضاح وتبين الطريق السليم للوصول إلى وجهة نظر سليمة وطريقة تفكير صحيحة ومنهجية».
وعن منهجها في تحفيز الناشئة على القراءة، قالت: إن منهجي يعتمد على طرح قصة ومناقشتها، وغالبا ما تكون هذه القصة من التراث أو من قصص الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن خلال المناقشة للقصة وعمل بحوث حولها يتم استخلاص ما بها من أفكار ومعان، ويطرح الأطفال آراءهم حول شخصيات القصة وسلوكها. هذا يعد تمهيدا للتفاعل، لكننا بعده سنناقش، وخلال اليوم التالي للورشة، موضوعا هو بدايات التعليم في الكويت وأشهر الشخصيات الرائدة في هذا المجال. ويطلب من المشاركين في الورشة تقديم بحث وقراءته حول إحدى هذه الشخصيات، على ذلك مع توفير المراجع التي تعينهم.
وفيما يتعلق بالاستمرارية في هذا النشاط حتى لا ينسى الناشئة ما تعلموه ويقومون بمراكمته، قالت العيدان إنها تتمنى متابعة العمل مع الأطفال، وهذا يعود إلى تفاعل أولياء الأمور، وأشارت إلى أن بعـــض أولياء الأمور يتابعونها على مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك يتابعون ما تنشره من كتب جديـــدة يحرصـــون على أن يقرأهـــا أطفالهـم.

طرح الأسئلة

تعتمد العيدان على طرح الأسئلة لتشجيع الأطفال على المشاركة بعيدا عن التلقين، كما على تكوين حلقات أصغر ليقوم الناشئة فيما بينهم بالتعاون على الفهم والوصول إلى أفكار واضحة حول العمل الذي يقومون بمناقشته.

القراءة والنشء

وكان مدير مكتبة الكويت الوطنية د. كامل العبدالجليل حاضرا طوال الورشة ومتابعا لجهود العيدان، معبرا عن سعادته بالورشة،حيث قال إن التحفيز على القراءة يكشف عن مهارات الأطفال وفيه إتاحة الفرصة لهم للقراءة الحرة، ومن ثم يقدم صيغة للعمل التفاعلي بين الأستاذة المتخصصة في هذا المجال والناشئة، حيث إن هذه الورشة مخصصة لهم.
وأرجع أهمية الورشة إلى كونها معينة على الترغيب في القراءة والتعرف على قدرات الناشئة وإعطائهم بعض النصائح.
وتمنى د. العبدالجليل أن ينتقل مثل هذا النشاط إلى الأسرة لتقوم بتعويد الناشئة على القراءة السليمة، ما يسمح بتكوين الثروة اللغوية وتوسعة المدارك والمعارف وتحسين الأسلوب وتهذيب العقول والنفوس، وهو ما يعين على بناء جيل قادر على التحدي في بناء الشخصية وتكوينها، حيث يصبح الطفل أو الناشئ إنسانا صالحا في مجتمعه وقادرا على كسب العلم والمعرفة في المستقبل.
وأكد د. العبدالجليل أن هذا نشاط مهم، وهو مما تحرص عليه مكتبة الكويت باستمرار حيث تحتفي بالقراءة والكتابة في كل مناسبة تتعلق بهما مثل اليوم العالمي للكتاب واليوم العالمي للغة العربية.

مشاركات متنوعة

وفيما يتعلق بتعاون مكتبة الكويت الوطنية مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال مهرجان القرين الثقافي الـ 23، قال د. العبدالجليل إن هناك أيضا ورشة عمل أخرى في مجال الأطفال وعلاقتهم بالتكنولوجيا، ويشارك فيه الأطفال من سن 5 إلى 10 سنوات.
وتقدم د. إيمان الشمري المتخصصة في تكنولوجيا الإعلام والمستشارة في وزارة الإعلام ورشة تظهر محاسن ومساوئ الاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية اللوحية وغيرها التي تطلع الأطفال على الفضاء المفتوح الخطر، وهو ما يجب التوعية به، حيث تجب التوعية بكيفية الدخول إلى مواقع مفيدة مع الالتزام بالأخلاق الحميدة.
وقال العبد الجليل: «سجل معنا 20 طفلا حتى الآن ونتوقع أن يزداد العدد»، وأرجع أهمية هذه الورشة إلى تنامي الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا لدى الأطفال والناشئة، وتأثيرها السلبي عليهم، وما يؤدي إليه ذلك من التوتر النفسي، إضافة إلى مضار كثيرة أخرى.
وأوضح د. العبدالجليل أن هناك ورشة أخرى ستكون لتعليم رسم البورتريه بالألوان الزيتية، وستقدمها الفنانة منى الهزيم، وهي فنانة تشكيلية وصاحبة محترف خاص.
وقال مدير المكتبة الوطنية «لدينا أيضا، ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان القرين، أمسية شعرية كبيرة سيشارك فيها مجموعة من الشعراء الكويتيين الشباب منهم من حصل على جائزة الدولة التشجيعية مثل الشاعر جابر النعمة، وهم جميعا من أعضاء منتدى المبدعين في رابطة الأدباء».
وتمنى د. العبدالجليل أن يستمر التعاون النشط مع المجلس ورابطة الأدباء، مؤكدا استعداد المكتبة لاستقبال الأنشطة المختلفة تعميما للفائدة والمشاركة المجتمعية.

ورشة «كتابة السيناريو التلفزيوني» أقيمت في مكتبة مركز عبدالعزيز حسين الثقافي

النشمي: السيناريو هو التصاعد المفصل للحدث الدرامي

 


كتبت: فضة المعيلي
أقيمت ورشة عمل في «كتابة السيناريو التلفزيوني» في مكتبة مركز عبدالعزيز حسين الثقافي بمشرف، حاضر فيها المؤلف الروائي والتلفزيوني محمد النشمي.
في البداية، عبر النشمي عن سعادته لمشاركته في مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23 والذي يسعى لإثراء الساحة الثقافية في الكويت، مشيرا إلى أنه أيضا سعيد بمشاركة الكثير في هذه الورشة، متمنيا من خلال خبرته أن يساعد كل شخص يحب أن يتعلم في كتابة السيناريو التلفزيوني.
وأشار النشمي إلى أنه شيء جميل في رؤية الشباب الكويتي يطمح في تنمية ثقافته من خلال انتسابه لمثل هذه الدورات والورش التعليمية والثقافية في الكويت.
وأضاف النشمي: إن مثل هذه الأنشطة التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تهدف إلى إكساب المشاركين المهارات الضرورية لممارسة المهنة مستقبلا بشكل احترافي وبما يلبي متطلبات واحتياجات سوق العمل. وعن أهم البرامج التي ستتضمنها الورشة، قال: التركيز بشكل أساسي على الجانب التطبيقي وذلك من خلال القيام بتقسيم المتدربين إلى مجموعات لتجد كل مجموعة قضية معينة ووضع سيناريو خاص بها لينعكس على المسلسل الذي سيقدمونه، وأيضا سنركز على استعراض العديد من الفلاشات القصيرة وشرح كيفية إعداد السيناريوهات.

السيناريو التلفزيوني

وعن السيناريو التلفزيوني، يشير النشمي إلى أن السيناريو هو فن أدبي، وهو نوع من الكتابة الصعبة التي لا يجيدها ولا يؤهل أيا كان لطرق أبوابه من لم تكن لديه تصورات ومفاهيم ودراية واطلاع.
وأشار النشمي إلى أن لهذا الفن الأدبي أسسه وشروطه وقواعده وأصوله كما للفنون الأخرى، فلا يصنع وينتج مسلسل جديد من دون سيناريو جيد، موضحا أن هذه قاعدة يجب أن يعرفها ويعمل بها كل من يريد أن يكتب سيناريو ناجح.
وبين النشمي أهم خطوات كتابة مسلسل تلفزيوني وهي تعتمد على قضية، وعمل بحث مفصل حول القضية، وتكوين الشخصيات، والبدء بالكتابة، والمراجعة، والتعاقد مع شركة الإنتاج، وأن يكون الكاتب على معرفة بشروط لجنة مراقبة النصوص في وزارة الإعلام الكويتية.

القصة والسيناريو

ثم تطرق النشمي إلى الفرق بين السيناريو والقصة، فقال: «على الرغم من أن السيناريو والقصة يستندان إلى سرد الأحداث الخاصة بحدث، بيد أن هناك فرقا بينهما، فالقصة حديث يتمثل خلال شخوص العمل في زمن ومكان يحدده الكاتب ويتناول خلال تلك العناصر قضية معينة، إما يطرح لها حلولا أو يكتفي بتسليط الضوء عليها وعلى ظواهرها ونتائجها ويترك القرار للجمهور. أما السيناريو في حلقة تلفزيونية على الورق، وقد نستغرب كتابته عدة أشهر، وكلما زاد السيناريو وصفا ودقة كلما سهل التنفيذ الفعلي للحلقة التلفزيونية».
وأوضح أن السيناريو هو التصاعد المفصل للحدث الدرامي، وأيضا هو حركة الممثل وتعابيره بأدق تفاصيله، وهو تصاعد الأحداث بحبكة مشوقة وصولا إلى عقدة القصة أو المسلسل.


حاضر عنها ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية
عبدالله الربيعي: وسائل البيع والشراء والتعامل بين الصليبيين والمسلمين تنوعت

 

كتبت: خلود أبو المجد
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 23، أقيمت في دار الآثار الإسلامية بمركز اليرموك الثقافي محاضرة «وسائل البيع والشراء - التعامل والعملات - بين الصليبيين والمسلمين في الشام 1098-1291م» التي قدمها البروفيسور عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي أستاذ العلاقات الحضارية في قسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام بالرياض. .
ودارت المحاضرة، التي تخللها شرح لكثير من الصور، حول العملة، سواء كانت ذهبية أو فضية، وفِي بعض الأحيان نحاسية، وكيفية تعامل الصليبيون مع العملات الإسلامية ومنها الدينار الذهبي الفاطمي الذي كان يعد دولار التجارة بين سواحل البحر المتوسط المسلمة والمسيحية؟ والمراحل التي مر بها سك العملة، من تقليد مشوه إلى متقن إلى سك عملة صليبية خالصة في كتاباتها ورموزها.

التبادل التجاري
وأوضح الربيعي وسائل التبادل التجاري في تلك الفترة التي تطورت بداية من المقايضة والعقود والصكوك والقروض وصولا إلى خطابات الاعتماد، وكان ذلك يتم في الأسواق الموسمية التي كانت تقام بالقرب من الكنائس، مثل شارع في القدس لبيع سعف النخيل والشموع وسوق الغلال، وكذلك أسواق المدن، مثل دمشق وحلب وأنطاكية والقلاع والحصون، أو عن طريق القوافل أو في الصحراء في شرق الأردن، وكذلك الأساطيل التي كان يؤخذ منها واحد من أربعة وعشرين من الدينار على كل تاجر كضريبة للعبور وفق القوانين والأعراف البحرية.

 

أول عملة
كما تحدث الربيعي عن أول عملة قلدها الصليبيون وهي دنانير ونقود الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، ثم قلد الصليبيون الدينار الفاطمي الذهبي (دينار الآمر بأحكام الله)، ومن ثم قلدوا دينار سكة صلاح الدين، وكذلك قلدوا دراهم من الفضة قام بسكها عام 621 الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين في حلب، ثم قاموا بتقليد دراهم الملك الكامل التي حملت اسم وألقاب الخليفة العباسي الناصر أحمد، وفِي العام 637 قلدوا دراهم الملك الصالح نجم الدين أيوب، وهذه الدراهم باسم وألقاب الخليفة العباسي المستنصر، ثم الخليفة المستعصم بالله، ليقلدوا بعدها في العام ٦٣٤ دراهم الملك الصالح عماد الدنيا والدين ملك دمشق.
وأوضح الربيعي أن هذه النقود المقلدة كانت مشوهة لجهل الفنيين باللغة العربية؛ فكانوا يكتبون محمد «ميخائيل»، ويخطئون في التاريخ الهجري، وكانت أوزانها ناقصة، وإخراجها رديئا، وكذلك الأمر فيما يتعلق بدرجة دورانها أو وضوح صورها أو صحة بياناتها، وأحيانا كان يقحم الصليب إقحاما في العملة المقلدة إلى أسرى من الشام، فأتقنوا دراهم الملك الكامل التي تحمل اسم وألقاب الخليفة العباسي الناصر أحمد والمستنصر بالله، والتي احتوت على شهادة التوحيد، وقد ضربت الدراهم المقلدة بدور السك في أوروبا على أيدي فنانين من أسرى الشام المتقنين للعربية.

Happy Wheels