مهرجانات وأنشطة

النشرة الخامسة


 

 إضغط هنا لتحميل PDF النشرة الخامسة

 

 

الكويت تتذكر مبدعها فؤاد الشطي

 


تميزت منارة الفنان المسرحي الراحل فؤاد الشطي بحضور فني كثيف تقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر فيصل الدويش، وأبناء وأصدقاء ومحبو الفنان فؤاد الشطي من الفنانين والصحافيين والنقاد الفنيين الذين رافقوا وعايشوا الفنان الراحل خلال مسيرته الفنية التي توقفت بعد رحيله في 6 أبريل عام 2016.ويتحدث عن فؤاد الشطي في المنارة الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، والناقد الفني عبدالمحسن الشمري، وأدارها الفنان سليمان الياسين.

 


ضمن أنشطة «القرين الثقافي»
وبمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين العرب

 



ختام أعمال الندوة الفكرية.. إعادة الإعمار ومتطلباته بعد النزاعات .. دروس من تجارب الإنعاش
سلطان بركات: مطلوب بناء إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع التحديات التي تواجه عمليات إعادة الإعمار
علينا أن نفكر بشكل إبداعي بشأن كيفية التعامل بأفضل شكل ممكن من أجل الاستفادة من الموارد المتاحة لنا
هناك حاجة إلى نشر الفكر الديني الوسطي وتفعيل الاجتهاد لمواكبة تحديات العصر ومحاربة الطائفية
تعزيز ثقافة البحث العلمي وربط العمل البحثي بالممارسات العملية لتحقيق أكبر استفادة من الجهود البحثية العربية

كتب: عادل بدوي ـ شهد كمال
اختتمت الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي أعمالها، حيث ناقشت الجلسة الرابعة «إعادة الإعمار ومتطلباته بعد النزاعات» وأدارها د. عبدالله المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وقدم خلالها د. سلطان بركات قراءة في ورقته البحثية المطولة التي عنونها بـ «دروس من تجارب الإنعاش لإعادة الإعمار» (ما بعد النزاعات المسلحة: نحو عمل عربي موحد) وتضمنت الورقة نظرة شاملة عن نشوء مجال إعادة الإعمار (الإنعاش) بعد انتهاء النزاعات المسلحة وتطوره منذ الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا، واستعرضت أهم الدروس والعبر التي يمكن أن يستفيد منها صناع القرار في العالم العربي، آخذين في عين الاعتبار حجم وكم الدمار الناشئ عن الحروب والنزاعات المسلحة الواقعة في المنطقة العربية.وبعد استعراض أهم التجارب ومتطلبات التنمية المستقرة وإعادة الإعمار، تخلص الورقة إلى التوصية باعتبار أن البحث أخذ بعين الاعتبار معطيات السياق العربي، حيث توجد هناك احتياجات هائلة لإعادة الإعمار في المنطقة في سورية واليمن وليبيا والعراق وفلسطين والسودان والصومال، وهناك ملايين من الشباب في حاجة إلى فرص عمل يمثلون مستقبل هذه المنطقة، في ظل توافر إمكانات مالية وحاجة إلى المستثمرين العرب للاستقرار للبدء في الاستثمار الاقتصادي في المنطقة يؤمن الكاتب أنه قد حان الوقت للعمل على بناء إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع التحديات التي تواجهها عمليات إعادة إعمار البلدان المنكوبة بالحروب.


منهجية جماعية
ويرى الكاتب أن هناك حاجة ملحة لمنهجية جماعية تكون أكثر انضباطا والتزاما من قبل الدول العربية، ويتطلب هذا السياق من المنطقة أن تفكر بشكل إبداعي بشأن كيفية التعامل بأفضل شكل ممكن من أجل الاستفادة من الموارد المتاحة لها، وكيف يمكن خلق حالات التآزر عبر منهجية تعاونية من أجل إيجاد حلول للنزاعات وحالة الهشاشة التي ما زال كثير من بلاد العالم العربي تعانيها. وعليه يقترح الكاتب الشروع الفوري في:
- استثمار جهد كبير للوصول إلى حل النزاعات بأيد عربية، بما يتوافق مع مصالح الوطن العربي والدول العربية.
- إنشاء وكالة (بنك) عربية لإعادة الإعمار في الوطن العربي. تستفيد الوكالة بشكل فعال من وفرة الموارد والقدرات المتاحة في المنطقة العربية، ولا تتعامل فقط مع المخاوف الإنسانية والاحتياجات الأساسية لكنها تحفز كذلك خلق الوظائف الجديدة، وإطلاق العنان للنمو الاقتصادي.
- تسهم الوكالة في تعزيز ثقافة البحث العلمي وربط العمل البحثي بالممارسات العملية لتحقيق أكبر استفادة من الجهود البحثية العربية في مجال إعادة الإعمار بعد الحرب.
- تساعد الوكالة في جذب الاستثمارات العربية للاستثمار في الدول المتضررة من الحروب بأطر إدارية مبتكرة، فعلى سبيل المثال يمكن للمستثمر الخليجي أن يسهم في تنمية القطاع الزراعي في السودان الذي يمكن أن يمثل سلة الغذاء لمنطقة الخليج، وأن تقوم بدور كبير فيما يتعلق بحل احتياجات الأمن الغذائي الخليجي.
 - تنشئ الوكالة إطار عمل شاملا لإعادة الإعمار في بلد ما، حيث تقوم بتوجيه الجهات المانحة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها للتأكد من أن أنشطتهم ومساهماتهم تنطوي في إطار عمل موحد؛ مستخدمةً لهذا الغرض أطرا إبداعية للتنسيق والمشاركة.
- تقوم الوكالة بجهود الحشد الدولي والمناصرة لقضايا إعادة الإعمار، وهذا يتطلب من الجهات الفاعلة العربية استثمار الفرصة، والسعي إلى أن تكون المنطقة ممثلة بشكل أكثر فعالية في جهات صناعة القرار على المستوى الدولي.
- وللتحقق من تحقيق الامتثال لخطط العمل، يجب تمكين الوكالة لفرض خطة الإعمار. يمكن أن تقوم الوكالة بتحديد الشركاء التنفيذيين المناسبين مع التحقق من الامتثال ومراقبة الفساد والفاقد، وتقييم تأثير التدخلات بشكل مستمر. وعلى الرغم من درجة الاستقلالية المتوقعة للمدير والوكالة التي يترأسها، يلزم أن تكون هناك محاسبة.
 ويمكن أن يوفر مجلس تمثيلي يتكون من أعضاء كل الوظائف الاجتماعية والسياسية ذات الصلة الشرعية للوكالة، مع مراقبة الامتثال لأي اتفاقيات سلام سارية. وبالتالي، يمكن أن يقوم مثل هذا المجلس التمثيلي بإنشاء أنماط للتعاون البناء بين الخصوم السابقين والمتوقعين في المستقبل، بما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تحولهم إلى مؤسسات سياسية ديموقراطية.
 - هناك ضرورة لتسهيل التنقل اعتمادا على اللغة والتحديات المشتركة، وعلى وجه الخصوص خلق الوظائف عبر المنطقة.
وهذه الرؤية مفيدة وبناءة في منطقة تمتلك فيها الصناعات الضخمة قدرات تطويرية في سوق محتمل يضم 400 مليون شخص. ويمكن أن تكون لذلك تأثيرات دائمة، ليس فقط على النمو الاقتصادي في المنطقة ولكن كذلك على التماسك الاجتماعي.
- هناك حاجة إلى نشر الفكر الديني الوسطي، وتفعيل الاجتهاد لمواكبة تحديات العصر ومحاربة الطائفية والأمراض الاجتماعية الناتجة عن التفسيرات الخاطئة للدين.

مداخلات
شهدت الجلسة الرابعة العديد من المداخلات التي تمحورت حول عنوان الجلسة وإعادة الإعمار في ظل الحرب والدمار.
مصطفى نعمان – اليمن، تساءل عن إمكان إعادة الإعمار في ظل حالة عدم وجود دولة... اليمن نموذجا! واستعرض طبيعة الحياة الصعبة في العديد من المناطق في اليمن.
ماجد التركي – السعودية، استبعد وجود تزامن أو ربط بين العمل الإغاثي وإعادة الإعمار؛ فالعمل الإغاثي يجب أن يستمر في كل الظروف والأحيان لأن الهدف هو إغاثة وإنقاذ الإنسان.
وحول ملف الإغاثة وإعادة الإعمار في أفغانستان، قال: إن المصالح الأمريكية هناك لاتزال قائمة، وبالتالي لم تتضح الرؤية لإعادة الإعمار إلى الآن. وطالب بدراسة ملف إعادة الإعمار في الشيشان، هذا البلد الذي تعرض للإبادة والتدمير وخلفت الحرب أكثر من نصف مليون طفل مشرد ومحروم من التعليم. وتساءل عن السبب في فشل خطط إعادة الإعمار.

دلال الحربي: توقفت عند التوصيات حيث تطالب بإنشاء بنك عربي تعهد إليه مسؤولية إعادة الإعمار؛ والباحث بذلك وضع يده عَلى نقطة خلل كبيرة في الوطن العربي، وهي الاهتمام وتضمين أعمال البحث العلمي في الوصول إلى نتائج ملموسة في رحلة البحث عن مشكلاتنا.أتمنى أن تتبنى إحدى الجهات مشروع الباحث لأنه يحمل حلولا جادة؛ وتساءلت عن عمل الوكالة العربية والبنك الدولي ومن يقيم هذه الجهات حتى لا ندخل في مسألة فساد أخرى.
جاكلين زاهر: تساءلت عن عقود إعادة الإعمار في سورية واليمن، وهل صحيح أن العقود المميزة في سورية سوف تذهب للشركات الروسية والإيرانية؟
عبد الله – اليمن: التجربة الأوروبية تقول إن الدولة هي التي بنت المجتمع السياسي؛ الآن الدول العربية جهاز يقوم على إدارة الصراعات الموقوتة بين الثنائيات العربية.

محمود حربي – مصر: نهنئ د. عبد الله المعتوق بمناسبة حصوله على جائزة مؤتمر العمل الإسلامي.
بعد 11 سبتمبر شركات الأمن الخاصة في العراق؛ هل هناك ربط بين هذه الشركات وظهور تنظيم الدولة (داعش).
بعد 11 سبتمبر، أيضا، هل تحولت الجيوش العربية - بعد هذا التاريخ - من جيوش وطنية وتحولت عقيدة الدفاع القومي والوطني، إلى جيوش لمواجهة الإرهاب؟
كما تساءل عن إمكان ضم اليمن إلى دول مجلس التعاون الآن؟

محمد أبو الفضل – مصر: إعادة الاعمار مشكلة كبيرة في الوطن العربي؛ وكل التجارب تكاد تكون فاشلة بسبب كثرة اللاعبين؛ وتساءل: من الذي يحدد المسؤولية، وأي جهة ستتحمل التكاليف؟ إعادة الإعمار لها علاقة بالقوى الفاعلة في المنطقة؛ إعادة الإعمار حقل ألغام أكثر من كونها سبيلا للإعمار والاستقرار؛ هل المنطقة العربي يمكن أن تحمل مشروعا على غرار مشروع مارشال؟

الشيخة حصة آل ثاني: إعادة الإعمار مهمة جدا مهما تأخرنا، لكن لا بد أن نبدأ من الآن، وفي اقرب وقت ممكن وألا ننتظر حتى تتوقف الحرب. نتمنى مبادرة ومشاركة بين الكويت وجامعة الدول للعربية حول كيفية إعادة الإعمار! من الممول؟! وكيف ومن الذي سيشرف على العمليات؟!

في الجلسة الختامية:
سعد الدين وكوش ناقشا: التهجير الداخلي وأوضاع السوريين في تركيا التقارير تؤكد أن ضخامة المصاب السوري من أعظم المآسي الإنسانية في عصرنا الحالي
ياسر سعد الدين: تباين التقديرات حول أعداد النازحين في سورية أمر طبيعي نظرا إلى طبيعة الصراع القاسية وأساليب الدمار العنيفة

3٫2 مليون لاجئ سوري خارج بلادهم وخمسة ملايين ونصف طفل في حاجة إلى مساعدة منهم 4 ملايين و300 ألف داخل سورية
التهجير القسري يعبِّد الطريق ويمهده لتقسيم سورية ربما كبداية لإعادة رسم خريطة المنطقة وتشكيل الشرق الأوسط الجديد
سياسة اللجوء التركية تتميز بخضوعها لتعقيدات جغرافية لمعاهدة جنيف والأتراك يعتبرون السوريين ضيوفا
عمر كوش: ثلاثة ملايين سوري يعيشون في تركيا، يطلق عليهم اسم «لاجئين» مجازاً لأن القوانين التركية لا تسمح بتصنيفهم كلاجئين



الحكومة التركية استحدثت في العام 2014 قانون «الحماية المؤقتة»
الذي يتضمن الإقامة غير المحدودة في تركيا والحماية من الإعادة القسرية

في ختام أعمال ندوة مهرجان القرين الثقافي الـ 23 عُقدت الجلسة الخامسة والختامية التي أدارها المستشار بالديوان الأميري محمد أبو الحسن، وتحدث فيها كل من د. ياسر سعد الدين عن «التهجير الداخلي وآثاره على مستقبل سورية ودول الجوار»، فيما تحدث د. عمر كوش عن «أوضاع السوريين في تركيا».البداية كانت مع د. ياسر سعد الدين الذي قرأ مقتطفات من ورقته البحثية المطولة، وتعرض في بدايتها لتعريف مصطلح التهجير القسري ودور النظام السوري في ذلك موثقا بالأرقام والتواريخ والمواقع التي تؤكد ضلوع النظام السوري فيما سماه التهجير الداخلي من مناطق إلى مناطق أخرى داخل سورية.
وفي موضع آخر من ورقته يتحدث سعد الدين عن أساليب ووسائل التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، من خلال إعادة التنظيم العمراني وإطلاق مشاريع كبرى، وشراء العقارات، واقتراف المجازر ونشر الرعب في صفوف المدنيين، والعبث بالسـجلات العقارية والشؤون المدنية، وممارسة سياسة الحصار والتدمير والتخيير بين التهجير والإبادة.وعرض سعد الدين مناطق ونماذج صارخة من التهجير القسري، في القصير ومدينة حمص وداريا، ومعظمية الشام وحلب والزبداني.


التهجير الداخلي في أرقام
يقول سعد الدين: تتباين التقديرات في أعداد النازحين واللاجئين في سورية، وهذا أمر طبيعي نظرا إلى طبيعة الصراع القاسية وأساليب الدمار العنيفة والسياسة الوحشية التي يستخدمها النظام وداعموه. ومع التباين بين التقديرات فإنها جميعها تجمع على ضخامة الكارثة وعظم المصاب السوري والذي أصبح من أعظم المآسي الإنسانية في عصرنا الحالي وربما على مر الدهور والعصور.ففي تقرير صدر عن «مركز رصد النزوح الداخلي» والذي يتبع المجلس النرويجي للاجئين في 13 مايو 2014 تصدرت سورية قائمة البلدان التي تشهد نزوحا داخليا في العالم خلال العام 2013، مع وصول عدد الهاربين من هول الأحداث المتواصلة إلى 9500 شخص يوميا؛ إذ سجل نزوح عائلة واحدة على الأقل كل دقيقة.وذكر التقرير أن سورية تشهد أكبر أزمات النزوح في العالم وأسرعها تفاقما، لافتا إلى أن نسبة النازحين السوريين داخل بلادهم تبلغ 43 في المائة. وبحلول نهاية العام 2013، كان 8.2 مليون شخص قد نزحوا على مدار العام، بزيادة قدرها 1.6 مليون نازح جديد عن العام السابق. وهذا الأمر يمثل زيادة مذهلة تبلغ 4.5 مليون نازح على الرقم المسجل في العام 2012، مما يشير إلى ارتفاع قياسي للعام الثاني على التوالي. في حين نشر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إحصائية قبيل إصدار التقرير النرويجي، قدرت أعداد النازحين داخل سورية بـ 8.8 مليون، مقابل 3.2 مليون لاجئ خارج سورية.ولفتت إحصائية الائتلاف إلى أن خمسة ملايين ونصف المليون طفل في حاجة إلى مساعدة، منهم أربعة ملايين و300 ألف داخل سورية، و2.8 مليون طفل سوري خارج التعليم، و8 آلاف حالة اغتصاب.

التهجير القسري والمواقف الدولية
تراوحت المواقف الدولية مما يحدث في سورية بين تهجير قسري وجرائم حرب من مواقف سلبية تحاول تغطية تلك السلبية بتصريحات وتنديدات لفظية جوفاء إلى تواطؤ وتورط بأشكال عدة في التهجير القسري إن كان بأساليب مباشرة أو غير مباشرة. فيما يلي استعراض مختصر لمواقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا.

توصيات
وفي ختام ورقته، ذكر د. ياسر سعد الدين تداعيات التهجير الداخلي على مستقبل دول الجوار السوري في نقاط محددة جاءت كالتالي:
- يعبِّد التهجير القسري الطريق ويمهده لتقسيم سورية ربما كبداية لإعادة رسم خريطة المنطقة وتفكيكها وتشكيل الشرق الأوسط الجديد والذي ما فتىء يبشر به كثير من المسؤولين الدوليين، وعلى الأخص الأمريكيون منهم. فبالإضافة إلى إشارات وتصريحات كثيرة، تحدث بشار الأسد في مرحلة ما قبل التدخل الروسي العسكري عن مصطلح «سورية المفيدة» والتي تستحوذ على المناطق الإستراتيجية، ويغلب على سكانها الطابع العلوي خصوصا مع حملات التهجير القسري. وما بعد التدخل الروسي وفي مطلع مارس 2016 تحدث سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن «روسيا لا ترى مانعا أمام إمكانية إنشاء جمهورية فدرالية، في حال توافقت الأطراف المشاركة في المفاوضات بشأن سورية على ذلك!».
- ما حدث ويحدث في سورية ضمن تواطؤ دولي يحول التهجير القسري من جريمة حرب وإبادة إلى أداة سياسية مقبولة بحكم الأمر الواقع وتحت شعارات إنسانية زائفة بذريعة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. تشريع وتقنين التهجير القسري وإشراف الأمم المتحدة على تنفيذه سيجعل من تكراره أمرا مقبولا ومألوفا. ومع كثرة ترداد الحديث عن يهودية الدولة العبرية من أوباما وغيره ومنذ سنوات، وفرض نتنياهو الاعتراف الفلسطيني بذلك كشرط للتفاوض معهم، الأمر الذي يثير التخوف والريبة من تهجير جديد للفلسطينيين ضمن إعادة تشكيل المنطقة جغرافيا وديموغرافيا.
- التهجير وتمزيق الكتلة البشرية الأكثر تماسكا والتي تشكل العمود الفقري في المنطقة والتي تتقاطع مع المكونات الأخرى بالدين والقومية والمذهب - العرب السُنّة - سيؤدي لاستمرار هيمنة الدولة العبرية في المنطقة بل وتعزيزها بشكل ساحق ومطلق. ولا يستبعد أن تستفيد إسرائيل من الصراعات العنيفة والحروب المدمرة مع الفراغ السكاني الناتج عن النزوح واللجوء الكبيرين في إقامة حلمها المنشود في إسرائيل الكبرى.
- تدمير قطاع عريض وواسع من السوريين وتعريض إنسانيتهم لظروف قاسية واختبارات مريعة، وحرمان جيل كامل من التعليم وتمزيق الأسر وتحويل العمود الفقري للمنطقة - العرب السنة - إلى قضية إنسانية وإغاثية من الدرجة الأولى.
- اهتزاز الاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة وتحويلها إلى بؤر صراع داخلية متقدة ومتواصلة تفتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الأجنبية والحروب الداخلية والتي تحول بين المنطقة والتنمية والتقدم العلمي والتقني وتبقيها مختبرات تجارب وسوقا استهلاكية تستنزف مقدراتها الاقتصادية بشراء السلاح والحماية الخارجية ولو كانت وهما أو سرابا.
- التأثير سلبا في شرعية الأنظمة العربية في المنطقة في عيون شعوبها والتي تلمس عجزها عن وقف جرائم الإبادة والحرب على السوريين ممن يتعرضون لعقوبات جماعية شديدة القسوة لمجرد انتماءاتهم المذهبية والقومية.
- ازدياد تقبل وقبول الفكر المتطرف بين صفوف الشباب والذي يشعر بالعجز والمهانة، وكأننا نحاول إطفاء الحرائق بسكب الوقود والبنزين عليه، مما يدخل المنطقة في دوامات مفتوحة من التيه والعنف وضياع البوصلة قد تمتد عقودا.
- ازدياد التهديدات الإيرانية لدول المنطقة مع سقوط الساتر الغربي والشمالي وتحول العراق وسورية لدول تابعة لإيران ومعادية للجوار.

اللاجئون السوريون في تركيا
تحت هذا العنوان قدم عمر كوش ورقة بحثية ذكر في مقدمتها أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز الستة ملايين لاجئ في مختلف دول الجوار والبلدان الأخرى، وليس هناك إحصاءات دقيقة لتوزعهم في هذه البلدان، وسأركز في هذه الورقة على وضعهم في تركيا.
وقال: يعيش في تركيا حوالي ثلاثة ملايين سوري، يطلق عليهم اسم «لاجئين» مجازا، لأن القوانين التركية لا تسمح بتصنيفهم كلاجئين، وفق الاتفاقية التي وقعتها مع الأمم المتحدة في العام 1951.
وأكد أن الأتراك يعتبرون السوريين «ضيوفا»، وهو ما لا يتفق مع أي قانون وطني أو دولي، وأعلنت وزارة الداخلية أن السوريين مستفيدون من وضع الحماية المؤقتة. أما في مارس 2012 فأُصدر توجيه إداري ينطوي على 3 توجيهات:
1 - سياسة الحدود المفتوحة.
2 - منع الإبعاد القسري للسوريين.
3 - السلطات التركية تغطي الاحتياجات الإنسانية للسوريين المقيمين في المخيمات.
وتتميز سياسة اللجوء التركية بخضوعها لتقييدات جغرافية لمعاهدة جنيف. وكانت تركيا أصلا قد قبلت بالمعاهدة مشروطة بقيد جغرافي تنتج بموجبه مكانة اللاجئ فقط للأشخاص الذين صاروا لاجئين نتيجة أوضاع حدثت في أوروبا حصرا، وقبل العام 1951. ومنذ بداية صول السوريين إلى تركيا في العام 2011، اعترفت الحكومة التركية بهم كتدفق جمعي للاجئين (وليس كمجرد لاجئين أفراد)، ووضعت نظاما خاصا لهم.واستحدثت الحكومة التركية في العام 2014 قانون «الحماية المؤقتة»، الذي يتضمن الإقامة غير المحدودة في تركيا، وحماية من الإعادة القسرية، وتوفير خدمات الاستقبال، ومعالجة الاحتياجات الأساسية الفورية. وحتى اليوم، يتم تقدم المساعدات للسوريين بشكل منتظم داخل المخيمات. أما بالنسبة إلى من هم خارج المخيمات، فتقدم المساعدة على أسس خاصة، باستثناء الحصول على الرعاية الصحية والطبية العامة، والتي فتحت أمام جميع السوريين في تركيا. ويشمل نظام الحماية المؤقتة جميع اللاجئين، بمن فيهم أولئك الذين لا يملكون وثائق تعريف شخصية (هوية، جواز سفر). كما يشمل أيضا الفلسطينيين من سورية، وحتى الأشخاص من دون جنسية من سورية.والســـوريون المقيمون في المخيــــمـات يجــــري تسجـــيلهم مــن قــبل الوكـــــالــة التركـــــية لإدارة الكـــــــــــوارث والطــــوارئ (آفاد)، أما السوريون الحاصلون على جوازات سفر فيتم تسجيلهم عند إدارة البوليس الخاصة بالأجانب، ويحصلون على إقامة في المدن التركية.

التوزيع الجغرافي
حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن عدد اللاجئين السوريين في تركيا وصل إلى ما يقارب مليونين و800 ألف لاجئ مسجلين في الكشوف الرسمية، في حين أن اللاجئين غير المسجلين يُقدر عددهم بقرابة 200 ألف لاجئ، وهذا ما يجعل عدد اللاجئين السوريين في تركيا يصل إلى حوالي 3 مليون لاجئ. ويعيش نحو 12 في المائة فقط من هؤلاء اللاجئين في المخيمات، وهم الشريحة التي تعد الأفقر والتي تعيش ظروفًا أصعب، في حين يتوزع بقية اللاجئين في الولايات التركية، وخاصة الجنوبية منها.
وبالنسبة إلى التوزيع الجغرافي للاجئين السوريين كل الولايات التركية تقريبا البالغ عددها 81 ولاية، فإن مؤسسة الإحصاء التركية، أوردت في تقريرها «أي المدن التركية أكثر إيواء للاجئين السوريين»، التوزيع الجغرافي للاجئين السوريين في تركيا خلال العام 2015، وكانت النتائج على النحو التالي:
- هاتاي أو أنطاكيا: تقع في جنوب شرقي تركيا، بمحاذاة الحدود التركية - السورية، وتتحدث شريحة كبيرة من سكانها اللغة العربية. بلغ عدد اللاجئين السوريين الموجودين بها 385 ألفا و180 لاجئا.
- إسطنبول: تقع في شمال غربي تركيا. عدد اللاجئين السوريين فيها 377 ألفا و181 لاجئا.
- غازي عنتاب: تقع في جنوب شرقي تركيا، وتعد كذلك إحدى المحطات المهمة في استقبال اللاجئين السوريين. بلغ عدد اللاجئين السوريين فيها 325 ألفا ولاجئَين اثنين.
- أضنة: تقع في الجنوب الشرقي لتركيا. بلغ عدد اللاجئين السوريين الموجودين فيها 142 ألفا و816 لاجئا.
- أنقرة: تقع وسط تركيا. بلغ عدد اللاجئين السوريين فيها 56 ألفا و49 لاجئا.
- أدي يمان: تقع جنوب شرقي تركيا، وتحتوي عددا من المخيمات الخاصة باللاجئين السوريين. بلغ عدد اللاجئين السوريين الموجودين فيها 23 ألفا و522 لاجئا.
- بورصة: تقع في إقليم بحر مرمرة بالقرب من مدينة إسطنبول، وقد حازت المرتبة الأولى من حيث المدن التركية الأكثر ملاءمة للمعيشة، وذلك لما تتميز به من وفرة فرص العمل إلى جانب المعيشة الرخيصة. بلغ عدد اللاجئين السوريين الموجودين فيها 9 آلاف و565 لاجئا.
- بودرو: تقع بالقرب من مدينة أنطاليا جنوب تركيا، تتوافر فيها فرص عمل في القطاعين الزراعي والصناعي. بلغ عدد اللاجئين السوريين الموجودين فيها 6 آلاف و546 لاجئا.
- أيدين: تقع في جنوب غربي تركيا، وتطل على البحر الأبيض المتوسط. تمتاز بتربة عالية الخصوبة تجعل منها إحدى أهم المدن الزراعية في تركيا، ويعمل عدد من اللاجئين السوريين فيها في قطاع الزراعة. بلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين فيها 6 آلاف و133 لاجئا.
- أفيون: تقع في وسط تركيا، إلى الغرب من العاصمة أنقرة. قُدر عدد اللاجئين السوريين المقيمين فيها ألفين و837 لاجئا.
- أغري: تقع في شرقي تركيا. وصل عدد اللاجئين السوريين المقيمين فيها إلى 834 لاجئا.
- أك ساراي: تقع في وسط تركيا، إلى الشرق من العاصمة أنقرة. بلغ عدد اللاجئين السوريين فيها 729 لاجئا.
- أماسيا: تقع في شمال شرقي تركيا، وتضم 147 لاجئا سوريا.
- أنطاليا: تقع في جنوب تركيا، وتعد من أبرز المدن التركية العاملة في قطاع السياحة. ولا يتجاوز عدد اللاجئين السوريين المقيمين فيها 99 لاجئا.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع بأن إسطنبول تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إلا أن الإحصائية أظهرت أن ولاية هاتاي هي أكثر المدن التركية استضافة للاجئين السوريين، وقد يعود ذلك بجانب حديث شريحة كبيرة من سكانها اللغة العربية، إلى قربها من الحدود السورية ووجود قرابات بين السكان على جانبي الحدود.

الإقامات
يقول كوش: هناك 3 أنواع من الإقامات للسوريين، الإقامة الأولى مخصصة لجميع السوريين الذين يملكون أوراقا ثبوتية أو حتى الذين لا يملكونها، وتعرف بالإقامة المؤقتة، وهذه الإقامة تخول السوريين العمل في تركيا.
والنوع الثاني هي إقامة سياحية للسوريين مدتها عام لكن بموجب عدة شروط، أهمها أن يكون اللاجئ السوري يملك وثائق سفر رسمية وجواز سفر دخل به إلى الأراضي التركية، إضافة إلى وجود عقد منزل مصدق من البلدية لمدة عام كامل، وأن يملك تأمينا صحيا لمدة عام يدفع بموجبه 800 ليرة تركية سنويا، على أن يتم تقديم جميع هذه الأوراق إلى مركز الأمنيات، لكن هذه الإقامة لا تخول للسوريين العمل على الأراضي التركية.
أما الإقامة الثالثة فهي إقامة مستثمر تمنح لرجال الأعمال السوريين الذين يستثمرون أموالهم داخل الأراضي التركية.
ويعاني القسم الأعظم من السوريين في تركيا، سواء اللاجئون داخل المخيمات أو الذين يمارسون أعمالا خارجها، بسبب تبعات الهجرة القسرية، وصعوبات معيشية، تتصل بالعمل والإقامة والاندماج، على الرغم من أن أوضاعهم في تركيا أفضل بكثير من أوضاع رصفائهم في جميع البلدان العربية، وخصوصا لبنان والأردن ومصر.
وحسب دراسات مراكز البحوث فإن نصف اللاجئين السوريين من الإناث، وأكثر من 55 في المائة منهم أطفال تحت عمر 17 سنة. وهناك 150 ألف طفل على الأقل ولدوا للاجئين السوريين في تركيا، وكما أن نحو 600 - 700 ألف في سن التدريس الإلزامي، 15 - 20 في المائة منهم فقط يكملون تعليمهم.

التجنيس
وذكر أن تركيا تقوم حالياً بخطوات من أجل تجنيس الراغبين اللاجئين السوريين، بناء على تحصيلهم العلمي وقدراتهم ومهاراتهم، إضافة إلى أصحاب الشركات ورجال الأعمال، ويقدر عدد هؤلاء بنحو 100 ألف.وتقتضي القوانين التركية أن من يريد الحصول على الجنسية التركية يتعين عليه الإقامة خمس سنوات متتالية من دون انقطاع في تركيا، بشكل شرعي، وألا تكون إقامته بغرض الدراسة، وألا يزيد مجموع فترات خروجه خارج الحدود التركية أكثر من ستة أشهر، وبالتالي فإن غالبية السوريين العظمى، المقيمين في تركيا، لا يحق لهم الحصول على الجنسية، ذلك أن نوعية إقامتهم لا تؤهلهم للحصول على الجنسية، حيث تشترط القوانين حصولهم إقامة عمل. ويستثنى من ذلك المتزوجات من مواطن تركي أو المتزوج من مواطنة تركية، حيث يحق لهم التقدم للحصول على الجنسية بعد مرور 3 سنوات، شريطة إثبات وجود ترابط أسري، وأن هدف الزواج ليس فقط للحصول على الجنسية التركية، يضاف إلى ذلك الأشخاص ذوو الأصول العثمانية، ويملكون ما يثبت أصولهم.وفي سياق الجدل داخل الأوساط السياسية التركية، حول تجنيس السوريين في تركيا، كان وزير الداخلية التركي السابق معمر غولر قد أكد أن عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية منذ العام 1923 حتى العام 2013، بلغ 5 آلاف و730 شخصا، معظمهم حصل على الجنسية نتيجة زواجهم من مواطنات تركيات، لكن أحزاب المعارضة اتخذت موضوع اللاجئين السوريين كمادة للتجاذب السياسي مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، ودخلت في جدل مناكفة ونكاية مع الحكومة التركية، ووصل خطاب النكاية إلى حد أن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو كان وعد فيها بإعادة السوريين إلى بلادهم في حال فوزه بانتخابات السابع من يوينو 2015.
هذا وشهدت الجلسة الختامية من جلسات الندوة مداخلات عديدة لم تقتصر فقط على عنوان الجلسة الخامسة والأخيرة وإنما تناولت ربط ومداخلات بين ما تناوله الباحثون في جلسات الندوة الخمسة وما تمخضت عنه من مقترحات ورؤى تعزز العمل الإنساني والإغاثي وتوحد الجهود العربية وأيضا بحثت الندوة في آفاق إعادة الإعمار في المدن العربية المنكوبة وعدم الانتظار لانتهاء الحرب، ولا سيما البدء فيما وصفوه بالتنمية المتزنة والمستقرة للمهجرين والنازحين من مواقع الصراع في سورية واليمن والعراق وليبيا.وثمّن المشاركون في الندوة ندور الكويت الريادي في مجال العمل الإغاثي والتطوعي، ولا سيما دور صاحب السمو أمير البلاد الذي استحق عن جدارة لقب أمير الإنسانية لما لمسوه من أيادي بيضاء في مجال البذل والعطاء والعمل الإنساني.




 افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في متحف الفن الحديث
معرض الفن التشكيلي الصيني .. رؤية في البيئة والتراث

 



المعرض يستلهم سبل التعاون الثقافي والفني بين الكويت والصين
الفنان الصيني المسلم محمد يوسف شنكون احتفى بالحروف العربية مع محاولة مقاربتها بالحروف الصينية
الفنانون التشكيليون الصينيون حرصوا على إبراز كثير من الجوانب الجمالية في أعمالهم
كتب: مدحت علام
يتمتع الفن التشكيلي الصيني بكثير من المواصفات التي تميزه وتجعل له خصوصية لافتة وذات عمق إنساني كبير، كما أن من الملاحظ على هذا الفن أنه شديد الارتباط ببيئته وتراثه وحضارته، مهما كانت درجات حداثته.وفي سياق فعاليات مهرجان القرين الثقافي، في دورته الـ 23، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، في حضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش، في متحف الفن الحديث معرض الفن التشكيلي الصيني، بمشاركة فنانين تشكيليين صينيين، حرصوا على إبراز كثير من الجوانب الجمالية في أعمالهم، مما يعطي المتلقي في الكويت فكرة عن المستوى الذي وصل إليه الفن التشكيلي في الصين.وقدم الفنان وانج هيهي رؤيته التشكيلية، تلك التي اتسمت بالقرب من التراث الصيني، في سياق رمزي متفاعل مع الخيال، ومن ثم فقد تضمنت رؤاه عناصر مأخوذة من الحروف الصينية والبيئة المحلية بحكاياتها وأشكالها، ورموزها الإنسانية، ففي استلهام حسي شديد الخصوصية جاءت لوحة «شعراء في نادي الشعر» التي يتماهى فيها الفنان مع مدلولات تشكيلية متنوعة، فيما عبرت لوحة «صاحب الجواد وجواده» عن تناغم في المشاعر، تلك المشاعر التي أراد الفنان أن يبرزها لدى الحصان وصاحبه، مع تضمين اللوحات بكلمات صينية لإضفاء مزيد من الجمال.واتسمت لوحة «التمتع بجمال البدر في زورق صغير» بكثير من المفردات التشكيلية التي تتفاعل بصورة صريحة مع التراث الصيني القديم، وذلك من خلال عناصر العمل المختلفة، والفنان وانج هيهي دكتور علم الفنون الجميلة في معهد الفنون الجميلة المركزي ومساعد البروفسور لكلية الرسم الصيني في معهد بحوث الفن الصيني، وتتمحور أعماله حول البساطة والإنسانية، من خلال عناصر عديدة، مثل المياه والرياح وأفكار الأدباء الصينيين الذين يجلسون بين الجبال والمياه وهم ينشدون الشعر، كما تتميز أفكاره بالكلاسيكية والدقة ورصد متقن للمشاعر الإنسانية.وتبدو المضامين مفعمة بالحيوية والحركة في أعمال الفنان زهيا جيانجون، بفضل ما قدمه من لوحات احتفى فيها بالطبيعة في أشكالها، ليقدم لوحة «العودة إلى البيت عند غروب الشمس»، وهي الجزء الأول من سلسلة لوحات عنوانها «تربة اللوتس»، وبالتالي جاءت الرؤية ملهمة وذات أبعاد فلسفية خاصة، بينما عبر الجزء الثاني عن مفردات تشكيلية اشتملت على عناصر ملهمة مأخوذة من البيئة الصينية المحلية، كما أن لوحة «منزل في الجبل» المأخوذة من السلسلة نفسها تعبر عن مضامين تتحرك في أكثر من اتجاه، وبتنوع فني جذاب، وولد الفنان زهيا جيانجون في مدينة شيان وهو عضو جمعية الفنانين الصينيين ورسام مستقدم خاص لمعهد الرسم الصيني التقليدي في مقاطعة شانشي، ورسام في مركز الإبداع والبحوث للرسم الصخري في دون هوانج، وترتكز أعماله على مواضيع متعلقة بالديار.وحرص الفنان والخطاط الصيني المسلم محمد يوسف شنكون على الاحتفال بالحروف العربية في وجود الحروف الصيني، في محاولة لوضع آليات مقاربة معها، ومن ثم رسم بخط عربي جميل جملة «خالف نفسك تسترح»، ورسم جملة «عظيم الضرر البحث في البدع»، فيما جاءت لوحة «سلاما قولا من رب رحيم»، بأبعاد جمالية جذابة.والفنان محمد يوسف شنكون ولد في مقاطعة قانسو، وهو خطاط خاص لمجلة «المسلم الصيني»، ويتولى منصب رئيس جمعية الخطاطين للخط العربي، ويمتزج خطه العربي بأسلوب الخط الصيني؛ مما شكل خصائص أدبية من أجل المساهمة في التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية.وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في تعريفها بالمعرض: «الحضارة الصينية هي بلا شك واحدة من أعرق الحضارات التي عرفها الإنسان، وتتصف بعمق وسعة وتنوع وحيوية قابلة للتطور مع مرور الزمن، وتتضمن الثقافة الصيني كثيرا من الأفكار الفلسفية والأخلاق والفنون والعلوم والتكنولوجيا والبيئة... وقد برز كثير من الفنانين الصينيين في مجال الرسم والنحت برؤى جديدة مفعمة بالنشاط والحيوية وتعدد الاتجاهات، مع تأكيدهم على روح البحث والتطوير؛ مما جعل فن الرسم الصيني يدخل نطاق الحياة العصرية، وينتشر في الغرب بين الفنانين والمثقفين الأوروبيين».وأضافت: «المعرض لنخبة من الفنانين الصينيين، وهو عنوان لأحد أنشطة التعاون الودي والتبادل الثقافي الكويتي الصيني، حيث تمتد الصداقة بين الشعبين إلى تاريخ طويل منذ عصر الحرير القديم... وعندما أقامت دولة الكويت (كأول دول خليجية) علاقات ديبلوماسية مع الصين في العام 1971».



وسط حضور جماهيري طربي وما بين الكمان والعود والأصوات العذبة
ألفريد جميل.. أشاع جواً من الرومانسية في مسرح اليرموك الثقافي

 



كتبت: هديل الفهد
يواصل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقديم فعالياته ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي 23، وفي هذا الصدد ضرب محبو الطرب الأصيل موعدا مع أمسية غنائية استثنائية على مسرح اليرموك الثقافي ضمن برنامج دار الآثار الإسلامية الثقافية.حفل بنكهة طربية بعنوان «روائع الكمان» تابعه جمهور متذوق لهذا النوع من الفن لاسيما الباحث عن جسر للتواصل مع ألوان غنائية وموسيقى طربية ترتاح لها الأذن وأصوات عذبة تعرف ماذا وكيف تنتقي أروع الأعمال الخالدة التي طوعت خصوصا بفضل آلة الكمان والعود ومع الأنغام ذات الطابع الرومانسي الهادئ كان اللقاء مميزا.وفي الموعد اعتلى الدكتور ألفريد جميل المسرح ليستقبله الجمهور الذي توافد لمتابعته واصطحبنا من خلال عزفه إلى عوالمه الخاصة عندما تراقصت أنامله على أوتار آلة الكمان التي احتضنها بين ذراعيه ليقدم للجمهور مقطوعات طربية وموسيقية عابرة لكل الضغوط وصعوبات الحياة.على الكمان عزف الفريد وعلى العود عزف فيصل خاجة ليقدما أمسية موسيقية غنائية رائعة شارك فيها مجموعة من الأصوات اليافعة بدأت مع أغنية للمطرب محمد قنديل حيث قلب في دفاتر الطرب الأصيل واختار مجموعة راقية من تلك الحقبة الزمنية، وسط تفاعل مع العزف الموسيقي المختار والمنتقى باحترافية مطلقة، بين كل فقرة وأخرى يصطحبنا الفريد جميل إلى عالمه الخاص ليمطر أسماعنا بعزف منفرد كلاسيكي لغته الموسيقية أبلغ من أي شيء آخر.كما شارك الفريد مجموعة من الشباب حيث أدوا أغاني مختلفة منهم الشاب محمد المطيري الذي يعرف بأنه سيكون في مواجهة جمهور نخبوي لن يقبل بأي شيء، لذا اعتنى باختياراته جيدا فاختار من أعمال الراحلة كوكب الشرق أغنية «حانت الأقدار» ووجد أداؤه ردود أفعال جيدة وجعله وفريقه يكسبون المواجهة مع جمهور واع ومثقف ويعي كيف يكون التمازج بين الصوت والكمان. ليسدل الستار على أمسية عربية كلاسيكية قدمها الدكتور الفريد جميل تحت سقف اليرموك الثقافي.يذكر أن الفريد جميل يعتبر واحدا من أمهر العازفين على آلة الكمان ودرسها وتخصص بها علميا وأكاديميا حيث التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية تخصص «أصوات» وخلال دراسته بالمعهد درس لمدة عام بالكونسرفتوار قسم «تأليف وقياده ونظريات» ثم قام بدراسة اله الكمان لتصبح آلته الأولى على يد البروفيسير بريدزى ثم نال درجه الدكتوراه في فلسفة الفنون على رسالة بعنوان «تحقيق بعض المقامات العربية غير المطروقة» من خلال أستاذه التركي وله العديد من المؤلفات منها كتاب التدريبات الاساسية لآلة العود . كذلك له عدة مؤلفات بخلاف التمارين منها لونجا كروماتيك، لونجا أثر كرد، لونجا نهاوند، دويتو لاله العود، خماسي أعواد لونجا جاز، حوار الإيقاع، تحميله بلوز موسيقى التحول عن أسطورة لوتس وباردي المصرية القديمة، قراءة عكسية للونجا يورغو، اكابيلا بياتى، تحميله راحه الأرواح، سماعي أنفاس الطيب، سماعي فكرة تانيه، كابريس نهاوند وغيرها.

 


ضمن فعاليات «القرين» الموسيقية على مسرح عبد الحسين عبد الرضا
«ماشين» البلجيكية تكسر حاجز اللغة بما قدمته من موسيقى وأغنيات

 

 



كتبت: خلود أبو المجد
شهد مهرجان القرين الثقافي، في دورته الــ23، يوم الثلاثاء الماضي حفل الفرقة البلجيكية «إنساتر دير ماشين» التي قدمت عروضها في دول مختلفة من العالم، وحصدت جائزة أحسن عرض ضمن مهرجان «كلارا» البلجيكي.ففي أمسية استثنائية أقيمت على مسرح عبد الحسين عبد الرضا بالسالمية، كان اللقاء مميزا... وعلى الرغم من اختلاف اللغة تبقى الموسيقى وحدها عابرة لكل حواجز اللغات واللهجات والثقافات، وتبقى رسول محبة وسلام تؤلف القلوب وتنشر البهجة والسعادة.وفي الموعد اعتلى أعضاء الفرقة البلجيكية «إنساتر دير ماشين» المسرح ليستقبلهم الجمهور الكبير الذي توافد لمتابعة أبرز أعمالهم، حيث قدمت الفرقة خلال حفلها 11 أغنية تنوعت بين اللون الكلاسيكي الهادئ وبين النمط سريع الإيقاع الذي تفاعل معه الجمهور، ولعل ما ميز الأمسية هو قدرة اعضاء الفرقة على كسر حاجز اللغة؛ فقدموا عددا من الأغنيات باللغة الانجليزية، مثل أغنيات “burning fuel, song x, narodnaja, Woolf, sun, earth, tattooed body blues, cold, highlands, the silent story”
هذا، وبدأت الفرقة نشاطها الفني في العام 2001، وأصدرت ثلاثة ألبومات حققت نجاحا كبيرا بين الشباب، خاصة أنها تقدم موسيقى الكتروبوب التي تمكنت من أن تحوز إعجاب جمهور الحضور في مسرح عبد الحسين عبد الرضا، فصفق لها الجميع.



في الجزء الأول من ندوة «إبداعات عالمية.. واقع وآفاق»

د. الشطي: «إبداعات» وصلت  إلى العالمية وفق منهج علمي دقيق

 


د. العنزي: ظاهرة «إبداعات»  تستحق أن نقف أمامها ونحلل دلالاتها
د. أبو طالب: الترجمة لا بد أن ترتبط  بخبرة شخصية وتجربة حياة
د. عائشة الشطي: المترجم يواجه معضلة كيفية المحافظة على روح النص الأدبي

كتبت: فضة المعيلي
ضمن فعاليات مهرجان القرين في دورته الـ 23، أقيمت ندوة «إبداعات عالمية .. واقع وآفاق» في قاعة الجوهرة في فندق كراون بلازا. وتضمنت الندوة شقين الأول قدمه د. سليمان الشطي، حيث استعرض بحثا بعنوان «تحت ظلال إبداعات»، وقام بإدارة الجزء الأول من الندوة د. علي العنزي. أما الشق الثاني من الندوة فقد قدم فيه د. أسامة أبو طالب بحثا بعنوان «الترجمة بين القواعد المرعية والخبرة الذاتية» وقامت بإدارة الندوة د. عائشة الشطي. وقد حضر الندوة الأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، وجمع من المثقفين والمهتمين.استهل الجزء الأول من النــدوة بكلمــة مـن د. علي العنزي وقال: «نعتز حقيقية ونفتخر بأن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولجانه خاصة وفي مقدمهم لجنة إبداعات عالمية، ملتزمة بطموح وطننا الغالي الكويت وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، الذي نستلهم من رؤيته وطموحاته لهذا الوطن المعطاء، كل ما من شأنه جعل الكويت والوطن العربي مركزا ثقافيا، يقدم أفضل المعايير العلمية والثقافية والأدبية». وأضاف د. العنزي «كنتيجة لذلك رأى الأخوة في المجلس الوطني أن السلسلة باتت ظاهرة في حد ذاتها، ظاهرة تستحق أن نقف أمامها ونحلل دلالاتها، وهو ما سيقوم به أحد فرسان الأدب والنقد الكويتي، د. سليمان الشطي.
وبدأ د. الشطي حديثه عن أهمية الترجمة وقال «قديما ترجموا، أدركوا أن الترجمة هي الباب السحري لاختصار المسافات، وسبيل القفز المتسارع نحو التقدم واللحاق بكل جديد، لذا عرفت ثقافتنا العربية الإسلامية مبكرا دور الترجمة، فكانت أول نشاط فكري مارسته وفتحت مراكزه، ومن أشهرها بيت الحكمة الذي أنشأه الرشيد، وبلغ مع الخليفة المأمون قمة نشاطه في الترجمة، فقد كان يضم فرقا خاصة للترجمة عن اللغات الإغريقية والسريالية والفارسية، ووضع مشرفين عليهم، ومن أشهرهم يوحنا بن ماسويه، المشرف على هذه الفرق».

ومضات
وأعطى د. الشطي ومضات مهمة عن تجربة دولة الكويت في الترجمة وقال «في أوائل العشرينيات عندما بدأ التفتح كان أول شيء يقوده المتعلمون، وعبد العزيز الرشيد أحد أعلامهم أنه دعا إلى تعلم اللغات الأجنبية، بل من المناسبة الطريفة أن أول مسرحية نسميها مجازا مسرحية سنة 1924، ألفها عبد العزيز الرشيد ومثلها الطلبة، وكان يحضرها الثقافة الحديثة والعلم الحديث، والدفاع عن تعلم اللغات الحديثة، لأن القدر يربط بين فن المسرح وفن الاطلاع على اللغات الأخرى». ومر د. الشطي على الخطوط الرئيسة لبداية الترجمة وقال «عندما جئنا في البعثة في الأربعينيات وجدنا عددا كبيرا من الذين اهتموا بالترجمة، فالأديب فاضل خلف ألف قصصا وترجم قصصا في نفس الوقت، والشاعر محمد المشاري أعاد صياغة قصائد ترجمها وأعاد صياغتها شعرا»، لافتا إلى أن هذا الهاجس المهم عند المستنيرين للبحث والتقصي في فعل الترجمة سنجد أن محمود توفيق، وهو شاب كويتي درس في القاهرة في فترة الخمسينيات واهتم بالترجمة، وترجم ثلاثة نصوص طبعت في العام 1957، وطبعتها إدارة الشؤون في ذلك الوقت، ولكن لم يستمر في مشروعه لأنه توفي. وأشار د. الشطي إلى أن ذلك الخط مهم لأنه يعطينا مؤشرا لماذا تم التفكير في منتصف الستينيات في ترجمة مسرحيات عالمية، وهو استكمال لذلك الخط، وسبق أن ترجمت ترجمات متفرقة لعدد من الأدباء، لكن هذا الخط دل على أنه ممتد، فكانت هناك الرغبة والظروف حيث إن جامعة الكويت فتحت، وتضمنت أعلاما من المترجمين العرب، ومن ثم كان لا بد أن نبدأ بترجمة المسرح، ومن ثم أطلقت سلسلة المسرح، وهذه السيرة التي ستسير على منهجها إبداعات أول شيء اهتمت به وليس فقط أن تترجم».



المنهج العلمي
وتابع د. الشطي أن أهم ركيزة قامت على أساسها هذه السلسلة هو المنهج العلمي الدقيق في اختيار بعض المسرحيات، واختيار بعض الطبعات المعتمدة مثل مسرح شكسبير، وبرز ملمح جديد غير مسبوق، وهو الاتجاه إلى ترجمة الأعمال الكاملة لعدد من كبار المسرحيين لتكوين مكتبة مسرحية متكاملة، وأسندت الترجمة إلى مختصين باللغات الأصلية مباشرة، ولهم تجارب ناضجة في مجال الثقافة المسرحية، لافتا إلى أن هذه السلسلة استمرت بما ما يقارب عشرين سنة وحققت نجاحا كبيرا. وقد قاموا بتغيير الاسم من مسرح عالمي إلى إبداعات عالمية وأدخلوا فنونا أخرى، ولكن حدث تغيير بعد ذلك بأن أعطوا المسرح حصته وظلت إبداعات فظفرنا بأسدين كبيرين، وعلق د. الشطي قائلا: «إن هذه البداية الموفقة والبداية قائمة على الأسس، صدر خلالها بأرقام تقريبية مائة عدد ونيف «103» حتى ديسمبر من العام 2016، وبمعدل عمل فني كل شهرين، وبخطة واضحة وأسس يمكن النظر إليها، وأنها تضمنت عدة ملامح دالة.



ملامح
وتطرق د. الشطي إلى الملمح الأول وهو ثبات التنفيذ والتزامه بالإصدار وفقا للخطة، طوال ما يقارب عقدين من الزمان، وظلت ملتزمة بالعدد الواجب إصداره، فكل سنة يجب أن تستكمل حصتها ونصيبها بإصدارات ستة، وقد التزمت بخطة النشر هذه، وحافظت على خطة التطوير من حيث الاهتمام بإثبات بيانات النصوص المترجمة بلغاتها. أما الملمح الثاني والرئيس فأوضح د. الشطي أنه الانفتاح على الجهات الأربع، وأشار د.الشطي إلى قول مشهور لطاغور وهو «أريد أن أفتح نوافذي على الجهات الأربع لكل ريح تهب علي، ولكني لن أسمح لأي رياح أن تقتلعني من جذوري»، لافتا إلى أن هذا المبدأ العظيم يتجلى واضحا في الخطة التنفيذية التي سارت عليها السلسلة، ونثبتها من خلال النظر في عدد الحقائق الواضحة المتمثلة في التنوع البارز. وأكد الشطي أن «إبداعات» ذهبت إلى الأفق الأوسع، واهتمت بقدر الإمكان بأن تنظر إلى المساحة العالمية الكبيرة. وتابع د. الشطي في حديثه عن الملامح وتناول الملح الثالث وهو يتمثل في الهدف الأساس والخاص بمد نظر الترجمة إلى أجناس الأدب المختلفة، فأفق النظرة المتسعة ستلتفت إلى الفنون الأساسية التي تنطوي تحت المسمى الشامل «إبداعات» فنرى أن فن المسرح حيث أبقت «إبداعات» لأبي الفنون حصته من الاهتمام والنشر، فقد استمرت السلسلة في متابعة نشر النصوص المسرحية على المنهج السابق نفسه. وعن الرواية قال د. الشطي «أخذت نصيبا وافرا من الترجمة في كل اللغات»، أما في القصة القصيرة فلقد اهتمت السلسلة بهذا الفن المتميز فأعطته ما يلامس 20 % من مجموع ما صدر منها، وعن الشعر بأن الاتجاه إلى ترجمته فيه كثير من الحذر لطبيعة الشعر الذي تصعب ترجمته، ولكنه على الرغم من ذلك فقد أعطي نسبة جيدة. وعن الملمح الرابع وهو كتابات خارج النسق يقول د. الشطي: سنجد أن «إبداعات» رأت أنه من حق القارئ العربي أن يطلع، فاتجهت إلى اختيار فن فكر عريق وفريد وهو «الزن»، تلك العقيدة التأملية، فقدمت لنا أجمل حكايات الزن وفن الهايكو. وفي حديثه عن الملمح الخامس تحدث د. الشطي عن مؤشر الجودة وأوضح أن من ضمن من ترجمت أعمالهم سبعة ممن حصلوا على جائزة نوبل في الأدب، والآخرون أكثرهم كان على قوائم هذه الجائزة، وحصلوا على جوائز واعترافات من مراكز عالية القيمة. ولفت د. الشطي إلى أن تلك الأعمال وغيرها كان يحكم اختيارها للترجمة فهو معيار التفوق والجودة والاعتراف بمزاياها الفنية، من خلال رقيها إلى مستويات هذه الجوائز العالمية، مما يستدعي ظفر اللغة العربية بهذا الإبداع العالمي.وأضاف أن الملمح السادس وهو إضاءات على أدب المهمشين يكشف توجها حميدا في هذه الاختيارات، فثمة اهتمام كاسح ساد الساحة الثقافية لتسليط الأضواء على الزوايا التي ظلت مهملة أو تحركت في الظلال البعيدة والمتمثلة في أدب المهمشين. وكانت المرأة وقضاياها هي المساحة الكبيرة التي غيبتها الأضواء، لذا كان من الضروري ألا تتأخر سلسلة «إبداعات» عن الدخول في هذه الساحة وتقدم مساهمتها.وفي الجزء الثاني من ندوة «إبداعات عالمية .. واقع وآفاق»، قدم أ. د. أسامة أبو طالب ورقة بعنوان «الترجمة بين القواعد المرعية والخبرة الذاتية»، وقامت بتقديمه د. عائشة الشطي.في البداية، قالت الشطي: إنه عندما نتحدث عن سلسلة «إبداعات عالمية» ومسيرتها الحافلة التي نقلت لنا مختلف أنواع الأدب وفنونه من مسرح وقصص وشعر وغيره، لا بد أن نتحدث عن فن آخر وهو الذي مكننا من تذوق هذه الفنون، إلا وهو فن الترجمة.وأضافت الشطي أننا سنتحدث كيف يكون المترجم فنانا، لافتة إلى أنه لطالما واجهت المترجم معضلة في نقل النص الأدبي من لغة إلى لغة أخرى، وهي  تتمثل في أمرين: أولا كيفية المحافظة على روح النص الأدبي، وثانيا تقديمه بلغة تتفق مع الذائقة الأدبية للقارئ المتلقي. وبينت أن د. أبو طالب جمع الفنين كلا منهما مع الآخر، وهما الترجمة والشعر، وأنه حاليا أستاذ دراما ونقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية.من جانبه، قال د. أبو طالب إنه وزع مجهوده في إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بين «عالم الفكر»، لكن المسرح أخذ القسط الأكبر من جهوده، باعتباره مسرحيا من الدرجة الأولى، ثم «سلسلة إبداعات».واعترف د. أبو طالب بأنه قبل أن يسلم نص «الإياب» للمسؤولين عن الترجمة، كان قد أرسله إلى د. سليمان الشطي، وإلى الكاتب وليد الرجيب، وإلى د. علي العنزي، وأنه كان مهموما تماما لأنه يعرف أن المترجم مهما برئت ساحته فهو - وفق المثل الإيطالي القديم - «خائن»، وقد أشار د. سليمان الشطي إلى كلمة الجاحظ القديمة أيضا بهذا الشكل. وأشاد د. أبو طالب بالشطي والعنزي والرجيب، وقال إنهم منحوه طمأنينة  دفعت به إلى أن يسلم النص.



ترجمة صحيحة
وقال د. أبو طالب: «لا يمكن الحديث عن ترجمة صحيحة مقبولة للأدب -بأجناسه وأنواعه المختلفة من سرد نثري ومن شعر غنائي أو ملحمي ومن كتابات درامية -  إلا مع التسليم أولا بمعرفة المترجم الكاملة باللغة التي يترجم منها، بدقائقها وخفاياها النحوية والبلاغية ومراحل تطورها وتاريخها وأصولها اللغوية والأنثروبولوجية في عصرها ومحيطها الاجتماعي، مع ضرورة أن علاقته بها علاقة معايشة ومشاركة في حياة تتيح له التعرف على سلوك أفرادها وعاداتهم وتقاليدهم وعصرهم وثقافتهم وأديانهم وخرافاتهم، وليست مجرد معرفة نظرية بعيدة مصدرها القواميس والكتب».وتابع د. أبو طالب «لا بد أن تكون مرتبطة بخبرة شخصية وتجربة حياة ومماحكة من هذه اللغة والبشر الذين يتكلمونها ويكتبون بها، فضلا عن ضرورة معرفة المترجم العميقة بكل مؤلفات وكتابات من يترجم له عملا من الأعمال إلماما بأسلوبه وتفكيره وقاموس مفرداته، حيث إنه ليس في مقدرو أحد، سواء أكان مترجما أم قارئا أن يعالج أي نص من دون سابق معرفة، ومهما بلغت المعلومات التي بحوزتنا عن العالم الذي نحيا فيه فإنه من الضروري أن نكون على بينة من مؤلف النص الذي نواجهه لأول مرة، وحتى النص الذي نجهل أصله، فالمترجم وسيط بين المؤلف الذي يروم الاتصال والقراء الذي يرومون الفهم، فالمترجم يقع ضمن هذا المجال، وأن إعادة صياغته النص، بلغة أخرى، تضع قراءه الذين يتعاملون مع النص المقدم لهم بموجب المكملات اللغوية الخاصة بهم، في موقع باستطاعتهم كشف النص، ولكن كل وفق ثروته المفرداتية أو سطحيته اللغوية، بحيث يجعل النص يقدم بصورة متماثلة لجمهور قراء النص الأصلي».



إشكالية كبيرة
من ناحية أخرى، قال د. أبو طالب إنه في تجربة ترجمة الشعر كان هناك مشكلة كبرى، خصوصا أن ترجمة الشعر كانت إلى شعر عامودي، وهنا الشعر العمودي، والقافية يقهران المترجم، ويقهران النص الأصلي قهرا شديدا، وإنه وقع في هذه المشكلة العديد من المترجمين. ولفت إلى أن ترجمة الشعر وحدها تحظى بالقدر الأكبر من البحث والاهتمام، حتى أنها لاتزال تمثل إشكالية كبيرة معقدة أمام المترجمين والباحثين والشعراء والقراء المهتمين بعمليات التثاقف وتبادل المعرفة بين الشعوب، مشيرا إلى أن الشعر يتمتع بخصوصية شديدة تصل إلى حد اعتباره «أشد الفنون عنادا في محليته»، حيث إن لكل لغة مناخها الاجتماعي الإنساني وبيئتها  الجمالية والتعبيرية والمعرفية  الخاصة بها، والتي لا يمكن بحال من الأحوال أن تتطابق أو تتشابه مع لغة أخرى.وتحدث د. أبو طالب - من جانب خبرته الشخصية - عما يفضل ترجمته، فقال: «أنا لا أحب الترجمة الشعرية، لأن إيقاعي متواتر، فأنا أحب المسرح كثيرا لأنه تراكم حديثي وباستمرار، لكن مسألة  ترجمة الشعر مسألة أخرى، فهي عذاب حقيقي تماما، خصوصا عندما أعرف وأعي وأحس بالذي أنقله من لغة إلى لغة، وتبدأ المفردات كـ «الفراشات تتطاير من حولي»، وأنه كلما زادت معرفة المترجم بلغته العربية زاد عذابه؛ لأن حرية الاختيار هنا تصبح القيد الحقيقي، عندما اختار أي كلمة».ومن خلال حديثه، اقترح د. أبو طالب أن تعرض إصدارات «إبداعات عالمية» عند ناشر، وأن يكون هناك ركن خاص يعرض مختلف الإصدارات التي تخص «إبداعات عالمية».وفي ختام قوله شدد د. أبو طالب على أهمية استمرارية «إبداعات عالمية» في الصدور، حيث إنها تمثل زخما ثقافيا يقبل عليه كثير من الباحثين ومحبي القراءة في العالم العربي.



مداخلات
الرجيب: «عالم الفكر» و«عالم المعرفة» معروفتان على مستوى كبير

قال الروائي وليد الرجيب إنه من بين المطبوعات «عالم الفكر»، و«عالم المعرفة» وغيرهما، وهي مطبوعات معروفة على مستوى كبير جدا، سواء محليا أو خارجيا، واقترح قائلا: «نحتاج إلى مثل هذه الندوات، ونحتاج أيضا إلى أن تخرج دعاية بصورة أكبر إلى الخارج».وأضاف الرجيب: إن المجلس يعكف الآن على النشر الإلكتروني، وسوف تنزل الأعداد كاملة لكل المطبوعات، ويجتهد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مشكورا بهذا الصدد حتى تنزل للجمهور إلكترونيا بشكل واسع، ولفت إلى أن الموقع المخصص للقراءة يجب أن يعمم ويعرف عند الجمهور، فهناك كثير من المهتمين بالقراءة، واقترح على المجلس أن يفكر في طريقة لتسويق مطبوعاته.
د. خليل: الكتب المترجمة تحقق مبيعات عالية ، من جانبه قال المدير العام لدار الفارابي د. حسن خليل إن هناك كُتّابا شبابا يكتبون بصورة جيدة، وإن لديهم قدرات - إن أُتيحت لهم الفرصة – على أن يترجموا مؤلفاتهم إلى لغات أجنية، ومن الممكن أن تصبح إبداعات في مكان ما، وعلق: «إن الترجمة تتجه اتجاها واحدا للأسف، وتعد هذه مشكلة كبيرة، فنحن نتجه إلى أن نترجم كتبا تعود لكبار المؤلفين»، واقترح د. خليل أن يسير موضوع الترجمة في اتجاهين، وأشار إلى أنه على المستوى العربي حققت الكتب المترجمة مبيعات عالية.
د. المالح: الترجمة مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى
قالت د. ليلى المالح إن الترجمة مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى؛ فالترجمة تسهم في التقارب بين الثقافات المتعددة، وما أحوجنا إلى هذا التقارب بين الثقافة. وأشادت بالمطبوعات التي يقوم بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقالت: «ندين بثقافتنا إلى هذا الإنتاج الكبير والعظيم». وتحدثت د. المالح عن الذائقة الأدبية، وقالت: «أعتقد أننا الآن لدينا إمكانات كبيرة في التأقلم مع أجناس مختلفة جدا من التعبير الأدبي، وأعتقد أنه يتعارض مع الذائقة الأدبية العربية وترجمة الشعر». ورأت د. ليلى أن ترجمة الشعر الحديث صعب لأنه من دون قافية أو وزن.



الكويت لا تنسى أبناءها المبدعين
ليلة تكريم المسرحي الراحل فؤاد الشطي

 


كتب: محبوب العبدالله
من بين منارتين ثقافيتين كويتيتين مقررتين في برنامج فعاليات الدورة الـ 23 لمهرجان القرين الثقافي هذا العام: أقيمت الأولى حول حياة ومسيرة الفنان المسرحي الراحل فؤاد الشطي وقدمت مساء يوم الأربعاء الماضي على مسرح مكتبة الكويت الوطنية.وتميزت منارة الفنان المسرحي الراحل فؤاد الشطي بحضور فني كثيف تقدمهم الأمين العام م. علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر فيصل الدويش، وأبناء وأصدقاء ومحبو الفنان فؤاد الشطي من الفنانين والصحافيين والنقاد الفنيين الذين رافقوا وعايشوا الفنان الراحل خلال مسيرته الفنية التي توقفت بعد رحيله في 6 أبريل عام 2016. وتناول الحديث عن فؤاد الشطي في المنارة الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، والناقد الفني عبدالمحسن الشمري، وأدارها الفنان سليمان الياسين.ووزع رئيس مجلس الإدارة بالإنابة في فرقة المسرح العربي صالح علي القيلاني بيانا تقدم فيه بالشكر باسم رئيس وأعضاء الفرقة لوزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصباح، والأمين العام م. علي اليوحة، والأمناء المساعدين في المجلس، ورئيس وأعضاء اللجنة العليا المنظمة لمهرجان القرين الثقافي على جهودهم الطيبة في سبيل إقامة وإنجاح هذه المنارة، وتسليط الضوء من خلالها على الدور الريادي الذي قام به الفنان الراحل فؤاد الشطي، ودوره المؤثر والفني بالعطاء في فرقة المسرح العربي، والحركة المسرحية الكويتية والخليجية والعربية. وفي حديثه وذكرياته عن الفنان الراحل فؤاد الشطي قال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع في ورقته:
لفت نظري منذ العام 1965م ولاحظت حيويته وجاذبيته الخاصة، كما لاحظت إلى جواره زميليه: عبدالمجيد قاسم (عوعو) وكنعان حمد - رحمه الله - وكان ذلك في تدريباتهم مع الأستاذ زكي طليمات وهم طلاب مركز الدراسات المسرحية المسائي في الدور العلوي من مبنى مسرح كيفان.كنا في ذلك الوقت قدمنا موسما غنيّا لفرقتنا «فرقة مسرح الخليج العربي» الوليدة وصَاحَبَ هذا النجاح ما صاحبه من زهو وشعور بالتميّز يصيب دائما الإنسان وهو شاب متوثب يتطلع للمستقبل.بادرت بتحية فؤاد ولم أكن أعرف اسمه ولا اسم أي من زميليه بل أشرت إليه وإليهما بأدوارهم المسندة إليهم ودعوتهم للانضمام لفرقة مسرح الخليج العربي وقد لاحظت بسرور أنه قد استقبل العرض بارتياح وقبول لكنه اعتذر عن نفسه وعن زميليه بأنهم جميعا قد سجلوا أنفسهم أعضاء في الفرقة الوليدة «فرقة المسرح العربي» التي أشهرت كجمعية نفع عام تحت رقم (30) وفق القانون رقم (24) لعام 1962م، وكان ذلك في أغسطس من عام 1964م أي بعد أكثر من عام على قيام «فرقة مسرح الخليج العربي» التي أشهرت بموجب ذلك القانون تحت رقم (11) في 13/5/1963م.فغبطت فرقة المسرح العربي على استئثارهم به وتمنيت له ولزملائه التوفيق مع الفرقة الزميلة.. وتدور الأيام وتمر المواسم تلو المواسم ويحدث التنافس بين فرقتينا وتتحدد ملامح كل فرقة ويخرج التنافس عن حده مع فورة الحماس المتلازمة مع الشباب ويبدأ التنابز والتلاسن والتشنيع ويخرج الأمر أحيانا عن حدوده الطبيعية مع اللامبالين اللامسؤولين في الطرفين فيقول هؤلاء عن فرقتنا مسرح الخليج إنه مسرح المعقدين ويقول المتشددون منّا عن العربي فرقة المهرجين، ولكن المستوى القيادي واللقاءات ذات الطابع شبه الرسمي تقول غير ذلك حيث كنا نجتمع وننسق ونتبادل الرأي في شؤون فرقتينا مع فرقتي الشعبي والكويتي المشهرتين بالقانون نفسه ووفق ذات النظام الأساسي.كنا نقترع بنديَّةٍ على حجز دُور العَرض ونتنازل لبعضنا إذا اقتضى الأمر أو نتبادل أوقات العروض حسب الجهوزية وكان فؤاد المتحمس المتوثب عاملا رائعا في محاولة خلق الوئام والتفاهم بين الجميع، كان ذا رأي سديد وقوي وكان محبّا حقيقيّا لفن المسرح ويسعى دائما للتفاهم، وكنَّا أحيانا نسيء الظن به لكنه يفاجئنا بطيبته وسلامة طويته، وكان أن كسب الجميعَ وصار رقما صعبا في المعادلة المسرحية في الكويت تعدَّاها بعد ذلك إلى دول منطقة مجلس التعاون ثم المستوى العربي العام وتلا ذلك اتصاله بالهيئة العالمية للمسرح. ومن خلالها خدم الكويت وقدَّمها خير تقديم كما خدم سائر الدول العربية ودول مجلس التعاون منها على وجه التحديد حيث كان صاحب المبادرة والسعي لأن تكون كلمة يوم المسرح العالمي لكاتب عربي.
وأما على المستوى المحلي فقد كان الساعي المتحمس لتأسيس اتحاد المسارح الأهلية وهو الدينامو المحرك لكل ما حققه الاتحاد خلال سنوات طويلة حتى قوضها الجهل والتدخلات من السفهاء الخالين من المواهب. وكان فؤاد من ضمن الساعين لتأسيس تجمع الفرق المسرحية الأهلية التابعة لدول مجلس التعاون والداعمين لأنشطته وكان له جهد كبير في الدورة التأسيسية الأولى لمهرجان الفرق المسرحية الأهلية التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت في الكويت عام 1987م وكانت فاتحة رائعة تم فيها لأول مرة تكريم الرمزين الكبيرين حمد الرجيب وصقر الرشود.. وكل ذلك تحت نظره وبحماس منه، وقد كنت شاهدا ومشاركا.فؤاد الشطي شارك بفاعلية في تأسيس الاتحاد العام للفنانين العرب وكنت إلى جواره في كل الخطوات التأسيسية وقد قدمني على نفسه كما هي عادته في الإيثار والكرم كما كان فارس تأسيس اتحاد المسرحيين العرب في بغداد واخترناه نائبا للرئيس الأستاذ سامي عبدالحميد.أما عن علاقاته الاجتماعية ومساعيه الإنسانية فإنها لا تعد ولا تحصى فقد كان وفيّا لأصدقائه حريصا على مشاعرهم مشاركا لهم في الأتراح قبل الأفراح حريصا على أداء الواجب والقيام به خير قيام، كما كان عطوفا وسخيّا إلى أبعد الحدود وقد شهدت له مواقف كثيرة ساعد فيها مساعدات مجزية. وأذكر من ذلك حادثة لأحد الإخوة الزملاء من إحدى البلاد العربية تعرض لعقوبة غير مستحقة وسجن فكان فؤاد المبادر لمساعدة أسرته طوال فترة سجنه.وفؤاد لم يغادر الكويت أثناء احتلالها وبقي صامدا يشارك الناس ويساعد ما وسعه ذلك، رغم أنه متناقض فهو جسور وقوي وهو مذعور وخائف في ذات الوقت يثير الضحك أحيانا عندما يفزع لأمر بسيط وقد شهدت له مواقف كثيرة من ذلك.كان فؤاد أيضا فوضويّا وكنَّا في كثير من الأحيان نسافر معا فكان يعجب بشنطتي الصغيرة بالقياس لشنطته وموضع العجب أن شنطتي على صغرها تحمل كل شاردة وواردة لأنها مرتبة وملمومة، بينما تعيش شنطته الفوضى، وكان غالبا يطلب من أحد عمال الفندق بوضع كل حاجياته في شنطته ويكرمه لقاء ذلك.كان على درجة عالية من الذكاء ومن الثقافة ولديه مكتبة جيدة ولم يكن يأنف من السؤال يوجهه لي أو للدكتور سليمان الشطي وهو من أصدقائه المقربين أو أي شخص آخر.وحديث الإعجاب بمواهب أولاده أسامة في التأليف والثقافة وأحمد في الإخراج وأوس في التمثيل فإنه محب يرى فيهم نفسه وأنهم امتداد لجهوده.وفي حياته العامة وداخل فرقة المسرح العربي يقدر الزمالة ويحث الجميع على نبذ الخلافات وكان منفتحا وصريحا في طريقته في الإدارة لا يمنع أي عضو من حضور اجتماعات مجلس الإدارة إن رغب في ذلك.. وكان نظاميّا لا يهمل شاردة ولا واردة إلا وكانت مسجلة ومحفوظة، وأعتقد أن أرشيف العربي الوثائقي - للمواد المكتوبة والمطبوعة والمسجلة والمصورة ومحاضر الجلسات والصور - لا نظير له في أي فرقة من فرقنا المسرحية وكل ذلك بحرص من فؤاد وتوجيهاته وحب العاملين له وعلى الأخص المرحوم كمال جاب الله والصديق العزيز الزميل محمد حجازي.كان فؤاد يحب كل المسرحيين ومن الطريف أن يماثل صقر الرشود - رحمه الله - في مسألة لافتة للنظر.. وهي أن معظم - إن لم يكن كل - معارف هذا وذاك يظن أنه الصديق المقرب له.. وسوف نصادف عشرات إن لم نقل مئات الأشخاص كل منهم يظن أنه الصديق المقرب لفؤاد الشطي وأنه موضع ثقته وأن الذي بينهما ليس له نظير.وتناول المتحدث الثاني في المنارة الناقد الفني عبدالمحسن الشمري عدة جوانب ومحطات في مسيرة الفنان الراحل فؤاد الشطي قال فيها:
قد يكون السؤال غريبا ومفاجئا للجميع، فؤاد سالم الشطي رجل المسرح والمخرج والمنظر والمفكر والباحث والعاشق للمسرح من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، لم يحد إطلاقا عن مبادئه، ولم يتنازل عن أفكاره التي اعتنقها، كان همه الأول والأخير خدمة المسرح والحركة المسرحية، وليس غريبا عليه ذلك فهو المدافع عن المسرح والمسرحيين، وهو الذي كان يسعى على الدوام لجمع شملهم تحت كيان واحد، وتحت مظلة ترتقي بهم وتمنحهم الحجم الحقيقي الكبير الذي يستحقون، كان وراء العديد من الإنجازات التي حققتها الحركة المسرحية المحلية في الداخل والخارج، صديق الفنانين، لم يقف دوره عند تقديم الأعمال المسرحية المميزة بل سعى مع عدد من الفنانين لإقامة كيانات مسرحية وفنية خليجية وعربية، ونجح في مساعيه، لم يخاصم أحدا ولم يهاجم، كان شجاعا جدا لأبعد الحدود في قول كلمة الحق والدفاع عن الفنانين.
لو أردنا أن نتوقف عند سيرة هذا العملاق الذاتية لاحتجنا إلى صفحات وصفحات، ولطال الحديث وتشعب إلى ساعات طويلة، فكل عمل من أعماله يمكن أن نتناوله في صفحات وصفحات، وكل مشروع كان وراءه والداعم له يحتاج إلى الكثير من الجهد.
اعذروني أيها الأصدقاء الذين حضروا لسماع السيرة المشرقة للراحل فؤاد الشطي وإنجازاته وإبداعه لأني اختصر كثيرا في سيرة رجل ملأ الدنيا وشغل أهلها سنوات طويلة ليس بأعماله المسرحية التي أخرجها وحسب، فهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، بل بإنجازاته للحركة المسرحية الكويتية بشكل خاص والخليجية والعربية. ولعل الأبحاث والدراسات في أكثر من بلد عربي التي تناولت أعماله ورؤيته الإخراجية في عدد من المسرحيات خير دليل على المكانة المرموقة التي يحتلها هذا المبدع.

 


مدخل
بداية لا بد من الإشارة إلى أن الراحل فؤاد الشطي من مواليد 4 سبتمبر 1951، ودخل المجال الفني وهو يافع، لم يقف عند حد المشاركة في الأعمال التلفزيونية والمسرحية، بل تلقى ما يدعم مواهبه ويصقلها من خلال دورات خارج الكويت، وانخرط في الدراسة الجامعية في أرقى المعاهد.كان رحيله عن عالمنا في 6 أبريل 2016 صدمة لكل المحبين في أرجاء الوطن العربي الكبير، فقد كان حدث الرحيل مجلجلا صعبا جدا، إذ لف عشاق المسرح من المحيط إلى الخليج الحزن الشديد لرحيل هذا الفنان الذي كان يتلقى علاجه في الخارج، رحل فؤاد الشطي جسدا لكنه باق معنا بأفكاره وبأعماله الخالدة وبإنجازاته المهنية والفنية، وهناك من العناصر الشابة من أبنائه ورفاق دربه والذين عملوا معه من يسير على خطاه ويستلهم من أفكاره، ويعمل للحفاظ على اسمه.

 


تجربة تلفزيونية
وإذا كان فؤاد الشطي قد عرف برؤيته الإخراجية المتطورة لعدد من المسرحيات المحلية، فإن من الحق علينا قبل الحديث عن فؤاد الشطي رجل المسرح والمبدع والمنظر والقائد والفنان الشامل، أن نتوقف قليلا أمام جانب آخر ربما لا يعرفه إلا القليلون من متابعي أعماله، ونعني به الجانب التلفزيوني في رحلته الفنية، وهي الرحلة الأولى في مسيرته الفنية، وكان خلال تلك المحطة يحاول أن يتعلم من الكبار، ويستفيد من تجاربهم، وليس غريبا على شاب طموح مثل فؤاد الشطي أن يعمل مساعدا للمخرج في العديد من الأعمال التلفزيونية، مسلسلات كانت أم برامج.ونتوقف عند تلك المحطة بعملين أرى شخصيا أنهما من الأعمال التلفزيونية المهمة في مسيرة تلفزيون الكويت، ويكشفان عن موهبة الشطي في التلفزيون، ويؤكدان كم هو مهموم بالأعمال الإبداعية.الأول هو أوبريت «والله زمن»، وهو العمل الذي كثيرا ما نتابعه عبر العديد من المحطات الفضائية خاصة المحلية منها، فهذا العمل وراءه مبدع كبير هو الفنان فؤاد الشطي الذي أخرجه في العام 1977 وأدى بطولته حشد من النجوم مثل عبدالحسين عبدالرضا، إبراهيم الصلال ومحمد المنيع وجوهر سالم وغيرهم من نجوم التمثيل، ولعله من المفيد القول إن ثقة هؤلاء النجوم بالرؤية الإخراجية لفؤاد الشطي، واقتناعهم التام به وبقدرته على تقديم عمل جميل كان وراء قبولهم العمل في الأوبريت الذي يعتمد على الغناء في الكثير من مشاهده.

 


رحلة الشطي مع التمثيل والإخراج
قبل أن يخوض غمار الإخراج المسرحي وهو عشقه الأول والمكان الذي يبدع فيه شارك فؤاد الشطي في المسرح ممثلا في عدة أعمال مع فرقة المسرح العربي التي انتمى إليها، وهو من الذين تتلمذوا على يد المخرج الراحل زكي طليمات، كما درس الإخراج المسرحي.عمل في بداية حياته في العديد من الجوانب المتعلقة بالمسرح واشتغل في فرقة المسرح العربي بائع تذاكر وممثلا بأدوار بسيطة ومنظما، فقد كانت الفرقة تضم وقتها كما هائلا من النجوم الكبار، فلعب دور الفراش في مسرحية «الكويت سنة 2000»، وكان مسؤولا عن التنظيم في المسرحية أيضا، وفي مسرحية «24 ساعة» أدى دور الطباخ الهندي بابو، وقدم دور الطباخ أيضا في مسرحية «من سبق لبق»، وفي مسرحة «إمبراطور يبحث عن وظيفة» أدى دور شقيق الإمبراطور حيث أدى الراحل غانم الصالح دور الإمبراطور.

 


إبداع فنان
بدأت رحلته مع الإخراج المسرحي وواته الفرصة للإخراج في فرقة المسرح العربي لأول مرة في مسرحية «سلطان للبيع» التي أعدها الفنان الراحل جعفر المؤمن عن مسرحية لتوفيق الحكيم والتي قدمت على خشبة مسرح كيفان في الثالث عشر من يناير عام 1976، وتوالت أعماله الإخراجية في الفرقة حيث أخرج أيضا: عالم غريب غريب غريب، الثالث، عشاق حبيبة، نورة (التي قدمها أيضا في دولة الإمارات العربية)، دار، خروف نيام نيام، رحلة حنظلة (وعرضها أيضا في مهرجان بغداد المسرحي الأول، ومهرجان قرطاج المسرحي كما عرضها أيضا في الجزائر).وأخرج أيضا مسرحيات «القضية خارج الملف، احذرو، طار الفيل» للفرقة، كما أخرج أيضا مسرحية «الثمن» تأليف آرثر ميللر وهي من إعداد عبد العزيز السريع، وقُدمت في المهرجان المسرحي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي في الأول من أبريل 1988. وأيضا «جنون البشر»، التي عُرضت في عام 1997.ومن التجارب المهمة للراحل فؤاد الشطي إخراجه المسرحية الإماراتية «هالشكل يا زعفران»، وهي خطوة مهمة للمسرح الإماراتي الوليد الذي كان يستعين بكبار فناني الوطن العربي، وقبل أن يتعاون مع الشطي تعاون مع الفنان الراحل صقر الرشود، كما تعاون مع الفنان العراقي ابراهيم جلال والتونسي المنصف السويسي، ومسرحية «هالشكل يا زعفران» من تأليف عبدالرحمن المناعي وتقديم فرقة مسرح الشارقة الوطني التي شاركت بها في الدورة الأولى لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، وحظيت بالكثير من الإشادة والتقدير، وكانت ولادة الفنانة الإماراتية سميرة أحمد من خلالها، وهذا يعني أن الشطي لم يقف دوره عند الكشف عن المواهب في الكويت بل تعداها إلى الخليج، وقد كان الشطي فرحا مسرورا بإنجاز مسرح الشارقة وبالدور الذي أدته سميرة أحمد، وكانت الفرصة مواتية لتعريف الفنانين ووسائل الإعلام بهذه الموهبة الإماراتية الشابة في مهرجان الخليج للإنتاج التلفزيوني الذي أقيمت دورته الثانية في الكويت، وقد توطدت علاقة الشطي بفرقة مسرح الشارقة كما كان تعاونه بوابة لتعاون عدد من المسرحيين في الكويت مع الفرقة لاحقا.كما أخرج الشطي مسرحية الأطفال «شمس الشموس» التي لعبت بطولتها الفنانة هدى حسين وقدمت في العام 1987، وكانت تجربة مهمة ربما لم تأخذ حقها في تسليط الضوء عليها.
قضايا الأمة العربية إسهامات متعددة
عمل الفنان الراحل فؤاد الشطي جاهدا لخدم الفنان المحلي والعربي، وبإيجاز شديد نشير إلى بعض ما قدمه في هذا المجال، حيث ساهم في تأسيس العديد من الكيانا الفنية العربية، ومنها:
- الاتحاد العام للفنانين العرب.
- اتحاد المسرحيين العرب.
- اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وانتخب من قبل المسرحيين الكويتيين ليمثلهم في اللجنة العليا للمسرح بالكويت في مبادرة هي الأولى من نوعها.
- وهو صاحب فكرة ومؤسس الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية والمساهم الرئيسي في إشعاره، وشغل منصب أمين سر ورئيس للاتحاد في عدة دورات.
- مؤسس المركز الكويتي والإقليمي للهيئة العالمية للمسرح ورئيس لمجلس إدارته منذ تأسيسه، انتخب كأول عربي عضوا في المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح ITI لثلاث دورات متتالية.
ختاما
لا بد في الختام من أن نشير في عجالة إلى الأوسمة والتكريمات التي نالها الشطي محليا وعربيا ومنها:
- فاز بجائزة الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية للعام 1989.
- جرى تكريمه في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1992 ومهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته السادسة عام 1993 لإسهاماته البارزة في مجال المسرح، وكرم في مدينة بيشيليي الإيطالية عام 1998 وفي مهرجان المسرح الأردني. كرم في الدورة السادسة للمهرجان المسرحي للفرق المسرحية الأهلية بدول مجلس التعاون الذي أقيم في سلطنة عمان في مايو 1999، بمبادرة هي الأولى من نوعها في دول المجلس، وذلك بإجماع من فرق ومسرحيي هذه الدول.
- تم تكريمه في مهرجان أيام الشارقة المسرحية في أكثر من دورة كما كرمته إمارة الفجيرة عام 2002.
- كرم من قبل حاكم ولاية تامبيكو المكسيكية بشهادة تقدير ومواطنة شرفية أثناء المؤتمر الدولي العام للهيئة العالمية للمسرح بالمكسيك عام 2004.
- حصل على جائزة أفضل عرض مسرحي لإخراجه مسرحية «رحلة حنظلة» في مهرجان بغداد المسرحي عام 1985.
- حصل على جائزة أفضل تقنية مسرحية عن مسرحية «القضية خارج الملف» في مهرجان قرطاج عام 1989.
وأخيرا، اعذروني إن قصرت في التوقف عند بعض ملامح الإبداع المهمة والإنجازات الرائعة للفنان الكبير والصديق العزيز والمحب للمسرح وللفنان الكويتي الأستاذ الرحل فؤاد سالم الشطي.
وفي نهاية المنارة تحدث الفنان القدير سعد الفرج عن بعض ذكرياته مع الفنان الراحل منذ بداية اللقاء بينهما في فترة الستينيات من القرن الماضي.
كما تحدثت الفنانة هدى حسين عن ذكرياتها الشخصية والعائلية معه، متطرقةً إلى دوره في تكوين وبلورة شخصيتها الفنية بعد أن عملت معه في عدة مسرحيات في فرقة المسرح العربي.



قالوا ...
عبدالله عبد الرسول: فؤاد الشطي فنان كويتي عريق وقامة كبيرة وهو أستاذي

كتبت: فرح الشمالي
وجه أمين سر جمعية الفنانين الكويتيين المخرج عبدالله عبدالرسول الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا الوفاء للراحل القدير فؤاد الشطي وقال: فؤاد الشطي لا يمكن أن نعطي هذا الرجل الذي يعد قامة كبيرة حقه من خلال هذه المنارة، ولكن نستذكره في مهرجان القرين، هذا المهرجان العربي الثقافي الكبير، إنها وقفة جميلة تجاه الفنان الكويتي، باختصار شديد فؤاد الشطي فنان كويتي عريق وقامة كبيرة هو أستاذي أنا تلمذت على يديه ولي معه ذكريات جميلة في حياتي المسرحية والشخصية كان لفؤاد الشطي الدور الكبير فيها.وأكمل: أدعو له بالرحمة والمغفرة، هو رحل لكن تبقى أعماله خالدة ونبراسا وطريقا نقتدي بها في أعمالنا المسرحية. وأشار إلى أن إقامة المنارات الثقافية للراحلين من الرواد وفناني المسرح تؤكد دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم الحركة المسرحية الكويتية وتشجيع البقية من فنانين المسرح على العطاء وتقديم المزيد من الأعمال الناجحة، فالوفاء والعرفان للفنانين الراحلين يعتبر تشجيع معنويا ملموسا، وقال: يبقى المجلس الوطني هو مظلتنا الرسمية التي نلجأ لها في تطوير حياتنا المسرحية، والمهرجانات المسرحية لها دور كبير ومهم حيث تبرز الواقع المسرحي الكويتي واحتواء الفنان من خلاله.


أوس الشطي: الفنان الكويتي بتعبه ومسيرته الفنية يخلد ويكرم في التاريخ

وأشاد الفنان اوس ابن المخرج الراحل فؤاد الشطي بهذا الملتقى وهذه المنارة والجهود المبذولة من قبل القائمين على مهرجان القرين لإقامتها حيث قال انها تنم على صدق محبتهم وتقديرهم للراحل فؤاد الشطي، وكوني ابن فؤاد الشطي أشكر القائمين على هذه المنارة التي أثبتوا من خلالها أن الفنان الكويتي بتعبه ومسيرته الفنية لا تذهب هباء إنما يخلد ويكرم في التاريخ.وأكد الشطي إن المجلس الوطني في السنوات الأخيرة تبنى تقريبا معظم الأعمال المسرحية الكويتية التي شاركت في الخارج، وساهمت في حصاد الكثير من الجوائز والفضل يعود للمجلس الوطني الداعم للحركة المسرحية في الكويت، كذلك له بصمة وإسهامات كبيرة للحركة الثقافية والفنية بجميع المجالات كالموسيقى والفنون التشكيلية.


شايع الشايع: كان من الممكن أن يتهاون في أي شيء عدا ما يتعلق بالمسرح والفن

 وذكر د. شايع الشايع الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية أن فؤاد الشطي بمثابة أستاذ وأخ وصديق على المستوى الإنساني.وتابع: أنا اعتبر من أول تلاميذه وكان من الموجهين المتميزين أصحاب الضمير الحي وفيا لأصدقائه، وكان من الممكن أن يتهاون في أي شيء عدا ما يتعلق بالمسرح والفن، وكان من أهم صفاته الحميدة أنه لا يسمح لأحد بأن يتحدث بالنميمة عن شخص آخر غير موجود فهو خير صديق وخير زميل، ويفقه بالفن بشكل جيد ويبدي رأيه بشكل حصيف وبشكل دقيق، إن صح التعبير هو شمعة من الشموع التي انطفأت فأبو أسامة شخص صعب التكرار، وأنا ممتن للمجلس الوطني والقائمين على مهرجان القرين على هذه المنارة لصديقي وحبيبي الذي لن أنساه في دعائي آبدا.ومما لاشك فيه أن المجلس الوطني هو الراعي الرسمي لجميع الفنون في الكويت وأدواره تمتد في كثير من المحافل والأنشطة، ولكن أنا اعتقد أن قطاع المسرح يحتاج إلى اهتمام أكثر ويحتاج إلى مبادرات أفضل وتنظيم أكثر، ولا يجب أن نكتفي بالمهرجان المحلي وبعض الجوائز ولكن يحتاج إلى دعم كامل لتنمية المواهب المسرحية والطاقات الشبابية.

 


في محاضرة بمكتبة الجابرية ضمن فعاليات «القرين الثقافي»

المكتبات العامة.. لماذا تُعاني ندرة روادها؟!


المكتبات العامة تكاد تكون مجهولة لدى عدد كبير من المواطنين نظرًا إلى عدم تسويقها والدعاية لها
حمادة: من أسباب عزوف الشباب عن زيارة المكتبة العامة الاعتقاد بأن المعلومات التي تتضمنها قديمة
كتب: مهاب نصر
المكتبات العامة ليست مجرد قاعات مجهزة للقراءة والاطلاع، أو لتكديس المراجع والمصادر في رفوف منظمة، وزوارها ليسوا فقط الباحثين والدارسين، بل هي مرآة لتفاعل اجتماعي، ورغبة في المعرفة والتواصل على جميع الأصعدة، والانخراط في الحياة العامة. المكتبة العامة إذن كيان حضاري ودلالة على تطور مجتمع. لكن المكتبات العامة في الوطن العربي بعامة وفي الكويت بخاصة تعاني العزوف، وندرة الزوار، وقلة الفاعلية. من هنا جاءت الندوة التي استضافها مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23 بقاعة مكتبة الجابرية، وقدمت لها سهام الأستاذ، وحاضر فيها د. سمير حمادة.

أين المشكلة؟
استهل د. حمادة محاضرته بإيضاح عدد من الإشكالات التي تواجه الباحث في رصد حركة المكتبات العامة في الكويت، وذلك بسبب ندرة الدراسات الموثقة في هذا الصدد. وأشار حمادة إلى دراسة وحيدة منذ العام 1999 قام بها د. حسين الأنصاري، وكشفت عن نسب ضعيفة في ارتياد المكتبات العامة في الكويت. وفي دراسة بين د. حمادة أن هذه النسبة تناقصت في الوقت الحالي بصورة تدعو إلى القلق، مع تنامي الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة وشبكة الإنترنت، منبها إلى أن فضاء الانترنت لا ينبغي أن يكون عاملا سلبيا بل قد يكون محفزا على تطوير شكل وأداء المكتبات وفرص ارتيادها. وتحدث حمادة عن بعض المشكلات التي تواجه المكتبات ومنها عدم الإعلان عنها بشكل كاف، وعدم توافر الأنشطة المتنوعة المشجعة للمواطنين على ارتيادها، وهو ما أكدته عقب المحاضرة بعض مداخلات الحضور في إشارة إلى عدم وجود بيئة مرحبة في المكتبة العامة. كذلك أشار د. حمادة إلى افتقار المكتبات العامة إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة.  وفي استطلاع لخص د. حمادة نتائجه أشار إلى أن من أسباب عزوف الشباب عن زيارة المكتبة العامة هو الاعتقاد بأن المعلومات التي تتضمنها قديمة، أو بسبب ضغط الدراسة النظامية أو الجامعية.  ولفت إلى أن بعض الناس لا يفرقون حتى بين المكتبة العامة وبين المكتبات التجارية التي تبيع الكتب.
 
المكتبة في الغرب
وقدم د. حمادة فيديو دعائيا قصيرا أبرز دور المكتبة في الغرب والذي يعد مختلفا بدرجة كبيرة عن الصورة التي ألفناها. حيث تصبح المكتبة العامة منتدى اجتماعيا. وفرصة للالتقاء والنقاش، وتوقيع الكتب، والبحث عن الوظائف من خلال قواعد البيانات التي ينبغي توافرها في المكتبة. وأبدى د. حمادة دهشته من إغلاق المكتبات في الإدارات التي، على العكس، تشكل فرصة للعائلة ليجتمع أفرادها في المكتبة ليقضوا وقتهم بين الاطلاع والحوار واللقاء بالآخرين. وأشار د. حمادة إلى حادثة وقعت في أميركا حيث منع موظفو المكتبة أحد المتشردين من دخولها، ما جعل القضاء يصدر حكما بالغرامة على المكتبة العامة، موضحا أن حق ارتياد المكتبة والوصول إلى المعلومة لا يجب أن يكون لطائفة من دون أخرى، وأنه مكفول لكل المواطنين بلا تفرقة أو استثناء، وهو ما ينبغي أن يكون عليه وضع المكتبات لدينا أيضا.
 
من المعلومة إلى الترفيه
وقال د. حمادة إن أهداف المكتبة العامة وارتيادها متعددة فمنها ما هو معلوماتي، مؤكدا ضرورة توافر قواعد بيانات لكل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى قواعد البيانات الحكومية. ومنها ما هو ثقافي عام، ومنها أيضا ما هو تربوي، إضافة إلى الجوانب الترفيهية.ولفت د. حمادة إلى التحديات التي تواجه المكتبة العامة ومنها ما هو اجتماعي نظرا لعلاقتها بالمجتمع، كما نبه إلى التحدي التكنولوجي. كذلك هناك التحدي الاقتصادي المتمثل في عدم وجود ميزانيات كافية، ما لا توجد آلية معروفة لإمكان التبرع من جهات خاصة أو أفراد للمكتبات العامة. ثمة أيضا تحد مهني يتمثل في ندرة الكفاءات من المتخصصين، وعدم وجود متبرعين للقيام على خدمة المكتبة وروادها. أشار د. حمادة أيضا إلى طبيعة المباني الحديثة للمكتبة التي لا يجب أن تكون بالضخامة نفسها، حيث توفر الوسائط الحديثة المعلومات عبر الأجهزة وليس فقط من خلال الكتب، ونبه أيضا إلى أهمية عملية التسويق للمكتبة وأنشطتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر والانستغرام وغيرها، للتشجيع على ارتيادها، وتعريف الجمهور بدورها.
 
ضرورة التسويق
وقال د. حمادة إن المكتبات العامة تكاد تكون مجهولة لدى عدد كبير من المواطنين نظرا لعدم تسويقها والدعاية لها بشكل جيد. وأن على موظفي المكتبة العامة أيضا أن يتصفوا بالاطلاع الواسع على محتوياتها ليشكلوا دليلا إضافيا للقارئ المحب للاطلاع للوصول إلى مبتغاه.وأكد حمادة أن ما يتوافر في المكتبة ليس المراجع المتخصصة فحسب بل الكتب والمواد الترفيهية أيضا، وهو ما يشجع عددا أكبر من الناس على ارتيادها.

مداخلات
وأكدت مداخلات الحضور على طبيعة المشكلات نفسها التي تواجهها المكتبات العامة من ضعف في البنية أو ما أسماه أحدهم بالبيئة المنفرة لرواد المكتبات.في ختام اللقاء أهدى الأستاذ منير العتيبي درعا تكريمية للدكتور سمير حمادة مؤكدا أن المجلس الوطني، بعد نقل تبعية المكتبات العامة إلى إدارته، يضع في اعتباره النهوض بأدائها وتطويرها وتلافي المشكلات التي تتعرض لها ضمن خطة موضوعة.

Happy Wheels