مهرجانات وأنشطة

النشرة الثانية


اضغط هنا لتحميل النشرة الثانية

 

تقديرَا لجهوده المميزة في المجال الديني وبدء الاحتفالات بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية صاحب السمو منح شيخ الأزهر وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الممتازة

الطيب: هدية سمو الأمير وسام للأزهر الشريف وعلمائه والمسلمين

 

منح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بقصر السيف، الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الممتازة تقديرا لجهوده الكبيرة المبذولة والمميزة في المجال الديني والخدمات الجليلة التي قدمها، وذلك بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح. حضر المقابلة نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح ووزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح. وقال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب: إن «هذا التكريم هو للأزهر وعلمائه والمسلمين بشكل عام، وقبل ذلك مصر والمصريون، فحينما يكرم سمو أمير الكويت الأزهر فهو يكرم مؤسسة عريقة تعلم 450 ألف دارس بينهم نحو 40 ألف طالب وطالبة من 111 دولة غير مصر.
وأضاف: أن الهجوم على الأزهر يأتي لأنه قوة ناعمة كبيرة جدا للمسلمين والعالم العربي ولمصر، وبما أن المطلوب هو العبث بالمنطقة وبمصر حتى بعد صمودها فقد رأوا أن الأزهر هو أحد مداخل العبث بالمنطقة، وأكد أن الأزهر لم يخرج قائدا واحدا من قادة الفكر الإرهابي على مدى أكثر من ألف سنة، وشدد على أن الإسلام لم ينشر بالسلاح أبدا، وأننا نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني وكذلك الإعلامي والثقافي والحضاري، ولا بد أن تعمل كل هذه الخطابات مع بعضها البعض. سمو رئيس مجلس الوزراء يستقبل شيخ الأزهر استقبل سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وبحضور معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح في قصر السيف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د. أحمد محمد الطيب والوفد المرافق له وذلك بمناسبة زيارته للبلاد لحضور احتفالية انطلاق فعاليات «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016». حضر المقابلة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي حسين اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس د. بدر فيصل الدويش.

 

 

في حفل افتتاح «القرين 22» برعاية وحضور سموه المبارك: اختيار الكويت «عاصمة الثقافة الإسلامية 2016»

يتوِّج جهودها في نشر الفكر المستنير الكويت اضطلعت منذ الخمسينيات بدور ثقافي ريادي وسعت إلى نشر منهج الوسطية الذي يتسم به الدين الإسلامي د. التويجري: معايير اختيار عواصم الثقافة الإسلامية تتوافر في الكويت الناهضة

د. الغنيم: جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية دلالة كبيرة على رعاية الكويت لأبنائها في كل المجالات الحمود: الكويت ستحرص على أن تبقى وفية لإرثها ونهجها ودورها في إظهار أبهى صور الإسلام
متمسكون بتقاليدنا الإسلامية والمجتمعية الأصيلة.. ونكتب مستقبلنا ليحل السلام أينما حللنا وننشر الفرح والفكر والأمان الحكومة حريصة على توفير المناخ الملائم للخلق والابتكار وتشجيع أبناء الكويت من الموهوبين.



كتب: عادل بدوي
في احتفالية استثنائية على مستوى التمثيل والحضور وأهمية الحدث الثقافي المحلي والإقليمي والدولي، وبرعاية وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، شهد مسرح عبدالحسين عبدالرضا أمس الاثنين، حفل انطلاق احتفالية «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016» وافتتاح مهرجان القرين الثقافي الـ22، وذلك بحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب والوفد المرافق له، ونائب رئيس مجلس الأمة النائب مبارك الخرينج، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، ومديرة المهرجان عائشة المحمود، ولفيف من أعضاء السلك الديبلوماسي والسفراء المعتمدين لدى دولة الكويت، وجمع من الفنانين والإعلاميين والشخصيات العامة وضيوف مهرجان القرين الثقافي، إلى جانب جمهور غفير حرص على حضور هذه الاحتفالية الاستثنائية.
بدأ الحفل بالسلام الوطني وآيات عطرة من القرآن الكريم، ثم أعلن عريفا الحفل المذيعان إيمان نجم وعبدالمحسن البرقاوي بدء الاحتفالية بدعوة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بإعلان انطلاق الاحتفالية ثم تلا سموه: «بسم الله وعلى بركة الله نعلن انطلاق احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016».
الفكر المستنير وفي تصريح صحافي أمس أكد سمو الشيخ جابر المبارك أن اختيار الكويت «عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016» يتوج الجهود التي بذلتها دولة الكويت منذ سنوات طويلة من أجل نشر الثقافة والوعي والفكر المستنير وحرصها البالغ على تكريس الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دينا للتسامح والسلام.
وشدد سموه على الدور الثقافي الريادي الذي اضطلعت به الكويت منذ الخمسينيات وسعيها إلى نشر منهج الوسطية الذي يتسم به الدين الإسلامي، معربا عن سعادته الكبيرة بانطلاق فعاليات «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016» وافتتاح الدورة الـ 22 لمهرجان القرين الثقافي التي تتزامن مع احتفالات الكويت بالعديد من المناسبات الغالية على قلوب أبنائها وأهمها الذكرى الـ 55 لاستقلال البلاد والذكرى الـ 25 للتحرير والذكرى العاشرة لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، متمنيا سموه دوام الخير والرخاء للكويت والتقدم والازدهار لأبنائها الأوفياء.
وقال سموه إن الثقافة بمختلف روافدها تشكل عنصرا مهما في حياة المجتمع وتعتبر محورا أساسيا من محاور التنمية الشاملة ودافعا قويا لتنشيط المبادرات الخلاقة وتعزيز الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري للكويت، مشيدا بالجهود التي بذلها أبناء الكويت من مثقفين ومفكرين وفنانين الذين حملوا رسالة إنسانية راقية لإعلاء مكانة الكويت في العالم.
ودعا سموه إلى ضرورة استثمار هذه الفعاليات المهمة لإظهار الوجه الحضاري المشرق لدولة الكويت والبدء في خطوات جادة من أجل دعم الإبداع الفكري والثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وإعلاء قيم التآخي والتسامح في العالم.
وأكد حرص الحكومة على توفير المناخ الملائم للخلق والابتكار وتشجيع أبناء الكويت من الموهوبين في كل مجالات الثقافة والفنون، ولفت إلى أن افتتاح مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا الذي تزامن مع انطلاق مهرجان القرين الثقافي الـ 22 «يعكس تقدير الكويت الكبير واعتزازها البالغ بأبنائها الفنانين وفخرها بدورهم في إثراء الحياة الفنية والثقافية في الكويت والمنطقة».
كلمة الرعاية بدوره قال وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود في كلمة نيابة عن سمو رئيس الوزراء جابر المبارك: باسم كويت العطاء بلد المحبة والتسامح نجتمع اليوم لنحتفل بمناسبتين: إطلاق فعاليات الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016, وافتتاح الدورة الـ 22 لمهرجان القرين الثقافي, وهو ما يؤكد على موقع وأهمية الكويت في العالم الاسلامي وحرصها على لعب دورها الثقافي بما يمثله من نهج وسطي معتدل ومنفتح يؤمن بالسلام والقيم النبيلة, ما ساهم في اختيارها مركزا انسانيا عالمياً من أرفع مرجع أممي.
وقدم الحمود جزيل الشكر والتقدير إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك رئيس اللجنة العليا لاحتفالات الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016 على دعم سموه اللامحدود ورعايته الكريمة، وقال: «إنه لشرف كبير أن يحتفل معنا بهذه الانطلاقة بصفته الكريمة شخصية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية، صاحب الفضيلة الإمام الاكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، هذه المؤسسة العريقة بأصالتها ومرجعيتها وأعمالها التي بحثت تطور الإسلام وأثره الحضاري والثقافي على البشرية جمعاء.

كما رحب بحضور معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، مشيدا بجهوده المتميزة والرائدة بالنهوض بعمل المنظمة وتقوية أواصر التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء في إطار العمل الاسلامي المشترك».
وتابع: ستحرص دولة الكويت خلال هذا العام على ان تبقى وفية لإرثها ونهجها ودورها في إظهار أبهى صور الاسلام في زمن يسعى فيه البعض الى تشويه هذه الصورة عن قصد او غير قصد، ومن واجبنا أن نواجه تحديات العصر من تطور تكنولوجي وسرعة في الاتصال والتواصل، مما جعل من هذا العالم قرية صغيرة تتشابك وتتفاعل باختلاف مكوناتها. ونحن نرى في ذلك فرصة عظيمة للإسلام لكي ينتشر ويظهر حسنه، لذا سندعم الثقافة من أجل تلك الغاية، ونرسخ قيم التسامح والمحبة والسلام، ونؤكد وسطية منهجنا وعمق إيماننا وانسانيتنا، ونمثل تاريخنا بتمسكنا بتقاليدنا الاسلامية والمجتمعية الأصيلة ونكتب مستقبلنا ليحل السلام أينما حللنا وننشر الفرح والفكر والامان.
وأضاف: ومن هذه المسلمات انطلقت اللجنة العليا المنظمة لاحتفالية الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016، ووضعت خطة لنشاطات طوال هذا العام، مرتكزة على توجهات القيادة السياسية المتمثلة بسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد – قائد العمل الإنساني – وسمو ولي العهد الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء، الحريصة على وحدة المسلمين والسلام والازدهار.
واستطرد وزير الإعلام قائلاً: نحرص مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على انطلاق هذه الاحتفالية الهامة بالتزامن مع مهرجان القرين الثقافي وعلى تكريم المبدعين من الفنانين ليكونوا قدوة في المجتمع, ولنؤكد على انفتاح الكويت على التنوع والابتكار، وهذا ما يؤكد عليه حفلنا اليوم أيضا من خلال تكريم الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا وإطلاق اسمه على هذا المسرح الذي يحتضننا وتوزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2015 على مبدعين يشرفون الكويت بإبداعاتهم.
وأكد معالي الوزير أن الكويت حرصت على دعم الثقافة والفنون والآداب بكافة الامكانيات مع ضمان دور الشباب في رفدها لأجل استمراريتها والارتقاء بها ولهذا جاء تأسيس «جائزة الكويت للتميز الشبابي 2016» في عدد من مجالات الثقافة والفنون والآداب لتتواكب مع طموحات وإبداعات الشباب وحثهم على العمل والمثابرة والتميز عرفانا منا بدورهم البارز بالمساهمة في النمو الحضاري والثقافي للمجتمعات.
وشدد وزير الإعلام على أن هذا الاحتفال يأتي تأكيدا للأولوية التي تعطيها الكويت للثقافة كعامل أساسي في الحفاظ على الاسلام والانفتاح على العلم والاعتدال ونشر السلام لخير الامم، معرباً في ختام كلمته عن شكره للحضور الكريم.

 

 


كلمة الإيسيسكو

من جانبه أعرب المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري في كلمته خلال الحفل عن جزيل الشكر والعرفان لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على دعم سموه المتواصل للمنظمة وجهوده الثمينة لحماية المصالح العلي العالم الإسلامي وخدمة الأهداف الإنسانية السامية للأمة الإسلامية.
وقال التويجري يسعدني أن أتحدث إليكم في هذا الحفل البهيج الذي يقام بمناسبة انطلاق احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016، عن المنطقة العربية، ويشرفني بادئ ذي بدء، أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان، إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حفظه الله، على الدعم الذي تقدمه دولة الكويت، للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وعلى جهود سموه الكريم المتواصلة في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، وفي تقوية التضامن الإسلامي، من أجل حماية المصالح العليا للعالم الإسلامي، وخدمة الأهداف الإنسانية السامية لأمتنا الإسلامية المجيدة.
كما يسرني أن أشكر صاحب السمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، على تشريفه هذا الحفل بحضوره الكريم، داعيا الله، سبحانه وتعالى، أن يديم نعمة الاستقرار والازدهار والرقي والتقدم على هذا البلد الكريم، وأن يوفق قيادته الرشيدة لما فيه الخير والصلاح لهذا الشعب العريق، وللشعوب الإسلامية كافة وللإنسانية جمعاء.
نحتفل هذه السنة بمدينة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية، في إطار «برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية» المعتمد في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر سنة 2004، والذي جدد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو سنة 2009، كما جدد في المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المنعقد في مسقط سنة 2015.
وتنطلق احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية هذه السنة، مع بدء فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثاني والعشرين، مع احتفالية حالية في جمهورية المالديف، عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية، واحتفالية فريتاون في جمهورية سيراليون، عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الأفريقية.
وكنا في السنة الماضية 2015، قد احتفلنا بنزوي في سلطنة عمان، عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية، وبالما أتا في جمهورية كازاخستان، عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية، وبكوتونو في جمهورية بنين، عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الأفريقية.إن اختيار عواصم الثقافة الإسلامية ينم طبقا لمعايير دقيقة يُراعى فيها أن تكون العاصمة الثقافية ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافي تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في الدولة وفي الإقليم، وأن تكون لها مساهمة متميزة في إغناء الثقافة الإسلامية وفي ازدهار الثقافة الإنسانية عموما، وأن تتوافر هذه العاصمة الثقافية على معالم حضارية، ومؤسسات ثقافية وفنية، وأن تعنى بتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية، وإقامة معارض للكتاب والفنون التشكيلية، وتنظيم العروض المسرحية والمنتديات الأدبية والفنية.
وهذه المعايير جميعها تتوافر في هذه المدينة الناهضة الجميلة الكويت التي ازدهرت ازدهارا قل نظيره خلال العقود الأخيرة، وتطورت تطورا ملحوظا من النواحي كافة، خصوصا من الناحية الثقافية بكل دلالات الثقافة ومفاهيمها وعلى شتى مستوياتها وفي جميع مجالاتها، وزاد تأثيرها وتنامى عطاؤها في مجالات التعليم، والثقافة، والعلوم، والآداب، والفنون، والنشر، والارتقاء بالحياة الإنسانية، مما كان له تأثير ملحوظ في تطور الثقافة الإسلامية.إن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية، الذي يضم في نسخته الجديدة للسنوات 2015 – 2025، خمسا وثلاثين عاصمة، يهدف إلى تعزيز الوحدة الثقافية للشعوب الإسلامية، وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات.
كما أن من الأهداف المتوخاة من هذا البرنامج، التي تحرص الإيسيسكو على الإسهام في تحقيقها، تجديد عطاء الحضارة الإسلامية، والتعريف بتراثها الفكري والعلمي والثقافي والإبداعي، وإنعاش الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية لتقوية الهمم وحفز العزائم والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي، والسعي إلى تطوير الثقافة، وتشجيع الإبداع الأدبي والفني، والتفوق في حقول العلم والمعرفة، استئنافا لدورة حضارية جديدة تعيد للأمة الإسلامية مكانتها اللائقة بها بين الأمم، وتساهم من خلالها في بناء السلام العالمي من المنطلقات الثقافية، والإبداعات الفكرية، والإسهامات العلمية، والعطاءات المتنوعة في مجالات المعرفة الإنسانية.
إن الإيسيسكو تسعى، من خلال تنفيذ هذا البرنامج الحضاري الثقافي وبرامج متعددة ومشروعات أخرى كثيرة، إلى نشر قيم تجديد البناء الحضاري، وإعلاء شأن الثقافة والفكر والإبداع، لأننا أمة تؤمن بالسلام، وتنتمي إلى حضارة إنسانية راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش، وأننا دعاة عدل وسلام، نرفض التطرف بكل أنواعه والإرهاب بكل فئاته، ونسعى لخير العالم، وما يحقق المصلحة العامة لجميع البشر ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة، ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه ويمكنه من القيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه الإنساني العام، وأنه من الضروري والعالم الإسلامي يمر بمرحلة حرجة تنامت فيها تيارات التطرف والتعصب والإرهاب والطائفية المقيتة، واشتعلت نيران الحروب المدمرة للإنسان وللعمران أن نعود إلى تلك الأصول الجامعة والقيم الأصيلة لرأب الصدع وجمع الكلمة والحفاظ على علاقات الأخوة بين شعوبنا في إطار التضامن الإسلامي.
لقد جعلت الإيسيسكو من برنامج عواصم الثقافة الإسلامية برنامجا ممتدا ومتواصلا في الزمان والمكان، ليس فحسب على المستوى الخارجي، بمعنى اختيار ثلاث عواصم للثقافة الإسلامية كل سنة، ولكن على المستوى الداخلي الذي نقصد به استمرار الإشعاع الثقافي لهذه العواصم بصورة دائمة، والذي سيمتد هذه السنة، بمشيئة الله تعالى، من هنا من الكويت المزدهرة الزاهرة بفنون الثقافة وإبداعاتها التي تعبر، أوفى ما يكون التعبير، عن ضمير الأمة الإسلامية وتعكس أصالتها وعراقتها وخيريتها. يعزز الروح الإيجابية نحو المعرفة والبحث العلمي والخدمة العامة للبلاد.
لقد انطلقنا جميعا عبر مراحل حياتنا ونحن نحمل رسالة استلهمنا ركائزها من مسيرة آباء وأجداد لنا كرام، فجَرت في عروقنا مجرى الدم من الجسد، مضمونها أن العمل الجاد والمثابرة المتواصلة إنما هي واجب أصيل تفرضه الوطنية الحقة والولاء الصادق لهذه الأرض الطيبة وأنها سبيل إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى الذي أفاض علينا وعلى كويتنا الغالية بوافر نعمه وكريم فضله.
شكرا لوطننا الحبيب، وأدامه الله علينا عزيزا آمنا تحت ظل والد الجميع حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أدامهما الله وحفظهما. وشكرا لسمو رئيس الوزراء على رعايته الكريمة وعلى حضوره هذا الحفل، وهو أمر نعتز به ونقدره. والشكر موصول لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على تشريفه لنا في الكويت وحضوره هذه الأمسية المميزة.


 كلمة المكرمين

من جهته أكد الدكتور عبدالله الغنيم في كلمة ألقاها نيابة عن الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية: أن لهذه الجائزة دلالة كبيرة على رعاية الدولة لأبنائها في كل المجالات لأنها الدافع القوي نحو مضاعفة العطاء ومواصلة العمل البناء وتوجيه الطاقات الفردية إلى تحقيق توجهات الدولة التنموية. وأضاف: أن الجائزة تلفت أنظار الشباب إلى «المواطن القدوة» بما يزرع الروح الإيجابية نحو المعرفة والبحث العلمي والخدمة العامة للبلاد. وتابع: «إننا جميعا انطلقنا عبر مراحل حياتنا ونحن نحمل رسالة استلهمنا ركائزها من مسيرة الآباء والأجداد التي جرت في عروقنا مجرى الدم من الجسد مضمونها أن العمل الجاد والمثابرة المتواصلة إنما هي واجب أصيل تفرضه الوطنية الحقة والولاء الصادق لهذه الأرض الطيبة».وأعرب عن الشكر باسمه وباسم الفائزين بجوائز الدولة لهذا العام لكل من رشحهم وللجنة المعنية في المجلس الوطني للثقافة على جهودها الكبيرة.


بانوراما فنية

وعقب مشاهدة فيلم تسجيلي عن الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2015، كان الموعد مع تكريم الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا بمناسبة إطلاق اسمه على أحدث مسارح الدولة التي أنشئت أخيرا بمنطقة السالمية، ذلك الحدث الذي اعتبره كثير من الفنانين الكويتية أنه بمنزلة تكريم للحركة الفنية الكويتية ولكل الفنانين الكويتيين.
ويعد الفنان عبد الرضا احد الرواد المؤسسين للمسرح في منطقة الخليج العربي، وله دور كبير في إثراء الحركة الفنية في الكويت، لما يزيد على نصف قرن ولدوره التنويري في عرض القضايا المحلية والعربية، ليبدأ بعد ذلك عرض بانوراما تجسد الحياة الفنية للفنان عبدالحسين عبد الرضا من إعداد مشعل العيدان، سينوغرافيا وإخراج محمد الحملي. حيث جسدت عدد من الفرق المسرحية بعض المشاهد من أعمال فنية قدمها الفنان القدير عبدالحسين عبد الرضا خلال مسيرته الحافلة من المسرحيات والأوبريتات والمسلسلات مثل: عزوبي السالمية وديوان السبيل، وقناص خيطان و 30 يوم حب، وباي باي عرب، وسيف العرب والليلة يصل محقان، وأوبريت زمن وشهر العسل وبعد العسل وفرحة أمه، والصبر مفتاح الفرج، وعتاوية الفريج، وحط الطير طار الطير، وأوبريت قبل الزواج، ومن سبق لبق، ومراهق بالخمسين، وباي باي لندن، وبساط الفقر، ومسلسل سوق المقاصيص والحيالة وقاصد خير، ومسابقات شهر رمضان وغطاوي ١٩٨٦ وفرسان المناخ، ودرب الزلق، وعايلة بو مريان، وبني صامت، واجلح واملح.


لحظة التكريم

وعقب مشاهدة فيلم تسجيلي عن سيرة ومسيرة الفنان عبدالحسين عبدالرضا جاءت لحظة التكريم، حيث دعا عريفا الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، ومعالي وزير الإعلام الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، ود. عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة للصعود على خشبة المسرح لبدء مراسم التكريم بالفنان عبدالحسين عبدالرضا تقديرا لمسيرته ودوره الكبير في خدمة الحياة المسرحية والفنية وبما سطره من تاريخ فني شكل علامة بارزة في تاريخ الفن الكويتي والعربي.
عقب ذلك قام د. عبدالعزيز التويجري بتقديم درع المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، كما قام وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود بإهداء سمو رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للاحتفالية، منحوتة برونزية من أعمال الفنان ابراهيم حبيب الحائز جائزة الدولة التشجيعية، ليبدأ تكريم نخبة من أبناء الكويت الذين استحقوا جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية.. لما قدموا لبلدهم وأمتهم العربية من جهد فكري وتميز إبداعي في مجالات المعرفة على اختلافها، وهم:
أولا: الحاصلون على جوائز الدولة التقديرية:
الشاعر يعقوب يوسف السبيعي - في مجال الشعر.
د. عبدالله يوسف الغنيم – في مجال الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتراثية.
الفنان سامي محمد الصالح – في مجال الفنون التشكيلية.
ثانيا: الفائزون بجوائز الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية:
أولا: مجال الفنون:
- جائزة الفنون التشكيلية والتطبيقية (النحت – الخزف – الحفر).
الفنان فاضل سليمان العبار عن عمله في النحت «أمومة».
الفنانة جميلة سليمان جوهر عن عملها في الخزف «الأرزاق».
- جائزة الإخراج التلفزيوني:
المخرج كامل سليمان العبدالجليل عن فيلم «سور الكويت الثالث – رمز تكاتف الكويتيين لحماية الوطن».
- جائزة الإخراج السينمائي:
المخرج أحمد عبدالرحمن الخلف عن فيلم «كان رفيجي».
ثانيا: مجال الآداب:
- جائزة القصة القصيرة:
- مشاري محمد العبيد عن مجموعته القصصية «غايب وقصص أخرى» وفوز الأستاذ عبدالعزيز سعد المطيري عن مجموعته «وهم الوقت» مناصفة.
- جائزة النص المسرحي:
- سامي إبراهيم بلال عن مسرحية «على المتضرر اللجوء.. للفضاء».
- جائزة أدب الأطفال:
- أمل عبدالجبار الرندي عن قصة «حدائق العسل».

ثالثا: مجال العلوم الاجتماعية والانسانية:
- جائزة الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية:
- د. عبدالله محمد الهاجري عن عمله «دراسة نقدية في منهجية ومضمون النص التاريخي لكتاب الكويت لمؤلفه عبدالعزيز الرشيد».
- جائزة علم الاجتماع:
- عبدالله غلوم الصالح ود. مها ناجي غنام عن عملهما المشترك «بين مجتمعين الانتماء لأي أرض.. والولاء لمن؟».
- جائزة علم النفس:
- د. عويد سلطان المشعان عن عمله «المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالعصابية والاكتئاب والعدوانية لدى المتعاطين والطلبة في الكويت».
- جائزة الاقتصاد:
- د. سيد أحمد يعقوب سيد يوسف الرفاعي عن عمله «التطور التاريخي لاستخدام النقود - دراسة اقتصادية تحليلية ونقدية».
- جائزة العلوم السياسية:
- د. فيصل مخيط بوصليب عن عمله «العوامل المؤثرة في اتخاذ الكويت قرار تأييد الحرب الأميركية على العراق في عام 2003».



تكريم الإمام الأكبر


وكان مسك ختام الاحتفالية تكريم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، تقديرا لدوره الكبير في حماية العقيدة، وبما يمثله من حضور مؤثر في الثقافة العربية والإسلامية، بوصفه المفكر والداعية المستنير، وكشخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ22 وكشخصية لعالم المسلم الوسطي في أروع صورها وأبهى تجلياتها، ولسعيه الدائم إلى تعزيز ونشر ثقافة التسامح والحوار من موقعه في مشيخة الأزهر الشريف.



تتويجًا لمسيرته الفنية التي تجاوزت نصف قرن تكريم الفنان عبد الحسين عبد الرضا وإطلاق اسمه على  مسرح السالمية
        سعد الفرج: تكريم بوعدنان يعتبر تكريمًا لجيل كامل من الفنانين
        سعاد عبدالله: عبد الحسين قائد مسيرة ومنارة فنية لبقية زملائه
        مريم الصالح: هذا التكريم لفتة كريمة نشكر المسؤولين عنها
        عبدالرحمن العقل: إطلاق اسمه على مسرح السالمية .. شرف لنا


كتب: ياسر أبو الريش
في احتفالية بانورامية تم اطلاق اسم الفنان عبد الحسين عبد الرضا على مسرح السالمية؛ تكريما له وتتويجا لمسيرته الفنية الحافلة، والتي تجاوزت نصف قرن من العمل الفني والمسرحي، وجعلته سفيرا فنيا كويتيا فوق العادة. وتأتي تلك المبادرة في عهد قائد العمل الإنساني سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبمبادرة مباركة من سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، في حدث تاريخي في المسيرة الفنية كويتيا وخليجيا وعربيا، حيث تعتبر المرة الأولى التي يتم فيها تسمية مسرح باسم نجم في حياته وبوجوده. تلك الخطوة لقيت ترحيبا كبيرا من الفنانين، وإشادة من الوسط الأدبي والمسرحي، وعلى المستوى الشعبي أيضا. الفنان سعد الفرج أعرب عن سعادته بتكريم الفنان عبد الحسين عبد الرضا، مؤكدا أنه حينما يرى الفنان اسمه على المسرح فإن هذا يعتبر تكريما لجيل كامل من الفنانين من جيل أبو عدنان، وقدم الشكر لوزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا التتويج الرائع، وهذه اللفتة الكريمة، وقدم التهنئة لجميع الفنانين على هذا التكريم.
من جانبها قالت الفنانة سعاد عبدالله: إن الفنان عبد الحسين عبد الرضا يعتبر كالمنارة لبقية زملائه، كما أنه يعتبر قائدا لهم، معتبرة أن شهادتها بحق بوعدنان قد يكون مشكوك فيها لمزاملتها له على مدار50 عاما في الاعمال الفنية، حيث كان أول عمل يجمعهما هو «اغلب زمانك»؛ لتكتمل المسيرة إلى اليوم. وأضافت: إن عبد الحسين بالنسبة لها هو بمنزلة الأخ الذي يسعى دائما لتقديم المشورة والنصح، متمنية له طول العمر والصحة، وأن يظل علما من أعلام الكويت.
بدورها شكرت الفنانة مريم الصالح رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك على هذا التكريم واللفتة الكريمة التي خص بها مسرح السالمية، وأطلق عليه اسم الفنان القدير المحبوب عبد الحسين عبد الرضا.
وأكد الفنان عبدالرحمن العقل أن إطلاق اسم العملاق عبد الحسين على مسرح السالمية هو شرف كبير لجميع الفنانين، لافتا إلى أن عبد الرضا يستحق أكثر من اطلاق اسمه على مسرح فهو قيمة وقامة، شاكرا كل من شارك في إطلاق اسم الفنان على المسرح، معتبرا ان هذا فأل حسن لبقية فناني جيل عبد الرضا، وعلى رأسهم الفنان سعد الفرج والفنانة سعاد عبدالله ومريم الصالح وحياة الفهد، مداعبا أنه يتمنى أن يكون آخر هذه الكوكبة التي سيتم تكريمها. سيف العرب عبد الحسين عبد الرضا واحد من أشهر وأبرز الفنانين الخليجيين والعرب، كما يعد من رواد فن التمثيل في منطقة الخليج العربي، وأحد قلائل الممثلين في الخليج الذين تجاوزوا نصف القرن في التمثيل منذ بداياته به. ولد في دروازة عبد الرزاق بفريج العوازم في منطقة شرق في الكويت، في العام 1939، لأب يعمل بحارًا، تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة، وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية، وعمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي عام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة، إلا ان عشقه كان للفن والمسرح. يعتبر عبد الرضا من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم. حيث كانت بداياته في أوائل ستينيات القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1961، وذلك من خلال مسرحية صقر قريش بالفصحى، حيث كان بديلا للممثل «عدنان حسين»، وأثبت نجاحه أمام أنظار المخرج زكي طليمات، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز وغيرها.  قدم أشهر المسلسلات الخليجية على الإطلاق، والذي لايزال المسلسل الأول بالخليج، وهو مسلسل درب الزلق، كذلك مسلسل الأقدار الذي كتبه بنفسه، وعلى جانب المسرح كانت له مسرحيات كثيرة أشهرها «باي باي لندن»، «وبني صامت»، و«عزوبي السالمية»، و«على هامان يا فرعون»، وغيرها الكثير.
 كما أنه قام بكتابة بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية بنفسه، منها «سيف العرب»، و«فرسان المناخ»، و«عزوبي السالمية» و«30 يوم حب»، و«قاصد خير» وغيرها، كما أنه خاض مجال التلحين والغناء والتأليف المسرحي والتلفزيوني وأصبح منتجا. 

اشتهر بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع بقالب كوميدي ساخر. كما انه أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي عام 1961، وفرقة المسرح الوطني عام 1976، كما قام في العام 1979 بتأسيس مسرح الفنون كفرقة خاصة، وفي عام 1989 أسس شركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع. وكان قد قام في عام 1971 بتأسيس شركة مطابع الأهرام. نال الفنان العديد من الجوائز والتكريمات منذ العام 1977 وحتى الآن، وتنوعت بين مصر وتونس والكويت والسعودية والبحرين، وتم تتويجه بالعديد من الألقاب منها نجم المسرح الأول. تضمَّنا لقطات من أهم أعماله الفنية وملابس أشهر الشخصيات

 

معرضان يوثِّقان مسيرة «بوعدنان»



كتبت: فضة المعيلي
تضمنت الاحتفالية الخاصة بتكريم الفنان عبد الحسين عبد الرضا معرضا للصور الفوتوغرافية التي توثق مسيرته الفنية. في بداية المعرض كتبت سيرته الذاتية المصغرة وكانت كالتالي: ممثل كويتي، ولد في 15 يوليو 1939، يعتبر من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج، كانت بدايته في أوائل ستينيات القرن العشرين، وتحديدا في عام 1961 من خلال مسرحية «صقر قريش» بالفصحى، حيث كان بديلا للممثل «عدنان حسين» وأثبت نجاحه أمام أنظار المخرج «زكي طليمات»، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز.
اشتهر بجمال صوته وهذا ما أعطاه تميزا عن بقية الفنانين في جيله، مما جعله يخوض تجربة «الأوبريتات» كأول فنان يقوم بعمل الأوبريتات التمثيلية الغنائية والتي لاقت نجاحا كبيرا. أسس قناة «فنون» التي بدأت بثها عام 2006 لتكون بذلك أول قناة متخصصة في الكوميديا على مستوى الوطن العربي. من أعماله التليفزيونية: «مذكرات بوعليوي، درب الزلق، العتاوية، الأقدار، درس خصوصي الحيالة، التنديل، أبو الملايين، العافور».  ومن أعماله المسرحية: «صقر قريش، اغنم زمانك، الكويت سنة 2000، من سبق لبق، بنى صامت» وغيرها.
ومن الأوبريتات: «مداعبات قبل الزواج، بساط الفقر، بعد العسل». ومن أعماله الإذاعية: «بوشلاح، المقدر كاين، دار الفلك، راعي الديوانية، وعد الحر».
اشتمل المعرض على صور فوتوغرافية تجسد كل مراحله العمرية، وأيضا رواد من الفنانين الذين شاركوا معه في مشواره الفني وسيرتهم الذاتية. هذا بالإضافة إلى لقطات فوتوغرافية مميزة من الأعمال التي شارك فيها مع الفنانين، ومنها مع الراحلة مريم الغضبان صورة لعمل تجمعه معها في مسرحية «باي باي لندن» في عام 1981، وصورة تجمعه مع الراحل خالد النفيسي في مسلسل «الحيالة» في عام 2003، وصورة تجمعه مع الفنانة القديرة حياة الفهد في مسلسل «درس خصوصي» عام 1981. هذا بالإضافة إلى صور تجمعه مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله في مسرحية «عزوبي السالمية» في عام 1979، وأيضا صورة له معها في أوبريت «بساط الفقر» في عام 1979.

أزياء والمميز في المعرض أنه تضمن أزياء للفنان عبدالرضا تتعلق بأبرز المسلسلات والمسرحيات التي أحبها الجمهور، ومنها زي شخصية شارد بن جمعة في مسرحية «باي باي لندن» في عام 1981، شخصية د. عبدالباري بيرق في مسرحية «مراهق في الخمسين» في عام 1997، زي له في أوبريت «بساط الفقر» في عام 1979، زي شخصية حسين بن صامت في مسرحية «بنى صامت» في عام 1975، زي شخصية راشد في أوبريت «شهر العسل» في عام 1978، وزي شخصية هلال في مسرحية «عزوبي السالمية» في عام 1979.  أحمد مقيم: وسام على صدري رسم «الأيقونة» عبدالحسين عبدالرضا  عبر الفنان التشكيلي الكويتي أحمد مقيم عن سعادته الغامرة بتكليفه أولا من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب رسم لوحة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، وثانيا بإنجاز هذه اللوحة التي ستظل في مدخل المسرح الذي يحمل اسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا. وقال الفنان التشكيلي أحمد مقيم: وسام على صدري رسم «الأيقونة» الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا. وحينما جرى تكليفي بتحقيق هذا العمل دخلت في حالة من التفرغ التام، حيث البحث والتحليل لكم من الصور التي تعود إلى مراحل متعددة من حياة نجمنا القدير الذى تشرفت بلقائه على مدى الأشهر الست الماضية عشرات المرات وفى كل مرة كنت أكتشف مساحة الحرص التي يمتلكها وأيضا دعمه الكبير لجيل الشباب. وكانت هذه اللقاءات بالنسبة إلي إنجازا لا يقل قيمة عن تحقيقي لتلك اللوحة التي وضعت خلالها كل تجربتي الفنية.  وتابع الفنان أحمد مقيم: لقد اختيرت إحدى الصور من أرشيف نجمنا القدير وتم الاشتغال عليها من أجل رسمها ضمن مقاسات كبيرة لتكون في مدخل مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا. وفى كل مراحل الرسم كان نجمنا الكبير يزودني بالملاحظات والإرشادات والعمل على إحداث كم من الإضافات كي تتناسب الصورة مع المرحلة العمرية الجديدة لمبدعنا الكبير.



عرض في حفل تكريمه شريطًا دراميّاً متنوعًا أنعش ذاكرة محبيه عبد الحسين عبد الرضا .. تاريخ الضحك والدموع

 

كتب: شريف صالح
يروى أن عبد الحسين عبد الرضا حل بديلا لزميله عدنان حسين في مسرحية «صقر قريش»، فلفت انتباه الرائد المسرحي الراحل زكي طليمات، وكان ذلك في العام 1961، ومنذ لحظته الأولى لم يعد عبد الحسين بديلا لأحد... منذ لحظته الأولى أصبح في صدارة الصف الأول.
كان لطليمات تلامذة عظام أسسوا الدراما في الكويت والخليج، لكن يظل عبد الحسين متفوقا على رفاق دربه بخطوات. اسمه صار أيقونة وشعارا في حد ذاته لا يحتاج إلى ألقاب بجواره... فهو الممثل الكبير من دون أن تضع تلك الصفة أمام اسمه... وهو الأكثر براعة بين رفاق دربه في تقديم ذلك الغناء الدرامي... الأكثر نباهة في حضوره والتقاطه للدعابة.
نجوميته الطاغية لخمسة وخمسين عاما لم تدفعه إلى ابتذال فنه... فهو يتعامل مع كل عمل بحرص من ينحت أيقونات من ذهب... ومكانته الراسخة لدى الجمهور الكويتي والخليجي والعربي لم تغره بالتنكر لرفاق دربه، بل وللأجيال التالية له... فرأيناه يشكل ثنائيات لا تنسى مع سعد الفرج وخالد النفيسي وسعاد عبدالله ومحمد جابر وغيرهم... ورأيناه يحتضن من سار على الدرب بعده مثل داود حسين.
عبد الحسين ليس مجرد «كوميديان» ولا «مضحكاتي» ولا «مشخصاتي»... فهو بحضوره وإبداعه كان السجل الأمين لتاريخ من الضحك والدموع... أشد القضايا وأكثرها حساسية تتسلل بين «إفيهاته» و«ارتجالاته». وربما لا يعلم البعض أن عبد الحسين «طبّاع» بارع... درس في شبابه فنون الطباعة في مصر وألمانيا... ثم وظفها في دراما تطبع أثرا لا يُنسى في نفوس من يشاهدها... يكفي أن ننظر حولنا لنرى «أفيهات» عبد الحسين في مسلسلاته ومسرحياته، وقد باتت جزءا من وعي وهوى المواطن الكويتي والخليجي... جرت مجرى الأمثال كما يقولون... يكفي أن نتأمل عناوين أعماله التي أصبحت أيقونات في ذاتها... فمن ينسى «درب الزلق»... «باي باي عرب»... «فرسان المناخ»؟! ومن ينسى أوبريتات مثل «شهر العسل»؟!


لا يمتاز عبد الحسين عن أقرانه بالبراعة في أداء الكوميديا والتراجيديا فقط... ولا جمال الصوت والأداء الغنائي فقط... ولا بتلك الفطنة في التقاط الدعابة فقط... بل يمتاز فوق هذا كله بالحضور الطاغي والآسر... يكفي أن تراه على خشبة المسرح، أو على الشاشة، حتى لو لم ينطق بكلمة واحدة... تلك الهبة الربانية التي حفرت له مكانة لا تدانيها مكانة أخرى في نفوس الملايين من محبيه.
وكان عبد الحسين على مستوى المحبة... أفنى حياته لإسعاد جمهوره، حريصا على ألا يبتذل نفسه أو يبتذل إبداعه... مؤمنا بأن الفن رسالة ومتعة وليس تسلية فقط... فالفنان رائد والرائد لا يكذب أهله.
وبلغ من فرط حرصه أنه أتقن كل حرف الفن من الكتابة والإخراج والإعداد... كل تفصيلة صغيرة يلم بأسرارها، وقد يشارك بنفسه في تنفيذها... فهو لا يعيش نجومية زائفة... ولا يخدع نفسه... وقد رأيته بنفسي وهو يقرأ نصه الإذاعي ويعدل في جمله قبل التسجيل مباشرة... لأنه عبد الحسين الذي لن يقبل بأداء أي كلمة.


عبد الحسين ـ في كلمة واحدة ـ هو تاريخ الفن... تاريخ الدراما في الكويت والخليج... ومن النادر جدا على مستوى العالم العربي كله أن يحتفظ فنان بالقمة منفردا لنصف قرن من الزمان... فعل ذلك عبدالوهاب... وفعلت ذلك أم كلثوم... وأيضا عبد الحسين عبد الرضا. فمنذ أن كان ابن الثانية والعشرين من عمره وهو على القمة... لم تزحزحه تقلبات الأيام ولا إغواءات الشهرة.
وعندما تشيد الكويت مسرحا على أعلى مستوى فلا ممثل آخر جديرا بأن يطلق اسمه عليه قبل عبد الحسين عبد الرضا... إطلاق اسمه على ذلك المسرح الرائع في السالمية... هو وسام من الدولة... ومن ملايين المحبين له.ليأتي تكريمه في حفل افتتاح القرين من قبل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وبحضور كبار الشخصيات من العالم العربي... أبلغ دلالة على مكانة «بوعدنان» رسميا وشعبيا... فهو «فنان الشعب» عن جدارة واستحقاق. وضمن فعالية هذا التكريم أبدع المخرج الشاب محمد الحملي في كتابة تاريخ عبد الحسين عبد الرضا... بالصورة لا بالكلمة... عبر استعادة أشهر المشاهد والأعمال المحفورة في ذاكرة ووجدان الجمهور. وبمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب من فرق فنية مختلفة. كانت فرصة عبر هذا الشريط الدرامي المتنوع كي ننعش الذاكرة بإبداعات عبد الحسين... نسترجع نصف قرن من التمثيل والقيم... من الضحك والدموع... «الليلة يصل محقان»... والليلة وصل عبد الحسين وتألق في حفل العرفان والتقدير.
استعدنا لحظات من «30 يوم حب» التي كتبها بنفسه وأخرجها حسين الصالح، وشاركته البطولة القديرة سعاد عبدالله مع الراحلين أحمد الصالح، وعائشة إبراهيم، وكنعان حمد، وجوهر سالم... وأيضا القدير محمد جابر ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ كأننا نقول له 55 سنة من الحب والتألق.ومر بنا الحملي على عبد الحسين الصاخب والسياسي على خشبة المسرح في «باي باي عرب» التي شاركه فيها الراحلان: غانم الصالح، ومريم الغضبان... مع هيفاء عادل وجيل شاب سطع أيامها بقيادة داود حسين وانتصار الشراح.


هذه المسرحية التي تبدو كوميديا هزلية لكنها حافلة بالإسقاطات السياسية والاجتماعية... كأنها تشريح عميق للوعي العربي... نبوءة لكل المآلات السيئة التي انتهينا إليها. وغير بعيد عنا «فرسان المناخ» مع رفاق دربه: غانم الصالح، وعبد العزيز النمش، وإبراهيم الصلال، ومحمد المنيع، ومحمد السريع، واستقلال أحمد وأيضا داود حسين.ما الذي يمكن أن نقوله الآن عن هذا العمل الذي لا يُنسى؟ «فتش عن الاقتصاد»... «الفلوس في حياة الناس»... الطفرة النفطية التي تجتذب الطامعين والسماسرة والمضاربين في البورصات... أليس هذا العمل الذي قدم مطلع الثمانينيات كان جرس إنذار لأزمات اقتصادية عالمية وليس فقط محلية أو عربية؟ ألم يتحقق ما قاله عبد الحسين بعد ثلاثين عاما في أمريكا؟!إنها نبوءة الفنان ووعيه الشفاف. رغم أن «بوعدنان» ينفي دائما اهتمامه بالسياسي، ويكتفي بالإشارة إلى مشاركته وهو شاب في السابعة عشرة من عمره في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر... مصر التي ارتبط بها دائما وأبدا وتتلمذ على يد أحد أساتذتها الكبار هو زكي طليمات.
صحيح لا ينشغل عبد الحسين بالسياسة بشكل مباشر... ولا يعنيه موالاة هذا السياسي أو ذاك. ولا ينحاز لتلك القبيلة ولا تلك الطائفة... لأنه يدرك أن على الفنان أن ينحاز لوطنه أولا وقبل أي شيء... ينحاز لشعبه وجمهوره... وللقيم الإنسانية التي قد تلوثها السياسة. من هنا جاءت كلمته السياسية مغلفة بالدراما والرؤية والنبوءة... كلمة صادقة ترتفع عن تفاصيل اللحظة... لتظل حية على مر الزمن.
من الصعب في هذه العجالة أن نتوقف عند كل عمل قدمه عبد الحسين طوال مسيرته الزاهية... لكن أسعدنا الشباب بقيادة محمد الحملي وهم يقدمون لنا لمحات ولحظات و«قفشات» من: أوبريت شهل العسل، ومسرحية سيف العرف، وفرحة أمة، ومراهق في الخمسين، ومن مسلسل سوق المقاصيص، وعايلة بومرزوق... أمثال وغطاوي... ودرب الزلق... وغيرها وغيرها. شباب أبدعوا... وأسعدوا الحضور... بمواهبهم وبراعتهم في التقمص والأداء واستعادة روح الكبار. كانت تلك هي التحية الأجمل للقدير الكبير عبد الحسين عبد الرضا... التحية الأجمل لــ 55 سنة من الإبداع والحب والعطاء... تحية تخبرنا بأن هؤلاء الشباب على الدرب سائرون... وأن عبد الحسين عبد الرضا بنفسه يسلم لهم راية الإبداع والمحبة. لا يعني ذلك أنه قد وضع نقطة في آخر دفتر الإبداع... فعبد الحسين ـ متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر ـ يدرك أن الفنان صاحب الرسالة لا يتوقف أبدا... ولا يعتزل... ولا يخذل جمهوره. وأمس كان الموعد مع جمهوره... الرسمي والشعبي... ملأ مسرح «عبد الحسين عبد الرضا» كي يقول له... أنت لم تخذلنا أبدا... فشكرا لك.


الحملي: لخصنا مسيرة عبد الحسين قال محمد الحملي، مخرج العرض الفني الخاص بتكريم الفنان عبد الحسين عبد الرضا: حاولنا أن نجسد مسيرة الفنان عبد الحسين عبد الرضا باختيار بعض الأعمال، وعرض بعض الأعمال المعروفة وغير المعروفة للجمهور، وحاولنا أن نقربها للواقع من خلال استخدام بعض الإكسسوارات والمكياج التي تظهر الفترة الزمنية التي عرض فيها العمل الفني. ولفت الحملي إلى أن البانوراما تشمل  كثيرا من الأعمال التلفزيونية، والأعمال المسرحية، والأوبريتات الغنائية، في اطار كوميدي اجتماعي، وتمت الاستعانة بالشباب الكويتي، ومنهم طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، وفرقة باك ستيج.

العيدان: قدمنا ومضات مضيئة من تاريخ بوعدنان قال مشعل العيدان، معد الفيلم التسجيلي الذي جسد مسيرة الفنان عبد الحسين عبد الرضا: أخذ منا العمل في إعداده قرابة الشهرين، وتضمن بعض الأفكار المبتكرة التي أضافت لمسات فنية تتواءم مع المشاهد التمثيلية والغنائية. وفي بداية افتتاح البانوراما ذكرنا إحدى الشخصيات التي جسدها عبد الحسين عبد الرضا كشكل، وهي شخصية هلال في مسرحية «عزوبي السالمية»، وهو يمسك «الدله والقلاص» ويرتدي القناع. وأضاف العيدان: عملنا أوبريت مدته ثماني دقائق اشتمل على المحطات  الغنائية المميزة، ومنها أغنية «تمورو» في مسرحية «باي باي لندن»، وأغنية «باربي باربي» من مسرحية «مراهق في الخمسين».
وأوضح العيدان أنه جرى استحضار لقطات من أعماله النادرة، مثل مسرحية «من سبق لبق» وغيرها من الأعمال. أما في المشاهد التمثيلية فقد اخترنا ومضات من أعماله من الأبيض والأسود، تضمنت لقطات من مسرحيات ومسلسلات مثل مسرحية «الليلة يوصل محقان»، مسرحية «أجلح وأملح» ومسلسل «عائلة بومرجان». وتابع العيدان: وأيضا أدرجنا مشاهد تمثيلة من «مسرحية بنى صامت»، ومسرحية «مراهق في الـ 50»، و«مسرحية سيف العرب»، و«مسرحية فرحة أمة». ولفت أيضا إلى تضمن العمل أغاني من أوبريتات غنائية، مثل «بساط الفقر»، و«مداعبات قبل الزواج»... وغيرهما.
وأشار العيدان إلى أنه حاول وفريق العمل أن يوصل الحس الفني ويذكر الجمهور بتلك الأعمال، من خلال تلك المشاهد التي لم تتجاوز تقريبا 3 دقائق، أما الأغاني فلم تتجاوز الدقيقة والنصف، والمميز أننا حاولنا أن نقوم بتوزيع جديد لها، ولفت العيدان إلى أنه اعتمد على التنويع حتى لا يمل الجمهور في أثناء المشاهدة.وعن تصميم الأزياء بيَّن أنه قامت بتصميمها أنوار العلي التي تناسبت مع المشاهد التي عرضت في بانوراما. وأوضح العيدان أن فريق العمل تكون من طلبة المعهد العالي للفنون للمسرحية، ومن خريجي المعهد، وكذلك فريق من الشباب من مسرح الحملي للفنون المسرحية، ومن فرقة باك ستيج جروب.
لدورهم المميز في الحركة الثقافية والأدبية في البلاد الكويت تمنح مبدعيها جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية لعام2015

       

 

الغنيم: هذه الجائزة دافع لأبناء الوطن على مواصلة العطاء
        السبيعي: الجائزة رسالة من المسؤولين تقول للشخص الحائز عليها لقد أحسنت
        الصالح: الكويت تحتفل بأبنائها المبدعين والمتميزين في مختلف المجالات



كتب: ياسر أبو الريش
منحت الكويت جائزة الدولة التقديرية لعام 2015 لكل من الدكتور عبدالله يوسف الغنيم، في مجال الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتراثية، والشاعر يعقوب يوسف السبيعي في مجال الشعر، والفنان سامي محمد الصالح في مجال الفنون التشكيلية، وذلك لدورهم المميز في الحركة الثقافية والأدبية في الكويت، حيث تمنح الجائزة لأبناء دولة الكويت من أصحاب الريادة والاسهامات في تأصيل جذور الثقافة بين أبناء الوطن منذ استقلاله وما قبله، والذين مهدوا الطريق لنهضة ثقافية شاملة جعلت الكويت تحتل مكانة مرموقة على المستوى الخليجي والعربي والدولي؛ عرفانا من الدولة بعطاءاتهم المميزة وإنجازاتهم الابداعية في المجالات الثقافية والأدبية والإنسانية.من جانبه قال الدكتور عبدالله يوسف الغنيم: إن هذه الجائزة تعتبر دليلا واضحا على رعاية الدولة لأبنائها في كل المجالات، كما أنها دافع لأبناء الوطن على مواصلة العطاء وتوجيه للطاقات الفردية نحو آفاق الدولة التنموية، لافتا إلى أن تلك الجائزة تعمل في الوقت نفسه على لفت أنظار الشباب إلى مواطن القوة وتصنع القدوة، الأمر الذي يعزز الجوانب الإيجابية ويرسخ للمعرفة والبحث العلمي والثقة.
وتقدم الغنيم بالشكر الجزيل لكل من قام بترشيحه لهذه الجائزة المرموقة، خاصة لجنة التقييم والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعلى رأسه الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب.
بدوره أوضح الشاعر يوسف السبيعي أن الجائزة تعتبر صرخة أو رسالة من المسؤولين في الكويت تقول للشخص الحائز عليها: لقد أحسنت، وفي المقابل لا يملك الشخص إلا بذل مزيد من العطاء، حيث إن إحساسه بأنه مدين للدولة يزداد.وأضاف أن جائزة الدولة التقديرية تظل مسيطرة على الإنسان بشكل كبير، وتظهر في سلوكه ونفسيته وكل شيء.
وشكر السبيعي كل من ساهم في حصوله على الجائزة.ومن ناحيته أكد الفنان سامي الصالح أن هواية النحت بدأت معه منذ الصغر في أيام الدراسة الأولى، وأن والدته هي من شجعته على استغلالها، لافتا إلى أنه استمر في تنمية هذه الهواية والموهبة، وقام بصقلها بالدرvاسة ملتحقا بالجامعة لدراسة الفنون.وأضاف أنه نتيجة لهذا المشوار وهذا الجهد قامت الكويت بتكريمه وحصوله على جائزة الدولة التقديرية التي سبقتها جائزة الدولة التشجيعية.واعتبر الصالح أن حصوله على هذه الجوائز شرف له، معربا عن سعادته بأن تحتفل الكويت بأبنائها في مختلف المجالات.وقد فاز أيضا بجائزة الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والإنسانية لعام 2015 كوكبة من أبناء الكويت المبدعين.في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية فاز الفنان فاضل سليمان العيار بجائزة النحت عن عمله أمومة، والفنانة د. جميلة سليمان جوهر بجائزة الخزف عن عملها الأرزاق.وفي مجال الفنون حصل المخرج كامل سليمان العبدالجليل على جائزة الإخراج التلفزيوني، والمخرج أحمد عبدالرحمن الخلف عن جائزة الإخراج السينمائي.
وفي مجال الآداب حصل مشاري محمد العبيد وعبدالعزيز سعد المطيري على جائزة القصة القصيرة مناصفة، وسامي إبراهيم بلال على جائزة النص المسرحي، وأمل الرندي على جائزة أدب الطفل.
وفي مجال العلوم الاجتماعية والانسانية الدكتور عبدالله محمد الهاجري على جائزة الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية لدولة الكويت، والدكتورة مها ناجي غنام وعبدالله غلوم الصالح على جائزة علم الاجتماع مناصفة.كما حصل د. عويد سلطان المشعان على جائزة علم النفس، ود. أحمد سيد يعقوب الرفاعي على جائزة الاقتصاد ود. فيصل أبو صليب على جائزة العلوم السياسية. وحجبت الجائزة المخصصة لمجال الدراسات النقدية في الفنون التشكيلية، كما لم يتقدم أحد في مجال الترجمة إلى اللغة العربية. تجدر الإشارة إلى أن قيمة الجائزة التقديرية تبلغ 20 ألف دينار كويتي، إضافة إلى درع وشهادة تقدير، فيما تبلغ قيمة جائزة الدولة التشجيعية 10 آلاف دينار إضافة إلى درع وشهادة تقدير. تستمر فعالياته حتى 6 فبراير المقبل

 

جمهور «القرين»... على موعد مع جرعات مكثفة من الثقافة والمعرفة والفنون معارض للفنون التشكيلية والكتب والمخطوطات ومحاضرات وأمسيات موسيقية وليالٍ سينمائية ومسرحية ومنارات وندوات فكرية.

 



كتب: مدحت علام
تتميز الدورة الثانية والعشرون من عمر مهرجان «القرين» الثقافي بالكثير من الفعاليات والأنشطة، التي نرى أنها تتناسب مع رغبة الجمهور في التزود بالثقافة والمعرفة والفنون، وذلك من خلال جدول استثنائي مزدحم بكل مفيد وممتع.
وبداية المتعة شاهدها الجمهور بالفعل أمس الاثنين من خلال حفل الافتتاح، الذي حظي بإقبال جماهيري متميز، والذي تضمن في برنامجه تكريم الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا، الذي أثرى الساحة الفنية «الدرامية والمسرحية» بأعمال خالدة، سيحتفظ بها التاريخ في ذاكرته، كي تطلع عليها الأجيال المتعاقبة، بالإضافة الافتتاح الرسمي للمسرح الذي يحمل اسمه، بكل ما يحتويه من تقنيات فنية، تشير إلى ما وصلت إليه الكويت من اهتمام بالمسرح، بالإضافة إلى تكريم كوكبة المبدعين الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، والانطلاق الرسمي لاحتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية.
ويتفرد «القرين الـ22» بعدد من ورش العمل التي تلبي رغبات شريحة كبيرة من محبي الفنون والثقافة، ليقدم الأستاذ عبده الطقش ورشة في فن المكياج المسرحي ثم ورشة عمل حول مسرح العرائس والدمى، للأستاذتين دلال القطان وسندس التميمي، وورشة فن كتابة القصة القصيرة... السرد لعبة يقدمها الكاتب شريف صالح، وورشة إبداعات فنون الخط العربي يقدمها الفنان والخطاط علي البداح، وورشة «همزة بلا أخطاء للأستاذة عواطف العلوي في مكتبة الكويت الوطنية... بالإضافة إلى دورة تدريبية للطفل في مجال ترميم الآثار يقدمها الدكتور حامد المطيري.
 في ما يفتتح معرض المكتشفات الأثرية العائدة للعصر الإسلامي في متحف الكويت الوطني، بينما تتوالى المعارض الفنية والتشكيلية، ليتابع الجمهور معرضا للفنانة المصرية مادلين ويلسن غالي في قاعة أحمد العدواني، ومعرض الفنانة السعودية هدى توتنجي في متحف الفن الحديث، ومعرض الشباب التشكيلي، ومعرض التراث الإسلامي للطوابع البريدية بالتعاون مع الجمعية الكويتية لهواة جمع الطوابع والعملات في متحف الكويت الوطني، ومعرض مشترك في فن «نانو أرت» للفنانتين نجلة الرشيدي والدكتورة أولغا كيسيليفي، في متحف الفن الحديث، ومعرض «رؤى مصرية» في قاعة معجب الدوسري في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي، بينما يعبر معرض «القرين» الشامل عن منظومة الفن التشكيلي في الكويت بتعدده وتنوعه، ومعرض «فن التطريز الفلسطيني... الماضي والحاضر والمستقبل»، في بيت السدو، ومعرض «الكتب والمخطوطات النادرة في التراث العربي والإسلامي»، في مكتبة الكويت الوطنية، ومعرض لإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مجمع الفنار، وافتتاح بيت الخزف الكويتي في بيت الغيث.
وفي مجال المحاضرات حرص المهرجان على تقديم وجبة ثقافية متميزة، كي يتابع الجمهور ما سيقدمه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب «شخصية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية» في المسجد الكبير، من محاضرة قيمة تتناول شتى القضايا المتعلقة بديننا الحنيف، ومحاضرة «كاظمة البحور» التي سيلقيها الدكتور سلطان الدويش، ومحاضرة «نتائج التنقيب في موقع القصور»، ويلقيها الدكتور حامد المطيري، في متحف الكويت الوطني، ومحاضرة «التنين من الصين إلى بلاد الإسلام» ويحاضر فيها البروفسير جيوفاني كيوراتولا، ومحاضرة «في الوسطية الإسلامية» للدكتور فهمي جدعان وستقام في كلية الآداب في جامعة الكويت، ومحاضرة «15 غرزة... إعادة تقديم الغرزة التقليدية في التطريز الفلسطيني المعاصر للمحاضر عمر خوري في بيت السدو»، ومحاضرة «ترميمات قلعة بهلاء في وسط عمان» يقدمها الباحث علي بن سعيد العدوي، في المدرسة القبلية، ومحاضرة «أسياد البحار» للباحث حمود بن حمد بن جويد الغيلاني، في مكتبة الكويت الوطنية، ومحاضرة عن كتاب القزويني للبروفسير روي برفير في مركز اليرموك الثقافي، ومحاضرة «القاهرة في عصر سلاطين المماليك... آثارها وفنونها»، للدكتور عبدالله نصار في متحف الكويت الوطني. ويحل الروائي إبراهيم نصر الله في أمسية «ذاكرة المكان»، وستقام في مكتبة الكويت الوطنية. بينما يحتفي المهرجان بمنارتين ثقافيتين في مكتبة الكويت الوطنية هما منارة الفنان عبدالله الفضالة، ومنارة الفنانة عائشة الإبراهيم.
وعلى مستوى الندوات سيتابع الجمهور الاحتفاء بتجارب المرأة العربية في جميع المجالات... ليشاهد ندوة حول «أدب المرأة في الخليج العربي» وتحاضر فيها الأديبتان أسماء الزرعوني وفوزية الرشيد، في مكتبة الكويت الوطنية، وندوة «أدب المرأة في الخليج العربي»، للأديبتين ليلى محمد صالح وأمل عبدالله، في مكتبة الكويت الوطنية، وندوة «المرأة المعاصرة في المجتمعات الإسلامية بمشاركة نخبة من المبدعات العربيات، في مكتبة الكويت الوطنية. في ما ستتضمن الندوة الرئيسية للمهرجان في جلساتها الصباحية والمسائية، محاور تتعلق بـ «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي... الفرص والمخاطر»، وسيشارك فيها نخبة من الباحثين والمفكرين والمثقفين، وستقام جلساتها في مكتبة الكويت الوطنية.
وسيحصد الجمهور متعته من خلال العروض الموسيقية والفنية والليالي السينمائية، كي يشاهد في ليلة سينمائية فلسطينية فيلم «أرض الحكاية» للمخرج رشيد مشهراوي في سينما ليلى غاليري، والعرض المسرحي «كوكين نانتا»، على مسرح عبد الحسين عبد الرضا، والعرض المسرحي «العرس» لفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية على مسرح الدسمة، وستطرب فرقة الرندي للفنون الشعبية جمهورها بعرضها في القصر الأحمر، وحفل الفنان يوسف المهنا على مسرح عبد الحسين عبد الرضا، وأمسية موسيقية لفرقة «الكمنجاتي»، في مسرح مكتبة الكويت الوطنية، إلى جانب عرض فرقة تشيانج الصينية على مسرح عبد الحسين عبد الرضا، وعرض مسرحية «ألاقي زيك فين يا علي»، على مسرح الدسمة، وحفل فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية، في المتحف البحري.
وتختتم فعاليات المهرجان بحفل غنائي تحييه الفنانة وعد البحري على مسرح الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا.

Happy Wheels