النشرة الخامسة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الخامسة

 

قدمت عروضها ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بدورته الـ 14

التابعة تؤسس لنهج جديد
في مسرح الرعب

الرميان مخرج واعد... والدري والبلام وإيراج ثلاثي متناغم تفردوا بأداء مختلف
العمل قدم العديد من الرسائل الاجتماعية والدينية والأخلاقية بشكل مباشر

كتب: محمد جمعة
أنجح قصص الرعب تلك التي يستقي الكاتب أحداثها من التراث أو الحكايات الشعبية أو الأساطير التي تناقلتها الأجيال عبر سنوات، ذلك لأنها تمس قناعة داخل الإنسان ما يثير فضوله لمعرفة كيف يوظفها الكاتب في عمله، لذلك فإن اختيار الموضوع أحد أهم عوامل نجاح أي عمل فني بشكل عام ومسرحي على وجه الخصوص، وأزعم أن الكاتب والمخرج عبدالله الرميان وفق عندما انتقى من الحكايات «التابعة» ليقدمها مسرحيا معتمدا منهج الرعب النفسي وموظفا أدواته لصياغة عمل ممتع في جميع تفاصيله.

حضور جماهيري
«التابعة» قدمت عروضها على مسرح عبدالحسين عبدالرضا ضمن فعاليات الدورة الـ 14 لمهرجان صيفي ثقافي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وشهد العرض حضورا جماهيريا كثيفا ملأ المسرح عن آخره لما للعمل من سمعة طيبة حيث سبق أن عرضت «التابعة» مطلع العام الحالي، ثم استقبل فريق العمل الجمهور مجددا خلال أبريل قبل أن يختارها المجلس الوطني لتقدم عرضين.
تدور أحداث المسرحية حول «التابعة» هذه الجنية التي ما تنفك تدخل منزلا حتى تهدمه فتغتال حلم أم تتمنى أن تحتضن طفلها وتحرم الأب من أبنائه وتقلب حياة الأبناء رأس على عقب، «التابعة» التي تهدد استقرار أي أسرة استطاعت أن تتسلل خلسة إلى عائلة صغيرة مكونة من أب وأم وابنتيهما، ونتابع من خلال حوارات بسيطة ذات طابع كوميدي نمط حياة هذه الأسرة قبل أن يلحظ الأب والأم التغيير الذي طرأ على إحدى البنتين في الوقت الذي تفصح فيه الأم لزوجها عن حملها على أمل أن ترزق بطفل جديد عقب محاولات عدة لم يكتب لها النجاح.
وتتوالى الأحداث ونتعرف عن قرب على حياة الأسرة وتنجلي حقيقة هذا التغير الكبير الذي طرأ على إحدى البنتين، إنها «التابعة» وتنقلب حياة الأسرة، فيختفي الأب وتسارع الأم إلى ترك ابنتها بمعية الجدة لتواجه هي والفتاة الأخرى مصيرهما، في تلك الأثناء يشاء القدر أن يضع في طريق الأم والابنة ضابط شرطة سبق أن اغتالت «التابعة» أسرته وسلبته زوجته وابنته الصغيرة، ليجد أن الفرصة سانحة ليحول دون أن تهدم «التابعة» تلك الأسرة ولينتقم لنفسه.
وحدة الأسرة
تلك الفكرة التي صاغها الكاتب الرميان بذكاء موظفا العديد من القضايا الاجتماعية مثل وحدة الأسرة والعلاقات بين أفرادها في قالب جمع بين الرعب والكوميديا ليقدم عملا راقيا يصلح لجميع أفراد الأسرة من ناحية الحوارات التي كانت في أغلبها قصيرة فلم نشعر بمضي الوقت وكذلك الاحداث المتسارعة وضمّن الرميان ككاتب العمل رسائل اجتماعية ودينية وأخلاقية بصورة مباشرة تجد طريقها إلى قلوب الجمهور دون قيد أو شرط.
على مستوى الإخراج، استعراض عبدالله أدواته كمخرج متمكن موظفا عناصره بتناغم بدء من السينوغرافيا بأفرعها المختلفة من حيث المؤثرات الصوتية التي كانت الحصان الرابح في هذه الأمسية وساهمت مع الإضاءة في إضفاء مزيد من الرعب وخدمت السياق العام للأحداث مرورا ببعض الخدع التي نفذت بدقة وفي سياقها وصولا إلى الديكورات التي كانت الحلقة الأضعف في منظومة السينوغرافيا، حيث بدت فقيرة، نظرا لأن العرض أُعيد إحياؤه بعد توقف، فكان من المنطقي أن يتخلى فريق العمل عن ديكوراته الأصلية، ولكن هذا لم يمنع المخرج من وضع بعض اللمسات السينمائية، حيث وظف شاشة في منتصف المسرح في العديد من المشاهد، أيضا الاشتغال على فكرة المسرح داخل مسرح ليستدعي بعض شخوص العمل ذكرياتهم.

ثلاثي موفق
أما التمثيل، وهو أحد أهم أدوات المخرج إذا ما وفق في اختيار عناصره، فكان هو العنصر الأبرز في هذا المساء، ثلاثية هبة الدري ومشاري البلام وأحمد إيراج موفقة، ولعل الانسجام والتناغم الكبير بينهم على الخشبة يرجع في الأساس لسابق الأعمال التي جمعتهم سواء دراميا أو مسرحيا وعمل «شبح الأوبرا» الذي مازالت عروضه مستمرة حتى الآن أبلغ دليل على نجاح تلك التوليفة، هبة الدري قادرة على التلون بالأداء والانتقال بين حالة وأخرى، أما إيراج يقف بثبات موظفا خبرة سنوات من العطاء في حين يثبت البلام أنه محترف الأدوار الصعبة.

فريق العمل
يُذكر أن «التابعة» من تأليف وإنتاج وإخراج عبدالله الرميان، تمثيل: هبة الدري، أحمد إيراج، مشاري البلام، ومحمد الصحاف، إلى جانب عدد من الممثلين الأطفال على غرار جنى الفيلكاوي ودانة الأيوبي. أما الفنانتان انتصار الشراح وطيف، فقد جاء حضورهما من باب ضيوف الشرف والأداء الصوتي فقط، في حين تكفّلت رابعة اليوسف بتصميم الأزياء، وتولى عبدالعزيز الجريب مهمة الماكياج.

 

 

افتتحته العدواني في «الأفنيوز» ضمن فعاليات «صيفي ثقافي 14»

معرض فيلكا يرصد آثار وحضارة الجزيرة في 32 صورة فوتوغرافية

كتب: يوسف غانم
في خطوة تستهدف تسليط الضوء على أبرز معالمها وحضارتها وهندستها المعمارية أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الخميس الماضي معرض «جزيرة فيلكا» الفوتوغرافي ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي الـ14».
تضمن المعرض الذي احتضنه مجمع «الأفنيوز» نحو 32 صورة «تعرض للمرة الأولى» وترصد آثار الجزيرة البالغ طولها 14 كيلومترا وعرضها ستة كيلومترات التي تعد ثاني أكبر الجزر الكويتية بعد بوبيان فضلا عن بدايات عمليات المسح والتنقيب عن الآثار فيها.
وتأخذ الصور زوار المعرض في جولة للتعرف على طبيعة الحياة في الجزيرة الواقعة عند مدخل جون الكويت في مواجهة العاصمة من جهة الشرق على بعد 20 كيلومترا والتي كانت مأهولة بالسكان قبل الغزو العراقي العام 1990 والأساليب الهندسية المستخدمة في معمارها.
من جهتها، اعتبرت الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الإدارية والمالية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتورة تهاني العدواني في تصريحات صحافية أن المعرض يجسد أهمية الآثار الموجودة داخل جزيرة فيلكا.
وأوضحت أن التنقيب المستمر عن الآثار جزء مهم من اكتشاف مزيد من الآثار التي تؤكد تاريخ الكويت بين الأمم والحضارات موضحة أن أول مرحلة تنقيب انطلقت في العام 1958 في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وذكرت أن الجزيرة كانت محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي، معتبرة أنها كانت مركزا دينيا قديما ذا شأن مهم في الخليج في العصور القديمة. فضلا عن أنها كانت سبّاقة في تأسيس أحد أول المراكز الحضرية في منطقة الخليج العربي، فخلال العصر الدلموني، أي منذ نحو 3000 سنة ق.م في الفترة التي شهدت بروز الحضارة الإنسانية في البحرين، كان سكان فيلكا قد أسسوا حضارتهم وديانتهم الخاصة.
من جهته، اعتبر يوسف الفيلكاوي أحد منظمي المعرض أن «أهمية الجزيرة عبر التاريخ منحتها زخما كبيرا من حيث وجود حضارات قديمة كانت على أرضها، لافتا إلى أن اسم جزيرة فيلكا يعني باللهجة الكويتية «فيلچا»، وهي جزيرة تقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي على بعد 20 كيلومترا من سواحل مدينة الكويت.

 

خلال الحفل الذي قدمته على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

فرقة «تريو ال جريكو» اليونانية
أعادت عبق الموسيقى العالمية

كتب: مفرح حجاب
عاش جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا أمسية موسيقية متميزة، قدمتها فرقة «تريوال جريكو» اليونانية ضمن فعاليات النسخة الرابعة عشر من مهرجان «صيفي ثقافي»، وسط حضور كبير كان في مقدمته الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري، والسفير اليوناني المعتمد في الكويت أندرياس باباداكيس، وعدد من أعضاء السلك الديبلوماسي وحشد من أبناء الجالية اليونانية في الكويت.

ليلة مختلفة
في هذا الحفل كانت الأجواء في أرجاء المسرح تشير إلى أننا أمام ليلة مختلفة في كل تفاصيلها، فرائحة العطر هي السائدة في ممرات المكان والهدوء الذي فرضه الجمهور في جنبات المسرح كان أحد أسرار المتعة في هذه الليلة، ولمَ لا وكل شيء كان يؤكد أن سحر الموسيقى اليونانية سيمتع الحضور، يقود فرقة «تريوال جريكو» عازف الكمان فايدون ملياديس، بينما يعزف زميلاه على آلتي التشيلو والبيانو، وقبل أن يبدأ الحفل الذي قدمه المذيع خالد البناو بطريقة رائعة، صعد كل من الدكتور عيسى الأنصاري وسفير اليونان على خشبة المسرح لتكريم الفرقة وإهدائها درع المشاركة في المهرجان، بعدها حلقت الفرقة في سماء الموسيقى وقدمت في البداية ثلاث مقطوعات عالمية هي «HAYDN – NYKOS – ANTONIN» تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر أعادت من خلالها إلى الوجدان عبق الموسيقى في أوربا الشرقية وما تضمنته من قيم جميلة ودفء، فملأت الوجدان شجنا، وحملت في مجملها ذكريات جميلة لكل المحبين للرومانسية.

صفاء الموسيقى
ومن تابع حفل هذه الفرقة في مسرح عبد الحسين يشعر بأنها مرت كالحلم نظرا إلى جماليات المعزوفات التي قدمتها وعزوبة ألحانها وسحر أجوائها، وكان الأهم في ذلك هو حالة الصمت التي سادت قاعة المسرح، فالكل تفرغ لصفاء وجدانه من أجل الاستمتاع بجمال الموسيقى التي ترق لها القلوب، الأمر الأهم في هذه الأمسية هي حالة التناغم الكبيرة والاحترافية التي ظهر عليها العازفون في تناولهم مع المقطوعات التي كانت أحيانا تسير كالهمس بانسيابية رائعة، ولعل عمليات التنوع التي شهدتها كانت من أسرار جمالها.
ثم قدمت فرقة «تريوال جريكو» بعد ذلك مجموعة من المقطوعات الموسيقية اليونانية حملت في مضمونها عبق التراث اليوناني وجماليات موسيقى أثينا وخصائص الحياة فيها.

استقبال طيب
من جهته عبَّر قائد الفرقة الفنان فايدون ملياديس عن سعادته بزيارة الفرقة الكويت للمرة الأولى، وقال: «عرفتُ هذه الليلة أننا سنقدم الحفل على مسرح فنان كويتي كان هو الأبرز هنا، وهذا زاد من سعادتنا وحبنا لهذا المكان»، مشيرا إلى انبهاره بالحضارة الكويتية والاهتمام بالثقافة والفنون.
وأضاف: «لقد شعرتُ أنا وزملائي باستقبال طيب ومحبة شديدة من أهل الكويت، ونتمنى أن نكون قدمنا لهم شيئا جيدا من الموسيقى التي نقدمها»، لافتا إلى أن «هذه الزيارة هي الأولى للفرقة في منطقة الخليج ونتمنى أن تتكرر».
الجدير بالذكر أن فرقة «تريوال جريكو» في أثينا تأسست في العام 2016 من قبل كل من فايدون ميلياديس والكسيس كاريسكاكيس وناسلوس وثودوريس لوسيفيديس، وتُعد من أكثر الفرق نشاطا في اليونان، وقد ظهرت في أماكن متعددة في أثينا، وكذلك في قاعة حفلات ميغارون، وقدمت بثا مباشرا على الإذاعة الوطنية اليونانية، حيث قاد الشغف مؤسسي الفرقة بالتفسير المستنير تاريخيا إلى اكتشاف شامل لأعمال بتهوفن المبكرة، مما أدى إلى عمل ثلاثية op1، وهي جزء من مؤلفاتهم الرئيسة، كذلك ظهرت هذه الفرقة تعزف في العواصم العالمية المرموقة، ومن بينها لندن وباريس وبرلين وغيرها من العواصم الأوروبية.

 

 

في أمسية احتضنتها مكتبة الكويت الوطنية

شعراء خليجيون...
أنشدوا للجمال والحياة شعرًا

أحيا ثلاثة شعراء شباب أمسية شعرية، في مسرح مكتبة الكويت الوطنية، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 14، أنشدوا فيها قصائدهم التي اتسمت بكثير من الرؤى الإنسانية والفلسفة والعاطفة، بالإضافة إلى أغراض شعرية أخرى تدخل في نسيجها الحياة بكل تحولاتها.
والشعراء هم: عبدالله الفيلكاوي من الكويت وشميسة النعماني من عمان ومحمد إبراهيم يعقوب من السعودية، وأدار الأمسية الشاعر عبدالله غليس، وذلك في حضور الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري، والإعلامية أمل عبدالله.
وتناوب الشعراء الثلاثة على قراءة قصائدهم، كي يلقي يعقوب قصيدة تحدث فيها عن الكويت وحبه لأرضها وثقافتها التليدة، ثم تلاها بقصيدة «قميص الأوراق بيضاء» والتي يقول فيها:
باسمي طرقتُ الماءَ، باسمكِ أدخلُ
هل تدركُ الغيماتُ ماذا تحملُ؟
يا وردةً والليلُ يغلقُ بابه
من يسألُ الرمّانَ كيف يبلَّلُ
لم أعتقد بالطين حتى خضتُهُ
ما أضعفَ الإنسانَ حين يُشَكَّلُ
لا ذئبَ في جيب القميص فها أنا
وعدٌ على بابِ الغيابِ مؤجَّلُ
قد جئت من لغة الضلوع على يدي
لو تعلمين قصيدتان ومِغزَلُ
كما ألقى قصيدة عنوانها «أخرى»، تلك التي امتزج فيها الخاص بالعام، عبر تداعيات شعرية منتقاة، وبمفردات متناغمة مع التجربة الشعرية التي يخوضها الشاعر.
كما قرأ قصيدة «نقوش على جدران آدم» التي أهلته للحصول على لقب «شاعر عكاظ» في الشعر الفصيح.
وأهدت النعماني أولى قصائدها التي كتبتها في حب بلدها عمان إلى الكويت، ثم ألقت قصيدة «من زليخة إلى يوسف - رسالة لم تصل»، والتي تعبر فيها عن الانثى وغواية الجمال، ومن ثم تحاورت في قصيدتها مع الكثير من الرؤى الإنسانية لتقول:
لم يكن ذنبي كبيرا
لم أُخاتِل مال أيتامٍ
ولم أنهَر غريبا محتم بالدمعِ
لم أحث على النمل الترابَ
لم أُنادِ اللهف منبره ظُهرا
وأمشي خلسةً في الليل أرتادُ الشرابَ
لم أضع في ظهرِ أي الناسِ سكينا
ولم أمسح عن الطفلِ التماعا في أمانيه استطابَ
لم يكن ذنبي سوى أنّي عشقتُ البدرَ ضاحّا
بيد أنّ البدر حيّانِي مُصابَ
لم يكن ذنبي سوى أنّي عشقتُ البدرَ ضاحّا
بيد أنّ البدر حيّانِي مُصابَ
بالإضافة إلى قصيدة «حارس الشرفات»، بكل ما تضمنته من لغة شعرية متقنة، بدت صورها البلاغية، ذات أثر واضح على وجدان المتلقي.
ثم قصيدة «إلى ربّ الحائِرين»، والتي امتازت بالروحانية، والابتهال إلى الله.
كما أنشد الفيلكاوي قصيدة «أذان من القلب» قصيدة، التي حازت المركز الأول في مسابقة هيئة الشباب في الكويت، واحتوت في أبياتها صورا شعرية نحتها الشاعر من الواقع الممزوج بالخيال ليقول:
أحبـــهــــن لان اللــه بصّــرني
بروحهن صفاء غير مجروح
إذا نهضــت لريـــم كي أغـــازلها
طغى على غزلي حزني وتبريحي
وأنكرتني فتـــاة الحي أن له
حزنا عميقا بدمع غير مسفوح
وفي قصيدة «زفرة لاهب»، اتسمت المشاعر بالكثير من التنقلات، تلك التي أدت إلى توهج الصور الشعرية وتزاحم مفرداتها بالخيالات، المأخوذة بدقة من الحياة ليقول:
أفيقا فهذا الهم لا شك غالبي
وما السُكر منه إنما برغائبي
وللدهــر أثمــــانٌ يُحمَّــلها الفــتى
تكون رزاياه كدفع الضرائب
أؤمله لما أؤملُ أن أرى
حقيقة صدق من أمان كواذب
وصدرٌ لو ان الأرض قاست همومه
تزلزل من أطرافها كل جانب
وربَّت ثكلى أبصرت ما يحُزّني
فألفتني الأولى بدمع النوائب
وفي ختام الأمسية كرم الأنصاري المشاركين في الأمسية بدروع تذكارية، وشهادات تقدير، بفضل ما قدموه في الأمسية من قصائد حازت استحسان الحضور.


أكدت أن هذا الفن ليس دارجا في الساحة الفنية

فاطمة يوسف: «بلاستيك كولاج»
صديق للبيئة

أُقيم في مركز عبدالعزيز حسين بمشرف، في قاعة معجب الدوسري، ورشة بعنوان «بلاستيك كولاج»، قدمتها فاطمة يوسف، وقد شارك في الورشة جمع من المهتمين بهذا الفن.
وبهذه المناسبة قالت يوسف: «الورشة هي من أنواع الكولاج، وتكنيك مشابه له باستخدام مواد تكون مسطحة مثل الورق، لكن هذه المرة سوف نستخدم التكنيك نفسه الذي نستخدم فيه كولاج الورق، وهو البلاستيك والنايلون، سواء أكانت أكياسا تجارية أم النايلون المستخدم لسفرة الطعام». وأشارت يوسف إلى أنها أحبت الفكرة لأنها تعطي نظرة وشكلا جماليا جديدا ليس دارجا في الساحة الفنية، وأيضا «Texture» وملمسا جديدا للوحة الفنية، مضيفة أن الفكرة في حد ذاتها صديقة للبيئة؛ فهناك العديد من أكياس النايلون ترمى في المهملات، وتُحرق وتسبب الضرر لبيئتنا، والنتيجة أن كل هذه الأضرار البيئة تتحول إلى شكل جمالي. مشيرة إلى أن الموضوع جميل لو تم التفكير فيه بعمق أكثر، وأدواته المستخدمة سهلة فهي متعلقة بالحرق والتذويب أكثر من أن تكون أدوات رسم وتلوين، فبلاستيك كولاج هو ممتع وصديق للبيئة في الوقت نفسه.
وتابعت يوسف بأن الورشة ثلاث أيام، وتركز على إعطاء التكنيك بالتدريج حتى يتم استيعابه بسهولة ويسر، لأنه لا ينفع أن نعمل على اللوحة الورق، فسوف نعمل على الخلفية البلاستيكية، ومن ثم نقوم بالرسم عليه من غير استخدام أي ألوان أو أصباغ. ومن ناحية الأعمال الفنية التي سيقوم برسمها المشاركون تقول يوسف: «أفضل شخصيا البورتريه، ولكن لكل مشارك الحق في اختيار الذي يناسبه». وعند سؤالها هل تتطلب الورشة خلفية في الرسم؟ تشير يوسف «من الأفضل أن تكون هناك خلفية في الرسم فهي ستسهل العملية كثيرا، ولكن لا يمنع من مشاركة من لا يعرفون في الرسم، وأنا سأقوم بمساعدتهم عن طريق إعطائهم طرقا مبتكرة، والوسائل موجودة والجميع يستطيع أن ينتج ويعمل».
وعن سبب اتجاهها إلى تشكيل البلاستيك تقول يوسف: «سبب الاتجاه لم يحدث فجأة ولكنه بالتدريج، فأنا أحب الأعمال الفنية التي تشتمل على مضامين تخص «Texture» أكثر من الرسم والتلوين، لذلك السبب أنا مستمرة في البحث عن المواد منذ فترة كبيرة، وأي مادة تجذبني أتعمق في البحث عنها، وطريقة تثبيت الألوان، وموضوع البلاستيك أخذ مني فترة طويلة في البحث عنه». وأشارت إلى أنها لم تأخذ أي دورات متخصصة في فن «بلاستيك الكولاج»، ولكنها أعطت ورشا فكانت الأولى في المملكة العربية السعودية، أما الثانية فهي التي تعطيها الآن ضمن مهرجان «صيفي ثقافي».

 

افتتحت معرض إصدارات المجلس في مجمع «بروميناد»

فوزية العلي: أهم أهداف المجلس الوطني تشجيع الإبداع ونشر الثقافة

المرزوق: ربط الطفل بالكتاب
موضع اهتمامنا في هذه الدورة

كتبت: سهام فتحي
أكدت مديرة مهرجان «صيفي ثقافي 14» فوزية العلي أن معارض الكتب من الأنشطة الرئیسة للمھرجان، والتي یحرص المجلس الوطنى على تنظیمھا سنویا في الأماكن العامة خلال نھایة الأسبوع، حیث يكون الجمھور حاضرا، حيث نحرص على تعريفه بآخر ما صدر من كتب وتشجيعه على اقتنائھا بأسعار زهيدة لتشجیع القراءة.
جاء ذلك خلال افتتاح «معرض إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» في مجمع بروميناد الثقافي بحولي والذي استمرت فعالياتة ثلاثة أيام بحضور مدير إدارة النشر والتوزيع بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالعزيز المرزوق.

التشجيع على القراءة
وأضافت العلي أن هذا المعرض هو الثاني لإصدارات المجلس خلال فعاليات المهرجان، عقب معرض «ذا جيت مول» الذي من خلاله تمت تغطية منطقتي الأحمدي ومبارك الكبير، ومعرض البروميناد يغطي منطقتي العاصمة وحولي، وتابعت أن معارض الكتب جزء من رسالة المجلس في نشر الثقافة والمعرفة، ومعرض هذا العام ضم إصدارات المجلس الوطني، واحتضنت رفوف المعرض السلاسل الشهيرة التي يصدرها المجلس مثل: عالم المعرفة، إبداعات عالمية، المسرح العالمي، عالم الفكر، الثقافة العالمية، مجلة الفنون، بالإضافة إلى إصدارات المجلس من الكتب التي تتعلق بتراث الكويت وآثارها، وكذلك الكتب الخاصة التي أصدرها المجلس في مناسبات مختلفة، بالإضافة إلى «كتب التشجيع» التي يقتنيها المجلس من الكتاب والأدباء والمثقفين بغرض تشجيعهم على استكمال مسيرتهم الإبداعية.
وأشارت إلى أنه من الملاحظ أن المعرض يشتمل على العديد من كتب الأطفال التي تستهدفهم، لافتة إلى أن الآباء يتعين عليهم أن يشجعوا أبناءهم على القراءة من خلال اقتناء هذه النوعية المميزة التي يحرص المجلس على تقديمها للأطفال وأسرهم بسعر زهيد، ولا يستهدف الربح من وراء إقامة هذه المعارض، بل يقدم خدمة، ولذا تباع مطبوعات المعرض بأسعار زهيدة تغري القارئ بالشراء، فأهم أهداف المجلس الوطني تشجيع الإبداع ونشر الثقافة والحض على القراءة واقتناء الكتب.

كتب الطفل
بدوره قال مدير إدارة النشر والتوزيع بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالعزيز المرزوق: «إن المعرض يُعد الثاني ضمن فعاليات المهرجان فيما يختص بإدارة النشر والتوزيع، ويقدم المعرض إصدارات المجلس، كما يهدف إلى تعريف الجمهور بتلك الإصدارات وما يقدمه من كتب، بالإضافة إلى كتب التشجيع للكُتاب والمؤلفين، وتشمل كتبا للأطفال والكبار». وأضاف المرزوق: «هذا العام ركزنا اهتمامنا على كتب الأطفال، وهو ما يعد توجها للتركيز عليها فى أكثر من جانب لأنه من المهم جدا ربط الطفل بالكتاب، وهذا دور مهم يحرص المجلس على الاضطلاع به بوصفه أهم مؤسسة ثقافية، كما نحرص على أن نكون قريبين من المواطنين والمقيمين بتقديم منتجاتنا الثقافية، ونسعى إلى تكرار إقامة معارض الكتب من أجل تشجيع القراءة للجميع وإعادة الكتاب إلى مكانته».

 

قدَّمت حفلا مميزا ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بدورته الــ 14
«نايا» النسائية الأردنية أحيت أمسية طربية استثنائية

أول فرقة نسائية أردنية تستطيع أن تنطلق بالتراث إلى أفق جديد

كتب: محمد جمعة
لا حاضر لمن لا ماضي له ولا مستقبل لمن لا يجد ويجتهد ليشكل واقعا يستحق أن يعاش، تلك القاعدة التي انطلقت منها أغلب التجارب الناجحة التي اتخذت من التاريخ دليلا لتشكل كيانا مستقلا، ولعل فرقة «نايا» النسائية الأردنية وهي اول فرقة نسائية في المملكة الأردنية الهاشمية استطاعت ان تنطلق بالتراث الى افق جديد، من خلال مشاركاتها المختلفة في مختلف الفعاليات الموسيقية على مستوى الوطن العربي، وفي تجربتها تحت مظلة مهرجان صيفي ثقافي بدورته الــ14، قدمت الفرقة حفلا غنائيا استثنائيا ذا نكهة طربية لاقى استحسان الجمهور الذي توافد بكثافة على مسرح عبد الحسين عبد الرضا ليتابع الأمسية.
الطرب الأصيل
وفي مساء الجمعة ضرب الجمهور موعدا مع الطرب الأصيل وامام حضور عريض تقدمته قيادات المجلس الوطني وأعضاء السلك الديبلوماسي وعشاق الموسيقى والتراث حيث قدمت فتيات «نايا» برنامجا دسما تضمن العديد من الأغنيات الفلكلورية أو من أرشيف كبار مطربي الأغنية العربية على امتداد تاريخها.
وقبل التطرق لتفاصيل الحفل الذي امتد ساعة ونصف الساعة سنتوقف عند السيرة الذاتية لــ«نايا» الأردنية التي تأسست كفرقة موسيقية غنائية لترسخ لحالة موسيقية تتصل بالمرأة ودورها الفاعل في المجتمع حيث تدرك الفنانات في نايا أهمية إعادة انتاج الرموز الفنية القديمة والتاريخية الخاصة بالمرأة في محاولة للوقوف في وجه التهميش مؤكدات ان الفن كان بامتياز من اختصاص المرأة عبر التاريخ ومستعيدات طقوس الخصب والأمومة والفرح الإنساني
والاحتفال بالحياة.
قوالب كلاسيكية
وتعنى الفرقة النسائية الأردنية بتقديم القوالب الموسيقية الكلاسيكية سواء الالية او الغنائية، واحياء كل ما هو اصيل من التراث الموسيقي الأردني والعربي بكل اشكاله وقوالبه، بأسلوب بسيط حرفي من خلال الحوار بين الآلات الشرقية والغربية دون أن تفقد جماليتها واصالتها، ولعل هذا ما يتضح في جميع مشاركاتهن، اذ تتبادل عضوات الفرقة الغناء على وقع أنغام «القانون» الذي تتولى دفته رئيسة الفرقة رلى جرادات، التي تقود أفراد طاقمها بمهارة وذكاء ورشاقة في الأداء وتناغم بينهن وتفاهم بالنظر.
واعتلت عضوات «نايا» المسرح أمام حضور جماهيري كبير، تقدمته قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليبدأ الحفل بتكريم خاص للفرقة المكونة من رئيسة الفرقة وعازفة القانون الدكتورة رلى جرادات، وندين قبعين عازفة الإيقاع وآلاء تكروري عازفة الفلوت وديمة سويدان عازفة العود ومروة السيد عازفة العود ومي حجارة عازفة كونترباص وزينب السامرائي عازفة كمان ولينا صالح صولو ودنيا الهيلات صولو.
جسور الثقة
وتجلى القبول الذي تحظى به الفرقة والتمكن النابع من ثقة بما لديهم من امكانات في الحفل الذي بدأ بعزف «سماعي شت عربان»، وهي قطعة موسيقية أدتها المجموعة لتستهل بها الأمسية وتشيد جسور الثقة مع الجمهور الذي كان متفاعلا منذ الدقائق الأولى، وفي حضور القانون والعود والكمان والفلوت والايقاع مزيج مدهش بين تخت شرقي اصيل تخللته انغام غربية انسابت جميعها لتنسج مع أصوات مطربات الفرقة سيمفونية الابداع من أغنيات عمالقة الطرب العربي فتابعنا الإنطلاقة الأولى بــ«يا جارحة قلبي» وهي أغنية من التراث السوري أدتها بتمكن دنيا الهيلات قبل أن تتقدم لينا صالح لتشدو بــ«قتالة عيون الهوى» للفنان اللبناني نصري شمس الدين وتعود الفرقة للأداء الجماعي مجددا بموشح «لما بدا يتثنى» لينتزعن الآهات من الحناجر.
مرسول الحب
وتمضي الفرقة في برنامجها لتقدم لينا صالح «مرسول الحب» وهي واحدة من أبرز أغنيات الفنان المغربي القدير عبدالوهاب الدكالي، ثم تعود دنيا الهيلات للظهور مجددا بأغنية «حلوين من يومنا والله» للموسيقار المصري سيد مكاوي، ومن أم الدنيا إلى الكويت تشدو لينا صالح بواحدة من أبرز أغنيات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والتي أهداها للكويت «يا هلي»، ليتمايل الجمهور طربا على الكلمات المغلفة بالألحان الجميلة وبصوت لينا الطربي، ومن أرث العراق الفني تشدو دنيا الهيلات بأغنية «هالليلة حلوة»، قبل أن تعود بنا لينا صالح إلى مصر مجددا وتختار من أغنيات كارم محمود «عنابي»، وتختتم الدكتورة رلى جرادات الحفل بوصلة غنائية تراثية من المملكة الأردنية الهاشمية، لتودع عضوات «نايا» الجمهور وقد رسخن من حضورهن في وجدان عشاق الطرب الأصيل.

 

عُرض في مركز بروميناد وسط حضور كبير من الجمهور

فيلم Everybody know.. دراما تبحث في الأعماق الإنسانية

الفيلم افتتح مهرجان كان 2018 ورُشِّح مخرجه لجائزة أحسن مخرج

كتب :مفرح حجاب
ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان «صيفي ثقافي»، تم عرض الفيلم الأوروبي Everybody know في مركز بروميناد في حولي، وسط حضور كبير من الجمهور الذي اعتاد أن يشاهد الأفلام المشاركة بالمهرجان في هذا المركز، حيث تتميز عروض الأفلام فيه بالأجواء المفتوحة وسط فناء المركز بالدور الأول، وهو شيء جديد في العروض السينمائية في المهرجان، ومن شأنها أن يلفت انتباه كل الموجودين لمشاهدة ما يقدم على الشاشة وكذلك وسيلة جديدة ورائعة لنشر الثقافة السينمائية.
ساحر إيران
الفيلم لساحر الدراما الإيرانية المخرج أصغر فارهادي الذي قام بكتابة السيناريو ايضا، ويلعب بطولته بنيلوبي كروز وخافيير بارديم المتزوجان منذ أكثر من عقد، كما تعد هذه التجربة السينمائية الخامسة التي تجمع بينهما، في حين تعد التجربة الثامنة للمخرج الإيراني الذي وضع لنفسه مكانة مهمة في السينما العالمية.
الفيلم يحكي قصة أسرة إسبانية مكونة من زوج وزوجته، ومعهم من الأبناء ولد وبنت يعيشون في «بوينس آريس» بالأرجنتين، ثم تعود الزوجة لاورا «بنيلوبي كروز» إلى مسقط رأسها خارج العاصمة مدريد بإسبانيا، لتلتقي عائلتها وأصدقاءها وتحضر حفل زفاف شقيقتها، لتبدأ أحداث الفيلم تأحذ منعطفا خطيرا يكشف العديد من الأسرار، أهمها اختفاء ابنتها والبحث عنها في أحداث مليئة بالإثارة والشكوك، مما يكشف أن الأحداث البسيطة لهذا الفيلم لم تكن واضحة في البداية، ويبدو أن المخرج يستخدم هذا الضغط النفسي حتى يجعل المشاهد يطرح العديد من التساؤلات.
البعد النفسي
وبالمناسبة هذه المرة الثانية التي يخرج فيها المخرج فارهادي من إيران من أجل صنع فيلم، ولكنه اكتسب كثيرا من طبيعة الدولة التي صور فيها هذا الفيلم وهي إسبانيا، ما يلفت الانتباه انه اهتم بالبعد النفسي في الفيلم وحاول حتى اللحظات الأخيرة ألا يقدم حلولا ليسطر النهاية، وهذا التكنيك الفني كثيرا ما يعجب المشاهد بسبب شغف الأحداث حتى يعرف سيرها، لاسيما حين تكون هناك جريمة خطف أو غيرها لكن أصغر كان ذكيا عندما بحث في الأعماق الإنسانية وهذا ظهر جليا على انفعال بنيلوبي كروز في حزنها وصراخها وانفعالاتها بشكل عام في خطف ابنتها والبحث عنها، بينما ظهر زوجها وكأنه يحمل هما كبيرا، كذلك اعتمد الفيلم على كم من الأسرار والتساؤلات لكن جميعها كانت مقبولة في ظل البعد الدرامي الذي يجسده الممثلون. وفي ظل الحالة الإنسانية التي سادت اغلب مشاهد الفيلم رغم الاثارة التي تسببت بها الفتاة وباختفائها بصورة غامضة، والتي تركت وراءها علامات استفهام كثيرة وأسرارا مخيفة.
تسلية ومتعة
وتختلف هذه التجربة عن التجارب السينمائية التي قدمها المخرج الإيراني من قبل، ولكنه في هذا الفيلم استخدم الدراما السينمائية بشكل رائع وجعل هناك حالة من التسلية والمتعة عند المشاهدة، وهذا يدل على انه مخرج واعٍ ولديه الكثير من الأدوات السينمائية التي تجعله يصل الى محطات اكبر في السينما العالمية، لاسيما اذا ما وضع في الاعتبار ان هذا الفيلم تم عرضه في افتتاح مهرجان كان لعام 2018 ليصبح ثاني فيلم باللغة الإسبانية ينال هذا الشرف، والأهم أن المخرج أصغر فارهادي تم ترشيحه لجائزة افضل مخرج في هذا المهرجان ايضا، لكن بالتأكيد لم تكن هذه المحطة الأولى والأخيرة للفيلم فقد رشح لعدة جوائز في المهرجانات الأوروبية مثل مهرجان «خوسيه ماريا فورقيو» ومهرجان «قويا» ومهرجان الكتاب السينمائيين الاسباني، فضلا عن هذا الفيلم على عدة جوائز في مهرجانات مختلفة مثل مهرجان «الإطارات الفضية 2019».

 

«صناعة الفيلم الوثائقي» عرَّفت بكيفية الاختيار والفارق بين التسجيلي والوثائقي والروائي

ورشة المكتبة الوطنية: الأفلام الوثائقية الكويتية تشهد طفرة

د. علي حسن: السوق الكويتي متعطش للأفلام الوثائقية منذ 5 سنوات

كتب: محمد حنفي
ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 14»، استضافت مكتبة الكويت الوطنية ورشة «صناعة الفيلم الوثائقي» التي قدمها الدكتور علي حسن، حيث ألقى الضوء على العديد من محاور صناعة الأفلام الوثائقية، من اختيار الموضوع، وجمع المادة العلمية، وحتى عملية الإخراج والموسيقى التصويرية.
وفي لقاء مع الدكتور على حسن، قبل انطلاق الورشة، أكد أن السوق الكويتي متعطش للأفلام الوثائقية منذ 5 سنوات، خاصة بعد إنتاج فيلم «أسرار القبندي .. نموت وتبقى الكويت»، وأكد أنه وفق إحصائيات وزارة الإعلام يتقدم كل عام ما يقرب من 20 فيلما وثائقيا، وأن العام الحالي وحده تقدم لوزارة الإعلام ما يزيد على 100 فيلم وثائقي، وهذا يؤكد أن هناك طفرة في صناعة الأفلام الوثائقية في دولة الكويت.
وأكد حسن علي أهمية ورشة «صناعة الفيلم الوثائقي» التي تقام اليوم ضمن أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي 14»، حيث كان الإقبال على الورشة كبيرا، وتم إغلاق التسجيل بعد الإعلان عنها في اليوم الأول، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن صناعة الفيلم الوثائقي في الكويت لها متابعون ومهتمون، كما أن المشاهد متعطش لرؤية الأفلام الوثائقية لأحداث لم يعاصرها، ويريد معرفة التفاصيل التي تدور حولها، وما قاله شهود العيان الذين عاصروا هذه الأحداث.
وأشار حسن إلى أن الورشة تلقي الضوء على كيفية صناعة الأفلام الوثائقية، من خلال عدة محاور، مثل كيفية اختيار موضوع الفيلم الوثائقي، وهل يصلح أي موضوع أن يكون مادة لفيلم وثائقي، وما الفرق بين الفيلم التسجيلي والوثائقي والروائي الذي يعتمد على حدث تاريخي ويوثق له، وكذلك كيفية جمع المادة الخاصة بالفيلم، وهي مرحلة مهمة جدا، حيث يتطلب الأمر بحثا مضنيا عن موضوع الفيلم والتعرف على مصادر متنوعة لكي يتحلى الفيلم بالموضوعية.
وقال حسن إنه خلال 3 أعوام صنع 20 فيلما وثائقيا، ربما أشهرها فيلم «أسرار القبندي» والفيلم الذي نفذناه عن «جزيرة فيلكا .. البيت العود»، وأدخلنا فيه لأول مرة «الزهيرية الكويتية»، ولاقت إقبالا كبيرا، والفيلم الثالث «هنا الكويت»، وحقق نجاحا كبيرا حيث وزعته وزارة الإعلام على السفارات الكويتية، وكذلك على السفارات الأجنبية.
وأكد حسن علي أن أهم مشكلة تواجه الفيلم الوثائقي الكويتي هي الميزانية، التي تتراوح بين 5 آلاف دينار وحتى 100 ألف دينار، المشكلة أنه لا يوجد سوق للفيلم الوثائقي الكويتي سوى الكويت، وبالتالي على المنتج صناعة الفيلم على حسابه الخاص، ثم عرضه على وزارة الإعلام، فإن اشترت العمل ضمن أمواله، وإن رفضت خسر ماله.
وعن أهم أخطاء الأفلام الوثائقية أكد حسن أنها تكمن في عدم احترام المعلومة، أنت تقدم في الفيلم الوثائقي معلومات يجب أن تكون موثوقا بها، وتتحلى بأكبر قدر من الموضوعية. وعن الرقابة قال: «لم تكن لي مشكلات مع الرقابة في الأفلام التي أنتجتها، هناك رقيب بداخلي، هذا الرقيب يساعدني في معرفة ما الذي يجب أن يظهر في الفيلم الوثائقي وما يجب ألا يظهر، فقد تكون هناك معلومات ينبغي ألا تظهر على الشاشة لأنها تسيء للدولة، أو تسيء لبعض الأشخاص، وهنا يجب ألا تظهر على الشاشة».
يذكر أن الورشة التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام وحضرها مجموعة كبيرة من الشباب المهتمين بصناعة الأفلام الوثائقية، قد تناولت العديد من المحاور المتعلقة بصناعة وتنفيذ الفيلم الوثائقي، حيث تناول د. علي حسن أهمية الفيلم الوثائقي والفرق بينه وبين الفيلم الروائي، كما تناولت الورشة كيفية إنتاج وإخراج الأفلام الوثائقيّة، والتعرف على أهم مدارسها وأبرز مخرجيها، وكذلك كيفية إنتاج أفلام وثائقية ذات ميزانيات منخفضة، وكيف يمكن للفيلم الوثائقي أن يعبر عن رأي مخرجه في الموضوعات التي تهمه وتهم المجتمع بشكل عام.
كما تعرف المشاركون في الورشة على مقدمة في الإخراج التلفزيوني وصناعة الأفلام، وبدايات الفيلم الوثائقي (مدارسه، وأبرز مخرجيه)، وكذلك تعريف الفيلم الوثائقي، والفرق بين الوثائقي والتسجيلي، بالإضافة إلى التعرف على أهم المصطلحات المستخدمة في صناعة الأفلام.
وقام الدكتور علي حسن بتعريف الحضور بأسس اختيار الفكرة للفيلم الوثائقي (تطويرها والعمل عليها)، وعملية البحث والإعداد، وعلاقته بالفيلم الوثائقي، وكيفية عمل فيلم مستقل وبميزانيات منخفضة، ومرحلة إنتاج الفيلم الوثائقي، وكيفية العمل عليه بداية من إعداد الميزانية، واختيار فريق العمل.
كما تضمنت الورشة أبرز المشكلات والعقبات التي تعترض مرحلة الإنتاج وكيف يمكن تجاوزها، وكيف كتابة التصور الأولي للفيلم (سكريبت أو سيناريو مبدئي قبل التصوير)، والتعرف على فريق العمل وعلى علاقة المخرج بفريق العمل.
واشتملت الدورة على كثير من الجوانب الفنية مثل اختيار الكاميرا، والعدسات، والإضاءة (تقنيات وفنيات وجماليات التصوير)، والتعرف على أساسيات التصوير، وكيفية تقديم البناء الفني والبصري المناسب للفيلم، وأبرز المشكلات والصعوبات، وكيف يمكن تجاوز المشكلات في مرحلة ما بعد الإنتاج.، وكتابة سيناريو الفيلم الوثائقي، وكتابة التعليق للفيلم، وأخيرا اختيار الموسيقى المناسبة للفيلم، إضافة إلى الجرافيكس.

Happy Wheels